المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين نحمده ونستعينه ونستغفره واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله وصفيه وخليله نشهد انه بلغ الرسالة واعد الامانة ونصح الامة وجاهد في الله حق الجهاد ونشهد انه لا خير الا دل الامة عليه ولا شر الا حذرها منه. فصلوات الله وسلامه على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداهم الى يوم الدين اما بعد فان احسن الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد ابن عبد الله وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة. وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار قاله المصطفى صلى الله عليه وسلم ان هذا الموضوع وهو موضوع البدع وبيان حقيقتها واثر البدع في حياة المسلمين انه لموضوع غاية في الاهمية. ذلك لان كل انحراف في الدين انما كان سببه احداث بدعة لم يكن عليها الامر الاول في حياة النبي عليه الصلاة والسلام. في امور الاعتقاد وفي الامور العملية الشركية وفي وسائل الشرك وفي انواع البدع العملية التي ظن اصحابها انها تقربهم الى الله جل جلاله ولا شك ان كل مسلم شهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله رغب باسلامه ان يسلم في الدنيا وان يسلم في الاخرة لان لقاء الله والحساب وما يكون هنالك في الدار الاخرى امر عظيم عظيم. فالمسلم يهرب من كل ما يشينه في ذلك اليوم او يخفف موازينه ولهذا كان من الواجب على كل مسلم ان يسعى في تعلم تحقيق معنى شهادة ان لا اله الا الله والشهادة بان محمدا رسول الله. بان كل سعادة ستحوزها اذا حققت هاتين الشهادتين وتحقيق شهادة ان لا اله الا الله بالتوحيد بانواعه توحيد الالهية بالمطابقة وتوحيد الربوبية والاسماء والصفات بما تظمنته تلك الكلمة العظيمة. واما تحقيق هذا في ان محمدا رسول الله فهو في انحاء وفي جهات ومنها الا تكون اداة ولا تقرب الى الله جل وعلا الا عن طريق المصطفى صلى الله عليه وسلم. فالعبادة انما هي التي شرعها المصطفى عليه الصلاة والسلام. والتي سلكها وامر بها او دل عليها اصحابه وامته عليه الصلاة والسلام. وهو عليه الصلاة والسلام بالمؤمنين رؤوف رحيم. وقد امره الله جل وعلا بابلاغ الدين وبان لا يكتم شيئا من الدين. فبلغ الدين وبلغ الرسالة وجاهد في ذلك فكان مما بلغ اشياء مفصلة في امور العبادات. ومما بلغ النهي عن اشياء مجمل ده نهى عنها مما لا يجوز احداثه او التقرب الى الله جل وعلا به. وتلكم هي البدع فكان عليه الصلاة والسلام امرا باشياء مفصلة من امور الخير كثيرة تكفي من اراد ان يتقرب الى الله جل جلاله بها. ونهى باجمال عن كل غير تلك العبادات. فنهى عن ونهى عن ان يتقرب الى الله جل جلاله بغير ما سنه المصطفى صلى الله عليه وسلم. ولهذا قال العلماء معنى شهادة ان محمدا رسول الله ان يطاع فيما امر وان يصدق فيما اخبر وان يجتنب ما عنه نهى وزجر والا يعبد الله الا بما شرعه رسوله صلى الله عليه وسلم. فكل عبادة يتعبد بها الله جل جلاله لم يكن عليها امر المصطفى صلى الله عليه وسلم فهي باطلة وسالكها قد انقدح في سلوكه قد انقدح في امره وعبادته تحقيق شهادة ان محمدا رسول الله قد قدح في ذلك ونقص بمقدار تلك البدعة وربما كان كانت بدعة كفرية خرج من اصل الدين والعياذ بالله. لهذا الاصل قال العلماء ان اعظم اية في هذا الامر وهي اية سورة المائدة هذه الاية لو تأملها اهل الاسلام لكفتهم عنان يكونوا على غير السنة قال جل وعلا اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم اسلام دينا. قال يهودي لعمر رضي الله عنه اية لو انزلت علينا معشر اليهود لاتخذنا ذلك اليوم الذي انزلت فيه عيدان. قال وما هي قال اليوم اكملت لكم دينكم. قال عمر اني لاعلم اليوم الذي نزلت فيه. والساعة التي نزلت فيها والمكان الذي نزلت فيه. لانها نزلت يوم الجمعة نزلت يوم عرفة. وهذا اليوم هو يوم عيد للمسلمين. فهذه الاية فيها بيان ان الله جل وعلا اكمل لنا الدين. قال اليوم ما اكملت لكم دينكم يعني ان الدين وهو ما يتدين به المرء ليقربه الى الله جل وعلا قد كمل فاذا كان كاملا فهل ثم وسيلة؟ الى ادخال شيء فيه حتى يتقرب به الى الله جل جلاله ان هذا مناقض لمعنى هذه الاية. ولهذا قال الشاطبي وغيره من اهل العلم قالوا ان اهل البدع ليس عندهم لهذه الاية معنى. وهي قوله اليوم اكملت لكم دينكم. لان معنى الاكمال انه ليس فيه مجال لان يدخل فيه شيء يقرب الى الله جل جلاله. واذا كان كذلك فكل شيء احدث بعد الرسول عليه الصلاة والسلام بعد زمنه فانه بدعة ضلالة يدعي صاحبها ان الدين ناقص وانه يريد اكماله لانه لم يكفه ما جاءت به الشريعة. بهذا قال الامام مالك فيما رواه عنه ابن الماجسون قال قال مالك رحمه الله تعالى من زعم ان في الدين بدعة حسنة فقد زعم ان محمدا عليه الصلاة والسلام خان الرسالة والله جل وعلا يقول اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. لهذا كان كل محدث لبدعة مدع لان الدين لم يكمل اما بلسان حاله او بلسان مقاله وهو اعظم والعياذ بالله. لهذا وجب عليك ان تتعرف الى البدع. من جهة معناها ومن جهة اسبابها ومن من جهة القواعد التي بها تعرف البدعة وتعرف السنة. ومن جهة الظوابط في هذه المسألة نتعلم الشبهات التي اثارها اهل البدع وما اكثرهم لا كثرهم الله جل جلاله. تتعلم تلك الشبهات والرد عليها لانه قد يأتي من يحسن البدع عندك بانواع من التحسينات او يلقي شبهة فاذا كشفت الشبهة بتعلم وتعليم كنت في حيازة وحراسة من اهل البدع اتباع الهوى كذلك تعرف انواعا مما احدثه الناس من انواع البدع حتى اذا مر عليك شيء منها او سمعت باحد يعمل بشيء منها كنت منها على بغظ وحذر وكذلك انكرتها لعلم لك بها لهذا نقول ان البدعة مأخوذة من ابتدع الشيء يعني اخترعه. تقول هذا امر مبتدع. يعني جديد مخترع ليس له مثال سابق لهذا قال الله جل وعلا بديع السماوات والارض يعني قد اخترعهما وانشأهم هما من غير مثال سابق وقال جل وعلا امرا نبيه صلى الله عليه وسلم قل ما كنت بدعا من الرسل يعني ما كنت مخترعا من الرسل ليس ليس قبلي رسول. بل ثم رسل من قبلي. فلما تنكرون رسالتي و تقرون بان ثمة رسلا ارسلهم الله جل وعلا قل ما كنت بدعا من الرسل يعني ليست رسالتي بمخترعة ولا جديدة لم يسبق ان ارسل الله جل وعلا. بل ارسل الله جل وعلا رسلا وانا لست ببدع فيهم لست بجديد في الرسل. لهذا اصل البدعة انها شيء مخترع جديد. هذا في اللغة قد يكون في اصل اللغة معنى يكون الاختراع في امور محمودة وقد يكون في امور مذمومة. لكن اذا اخترع شيئا وابتدعه فان يقال هذه بدعة. ولهذا استعمل عمر رضي الله عنه الخليفة الراشد الثاني استعمل لفظ البدعة في معنى