المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله ولي الحمد والفضل والاحسان انعم علينا ببعثة محمد ابن عبد الله عليه الصلاة والسلام. ثم جعلناك على سريعة من الامر فاتبعها وانعم علينا بان جعل هذا الدين خاتما للاديان فرضيه جل وعلا لنا دينا وامرنا بتصديق اخباره جل وعلا والالتزام بامره ونهيه وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا صدقا في الاخبار وعدلا في الامر والنهي فلن يزيغ عنها الا هالك واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله نشهد انه بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة وجاهد في الله حق الجهاد وتركنا على بيضاء نقية ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعده صلى الله عليه وسلم الا هالك اللهم صل على عبدك ورسولك محمد كلما ذكره الذاكرون وغفل عن الصلاة عليه الغافلون وعلى والصحب اجمعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد فاسأل الله جل وعلا لي ولكم ان نكون ممن اذا اذنب استغفر. واذا اعطي شكر واذا ابتلي صبر. وهذه الثلاث عنوان السعادة ثمان هذه المحاضرة موضوعها مهم ويحتاجه الناس في كل وقت وفي كل حال عنوانها التلازم بين العقيدة والشريعة يعني ان الاعتقاد والعمل بينهما تلازم لا ينفك احدهما عن الاخر. فلا عقيدة صحيحة كما انه لا عمل يقبل الا بعقيدة صحيحة. من عمل صالحا من ذكر او انثى هو مؤمن فلنحييه لانه حياة طيبة وثبت عنه عليه الصلاة والسلام انه قال انما الاعمال بالنت وانما لامرئ ما نوى وهذا التلازم بين العقيدة والشريعة ظاهر في عقد الايمان وفي اصل الديانة لان الشهادتين بان لا لان الشهادتين شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله كل منهما التلازم بين الاعتقاد والعمل بين العقيدة الصحيحة وبين طائع الاسلام وكذلك فيما بين الشهادة الاولى والشهادة الثانية تلازم بين الاعتقاد امل والشريعة شهادة ان لا اله الا الله معناها حق الا الله جل وعلا وهذا النفي لاحقية معبود للعبادة الى الله جل وعلا يقتضي ان هناك عبادة والعبادة لا تصح الا بعقيدة باخلاص بتوحيد والعبادات مختلفة فاذا دلتنا كلمة التوحيد على الارتباط العظيم ما بين العقيدة والدين والتوحيد وما بين الشرائع والعبادات وكذلك شهادة ان محمدا رسول الله التي معناها انك تقر وتوقن وتعلم وتخبر بان محمد بن عبد الله الهاشمي صلى الله عليه وسلم هو رسول الله وخاتم الانبياء وخاتم المرسلين ومقتضاها تصديقه عليه الصلاة والسلام فيما اخبر وطاعته فيما امر واجتناب ما عنه نهى وزجر. والا يعبد الله الا بما شرع. عليه الصلاة والسلام فقولنا في مقتضاها تصديقه عليه الصلاة والسلام فيما اخبر هذا متصل بالاعتقاد فكل ما اخبر الله فكل ما اخبر الله جل وعلا به فواجب تصديقه لان الله سبحانه هو اصدق القائلين ومن اصدق من الله قيلا ولا احد يخبر عن الله جل وعلا وعن خلقه باصدق من الله سبحانه وتعالى. كذلك نبيه عليه الصلاة والسلام يخبر بوحي من الحق جل وعلا فلهذا كان كل الامور الغيبية ما يتصل الله جل وعلا وصفاته واسمائه وافعاله جل وعلا وامور الجنة والنار والقدر غيبيات كلها راجعة الى ان نصدق هذه الاخبار وهذا هو الاعتقاد والايمان الباطن واتباع امره عليه الصلاة والسلام واجتناب نهيه هذا هو الشريعة طاعته فيما امر واجتناب ما عنه نهى وزجر والا يعبد الله الا بما شرع. يعني في طاعة الامر بامتثال العبادات والاتيان بها تكون على وفق السنة فلهذا دلت شهادة دلت شهادة ان محمدا رسول الله على انه لا انفكاك بين الاعتقاد وبين العمل بين الاعتقاد واتباع شريعة الاسلام. لان النبي عليه الصلاة والسلام جاء بهذا وهذا جاء عقيدة وجاء بالشريعة اذا تبين ذلك فاصل لفظ العقيدة والشريعة مما جاء مطلقا ويكون ايضا مقيدا انا وايضاح ذلك ان الشريعة تطلق ويراد بها العقيدة ويراد بها الاعمال ايضا مع الاعتقاد. فان دين الاسلام شريعة كما