المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي بعث محمدا بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله. وكفى بالله شهيدا. احمده كان على ما انعم به وتفضل وعلى ما قضى به وقدر فهو المحمود في كل اوان بكل وعلى كل حال له الحمد سبحانه كما ينبغي لجلاله وعظمته له الحمد كثيرا كما انعم كثيرا. وله الشكر كثيرا كما تفضل كثيرا له الحمد في الاولى والاخرة وله الحكم واليه ترجعون. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما مزيدا. اما بعد فاسأل الله جل وعلا ان يجعلني واياكم ممن رضي وسلم وامن وتابع. اللهم اجعلنا ممن مننت عليه الهدى ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب. ثم ايها الاخوة المؤمنون موضوع هذه المحاضرة موضوع مهم لانه ركن من اركان الايمان ولانه ايظا تلتبس معه وفيه اوهام كثير من المسلمين. ولانه ايظا ربما جاء الشيطان بشبه على قلب المؤمن ليضله عن نظام التوحيد الذي هو القدر فيكون ذلك سببا لزيغ قلبه بعد هدايته. ولهذا قال ابن عباس رضي الله عنهما القدر سر الله. فالواجب على المؤمن ان يكون مستمسكا بالوحي كما امر الله جل وعلا عباده بذلك. فقال سبحانه فاستمسك بالذي اوحي اليك وان لا يتعدى العبد المؤمن الا يتعدى ما انزل الله جل وعلا في القرآن وما بينه رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته لان الهدى الكامل في الكتاب والسنة ومن رغب الهدى من غيرهما اضله الله. والنبي عليه الصلاة والسلام صح عنه انه قال اذا ذكر القدر فامسكوا اذا ذكر القدر فامسكوا. يعني امسكوا عن الكلام في القدر بما لم ان توقفوا فيه على علم من الله جل وعلا او من الوحي الذي اوحي الى رسوله صلى الله عليه وسلم فالواجب على كل مؤمن ان يسعى في تعلم هذا الركن من اركان الايمان وهو الايمان بالقدر من الله جل وعلا خيره وشره وان يتعلم ايضا انه لا يجوز له ان يخوض في مسائل القضاء والقدر ولا الهدى والضلال ولا الشقاء وهو السعادة. ولا احوال الناس الذين جعلهم الله جل وعلا متفاوتين في الايمان وفي الارزاق وفي الاخلاق الا يخوض في ذلك الا بعلم موثوق وهو ما جاء في الكتاب والسنة لان القدر في الحقيقة امر غيبي كما قال ابن عباس القدر سر الله جل جلاله لهذا كلامنا فيما ستسمع ان شاء الله تعالى انما هو من مشكاة الوحي من القرآن والسنة ولا يجوز لاحد ان يخوض في مسائل الغيب بعامة وفي مسائل القدر الا عن علم ودليل لان الخوض في ذلك بالعقول والاوهام والاقسة مسلك من مسالك الضلال والشيطان يأتي العبد ليضله عن سبيل الله بان يخوض في فعل الله جل وعلا بالعلل والاقسة ولهذا احسن ابن تيمية رحمه الله في قوله في تائيته القدرية المشهورة قال واصل ضلالة للخلق من كل فرقة هو الخوض في فعل الاله بعلتي فانهم لم يفهموا حكمة له. فصاروا على نوع من الجاهلية يريد المرء ان يدرك لما حصل كذا ولما اهتدى فلان وضل فلان؟ ولم اعطي هذا ومنع ذاك؟ ولم مرض هذا وصح ذاك؟ ولم هذا صار ملك وذاك صار عبدا ولم ولم ولم؟ فاذا خاض في افعال الله وصيف ما يحدث في الملكوت قوله لم؟ فانه سيضل كما ضل اهل الجاهلية الا ان يتابع ما علل الله جل وعلا به ما يحدث في كتابه او جاءنا عن النبي صلى الله عليه وسلم فاذا الاصل الاصيل كمقدمة لهذا الموضوع المهم ان لا نخوض في القدر الا بعلم وان نؤمن به كما سيأتي بخيره وشره والا نقول لما يقضي الله جل وعلا لما حدث ذاك ولما لم يحدث كذا وكذا الايمان بالقضاء والقدر هو الركن السادس من اركان الايمان وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم لما كان جالسا في اصحابه اتاه جبريل على صورة رجل فقال رسول الله اخبرني عن الاسلام فقال الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج بيت الله الحرام قال صدقت قال فاخبرني. قال عمر فعجبنا له يسأله ويصدقه. قال فاخبرني عن الايمان. قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره فالايمان بالقدر خيره وشره ركن من اركان الايمان وجاء في القرآن اثبات ذلك في غير ما موضع كما قال جل وعلا ان كل شيء خلقناه بقدر وكما قال جل وعلا وخلق كل شيء فقدره تقديرا وقال سبحانه الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير وقال جل وعلا لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما اتاكم فما من شيء يحدث الا ويحدث بقدر الله جل وعلا فما معنى القدر؟ وما معنى القضاء؟ وهل بينهما صلة او ان معناهما واحد القدر في اللغة هو التقدير. قدرت الشيء اقدره تقديرا اذا جعلت له مقدارا ووصفا يكون عليه اما في هيئته او في وقت وقوعه او ما اشبهه ذلك وهذا يقوله المرء عن نفسه يقول اقدر او يقدر انه يفعل كذا وكذا في اليوم الفلاني يفعل كذا وفي اليوم الفلاني كذا يعني يجعل لافعاله مقادير مؤقتة باوقاتها وفق ارادته. هذا من جهة اللغة اما من جهة الشرع فان القدر عرف بعدة تعريفات اجتهد فيها العلماء ومن التعريفات الحسنة في ذلك ان يقال القدر هو تقدير الله جل وعلا للاشياء قبل وقوعها بعلمه بها الازلي وكتابته لها في اللوح المحفوظ وخلقه سبحانه لكل شيء والا يكون شيء الا بمشيئته تعالى اما القضاء فان مادة قضى في القرآن بل وفي اللغة تكون لعدة معان منها ان يكون معنى القضاء الانتهاء والفراغ. فرغ من الشيء انتهى من الشيء وقال انقضى الشيء او قضي الامر يعني انتهى كما قال سبحانه قضي الامر الذي فيه تستفتيان يعني انتهى وثرى وكما قال فلما قضينا عليه الموتى ما دلهم على موته الا دابة الارض تأكل من قضينا عليه الموت يعني قدرنا عليه الموت فوقع وانقضى. فصار قضاء وكذلك في قوله فاقض ما انت قاض انما تقضي هذه الحياة الدنيا فاقض ما انت قاض يعني افعل وانفذ ما تريد انفاذه فانما تنفذ شيئا في هذه الحياة الدنيا فاذا القدر بينه وبين القضاء فرق وهو ان الامر الذي قدره الله جل وعلا اذا وقع وانتهى صار قضاء وفي اثناء وقوعه وقبل ذلك يسمى قدرا لهذا كما ترى في التعريف ان القدر فيه علم الله جل وعلا لان الله سبحانه علمه بالاشياء ازلي او علمه بالاشياء اول لا بداية له وكذلك كتابته جل وعلا للاشياء قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة كما سيأتي ثم الله جل جلاله لا يكون شيء ويحدث الا بمشيئته وخلقه فاذا وقعت هذه الاشياء وانتهت صارت قضاء فاذا الايمان بالقضاء والقدر معناه ان يؤمن العبد ان ما يكون من الاشياء ويقع فانما هو بتقدير سابق من الله جل وعلا. لا يقع الامر ولا تقع الاشياء بدون علم على كتابة ولا مشيئة ولا خلق من الله جل وعلا فلا يقع شيء الا باذنه تعالى وعلمه السابق وكتابته سبحانه وتعالى لكل شيء. فاذا وقع وانتهى قضي وصار قضاه فنؤمن بالقدر خيره وشره قبل وقوعه فكل ما قدر الله على عبده من خير او شر نؤمن به ونسلم واذا قضي وصار قضاء فاننا نؤمن ونسلم سواء اكان من الخير ام من الشر؟ ومن يؤمن بالله يهد قلبه؟ قال علقمة هو الرجل تصيبه المصيبة في علم انها من عند الله فيرضى ويسلم اذا تبين لك ذلك فان الايمان بقدر الله جل وعلا واجب وركن وفرض بان تعلم ان ما اصابك لم يكن ليخطئك وما اخطأك لم يكن ليصيبك وهذا الايمان لا يكمل بل لا يكون العبد مؤمنا بالقضاء والقدر حتى يؤمن باربع مراتب ذكرها الله جل وعلا في القرآن وجاءت ايضا مبينة في السنة اما المرتبة الاولى فان تؤمن بان الله جل وعلا يعلم كل شيء وعلمه بالاشياء سابق قديم ازلي فيعلم ما سيكون على الفئة والصفة التي سيكون عليها لان علمه سبحانه نافذ يعلم ما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف كان يكون فتؤمن بان علم الله جل وعلا شامل وكامل وسابق فلا يقع شيء الا والله قد علمه قبل ذلك فلا مجال للاستئناف ولا مجال للبداءة والبداء ولا مجال لوجود اشياء لم يعلمها الله جل وعلا المرتبة الثانية ان الله سبحانه وتعالى لما خلق السماوات والارض قدر مقادير الاشياء التي ستكون في السماوات والارض قبل خلقها بخمسين الف سنة كما ثبت في صحيح مسلم انه عليه الصلاة والسلام قال قدر الله مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات الارض بخمسين الف سنة وكان عرشه على الماء. ومعنى قدر هنا كتب قال سبحانه ايضا في بيان الكتابة ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون ما الزبور؟ الزبور اسم لكل كتاب انزله الله جل وعلا. فكل كتاب انزله الله مكتوب في الارض يرثها عباد الله الصالحون قال سبحانه ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر. ما الذكر هنا؟ هو الكتاب السابق. الذي كتبه الله جل وعلا في اللوح المحفوظ سماه ذكرا هنا كما سماه النبي صلى الله عليه وسلم ذكرا في قوله وكتب في الذكر كل شيء ايضا قال جل وعلا الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض ان ذلك في كتاب. ان ذلك على الله يسير فما من شيء يحدث الا وقد كتب في اللوح المحفوظ فتكون الاشياء على وفق ما كتب الله جل وعلا سيأتي ان هذه الكتابة ليس معناها الاجبار هذه كتابة لان الله يعلم ما سيكون وان كل شيء سيكون على نحو ما كتب جل جلاله. هاتان المرتبتان العلم والكتابة سابقة لوقوع المقدر. والمرتبتان الثالثة والرابعة مقارنة لوقوع المقدر وهي انه لا يحدث شيء تؤمن ايمانا جازما بانه لا يحدث شيء الا والله جل وعلا خالقه خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل. ومن ذلك فعل العبد من الطاعة والمعصية كما قال سبحانه والله خلقكم وما تعملون. ما هنا قد تكون مصدرية فتكون والله خلقكم وعمل لكم يعني خلق ذواتكم وخلق عملكم وقد تكونوا ما هنا موصولة بمعنى الذي فيكون معنى الاية الله خلقكم والذي تعملونه. وعلى كل فانها دليل على ان ما يعمله العبد فانه لله جل وعلا والعبد فاعل له حقيقة اذا ما يحدث الشيء الا والله جل وعلا هو الذي خلق. المرتبة الاخيرة الرابعة مما يقارن وقوع المقدر ان مشيئة الله جل وعلا نافلة اذا وان مشيئة العبد تبع. ولا يمكن للعبد ان تستقل مشيئته باحداث ما يريد بل وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين. وما تشاؤون الا ان يشاء الله ان الله كان عليما حكيما. فمشيئة العبد واختيار العبد وارادة العبد تبع او هي خاضعة لمشيئة الله. فاذا شاء الله جل وعلا الشيكان واذا شاء العبد ولم يشأ الله جل وعلا لم يكن الا ما يشاءه الله جل وعلا. تريد يا عبدي واريد وليس لك يا عبدي الا ما اريد. اذا ايماننا بقدر الله جل وعلا تلحظ انه ايمان بامر غيبي يكون وهو علم الله وكتابة والسابقة وان هذه الاشياء التي تحصل انما هي بخلق الله جل وعلا ومشيئته سبحانه وتعالى اذا تبين لك ذلك فالقدر وهو ما قدره الله جل وعلا مكتوب في اللوح المحفوظ ايضا يكتبه الملك عليك مجملا اذا اتاك وانت في بطن امك جنينا بعد اربعين ليلة او بعد مئة وعشرين ليلة يكتب الاجل والرزق والشقاوة والسعادة كما صح عنه عليه الصلاة والسلام من حديث ابن مسعود ومن حديث غيره انه قال ان احدكم خلقه في بطن امه اربعين ليلة. فيكون في ذلك نطفة ان فيكون في ذلك علقة مثل ذلك ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك. ثم يكون في ذلك الى اخر الحديث فبعد تمام المئة والعشرين يأتيه الملك وهذه الرواية هي لفظ مسلم وفيها زيادة في ذلك مثل ذلك. والرواية الاخرى المعروفة في الصحيحين ليس فيها كلمة في ذلك وهذه لها فائدة ربما يأتي بيانها. ثم بعد ذلك يأتيه الملك فيؤمر باربع كلمات يؤمر بكتب رزقه وعجله وشقي وسعيد فهذه اول الكتابة ولهذا قال السلف السعيد من سعد في بطن امه والشقي من شقي في بطن امه لما كان النبي صلى الله عليه وسلم مع صحابته في جنازة في البقيع جلس عليه الصلاة والسلام واخذ يمكث الارض بمخصرته عليه الصلاة والسلام وذكر ان كل انسان سبق عليه الكتاب. فاهل السعادة ييسرون لعمل اهل السعادة. واهل الشقاوة ييسرون عمل اهل الشقاوة ثم قرأ فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى. واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى وقال له رجل يا رسول الله ارأيت ما نعمل اشيء نعمله ام شيء سبق به الكتاب؟ قال بل شيء سبق به الكتاب قال لماذا لا ندع العمل ونتكل على كتابنا السابق؟ قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له ولهذا من الايمان بالقدر ان تؤمن بان قدر الله السابق لا يكون الا باسباب يعملها العبد توصله الى القدر الذي قدره الله جل وعلا والله سبحانه قدر المقدمات وقدر النتائج. قدر الاسباب وقدر النهايات. وهذا هو الذي بينه النبي عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث مستدلا عليه باية سورة الليل. فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى. فالرجل او المرأة كتب الانسان سعيدا ولكن ايمانك بانك كتبت كذا او كذا معه عملك للسبب الذي يوصلك. فاذا كنت تريد ان تكون من اهل السعادة وما كتب غائب عنك مجهول فاعمل فكل ميسر لما خلق له. بهذا الايمان بالقدر لا يتم الا بنظامين. او نظام التوحيد والثالث نظام الشرع. اما نظام التوحيد فان تعلم ان الامور مفروغ منها ومكتوبة وان الله جل وعلا اناط الاشياء التي كتب باسبابها. واما نظام الشرع فهو ان تسعى للاسباب التي تجعلك من السعداء والتي تبعدك من ان تكون من الاشقياء فايمان العبد بالقدر الايمان النافع الايمان الذي يكون حجة له هو ان يؤمن بين النظامين الايمان بفعل الله وقدره ثم الايمان بالشرع في ان يفعل الاسباب خذ مثلا في غير الهداية في غير الاعمال الصالحة في غير السعادة والشقاوة انت مؤمن انه سيكون لك ولد ان شاء الله تعالى انت مؤمن بانه ستكون طالب علم. ستحصل الف ريال هل من امن بذلك وقعت عن فعل اسباب العلم او عن التزوج والنكاح حتى يأتيه الولد. هل ايمانه حقيقي؟ ليس كذلك لانه لم يفعل السبب الذي يوصله الى المقصود. فاذا في قوله تعالى فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى يدلك على ان التيسير لليسرى وعلى ان كون العبد يكتب من اهل السعادة او هو مكتوب من اهل السعادة منوط هذا التيسير بفعله للاسباب التي توصله الى فاذا الكتابة لا يمكن ان تكتب الا ان تتعلم الكتابة. لا يمكن ان تقرأ الا ان تتعلم القراءة تعلمك القراءة كنتيجة مكتوب. ولكنه مكتوب مع السبب الذي يوصلك اليها. ولا يكتب عليك ان تكون قارئا ولا تسعى في اسباب القراءة. لا يكتب لك ان تكون غنيا ولا تسعى في اسباب الغنى لا يكتب لك ان تكون عالما ولا تسعى في اسباب العلم. لا يكتب لك ان تكون مهتديا صالحا ولا تسعى وفي اسباب الصلاح. اذا فالكتاب السابق الذي كتبه الله جل وعلا. والذي نؤمن بقدر الله جل وعلا السابق هذا ايمان بما قدر الله جل وعلا وهو التوحيد ثم ايمان بانه لن يحدث شيء من الهداية والضلال من الطاعة او المعصية الا بفعل العبد. فاذا فعل الطاعة كانت عاقبته ان يكون من اهل السعادة واذا فعل غير ذلك كانت عاقبته ان يكون من اهل الشقاوة والعياذ بالله اذا فالقدر على هذا قد بسطت لك وسهلت لك التصور القدر على هذا ليس جبرا بل القدر ايمان بالغيب تؤمن بالقضاء والقدر تؤمن بالغيب وان ما اصابك لم يكن ليخطئك وما اخطأك لم يكن ليصيبك. وان من الايمان بالقدر ان تسعى في الاسباب النافعة اذا تبين لك ذلك فقدر الله جل وعلا الايمان به له مظاهر قوله صفة يتصف بها العبد المؤمن الصفة الاولى ان المؤمن بقدر الله جل وعلا لا يعارض القدر بمحض ارائه وافهامه ولهذا ضلت فئات في الامة كالجبرية والقدرية ضلت لاجل انهم قالوا ان القدر يمكن ان بالعقول والافهام. فقاسوا فعل الخالق على فعل المخلوق فضلوا في هذا الباب ومن الذين ضلوا القدرية ومن الذين ضلوا الجبرية وهدى الله جل وعلا اهل السنة لاتباع ما جاء في الكتاب والسنة فصاروا وسطا بين طوائف الضلال في ذلك اما القدرية فهم صنفان الصنف الاول القدرية الغلاة وهم الذين قال فيهم النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الحسن القدرية مجوس هذه الامة القدرية الغالية الذين ينفون علم الله جل وعلا يقولون لا. الله سبحانه لا يعلم الاشياء الا بعد ان تقع. تعالى الله عن قولهم علوا كبيرة القسم الثاني من القدرية القدرية الذين ينفون القدر سموا قدرية لانهم ينفون لا لانهم يثبتون لانهم القدر قيل لهم قدرية القدرية نفاة القدر الذين قالوا ان الله لا يخلق فعل العبد. وانما العبد يخلق فعل العبد هو الذي يخلق الصلاة هو الذي يخلق المعصية هو الذي يخلق الذكر هو الذي يخلق قراءة القرآن هو الذي يخلق المشي الى اخره وهؤلاء ايضا قدرية ومناقضون للنصوص وما كان عليه الصحابة رضوان الله عليهم الفعل فعل الانسان فعل له قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها. انت تزكي نفسك وانت تدسي نفسك بفعل المعصية وتزكي نفسك فعل الطاعة. هذا الفعل الذي يكون منك هل هو خلق خلقته؟ ام هو فعل فعلته وحقيقة واخترته هو فعل فعلته حقيقة باختيار منك. لكن من الذي خلقه؟ الذي خلقه هو الله جل وعلا كيف خلق الله الفعل؟ لان العبد لا يمكن ان يفعل الفعل الا بشيئين الشيء الاول ان يكون عنده قدرة محصلة لهذا الشيء الذي يريد ان يفعله. الشيء الثاني ان يكون عنده ارادة جازمة بها يحصل الشيخ الذي يريد ان يتوجه اليه فاذا اجتمعت القدرة التامة والارادة الجازمة غير المترددة حصل للعبد ان يفعل الشيء اذا شاء الله جل وعلا يعني ان الفعل الذي تفعله رفع الكأس هذا الذي معي انا قادر اني ارفع الكأس لكن لو ما اردت ان ارفع لا تنفع القدرة. يحدث الفعل لا يحدث لو كان عندي ارادة ويدي لا تستطيع الرفع هل يحدث الرفع؟ لا فاذا يحدث الرفع بقدرة لي على الرفع مع ارادة جازمة ان ارفع فاذا كانت الارادة مترددة ما يحصل واحد يروح المسجد او ما يروح ما يحصل واحد يقرأ القرآن او ما يقرأ ما يحصل فاذا كان عندك قدرة على الذهاب وعندك ارادة حصل الفعل. القدرة التي في الانسان من الذي خلق قلقها الله جل وعلا. الارادة التي في الانسان من الذي خلقها؟ خلقها الله جل وعلا. اذا النتيجة التي تكون من شيئين خلقهما الله جل وعلا. من الذي خلق النتيجة؟ هو الذي خلق ما به حصلت النتيجة. فاذا خلق الله جل وعلا لفعل الانسان لان الانسان لا يفعل الشيء الا بما خلق الله جل وعلا فالمحصلة انها خلق لله سبحانه كما قال والله خلقكم وما تعملون. فجعل الذي يعمل يعمله الانسان. جعل عمل الانسان جعله عملا له وخلقا لله سبحانه فالانسان يعمل لكن لا يخلو. فلهذا صار التوحيد في الايمان بالقضاء والقدر ان فعلك ايها العبد هو فعل لك لست مجبورا عليه. انت الذي تختار الطاعة وانت الذي تختار المعصية واذا اخترت فتختار بقدرتك وارادتك فالله جل وعلا خالق القدرة وخالق الارادة وما نتج عنهما فهو خلق الله جل وعلا ولهذا ضل ضلت القدرية النفاة الذي المعتزلة ومن شابههم في هذا الباب لانهم جعلوا العبد يخلق الافعال والله جل وعلا هو الذي يخلق الافعال سبحانه وتعالى اما الفئة الثانية يقال لهم الجبرية. الجبرية هم الذين يقولون الانسان مجبور على كل شيء كيف تفعل؟ الصلاة انا مجبور على الصلاة. المعصية مجبور على المعصية ولذلك قيل لهم جبرية يقولون الانسان كالريشة في مهب الهوى يحركها الهوى كيف يشاء فحركات الانسان اتوا معصية وافعاله كلها باجبار الله جل وعلا له. وهؤلاء الجبرية قسمان جبرية في الظاهر والباطن وهم الجهمية وغلاة الصوفية ومن شابهم الذين يقولون الانسان ليس له اختيار اصلا وانما يفعل به كالريشة في مهب الهواء. والقصة الثاني الجبرية المتوسطة او الجبرية في الباطن دون الظاهر يقولون في الظاهر هو مختار لكن في الباطن في الحقيقة هو مجبور على الفعل وهو قول الاشاعرة والماتوريدية. وهؤلاء وهؤلاء يقولون الانسان انا مجبور وليس بمختار. وهذا خلاف النصوص التي فيها اثبات اختيار الانسان اله النجدين فلا اقتحم العقبة وما ادراك ما العقبة فكوا رقبة. الانسان هو الذي يختار قد افلح من زكاها وقد من دساها. اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا. لانك انت الذي اخترت وهكذا. فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره. ونضع الموازين القسط ليوم القيامة. فلا تظلم نفس شيئا وان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها وكفى بنا حاسبين اذا الانسان يختار ويفعل وهو محاسب على ما فعل. اما هؤلاء فيقولون الانسان لا يفعل لا يخلق فعل نفسه وايضا لا يفعل لان الفاعل في الحقيقة هو الله جل وعلا الجهمية وغلاة الصوفية يقولون الفاعل ظاهرا وباطنا هو الله جل وعلا تعالى الله عن قولهم. يعني الانسان لما يشرب الخمر من الذي يشرب يقال الله اللي يشرب الخمر اعوذ بالله. الانسان اذا فعل معصية يقول الله الانسان هو الذي فعل لذلك جاء الاشاعرة وهم الجبرية المتوسطة فقالوا الانسان مجبور لكنه مجبور في الباطن اما الظاهر فليس بمجبور هو مختار في الظاهر لكن في الداخل الله يجبره. واتوا لذلك بلفظ جديد. قالوا الافعال هل يفعلها الانسان حقيقة ام لا يفعلها؟ قالوا لا. افعال الانسان خلق الله واجباره لكنها كسب الانسان الانسان يكسبها كيف يكسبها قالوا تضاف اليه تضاف اليه اضافة عند التقاء كذا بكذا حصل كذا طيب هؤلاء يقال لهم ايضا نفاة الاسباب. الذين يقولون لا يوجد شيء سبب المؤثر طيب حينما اشرب الماء هذا ويحصل لي الارتواء هل الارتواء بالماء هل الارتواء بالماء؟ نزل المطر فنبت الزرع هل النبات بالماء؟ يقولون الانبات الذي انبت هو الله وانبت عند التقاء الماء بالتراب الذي اروى هو الله. وحصل الري حين لامس الماء اللسان ودخل في جوف البرد واحد تزوج وجامع اهله وحملت وولدت. كيف حملت؟ قالوا الله الذي احملها بالتقاء الذكر بالانثى. وهذا كما ترى نقص في نقص في العقل. لتنفي ان يكون الشيء سببا هذا ما لقى واحد يعقل الامور ولهذا اتوا بلفظ جديد وما وهو لفظ الكسب فقالوا الكسب هذا هذا احدثه الاشعري وهو موجود في القرآن وفي السنة بمعنى العمل وهو الذي يقول بها اهل السنة. واحدث لفظ الكسب وهو ان الكسب هو ان العمل يضاف الى العبد اضافة مقارنة وليس اضافة فعل وعمل حقيقة. لهذا قال بعض العلماء مما يقال ولا حقيقة تحته. معقولة تدنو لذي الافهام الكسب عند الاشعر والحال عند البهسم وطفرة النظام. يعني ما يعقل لما كان لا يعقل اصحاب الاشعر والاشاعرة كثير منهم يفسروا قرآنه مما لا يعقل هنا اتوا الى تفسير الكسب فاختلفوا فيه الى اكثر من عشرة اقوال كل واحد عنده تفسير للكسب والكسب في القرآن قال جل وعلا لها ما كسبت. يعني لها ايش ما عملت ثم توفى كل نفس ما كسبت. وفي الاية الاخرى ثم توفى كل نفس ما عملت فالكسب في القرآن هو العمل. لماذا سمي كسبا لان العبد يحصله بنوع مشقة. ففيه اكتساب ولهذا قال جل وعلا لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت. فرق الله جل وعلا في الطاعة بين طاعه المعصية فقال في الطاعة كسبت وقال في المعصية اكتسبت لماذا؟ لان الطاعة ميسرة قال لها ما كسبت يعني الطاعة ميسرة فيمكن ان تحصلها باسباب ميسورة. اما المعصية تحتاج منك الى مخالفة للفطرة ايمان الذي في قلبك حتى تفعلها. لهذا زاد المبنى ليدل على زيادة المعنى. فقال لها ما كسبت وعليها ما اكتسب يعني ما يمكن تكسب المعصية انت بسهولة ايضا فيها بها مشقة على النفس يعني من جهة تحصيلها ومخالفة للايمان ومقتضى طاعة الله جل وعلا اهل السنة وسط في ذلك بين هاتين الفرقتين. ما بين الجبرية وما بين القدرية. فيقولون ان الله جل وعلا قدر الاشياء وكتبها سبحانه وتعالى وان هذه الكتابة لا تعني الجبر ولا تعني انه جل وعلا لا يخلق الافعال بل هو سبحانه قدر وكتب وتحصل الاشياء. اذا كان كذلك فهل الانسان يفعل الاشياء بمحض ارادته وتحصل الجواب لا. ولهذا يدخل في صميم مبحث القضاء والقدر التوفيق والخذلان فما من عبد يحدث له شيء من الخير الا وهو توفيق من الله جل وعلا. وما من عبد يفعل فعل من معصية الله جل وعلا الا والله جل وعلا قد خذله. ولهذا قال النبي الصالح عليه السلام وما توفيق الا بالله عليه توكلت واليه انيب. نسأل الله التوفيق ونعوذ به من الخذلان. فما معنى التوفيق وما معنى الخذلان تؤمن بالتوفيق وبالخذلان هذا من الايمان بالقضاء والقدر. الايمان بالتوفيق ان تعلم انه لا يمكن لك ان تفعل شيئا الا من الطاعة من الخير مما فيه مصلحتك في الدنيا والاخرة الا والله جل وعلا يعينك عليه. والا لو وكلك الى نفسك لكان الشيطان والمضادات تمنع من تمام العمل. لهذا المؤمن يرى ان لله جل وعلا عليه منة في كل فعل يفعله. لانه هو يريد ان يتوجه الى الطاعة يريد ان يتوجه الى المسجد. يريد ان يكون من الصالحين. فلو ولم يعن من الله جل وعلا ووكل الى نفسه جاءت الشياطين والفتن وجاء اصحاب السوء واتاه واتاه بما يصده عن الحق لهذا قال جل وعلا بل الله يمن عليكم ان هداكم للايمان ان كنتم صادقين. لله منا بتوفيقه فما معنى التوفيق؟ لفظ التوفيق والخذلان مما اختلف فيه الذين تكلموا في القدر فهناك تعريف للتوفيق والخذلان عند اهل السنة والجماعة اتباع السلف الصالح وهناك تعريف له عند الاشاعر والماتروريدية نحوهم من الجبرية المتوسطة وهناك تعريف له عند القدرية. الذي يهمنا من هذه لقصر الوقت تعريفه عند اهل السنة والجماعة ان التوفيق هو اعانة خاصة من الله جل وعلا لعبده في تحصيل ما يرضيه والخذلان هو ترك العبد لنفسه فيما يعمل من الاعمال. والنبي صلى الله عليه وسلم وهو اعلم الخلق بربه يقول ربي لا تكلني لنفسي طرفة عين ولا ادنى من ذلك ربي لا تكلني لنفسي طرفة عين لان العبد لو وكل الى نفسه في طرفة العين هذه ما حدثت اذا لابد من اعانة من الله جل وعلا. بهذا العبد الصالح المؤمن اذا حصل رزقا يعلم ان الله هو الذي يسره. اذا فعل طاعة احمد الله جل وعلا عليها. والله هو الذي يعين والله هو الذي ييسر والله هو الذي يهدي العباد نرجع الى الكلام الاول وهو ان الايمان بالقضاء والقدر لا يكون الا باسباب مظاهر تكون فيه. الاول ان يعلم انه مختار والا يلقي باللائمة على غيره الثاني الا يخوض في ما قدر الله جل وعلا بعقله وفهمه لان القدر كما قال ابن عباس القدر سر الله فلا تكشفه وخرج النبي صلى الله عليه وسلم مرة على صحابته وهم يتنازعون في القدر فكأنما فقع في وجهه عليه الصلاة والسلام حب الرمان يعني احمر بانهم يتنازعون في القدر فاذا ان تخوض في الافعال وليش هذا غني؟ وليش هذا فقير؟ ليش انا امرض اصير مريض ومشلول ولا وابني يبتلى من يوم يولد واخر يكون صحيحا معافى لا يبتلى. اذا خضت في لم قظى الله عليه كذا ولما قدر الله علي كذا فيخشى ان يأتيك الشيطان حتى تضل في هذا الباب لهذا الواجب في القضاء والقدر التسليم لله جل وعلا وان تعلم ان الامة لو اجتمعت على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك. وان الامة لو اجتمعت على ان يضروك بشيء لم يضروك بشيء الا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الاقلام وجفت الصحف كما جاء في الحديث الصحيح عن النبي عليه الصلاة والسلام ربنا جل وعلا جعل الاختلاف بين الناس فتنة وهذا ابتلاء وامتحان فقال وجعلنا بعضكم لبعض فتنة اتصبرون؟ وكان ربك بصيرا قال المفسرون عند هذه الاية جعل الله جل وعلا اختلاف الناس فتنة لبعضهم فالفقير يفتن بالغني ينظر الى الغني وغناه وما في من نعيم وهو يريد ان يتوسع في الحياة ولا يجد جعل الله جل وعلى الغني فتنة للفقير وايضا بالعكس جعل الله جل وعلا الفقير فتنة للغني هل الغني يشكر ويعلم ان هذا من عند الله ويستعمل المال فيما يحب الله جل وعلا ويرضى ويشكر الى اخره ويعطف على الفقراء ويحب المساكين ام ليس كذلك كذلك الذي خلقه حسن او المرأة التي خلقها حسن جعلها الله جل وعلا فتنة لمن ليس كذلك ينظر جعل الله هذا فتنة لهذا جعل الصحيح فتنة للمريض والمريض فتنة للصحيح واحد ينظر الى ان في ريعان شبابه جاءته مصيبة اصيب في في رجليه اصيب في سمعه اصيب في بصره اصيب والناس يتمتعون بحواسهم هنا يظهر الايمان بالقضاء والقدر. من علم ان ما اصابه لم يكن ليخطئه وانه يرضى بما قضى الله جل وعلا هذا هو المؤمن. بهذا في القرآن كثيرا ما يذكر الله جل وعلا في وصف اهل الجنة رضي الله عنهم ورضوا عنه. فرضا العبد ربه يكون في الدنيا قال العلماء الرضا مقام الاولياء والكاملين وميزانه انه لا يختار خلاف ما قدر الله جل وعلا له لا يختار خلاف ما قدر الله جل وعلا له. يعني مما يحدث في هذه الدنيا. اما في الطاعات والبعد عن المعاصي فيجتهد في الله جل وعلا ويبتعد عنه. فرضا الرب جل وعلا عن العبد منوط برضا العبد عن الله جل وعلا ولهذا قال سبحانه ومن يؤمن بالله يهدي قلبه. قال علقمة من التابعين من هو من يؤمن بالله يهدي قلبه؟ قال هو الرجل تصيبه المصيبة في علم انها من عند الله فيرضى ويسلم هنا يرضى خلاص يكون ليس في صدره حرج من ما قضى الله جل وعلا عليه. هل الرضا واجب بمعنى انه اذا لم يرضى اذا كان بوده ان هذه المصيبة لم تأته هل الرضا واجب قال العلماء الرضا ليس بواجب بل هو من اعمال الايمان الكاملة ومن المستحبات العظيمة ولكن الواجب عند المصايب الصبر والرضا هناك قسمان للرضا الرضا بالمصيبة وهذا ليس بواجب كما ذكرت لك وهو الذي يحدث عند الناس اذا قيل لهم الرضا وهناك رضا اخر واجب وهو داخل في الايمان بالقدر وهو الرضا بفعل الله جل وعلا يعني ما يفعله الله جل وعلا ترضى به لا ترد ما فعل الله جل وعلا ولا تنكر على الله جل وعلا ما فعل ولا تظاد ما فعل الله جل وعلا في ملكوته بك او بغيرك. لكن هل ترضى بالمصيبة التي اضيفت اليك هذا مستحب. مثاله مثلا واحد جاه فقد ولد او فقد مبلغا من المال هنا هذه المصيبة ليس واجبا ان ترضى بها ولكنه مستحب ولك الاجر العظيم على ذلك. لكن الرضا بان الله قدرها هذا واجب. اذا فمسألة الرضا اذا اتصلت بالقدر السابق فواجب الايمان به اذا اتصلت بالمقضي لا بالقضاء السابق ان بالقدر السابق وانما بالمقضي بالمصيبة في نفسها فهي مستحبة اما الصبر فهو واجب على كل حال. المظهر الثالث من مظاهر الايمان بالقدر في حياة المسلم ان ابدأ المؤمن يكون بين نظرين بين نظر الى السوابق وبين نظر الى الخواتيم بان النبي عليه الصلاة والسلام ثبت عنه انه قال ان الرجل ليعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها وان الرجل ليعمل بعمل اهل النار حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع في سبق عليه الكتاب في عمل بعمل اهل الجنة فيدخله. ولذلك قال طائفة من السلف قلوب الناس على قسمين اما قلوب الابرار فمعلقة بالخواتيم يقولون ماذا يختم لنا واما قلوب السابقين والمقربين فقلوبهم معلقة بالسوابق يقولون ماذا قال انا قال بعض السلف ما ابكى القلوب والعيون ما ابكاها الكتاب السابق. ولهذا المؤمن بين مخافتين بين مخافة ان يكون كتب ان يكون شقيا وهو لا يعلم وبين مخافة ان يكون ختم له بالشقاوة وهو لا يعلم. وعلاج هذا وهذا في الايمان الحقيقي قدر وهو ان يسعى في الاسباب التي تجعله غير زائغ قلبه ولا عمله. لهذا ذكرت ان القدر لا يتم الا بنظامين. نظام الشرع وهو العمل ونظام التوحيد وهو الايمان بما سلف المظهر الرابع اننا نقول الايمان بالقدر خيره وشره من الله تعالى فهل افعال الله جل وعلا فيها شرط المظهر الرابع ان يعلم العبد من مظاهر الايمان ان يعلم العبد ان الشر اذا اصابه او حصل له سواء في مصائب الدنيا او في الافعال عن المعاصي والذنوب في علم ان الشر بسببه وان الله جل وعلا ليس في افعاله شر كما قال النبي عليه الصلاة والسلام في ثنائه على ربه لما قام الليل قال والشر ليس اليك يعني الشر لا يضاف الى الله جل وعلا. فالشر ليس في افعال الله شر. افعال الله جل وعلا كلها خير. لانها تفضي الى لاحظ طيب كيف نؤمن بالقدر خيره وشره؟ هو شر بالنسبة الى من وقع عليه. انا لا ندري اشر اريد بمن في الارض ام اراد بهم ربهم رشدا. قال جل وعلا في ايام نحسات لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا فالايام نحسات يعني فيها شر. وقال في يوم نحس مستمر ونحو ذلك. تقع المصيبة وهي من جهة فعل الله خير لكنها من جهة اظافتها الى العبد وحصولها للعبد وفعل العبد لها شر لانها بالنسبة اليه مكروهة وليست بمرغوب فيها اذا كان كذلك فالواجب على العبد اذا وقعت له الخير ان يعلم انه من عند الله جل وعلا منة وتفضلا وتكرما سواء من الخير الديني الذي هو اعظم الخير او من الخير الدنيوي فيحمد الله جل وعلا على الخير ويؤمن بقدر الله جل وعلا واذا حصل له من الشر ما حصل في علم انه انما حصل له بسبب نفسه ونستمع الى الاذى نكمل الحديث فاذا اذا وقع للعبد ما هو شر بالنسبة اليه فالواجب عليه ان يصبر ويستحب له الرضا ومن يؤمن بالله يهد قلبه ولا يعترض على قضاء الله جل وعلا وعلى قدره بل يعلم ان ما اصابه انما هو بسبب ذنوبه قال جل وعلا وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير وقال جل وعلا في سورة النساء ما اصابك من حسنة فمن الله. وما اصابك من سيئة فمن نفسك والسيئة هنا ما يسوغ العبد والحسنة ما يحسن عنده فاذا الخير والشر فيما يحدث لك اذا قدر الله جل وعلا لك الخير وقضاه من الخير فاعلم انه من عند الله فاحمد الله واعلم ان الله من به وتفضل. فاعظم شكره وطاعته. واذا حصل سيئة اذا حصل شر بالنسبة اليك اذا حصلت مصيبة فسلم واصبر وارضى واعلم ان ما اصابك لم يكن ليخطئك وما اخطأك لم يكن ليصيبك وفي الختام تنبيهات مهمة في هذا الباب الايمان بالقضاء والقدر كتاب الله جل وعلا السابق وهو ما كتبه في اللوح المحفوظ هذا يسمى ام الكتاب وهو لا يتعرض لتغيير ولا تبديل وهناك قدر وتقدير مكتوب في صحف الملائكة وهو الذي يكتب كل سنة ليلة القدر القدر هنا بمعنى القدر. ليلة القدر او ليلة القدر لانه في ليلة القدر من كل سنة يقدر الله جل وعلا ايكتب في الصحف التي بايدي الملائكة الموكلة باحوال الناس ما سيقع في السنة المقبلة ولهذا قال جل وعلا يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب. قال ابن عباس رضي الله عنهما اما ما في ام الكتاب فلا يتعرض لتغيير ولا تبديل واما ما في صحف الملائكة فيمحو الله ما يشاء ويثبت وهذا معنى قول عمر وقول غيره من الصحابة والسلف اللهم ان كنت كتبتني شقيا فاكتبني سعيدا وهذا يتغير فالله جل وعلا يجعل الامور منوطة باسبابها. فاذا كما في قوله عليه الصلاة والسلام ان سره ان يبسط له في رزقه وينسأ له في عمره او في اثره فليصل رحمه. العمر اليس الاجل منتهي العمر غير الاجل وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره الا في كتاب العمر غير الاجل الاجل منقضي اذا جاء اجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا اما العمر والاثر فيقبل التغيير لانه هو الذي في صحف فينيط الله جل وعلا هذا العمر ينيطه بفعل العبد وهو الذي يعلم ما سيفعله العبد وهذا لاظهار فظل الله جل وعلا ولاظهار اقبال ولاظهار انه ينبغي على العبد ان يقبل على الاسباب التي تجعله ينسأ له في اثره ويرزق ويكثر ما له الى اخره. فاذا تغيير القدر او تغيير ما كتب في صحف الملائكة منوط لاسباب من سره ان يبسط له في رزقه وينسأ له في اثره فليصل رحمه. ولهذا قد يزيد العمر بر كما قال عليه الصلاة والسلام وان البر ليزيد في العمر او ان العمر ليزيد ان البر لا يزيد في العمر. هذا التنبيه الاول التنبيه الثاني ان الله جل وعلا حجب حكمته عن الناس ولو اطلع الناس على حكمته في الاشياء لهلكوا وحاروا لان الحكمة منوطة بالعلم. وعلم الانسان قاصر ولو حصل للانسان انه يعترض على الشيء الذي لا يعلمه لاجل انه لا يعلم الحكمة فانه سيظل بل سيحرم العلم والهدى وخذ مثلا في حرمان بعظ العلم بسبب الاعتراظ ما جاء في سورة الكهف من قصة موسى عليه السلام مع الخضر سورة اقرؤها كل جمعة وفيها من العبر وفيها من الفوائد ما يحيي الايمان في النفوس في جميع احوال الانسان المسند هذا الخضر مع موسى الخضر عنده علم من علم الله وعلمناه من لدنا علما. وموسى علمه قاصر عن علم الخبر ركبا في السفينة خرقها الخضر قال اخرقتها؟ موسى اعترض لانه ما يعلم ما الحكمة من الخرا. هل الخرق فيه مصلحة او ليس فيه مصلحة لكن ظاهره مساكين ما عندهم شيء وتخرق سفينتهم تتلف عليهم ظاهرة ظلم. اليس كذلك؟ موسى عليه السلام للظاهر العلم الذي عنده؟ قال اخرقتها؟ لتغرق اهلها؟ فقد جئت شيئا امرا قال الم اقل انك لن تستطيع معي صبرا قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من امر عسرا. لانه ما علم موسى ما الحكمة. والحكمة مرتبطة بايش؟ بالعلم بعد ذلك قتل الغلام قال اقتلت نفسا زكية بغير نفس؟ لقد جئت شيئا نكره في منكر عظيم في الاية الثانية ماذا قال الله جل وعلا مخبرا عن قول الخضر قال الم اقل لك انك لن تستطيع معي صبره في الموضع الاول قال الم اقل انك انها اول مرة في الثانية قال الم اقل لك انك لن تستطيع معي صبرا؟ قال ان سألتك عن شيء بعده الى اخر الايات. اذا موسى عليه السلام اعترض على علم الخضر الذي علمه الله جل وعلا. وهو كما جاء في الحديث كما قال الخضر ما نقص علمي وعلمك من ما نقص علمي وعلمك من علم الله الا ما يأخذ هذا العصفور من بنقاره من من البحر يعني انه لا شيء فاعترض موسى عليه السلام وهذه القصة ليبين لنا الله جل وعلا وليبين للعباد ان عدم العلم مدعاة لعدم الاعتراف اذا لم تعلم فاسكت واحد يجي يستفتي عالم فيجيبه له حق يعترض وهو لا يعلم ما له حق لانه لا يعلم فافعال الله جل وعلا في ملكوته لا تعلم انت الغايات من ورائها فلذلك وجب عليك التسليم. فاذا اعترظت على علم الله وانت لا تعلم حقيقة الحكمة فانه سبب لزيغ القلب وسبب للبعد. ولقد احسن احد العلماء اذ يقول في ذلك لما ذكر موسى والخضر وذكر الحكمة وما يتعلق بها احسن اذ قال تسلى عن الوفاق فربنا قد حكى بين ملائكة الخصام كذا الخضر المكرم والوجيه المكلم اذ الم به لماما. الوجيه المكلم من موسى عليه السلام اذ الم به لماما. تكدر صفو جمعهما مرارا. فعجل صاحب السر الصرامة وما سبب الخلاف في اختلاف العلوم هناك بعضا او تماما. فكان من اللوازم ان يكون اله مخالفا فيها الانامة. فلا تجهل لها قدرا وخذها. شكورا للذي يحيي الانامة. اللهم اجعل ان ممن يؤمن بقضائك وقدرك. اللهم يسر لنا الخير حيث كنا وجنبنا الشر حيث كنا واجعلنا ممن رضيت قوله وعمله اللهم هيئ لنا من امرنا رشدا واصلحنا واصلح بنا ووفق ولاة امورنا لما تحب وترضى واغفر لنا ولوالدينا ولمن له حقنا علينا وصلى الله وسلم على نبينا محمد. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على اشرف الانبياء واشرف المرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحابته اجمعين. والتابعين لهم باحسان الى يوم الدين وبعد. فقد سمعنا جميعا واصغينا الى هذه المحافظة القيمة النافعة التي تحدثت عن ركن اساسي من اركان الايمان. وهو الايمان بالقضاء والقدر. ذاك هو هذا الموضوع الذي طال فيه النزاع وكم زل بسببه افهام ذلت به اقدام وظلت به افهامه والتبس الامر فيه حتى على كثير من منتسبين الى العلم. ولم يتخلوا من تلك الشبهات التي القاها الشيطان واعوانه على هذا الركن العظيم للتشكيك فيه لتشكيك الناس في وزعزعة ايمانهم بهذا الركن العظيم. وهدى الله سلف الامة الى قالوا فيه الحق وهداهم الله الى الصراط المستقيم. ففهموا النصوص على حقيقتها وقالوا فيها كما اراد الله. وهذا الموضوع الشائك العظيم الذي قلما تحسن على خلاصة منه في كتاب ويسطر وقل ان تسمع من يحدثك فيه حديثا ميسرا الا ان الله وفق محاضرنا الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد الشيخ والشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد وفقه الله في هذه المحاضرة فعرظ هذا الموظوع عرض جيدا مبسطا ميسرا اوضح فيه الحق وابان فيه الهدى وبين ايضا شبه المشبهين وضلالات المظالين الذين التبست الحق عليهم بالباطل فلم يفهموا هذا الامر حق فهمه. وظربوا النصوص بعظها ببعظ. وظربوا المتشابه واختبأ عليهم الحق من الباطل فقالوا في دين الله بغير علم ومحافظنا في هذه الليلة اوضح المقام خير ايضاح. وبينه خير بيان. ويسره وسهل فهمه وجمع بين النصوص وعرض الامر على مقتضى كتاب الله وسنة محمد الله عليه وسلم وما فهمه سلف هذه الامة من الصحابة والتابعين وائمة الهدى الذي هداهم الله لما اختلف الناس فيه من الحق باذنه. والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم فهذه المحاضرة بالواقع محاضرة قيمة. ينبغي نشرها وكتابتها وتداولها لتكشف للمسلم حقائق الامور. وتوضح له المنهج المستقيم في الايمان بقضاء الله وقدره ايها المسلمون ان الايمان بالقضاء والقدر ركن من اركان الايمان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم مجيبا لمن سأله. في حديث جميع الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وتؤمن بالقدر خيره وشره كله من الله. قال صدقت قال الصحابة فعجب ناده يسأله ويصدقه. قال العلماء رحمهم الله ان الايمان بالقضاء والقدر يشمل امور او الايمان بعلم الله بالاشياء. والايمان بخلقه لها. والايمان بمشيئته لها والايمان بان الله كتب هذه الاشياء قبل ان يخلق الخلائق بخمسين الف سنة. فان اول لخلق الله القلم قال اكتب قال ما اكتب؟ قال اكتب فجرى في تلك الساعة بما هو كائن الى يوم القيامة الم تر ان الله يعلم ما في السماوات وما في الارض ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير انا كل شيء خلقناه بقدر. فربنا الذي خلقنا وصورنا وجدنا من العدم علم حالنا ومآلنا وما سننتهي اليه. علم ما سيكون منا ما سيغدر منا وعن كل تصرفاتنا علم ذلك في علمه السابق في علمه السابق في ام الكتاب ذلك علم سابق جل ربا وتقدس الها. هذا القدر السابق الذي الله حال العباد وكذب ذلك العلم فلا يمكن للانسان ان يجاوز ام الكتاب او ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب. فالمؤمن يؤمن بهذا والايمان بالقدر سبب وسبب لاقدامه لا سبب لاحجامه. فهو يعلم ان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ولكنه لا يستسلم بمعنى ان نكون هذا امرا جسده وعجزه بل يثابر ويتعاطى والاسباب النافعة التي جعلها الله سببا لنجاته وخلاصه من عذاب الله. فاما من اعطى ارتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى. واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى. وهناك من القدر ما يؤمن به العبد. وهو ان الامور لو الحوادث التي قضاها الله وقدم لا بد من نفوذها في الحديث واعلم ان ما اصابك لم يكن ليخطئك وما اخطأك لم يكن ليصيبك ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك على يسير فالاجل التي قدرها الله ونظمت هذا امر لا تبديل ولا تغيير فيه ولن يؤخر والله نفسا اذا جاء اجلها والله خبير بما تعملون. ارزاق العباد قدرها الله. وقدر لكل كما قدر له اجله يتبع العبد رزقه كما يتبعه اجله. لو اختفى عن الرزق لبحث عنه الرزق لكن الله امر العباد بالاسباب وتعاطي الاسباب وربط الاسباب مسبباتها والكل خاضع لمشيئة الله وارادة لمن شاء منكم ان يستقيم. وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين. القبر والقدر مبني على كمال حكمة وكمال عدل وكمال رحمة وكمال علم. فالله حكيم عليم وعليم حكيم. فاوت بين الناس في عقولهم. وفات وفاوت بينهم في ارزاقهم. وفاوت بينهم في فجعل منهم من خلقه جيد طيب ومن هو متوسط ومن هو دون ذلك. وجعل في عقولهم وارائهم وافكارهم فمنهم قوي الادراك ومنهم متوسط ومنهم ضعيف. وجعلهم متفاوتين قتل في الرزق فمنهم الغني ومنهم من يسط الحال ومنهم من دون ذلك. وكذلك فسنى بعضهم ببعض ليكونوا هؤلاء من الله عليهم من بيننا ان المسلم يحسن الظن بربه. ويظن بالله الظن اللائق لجلاله ان قضاءه على حكمة وعدل ليس فوضى ولكنها بعدل وما خلقنا السماء والارض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار. فيضر بالله ما يليق بجلاله ان تقسيمه ارزاق العباد لحكمة يكون هذا غنيا وهذا فقيه. هذا سقيم وهذا سليم. هذا صحيح وهذا مريض وهذا رئيس وهذا مرؤوس وهذا حاكم وهذا محكوم. كل هذه الامور ليست عبثا ولكنها جارية على مقتضى كمال حكمة الرب. قال ابن القيم الجوزية رحمه الله واكثر الناس يظنون بالله ظن السوء فيما يفعل بهم وفيما يفعل بغيرهم. ولو فتشت فتشت من الخلق لوجدت عنده اعتراض على القدر وملامة الله وانه كان ينبغي ان يكون كذا وكذا. وفتش نفسك فانت سالك ان تنجو منها تنجو من ذو عظيمة والا فاني لا اخالفك ناجيا. يقول ان كثيرا من الناس في نفسي اعتراض على لله لماذا هذا الفقير وهذا غني؟ لماذا هذا ثري تاجر تأتيه الارزاق كل حين؟ وهذا يفلح الليل لا ينال شيئا. لماذا هذا تصنم منصبا وعلا؟ ومن عنده او تحته خير منه وافضل. ولماذا ولماذا كل هذه من جهل العباد وسوء ظنه برب الارباب ولو ايقنوا ان الله حكيم عليم حكيم وعليم حكيم. يضع الاشياء موضعها ولو وضعها في غير موضعها لاختل التوازن. ولو اتبع احق اهواءهم لفزت السماوات والارض ومن فيهن. لو اتبع القضاء والقدر ما تهواه نفوس لحصل ما حصل لكن الله حكيم عليم. اجرى الامور بحكمته يوقن بذلك المؤمن الله ويسلم ويؤمن ايمانا جازما ويعتقد كمال حكمة الرب. ولذا قال الله لا يسأل عما يفعل وهم يسألون لا يسأل عما يفعل وهم يسألون. فهو لا يسأل عن فعله لان ان فعله نال من حكمة وعدل. واما العباد فامضارهم قاصرة وافكارهم قليلة الادبار. وقل من يدرك هذه الامور ولا شك ان ادراكها يكون بكمال الايمان وكمال اليقين وكمال التصديق والاطمئنان وحسن الظن بالرب وان ما قدر الله هو عين الحكمة وعين المصلحة لاعتراض على الله لا اعتراض على الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء. ولذا اعترض العرب فالكفار على محمد صلى الله عليه وسلم وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم يأكلون ان محمد ليس بعظيم هناك من اعظم منه واولى بالرسالة قال الله الله اعلم حيث يجعل فهو يعلم حيث يجعل رسالته ويعلم حيث يجعل فضله ويعلم حيث رزقه ويعلم كل لا يخفى عليه شيء من احوالنا وما تكون في شأن وما تكون منه من قرآن ولا تعملون من عمل الا لكنا عليكم شهود اذ تفيضون فيه وما يعزف عن ربك من مثقال ذرة في الارض ولا في السماء ولا اصغر من ذلك ولا اكبر الا في كتاب مبين. لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان مفهوم الناس بالقسط. فالشريعة جاءت ليقيم الناس بالقسط. ويلزم القسط في كل احوالهم. والله جل وعلا هذا هو الحكيم العليم ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. والواجب على المسلم كمال اليقين وكمال وكمال الرضا وكمال الطمأنينة. فيرضى عن الله ويرضى عن الله. ويعلم انه على كل شيء قدير هو امر بالواجبات وحرم المحرمات. فالتزم ما اوجب الله واعتقد وجوب ذلك واترك حرم الله واعتقد تحريم ذلك. ولا تكون هذا ليس لماذا حرم؟ ولماذا احل؟ هذا اعتراض على الشرع قل سمعنا واطعنا لما انزل الله على نبيه وان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله قال الصحابة يا رسول الله كلفنا من العمل ما نطيل. الصلاة والصيام. وقد جاء امر لا طاقة لنا به عليه هذه الاية قال اتريدون ان تقولوا سمعنا وعصينا؟ قولوا سمعنا واطعنا. فلما اقتأها القوم دلت بها السنتهم نسخها الله بقوله لا يكلف الله نفسا الا وسعها لها ما كسبت وعليها ما الاية فالايمان بقضاء الله وقدره على منهج اهل السنة والجماعة وان الله اعطى العبد اختيارا وارادة تابعة لاختياره وارادة ان الله لن يجبره على فعل المعاصي كما لم يجبره على فعل الطاعة وان كل ما له خوان وان ما فيه من قوى خير او شر. كله خلق لله لكن الله جل وعلا خلق الخير وامر واودى الشر ونهى عنه وابتلى العباد فيها وابتلى العباد بهذه الدنيا بالخير والشر والهدى والضلال ونبلوكم بالخير والشر فتنة والينا ترجعون. فمن وفقه الله اخذ باسباب الخير والتجأ الى الله وسأل الله الثبات والاستقامة واستعاذ بالله من الحور بعد الكور ومن الزيغ بعد الهدى. اسأل الله ان يثبتنا اياكم على دينه وان يجعلنا واياكم ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه اولئك الذين هداهم الله واولئك واولئك واسأله ان يغفر لابائنا وامهاتنا وجميع اموات المسلمين. وان ينصر دينه ويعلي كلمته ويوفق وولاة امرنا لما يحبه ويرضاه. وان يبكي محاضرنا عن هذه المحاضرة القيمة. التي كشفت امورا عظيمة حقا ودحلت باطلا ان يجزيه عنا خيرا. ونريد منه ان يكرر جنس هذه فانه وفقه الله بموضوع افاض واجاد فيه وهذا من توفيق الله نسأل الله لنا وله الثبات على الحق. صلى الله وسلم على محمد جزى الله سماحة الشيخ على هذا التعليق المبارك سمعت شيخ يقول السائل ذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم لا احد يدخل الجنة بعمله قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال حتى انا الا له برحمته الى ان قال ارجو من سماحتكم ايضاح معنى هذا الحديث. معناه ان دخول الجنة الاعمال ليست كالعوض. ليست اعمال اي والله في دخول الجنة لانك مهما عملت من طاعة وان عظمت فبالنسبة الى نعم الله عليك طاعاتك لا شك لو قارنت بنعم الله عليك مع اعمالك لكانت فضل الله يعني اضعافه اضعافك اضعافك. فليس عملك عوضا في الجنة. عملك سبب رحمة ارحم الراحمين قبل ذلك. سمعت يقول السائل ما معنى قوله لا يرد القدر الا الدعاء؟ يعني ان القدر يرده الدعاء فالمقدر عليك قد يعلق اذا دعوت الله سبب هذا السبب يدفع الله به ذلك القدر. حكمة بالغة. ويقول نرجو من سماحتكم توظيح مسألة الاحتجاج بالقدر على فعل المعصية الاحتجاج بالقدر على فعل المعاصي طريق المشركين. واذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها اباءنا والله امرنا بها. قل ان الله لا يأمر بالفحشاء. اتقولون على الله ما لا تعلمون. وان ارى ربي بالقصور. فالمشركون فعلوا المعاصي. واحتجوا بالقدر وقالوا واذا فعل قال وجدنا عليها ابائنا والله امر بها. وقد كذبوا على الله. فما امرهم الله بالفواحش وما امرهم من معاصي بل نهاهم عنها وحذرهم منها ولكنهم ظلموا انفسهم بذلك ان الله قال لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس انفسهم يظلمون فلو اخذوا سبيل الهدى ما عملوا المعاصي احتجاج بالقدر على فعل الجريمة هذه طريقة المشركين ومن شابهم ان يجعلوا حجتهم على باحثين محارم الله دعواهم ان هذا قضاء وقدر. الله جل وعلا هل اطلعك على الغيب؟ وهل قال لك انك العاصي المجرم ام انك الذي دوثت نفسك واقدمت على المعصية واقدمت على الخطيئة قال جل وعلا وعصى ادم ربه فغوى. لان الله لما نهاه عن الشجرة فوسوس الشيطان له فاكلا قال الله وعصى ادم ربه فغواه ثم اجتباه ربه فتاب عليه شهداء. وادم لم يحتج بالقدر على المعاصي بل قال ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكن من الخاسرين. فالمحتجون قدري على المعاصي هؤلاء يخشى عليهم الا يوفقوا لتوبة وان يحل بينهم من التوفيق لانهم الحقائق واستباح المحرمات وكذبوا على الله وجعلوا حجتهم حجة باطلة لا اصل لها في الشكوى يقول السائل ما حكم الشرع في هذه المقولة ان الانسان مسير وليس مخير؟ هذه المقولة تكون وباطنا الانسان مسير في نواحي ما يجمع يقضي الله ويقدر عليه من امور لا شك انها امر لا دخل فيه اما من نواحي الاوامر والنواهي فانه مخير ومعطى الاغاثة واختيار وهديناه النجدين بين له الخير من الشر والهدى من الضلال. فهو مخير ولكنه تابع لمشيئة الله. فان اراد الله او به خير وفقه لسبيل هدى وان خذل احيل بينهم هدى ضل عن سواء السبيل. اما في جنس اجاله واقدامه وما قسم الله له فهو بهذا مسير. لكن العبارة اطلاقها