اللغوي فقال رضي الله عنه لما اجتمع الناس على امام واحد يصلون خلفه في ايام رمضان قال لما رآهم يجتمعون يصلون التراويح نعم البدعة هذه بدعة من جهة اللغة لانهم لم يكونوا يفعلونها فاجتمعوا على امام واحد. وليست ببدعة في الشرع لان النبي عليه الصلاة والسلام قد جمع بهم في رمضان وصلوا خلفه بضع ليال عليه الصلاة والسلام. فعنى عمر بهذه كلمة المعنى اللغوي لها. لانهم اجتمعوا بعد ان كانوا متفرقين على عدد من الائمة في مسجده صلى الله عليه وسلم. اما في الاصطلاح يعني في عرف اهل الشرع فان البدعة عرفت انواع من التعاريف منها ان البدعة طريقة في الدين مخترعة يضاهى بها الطريقة الشرعية ويقصد بها المبالغة في التعبد لله جل وعلا. وهذا تعريف الشاطبي رحمه الله في كتابه وهو كتاب نفيس في هذا الباب في معرفة البدع والرد على اهل الشبهات فيها وعرفها اخرون بقولهم ان البدعة هي ما احدث على خلاف الحق المتلقى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قول او اعتقاد او حال بنوع شبهة او استحسان ولا بأس ان ننظر الى التعريف الاول لان كثيرين من اهل العلم يعتمدون ذلك التعريف. فما هي البدعة في الشرع قال الشاطبي لنا البدعة هي طريقة في الدين مخترع. طريقة الطريق هو المسلوق طريق يعني قد طرقته الاقدام فسلك فمعنى ذلك ان البدعة لم تفعل مرة ولكنها طرقت وسلكت كثيرا. فصار امرها مطروقا يعني فعلت كثيرا حتى صارت طريقا طريقة في الدين يعني انها ليست في الدنيا فاذا احدث الناس في امور دنياهم ما يعينهم على تحسين امور دنياهم فليست تلك من البدع المنهي عنها بل البدعة المنهي عنها في الدين. طريقة في الدين لان امر الدنيا على الاباحة. لكن امر الشريعة والعبادات على حظر حتى يكون عن المصطفى صلى الله عليه وسلم مخترعة يعني جديدة لم يكن لها مثال سابق في عهده عليه الصلاة والسلام قال تضاهى بها الطريقة الشرعية. يعني تجعل مماثلة للطريقة الشرعية. فماذا يقصد الناس بالطريقة الشرعية يعني بالالتزام بامر شرعي بعبادة من العبادات يقصدون بذلك ان يتقربوا الى الله جل وعلا بتلك العبادة وان يكون فعلهم الذي فعلوه مقتدى به يعني يقتدي الناس به ويكونون هم قد اقتدوا برسول الله صلى الله عليه وسلم فيه اما من جهة اذني بالقول او الاذن بالحال. فاذا يقصد اصحاب البدع بها مضاهاة الطريقة الشرعية قد تأتي الى مبتدع وتقول انت تريد مضاهاة الطريقة الشرعية؟ منافسة الطريقة الشرعية يقول لا ولكن المقصود الحال انه حين تعبد بعبادة جديدة فانه ضاع الطريقة الشرعية يعني جعل شيئا يتعبد فيه فيه وبه هو على شكل وهيئة الطريقة الشرعية قال تضاهى بها الطريقة الشرعية ويقصد بها المبالغة في التعبد وهذا امر مهم لان الذين تعبدوا بالبدع لماذا تعبدوا بالبدع؟ يريدون المبالغة في التعبد مر ابن مسعود رضي الله عنه على قوم بعد ان اخبر عنهم في مسجد الكوفة فاذا هم يسبحون بحصى يأتون بحصى ويجمعون كل عشر حصيات او كل مئة حصاد ثم يعدوه سبحان الله مئة واحد اثنين ثلاثة الى اخره فلما رآهم غضب وقال اما ان تكونوا اهدى من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم او ان تكونوا ان تكونوا محدثي ضلالة. هذه انية رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تكسر. وهذه ثيابه لم تبلى فكيف يعني معنى كلامه؟ فكيف تحدثون ذلك مع القرب بعهد النبوة قالوا يا ابن يا ابا عبد الرحمن ما اردنا الا الخير فهذا فصل الشاطبي حين قال يقصد باحداث البدع المبالغة في التعبد لله جل وعلا فانه حين احدث البدعة لم يحدثها وهو يعلم انه مخالف للدين بل يقول انا اريد الزيادة في الخير لكن هل اذن له بان يزيد ما شاء دون اذن من الشرع لم يؤذن له بذلك لهذا نقول ان ادلة الشرع دلت على وجوب الالتزام بالسنة. وعلى حرمة مخالفة والاتيان بالبدع يعني مخالفة الطريقة التي يتعبد بها والتعبد لله جل وعلا بالبدع. قال الله جل وعلا قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم. قال بعض السلف ليس الشأن ان تحب ولكن الشأن ان تحب. ليس الشأن ان تحب انت الله جل وعلا. ليس الشأن ان تحب الرسول صلى الله عليه وسلم. ليس الشأن ان ان تحب الدين ولكن الشأن ان يحبك الله جل وعلا. والله جل وعلا لا يحب العبد الا اذا كان عمله حسنا. قال جل وعلا ليبلوكم ايكم احسن عملا. قال الفضيل في كلمته المشهورة العمل الحسن هو الذي كان خالصا صوابه خالصا لله جل وعلا لا لغيره صوابا على سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم. وقد قال وعلا وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون قال وان هذا صراطي مستقيما. فصراط الله واحد. سبل الضلالة قال فاتبعوه يعني اتبعوا هذا الصراط ولا تتبعوا السبل. فتفرق بكم عن سبيله. فسبيل الله واحد. واما السبل سبل البدع والشبهات فهي كثيرة ولهذا فسرها مجاهد بن جبر ابو الحجاج التابع المعروف تلميذ ابن عباس فسر هذه الاية بقوله هي هي البدع والشبهات. قال فاتبعوهم ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم لعلكم تتقون. وقال جل وعلا في سورة ال عمران هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمة مات هن ام الكتاب واوخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله. وما يعلم تأويله الا الله من هم الذين يتركون الامر الواضح البين ويأخذون بالمشتبهات والمتشابهات هم اهل الزيغ واهل الزيغ قال فيهم عليه الصلاة والسلام اذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فاولئك الذين سمى الله فاحذروهم فاذا الذين يتركون الامر الواضح ويأخذون بالمشتبهات فهؤلاء هم اهل الزيغ لانهم تركوا الامر البين الذي بينه عليه الصلاة والسلام واخذوا بامور مشتبهات او لم يأتي بها شرع مصطفى عليه الصلاة والسلام لهذا كانت في كان في خطبة الحاجة التي يذكر بها النبي عليه الصلاة والسلام اصحابه دائما كان فيها قوله عليه الصلاة والسلام اما بعد فان احسن الحديث كلام الله او كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة هذه خطبة الحاجة كان عليها الصلاة والسلام يعلمها اصحابه. يعلمهم ان كل محدثة بدعة. وكل بدعة ضلالة وكل وكل ضلالة في النار هذا تأكيد على هذا الامر حتى لا يحدث في الدين شيء وبهذا جاء في حديث العرباض ابن سارية الحديث المشهور قال في فيه العرباظ ابن سارية رضي الله عنه وعظم رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فاوصنا فاوصاهم عليه الصلاة والسلام وكان مما اوصاهم به ان قال انه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا انه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا. فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ يعني لا