المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي بعث محمدا بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله وصفيه وخليله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما مزيدا. اما بعد فاسأل الله جل وعلا ان يجعلني واياكم ممن اذا اعطي شكر واذا ابتلي صبر واذا اذنب استغفر كما اسأله جل وعلا بكل وسيلة بها يجيب جل جلاله ان يعيذني واياكم من النفاق كبيره وصغيره ومن اهله ومن صفاتهم وان يثبتنا على دينه حتى نلقاه. اللهم نسألك ثباتا على الحق نسألك صبرا على الاسلام والسنة ونعوذ بك من ان نضل او نضل او نذل او نذل او نظلم او نظلم او نجهله او يجهل علينا. اللهم فاجب جما. موضوع هذه المحاضرة عن النفاق يعني ما جاء في الكتاب والسنة من بيان معناه وخطره في الدنيا والاخرة على الفرد وعلى المجتمع وبيان صفات اهله. ولا شك ان هذا الموضوع من المهمات العظيمة وذلك لان فقه الكتاب والسنة والعلم بما جاء فيه من الاية والحديث هذا مما ينبغي اشاعته ونشره في الناس والعلم به. لان في ذلك فقها بكتاب الله جل وعلا وبسنة لرسوله صلى الله عليه وسلم. وفي الكتاب والسنة نصوص كثيرة جدا في بيان النفاق وبيان اهله وبيان صفاتهم وبيان ما يصيبهم في الدنيا وكيف يتعامل معهم في الدنيا وبيان ما الهم في الاخرة بل وفي البرزخ وبيان ما يقولون وبيان ما يعملون وهذا العلم به علم بالنصوص والعلم بالنصوص من اشرف ما يتقرب المرء به الى ربه جل وعلا. ثم ومن اسباب الاهتمام بهذا الموضوع ان الصحابة رضوان الله عليهم كان كثيرون منهم يخافون كون النفاق ويخشون ان يكونوا من المنافقين. هذا عمر رضي الله عنه خليفة الراشد وصاحب رسول الله صلى الله او عليه وسلم والمبشر بالجنة في حياته عليه الصلاة والسلام يقول لحذيفة وكان عنده خبر المنافقين يا حذيفة هل عدني رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنافقين؟ من خوفه ان يكون منهم وهو على تلك المنزلة العالية. فقال له لا ولا ازكي بعدك احدا. رضي الله عنهم وارضاهم. وقال التابعين ادركت سبعين من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم كان يخشى النفاق على نفسه وصلى ابو الدرداء مرة في مسجد فاطال الصلاة. وكان بجانبه جبير بن نفير تابع المعروف. فلما اتى قبل السلام اكثر ابو الدرداء من الاستعاذة من النفاق. يسأل الله جل جلاله ان يعيذه من النفاق فلما انصرف قال له جبير يا ابا الدرداء اكثرت من الاستعاذة من النفاق فما لك ولا النفاق؟ يعني لان النفاق ليس لك وانت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم اخره. قال دعنا منك دعنا منك دعنا منك ان العبد المؤمن لا يأمن ان يقلب الله قلبه في طرفة عين. ولهذا العاقل والمؤمن الصادق الصالح يخشى ان يقلب الله قلبه فيخسر الدنيا والاخرة. والذنوب يغشاها كثير وهي على باب الغفران ولكن الشأن في مسالك النفاق. الاكبر او الاصغر المستدام عليها. ولهذا كان ابن القيم رحمه الله حين قال في نونيته فوالله ما خوفي الذنوب فانها على سبيل العفو والغفران. لكن ما اخشى انسلاخ القلب منه تحكيم هذا الوحي والقرآن وتحكيم الوحي والقرآن الاستجابة له اخص صفات المؤمنين. والبعد عن ذلك والتنكب عن سبيله الاعراض هذا من اخص صفات المنافقين. واذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم رأيت يصدون عنك صدودا. فالمنافقون لهم صفات جاءت في الكتاب والسنة. فاذا هذا الموضوع مهم فقها في النصوص وايضا حذرا وخوفا من ان يكون العبد من اهل هذه الصفة وهو لا يشعر ثم ايضا ليحذر مستقبلا وليكون على حجة من نفسه ثم ايضا من اوجه الاهتمام بهذا الموضوع ان معنى النفاق قد يكون ظاهرا بينا في عهده عليه الصلاة والسلام. لكن يخفى بيانه وايظاح صورته في الازمنة المختلفة خاصة في هذا الزمان ومن الناس من ادخلوا في المنافقين من ليس منهم ومنهم من جعلوا النفاق الاصغر ومنهم من لم يظبط الظوابط لحد النفاق الاكبر وحد النفاق الاصغر. ولهذا العلم العلم بهذه الاصول من اهم المهمات. ثم اخيرا البحث في النفاق وما يتعلق به بحث عقدي والعقيدة هي اول ما يهتم به المخلصون النفاق معناه ان يظهر المرء شيئا ويخفي شيئا في اللغة في اللغة ثم جاء في الشريعة في ان يخفي الكفر ويظهر الاسلام. وهكذا عرف العلماء النفاق بانه اظهار الاسلام وابطان الكفر اخذا من قول الله جل وعلا ومن الناس من ان يقولوا امنا بالله وباليوم الاخر وما هم بمؤمنين. يخادعون الله والذين امنوا وما يخدعون الا انفسهم وما يشعرون في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا وسورة البقرة ذكر الله جل وعلا فيها وهي اول ثاني سورة في القرآن ذكر في اولها صفات المؤمنين في ايات قليلة ثم صفات الكفار ثم ذكر جل وعلا المنافقين وصفاتهم في ايات كثيرة وهذا يدلك على ان العلم بهذا الاصل ومعرفة حدوده من العلم بكتاب الله جل وعلا ومن اهم المهمات. فاذا النفاق النفاق في الشرع ان يبطن الكفر ويظهر الاسلام يعني في قلبه في داخله ليس بمؤمن ولا يؤمن بالتوحيد ولا يؤمن بالرسالة محمد صلى الله عليه وسلم لا يؤمن بالبعث بعد الموت بل وايضا يوالي الكفار ويحب انتصار غير دين الرسول صلى الله عليه وسلم ونحو ذلك وفي الظاهر يظهر الاسلام وربما يصلي مع الناس احيانا وربما اظهر بعض الشعائر لكنه منطو في قلبه على الكفر بالله وبرسوله وباليوم الاخر قال بعض العلماء انه في الاصل مشتق منا في قاء اليربوع اليروبوع الذي هو الجربوع هذا كما هو معروف بيته يكون له مخارج مختلفة. يعني انه يخدع من يأتي اذا اتاه من هنا خرج من هناك يعني اظهر اشياء واخفى الحقيقة. والنفاق اذا تبين ذلك فان حقيقة النفاق لم تظهر في الاسلام الا بعد ظهور دولة الاسلام. في المدينة اما في مكة لما كان النبي صلى الله عليه وسلم فيها والمستضعفون من المؤمنين فانه لم يظهر المنافقون لانه ومن شاء امن ومن شاء كفر اما لما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم وظهر في العزة وظهرت راية الاسلام وقوي الحق فان اناسا ارادوا الحفاظ على دنياهم فاظهروا الايمان وابطنوا الكفر. وهؤلاء عاملهم الرسول صلى الله عليه وسلم في الظاهر معاملة المسلمين يعني لهم مال المسلمين وعليهم ما على المسلمين. حتى انهم كانوا يرثون ويورثون. باعتبار الظاهر وانهم من اهل الاسلام بل ان النبي صلى الله عليه وسلم ربما داراهم عليه الصلاة والسلام وربما استصلحهم كما هو معلوم في السيرة. وفي حديثه عليه الصلاة والسلام فاذا ظهور النفاق لا يكون النفاق ظاهرا الا مع قوة الدولة. واما اذا ضعف الاسلام اهله وضعفت دولتهم