المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي شرع الشرائع وسن العبادات جعل لها من الوسائل ما يقيمها ليتعبد الناس على اكمل وجه وافضل طريقة ليتعاونوا على البر والتقوى واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فاوصي نفسي واياكم بلزوم تقوى الله جل جلاله ومتابعة الاولى والحذر من اتباع الهوى ولزوم سنة النبي صلى الله عليه وسلم امام الهدى كما اسأل المولى جل جلاله ان يجعلني واياكم ممن اذا اعطي شكر واذا ابتلي صبر واذا اذنب استغفر اللهم امين موضوع هذه الكلمات توجيهات الائمة والمؤذنين في شهر رمضان المبارك وفي غيره تعلقت هذه المحاضرة بالائمة والمؤذنين لان الامامة وظيفة الاذان من اعظم الاعمال العبادية التي امر الله جل وعلا عباده بان يلوها وان يؤدوا الامانة فيها لان الصلاة هي اعظم اركان الاسلام العملية فليس بعد الشهادتين الا الصلاة الصلاة عبادة لله جل وعلا عظيمة هي ركن الاسلام وهي عماد الدين وهي الفارقة بين الاسلام وبين الكفر كما صح عنه عليه الصلاة والسلام من حديث جابر في مسلم وفي غيره انه قال ليس بين العبد وبين الكفر او الشرك الا الصلاة في السنن من حديث بريدة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ولما كان امر الصلاة بهذه المثابة امر الله جل وعلا ببناء المساجد الاحياء ان تعمر بذكر الله جل وعلا من الصلاة وتلاوة القرآن واداء النوافل قال سبحانه انما يعمر مساجد الله من امن بالله واليوم الاخر واقام الصلاة واتى الزكاة ولم يخشى الا الله فعسى اولئك ان يكونوا من المهتدين وقال ايضا في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والاصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة ايتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والابصار. الاية وقال ايضا جل وعلا امرا باداء الامانات ان الله يأمركم ان تعدوا الامانات الى اهلها واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل وقال ايضا جل وعلا لما ذكر وصف المتقين انهم على صلاتهم دائمون وانهم يحافظون على الصلاة قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين لما كان الامر في الصلاة بهذه الاوامر العظيمة جعل الله جل وعلا للمحافظة على ادائها ولنيل رضوان الله جل وعلا في ادائها جعل لها احكاما كثيرة ومن ضمن تلك الاحكام الاحكام المتعلقة بدخول الوقت ومن يلي دخول الوقت او الاعلان به والاحكام المتعلقة بالائتمان ومن يلي الامامة في الناس الاذان والامامة يعني التأذين والامامة هذا هاتان كما يقول العلماء وظيفتان شرعيتان عظيمتان جعل الله جل وعلا فيهما اعظم الثواب وهما عبادتان جليلتان وكل عبادة لابد في قبولها من الاخلاص لله جل وعلا وكل عمل لا يخلص العبد فيه ذلك العمل لربه جل جلاله فانه مردود عليه ومن ذلك التأذين ومن ذلك امامة الناس لهذا اعظم ما ينبغي ان ينظر فيه الى الاغاني الى التأذين والى امامة الناس انهما عبادتان جليلتان لابد فيهما للعبد من الاخلاص ومعنى الاخلاص في هذا الموطن انه يعمل هذا العمل تقربا الى الله جل وعلا لا لنيل مال او لنيل رياسة او لكي يثني عليه الناس بحسن صوته او بانه كذا وكذا انما لاداء العبادة هذه من عبادة الاذان ومن عبادة الصلاة وامامة الناس في ذلك قد قال جل وعلا من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفي اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون اولئك الذين ليس لهم في الاخرة الا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما يعملون دلت الاية من سورة