قال جل وعلا ثم جعلناك على شريعة من الامر فاتبعها وقال جل وعلا شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي اوحينا اليك وقال سبحانه ايضا في السورة نفسها سورة الشورى ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به لله ولولا كلمة الفصل لقضي بينهم الاية. ففي هذه الايات ما يبين ان الشريعة هي دين الاسلام كله هي دين الاسلام بما يشمل الاعتقاد الباطن وبما يشمل الاعمال الظاهرة ولهذا نقول ان الشريعة تطلق ويراد بها الدين كله. وتطلق الشريعة ويراد بها ما يقابل العقيدة. يعني الاعمال والشرائع التفصيلية العملية كما قال سبحانه في سورة المائدة لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا وثبت عنه عليه الصلاة والسلام انه قال الانبياء اخوة لعلات. الدين واحد والشر رائع شتى والف اهل السنة بعض المؤلفات واسموها الشريعة ويعنون بها في بعض الاعتقاد ويعنون بها في بعض العمليات ولهذا نقول ان لفظ العقيدة والشريعة قد يترادفان فيكون الاعتقاد هو التشريع والعقيدة هي الشريعة. وقد يراد بالشريعة ما يكون قسيما للعقيدة. تكون العقيدة بمعنى الايمان الباطن الذي يعقد المرء عليه قلبه بحيث لا تنفك عقدته من شدة يقينه به ويعنى بالشريعة الاعمال الظاهرة. كما جاء في الحديث ان رجلا اتى للنبي صلى الله عليه وسلم وقال يا رسول الله ان شرائع الاسلام قد كثرت علي. الحديث يعني ان التفصيلات او الاوامر كثرت علي اخبرني الى اخر الحديث الذي في ذكر الصلاة والصيام والزكاة والحج الى اخره. فاذا حين نقول التلازم بين العقيدة والشريعة نعني به الارتباط مع ما بين ما يعتقده الانسان ما يعتقده المسلم وما بين عمله ما بين عقيدة وما بين شريعة الاسلام ما بين اركان الايمان الستة وما بين اركان الاسلام وتفصيلات شعب الايمان والايمان نفسه شعب تجمع الشريعة والعقيدة. كما ثبت في الصحيح انه عليه الصلاة والسلام قال الايمان بضع وستون او قال بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وعدناها اماطة الاذى عن الطريق فذكر عقيدة وذكر فعلا الذي هو اماطة الاذى عن الطريق ثم قال والحياء شعبة من الايمان بانه عمل قلبي اذا فمرادنا بهذه المحاضرة ما ذكرته لك من ان اعتقاد المؤمن وعمله بالشريعة لا انفكاك بينهما. ويوضح لك ذلك ان الله جل وعلا في كتابه بين هذا التلازم بكونه سبحانه وتعالى امر بهذا وهذا جميعا. فقال سبحانه على ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب. ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والكتاب والنبيين. هذه اركان للايمان. فذكر البر بذكر العقيدة. ثم قال واتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين الاية. الى ان قال واقام الصلاة واتى الزكاة والموفون بعهد اذا عاهدوا فجمع في البر ما بين الاعتقاد وما بين العمل. وكذلك في قوله جل وعلا ومن احسن دينا ممن اسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة ابراهيم حنيفا واتخذ الله ابراهيم خليله. ومن احسن دينا ممن اسلم وجهه لله. وهذا الاسلام اسلام الوجه لله هو اخلاصه لله سبحانه وتعالى في عباداته. وفي ما يتقرب به الى الرب جل وعلا ثم قال وهو محسن يعني ان يكون عمله حسنا والعمل الحسن هو ما كان فيه الاخلاص وفيه متابعة السنة. فاذا لا بد من اجتماع الاعتقاد الصحيح واجتماع العمل الصواب حتى يكون المرء من اهل البر ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين واتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين الاية وكذلك في قوله جل وعلا لهذه الامة واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. وبالوالدين احسانا وبذي قربة واليتامى والمساكين. الاية في سورة النساء فجمع سبحانه وتعالى في الامر ما بين العقيدة والتوحيد وهو عبادته وحده لا شريك له. وما بين الاحسان العمل. كذلك في قوله جل وعلا في ذكر بني اسرائيل واذا اخذنا ميثاق لا