فانه لا يحتاج الناس ان يظهروا الاسلام ويبطنوا الكفر لانه من اظهر الكفر فلن يعاقب ومن ومن اظهر الاسلام فانه كغيره. فلهذا حقيقة النفاق ظهرت في عهده عليه الصلاة والسلام وجاءت فيها هذه الايات الكثيرة التي ذكرها الله جل وعلا في عدد من السور وهذا ليس مختصا بعهده عليه الصلاة والسلام بل كان بعد ذلك هناك منافقون وشموا في ازمنة من ازمنة الاسلام سموا زنادقة. ففي بعض الازمنة ذهب اسم النفاق ما يقال منافق. وانما يقال زنديق فاذا قيل فلان زنديق وهو في بلد الاسلام فيعنى به يعني في التاريخ انه كان يبطن الكفر ويظهر الاسلام واستدل على ابطاله للكفر باشياء ظهرت منه اما مسبة لله جل وعلا او صلى الله عليه وسلم او انتقاص لدين الاسلام او تهجين لهدي النبي صلى الله عليه وسلم او اشبه ذلك والنفاق اذا اذا كان كذلك فاذا هو باق ما بقيت القوة. وهذا يعني ان النفاق الاكبر الذي هو صفة المنافقين الذين يظهرون الاسلام ويبطنون الكفر ان هؤلاء قد يوجدون في اي زمان وفي اي مكان تبعا لقوة الاسلام وقوة اهله. لماذا؟ يظهرون اذا خافوا على دنياهم مع انهم في باطن مقرون بعدم الايمان وكرههم لدين محمد عليه الصلاة والسلام قال العلماء النصوص دلت على ان النفاق قسمان نفاق اعتقادي ونفاق عمل. اما النفاق الاعتقادي فهذا هو وصف من هو كافر في الباطن وذلك بان يظهر الاسلام ويبطن الكفر كيف يبطن الكفر؟ لا يؤمن بالله جل وعلا وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر يبطن الكفر يبطن بغض الرسول صلى الله عليه وسلم يبطن بغض دينه يبطن بطلان تحكيم كتاب الله جل وعلا وسنة رسوله يبطن بغض التوحيد وبغض اهله وموالاة الشرك واهله ونصرتهم ضد لتوحيده ونحو ذلك النفاق الاعتقادي هو ما يرجع الى الاعتقاد. يعني انه في اعتقاده ابطن واظهر ابطن الكفر وفي الظاهر هو على الاسلام وهذا له صور كثيرة اعظمها وهي الصورة الاولى انه يكون في الباطن مشركا يكون في الباطن يعبد غير الله جل وعلا يتعلق بغير الله جل وعلا ويخافه خوف السر او يرجوه رجاء العبادة او يحبه محبة العبادة التي صرفها لغير الله شرك ونحو ذلك كتعلق الذين يعبدون الاولياء والاموات باوليائهم وامواتهم او يضمر الكفر بكتاب الله جل وعلا والبغض للقرآن والبغض لسنة النبي صلى الله عليه وسلم فهذا الابطان او هذا الاخفاء هذا اعظم ما يكون. ففي الظاهر لا يتكلم بشيء ايحفظ عنه شيء؟ بل هو في الظاهر مع المسلمين لكنه في الباطن مشرك يحب الشرك ويحب عبادة غير الله احسنها ويود ان لو كانت له فرصة لنشرها واعانة اهلها والعياذ بالله. وقد يكون من جهة الكفر كما قلنا انه لا يؤمن بالله ولا باليوم الاخر اصلا وانما هو كافر بلقاء الله جل وعلا الصورة الثانية انه يظهر الايمان بمحمد عليه الصلاة والسلام. وفي الباطن لا يؤمن بمحمد عليه الصلاة سلام بل يعتقد ان محمدا عليه الصلاة والسلام ليس برسول او انه مرسل للعرب او انها اولئك المرسلين كل واحد اتى بالاصلاح في نفسه وليسوا منبئين من عند الله جل وعلا. كما يقوله طائفة من الفلاسفة او انهم وصلوا الى النبوة والرسالة بالمجاهدة وبالتدريب حتى وصلوا الى مقام الفتح وهذا صنيع طائفة من زنادقة الزنادقة المنسوبين للاسلام في عصور مختلفة المنتسبين الى الفلسفة. في الواقع ليسوا مؤمنين بان محمدا عليه الصلاة والسلام رسول حقا كلمه الله جل وعلا وانما يقولون حقيقة الرسالة فيوضات حقيقة الرسالة الهام المرسلون هؤلاء رجال عظماء مصلحون ادوا ما عليهم لكن ليسوا منبئين من عند الله حقا. ليس كل ما جاءوا به هو من عند الله جل وعلا. يجب اتباعه وتحرم مخالفته وهذا وقع فيه كثير من اهل العصر اذا كتبوا عن العظماء يجعلون تدرج عليهم هذه النحلة ويكتبون عن النبي صلى الله عليه وسلم على انه عظيم من العظماء. وعلى انه مصلح وعلى انه اعظم مصلح في التاريخ وعلى انه ولا يضمنون هذا حقيقة الاصلاح الذي جاء به عليه الصلاة والسلام وهو انه رسول من عند الله جل وعلا منبأ كلمه الله جل وعلا واوحى اليه كلامه وان ما جاء به يجب اتباعه. وهذا نوع مما كان عليه الفلاسفة وراجع على طوائف من صور النفاق الاكبر ان اهله يكرهون تحكيم الكتاب والسنة ويبغضون الرجوع الى القرآن والسنة فيما يختلف فيه الناس يعني في القضاء وفي الحدود وفي الاحكام الشرعية المختلفة. بل اذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم اذا فريق منهم معرضون لماذا؟ اذا اكان لهم الحق جاؤوا مذعمين واذا كان على غير ذلك فانهم يهربون من كتاب الله وسنة رسوله لماذا؟ لانهم ليسوا مؤمنين على ليسوا مؤمنين وانما هم منافقون. وهذه الصفة جاءت في القرآن في ايات كثيرة. في وصف المنافقين في سورة النساء وفي سورة النور وفي وفي غيرها من صفات المنافقين او من صور النفاق الاكبر ان المنافقين النفاق الاكبر هؤلاء لا يوالون المؤمنين. ولا يوالون الايمان بل يوالون الكفر والكافرين يقولون لاخوانهم الذين كفروا من اهل الكتاب لان اخرجتم لنخرجن معكم بالباطن يوالون يوالون الكفر يريدون ان تكون الدائرة على اهل الايمان واما في الظاهر فهم مع المسلمين ربما جاهدوا معهم ربما صلوا معهم ربما كانوا معهم في مجامعهم لكنهم يودون ويرغبون يسعون في انتصار الكفر على الاسلام. وان يخفى نور الاسلام وينتصر الكفر. والعياذ بالله ومن صور النفاق الاكبر انهم يسرون بانخفاظ دين الرسول صلى الله عليه وسلم ويفرحون بعلو دين غيره. عليه الصلاة والسلام يعني يسرون بضعف المسلمين يسرون بضعف في الاسلام يعني في اهله ويفرحون اذا قوي الكفر وهذا يدل على عدم ايمان. وهذه ايظا في القرآن في ايات كثيرة هذه بعض الصور للنفاق الاكبر الاعتقادي. والنفاق الاكبر الاعتقادي كفر بالله جل وعلا وصاحبه في الدنيا معذب باذن الله باذن الله وفي الاخرة ايظا في الدرك الاسفل من النار. ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا اما النوع الثاني من النفاق فهو ما يسمى النفاق الاصغر او النفاق العملي وهو ان يكون عنده خصلة من خصال المنافقين والمنافقون النفاق الاعتقادي لانهم لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ولا يخافون الله جل وعلا ولا يرجون لقاءه ولا يخشون الايقاع ولا يؤمنون بالبعث ولا بالحساب ولا بالجنة ولا بالنار بل يهزؤون بذلك كله فهم ماديون همهم الحياة الدنيا في الدنيا لا يأبهون ان اذا حدثوا كذبوا اذا كان فيه مصلحة لهم باي شكل واذا عاهدوا غدروا واذا اؤتمنوا خانوا واذا خاصموا فجروا واذا وعدوا اخلفوا الى اخره ويتخلفون عن الصلوات ولا يصلون الا اذا كان في حضرة الناس ويتركون الصلاة اذا غابوا عن ناس ويعلنون فيما بينهم وبين اخوانهم انهم معهم واذا كانوا مع المؤمنين قالوا نحن معكم ونحو ذلك. لهم صفات كبيرة. اما النفاق العملي فهو ان يكون في المرء خصلة من خصال النفاق او خصلة من خصال المنافقين تعني النفاق العملي وهذه جاءت في عدة احاديث من حديث ابي هريرة وعبد الله ابن عمرو وغيرهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اية المنافق ثلاث اذا حدث كذب واذا وعد اخلف واذا لا خان وفي الرواية الاخرى زاد واذا عاهد غدر. واذا خاصم فجر. فهذه خمس صفات من صفات المنافقين النفاق الاصغر النفاق العمل. لماذا سماه العلماء نفاق عملي؟ لانه ليس اعتقاديا انما يظهر من عمله انه مشابه لاهل النفاق. وهذه مما يجب على كل مسلم ان يخاف على نفسه وهذا معنى قول التابع ادركت سبعين من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يخشى النفاق على نفسه يعني النفاق العملي لا الاعتقادي يعني النفاق العملي الذي قد يصل بصاحبه الى ان يحبط عمله والعياذ بالله نفاق العمل في هذه الصفات وفي غيرها كما سيأتي بيان. فاذا معنى النفاق العملي ان تكون فيه الصفات المنافق قيل الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر. لان اذا امنت باليوم الاخر فانك ستخشى من من الكذب. واذا كذبت او مرتين فانك ستنوم تنيب الى الله جل وعلا وتستغفره. اما ديمومة فان من خصاله انه اذا حدث كذب ويعد من خصاله كما سيأتي بضابطه ويعاهد ويعاقد ويفتر ويغدر كانه لا يؤمن بالله ولا باليوم الاخر فهذه لا شك خصال المنافقين ولذلك جاء في هذا الحديث من كانت فيه خصلة منهن ففيه خصلة من النفاق. وفي وفي لفظ اخر قال ثلاث من كن فيه كان منافقا خالصا وان صام وصلى وزعم انه مسلم. من اذا حدث كذب واذا وعد اخلف واذا اؤتمن خان والعياذ بالله هذه الصفات الخمس من صفات النفاق العملي اولها اذا حدث كذب المؤمن صادق اولا مع ربه جل وعلا اذ امن وصادق مع المؤمنين اذ اعلن الايمان وهو مبطن للايمان. اما المنافق فهو كاذب في الحقيقة في اظهار الاسلام وابطال الكفر فاذا كان كاذبا في هذا الامر الاعظم يخادع الله جل وعلا ويخادع الذين امنوا فانه لا غرابة انه اذا حدث على الناس كذب في اي امر لانه في اصل الاصول كذب على ربه جل وعلا وعلى الناس ويظن انه يروج كذبه. اذا من اذا حدث كذب الكذب محرم الا لمصلحة شرعية بضوابطها المعروفة في الفقه. وفي احوالها. الكذب محرم. متى يكون الكاذب فيه الخصال للمنافقين. من كان هذا طبعه طبعه انه اذا حدث كذب يعني عنده استمرارية على ذلك. المؤمن ربما يكذب مرة ربما يكذب مرتين ربما يكذب قليلا لكن من خصاله انه يكذب ولا يبالي دائما كل يوم يكذب ولا يبالي كل يوم يكذب ولا يبالي فيما يحرم فيه الكذب فهذا لا شك انه من خصال اهل النفاق لانه معناه لا لا يخشى الله جل وعلا ولا يخشى لقاءه. وقد صح عنه عليه الصلاة السلام انه نهى عن الكذب وقال ان الكذب يهدي الى الفجور وان الفجور يهدي الى النار الى النار الكذب يهدي الى الفجور لانه اذا كذبت وكذبت وكذبت معنى ذلك لما؟ هو سيأتيه الشيطان ليش تستقيم؟ لماذا تخشى محارم الله جل وعلا؟ لماذا تحاول على الفرائض لماذا؟ لماذا؟ ثم يأتيه الكذب فيدخل فيه النفاق بفروعه اذا ظابط اذا حدث كذب ان يكون عنده ديمومة لذلك هذا طبع فيه انه يكذب دائما اما اذا حصل منه الكذب فيجب على المؤمن اذا وقع في الكذب ان يستغفر الله جل وعلا وان ينب اليه وان يتبع السيئة بالحسنة وان يجعل الحسنة ماحية للسيئة. اذا حصل مرة مرتين يعني قليلة فهذا ليس من خصال يعني النفاق العملي. فربما حصل ذلك عند المؤمن قليلا. ولهذا سئل النبي عليه الصلاة والسلام فقيل له ايزني المؤمن قال نعم. قال ايسرق المؤمن؟ قال نعم. قال ايكذب المؤمن؟ قال لا لماذا؟ يعني دائما المؤمن يكذب المؤمن يكذب حديثه كذب هذه خصال المنافقين. لان الكذب في الغالب لا يكون عن غالبة وانما يكون عن عدم خوف الله جل وعلا ولا خوف لقائه. اما مثلا الزنا والسرقة ونحو ذلك يكون عن شهوة فربما غلبته فحصد لكن الكذب هذا يكون دائما عليه معناه انه ليس ما يصدر عن شهوة ولا عن غلبة قلب الطبع وانما عن فساد في خلقه ودينه وفطرته الصفة الثانية من صفات النفاق العملي انه اذا عاهد غدر اذا عاهد غدر العهد يجب الوفاء به. قال جل وعلا واوفوا بالعهد ان العهد كان مسؤولة وقال جل وعلا يا ايها الذين امنوا اوفوا بالعقود والنبي صلى الله عليه وسلم قال المسلمون على شروطهم المؤمنون على شروطهم فاذا اذا صار المسلم يعاهد عهدا فيما بينه وبين الناس فانه يجب عليه الوفاء به. فاذا صار من انه لا يبالي بالعهود ولا يبالي بالعقود كحال بعض الناس الذين لا يبالون باي عقد ولا باي عهد بينهم وبين الخلق فان هذا من صفات النفاق العمل. لانه هو نتيجة من من نتائج عدم من ايمان باليوم الاخر دائما لا يرعى لمؤمن ذمة ولا يرعى حقا لكافر ولا يرعى حقا لمتعاقد معه يعني من وقع معه بينه وبينه عقد ولا عهد ولا ولهذا الله جل وعلا قال واوفوا بالعهد ان العهد كان مسئولا امر الله بالوفاء بالعهد لماذا؟ لانك ستسأل عما عاهدت الناس عليه ولهذا صار اعظم الخيانة واعظم النفاق ان يعاهد الله جل وعلا العبد على شيء عهدا موفقا ثم يخالف فهذا نفاق وربما كانت عقوبته ايضا النفاق والعياذ بالله الى يوم القيامة كما قال جل وعلا في سورة براءة ومنهم من عاهد الله لان اتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين فلما اتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون فاعقبهم نفاقا في قلوبهم الى يوم يلقون بما اخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون. عدم الوفاء بالعهد اذا عاهد غدر اذا كانت صفة دائمة له قرينة هي للكذب لانه يكذب ويخالف العهد يكذب ويغدر يكذب ويغدر فهذه من صفات من لا يؤمن باليوم الاخر ولا يخشى لقاء الله جل جلاله فاذا الواجب على المؤمن ان يفي بالعهد عهد الله جل جلاله ومنه النذر اذا نذر نذرا فيه طاعة الله جل وعلا فيجب عليه الوفاء به وذلك كما قال عليه الصلاة والسلام من نذر ان يطيع الله فليطعه ومن نذر ان يعصي الله فلا يعصه ومن ذلك العهود العظمى مثلا واحد كان في مصيبة من المصائب تتوجه الى ربه بالمعاهدة ربي اعاهدك على انك اذا انجيتني من كذا وكذا وكذا فانني لن افعل هذا ما ولن اعمل ثم بعد ذلك ينجيه ربه جل وعلا فيعود ويخالف. نسأل الله العفو والعافية. وان يغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا كذلك العهد مع الخلق اذا النفاق العملي من مظاهره انه اذا عاهد غدر يعني عنده صفة الاستمرار ربما يحصل من