تبكونها عضوا عليها بالنواجذ يعني باقوى ما عندك. وعضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور. فان كل محدثة بدعة وهذه وصيته عليه الصلاة والسلام بعد موعظته التي ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب عليه الصلاة والسلام فما كان انصحه لامته وما كان ارأفه بامته لا خير الا دلهم عليه ولا شر الا حذرهم منه. كما جاء في مسلم انه عليه الصلاة والسلام قال ما بعث الله من نبي الا كان حقا عليه ان يدل امته على خير ما يعلمه لهم. وان يحذر امته عن شر ما يخافه عليه. وهكذا كان المصطفى عليه الصلاة والسلام اذا فامر البدع امر عظيم وجامعتها الدليل الذي يجب عليك ان يكون معك دائما في هذا الامر هو قول المصطفى عليه الصلاة والسلام بميزان تزن به الامور وتزن به الافعال قوله عليه الصلاة والسلام فيما روته عائشة واخرجه صاحب الصحيح من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد. وفي لمسلم وعلقه البخاري في صحيحه من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد. قال العلماء تم حديثان هما ميزانان للاعمال اما الاول فهو ميزان للاعمال في باطنها. تزن عملك في الباطن الذي لا يظهر للناس. وهو قول المصطفى عليه الصلاة والسلام انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى. هذا ميزان باطل. انت تقوم نفسك به انما الاعمال بالنيات فان كانت نيتك صالحة خالصة لله جل وعلا فهذا معناه ان الجهة الباطنة صحيحة والميزان الظاهر الذي تزن به العمل في الظاهر الذي يرى قوله عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث من احدث في امرنا ما ليس منه فهو رد. من عمل عملا ليس من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد. من احدث في امرنا ما ليس منه وفي رواية ما ليس فيه فهو رد. هذا ميزان للظاهر. فاذا تزن الاعمال في الباطن من جهة صلاحيتها وكونها حسنة مقبولة بهل انت مخلص فيها ام لا؟ وتزن العمل الظاهر فيما يرى الناس بهل هو على امر النبي الصلاة والسلام ام ليس على امره فهما ميزانان لا يشد عنهما شيء من الاعمال واحد للباطن وواحد للظاهر. اذا اذا كان الامر كذلك والبدع بهذا الشأن وهذه هي الادلة التي جاءت فيها فلما احدثت البدع؟ المسلمون يحبون الخير ويحبون نبيهم عليه الصلاة والسلام فما اسباب حدوث البدع؟ لما حدثت البدع في هذه الامة؟ اول اسباب حدوث البدع الجهل الجهل بالسنن. واذا جهل المرء الذي يبغي الخير بالسنة فان جهله هذا يأتي الشيطان من جهته فيحبب له الخير بشيء مبتدع. مثل ما قال اولئك لابن مسعود يا ابن مسعود ما اردنا الخير ما ارادوا الا الخير واذا كان ما ارادوا الا الخير فمعناه ان الامر جائز وهذا ليس بصواب اذا اهم اسباب البدع ان ان المحدث لها يقول ما اردنا الا الخير وهو جاهل بالسنة ما سمعنا مبتدئ يقول انا اردت مخالفة السنة. هل سمعتم احد يقول انا اردت مخالفة السنة كلهم يقولون ما اردنا الا الخير احنا نبغى التقرب الى الله كيف تقول ان هذا الفعل كذا وكذا وتنهى عنه؟ صالح اجعل الناس يتذكرون اجعل الناس يعبدون اذهب الى غيرك الى الفسقة الى الفجرة وانهاهم. اما الذين يريدون الخير فاجعلهم يتعبدون. لانهم ما ارادوا الا الخير. هل كل مريد الخير يحصله لا لا بد ان يكون على هذا الطريق وهو طريق المصطفى صلى الله عليه وسلم. وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله. ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون. السبب الثاني من اسباب وجود البدع واستمرار البدع الهوى. والتقليد لانك تجد ان الذي استمر على البدع وعمل بها اذا سألته النبي صلى الله عليه وسلم الم يقل كذا؟ هل فعل النبي صلى الله عليه عليه وسلم هذا الشيء فيقول العالم الفلاني قال كذا. وشيخنا قال كذا. وهذا كان فيه قرية كان فيها كذا وكذا والبلد كان هؤلاء ظلال فيأتيه الهوى الذي من اجله نصر من قبله نصر اسلافه يأتيه التقليد يأتيه التعصب فيجعله ينتصر لهذا الامر الباطن. ولم ينتصر الى السنة فسأل نفسه هل كان النبي عليه الصلاة والسلام على هذا الامر ام لا؟ فيكون عنده هوى وتقليد وتعصب جعله هذا والتقليد والتعصب ينتصر للرجال ولا ينتصر لسنة النبي العدنان عليه الصلاة والسلام هذا سبب مهم ومن اسباب حدوث البدع امور سياسية وهذا الامر السياسي كان من اعظم فشو البدع في المسلمين لم؟ لان الشيك اذا ايدته دولة فانه ينتشر البدع ذلك على اصنافها المختلفة ايدتها دولة فنشرتها في المسلمين وهي الدولة الفاطمية التي حقيقة اسمها الدولة العبيدية هم ينتسبون الى العبيديين ولا ينتسبون الى علي رضي الله عنه هذا هو الصحيح هذه الدولة جاءت وتكلم العلماء فيها وقالوا انها كذا ودولة باطنية وهي على غير الاسلام ولها معتقدات مكفرة الى اخره فكيف يقنعون الناس انهم محبون للدين؟ محبون للنبي صلى الله عليه وسلم وانهم من ال البيت اول ما بدأ احدثوا الاحتفالات البدعية. فهم اول من احدث الاحتفال بمولد النبي عليه الصلاة والسلام جاؤوا قالوا هذا يوم المولد لا بد نحتفل به فلما رأى العوام ان هؤلاء هذه الدولة تحتفل بمولد النبي صلى الله عليه وسلم وتتلو سيرته ويفعلون في المولد صدقات تلو اطعام ونحو ذلك قالوا هؤلاء محبون. للشريعة محبون للسنة. والعوام ليس عندهم من تقييم الامور مع اهل العلم ابتدأ ذلك فبدل ان يكون يوم واحد من الاحتفالات في السنة صار كما قال المؤرخون عندهم في كل يوم مولد في كل يوم احتفال في الدولة العبيدية. فايدتها الدولة وانتصرت الناس في ذلك وشيئا فشيئا حتى عما في الناس. اذا من الاسباب التي دعت الى انتشار البدع ما ايدت به البدع الدولة العبيدية واعظم البدع التي ايدتها الدولة العبيدية من جهة العمل الاحتفالات بانواعها ما هم مع ما هم عليه من البدع في الاعتقاد من الاسباب ايضا احداث البدع ولبقائها والانتشارها الاستحسان العقلي في مقابلة النص الشرعي الدين كامل فلا يجوز ان تستحسن فيه بالعقل في عبادة. لان العبادات في الاصل لا تعلم عللها لم جعلت صلاة الظهر اربعا والمغرب ثلاث؟ لم؟ المغرب ثلاث وبعدها بساعة ونص العشاء اربعة لم صار التقييد في التسبيح بكذا وكذا؟ هذه العبادات لا نعلم عللها فلهذا وجب ان يقتصر فيها على نص الشارع. لانه لا علة معلوما فيها ولهذا يقول العلماء العبادات هي غير معلومة العلة يعني في الغالب الحكمة غير العلة الحكمة وصف قاصر اما العلة هي الامر الذي او الوصف المناسب الذي تستخرج منه حكما لغير المسألة في جامع بينها وبين المسألة المنصوص عليها. حكم شيء والعلل شيء اخر فاذا من اسباب البدع الاستحسان العقلي. والشريعة كاملة والعبادات لا مجال فيها للعقل اصلا اذا قال قائل انا اريد ان ان ادعو الله بالطريقة الفلانية تقول لماذا لا تصلي الظهر خمسا فيقول الظهر خمس ما جاءت ما ما صلى النبي عليه الصلاة والسلام خمس فاذا هل هل فعل النبي صلى الله عليه وسلم هذه هذا الدعاء؟ او هذه الهيئة او هذا الذكر؟ او هل اجتمع الصحابة على هذا النحو؟ ما الفرق بين هذه وهذه ادخل تحسينه العقلي في اشياء ولم يدخله في اشياء لانه هابه. هاب المخالفة فيه لعظم المخالفة. فلهذا من اسباب البدع الدخول فيها بالتحسين العقلي. يدخل في العقل ويقول هذا جيد نفعل كذا عشان نحبب الناس نجمعهم بهذه الطريقة. وكل خيرا في اتباع من سلف وكل شر في ابتداء من خلف. اذا هذه خمسة اسباب لحدوث البدع واستمرار البدع في هذه الامة هناك قواعد مهمة اذا علمتها سهل عليك القوة في امر السنة والرد على اهل البدع اما القاعدة الاولى منها فهي ان الاصل في العبادات الحظر حتى يأتي الدليل الاصل في العبادات المنع حتى يأتي الدليل بها لما؟ لان العبادة شرعت على غير تعليل عقلي فالاصل الا يتعبد احد بشيء حتى يأتي الدليل به. لقول الله جل وعلا وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا. ما اتاكم من الاقوال والاعمال والاعتقادات فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا هذه قاعدة مهمة ان الاصل في العبادات الحظر حتى يأتي الدليل. فاذا اتى ات وقال لك ان هذه البدعة طيبة فقل الاصل في العبادة المنع حتى يأتي الدليل. فهل اتى بهذه دليل؟ هل اجمع عليها العلماء؟ هل ذكرها الصحابة هل فعلها الصحابة؟ كما سيأتي في القواعد الاخرى هذه قاعدة مهمة. القاعدة الثانية في اصول معرفة البدع والرد على اهلها ان البدعة التي احدثت لو كانت خيرا لفعلها خير هذه الامة وخير هذه الامة هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وتابعوهم وتابعوهم هم خير هذه الامة. فاذا اذا اتى واحد وفعل بدعة فتسأله هل فعلها الصحابة هل فعلها التابعون؟ فاذا قال لا فتقول اذا لو كانت خيرا تقرب الى الله لفعلها خير هذه الامة بل لفعلها النبي عليه الصلاة والسلام ولفعلها اصحابه في وقته فلو كانت خيرا لفعلوها فما دام انهم ما فعلوها فدلنا ذلك على انها ليست بطريقة مرضية لانهم خير هذه الامة ومقتضى كونهم خير هذه الامة ان الامور الخيرة قد عملوها في امور العبادات الاعتقادات والجهاد غير ذلك من القواعد ايضا المهمة في ذلك ان تعلم ان فعل النبي عليه الصلاة والسلام او سنة النبي عليه الصلاة والسلام نقول سنة النبي عليه الصلاة والسلام على قسمين سنة فعلية وسنة تركية. كما حققها العلامة ابن القيم في كتابه معالم الموقعين عن رب العالمين سنة فعلية وسنة تركية الناس يهتمون بسنن الفعل. النبي صلى الله عليه وسلم روي عنه انه فعل كذا. فنصلي. صلى الراتبة نصليها. امر بالذكر فنذكر على هذا نحو هذه السنة الفعلية واضحة فامر او حث او رغب فهذه سنن الافعال. او فعل ذلك في نفسه او اقر غيره فهذه السنن الفعلية. لكن المهم في قواعد البدع ان تعلم ان من سنته سنة الترك. وترك سنة كما ان فعله سنة. لان الترك في الحقيقة فعله. هو ترك للفعل. فهو فعل ترك ولهذا نقول سنة النبي عليه الصلاة والسلام منها الترك. فاذا الذي يريد اتباع السنة فانه يفعل ما فعل على عليه الصلاة والسلام ويترك ما ترك. لان سنته عليه الصلاة والسلام منها سنة تركية. هذه قاعدة مهمة فتأتي الى اهل البدع وتقول لهم النبي عليه الصلاة والسلام فعل وهذه سنة فعلية تقتدي بها او لا تقتدي؟ يقول نعم اقتدي بها فتقول ايضا النبي عليه الصلاة والسلام ترك وهذه سنة تركية فاذا كانت سنة تركية لانه ترك كما اننا نفعل بانه فعل. فالسنة ترجع الى الشيئين. واقتداء المكلف بالنبي عليه الصلاة والسلام الذي يؤجر عليه من جهة النية ومن جهة الفعل ان يفعل لاجل انه عليه الصلاة والسلام فعل وان يترك لاجل انه عليه الصلاة والسلام ترك هذه بعض القواعد والمقام يقصر عن تفصيل هذا المقام. نذكر بعض بعد القواعد شيئا من الضوابط التي تفرق بين البدعة وغيرها البدعة من تعريفها الذي ذكرنا يظهر انه يعني من فعلها يلتزم بها ولهذا قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في موضع ضابط البدعة انها ملتزم بها. قال فالفرق بين ترك السنة وفعل البدع ها او بين مخالفة السنة والبدعة ان مخالفة السنة تقع احيانا ونابرة واما البدعة فهي ملتزم بها. وهذا ضابط مهم. مثلا يوضح لك هذا الضابط لو رأيت رجلا يدعو بعد الصلاة رفع فدعا مرة رفع يديه فدعا. هذا بدعة او مخالف للسنة تنظر اذا التزم بهذا الفعل فكان دائما عليه فمعناه انه جعله من الدين واراد بذلك التقرب الى الله جل وعلا فكان بدعة. واما اذا فعله مرة فيكون خطأ مخالف للسنة لكن لا يكون بدعة. فضابط الالتزام مهم في الفرق بين البدعة ومخالفة السنة. فمن خالف السنة وفعل فعلا مخالفا للسنة في امر التعبد مرة او مرتين بحسب بما ظهر له فانه يقال اخطأ وخالف السنة لكنه لا يسمى مبتدعا حتى يكون ملتزما بهذا فاذا التزمه صار فعله طريقة في الدين مخترعة تضاهى بها الطريقة الشرعية يقصد بها المبالغة في التعبد لله جل وعلا. وهكذا افعال اخر من امور التسبيح والاذكار. فينكر عليه تارة لمخالفته السنة. وينكر اشد اذا كان على بدعة. فمن فعل شيئا مخالفا للسنة ينكر عليه وينصح ويبين له لكن لا يسمى مبتدعا حتى التزم بذلك فيكون التزامه طريقة في الدين مخترعة وهذا ضابط مهم في هذا الباب. شبهات تتعلق النهي عن البدع قد علمنا النصوص التي دلت على التحذير من البدع والنهي عنها وان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة وعنا ما عمل احد عملا ليس عليه امر النبي صلى الله عليه وسلم الا هو رد يعني مردود عليه. من احدث في امر هذا ما ليس منه وفي رواية ما ليس فيه فهو رد يعني مردودا عليه فهناك شبهات حسنها اهل البدع وعلماء البدعة والضلال من هذه الشبهات انهم قالوا الصحابة رضوان الله عليهم قد فعلوا اشياء لم تكن في عهده عليه الصلاة والسلام. ما هي؟ قالوا جمع القرآن. هل النبي صلى الله عليه وسلم اذن بجمع القرآن هل جمع القرآن في عهده؟ الصحابة احدث الجمع. جمع القرآن في كتاب واحد. وهو في عهده عليه الصلاة والسلام كان مفرقا في والعظام والالواح ونحو ذلك فجمعهم له تقربوا به الى الله جل وعلا لم يجعله احد بدعة مذمومة فدل على انه وان كان بدعة لكنه بدعة حسنة هذه شبهة وهي ناتجة عن الجهل او عدم فقه الشرع كما ذكرنا لكم في اسباب البدع الله جل وعلا دلنا في كتابه على ان القرآن سيكون كتابا فقال جل وعلا الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه الكتاب اشارة الى اي شيء الكتاب اسم للمجموع وقال تلك ايات الكتاب وقرآن مبين تلك ايات الكتاب النبي عليه الصلاة والسلام في عهده ولم يكن ثمة مصحف مجموع في شيء واحد قال فيما رواه مسلم في الصحيح يعني نهى عنان يسافر بالمصحف الى ارض العدو. اين المصحف اين الكتاب الذي قال الله فيه ذلك الكتاب؟ هل هو اشارة الى الذي في اللوح المحفوظ؟ او الكتاب الذي سيجمع هذا فيه دليل على انه يجب ان يجمع. حتى يكون كتابا. ولكن في عهده عليه الصلاة والسلام ما قام المقتضي لجمعه في ما بين دفتيه لما؟ لان ان الوحي يتنزل ما انتهى الوحي بعد. هل تم تنزل القرآن؟ ما تم في اياته عليه الصلاة والسلام. ولهذا نقول في عهد عليه الصلاة والسلام القرآن ينزل والايات تنزل فاذا كان سيجمع في مصحف واحد معنى ذلك انه ستدخل اية في هذا الموضع تدخل اية في ذلك الموضع وسيكون تلاوته ليست متيسرة بل سنحتاج الى ان ينسخ مرة ثانية وثالثة بعد نزول مجموعة من الايات او بعض السور. فاخر جمعه بتلك الدلالة على ما بعد عهده عليه الصلاة والسلام. حتى يتم تنزل القرآن وايحاء الله جل وعلا لنبيه عليه الصلاة والسلام. فلهذا نقول انه ليس لهذه الشبهة معنى لان الصحابة فعلوه من جهة الفقه في النص ففعلوا ما دل النص بالاشارة وباللفظ على انه يجب ان يفعل. فهم امتثلوا الامر الذي دل عليه بالاشارة شبهة الثانية قالوا النبي عليه الصلاة والسلام يقول من سن في الاسلام سنة حسنة فله اجرها واجر من عمل بها الى يوم القيامة من سن في الاسلام سنة حسنة. فهذا يدل على ان من جاء بشيء جديد ولكنه حسن. فان له اجره والنبي عليه الصلاة والسلام ثبت عنه ذلك كما رواه مسلم في صحيحه وغيره. فقال من سن في الاسلام سنة حسنة الجواب يعني فيما لو طرحه احد عليك او سمعت هذه الشبهة؟ الجواب عن ذلك ان هذا الحديث له سبب وسببه يوضح معناه. والعلماء يقولون العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب اذا علمت السبب فهمت معنى الكلام. وسببه ان قوما مجتاب النمار يعني كانت عليهم ملابس مجتابة يعني مخرقة اتوا الى النبي عليه الصلاة والسلام فلما رأهم رق لحالهم وعرف ذلك في وجهه عليه الصلاة والسلام. فحث على الصدقة امر بها فقام رجل فقال علي يا رسول الله يا رسول الله كذا فلما فعل ذلك تبادر وفعلوا مثل فعله. فقال عليه الصلاة والسلام حين ذلك من سن في الاسلام سنة حسنة فله اجرها واجر من عمل بها الى يوم القيامة. فيكون معنى قوله من سن في الاسلام سنة حسنة يعني ترك العمل بها سنة من الدين ولكن ترك العمل بها مثل التصدق. لانه قالها حين تصدق ذاك فتبعه فتبعه الناس على ذلك. فالذي يبتدئ بالامر الذي شرع في الدين ويتبعه الناس على احياء هذا الامر الذي شرع في الدين يكون ذلك الفاعل الاول سن في الاسلام سنة حسنة. ما ابتدع ولكنه احيا تلك السنة. ومن المعلوم في قواعد اللغة انه يطلق الشيء على ملابسه فيقال من سن ويراد به من احيا السنة. كما قال جل وعلا يا ايها الذين اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا يعني اذا اردتم القيام الى الصلاة وكقوله فقبضت قبضة من اثر الرسول فنبذتها يعني قبضت قبضة من اثر حافر الرسول فنبلتها. ونحو ذلك مما هو معلوم في اللغة. فاذا هذه الشبهة لا وجه له من الشبه التي يقولونها ان هؤلاء ما ارادوا الا الخير وهذا سبق ان ذكرته لكم. يعني ذكرت لكم جوابه وانه ليس بشيء لانه ليس الامر على ان تريد الخير. الامر على ان يكون عملك خالصا صوابا من الشبهات ايضا وهذه مهمة انهم قالوا الصحابة احدث اشياء. والمسلمون احدث اشياء في امورهم. فاحدث عمر الدواوين واحدثوا في المساجد يعني في تنظيم بعض الاشياء المتعلقة بالامام وبالائمة واحدثوا بعض الادارة انواع الادارة واحدثوا ديوان الجند واحدثوا المدارس واحدثوا كذا وكذا الى اخره. يعني انهم فعلوا اشياء ونظموا اشياء جديدة. وهذه لا شك انهم يريدون بها انها من الدين. لانها تقرب الى الله جل وعلا فلم يجعلوها من البدع والجواب عن ذلك ان هناك فرقا مهما بين البدعة وبين ما سماه الامام ما لك واتباعه وطائفة من اهل العلم المصالح المرسلة. هناك شيء اسمه بدع كما ذكرنا وهناك مصالح مرسلة المصالح المرسلة مثل فعل الصحابة نظموا الادارة نظموا امور دنياهم نظموا الدواوين عملوا اشياء احدثوا التاريخ وكتابة التاريخ ونحو ذلك هذه من المصالح المرسلة. والمصالح المرسلة مرعية في الدين ويحث عليها لان فيها رفع الحرج. الفرق بين البدعة وبين المصلحة المرسلة ان المصلحة المرسلة راجعة الى امر به حفظ امر ضروري من الدين. والضروريات خمس. والى رفع حرج عن المسلمين في كيف؟ فهي اذا راجعة الى جهة المعاملات الى جهة العمل الى جهة التنظيم لا الى جهة العبادة. واما البدعة فليست راجعة الى هذه الاشياء وانما هي راجعة لاحداث امر في الدين يعني في العبادات. ففرق بين شؤون العبادات وبين امور المعاملات وما يفعله الناس فالصحابة ما احدثوا امرا في عباداتهم وانما احدثوا امرا في دنياهم. وقد قدمت لك القاعدة ان الاصل في العبادات الحظر حتى يرد دليل الجواز. والاصل في المعاملات الجواز حتى يرد دليل الحظر ايضا من الفرق المهم بين المصلحة المرسلة وبين البدعة ان المصلحة المرسلة راجعة الى الوسائل وسيلة واما البدعة فهي غاية. وهذا فرق مهم. البدعة غاية يعني هي في نفسها مرادة يتعبد الله بها. واما المصلحة المرسلة فهي وسيلة لتحصيل امر مشروع. وفرق ما بين الاذن بالوسائل التي تدخل تحت قاعدة الوسائل لها احكام المقاصد. فاذا كان المقصد وهو حفظ امر ضروري مطلوب في الشرع فان وسيلته وهي المصلحة المرسلة مطلوبة. واذا كان المقصد وهو ازالة الحرج مطلوبا في الشرع. فكذلك التي هي المصلحة المرسلة مطلوبة فهذا فرق مهم فاذا الذي يحتجون به في مسألة المصالح المرسلة والبدع لا وجه له لان الفرق بينهما قائم وقد حقق العلماء ذلك بتفصيل وايضاح. نختم كلامنا بذكر من انواع البدع. هذا الذي سبق تأصيل والتأصيل مهم. لانك به تعرف ما الا نذكره قد نذكر اشياء من البدع ليست على وجه الحصر ولكن على وجه التمثيل. فاذا عرفت القواعد والتأصيلات في هذا الامر مهم فانك تعرف البدعة من السنة ان شاء الله تعالى. من البدع المحدثة بدع متعلقة الازمنة فهناك في شهر محرم احدثوا بدع مثل بدع الرافضة في ضرب الصدر ونحو ذلك في الندب في عاشوراء يعني يوم العاشر من وفي غيره هناك بدع متعلقة بشهر ربيعنا الاول. ومن اظهرها بدعة الاحتفال بالمولد احتفال بيوم مولد النبي عليه الصلاة والسلام. فيجتمعون ليلته ويقرأون سيرته. وبعض القصائد التي في مدح النبي عليه الصلاة والسلام وربما كان منها ما فيه شرك اكبر بالله جل وعلا قد ذكرت لك فيما سبق ان اول من احدث بدعة الاحتفال بمولد النبي عليه الصلاة والسلام وبالموالد جميعا من الدولة العبيدية ومنها بدع في شهر رجب مثل بعض الصلوات في بعض العبادات التي يتقربون الى الله جل وعلا فيها. فشهر رجب ليس له مزية على غيره من الشهور ومنها بدع متعلقة بغير ذلك من الاشهر كشهر شوال ونحو ذلك هناك بدع راجعة الى هيئات العبادة مثل الاجتماع على الذكر على نحو معين ولنجتمع على الذكر فيذكرون الله بشكل جماعي. واحد يقول سبحان الله والجميع سبحان الله سبحان الله هذا الفعل هيئة. التسبيح في اصله مشروع. ولكن هذه الهيئة غير مشروعة بدعة لان سنة النبي صلى الله عليه وسلم جاءت بشيئين. جاءت بالفعل في نفسه يعني بالحكم في نفسه من حيث الفعل او الترك وجاءت بهيئة الفعل. فجاءت بالتسبيح من حيث هو وكذلك هيئة التسبيح انه يكون مثلا باليد فثم اذا شيئان. الكيفية والهيئة والامر في نفسه العبادة في نفسها فاذا كانت العبادة في اصلها مشروعة لابد ان تكون الهيئة مشروعة. فاذا كانت الهيئة غير مشروعة فان ذلك من البدع التي البدع الاضافية ولو كان اصلها مشروعا لكن لما كانت الهيئة مبتدعة كان ذلك دليل عدم الجواز من ذلك ايضا بعض الاذكار مثل ان يذكر الله جل وعلا في اعلى اعلى المنارة يعني على المناير يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الاذان او يذكرون الله على المآذن على نحو الماء او يجتمعون في الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام على صفة المال. هذا كله من هيئات البدع بان اصل هذه الاعمال مشروع ولكنها مبتدعة اعظم البدع البدع الشركية ووسائل الشرك فمن وسائل الشرك التي هي داخلة في البدع الاعتناء بالقبور. من البدع وهو من اخطر انواعها وسائل الشرك الاكبر ومن ذلك العناية بالقبور وذلك تشييدها او تجسيصها او التسريج عليها او بناء الابنية عليها او وضع القباب عليها او بناء المساجد عليها وهو اشدها قد قال عليه الصلاة والسلام الا لا تتخذوا القبور مساجدا. فاني انهاكم عن ذلك. لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد. الا لا تتخذوا القبور مساجدا. فاني انهاكم عن ذلك هذه بدعة وخيمة ووسيلة من وسائل الشرك. لما حدثت في هذه الامة ال الامر بالناس الى ان يعظموا ذلك المقبور يخترع له من الصفات ما تضاهى به صفات الله جل وعلا ثم عبدوهم وتوجهوا اليه من البدع المتعلقة بوسائل الشرك ان يدعو المرء الله جل وعلا متوسلا اليه بذات احد من الخلق. او بجاهه او بحرمته مثلا يقول اللهم اني اسألك بجاه نبيك اسألك بحرمة اهل بدر اسألك ابي بكر بالعالم الفلاني. فيجعل التوسل بذات او بجاه او حرمة بظنه ان ذاك عند الله جل وعلا له جاه وله حرمة واذا كان كذلك جاز ان يكون وسيلة وهذا من الاعتداء في الدعاء وبدعة ووسيلة في الشرك وسيلة من وسائل الشرك ولهذا لم يأتي ان احدا من الصحابة ولا من السلف توسل بهذا توسل البدع لانه توسل بامر خارجه فلان او عمل فلان او جاه فلان له وانت ليس لك الا ما سعيت لو ان ليس للانسان الا ما سعى. فتوسلت بامر خارج عنك. فكان ذلك في الدعاء وبدعة يؤول الامر بهذه البدعة حتى يعظم ذلك الذي يتوسل به دائما فيسأل او تجعل له صفات من التعظيم لا يجوز ان تجعل لبشر كذلك من الابتداع العظيم الابتداع في انواع الاعتقاد الابتداع في مسائل الصفات بان يجعل العقل محكما على صفات الله جل وعلا. وهذه بدعة احدثها الجهل والمعتزلة فانهم جعلوا العقل محكما على الغيبيات. وجعلوا العقل محكما على الغيبيات. فيه العقل على ما جاء به النقل. وهذا قدح صريح في ما جاء عن الله جل وعلا او عن رسوله صلى الله عليه وسلم. فاذا الواجب الا يتعرض للصفات بتأويل يخرجها عن ظاهرها. ولا ان عرظ لها بمجاز يخرجها عن حقيقتها. فالايمان بها على ما دل عليه ظاهرها وعلى ما دل عليه اللفظ الافرادية او الترتيبية مع نفي المثيل عن الله جل وعلا ليس كمثله شيء وهو السميع البصيرة من البدع ما حدث في ابواب القدر من ان يجعل الانسان هو الذي يخلق فعل نفسه او ان يجعل انسان مجبورا على فعله كقول غلاتهم من الجهمية او قول متوسط الجبرية من الاشاعرة ونحوهم. كذلك في ابواب الايمان ابتدعت اشياء كثيرة من اقوال الخوارج ونحو ذلك. ومن البدع المحدثة ايضا التي احدثت في الدين ان يفرق في ابواب الامامة للاعتقاد ما بين الامامة العظمى والامامة الخاصة قال بعضهم الامامة العظمى لها حقوق هي التي جاءت في الحديث. واما الامام او ولي الامر اذا كان في بلد معين فهذا له السمع والطاعة وليس له حقوق الامامة العظمى. من البيعة ونحو ذلك هذه بدعة وخيمة خطيرة خالف بها اصحابها ما اجمع عليه سلف هذه الامة واجمعت عليه كتب الاعتقاد من ان الامام هو الذي له البيعة وله السمع والطاعة بلا تفريق. وان الامامة سواء كانت خاصة عامة الحقوق واحدة فيها البيعة وفيها السمع والطاعة ونحو ذلك. لهذا اجمع المسلمون على ان بيعة وامامة اهل الاندلس للامويين فيها صحيحة ماضية وعلى ان بيعة من في الشرق منه اهلي بغداد او العراق الحرمين ودمشق ومصر والى اخره ان بيعتهم للعباسيين ماضية امامان هنا وهنا وكل منهما امامته اسلامية والبيعة منعقدة لهذا ولهذا كل بحسب محله ولم يفرقوا في هذا الامر ما بين الامامة العظمى والامامة الخاصة. هذا والحديث في هذا الباب يطول فالحذر الحذر من كل سبيل فيه مخالفة السنة فكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداء من خلف واهل البدع قال الله جل وعلا فيهم ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله. فكل من شرع شيئا في الدين او جعل شيئا في العقيدة لان العقيدة تسمى شريعة من جعل شيئا في ذلك على غير ما عليه الامر الاول فقد جعل نفسه له شريكا لصاحب الرسالة في التشريع وهذا والعياذ بالله من اشد ما يكون خطرا من جهة المبتدع. كذلك البدع تفرق بين الناس ويعاقب الله جل وعلا الناس بالبدع. يعني اذا سلكوا البدع بالتفريق بين قلوبهم. وقد قال جل وعلا ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء انما امرهم الى الله. وهؤلاء الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا يدخل فيهم كل من سعى في التفرقة اتخاذ طريقة في الدين مبتدعة كالطرق الصوفية المختلفة هذه طريقة شاذلية وهذه القادرية وهذه نقشبندية وهذي وهذي وهذه وكل هذا من التفريق في الدين وسبيل المصطفى صلى الله عليه وسلم واحد وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون. فهل نقبل وصية الله جل وعلا وهل نقبل وصية المصطفى صلى الله عليه وسلم؟ فالله الله في السنة الله الله في الالتزام بها الله الله في الحذر من البدع وفي الانكار على اهلها وفي المجاهدة في ذلك فان ذلك من اعظم انواع الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. شكر الله فضيلة الشيخ صالح قال على هذا التوجيه الطيب المحاضرة القيمة سوف نستمع الان الى تعليق فضيلة الشيخ عبد العزيز عبد الله الشيخ على المحاضرة ونعرض عليه بعد ذلك ما تيسر من الاسئلة ان شاء الله فليتفضل فضيلته جزاه الله خيرا. وبعد ولقد اجتمعنا الى هذه المحاضرات الطيبة التي عنوانها البدع تعليمها يفيض منها وايران ووضع القواعد وتفرق بين اهل الدين وبين وبين المعاملة والعبادات التي رحمه الله وبين ويتصل بهذه الحقيقة بدعة لا شك ان المؤمن علم يرضي بالله ربه وبالاسلام دينا. وبمحمد الله عليه وسلم نبيا رسولا. يعلم انه يتأخر على الاسلام محمد صلى الله عليه وسلم. وادى العمل لا يضر احدا الا اذا اخلصه لله ولا يشرك بعبادة ربه احدا فالعمل لابد ان يكون خالصا لله ومع اخلاصه لابد ان يوافق شرع الله فلا يكون مبنيا على الهوى والاراء. افرأيت من اتخذ الهه هواه؟ واضله الله على علم قال الله تعالى اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم. ولا تتبعوا من دونه اولياء قليلا ما تذكرون فنحن مأمورون باتباع شرع الله واعتقاد ان هذا الدين كامل. اكمله الله فلا ينقص ولا يحتاج الى اضافة. ورضيه الله فلا يسخطه واتمه الله علينا. فاذا كان هذا الدين كاملا تاما اذا فمن حاول ان يزيد فيه باستحسان فان هذا خطأ منه. وبدعة في دين الله والبدعة وان صغرت في الانظار فان الشيطان يفرح بها اعظم من فرحي بكبائر الذنوب. لان كبائر الذنوب قد يقترضها الانسان وهو تشعر في نفسي التقصير. ويرى نفسه مقصرا. وعاصيا ومذنب ويتمنى من الله التوبة والتوبة ويتمنى من الله التوبة. وان يعامله بالعفو فهو يعد نفسه من المخطئين والمقصرين اما صاحب البدعة فيرى نفسه من المتعبدين. ويرى نفسه من المجتهدين. ويرى نفسه المصلحين ويرى نفسه من المحسنين. وهذا اشد البلاء. لانها تنبعث احياء من ارادة خير لمن لا فقه عنده. ولمن لا علم عنده. وكما قال ابن مسعود كم من مريد للخير يصبت هو يريد خيرا لكن لما اتى بخلاف الشرع كان خطأ في نفسه وقد يعذر بقصور فهمه وقلة ادراكه وعدم قالت فيه الشر قد يعذر في نفسه لكن لكن غيره اذا علم تلك انها بدعة وجب عليه ان يفارقها والا يقتدي بمبتدع ابتدع في دين الله خلاف ما شرع الله واهل البدع قسمان. هناك جهلة وقاصر نظر وعلم. اخطأوا في تصوراتهم وهناك مبتدعة ابتدعوا على علم وعلى قسط لاجل اظلال الامة ابعادها عن دينها فنوبات الصفات الذين انكروا اسماء الله وصفاته. وسلبوا الله كل اوصافه واسمائه اولئك لم يأتوا لقلم يكونوا عن جهل ولا عن قصور علم ولكنه عن زيغ وضلال نسأل الله العافية والمبتدعون سواء من العباد او غيرهم بداعهم لا شك انها ضارة وانها سيئة وانه قد يأتي الشيطان لهم بالبدعة ويحسنها بانظارهم. حتى يتوصل بالبدعة الى الشرك فقوم نوح لم يعبدوا الاصنام باول وهلة. انما الشيطان زين لهم ان يصوروا صور صالحيهم وعن التقى والعبادة منهم قائلا لهم ان سورهم تذكركم افعالهم ومحاسنهم فتقتدوا بهم ففعلوا. ثم جاء لمن بعدهم وقال ان تلك الصور لم تصور الا زلزل بها المطر ويستجلب بها النفع ويستدفع بها الظرر. فما زال بهم حتى عبدوهم من دون الله فالبدع وفي الشرك وبريد للكفر والضلال. وكل بدعة فهي خطأ عظيم كبرت وان كبرت. فلا يستعن بشيء منها ولا يغتر بشيء منها. وما اشار الشيخ اليه من بدع زمانية او بدع آآ تعبد يعني آآ وزمنية او بدع يعني آآ اما في او في صور تلك العبادة فمثلا ما ابتدع في محرم او في ربيع او في شعبان او في رجب او في غيرها كلها بدع. يعني ابتدعوا في شعبان صلاة الرغائب. وفي رجب كذلك وابتدعوا في عيد الاكل اشراق والاحتباء بالموانئ والاحتفال بكذا والاحتفال بكذا حتى ادخلوا في دين الله فليس منا مثلا ليلة السابع والعشرين من رمضان. ليلة مباركة عظمها الله بكتابه وحثنا رسول على على قيامها حقا من قامها ايمانا واحتسابا غفر الله له ما تقدم من ذنبه. هذا حق لا شك فيه لكن لو اتخذ لها مظهرا خاص واتخذ لها مجتمعا خاص واتخذ لها خطبا خاصة واتخذ لها يعني انواعا من المظاهر التي تخالف مدى السنة لقلنا هذه بدعة لان اخبرنا ان من قامها ايمانا واحتسابا غفر الله له ما تقدم من ذنبه. هكذا امرنا ما زاد على هذا وما هذا مما قد يستحسنه الناس يقال ان هذا بدعة. لان هذا امر زائد ونحن مأمورون على السنة والاكتفاء بها والثبات عليها. والا نفتح لانفسنا باب بدع. يقول بعض السلف اتبعوه ولا تبتدعوا فقد كفيت. اتبعوا ولا تبتدعوا فقد الامر كفيتم المهمة. اذا كان ابن مسعود انكر على من ادوا التسبيح والتكبير والتحميد ونذر التراب بوجوههم واشتد بكيره عليهم فانه لما اتاه ابو موسى وقال يا ابا عبد وجدت اناسا في المسجد يجتمعون حلقا سبحوا الله عشرا كبروا الله عشرا احمدوا احمدوا الله احمد الله عشرا قال ما قلت لهم؟ قال ما قلت شيئا. فاتاهم مسعود فالقى التراب من ونزل التراب في وجوههم. وقال يا قوم بئس ما فعلت هذا هذه اسس تنجسد وثيابه لم تبلى واصحابه لا الموجودين. قالوا يا ابا عبد رحمن ما اردنا الا خيرا. قال عدوا سيئاتكم فاني ضامن لكم الا يضيع شيء من حسناتكم. قال بعض السلف ولقد رأيت معظم اولئك يطاعنوننا في النهروان مع الخوارج. فما زالت تلك البدع بهم حتى استحلوا دماء الصحابة واموالهم وقاتلوا عليا رضي الله عنه وخرجوا عليه وهم فرقة الخوارج الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم تحقرون صلاتكم عند صلاتهم وقرائتكم عند قراءتهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية. لان البدع وان قلت فانها لا تزال باصحابها حتى تخرج بهم عن منهج الله وعن دينه لانهم يعتقدون نقصان هذا الدين حتى اتوا بدعتهم. والله اكمل الدين واتم النعمة ورضي اسلام دينا فلسنا بحاجة الى هذه البدع. نسأل الله ان يعيذنا واياكم من المنها. نعم. شكر الله للشيخ ونسأل الله ان ينفعنا واياكم بما اسمعنا يقول هذا السائل ان هناك جماعة يعتقدون ان الدعاء بعد الصلاة في جماعة فاذا لم يدعوا الامام لهم ينكرون عليه ويقولون ان الصلاة ناقصة. ولذلك ينكرون على اهل السنة فما هو الرد الصحيح على هؤلاء؟ ونرجو التوضيح اذا لم يدعو المصلي بعد كل على قولهم فمتى يدعو؟ وقد امر الله تعالى بالدعاء. الشيخ في المحاضرة اجاب عن هذا. وقال ان رفع عقب الصلاة قسمان. ان كان ان استمر بهذا الامر دائما وواصله صار بدعة. ان اتى به وقتا دون وقت كان مخطئا. فمثلا اذا السنة نعلم بعد الصلاة ان نستغفر الله ثلاثا. وان نقول اللهم انت السلام ومنك السلام تباركت ذا الجلال والاكرام. لا اله الا الله وحده لا شريك له. له الملك وله الحمد وهو على كل كل شيء قدير. اللهم لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت. ولا ينفع ذا الجد منك الجد. لا اله الا الله ولا نعبد الا اياك له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن. ولا حول ولا قوة الا بالله. لا اله الا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون اللهم اعني على شكرك وذكرك وحسن عبادتك. ربي قني عذابك يوم المرات ثم تسبح الله تحمده وتكبره ثلاثا وثلاثين وتقول تمام المئة لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وحده وهو على كل شيء قدير وتقرأ اية الكرسي والمعوذتين وقل هو الله وسنة اخلاص هذه السنة. فاذا اتيت بهذه الاذكار ثم دعوت ما في شيء اما انت وتهمل السنن الثابتة وتأتي بادعية بعد الصلاة سواء فعل ويكون هذا دعاء على هيئة شكل جماعي فهذا مخالف للشرع ومن اصر عليه يكون مبتدأ وينكر عليه. نعم حتى ان ابن القيم ذكر ان رفع اليدين عقب الفريضة بدعة لانه ما فعله رسول الله. لكن من اتى اذكار عقب الصلاة ثم دعا ورفع يديه ما ينكر عليه لكن ينكر ان ترفع الايدي بعد السلام من الفريضة مباشرة او كما يقول تقبل الله منه تقبل الله منه كل هذه لم يرد فيها شيء عن رسول الله صلى الله فعليه وسلم. نعم. هذا السائل يقول هل تجوز صلاة تحية المسجد في وقت النهي؟ وما هي ذوات الاسباب؟ وما هو الجمع بين حديث صلاة تحية المسجد وبين حديث اوقات النهي افيدونا بارك الله فيكم. المسألة هذه مسألة للعلماء فيها اراء حديث اذا دخل احدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين. وامر النبي سليكل العطفاني لما دخل قال اصليتك؟ قال لا. قال قم فاركع ركعتين وتتجوز فيهما. بل العلماء من فهم من هذا العموم وقال ان تحية المسجد تفعل في كل الاوقات ولا تقيد بوقت دون وقت لان عام فلا يقيده شيء وما سواه فانه خاص. في غير المسجد وحملوا احاديث النهي بغير تحية المسجد. ومن العلماء من قال احاديث عموم احاديث النهي ايضا عامة فتخصص عموم حديث ابي قتادة. وان كانت عامة في لفظها لكنها خاصة من حيث الوقت فنخصص بها حديث ابي قتادة قد صلى تحية المسجد في غير الاوقات. ولكن هنا بالنهي او حرك وقت مضيق وقت موسع. ففي حديث عقبة ابن عامر قال ثلاث ساعات نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نصلي فيها او ان نقبر فيها موتانا حين تطلع الشمس بازغة حتى تطل. وحين يقوم قائم الظهيرة وحين تتضيف لغروب. فالذي يظهر ان الاوقات الثلاثة ينبغي ان نتقيد ترك الصلاة فيها وهي ما اذا دخلنا والشمس في اول طلوعها الى ان ترتفع قدرك. واذا كان قبيل الظهر بدقائق نمتنع حتى يؤذن الظهر. واذا دخلنا قبيل المغرب بدقائق ننتظر حتى تغرب الشمس اما بعد صلاة العصر وبعد صلاة الفجر فمن ترجح عنده العمل بعموم حديث ابي قتادة وصلى ركعتين من متحية المسجد ورأى انها خاصة المستثناة فلا ينكر عليها. نعم. يسأل هذا الاخ يقول ما رأيكم فيما يفعله بعض الشباب انهم يجتمعون او يخرجون للدعوة الى الله ويحددون ذلك ثلاثة ايام او اربعين يوما او اربعة اشهر ويجعلون هذا قاعدة لدعوتهم ما توجيهكم في هذا الامر وفقكم الله. الدعوة الى الله مطلوبة. ومرغب فيها وعمل صالح. وينبغي للدعاة الى الله اذا ارادوا نجاح دعوتهم ان يكون منهجهم موافقا لسنة محمد صلى الله عليه وسلم وما عليه الدعاة المصلحون بعده المقتفون باهل اثره السائرون على نهجه. واما تحديد خروج بايام او باشهر معينة ونحو ذلك فهذا قد يكون فيه شيء لان ان كانوا يظنون ان هذا التحديد شرعي وانه عبادة فلا اما ان كانوا يرون من باب ان هذا امر اوقات هم فارغون فيها وانها تناسب وقتهم دون ان يربطوها بالشرع فهذا موضع نظر. اما ان جعلوه هذا الخروج وقيدوا الاربعين او الاربعة او نحو ذلك. بان هذا عبادة وانها مأخوذة من السنة او من القرآن او من السنة فان هذا مما ابتدعوه بدين الله. وهذه طريقة جماعة اهل التبليغ نسأل الله للجميع الهداية يقيدون انفسهم بهذه الاوقات ثلاث ايام او اشهر او اربعين يوم او اربعة اشهر او ستة اشهر لكن كانوا يظنون ان هذا شرع وتعبد فهذا خطأ اما ان كانت هذه تناسب اوقاتهم او احوالهم فهذا لعله ايسر من الاول. انما الواجب على كل في حال اتباع السنة والسير على المنهج النبوي وان تكون الدعوة تهتم بالتوحيد قبل كل شيء وبتأسيس العقيدة اما الدعوة المعتمدة على مجرد اذكار واوراد صباحية ومسائية وامور ومناهج خططها ورسمها ونظمها اناس مشكوك في كثير من احوالهم وانما هي اوراد واذكار ولا يهتمون بدعوة للتوحيد ولا بتفقيه الناس في دين الله ولا بامر بخير ولا بنهي عن شر وانما هي مجرد تجمعات وامور الله اعلم بها بل وقف كثير من هذه الامور لم تثمر خيرا ولم تتحقق تحقق ايضا لانها لم تكن موافقة في المنهج الى ما كان عليه محمد ابن عبد الله وصحابته الكرام والدعاة مصلحون السؤال الاخير يقول يتخذ بعض الشباب من بعض الوسائل كالتمثيل والكرة وما يسمى بالفيديو الاسلامي رحلات وغيرها وسيلة من وسائل الدعوة ويدخلونها على الدين ويضعونها لدعوة الشباب ويقولون ان هذه امور ترغبهم فما توجيه فضيلتكم لذلك الدعوة الى الله تحتاج الى امور. اولا الى الاخلاص لله. وان تكون الدعوة خالصة لله. قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصري. فالاخلاص هو الاصل لله ثانيا ان تكون على وفق منهج الله. ادعو الى الله على بصيرة اي على علم وهدى. ينبغي للمسلم ان يتقي باموره كلها وينبغي للداعين الله ان يزود من العلم النافع. وينظر في وسائل يستحسنها. لا يجعل استحسانه ومحبته للشيء لا ينبغي ان ينسبه للدين. بل يعرض منهجه ووسائله على شرع الله ويبدو باقرار بين المصالح والمفاسد بين النافع والضار بينما يغلب وما يغلب شره بينما خيره راجح وبينما شره راجح. فاذا كان الداعي الى الله له من وسيلة سلكها دون النظر في عواقبها ونتائجها وما يترتب عليها عليها اذا كان كل ما عن شيء سلكه دون ان يفكر ويدبدب هذا قد تزل قدمه. المهم ينظر الدعوة الى الله ايظاع الحق وبيانه وعرضه العرض الصحيح بالقول والعمل فيكون قوله حق وعمله خير ويكتفي الناس اثاره بما يرون من سلوك حسن واعماله الصالحة اما ان يزج الدعوة في كل شيء وربما ارتكب بعض الامور التي قد يكون فيها شيء من مخالفة ويقول هذه وسائل دعوة وهذه طرق دعوة والى اخره ويقول نحن قوم متحضرون الا ان نرى كذا وكذا وانما نتخذ الوسائل المختلفة المتعددة المتنوعة الى اخره. فاني اخشى من هذه الطرق اذا تكاثرت ان تذوب الدعوة وان الا يكون لها الفاعلية الصحيحة ولا التأثير الحسن وانما تكون يعني يعني آآ فيها اكثر من اللب والامور التي لا فائدة فيها اكثر مما هي فائدة. رسول الله صلى الله عليه وسلم اكمل الناس دعوة الى الله. لما امره الله ان يصدع بدعوته كان يأتي القبائل ومجامع عرب ويقف عليهم يتلو القرآن عليهم ويقول من يأويني حتى ابلغ رسالة ربي وله الجنة. وكان يخشى الناس في جالسين دعوته ويوضح له ويتلو عليهم كتاب الله ويبين الحق