تعبدون الا الله وبالوالدين احسانا وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا الناس حسنا واقيموا الصلاة واتوا الزكاة. فامر سبحانه بني اسرائيل واخذ عليهم الميثاق بان يكونوا اهل توحيد لا يعبدون الا الله. وفي قوله واذا اخذنا ميثاقكم لا تعبدون الا الله هذا نفي نفي لعبادة غير الله جل وعلا. ومن المتقرر في علم المعاني من البلاغة ان العدول عن النهي الى النفي فيه التأكيد والتشديد على ما عدل عنه. لان اصل الكلام واذ اخذنا ميثاقكم الا تعبدوا الا الله. ولكن عدل عن النهي الى قوله لا تعبدون الا الله. كأن المنهي عن انه صار حقيقة واظحة بحيث ينفى وجوده اصلا. وهذا فيه التأكيد الشديد على هذا الامر. ثم امر الله وعلا بالاحسان الى الوالدين وذي القربى واليتامى والمساكين فلما امر بالافعال الحسنة امر بعدها بالاقوال حسنة فقال وقولوا للناس حسنا ثم انتقل الى الامر اقامة الصلاة وهي اعظم الاركان العملي وهذا بين واضح في ان الايات الكثيرة في كتاب الله جل وعلا جمع فيها ما بين العقيدة واتباع الشرائع. فاذا يكون التفريق ما بين العقيدة والشريعة في العمل او في التصور هذا تفريق بين متلازمين لا ينفك احدهما عن الاخر. يوضح لك ذلك ان الايمان عند اهل السنة والجماعة بما دلت عليه النصوص يجمع ثلاثة اشياء الاعتقاد والقول والعمل. فالايمان عندنا اعتقاد بالجنان. وعمل بالاركان وقول باللسان فالعمل جزء من مسمى الايمان. والاعتقاد جزء من مسمى الايمان. كذلك القول جزء من مسمى الايمان. فلا يصح ايمان بعقيدة دون عمل. من لم يعمل من شرائع الاسلام بشيء فلا يصح ايمانه. ولهذا كل مؤمن لابد ان يكون معه عمل يصح به ايمانه فان لم يكن معه عمل يصحح به ايمانه فانه لا يقبل منه الايمان بل يكون الايمان دعوة واعظم هذه الاعمال الصلاة فهي الفارقة ما بين الايمان وبين الكفر كما ثبت في الصحيح من حديث جابر ان النبي عليه الصلاة والسلام قال بين الرجل وبين الشرك او قال الكفر ترك الصلاة وفي حديث بريدة في السنن العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر. المقصود من هذا ان يتضح لك ان الايمان عندنا بما دلت عليه النصوص عقيدة في القلب وعمل بالاركان وقول باللسان وهذه وهذا الاصل العظيم يجعل انه في حال اي احد لا يتصور ان يكون ذا عقيدة صحيحة وليس له عمل. لا يتصور ان يكون ذا ايمان صحيح صادق ولا يعمل خيرا البتة مع تمكنه من ذلك. ولهذا ضل ضلت المرجئة وفئام في من هذه الامة حيث قالوا ان الاعتقاد يكفي في الايمان او ان الاعتقاد مع القول يكفي على اختلاف اقوال المرجئة في ذلك عمل من الايمان. والله جل وعلا حين قال ان الذين امنوا وعملوا الصالحات. وقال والعصر ان انسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات. العطف هذا عطف خاص على عام لان الايمان عام يشمل العمل وزيادة والعقيدة والقول. فعطف العمل على الايمان لما لينبه ان العمل مهم في الايمان. لان عطف الخاص على العام موجود في القرآن في مواضع ومعروف في اللغة ويفيد في البلاغة الاهتمام بهذا الخاص الذي افرد بالذكر جريء وعطف على العام. وهذا يدلك على ان العمل في الايمان مهم بل ان الله جل وعلا ذكر الايمان في القرآن مقرونا بالعمل الصالح في اكثر المواضع. الاستمساك بالعروة الوثقى والاستمساك بالديانة الصحيحة ان يكون المرء مؤمنا بالله جل وعلا وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وبالقدر خير خيره وشره ويكون عاملا بما امن به. لان ايمانه بالله يقتضي العمل وايمانه بالرسل يقتضي العمل وايمانه بالكتب يقتضي العمل وايمانه باليوم الاخر يقتضي العمل. فكل من خاف الدار الاخرة عمل فاذا كل ركن من اركان الايمان يدلنا على التلازم فيما بين العقيدة وفيما بين الشريعة والاعتقاد الذي امرنا به هو الايمان باركان الايمان الستة كما دعا في اية البقرة ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر الاية وكما في