هود على ان العبد اذا كان يعمل العمل للدنيا فان عمله باطل بل هو وبال عليك وتوعده الله جل وعلا في على ذلك بقوله اولئك الذين ليس لهم في الاخرة الا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون وهذا يدلك كما قال العلماء على ان ارادة الحياة الدنيا وان ارادة المال او ارادة الجاه او ارادة السمعة بامر هو من العبادات ان هذا قادح في الاخلاص في ذلك. وقد ذكر العلماء على هذه الاية ذكروا مع صور كما هو في شروح كتاب التوحيد. وقد ساق الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله هذه الاية في ان من الشرك ارادة الانسان بعمله الدنيا. وذكروا منها الامام والمؤذن لا يؤم ولا يؤذن الا لما يأخذه من الدنيا وهذا قدح في الاخلاص لهذا قال العلماء انما يأخذه الامام او المؤذن من رزق يفرضه ولي الامر للامام او المؤذن انما هو رزق له ليستعين به على اداء هذا الواجب الشرعي واجب التأذين وواجب الامامة فالتأذين واجب كفائي والامامة كذلك وهذان الواجبان الشرعيان يفرض لمن قام عليهما رزق من بيت المال يعينه على اداء ذلك ولكن لا يكون قصد الامام او قصد المؤذن ما يأخذه. فان اخذ ادى التأذين والامامة وان لم يأخذ لم يؤدي فان هذا ليس من الاخلاص لهذا كان ابن عمر رضي الله عنهما يطوف بالكعبة اتاه رجل وسلم عليه فلم يرد عليه السلام فقال لابن عمر يا ابن عمر لم ترد علي سلام قال نعم انك مؤذن تأخذ على اذانك اجرا والفرق ما بين الاجر والرزق في هذا ان الاجر يقول من يريد هذا العمل اعطوني كذا والا لا اؤذن لكم اعطوني كذا وكذا على الصلاة الواحدة او على الفرض الواحد والا لا اؤدي لكم فمن قال ذلك فانه يريد ان يستأجر باداء هذا العمل العبادي فليس جائزا ان يجاب على ذلك بل يجب على من يكون عنده اهلية لذلك ان يقوم به عند فقد من يقوم به من جهة التطوع وهذا الاصل العظيم اذا تحركت به النفوس فانه يكون اداء الامانة في ذلك اعظم ما يكون في انه يؤذن لله ويؤم الناس لله وحينئذ اذا اذن لله وام لله فانه اذا اتاه شيء من الرزق او من المال او من السكنة فانها تعينه على اداء طاعة الله جل وعلا وليست مقصودة في نفسها وهذا مما ينبغي ان يحاسب كل امام وكل مؤذن نفسه على ذلك بان يوطن نفسه على الاخلاص وعلى الصدق في اداء هذه العبادة. ولا يقول مثلا انا والله صليت اربع فروظ اليوم صليت في الاسبوع ما غبت في هذا الاسبوع الا مرة الا مرتين هذا المنطق ليس شرعيا بل يجب عليه ان يحاسب نفسه على كصغير الامر وكبيره وها هنا مسألة كلم العلماء عليها وهي هل القيام بالاذان افضل ام القيام بالامامة افضل؟ على اقوال لاهل العلم في ذلك فمنهم من قال التأذين افضل لانه قد جاء في السنة الصحيحة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال المؤذنون اطول الناس اعناقا يوم القيامة والامامة لم يرد فيها مثل هذا الفضل. وقال اخرون بل الامامة افضل لان الامام يكون الاقرب الافقه والمؤذن لا يشترط ان يكون اقرأ او ان يكون افقه وانما يشترط فيه ان يكون عالما بالوقت مؤتمنا في دينه وان يكون حسن الصوت او احسن اهل المسجد صوتا او نحو ذلك ودلوا على هذا بان النبي صلى الله عليه وسلم ولي الامامة ولم يلد تأبين دل على ان الامامة افضل من التأبين لان الله جل وعلا لا يختار لنبيه صلى الله عليه وسلم الا الافظل وهذا هو الصحيح فان التأذين فضله عظيم ولو يألم الناس ما في الندى والصف الاول ثم لم يجدوا الا ان يستهموا عليه لاستهموا عليه كما في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم فالتأذين فضله عظيم ولكن الامام افضل من التأذين لان الامام يكون الاقرأ والافقه والاعلم ولان الامام اذا احسن فله ولجماعته الذين يصلون معه ولان النبي صلى الله عليه وسلم قام بالامامة وقام بها بعده الخلفاء الراشدون وائمة الاسلام كانوا يلون امامة الناس بالصلوات المفروضة والجمعة لانها هي الافظل ما هو عمل المؤذن في الشرع وما هو عمل الايمان؟ اما المؤذن فهو الذي يؤذن الناس بدخول الوقت يعني يعلم الناس بدخول وقت هذه العبادة لاجل ان يؤدي الناس العبادة بعد دخول الوقت ويدعو الرجال القادرين للصلاة في المسجد جماعته فالتأبين اعلام بدخول الوقت واذا كان كذلك فاعظم مهمة على المؤذن هو ان يكون ظابطا للوقت متحريا لذلك لان اصل عمله الشرعي هو ان يعلم الناس بدخول الوقت وهو مؤتمن على هذا اعظم امانة وهذه الامانة ليست منوطة بمال تتعلق بشخص وليست منوطة بشيء يسير يتعلق بعشرة او عشرين وانما هي منوطة بهذه العبادة عظيمة التي يترتب عليها الصيام يترتب عليها الافطار يترتب عليها صلاة من يصلي في البيوت من ذوي الاعذار من الرجال ومن النساء ونحو ذلك ويترتب عليها اشياء كثيرة في الاحكام الفقهية مبنية على اعلام هذا المؤذن الناس بدخول الوقت فاصل عمل المؤذن الاعلام بدخول الوقت اذا رفع الاذان واذا كان كذلك كانت اهم مهمات المؤذن ان يضبط الوقت. وفي رمظان بخصوصه فانه يتأكد على المؤذن ان يتحرى الوقت لكل الصلوات وخاصة دخول وقت المغرب ودخول وقت الفجر لان بالاول الاذن بالافطار ولان بالثاني وجوب الصوم وهذا ما يشكى منه في كل سنة من تفريط طائفة من المؤذنين بالدقة في دخول وقت المغرب ودخول وقت الفجر. وهذا يؤدي الى خلل كبير خلل كبير في الافطار فكم افطر طائفة من الناس على اذان مؤذن ثم اذا به اذن قبل الوقت وكم ايضا تأخر المؤذن عند الفجر خمس دقائق عشر دقائق ويقول الناس الذين بقرب المسجد لم يؤذن المؤذن او باقي هذا المؤذن ربما استعجل وذاك تتأخر ونحو ذلك فواجب على المؤذن ان يتقي الله جل وعلا في عمله لان عمله ليس منوطا بجهة حكومية بوزارة او او بجهة من الجهات عمله يتعبد فيه لله جل جلاله وهذا العمل يترتب عليه اعمال كثيرة شرعية اذا فرط هو فكل من اخطأ ابعده وبسببه فهم في ذمته اذا كان لم يتحرى وتهاون فالتهاون في الوقف هذا من الاعمال السيئة التي يترتب عليها اثار تتعلق بالصيام وبالصلاة وبغير ذلك الفجر مثلا اذا اراد ان يؤذن في طول السنة ربما يؤذن قبل الوقت لا يتحرى او ربما يتأخر فيؤذن بعد ذلك فيقع فيقع من يصلي في البيت يقع ايضا في خلل في امره لا يدري هل هو صلى في الوقت ام لا؟ وربما اعتمد على المؤذن وهو الاصل فيكون ادى العبادة بغير تحر. اذا فالمؤذن في ذمته الناس الذين يسمعون اذانه فان شاء استقل من الاثم وان شاء استكثر لانه في ذمته اعلام الناس بدخول الوقت في هذا وقد ذكرت لكم انه يترتب عليه الصلاة والصيام قد يترتب عليه اشياء اخرى من الكفارات ومن آآ صلوات اخر لاهل الاعذار والنساء او طلاق او اشياء من كما هو معلوم لاهل الاختصاص. اما الامام فانه ضامن والمؤذن مؤتمن كما يروى في الحديث عنه عليه الصلاة والسلام قال الامام ظامن والمؤذن مؤتمن اللهم اغفر للائمة وارشد المؤذنين. وهذا الحديث في اسناده علة وضعف لكن يستشهد به في مثل هذا المقام يعني ان العلماء استشهدوا به والامام ضامن ومنصب الامامة منصب عظيم والاصل في ذلك ان الامام هو افقه الجماعة افقه اهل المسجد هو اقرؤهم لكتاب الله واعلمهم وافقهم بالصلاح كما جاء في الحديث الصحيح حديث ابي مسعود رضي الله عنه انه قال يا ام القوم اقرؤهم لكتاب الله ايضا الامام هو الاقرع والاقرأ في عرف الصحابة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي يحسن القراءة والعلم فقه لانه هو الافضل والصلاة تحتاج الى قراءة يعني اجادة تلاوة القرآن تحتاج ايضا الى علم بالاحكام الشرعية فاذا الامام قبل ان يلي الامامة عليه ان يتحرى هذا الامر وهو حسن قراءته وان يكون الاقرأ ثم ان يكون عالما بفقه صلاته لانه سينوبه في الصلاة اشياء ينوب احكام احكام التلاوة احكام الركوع والسجود احكام السهو اركان الصلاة ما هي؟ شروط الصلاة واجبات الصلاة سنن الصلاة السهو وما يكون فيه اختلاف بعض بعض من يؤم قد يسألونه عن بعظ الاحكام اذا سهى اذا زاد ركعة او نحو ذلك كيف يكون؟ كيف يؤدي الصلاة اذا جهر اذا لم يجهر ونحو وذلك فاذا لم يكن عالما بفقه الصلاة فانه لا يستحق ان يكون متقدما على الناس الا اذا كان هو الافظل فيهم وهو الاقرأ فيهم فانه يكون معذورا في ذلك لانه يؤم القوم اقرؤهم ولو كان الجميع ضعاف بالعلم والقراءة فانهم يختارون امثالهم لذلك. ولهذا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم احد الصحابة كان عمره قريب من عشر سنوات في حي من الاحياء ليس في المدينة يعني في قبيلة من القبائل ولم يجدوا اكثر منه قرآنا. لانه كان اذا جاء الناس من النبي صلى الله عليه وسلم سمع ما جاءوا به من القرآن فحفظه فلما بحثوا عن امام يؤمهم وجدوه اقرأ القوم للقرآن فكان يؤمهم لانه اقرأ الناس للقرآن اذا لم يوجد الا من هو مقصر فانه يؤم القوم في القراءة وامثلهم في العلم. اذا كان كذلك الامام حينئذ في وظيفته ان يتحرى ان ان يداوم ان يضبط تلاوة القرآن لا يفرط في القرآن وينسى القرآن ويترك التلاوة بعض الائمة قد يكتفي بايات يقرأها قد داوم عليها هذا لا يغنيه من في براءة الذمة لانه ينبغي للامام ان يحافظ على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم في تماكين فيما كان يقرأ النبي صلى الله عليه وسلم في الفجر وفيما كان يقرأ في الظهر مما كان يقرأ في العصر والمغرب والعشاء فينتبه للسنة والنبي صلى الله عليه وسلم اكثر ما كان يقرأ كان يقرأ في المفصل في الفجر من طوال المفصل وربما قرأ من غيره يعني قليلا وربما قرأ من قصار المفصل لكن الاكثر انه يقرأ من طوال المفصل واليوم كثير من الائمة لا يقرأون من طوال المفصل في الفجر فتركوا السنة في هذا الامر كذلك في صلاة المغرب بما يقرأ في صلاة العشاء بما يقرأ فمهمته القراءة. فاذا كان يداوم على ايات يعرفها هو او يجيد حفظها ويترك الباقي فان هذا مما لا ينبغي له فليعد مخالفا بذلك فالمقصود من الصلاة ان يسمع الناس كلام الله جل وعلا وخاصة صلاة التراويح في رمضان المقصود منها ان يجتمع الناس على هذه العبادة وان يسمعوا كلام الله جل وعلا. وسيأتي البحث في صلاة التراويح وواجب الامام في ذلك. لكن حين اذ ينبغي لنا ان نقول ان الامام يجب عليه ان يحاسب نفسه بين الحين والحين فيما يحفظ من القرآن وفيما يقرأ على الناس لان الناس اذا اتوا للصلاة فانهم يرغبون في الخير ويرغبون في خشوع القلب ويرغبون في ان يكونوا اذلاء بين يدي الله جل جلاله. فاذا كانت قراءة امامي ضعيفة او كان يكرر الايات ولا ينوعها حينئذ على ما جاء في السنة فان تأثر الناس بالصلاة يكون اضعف ولهذا قال بعض الصحابة رضوان الله عليهم لما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور او في الفجر حتى بلغ قوله تعالى ام خلقوا من غير شيء ام هم الخالقون خلقوا السماوات والارض بل لا يوقنون. قال كاد قلبي يطير. والاخر يقول سمعته يقرأ والنخل باسقات لها طلع نضير رزقا