المؤمن غفلة ربما يحصل مؤمن ذنب يغدر مرة او لا يفي بالعهد لغلبة ظلم في قلبه او غلبة تهوى او نحو ذلك لكنه لا تحصل منه دائما انه لا يبالي بالعهود لا يبالي بالعقود هذه من صفات المنافقين قال واذا وعد اخلف اذا وعد اخلف يعني اذا وعد اخلاف الوعد من صفات المنافقين وله ظابطان او شرطان ذكرهما اهل العلم. الاول ان يكون حين يضمر الاخلاف وهذا جاء في حديث رواه ابو داوود في سننه قال عليه الصلاة والسلام واسناده قوي لا يعد احدكم اخاه موعدة حين يعده اياها يزمع او نحو ذلك عدم الوفاء بها يعني حين تعد اذا كنت تعد لاجل تتخلص من اللي امامك وانت في قرارة نفسك انك بوعدك ستك ستخلف تكرر هذا منك هذا من صفات النفاق العملي والعياذ بالله اما اذا وعدت ثم حصل شيء واخلف بغير ملك منك او اه بغير قصد ان تخلف اجتهدت ان تفي لكنك لم يحصل الوفاء وصار بعض الاحيان هذا هذا ليس من صفات النفاق العملي لكن اذا وعدت وانت حين تعد تنوي الاخلاف او انك مستمر على هذا وهو الشرط الثاني ان ذلك له على صفة الخصال الفطرية يعني الديمومة مثل ما قلنا فاذا حدث كذب واذا عاهد فاذا الوفاء بالوعد وعدم اخلاف الوعد هذه من صفات المؤمن. اذا وعدت فاجتهد. ولهذا عبد الله بن عمرو بن العاص اظنه هو مرة آآ كان على فراش الموت. نعم. كان على فراش الموت فتذكر وعدا وعده اخاه وهو ان يزوجه ابنته وعد خطبه وقال اعدك او نحو ذلك فلما كان على فراش الموت خشي ان يلقى الله جل وعلا باخلاف الوعد. قال اين فلان كما رواه الفريابي وغيره؟ قال اين فلان فاني وعدته موعده ان انكحه ابنتي. اشهدكم اني انكحته ابنتي خشية فوات ذلك بالموت هذه من طبقات الخلص الذين يخشون ان يعدوا موعدة ويخلفونها. فكيف حالنا اليوم وحال الاكثرين منا الا من رحم الله جل وعلا ممن لا يبالي بالوعد بل ربما كان يترتب على الوعد اشياء يعده وذاك ينتظره مدة طويلة او يكون مبني عليه اشياء مالية يصرفها ونحو ذلك فيخسر الاخر ونحو ذلك وهو لا يبالي بموعدته التي وعدها اياه وقد اثنى الله جل وعلا على نبيه اسماعيل بانه كان صادق الوعد. لان هذه من خصال اهل الايمان انه اذا وعد جاهد نفسه ان يفي بالوعد. اما اهل النفاق فانهم يعدون وحين يعدون لا يبالون. ينوون عدم الوفاء وهذا نوع من الغدر في اهل الايمان. الخصلة الرابعة من اذا خاصم فجر. لا يبالي من خاصمه اذا صارت بينه وبين احد خصومة ليس عنده باب للمعاذير ليس عنده باب للمغفرة ليس عنده باب للتؤدة بل فجر في خصومته واتى بكل شيء بما له علاقة بالخصومة او ليس له علاقة بالخصومة. اختلف هو يقي في امر فيما بينهم في العمل او في امر مالي وهو مطلع على اسراره اما سلوكيات او كذا فراح يفجر في ذكر كل شيء عنه ويشوه كما يقال في العصر يشوه سمعته في كل مجلس اذكر لاجل خلاف بينه وبينه. هذي من خصال اهل النفاق. انه اذا خاصم فجر في خصومته ولم يرعى الله جل وعلا في ذلك كما يحصل ايضا في بين الناس فيما عند القضاة اذا التقى الخصمان عند القضاة فالواحد يذكر ما له علاقة ولا يعتدي على اخيه والشتام والى اخره بل ما عنده يذكره والمؤمن عف اللسان. عف البيان كما قال جل وعلا في امره لعباده المؤمنين وقل لعبادي يقولوا التي هي احسن ان الشيطان ينزغ بينهم. والخصومات اذا وجدت فهي سبب للقطيعة لهذا من صفات اهل النفاق الذين لا يرعون صلة بين المؤمن والمؤمن ولا صلة للرحم ولا علاقة ولا دفع للموبقات والخصومات فانه هم اذا خاصموا فجروا والعياذ بالله يعني ان هذا من طبيعتهم لا يرقبون في مؤمن الا ولا ذمة الخصلة الخامسة التي في هذه الاحاديث انه اذا اؤتمن خادمة والعياذ بالله والامانة معناها واسع في الشريعة واعلى الامانات التكليف وهي التي جاءت في قول الله جل وعلا انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابين ان يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا. وهذي امانة التكليف والمنافق ائتمن على هذا الامر فخانه مع انه يعلم حدود ما يعلم القرآن ويعرف لكنه في اعظم شيء كذلك الامانات امانة الامانات الاخرى يخونها. الله جل وعلا في التكليف ائتمنك على توحيده فوحده. ائتمنك على عدم الشرك به وبراءة من الشرك وعهله فتقرب الى الله جل وعلا بذلك ائتمنك على الكفر بالطاغوت والايمان بالله فكن على ذلك وائتمنك على وجعلها صلة ما بينك وبين ربك فكن على ذلك ائتمنك على اعضائك فكن ائتمنك على المال فحافظ على المال ولا تنفقه الا في حله ائتمنك على اولادك وعلى اسرتك فرع الامانة التكليف بجميع فروع الشريعة من باب الطهارة الى الى القضاء الى كتاب القضاء هذا كله تكليف عظيم. لكن المنافق لا يأبه يفعل ما يشتهي. يفعل ما يهواه ولا يرعى احكام الشريعة ايظا في الامانات ما يؤتمن عليه الانسان في الامانات الخاصة اللي يسميه يسميها الناس الودايع ابا ودعة وديعة بحط عنده شي السيارة اظع عنده مال والله جل وعلا امر بالوفاء بالامانات ورعايتها وادائها في قوله ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانة الى اهلها واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا الامانة انت مؤتمن في عملك. العمل امانة. انت مؤتمن على الوديعة التي بين يديك حافظ عليها. واحد عنده واحد مسافر وحط عنده السيارة. هل له الحق في انه يذهب ويجيء عليها بدون استئذان لانها تذهب بعض قيمتها معارض السيارات يجعلون عندهم ويعطونها فلان وشافوا سيارة زينة راحوا وخذوا الى اخره هل هذا اذا وقع مرة حاجة فربما لكن يكون ديدن المؤمن انه لا يحافظ على الامانة الامانة الشديدة لانك اؤتمنت فاذا كنت على قدر الامانة فتوكل على الله جل وعلا. واذا كنت تخشى ان لا تفي بالامانة فاعتذر. لا تلقي نفسك في تهلكة. بهذا من خصال المنافقين النفاق العملي انهم دائما يخونون الامانة. امانتهم في عملهم اكبر الامانات اه في التوحيد والتكليف امانتهم في اسرتهم امانة في اولادهم يخونون الامانة في اي مجال يسرقون يرتشون لا يهمهم المال من اين اتى ولا من اين ذهب ولا حلا ولا حرمة بل الحلال ما حل في ايديهم والحرام ما حرموا وهذا خلاف الامانة. اؤتمنت على هذا الشيء فرع الامانة او اعتذر هذا الذي يجب على المؤمن لهذا من كان ديدنه عدم رعاية الامانة فهو من اهل النفاق وربما يزيد ولهذا بعد تمام هذه الخصال قال طائفة من العلماء النفاق يتبعض يعني يزيد شيئا فشيئا ليس النفاق العملي اما ان يوجد واما ان لا يوجد بل يكون يزيد عند المرء خصال النفاق شيئا فشيئا حتى يكون منافقا خالصا والعياذ بالله. اذا بين ذلك في تعريف النفاق الاكبر والنفاق الاصغر وبعض صفات هؤلاء وبعض صفات هؤلاء نذكر ان الله جل وعلا وصف المنافقين في القرآن باوصاف. والنفاق لا يوجد في الرجال فقط. يوجد في النساء قال جل وعلا والمنافقون والمنافقات المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون هنا عن المعروف وقال جل وعلا ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الله عن المؤمنين والمؤمنات. وقال جل وعلا اذ يقول المنافقون والمنافقات للذين امنوا انظرونا نقتبس من نوركم. يعني الرجال بس النساء ايضا هم الان يقولون النساء شقائق الرجال وكل شيء. فالنفاق اذا كان موجود في الرجال فايضا موجود في النساء النساء منهن منافقات اما نفاق اعتقادي واما نفاق عملي لانهن مكلفات وفيهم هذا وفيهن هذا وفيهن وصف الله جل وعلا المنافقين والمنافقات بانهم فئة. قال جل وعلا بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف. ويقبضون ايديهم نسوا الله فنسيهم. فجعل من صفات المنافقين والمنافقات ان بعضهم من بعض. ووصف الله المؤمنين في الاية الاخرى في في هذه السورة في براءة قال والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض فجعل المنافقين والمنافقات بعضهم فجعل المنافقين والمنافقات بعضهم من بعض لشدة التداخل في فيما بينهم والكيد للاسلام ولاهله. والمؤمنون والمؤمنات في ولاية فيما بينهم ونصرة ومحبة الى اخره. فوصف هذي هذا تداخل بانهم يأمرون بالمنكر. وينهون عن المعروف. واعظم المنكر شرك. بالله جل وعلا وعدم الايمان باليوم الاخر وعدم تحكيم الشريعة شريعة الله جل جلاله للكتاب والسنة. يأمرون بالمنكر. ثم يأمرون بالمنكرات الموبقات بالسحر بخيانة الامانة بالكيد لاهل الاسلام بالموبقات السبع وغيرها الربا وما شابه ذلك من صفاتهم انهم بلغة العصر يتكتلون. بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف. ينهون عن المعروف بطريقة مباشرة لو كان بطريقة مباشرة ايش؟ فضحوا. اليس كذلك لكنهم يسلكون سبلا تنهى عن المعروف بطرق مختلفة. ويأمرون بالمنكر بطرق مختلفة. لهذا من كان قلبه منطويا على حب المنكر والرغبة في اشاعته فهذه من صفات المنافقين والمنافقات اليس المنافق الاكبر هو الذي تولى كبر اشاعة الفاحشة في المؤمنين ونسبة الصديقة بنت الصديقة المبرأة من فوق سبع سماوات نسبتها الى الفحش رأس المنافقين فهم يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف. ان سمعوا سبة طاروا لها فرحا. وان سمعوا صالحا فله خمدوا او له او عنه سكتوا الى اخره. هذا تجدهم في اماكن كثيرة في العالم في انهم يتكاتفون باظعاف دين الاسلام والايمان بمحمد صلى الله عليه وسلم. وفي اظهار المنكر في اكبر صوره والبعد عن الاسلام وتشكيك الناس في دين الله تشكيك الناس في الغيب تشكيك الناس في صلاحية الشريعة لكل زمن ومكان تشكيك الناس في الايمان باليوم الاخر اظعاف الناس عن عن الرغبة في الاخرة وتحبيب الاقبال على الماديات بانواعها. ووصفهم الله جل وعلا وصف الخلطة التي بينهم وما يعملونه قال ويقبضون ايديهم. يعني انهم اذا جاء امر الصدقة فانهم لا يسعون بل يتوارون عنه. ويقبضون ايديهم. المؤمن اذا جاءه باب من ابواب الصدقة وفعل الخير. لاقربيه او للبعيدين او للمسلمين فانه يسارع. يسارع في الخيرات. هذه من علامة الايمان. ان يسارع في الخيرات ويفتح باب الخير ويفتح باب الصدقات ويفتح باب المسلمين وللمحتاج وللمنكوب الى اخره. اما المنافق فتجده وجهه يسود اذا اتت اعانة اهل الايمان راح قال لو اعين غير اهل الايمان. قال جل وعلا نسوا الله فنسيهم وهذا من جزائهم. من صفات المنافقين التي ذكرها الله جل وعلا في كتابه وجاءت في السنة ايضا انهم لا يصلون الا مع الناس. واما اذا خلوا الى انفسهم فانهم لا يصلون. لا يحافظون على الصلاة. قال جل وعلا واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله الا قليلا لا وقد قال ابن مسعود رضي الله عنه لما ذكر صلاة الجماعة كما في الحديث الذي في صحيح مسلم قال ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها يعني صلاة الجماعة الا منافق معلوم النفاق. ولقد كان الرجل يؤتى به فيهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف. المنافق ما يصلي. اذا تبع الناس صلى واذا خلا بنفسه يؤدي الصلاة اصلا انما يصلي مراعاة فيما ظهر وفيما بطن لا يصلي والعياذ بالله. هذا ما يخشى الله ولا يخشى الحساب في القرآن ذكر الله جل وعلا ان المنافقين يظنون الظنون بالله جل وعلا وبرسوله. ما معنى؟ يعني يظنون ظن السوء الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء المنافقون والمنافقات ما ظن السوء؟ يظنون ان الله جل وعلا لن ينصر الدين ولن ينصر اهله كما ظنوه في اول الامر في عهده عليه الصلاة والسلام. ظنوا السوء انهم يظنون ان اهل الايمان لن ينصروا. ظن السوء انهم سيفتقرون اذا طبقوا شرع الله جل وعلا او التزموا بامر الله. الشيطان يعدكم الفقر ويامركم بالفحشاء. والله يعدكم مغفرة منه وفضله فهذا من صفاتهم انهم يظنون ظن السوء قال الله جل وعلا اخبر في القرآن ان المنافقين والمنافقات فيكون لهم العذاب في الدنيا ولهم العذاب في البرزخ ولهم العذاب في الاخرة. قال جل وعلا في وصفهم في اخر سورة براءة وسورة براءة تسمى سورة ايش؟ تسمى سورة الفاضحة لانها فظحت المنافقين فقال جل وعلا في وصفهم سنعذبهم مرتين ثم يردون الى عذاب عظيم نعذبهم مرتين قال العلماء يعني في الدنيا وفي البرزخ ثم يردون الى عذاب عظيم في الاخرة. بل جعل الله جل وعلا سورة كاملة في باسم سورة المنافقين. اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله والله يعلم انك لرسوله والله يشهد ان المنافقين لكاذبون. وبين من صفاتهم ما بين ومنها انهم اذا قالوا سمعت لقوله قال جل وعلا واذا رأيتهم تعجبك اجسامهم. وان يقولوا تسمع لقولهم كانهم خشب مسندة تبون كل صيحة عليهم رموا العدو فاحذرهم قاتلهم الله انى ينفقون. ومن صفاتهم انهم قالوا ليخرجن الاعز من الاذل يعني هم والاذل المؤمنين. وقال جل وعلا في وصفهم في سورة البقرة واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون. يعني انهم يقولون نحن نصلح بالشرك. نحن نصلح بالماديات نحن نصلح بالا نذكر الناس الله جل وعلا نحن نصلح بعدم تحكيم الشريعة وتحكيم القوانين قانون امريكا او قانون فرنسا او قانون بريطانيا الى اخره. نحن نصلح الاسلام في المسجد نحن نصلح بالا يحكم القضاة بالاسلام نحن نصلح الى اخره. واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض بانواع بالنفاق وبخصاله قالوا انما نحن مصلحون. الا انما الا انهم هم المفسدون. لان حقيقة الافساد في الارض وعدم تحكيم شرع الله جل جلاله. لان الارض لا تطيب الا بشريعة خالقها فلما كان الله هو خالقها لما كان الله هو خالقها وهو الذي برأها فانها لا تطيب ولا تصلح الا بشريعة الله ما قال جل وعلا ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها لا تفسدوا في الارض بالشرك بالكفر بالمنكر بعد اصلاحها بالتوحيد والطاعة والسنة وهذا لا شك انه من خصال المنافقين. اذا تبين هذا في ظهر لك ان النفاق خطر ولا شك خطر علينا كافراد وخطر ايضا على المجتمعات. المسلمة. اما خطره على الافراد فان الشيطان شيئا فشيئا في خصال النفاق حتى يكون العبد والعياذ بالله منافقا خالصا. لهذا الله جل وعلا في القرآن ما نهى عن اتباع الشيطان ولكنها في القرآن في ايات عدة عن اتباع خطوات الشيطان. يا ايها الذين امنوا لا تتبعوا خطوات لماذا قال الخطوات؟ لان الشيطان لا يأتي المؤمن الموحد فينقله من الاسلام الى النفاق. من الاسلام الى الكفر. ولكن ينقله عبر خطوات كما نهى الله جل وعلا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فانه يأمر بالفحشاء والمنكر. يأتيك في خصال النفاق تتساهل بالغدر بالعاهد تساهل بالاخلاف الوعد تتساهل بعدم اداء الايمان تتساهل بالذنوب تتساهل بعدم اداء الفرائض تتساهل بالشر تتساهل بالتوحيد حتى يكون شيئا فشيئا في قلب الله القلب. واذا كان ابو الدرداء رضي الله عنه خاف ذاك الخوف فان احق بالخوف فهل نأمن البلاء بالنفاق بعد خوف ابي الدرداء؟ بل بعد خوف عمر رضي الله عنه. بقيت المسألة الاخيرة وهي ما احكام المنافق الظاهرة من احكام المنافق في دار الاسلام ما هي المنافق دلت سنة النبي عليه الصلاة والسلام من قوله ومن عمله ان المنافق يدخل في عموم المسلمين. باعتبار الظاهر وانه ظاهرا له الحقوق العامة التي للمسلم و فيما يعلمه الامام او يعلمه ولي الامر من حاله من نفاقه او من سلوكه فان النبي عليه الصلاة والسلام لما قيل له في شأن المنافقين الذين تكلموا بالكلام الذي جاء في سورة المنافقين قيل له في قتلهم؟ قال لا لا يتحدث ان محمدا يقتل اصحابه. ولهذا صارت حالة منافقين في دار الاسلام انهم في المسلمين يعاملون ظاهرا معاملة المسلم مع الحذر منهم والامام او ولي الامر فانه بحسب ما يرى في المصلح من المصلحة. والنبي صلى الله عليه وسلم قال لا يتحدثن محمدا يقتل اصحابه. بل ربما عفا عن بعضهم وبر ببعضهم لاجل اما لاجل ابنائهم او مصلحة شرعية متوخى قال شيخ الاسلام ابن تيمية المنافق له احكام المسلمين في الميراث. يعني انه يرث ويورث. لان كامل ميراث في الظاهر يعتبر فيها الظاهر وهو الاسلام. ما دام انه مظهر الاسلام ولم يظهر منه ظاهرا مكفر ولا ما يخرجه عن الدين لم يحكم عليه بشيء من ذلك فانه يحكم له باحكام المسلم فيرث ويورث. وهكذا كانت سنة النبي عليه الصلاة والسلام في المنافقين فانهم ورثوا وايضا ورثهم ابناؤهم. لان الباطن حكمه الله جل وعلا والاعتبار للظاهر. الحالة الثالثة من اظهر نفاقا او اظهر ما يدل على بغظه لدين الله او سبه الرسول صلى الله عليه وسلم اوسبه لدين الله ونحو ذلك. فانه يقرر على ذلك. ثم اختلف العلماء هل اذا تاب تقبل توبته؟ قال انا تبت من هذا القول فهل تقبل توبته ام لا؟ على ثلاثة اقوى منهم من قال لا تقبل توبته ظاهرا واذا كان صادق فيما بينه وبين الله جل وعلا فانه تنفع عند الله. اما في الظاهر فلا تقبل فيجب قتله. يعني بحكم القاضي او الامام. وقال اخرون وهو القول الثاني ان المنافق او الزنديق اذا اظهر شيئا من ذلك فان توبته يعني اذا اظهر التوبة فان توبته تقبل لان تجب ما قبله. وهذا قول ليس بجيد لان معناه ان المنافقين كل يوم واحد منهم يظهر ويسب الله جل وعلا او يسب الرسول صلى الله عليه وسلم او يسب دين الاسلام او يستهزئ بشيء او يظعف الاسلام او المسلمين بما في صدره من حسرة وكمد وحقد ثم بعد ذلك اذا دعي الى ليحكم عليه باذن ولي الامر وقال انا تبت. معنى ذلك ان كل واحد سيفعل منهم ثم فيقول انا تبت ثم الثالث ثم نتوب. ولهذا هذا القول اضعف الاقوال الثلاثة في قبول توبته. القول الثالث قد رجحه طائفة من المحققين انه بحسب القرائن فاذا احتفت القرائن بانه صادق في توبته صادق فيما في رجوعه الى الله فانه يقبل. واذا لم تحتف القرائن الدالة على صدقه. فانه فانها لا تقبل توبته. وهذا له حكم في الزنادقة والاتحادية والماديين الذين لا يؤمنون في الباطل لكنه في الظاهر مع المسلمين وهكذا في امثاله. هذا ما يحضرني في هذا الموضوع في هذا المقام ولا شك ما ذكرته قليل بالنسبة الى ما في الموضوع من نصوص واحاديث ولكن هكذا اقتضى الخاطر المكدود واسأل الله جل وعلا ان يجنبني واياكم النفاق وسبيل اهله وان يجعلنا من المؤمنين حقا الذين رضي قولهم ورضي عملهم. اللهم نعوذ بك من كل وسيلة الى الشر ومن كل انتكاسة في القلب او في القول او في العمل اللهم ثبتنا على دينك اللهم ثبتنا على دينك اللهم نسألك الثبات في القول والعمل والاعتقاد انك كريم جواد كما اسأل ربي جل جلاله باسمائه الحسنى وبصفاته العلى ان يوفق ولاة امورنا الى كل خير وان يعالج بين قلوبهم ويجمعهم على الحق والهدى وان يعينهم وان ينصرهم وان ينصر بهم الحق واهله انه سبحانه جواد كريم. كما اسأل ربي جل جلاله ان يوفق علماءنا لما فيه رضاه وان يجزيهم عنا خير الجزاء من سبق منهم ومن بقي فاسأله لهم الرضوان وان ينفعنا بعلومهم وان يجعلهم ابرارا هداة رافعين منار الاسلام والسنة في الارض كلها انه سبحانه على كل شيء قدير واستغفروا الله واتوبوا اليه وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد. شكر الله للشيخ صالح بن عبد العزيز على ما تكرم به وتفضل في بيان هذه المحاضرة القيمة النافعة الماتعة في بيان انواع النفاق واقسامه وبيان صفة اهله وحكمه. ونختم هذه المحاضرة وهذا المجلس الكريم المبارك بتعليق سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ان تفضل جزاه الله خيرا. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على اشرف الانبياء واشرف المرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحابته اجمعين. والتابعين لهم باحسان الى يوم الدين وبعد في هذه الليلة استمعنا جميعا الى هذه المحاضرة القيمة النافعة المفيدة الجامعة التي تحدثت عن موضوع مهم وهو موضوع النفاق. ولقد القاها على مسامعكم معالي صالح بن عبد العزيز وزير الاوقاف والشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد وفقه الله. الحقيقة ليس لي على هذه محاولة تعليق فان المتحذر وفقه الله استوفى المقام حقه. فتحدث عن تعريف النفاق وعن سبب النفاق وعن الوسائل التي يكون بها النفاق. وعن التخلص من النفاق وعن حكم الاسلام على المنافق في هذه الدنيا وعن اقسام النفاق الى نفاق اعتقادي ونفاق عملي الى غير ذلك مما استدعاه المقام. الواقع لان المسلم في هذه الدنيا الذي من الله عليه بالاسلام وعرف الايمان وعرف الهدى وبصر في امره يعرف ان هذا الايمان نعمة من الله انعم بها عليه. وفضل من الله تفضل به عليه. ولو شعر ربك لجعلك مثل اولئك في ضلالهم وحيرتهم. فمن شرح الله صدره للاسلام. وعرف الحق واشتبه هدى وفق للعمل به فليحمد الله على هذه النعمة. وليقل دائما وابدا رب اوزعني ان اشكر نعمة التي انعمت علي وعلى والدي وان اعمل صالحا ترضاه وادخلني برحمتك في عبادك الصالحين فان هذا الايمان نعمة من الله. الايمان الحقيقي الصادق الثابت في القلب المقرون بالعمل. نعمة من الله على العبد جليلة ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والبسوق والعصيان اولئك هم الراشدون. يمنون عليك ان اسلموا قل لا تمنوا علي اسلامكم بل الله او يمن عليكم ان هداكم للايمان ان كنتم صادقين افمن شرح الله صدره للاسلام فهو على نور من ربه. فمن تصور نعمة الايمان ثم نظر الى من خلق الله صرفوا عن هذه النعمة وحيل بينهم وبين هذه النعمة لا قصورا في العقل والرأي والادراك ولكنها حكمة ربانية وعدل من الاله حال بينهم وبين الهدى فلم يقبلوا هدى ولم يستجيبوا لرسوله بل صموا اذانهم عن سماع الحق وانقفل واغلقت قلوبهم عن عن فهم الحق كما قال الله جل وعلا واذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لاخرة جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالاخرة حجابا مستورا وجعلنا على قلوبهم اكنة ان يفقهوه وفي اذانهم واقرأ واذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على ادبارهم كفورا. خلق من خلق الله ظلوا عن سواء السبيل. ان شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون ولو علم الله فيهم خيرا لاسمعهم ولو اشمعهم لتولوا وهم مرضون. وضح امامهم واستبان الهدى من الضلال ولكن يصرف الله من شاء من عباده عن قبول الحق. هؤلاء في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. اخوانهم مسلمون. اباؤهم مسلمون. عشيرتهم مسلمون ولكن افرادا منهم عاشوا في النفاق مغموسين في النفاق الى ان لقوا الله. يصلون وراء رسول الله ويصومون معه ويجاهدون معه ويسمعون القرآن ويرون فتوحات الاسلام وعز الاسلام وانتشار الاسلام وعلو الاسلام وما زادهم ذلك الا ولالا وبعدا عن الهدى. كل فرصة تسمح لهم تنطلق السنتهم وتتحدث عما اكنت قلوبهم من الحقد على الاسلام واهله. رأوا كل الايات والعلامات ومع هذا ما ازدادوا الا نفورا وبعد عن الهدى والعياذ بالله. في غزوة تبوك وبعد ان فتح الله مكة على نبيه ودانت له الجزيرة العربية بالاسلام ودخل الناس في دين الله افواجا المنافقون لا يزالون في نفاقهم. ولا يزالون ففي ظلالهم ولا يزالون في غيهم رغم وضوح الادلة وبروز الحق وعلوه. ولكن كما قال الله جل وعلا وما تغني الايات والنذر عن قوم لا يؤمنون. ولهذا كان المؤمن الذي يرى الايمان نعمة وفظلا من الله عليه اذا عرف اسباب النفاق خاف من النفاق وخاف ان يدخل ايمانه نفاق من حيث لا يشعر واي لبس الامر عليه وان يظل سعيه من حيث لا يعلم. قل هلبئكم بالاخسرين اعمالا. الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا. قال بعض السلف ما خاف النفاق الا مؤمن وما امنه الا منافق. فالمؤمن يخاف لا يأمن العواقب ولا يثق بنفسه بل هو يلجأ الى الله في كل ان وحين ان يثبته على قوله وان يعيذه من النفاق قليله وكثيره. وان يعصمه من هذه الشبهات والضلالات. ولقد بين الشيخ وفقه الله ان النفاق اصله كراهية كراهية هذا الدين وبغض الاسلام واهله فليحذر المسلم من ان يتفوه لسانه بكلمات سيئة يزل بها قدمه من حيث لا يشعر. اما ان يسخر بوحي الله او يسخر بسنة رسول الله او الاسلام والدين او ينتقص الشريعة ويسيء الظن بها كحال بعض الكتاب المنحرفين في هذا العصر مما تخطوا ايديهم من نفاق وضلال اما والعياذ بدعوة الى باطل. دعوة الى السفور والفجور. ودعوة الى البعد عن الاسلام ودعوة الاستباح محارم الله بوسائل شتى وطرق عديدة اذا تأملها الانسان يشم منها رائحة النفاق وان اولئك ليس في قلوبهم غيرة على دين الله ولا محبة لله ورسوله ولكن في قلوبهم المرض والضلال. قال جل وعلا واذا دعوا الى الله ورسوله ليحكموا بينهم اذا فريق منهم معرضون. الى ان قال افيق قلوبهم مرض وان يكن لهم الحق يأتوا اليه مذعنين. افي قلوبهم مرض؟ ام ارتابوا ام يخافون ان يحيف الله عليهم بل اولئك هم الظالمون فهؤلاء المنافقون اذا دعوا الى تحكيم الشريعة والتحاكم اليها واعتقاد كمالها وصلاحيتها للمس الحاضر والمستقبل كما اصلحت الماضي رأيت في قلوبهم مرض ورأيت يصدون عنك في قلوبهم مرض ام ارتابوا ام يخافون ان يحيف الله عليهم رسوله لا يخلو من هؤلاء الثلاثة اما في قلوبهم مرض او ريب في الاسلام او يخافون ان يحيف الله عليهم ورسوله. قال الله جل وعلا انما كان قول المؤمنين اذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم ان يقولوا سمعنا واطعنا واولئك هم المفلحون. فليحذر المسلم هذا النفاق وليسأل انها الثبات على الحق وليقبل شرع الله وليرضى به وليسلم وليؤمن وليعتقد ان هذه شريعة الله صالحة لمن مضى وصالحة للحاضر والمستقبل وانه دين كامل شرعه الله وبعث به خير خلقه محمد ابن عبد الله فليرضى بذلك ولتطمئن نفسه وليحذر من التحدث والتفوه بالكلمات البذيئة التي لا خير فيها من الالسنة تدل على ما في القلوب من ضلال وبلاء تدل على ما في القلوب من بلاء وضلال قال جل وعلا ولو نشاء اريناكهم فلعرفتهم بشيماهم ولتعرفنهم في لحن القول. تعرفون في لحن اقوالهم وما تنطق به السنتهم من النفاق والبغض للاسلام واهله. اسأل الله لي ولكم الثبات على الحق والاستقامة عليه. وان يجزي عما من الخير والهدى خيرا وان يغفر لنا وله ووالدينا وجميع اموات المسلمين وصلى الله على محمد شكر الله لسماحة الشيخ هذا التعليق الطيب المبارك وشكر الله للشيخ صالح على ما تفضل به من هذه المحاضرة القيمة وشكر لكم ايها الحضور حسن استماعكم واستجابتكم يدل على ذلك كثرة الاسئلة المتعلقة بالموضوع. واستأذن سماحة الشيخ بعرض بعض ما يتيسر من هذه الاسئلة الاسئلة فضيلة الشيخ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته رجل جزع بعد فقد ولده وقال ماذا تريد مني؟ اكل اولاد خذ اولاد الناس واترك لي ابني. فقال فقال رجل انت منافق. فهل هذا قول؟ فهل قول هذا الرجل يعد نفاقا حقا؟ اه نعوذ بالله من الجزاء. الواجب يعلم الصبر والرضا والاحتساب والعلم ان الله حكيم عليم. الذي وهب لك هذا الولد والذي هو ربك والذي اختاره ربك وله الحكمة في ذلك وما يدريك عن بقائه. وهل بقاؤه لك مصلحة لك او مفسدة؟ ولا شك انها كما قال خطيرة وكلام سيء عليه ان يتوب الى الله ويتوب توبة نصوح وينيب الى الله من هذا الذنب العظيم والكلمات البذيئة في الحديث ان العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن ان تبلغ ما بلغت يكتب الله قوله بها سخطه الى يوم القاعة. فالكلمات سيئة هذا السخط والعياذ بالله. سخط وتسخط على القدر. وعدم رظاءه عن الله. ظعف ايمان قلة صبر فنسأل الله العفو والعافية. الواجب الصبر والاحتساب. كما قال الله عن عباده المؤمنين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون. اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون. اما هذا الجزع فهذا من الشيطان في الحديث فمن الحديث اذا اراد الله بقوم خير ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط له الشهر القضاء والقدر ماضي. رضيت ام سخط. لكن ان رضيت واطمأننت فزت بالثواب في الدنيا والاخرة وان تسقطت وان تسخطت حلت عليك عقوبة الله والقدر ماض رغم انفك. فالواجب على هذا ان يتوب الى الله الله ويلجأ الى الله ويسأل الله ان يتجاوز عنه وان يمحو زلته ويمحو خطيئته ويتوب عليه من تلك كلمة الوقحة القبيحة التي هي اعتراض على الله وسوء ظن بالله عافانا الله واياكم من المصائب. نعم. هذا السائل يقول ان هناك بعض الكتاب كتاب الاسلاميين لهم كتابات عقلانية يخالفون فيها الكتاب والسنة في بعض الاحيان. فهل يطلق على امثال هؤلاء بانهم زنادق والله يا اخوان يختلف المقام هنا امور قد يكون مجتهدا فيها ساء فهمه وقل فقهه فيها ومثل معروف بالخير والتقى والمعتقد السليم لكن زلت قدمه زلت قدمه وشاء فهمه فهذا له وضع ينبه ويكاتب ويراسل ويبين له خطأه الذي وقع فيه. لان بعض وان كان عنده علم وفقه لكن قد تنجلب له احيانا فيقلد بعضا من الناس ويحاول كما يزعمون ارظاء الناس جميعا وان يكون الناس كلهم راظين وان تكون اطرافه كلها راضية عنه ولا يكون في احد يعني ساخط لرأيه والعياذ بالله هذا فنقول الناس على قسمين من عرف اعتقاده وحسن اعتقاده ولكنها هفوة تنبهوا عليها فعساه ان يتوب منها ويعود الى الله. ومن والعياذ بالله عرف ان مبدأه خطير وان فكره من اصله منحرف وان الاسلامي اسم والا فكتاباته متكررة في امور ضد الاسلام يحكم فيها العقل على الشرع ويرى للعقل سلطانا على الشرع وان ما قبله العقل فهو المقبول وما رده العقل والمردود وان كان شرع الله فهذا والعياذ بالله يخشى عليه ان يكون منافقا. يخشى عليه من النفاق لان من النفاق ما هو؟ النفاق اظهار الاسلام وابطال خلافه. فمن اظهر ما يخالف المعتقد السليم. والمنهج القويم. وعرف به تكره الاشياء فلا شك ان هذا من المنافقين والعياذ بالله على قدر ما قال ما قال. لكن ينبغي للمسلم ان يحرص على الدعوة الى الله وتنبيه اولئك واقامة الحجة عليهم والله يتولى عباده. نعم. عفا الله عنك. هذا سائل يقول هل النفاق العملي مخرج عن الملة ام يعتبر شركا اصغر لا النفاق العملي كما قال الشيخ من كبائر الذنوب من كبائر الذنوب ولا يخرج لكنه اذا استمر عليه واستمرأ واخلاف الوعد وجعله خلقا له يخشى عليه لان الحديث وان صلى وصام وزعم انه مسلم. احسن الله اليك. ايضا هذا سؤال اخر يقول وهل الكفر نوعان مثل النفاق؟ كفر الاعتقاد وكفر عملي؟ لم يعتبر للكفر انواع اخر؟ لا هو يعني الكفر فيه كفر اصغر واكبر. ليس فيه اعتقاد وعملي. يعني من؟ عمل بالاشياء الكفرية فهو الاسلام من عبد الاصنام وسجد لها وطاف بالقبور وطاف وذبحها لاهلها ودعاهم من دون الله هذا كفر ينقل عن لكن النفاق فيه عملي باعتقاده قلبي وفيه عملي اخف من هذا اما الكفر لا الكفر العملي الرسول كفر تارك الصلاة وقال الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر. فالكفر العملي في الاسلام هو مثل وفي الاعتقادي لكن آآ الكفر العملي ايضا يختلف فان كان فيما يناقض اسلام الله عبادة القبور والطواف باهلها والذبح لهم والنذر لهم. او مثل ترك الصلاة او انكاء او جحود جحود اركان الاسلام او جحد الصلاة او جحد الزكاة وجوبها او جحد وجوب الصوم او جحد وجوب الحج لكان كافرا وان قال اني مسلم لان هذا انكار ما علم من الدين وجوبه. كذلك تارك الصلاة اطلق النبي عليه فقال بين العبد وبين الشرك او قال وانت تترك الصلاة. والمرجئة والعياذ بالله الذين يزعمون ان الايمان مجرد معرفة وانه لا ارتباط للايمان بالاعمال هذا قول ضال. اهل السنة والجماعة يقولون العمل جزء من الايمان الايمان والعمل شيء واحد لن يصان بينهما. احسن الله اليك. الانسان يقول هل الحكم على شخص بانه منافق بغرض التحذير منه هل يجوز؟ اذا كان حكمك مبني على اصول شرعية وعلى التثبت واردت التحذير احسن لك ان تقول كلام هذا كلام المنافقين وعمل هذا عمل المنافقين خوفا من ان علي وانت لست يعني على يقين من حالك لكن اذا وصفت العمل والقول بانه من اقوال المنافقين واعمال المنافقين يكفي لانه ليس المهم ذات الشخص. المهم التحذير من الاقوال والاعمال الباطلة. احسن الله اليك. هذا سائل يقول هل يصح اخلاص العلمانية هل يصح القول بان العلمانيين يطلق عليهم منافقين؟ الاطلاق صعب ان رأيت منهم ما يخالف شرع الله ويقدح في دين الله والا مجرد الاسماء والانتسابات حق شيء لا تحكم على الناس بالكفر ولا بالنفاق الا اذا ابدوا في كلامهم ما يدل على فساد معتقدهم بامر لا تأويلهم به. لان الانسان احيانا قد يتأول لكن اذا اظهروا امورا تخالف شرع الله ليس لها مجال تأويل وانما هي واضحة في امرها الا مجرد الاسم او الكلمات ما ينفع ما يعني ما يمكن او احكم على شخص بمجرد انتساب كذا حتى اظهر لي منه ما يدل على فساد معتقده ايضا الواجب على الجميع تقوى الله والتناصح. يا اخواني بعض الناس يعني قد يكون عندك التباس. ولبس الحق عليه وعاش في مجتمعات اه بعيدة عن الهدى فالمسلم الذي عاش بين المسلمين يحمد الله على النعمة لكن بعض اولئك نشأوا وتربوا وتعلموا على غير ايدي الاسلامية. فاذا حصل منهم ما حصل ونبهوا ووجهوا فلعل النصيحة والتوجيه تحدثهم عندهم خيرا. والا اذا بقينا نسمع او نتبادل الكلمات السيئة بين بعض البعض لا ينفع شيء لكن الواجب عليها على مسلم اذا علم من كاتب او ناشر مقال ان يكتب له ويراسله ويستبين من حاله فلعل انه كان مخطئا وتصورا