قوله امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كلنا امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا الاية. وكذلك في قوله ان كل شيء خلقناه بقدر. فالايمان باركان الايمان هذه تنتج امرا لا محيد عنه. الا وهو العمل. فمن صدق في ايمانه اتجه للعمل. لان هذه الاركان تجعل في القلب عقيدة في الله جل وعلا تلزمه بالتقرب الى الله جل وعلا. وكلما قوي ايمانه قوي تقربه الى الله جل وعلا وكلما عظم الايمان في القلب عظم اتيانه لشرائع الاسلام واتيانه للواجبات وللمستحبات ومن قصر في شيء منه الواجبات فانه ينقص من ايمانه بقدر ذلك. كما ان من ارتكب بعض المنهيات نقص من ايمانه بقدر ذلك العقيدة ايضا مرتبطة بالشريعة مرتبطة بالعمل بالشريعة من جهة ان عقيدة منشأه ان العمل منشأه العقيدة. وان العقيدة تزيد بالعمل. وتنقص بالعمل اهله ليسوا في اصله سواء. وانما يختلفون فيه بقدر ما في قلوبهم من اليقين الذي يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. ولهذا كان من عقيدة اهل السنة والجماعة اتباع السلف الصالح بما دلتهم عليه النصوص من الكتاب والسنة الكثيرة المعروفة في مواضعها كان من اعتقادهم ان الايمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. الايمان بالله يزيد بالعمل. وينقص بالعصيان او بترك العمل الواجب. الايمان باليوم الاخر يزيد وينقص بترك العمل او بترك العمل الواجب او بالاتيان بشيء من المحرمات. ولهذا احسن اي ما احسان الحسن البصري رحمه الله تعالى اذ دلك على ان القلب اذا ورد ما فيه على العمل زاد العمل ثم رجع العمل على القلب بزيادة في العقيدة وزيادة في توحيد فالعقيدة تلزم صاحبها بالعمل الصالح. وكلما قويت قوي العمل. واذا احسن عمله من اثر الاعتقاد الصحيح والتوحيد الصحيح فانه يرجع ذلك العمل الى العقيدة بقوتها وزيادتها. ولهذا قال الحسن كما اشرت كلمة عظيمة قال عاملنا القلوب بالتفكر فاورثها التذكر. فرجعنا بالتذكر على التفكر. وحركنا القلوب بهما فاذا القلوب لها اسماع وابصار عاملنا القلوب بالتفكر امتثالا لقوله جل وعلا ويتفكرون في خلق السماوات والارض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار. عاملنا القلوب بالتفكر في الاء الله في اياته. في دلائل نبوة محمد الله عليه وسلم في القرآن في المآل في الجنة في النار عاملنا القلوب بالتفكر وتخلصنا من الغفلة فنتج من هذا التفكر التذكر التزام الشريعة تذكر الالتزام بالعمل تذكر الازدياد من الطاعة والبعد عن المعصية. فرجعنا بالتذكر هذا بالعمل الصالح على التفكر يعني على العقيدة وحركنا القلوب بهما يعني لا تزال ما بين توحيد واخلاص وعقيدة يؤول بك الى العمل ثم ترجع بالعمل الى العقيدة فتحرك القلب بهذا وهذا قال الحسن وحركنا القلوب بهما فاذا القلوب لها اسماع وابصار. وهذا من ثمرات الاعتقاد الصحيح ان يجعل العمل لازما لصاحب الاعتقاد وهذا امر بين واظح يدلك ايظا على ان العقيدة والشريعة متلازمة ان الله سبحانه وتعالى امرنا بتوحيده وعدم الشرك به والبراءة من الشرك واهله. وامرنا بترك المحرمات. في مواضع كثيرة من كتابه جل وعلا كما قال سبحانه في اخر سورة الانعام في الاية التي تسمى اية الوصايا العشر. قل تعالوا اتلوا ما حرم ربكم عليكم لا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا الاية بل الايات فاذا اذا صحت عقيدتك صح عملك واذا اردت ان يقبل عملك فعليك بمتابعة محمد عليه الصلاة والسلام فان الله ابتلى ابتلى الناس جميعا بمحمد عليه الصلاة والسلام كما ثبت في الصحيح صحيح مسلم ابن الحجاج رحمه الله من حديث عياض ابن حمار انه قال قال الله تعالى يا محمد انما بعثتك لابتليك وابتلي بك وهذا الابتلاء بمحمد عليه الصلاة والسلام ابتلاء لنا بما بعث به. وقد بعث عليه الصلاة والسلام بعقيدة باخبار يجب علينا ان نؤمن بها وباوامر ونواهي يجب علينا ان نمتثل بها. فلحقيقة الابتلاء ابتلاء الناس بما انزل الله جل وعلا في كتابه وما انزله على رسوله صلى الله عليه وسلم هل يصدقون بالاخبار ام لا يصدقون؟ هل يعتقدون الاعتقاد الصحيح في الله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وبالقدر؟ ام لا؟ وهل يمتثلون الامر والنهي ام لا يمتثلون. وهذه هي زبدة الرسالة العقيدة والشريعة عقيدة باطنة يعقد عليها القلب. قوله واعتقاده وعمل هو نتيجة تلك العقيدة. مما يدلك ايضا على ذلك كما ذكرت ان الله سبحانه ابتلانا بحسن العمل كما قال سبحانه الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا. وحفظتم تفسير حسن بان العمل الحسن هو الخالص الصواب. خالص من الشرك والرياء فلا يقصد به الا وجه الله جل وعلا. و خالص ايضا صوابا من متابعة المصطفى صلى الله عليه وسلم خالص من متابعة غيره عليه الصلاة والسلام وصواب على السنة لمتابعة الخليل محمد ابن عبد الله عليه الصلاة والسلام فاذا المسألة واضحة في ان العقيدة والشريعة الاعتقاد والعمل هذان امران متلازمان لا ينفك احدهما عن الاخر فاذا وجدت العقيدة الصحيحة وجد العمل واذا وجد العمل الصحيح وجدت العقيدة فهذا وهذا امران يدل احدهما على الاخر اذا تقرر هذا والموضوع له شعب ويطول تقريره وفي القرآن من الايات الشيء الكثير مما يدل على هذا الارتباط العظيم مما نذكره في هذا المقام ان هذا الارتباط ما بين العقيدة والشريعة والتلازم فيما بينهما له اثاره على المؤمنين في انفسهم وفي تعاملهم مع من حولهم. وكذلك له اثاره على مجتمع اهل الاسلام. وامة اهل الاسلام ودولة اهل الاسلام فان الله جل وعلا امر عباده اذا مكنهم في الارض ان يعبدوه والا يشركوا به شيئا وان يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر وان يقيموا الصلاة وان يؤتوا الزكاة في الشق الاول دلت عليه اية سورة النور يعبدونني لا يشركون بي شيئا والشق الثاني بالامر والنهي واقامة الصلاة وايتاء الزكاة دل عليه قوله تعالى في سورة الحج الذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلاة واتوا الزكاة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر فعبادة الله وحده لا شريك له هي الاصلاح والصلاح. فنشر العقيدة الصالحة في الناس في امة الاسلام نشر للصلاح والاصلاح. ونشر ضد ذلك من الخرافة والشرك او البدع ووسائل الشرك ووسائل البدع هذا افساد في الارض بعد اصلاحها. كما قال سبحانه وتعالى في سورة الاعراف ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها. قال اهل التفسير الافساد في الارض بعد اصلاحها بالشرك بعد ان اصلحها الله توحيد ببعثة محمد عليه الصلاة والسلام. فاذا صلحت الارض وازدانت وتزينت واصبحت جميلة فان انما ذلك بالتوحيد. انما ذلك بهدم كل مظهر من مظاهر الشرك. والوثنية وكل مظهر من مظاهر بوسائل الشرك الذي يدعو الى تعظيم غير الله جل وعلا بما لا يجوز تعظيم ذلك الغير به. ووسائل الشرك لان الوسائل لها احكام المقاصد. فاذا اثر الارتباط ما بين العقيدة والشريعة يظهر لك في مجتمع اهل الاسلام ففي عهده عليه الصلاة والسلام ظهر ذلك ايما ظهور صلاح في الاعتقاد وصلاح ايضا في الامر والنهي وتحكيم الشرع واقامة حدود الله جل وعلا والاخذ على يد السفيه والعطر على يد الظالم وهذا الارتباط لا بد منه. ولا يجوز ان يظن ظان انه يكتفي عقيدة دون تطبيق لشرائع الاسلام. او يقول نطبق الحدود ولا نقيم توحيد الله جل وعلى وكلتا المسألتين دعوة اداعاها طائفة من الناس فانه يجب على اهل الاسلام في مجتمعهم وفي دولتهم ان يقيموا توحيد الله جل وعلا وان يتبرأوا من الشرك قولا وفعلا وان يحكموا شرع الله باقامة الامر نهي واقامة الحدود وحفظ الدين وحفظ العرض وحفظ المال وحفظ العقل الى اخر حفظ الظروريات. وهذا تلازم لابد فاجتماعهما اصلاح والاخلال بهما افساد. وكلما ازداد اهل الاسلام تمسكا بالعقيدة والشريعة. في انفسهم وفي مجتمعهم زاد صلاحهم في انفسهم وفي مجتمعاتهم يظهر لك ذلك اثار اقامة هذا التلازم وهذا الارتباط بين العقيدة والشريعة ان الله سبحانه وتعالى وعد الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم وعدهم بالامن في الدنيا والامن في الاخرة. كما قال سبحانه في اية الانعام الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك اولئك لهم الامن وهم مهتدون. لهم الامن في الدنيا ولهم الامن في الاخرة. وهذا الظلم الذي لم يلبسه اهل الايمان ولم يتلبسوا به هو الشرك كما ثبت تفسير ذلك عن النبي عليه الصلاة والسلام في الصحيح اذا تقرر لك ذلك فان الله سبحانه وتعالى يحب المتقين ويحب الصادقين والتقوى والصدق جماعهما راجع الى العقيدة والى العمل فان التقوى امر بها الناس جميعا يا ايها الناس اتقوا ربكم يعني بتوحيده سبحانه وترك الشرك وامر بها اهل الايمان. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد. بان تعمل بطاعة الله على نور من الله. ترجو الله وان تترك معصية الله وتبتعد عنها على نور من الله تخشى عقاب الله جل وعلا. فاذا جمعت في امرك ما بين الالتزام بتوحيد الله جل وعلا والانابة اليه والخضوع والاخلاص له القلب على ان لا يكون فيه الا الحق جل وعلا وعملت بما عمل به النبي عليه الصلاة والسلام ما استطعت من ذلك فاتقوا الله ما استطعتم فانت على خير والا فانه بقدر النقص باداء الواجبات او في ترك المنهيات يكون الوعيد. والتأديب. قال جل وعلا بسم الله الرحمن الرحيم حا ميم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول. لا اله الا هو اليه المصير اثار هذا التلازم في حياة الفرد في حياتك ايها المؤمن في نفسك العقيدة الصحيحة من ثمراتها العظيمة ان الله جل وعلا يبارك لاهلها في عملهم وان قل فالعمل الصالح وان كان قليلا مع عقيدة صحيحة يبارك الله جل وعلا فيه ويربي لاهله الحسنات حتى تكون كامثال الجبال ومن احسن ما قيل في ذلك قول ابي الدرداء رضي الله عنه حكيم هذه الامة اذ قال يا حبذا نوم الاكياس وافطارهم كيف يغبنون سهر الحمقى وصومهم ولا مثقال ذرة من بر يعني من عمل صالح مع تقوى ويقين. يعني مع عقيدة صحيحة. اعظم ولا مثقال ذرة من بر مع تقوى ويقين اعظم واكثر من امثال الجبال عبادة من المغتربين رواه الامام احمد بالزهد وغيره باسناد لا بأس به فمن فوائد العقيدة الصحيحة من فوائد التوحيد ان العمل وان قل يبارك الله جل وعلا فيه ومن فوائد العقيدة الصحيحة ان المؤمن اذا عمل فانه يرجى له المغفرة قال سبحانه وتعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء في حديث انس المعروف ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى يا عبدي لو اتيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة فلا بد من العمل الصالح مع عقيدة صحيحة. فان كان المرء مع ذلك يخلط عملا صالحا واخر سيئا فانه انصح اعتقاده وصح عمله الصالح نتيجة لتلك العقيدة فانه يرجى له ان تغفر خطيئته وما احسن ما ذكر عن الاحنف ابن قيس الحكيم المعروف حيث قيل له يا احنف اين تجد نفسك امن اهل الجنة ام من اهل النار فقال امهلوني ثم قال لهم بعد مدة عرظت نفسي على صفة اهل الجنة فاذا فيها قوله جل وعلا في سورة الذاريات ان المتقين في جنات وعيون اخذين ما اتاهم ربهم انهم كانوا قبل ذلك محسنين. كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالاسحار هم يستغفرون. وفي اموالهم حق للسائل والمحروم. وفي الارض ايات للموقنين الاية فلم اجد نفسي بصفة اهل الجنة ثم عرظت نفسي على صفة اهل النار فما وجدت نفسي ممن وصف الله جل وعلا من اهل النار ثم نظرت فاذا شأني اني خلقت عملا صالحا واخر سيئا عسى الله ان يعفو عني وهذا انما يكون لمن صح اعتقاده بان يكون دائما يرى نفسه مقصرا يرى نفسه مذنبا يرى نفسه ظالما فاذا صحت العقيدة وجد معها امل في حياتك ايها المسلم ووجد مع العمل والعقيدة الصحيحة التي تجاهد نفسك عليها وجد معها خوف واستحضر دائما قول النبي عليه الصلاة والسلام لابي بكر في تعليمه للدعاء في اخر الصلاة قل اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب الا انت فاغفر لي وهو ابو بكر رضي الله عنه قال له عليه الصلاة والسلام قل اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا فاذا اذا صحت العقيدة اذا صحت العمل بالشريعة في حياتك وكنت مع ذلك على خوف من ان لا تكون ممن غفر الله لهم او تقبل الله جل وعلا عملهم من ثمرات الارتباط في حياتك ما بين العقيدة وبين العمل والشريعة ان تسعى فيما تعمل ل بابتغاء وجه الله جل وعلا وكثير من الناس قد يعمل العمل ولا يجاهد نفسه في ان يكون عمله خالصا ابتغاء مرضات الله جل وعلا والحظ قوله سبحانه وتعالى لا خير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقة او معروف او اصلاح بين الناس فاثبت الله جل وعلا ان في هذه الثلاث خير ولكن هل يؤجر عليها؟ قال سبحانه وتعالى بعد ذلك ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه اجرا عظيما. اذا فالعمل اذا صح اذا صح عندك الاعتقاد وصح عندك العمل جاهدت نفسك في انه في كل عمل تعمله تريد به ابتغاء وجه الله جل وعلا وانظر الى خاصة ابن مسعود الربيع ابن خثيم رحمه الله تعالى اذ قال لاهله مرة وكان مبصرا وكان كانت بنت ابن مسعود تسميه الاعمى لانه ما طرق يوما باب ابن مسعود وهو فاتح عينيه خشية ان يرى من بيت معلمه وشيخه ما لا يحب ان يراه فكانت بنته تقول لابن مسعود جاء الاعمى. من كثر من انها لم تره الا مغمظا عينيه. الربيع ابن خثيم من سادات التابعين ومن صالحيه قال مرة لاهله اصنعوا لي طعاما ووصفه من انفس انواع الطعام فصنعوا ذلك الطعام ظنا منهم انه سيأكله. فحمله معه رحمه الله تعالى الى رجل في الكوفة اعمى لا يرى وابكم واصم. لا يتكلم ولا يسمع ولا يرى. فجلس الربيع بجنبه واخذ يطعمه الطعام ويأكل معه فقال له بعض تلامذته يا ربيع هذا اعمى وابكم واصم. لا يدري هل اتيته او لم تأته؟ فلو بعثت اليه وجلست تعلمنا. قال الا هو لا يرى ولا يسمع ولكن الله يسمع ويرى هذا الارتباط ما بين العقيدة والعمل اصلاح للعمل عمل ومجاهدة في الاصلاح باخلاص الدين لله جل وعلا بالا يكون للناس حظ في عملك البتة هذا من ثمرات اخلاص العمل. رضوا او لم يرضوا حمدوك او لم ان يحمدوا المهم انك صححت عقيدتك وصححت عملك وصرت موافقا للامر والنهي. وهذا لو جاهدنا انفسنا عليه لذهبت كثير من مظاهر مظاهر السوء فيما بيننا من الرياء والسمعة والحسد واشبه ذلك لان الله جل وعلا مراقب العباد الا انه بكل شيء محيط سبحانه وتعالى من ثمرات هذا الارتباط في حياة المؤمن ما بين العقيدة وما بين الشريعة ان صلته بمن حوله قائمة على احسان العمل لهذا قال جل وعلا بعد قوله لا لا في قوله واذا اخذنا ميثاقكم لا تعبدون الا الله وبالوالدين احسانا قال وقولوا للناس حسنا فصحة العمل وصحة الاعتقاد يتبعه ان يكون المرء ذا عفو وعفة ان يكون ذا خلق حسن لانه كلما صح الاعتقاد وصح العمل ازدرى المرء نفسه. وكثير من السلف كان يقول انه لا يقوم في قلبي الا ان كل احد من المسلمين خير مني فاذا نظرت للناس على هذا الاعتبار فانك ستأتي اليهم ما تحب ان يأتوا اليك. بل ستحب المرء لا تحبه الا جل وعلا في المعاملات في البيع والشراء في صلة الرحم فيما تأتي مع في بيتك واسرتك وفي اداء الامانات المختلفة في الوظيفة وفي انواع الاعمال الارتباط في نفسك ما بين صحة يقينك بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وبالقدر خيره وشره مؤثر في انواع عملك. فمن صح اعتقاده في قلبه وامن ايمانا صحيحا اركان الايمان واخلص لله جل وعلا عمل في اداء الامانات وفي معاملته للمسلمين بما اوجب الله جل وعلا عليه ولو فعل هذا وانتشر لصحت احوال المسلمين وصحت اعمالهم وارتباطاتهم فكل سوء تراه وكل كبيرة تظهر وكل عمل سيء يظهر انما هو نتيجة للتفريط في العمل الذي هو نتيجة لضعف الايمان ايضا ننبه على مسألة مهمة وهي ما يشيع عند بعض الناس في تساهله بالاعمال الصالحة باداء الواجبات وبارتكاب المحرمات بانه صاحب عقيدة صحيحة فيقال مثلا اهل البلد الفلاني او اهل القطر الفلاني هذا اصحاب عقيدة ويعبرون من هذه الكلمة الى التساهل في ترك الواجبات وارتكاب المحرمات وهذا جهل عظيم. لانه لو صحت عقائدهم وقويت لقوي عملهم بل اذا ضعف العمل ضعف الايمان واذا قوي العمل قوي الايمان فعندنا الايمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. فاذا قويت عقيدة احد قوي عمله. واذا قوي يعني حسن عمله واذا قوي العمل يعني حسن فان عقيدته صحيحة اذا كان عمله على الصواب وليس المراد كما هو معلوم بقوة العمل كثرة العمل. بل المراد ان يكون عاملا على وفق الكتاب والسنة عاملا بالامر بالنهي والمؤمنون كما هو معلوم ثلاث درجات ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عباده ومنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله فاذا لا يحسن بل لا يجوز ان تظن ان المرء يأتي ما شاء من المعاصي ويترك ما شاء من الواجبات ثم يقول انا على عقيدة صحيحة هذا غلط عظيم بل يجاهد نفسه في العمل الصالح في ترك المحرمات لتقوى عقيدته. ويقوى ايمانه نعم كل مسلم معه من الايمان ما يصحح به اسلامه بقدر بقدر الذي هو اصل الايمان. لكن كلما ازداد العمل الصالح ازداد الايمان من ثمرات الترابط والتلازم ما بين العقيدة والشريعة في احوال المسلمين ان خاصة اهل الايمان وهم اهل العلم او طلبة العلم او الدعاة الى الله جل وعلا او المجاهد في سبيل الله جل وعلا ان يكون عنده هذا التلازم ما بين ايقانه بالعقيدة الصحيحة بالتوحيد الخالص الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله بمتابعة السلف الصالح بالايمان بما اقره اهل السنة والجماعة وما بين العمل وقد يرى ان طائفة تعظم العمل ولكنها في الاعتقاد ليست على شيء هؤلاء لهم سلف وهم الخوارج. فان النبي عليه الصلاة والسلام وصفهم بقوله يحقر احدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يمرقون من الدين. كما يمرق السهم من الرمية وطائفة قالوا نحن على عقيدة صحيحة وعلى عقيدة اهل السنة والجماعة وعلى اتباعا للسلف الصالح لكن اذا رأيت عملهم لم تجده عمل السلف واذا رأيت خلقهم لم تجده خلق السلف السنتهم مطلقة في كل شيء في غيبة وفي نميمة وفي تعد وفي قيل وقال. وعملهم للناس ليس بالحسد ولهذا تجد ان اهل السنة والجماعة يذكرون فصلا في عقائدهم كما في اخر الواسطية وكما في في اخر اعتقاد اهل الحديث الذي ساقه الاشعري في كتابه مقالات الاسلاميين في ان من صفات اهل السنة والجماعة اهل الحديث اهل الاثر انهم يقولون القول الاحسن وانهم يجتنبون الغيبة والنميمة وانهم يصلون ويتقربون الى الله جل وعلا وانهم يعفون عن الناس وانهم يأتون للناس ما يحبون ان يأتي الناس اليهم. وهذا منه ما هو واجب ومنه ما هو مستحب. لكن ثمرات الاعتقاد الصحيح فاذا العقيدة يا اهل العقيدة اذا صحت في القلوب صار لها اثر على اللسان صار لها اثر على العين صار لها اثر على السمع صار لها اثر على الجوارح الدعوة بانك صاحب عقيدة صحيحة. وانك متبع للسلف الصالح رضوان الله عليهم. وانك على طريقة اهل السنة والجماعة. ومع ذلك لسانك وقع في كل محرم وعينك في كل شيء هذا لا شك انه نقص في الاعتقاد ولا يصح ان ينسب هؤلاء لطريقة اهل السنة والجماعة باطلاق بل معهم من معتقد اهل السنة ومن طريقتهم بقدر ما حققوا وينقصون من ذلك بقدر ما نقصوا في هذا الزمن ظهرت دعوة عظيمة الا وهي ان الايمان الذي هو اعتقاد باطن يكفي عن تطبيق الشريعة في المجتمعات ويزعم هؤلاء ان الدين انما هو الايمان الباطل وعما تحكيم الشريعة في المجتمعات فهذا راجع الى نظر الناس فان رأوا فيه المصلحة فعلوه وان لم يروا فيه المصلحة تركوه ويرددون كثيرا هذا مؤمن بالله وهذا هؤلاء اهل الايمان مع انهم يدعون او يدعون الى فصل