للعباد يعني من تأثره بسماع هذه الكلمات الامام اذا احسن التلاوة واحسن القراءة ونوع على على المأمومين فانهم يتأثرون. ولا شك ان حسن التلاوة مطلوب ولكن التأثير بالتلاوة ايظا مطلوب. فالتخشع في اثناء القراءة وعدم هز القرآن كهذ الشعر بل يكون بين الترتيل وبين الحدر هذا هو المناسب في اداء في تلاوة القرآن وهكذا كان النبي عليه الصلاة والسلام يقرأ في الصلاة لانه قرأ في المغرب مرة في الطور وقرأ في المغرب مرة في الاعراف قسمها بين الركعتين وهكذا يدل على حذره للقراءة اما في رمضان الامام عليه مسؤولية عظيمة مسؤولية كبيرة جسيمة ومن الواقع نجد ان بعض الائمة التزم بهذه المسؤولية ولكن البعض فرط في شيء منها. فما واجب الامام وما ما يستحب له؟ في هذا الشهر العظيم اولا ان يكون الامام والمؤذن متعاونين على اداء واجبهما الخلافات التي تكون بين الامام والمؤذن هذه ليست مرضية والواجب ان يتقي الله جل وعلا الامام والمؤذن في ان يكون متعاونين فان اختلفا فالامر في المسجد للامام وليس للمؤذن قول الامام هو هو الاصل اما المؤذن فانه تابع للامام في ذلك على المؤذن والامام ان يتعاونوا فان اختلفا فقول الامام هو الذي ينبغي ان يكون وليس قول المؤذن. ولكن بما يتفق مع الشرع وبما يتفق مع ما لديهم من فتاوى للعلماء وتوجيهات من الجهات المختصة التي تتحرى الحق في ذلك. في رمضان نجد بالنسبة للاوقات نجد عدة ملاحظات. الاولى بالنسبة الاذان بدخول وقت العشاء جرت الفتوى من سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله على ان الاولى ان يؤخر الاذان اذان العشاء نصف ساعة في رمضان يعني ان يكون ما بين اذان المغرب واذان العشاء ساعتين هنا يحصل الى فهم ولا يلتزم بما جرت عليه الفتوى وبما جاء التوجيه من ولاة الامر يعني من الجهة المختصة وهي الوزارة في رعاية للفتوى في ذلك نعم الاصل ان يؤذن المؤذن في اول الوقت لكن هنا اخر لاجل المصلحة في ذلك رعاية المصلحة هنا لا بد منه وذلك لاسباب اولا ان الفتوى جرت على ذلك والمسلم عامة يجب عليه ان يلتزم بالفتوى فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون ثانيا ان المؤذن يجب عليه ان يلتزم بما لديه من تعليمات ما لديه من توجيهات وحينئذ اليس له ان يتقدم في ذلك بمحض رأيه الثالث انه بتفاوت المساجد في دخول وقت العشاء لاجل رغبة الامام او رغبة المؤذن حصل محذور شكى منه الذين يلون الامر بالمعروف والنهي عن المنكر هذا مسجد هذا واذن والمحل اغلق بالصلاة والاخر يقول لا ما اذن الذي بجنبنا فما اغلق المحل يعني لصلاة العشاء يغلقه مع الوقت الساعة السابعة او خمس وهذا يقول لا انا اغلقه قبل وهذا يقول انا اغلق متأخر فصار من جهة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في هناك اضطراب يحاسب المحل على اغلاقه او ما يحاسب؟ نقول لا يعني متى يبدأون يحاسبون؟ فهنا لابد من وقت واحد يلتزم به المؤذنون حتى يمكن محاسبة المقصر بتجارته بعد رفع الاذان. لكن هنا يستثنى حالات خاصة وهي ما اذا كان جماعة المسجد جميعا يرغبون ان يصلوا في اول الوقت مثل ان يكونوا بقرب سوق من الاسواق. يريدون ان يصلوا في اول الوقت ثم يبدأ يعني البيع والشراء يفتحون المحلات بعد هذا في اول الوقت لانه لو تأخر لا يكون مناسبا له. هذا اذا كان المسجد في وسط السوق فيستأذن صاحب المسجد يقول انا في وسط السوق والناس يحتاجون الى ان اه كما رغبوا في ان يكون الصلاة مبكرة يعني في مع الوقت المعتاد وهنا يكون له الاذن الخاص بذلك كذلك عند المستشفيات احيانا يكون هناك وظع خاص يتطلب ان تكون الصلاة في الوقت المعتاد لكن هذا خلاف الاصل فحينئذ نقول يجب على الامام والمؤذن ان يتعاونوا على تحقيق هذا الامر والا يتساهل واما يسمع واحد يؤذن قبل ربع ساعة والثانية نص ساعة والثالث يتأخر ونحو ذلك فهذا ليس بحسن بل هو سيء. الامر الثاني ان الامام والمؤذن في رمضان يجب عليهم ان يتعاونوا بفتح المسجد للعبادة لانه وجد ان منهم من يشدد بعدم فتح المساجد ومنهم من يترك المسجد لا يكون الامام مسؤولا عنه ولا يكون المؤذن مسؤولا عنك. ورمضان شهر عبادة شهر طاعة وشهر اثبات السلف الصالح رضوان الله عليهم كانوا لا يخلون المساجد في رمضان ما بين مصل وما بين تال للقرآن وما بين ذاك. فاحيانا يكون الامام مشغولا والمؤذن كذلك يقول لا نغلق المسجد ونحو ذلك وهذا خلاف الاصل اذا كان هناك من يوجد ان يرى ان يصلي او ان يتلو في رمظان فينبغي على الامام والمؤذن ان يتعاون في المسجد مفتوحا مع عنايتهم بذلك رعايتهم ومراقبتهم لحال المساجد في رمضان. الامر الثالث ان بعض المساجد يكون فيها افطار صائم ويكون في داخل المسجد يعني في المكان الذي يصلى فيه. ويكون من هذا الافطار اشياء يعني افطار له روائح هذه الروائح تنتشر في المسجد ولا سيما اذا كانت المساجد صغيرة وربما تعاون الامام والمؤذن على الافطار او على تفطير قائمين وتفطير الصائمين سنة او تفطير الصائمين مستحب وليس بالواجب وبقاء المساجد مطهرة طيبة الرائحة هذه هذا اعظم لهذا كان الذي يأكل ثوما او بصلا فان له الحق ان لا يصلي في المسجد بل يصلي في بيته بل نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ان يصلي من به روائح كريهة ان يصلي مع الناس في المسجد صح عنه عليه الصلاة والسلام انه قال من اكل ثوما او بصلا فلا يقربن مصلانا فكيف يكون حينئذ موائد في داخل المسجد وفيها الروائح التي ربما تنفر منها الملائكة في اداء الصلاة قد قال عليه الصلاة والسلام ان الملائكة لتتأذى مما يتأذى منه ابن ادم فيجب ان يتعاونوا اذا كان هناك افطار هذا امر حسن لكن لا يكون في المسجد يكون في ساحة خارج المسجد في مكان مستقل ويكون له هدف ايضا الافطار ان يكون افطارا للمحتاجين والمساكين ويكون معه دعوة ويكون معه ارشاد للخير ونحو ذلك ذلك فهذا من الاعمال الصالحة اما ان يكون المسجد يكون اه مسرحا للموائد الكبيرة ونحو ذلك والروائح فهذا لا يجوز لان به التأذي من هذه الروائح مما يلاحظ ايضا في هذا المقام ما يتصل بصلاة التراويح وصلاة التراويح والقيام في العشرة الاخيرة يجب على الامام ان يفقه الاحكام الشرعية لهذه الصلاة صلاة التراويح العلماء بينهم خلاف فيها في مسائل معروفة عند اهل العلم. وقد يكون الامام يختار قولا من الاقوال لنفسه لكن لا يجوز للامام ان يعمل في المسجد باجتهاد خالف فيه اهل العلم من والفتوى من اهل بلده اذا كان هو يرى ان الصحيح هو كذا او ان تصلى كذا او يصلي ثنتين وفي اخر الوقت ثلاث او نحو ذلك فانه لا يجوز له ان يجعل في المسجد رأيه هذه مسائل متعلقة بالعبادة فعليه ان يستفتي اهل العلم حتى تكون المساجد على نسق واحد في ذلك لان الاجتهادات كثيرة فيكون كل امام له اجتهاد وفي كل مسجد هناك صفة للصلاة فهذا ليس بالمأذون فيه. اسأل الله الكريم لنا جميعا ان يبلغنا الشهر الكريم شهر وان يجعلنا ممن صامه وقامه ايمانا واحتسابا اللهم اقمنا فيه على تقواك والاخلاص لك. اللهم واجعلنا مدركين له على ما تحب وترضى وبلغنا اياه وامنحنا فيه القبول والتوبة وقبول العمل عليه والرغبة فيما عندك انك جواد كريم. واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد