المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي نزل الكتاب على عبده ليكون للعالمين نذيرا احمده واثني عليه الخير كله وهو للحمد وللثناء اهل حمدا متواترا متتابعا. دائما لا ينفد واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله وصفيه وخليله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين. اما بعد فاسأل الله جل وعلا ان يلهمني واياكم الرشد والسداد والتوفيق في الامر كله نعوذ به من فتنة القول ومن فتنة العمل نعوذ به من ان نضل او نضل او ان نذل او نزل او ان نجهل او يجهل علينا ثم ان هذه الدروس التي ستكون في تفسير كلام المنان جل وعلا ومع ذلك تفسير نبذ من اصول التفسير ومن معاقبه وقواعده. هذه الدروس انما هي فتح ابواب لمن رام علم التفسير وقد كان السلف الصالح رضوان الله عليهم من الصحابة فمن بعدهم يعتنون كثيرا بتفسير كلام الله جل وعلا وبفهم معانيه. لانه هو الحجة على الخلق ولان التعبد وقع به وبتلاوته وبفهم معانيه وبانحاء كثيرة غير ذلك. فلا غرابة ان ظهر كثير من الصحابة وقد اعتنوا بهذا العلم علم التفسير لحاجة الامة اليه لحاجة المؤمن في نفسه اليه ثم لحاجة الامة الى هذا العلم. فلا اعظم من ان يشرح للناس وان يفسر لهم وان يبين كلام الله جل وعلا اذ هو الحق الذي لا فيه وهو الحجة التي ليس بعدها حجة وهو القاطع الذي تقنع به النفوس وترضى به دليلا وبرهانا وحجة عند الاحتجاج وايراد البرهان والدليل وهذا الكتاب العظيم جعله الله جل وعلا كتابا بلسان عربي. بل لسان عربي مبين يعني بينا في نفسه ومبينا لما يحتاجه الناس من الاخبار ومن الاحكام والنبي عليه الصلاة والسلام قد بين للناس ما نزل اليهم بين للصحابة رضوان الله عليهم ما يحتاجونه من معاني كلام الله جل وعلا. اذ قد كلف بذلك عليه الصلاة والسلام بقوله جل وعلا وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم ولعلهم يتفكرون حاجة الصحابة رضوان الله عليهم لم تكن في فهم كلام الله جل وعلا كحاجة غيرهم. بل انهم انما احتاجوا بعض تفسير وذلك لعلمهم بمعاني كلام الله جل وعلا لانه نزل باللسان الذي به وباللغة التي ينطقون بها. فسر النبي عليه الصلاة والسلام ايات كثيرة من القرآن فيما نقل الينا لكن لم ينقل الينا ان النبي عليه الصلاة والسلام فسر اكثر القرآن بل انما كان تفسير عليه الصلاة والسلام بالقرآن فيما نقل الينا كان ليس بالكثير. قد ثبت ان النبي عليه الصلاة والسلام فسر القوة مثلا بالرمي في قوله تعالى واعدوا لهم ما استطعتم من قوة. فقال الا ان القوة الرمي الا ان القوة الرمي. الا ان القوة الرمي وفسر عليه الصلاة والسلام قوله جل وعلا غير المغضوب عليهم ولا الضالين ان المغضوب عليهم هم اليهود وان الضالين هم النصارى وكذلك فسر عليه الصلاة والسلام الزيادة في قوله تعالى للذين احسنوا الحسنى وزيادة بانها النظر الى وجه الله ولكن مع ثبوت كثير من التفسير عنه عليه الصلاة والسلام لكن لم يفسر للصحابة كل القرآن نعم بين لهم معاني القرآن وافهمهم معاني القرآن بحسب حاجاتهم وهكذا من بعد الصحابة من التابعين الصحابة نقلوا لهم التفسير الذي سمعوه عن النبي صلى الله عليه وسلم او الذي اوتوه من علمي بالقرآن بمعاني اي الذكر الحكيم. وكان نقلهم لذلك قليلا بالنسبة لما تكلم به المفسرون بعد ذلك من تفسير ايات القرآن وذلك لان القرآن كما ذكرت لك انفا نزل بلسان عربي مبين والناس اذا اعتنوا باللغة فهموا كثيرا من القرآن. وربما لم يعلموا بعض الاية وذلك لعدم عدم العلم ببعض اللغات او لاسباب اخرى تأتي في موضعها مفصلة ان شاء الله الله تعالى من ذلك مثلا ان عمر رضي الله عنه كان يتلو كثيرا سورة النحل على المنبر يوم الجمعة وذات مرة تلا السورة وتوقف عند قوله جل وعلا او يأخذهم على تخوف فان ربكم لرؤوف رحيم. فقال ما التخوف؟ كانه لم يظهر له ان التخوف من الخوف. ورامى رضي الله عنه معنى اخر ليكون اكثر دلالة على معنى المراد في الاية فقال رجل من هذيل في المسجد يا امير المؤمنين التخوف في لغتنا التنقص قال شاعرنا ابو كبير الغزلي تخوف الرحل منها يصف ناقة تخوف الرحل منها تامكا قردا كما تخوف عود النبعة السفن معنى تخوف اي تنقص فاذا يكون امير المؤمنين عمر رضي الله عنه في عدم علمه بتفسير هذه الاية على هذا الوجه من التفسير كان من جراء انه ان هذا اللفظ وهو التخوف كان على لغة هذيل فسأل عنه رضي الله عنه وهكذا في كثير من الايات لا يجزم بان الصحابة رضوان الله عليهم علموا معنى كل اية او عالم معنى كل كلمة في كل اية بل ربما لم يعلموا بعض ذلك علمهم بالاكثر لكن هذا باعتبار افرادهم. اما مجموع الصحابة رضوان الله عليهم فهم يعلمون معاني الله جل وعلا فلا يفوت معنى من معاني القرآن على مجموع الصحابة. بل العلم بكلام الله جل وعلا محفوظ في كلام الصحابة وما فسر به الصحابة القرآن انما هو بعض علومهم بالقرآن فقد ثبت عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال ما من اية في القرآن الا واعلم معناها واعلم متى انزلت واين انزلت وفيما انزلت كما رواه ابن جرير في مقدمة التفسير ورواه غيره انما فسر الصحابة القرآن بحسب الحاجة. اما بحاجة السؤال يأتي سائل ويقول ما معنى قول الله جل وعلا كذا وكذا وربما فسروه ابتداء في كلامهم في ما يعلمون به الناس. اشتهر من الصحابة رضوان الله عليهم في التفسير كثير ولكن اكثرهم تفسيرا اربعة وهم عبدالله بن عباس رضي الله عنه وعبد الله بن مسعود وابي بن كعب وعلي بن ابي طالب رضي الله عنهم اجمعين. هؤلاء الاربعة اكثر المنقول عن الصحابة في التفسير يدور عليهم. والخلفاء الراشدون نقل عنهم التفسير عن ابو بكر وعمر وعثمان نقل عنهم اشياء من التفسير كما روى احمد وغيره ان ابا بكر تلا قول الله جل وعلا في سورة المائدة يا ايها الذين امنوا عليكم انفسكم لا يضركم من ضل اذا اهتديتم وقال يا ايها الناس انكم تقرأون هذه الاية وتضعونها في غير موضعها. وقد وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الناس اذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه او شك الله ان يعمهم بعقاب من وقد نقل عن ابي بكر اشياء كثيرة في التفسير ونقل عنه انه احجم عن تفسير بعض الاية وكذلك عن عمر الله عنه لكن المشهورون بالتفسير من الصحابة هم الاربعة الذين ذكرت اسمائهم انفا. وتفاسير الصحابة هي التفاسير الاثرية التي يعلم بيقين انهم اصابوا فيها اذ لا يحرم الصحابة العلم ويؤتاه من بعدهم. فالعلم النافع العلم الذي هو علم صحيح لابد وان يكون عند الصحابة رضي الله عنهم. ولهذا كان اشرف التفسير واعظم التفسير وابلغ التفسير ما كان منقولا عن الصحابة رضوان الله عليهم. تفاسير الصحابة رضوان الله عليهم ميزت بمزايا كثيرة منها انهم كانوا يعلمون القرآن والمفسر يحتاج في مصادر تفسيره ان يعلم القرآن لان بعض الاية تكون مجملة في موضع وتكون مفصلة في موضع اخر و يعلمون سنة النبي صلى الله عليه وسلم والعلم بالسنة لا بد منه في فهم جل وعلا اذ السنة مبينة للقرآن مبينة لمجمله وربما مقيدة لمطلقه وربما مخصصة لعامه ونحو ذلك من العلوم النافعة التي لا بد للمفسر منها. فالصحابة رضوان الله عليهم تميزت تفاسيرهم بان يفسرون كثيرا القرآن بالقرآن وهذا التفسير قد يكون موضحا فيه من قبل الصحابي الذي فسر انه اعتمد على اية في تفسيره وقد لا يكون ذلك مذكورا وانما يعلم ذلك اهل العلم وكذلك فيما يفسرون فيما يفسرون من القرآن ويكون دليلهم سنة النبي صلى الله عليه وسلم لا ثمان الصحابة رضوان الله عليهم كانوا عالمين باحوال العرب واحوال الملل التي كانت وقت نزول القرآن ومن المعلوم ان من مصادر التفسير المهمة العلم بالاحوال التي نزل القرآن وكان العرب على تلك الاحوال معرفة احوال المشركين على وجه التفصيل احوال عباداتهم احوال احوالهم معرفة احوالهم الاجتماعية معرفة ما يتعبدون به معرفة احوال اليهود معرفة احوال النصارى ونحو ذلك معرفة احوال الطوائف لان القرآن فيه اية كثير فيها وصف لهؤلاء واذا لم يكن المفسر عالما بتلك الاحوال فسر القرآن على غير بصيرته لهذا كان من مصادر التفسير المهمة العلم بالاحوال التي كانت في زمن تنزيل القرآن كذلك من مميزات تفاسير الصحابة انهم اهل اللسان واهل اللغة والقرآن نزل بلسان عربي. ومعنى ذلك انه يفهم باللسان العربي. وفهم المهم للغة ليس محل احتجاج ولا محل استدلال لكن كانوا يعلمون ذلك من ثور كلام العربي ومن منظوم كلام العرب. ومر معنا ما استشهد به الرجل الهزلي في معنى قوله تعالى او يأخذهم على تخوف. روي ان عمر قال بعد ان سمع ذلك من من الهذل قال عليكم بديوان عليكم بديوان العرب فان به فهم كلام ربكم. ويعني بديوان العرب شعر العرب وقد روى الطبراني في المعجم الكبير وابن الانباري في اول كتابه الوقف والابتداء وجماعة اسئلة نافع بن الازرق المشهورة لابن عباس. فقد كان ابن عباس رضي الله عنه يكثر تفسيره القرآن وكان يفسر او يجيب على من من يسأل عن التفسير في فناء الكعبة فكان في في بناء الكعبة في ناحية من المسجد نافع بن الازرق وصاحب له فقال نافع وهو من الخوارج لصاحبه قم بنا نجترئ قم بنا الى هذا الذي على تفسير القرآن يعنون به ابن عباس وهذا من انواع جرأة الخوارج على اهل العلم من الصحابة رضوان الله عليهم. قال قم بنا نجترئ. قم بنا الى هذا الذي يجترئ على تفسير كلام الله جل وعلا نسأله وعن مصادقه من كلام العرب فقام فقال يا ابن عباس انا سائلوك عن اية من القرآن لتخبرنا بمعانيها وتبين لنا مصادق ما تقول من كلام العرب. فقال ابن عباس لنافع ولصاحبه سلا عما بدا لكم ما فقال نافع اخبرني عن قول الله جل وعلا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وابتغوا اليه الوسيلة ما الوسيلة؟ فقال ابن عباس الوسيلة الحاجة. فقال نافع وهل تعرف العرب ذلك؟ قال نعم الم تسمع الى قول عنترة ان الرجال لهم اليك وسيلة ان يأخذوك. تكحلي وتخظبي. قال فاخبرنا عن قول الله جل وعلا عن اليمين وعن عن الشمال عزين. ما العيزوون؟ فقال العزون الجماعات في تفرقة. فقال له وهل تعرف العرب ذلك؟ قال نعم اوما سمعتما قول الشاعر فجاؤوا يهرعون اليه حتى يكونوا حول منبره زنا. في اسئلة كثيرة معروفة يعني اعتنى بها علماء التفسير وان كان بعض المحققين من المفسرين وعلماء اللغة يكرهون على معاني القرآن بالسعر كما كره ذلك ابن فارس وغيره من العلماء لكن جرت سنة اهل التفسير على انهم يستشهدون بديوان العرب بكلام العرب لفهم ما كان غامضا من معاني القرآن وما ذكر عن الصحابة في الاستشهاد بالشعر كثير وان كان في اسانيده على طريقة المحدثين ما لا يقبل المقصود ان الصحابة رضوان الله عليهم كانوا على علم تام بلغة العرب بمنظومها ومنثورها. وهذا لا شك يجعلهم في الريادة في تفسير كلام الله جل وعلا. وما بعدهم عندهم من النقص في التفسير بقدر نقصهم في فهم اللغة الصحابة رضوان الله عليهم من مميزات تفاسيرهم انه يكثر فيها اختلاف التنوع وسيأتي في في بيان اصول التفسير ان الاختلاف في التفسير ينقسم الى قسمين اختلاف التنوع واختلاف التضاد بل الاختلاف عموما ينقسم الى هذين القسمين واختلاف التنوع كالاختلاف في الاسماء مثلا فانهم اختلفوا في تفسير الصراط في قوله تعالى اهدنا الصراط المستقيم. وقال بعض الاسلام قال بعضهم القرآن قال بعضهم الصراط محمد صلى الله عليه وسلم وكلها كالأفراد لمعنى عام واحد. هذا التفسير منهم وهذا الاختلاف اختلاف التنوع منهم. افاد المفسرين بعد ذلك كثيرا لانه يكون كالاشارات يستفيد منها المفسر للتعبير عن معنى الاية بما يناسب الحاجة حاجة لذلك لان القرآن نزل هاديا للناس. بعد ذلك بعد زمن الصحابة نشأت مدارس على اثر تفسير صحابة للقرآن فنشأ في مكة مدرسة للتفسير معلمها عبد الله ابن عباس رضي الله عنه الذي دعا له النبي صلى الله عليه وسلم بان يعلمه الله التأويل. فقال اللهم علمه التأويل. وفي لفظ اخر اللهم فقهه في الدين علمه الكتاب ونحو ذلك من الالفاظ التي فيها دعاء النبي عليه الصلاة والسلام لابن عباس اكثر من مرة يعني في اكثر من موضع وابن عباس تميزت مدرسته بي حلق التفسير وبحسن الكلام عليه. فمن تلامذته الذين نقلوا التفسير مجاهد بن جبر ابو الحجاج العالم المعروف فانه عرض القرآن على ابن عباس ثلاث مرات يوقفه عند كل اية يسأله عن معناها. ولهذا كان سفيان الثوري وغيره من ائمة الحديث يقولون اذا جاءك التفسير عن مجاهد عليك به او فحسبك وذلك لانه اخذه عن ابن عباس. كذلك نقل التفسير عن ابن عباس اصحابه في مكة سعيد ابن وكعكرمة وكطاووس وجماعة فنشأت مدرسة في التفسير في مكة ثم بعد ثم توسعت هذه المدرسة في تبع التابعين وهكذا كذلك في الكوفة في بلد البلد التي سكنها عبد الله ابن مسعود اثر بعث عمر له للناس هناك يعلمهم ويفقههم نشأت مدرسة لعبدالله ابن مسعود في التفسير. وعبدالله ابن مسعود رضي الله عنه ممن هم في الذروة في الصحابة في فهم كلام الله جل وعلا وكثيرا ما يفسر القرآن بما يعلمه من اسباب النزول فانه ممن اسلم قديما وكان يقرأ القرآن احسن قراءة وقد قال في ذلك النبي عليه الصلاة والسلام من سره ان يقرأ القرآن غضا طريا كما انزل فليقرأه على قراءة ابن ام عبد. يعني عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه. نشأ عنه نشأ في في الكوفة اصحاب لابن مسعود نقلوا عنه التفسير وهكذا وكذلك في المدينة نشأ اصحاب لابي ابن كعب وكذلك ما نقل من عن ابن عن علي رضي الله عنه وهكذا حتى كثر التفسير. فاحتاج الناس بعد ذلك لما ظهر التدوين الى ان يدونوا تفاسير السلف. وهذه الكتب التي دونت تفاسير السلف تسمى كتب التفسير بالمأثور ليس فيها رأي لاصحابها كتفسير عبد الرزاق ابن همام صنعان وقد طبع مؤخرا وكتفسير الامام احمد بن حنبل رحمه الله تعالى وكتفسير ابن مردوية وتفسير ابن المنذر تفسير عبد ابن حميد اتى بعد ذلك بتفسير ابن ابي حاتم اتى بعد ذلك بن جرير فجمع كثيرا من تلك التفاسير المنقولة عن السلف في كتابه المشهور في التفسير وهذه التفاسير المنقولة عن السلف في كتب التفسير بالمأثور هي عمدة الذين يفسرون القرآن بالمأثور عن الصحابة رضوان الله عليهم. لكن الصحابة رضوان الله عليهم ربما اجتهدوا في التفسير. بل كثيرا ما اجتهدوا في التفسير فليس كل ما فسروا به القرآن قد سمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم او اخذوا تفسيره من القرآن في اية اخرى. بل انهم اجتهدوا فيه وهذا كما يقول شيخ الاسلام وغيره يقول العلم اما نقل عن معصوم واما قول له دليل معلوم اما نقل مصدق او قول محقق بالبرهان. والصحابة رضوان الله عليهم فيما اجتهدوا فيه بالتفسير لم يفسروا القرآن بالرأي المجرد المذموم الذي جاءت الادلة بذمه وانما فسروا القرآن بما عندهم من الات الاجتهاد والاستنباط. ولهذا اهل العلم بعد ذلك ربما فسروا القرآن بالاجتهاد استنباط لان الصحابة رضوان الله عليهم فسروا القرآن بالاجتهاد والاستنباط. فظهرت هناك تفاسير اجتهد فيها اصحابها ان يفسروا القرآن اما على وفق اللغة ككتاب مجاز القرآن. ويعني بالمجاز معاني القرآن ابي عبيدة معمر بن المثنى الامام اللغوي المعروف وككتاب الفراء معاني القرآن ونحو ذلك. فنشأ مع مدرسة التفسير بالمأثور مدرسة في التفسير هي تفسير بالاجتهاد وبالاستنباط. اما من جهة النظر في اللغة واما من جهة النظر في النحو واما من جهة النظر في اسباب النزول ونحو ذلك. واولئك الذين فسروا في الرأي يعني بالاجتهاد بالاستنباط منهم المصيب ومنهم المخطئ. ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى جمع من قبله في كتابه الذي يعد اعظم كتب التفسير المؤلفة التي وصلت الينا فانه جمع فيها ما نقل بالتفسير عن الصحابة بالاسانيد المشهورة عند المفسرين المرضية عند المفسرين واخلى تفسيره من رواية المتهمين بالكذب كما يقوله كثير من اهل العلم وساق اسانيد ساق اقوال السلف اقوال اهل الاثر بالاسانيد المشهورة التي يتناقلها يتناقلها العلماء عنهم. وذكر ايضا ما نقله اولئك عن الائمة او عن العلماء الذين فسروا القرآن بالاستنباط وبالاجتهاد. فترى في تفسير ابن جرير رحمه الله تعالى ان انه يورد التفاسير بالمأثور ويورد التفسير بالاجتهاد بل انه يذكر احيانا تصويبا لقول من الاقوال مع انه تسنده قراءة متواترة ويخطئ الاخرى وذلك مصير منه الى ان التفسير بالاجتهاد والاستنباط لا بأس به اذا كان عند المفسر بالاستنباط والاجتهاد ملكة واكتملت فيه شروط الاجتهاد في التفسير فان في التفسير شروطا قد بينها العلماء تأتي في موضعها في مقدمة اصول التفسير ان شاء الله تعالى. فتفسير بن جرير ادوا الكتاب العظيم في التفسير. ترى فيه البحث في القراءات. ترى فيه البحث في اللسان واللغة. ترى فيه الاحتجاج بابيات العرب على المعاني ترى فيه المباحث النحوية المختلفة والاحتجاج لاحد الاقوال بقول طائفة من النحات ونحو ذلك. فالامام ابن جرير خلط هذه العلوم في تفسير ترى فيه البحوث الفقهية عند بعض الايات يعني ان كتاب ابن جرير رحمه الله تعالى يعد كتابا جامعا لعلوم التفسير ففيه التفسير الفقهي وفيه التفسير النحوي وفيه التفسير اللغوي وفيه وان كان على قلة التفسير البلاغي وفيه التفسير الاجمالي وفيه التفسير التفصيلي وفيه التفسير بالاثر وهو غالب عليه وهكذا في انواع من التفسير الناس بعد ذلك في التفسير اخذوا علوم بن جرير ونثروها في مصنفات في التفسير. فمنهم من اخذ التفاسير الفقهية واحكام القرآن فافردها فصارت هناك مدرسة لتفسير القرآن خصوص الاحكام وهي التي يسمي اصحابها كتاب كتبهم احكام القرآن. فاعتنى الشافعية مثلا تفسير لهم يعتني باحكام القرآن اما على طريقتهم في الفقه واما على ما اجتهد فيه مؤلفوا ذلك التفسير كتفسير احكام القرآن لالكي الهراس. وكذلك المالكية وكذلك الحنفية. فسر ابن عطية القرآن واورد فيه احكاما كثيرة وابن العرب المالكي في كتاب احكام القرآن والقرطبي المالكي في كتاب احكام القرآن وكذلك الحنفية في كتاب احكام القرآن للجصاص وغيره من الكتب وكذلك الحنابلة وهكذا في مدرسة فقهية اعتنى اصحابها ببعض علوم القرآن ببعض تفسير القرآن وهو ما يستنبط من اي القرآن من احكام فقهية. هناك مدرسة اخرى اعتنت بالقراءات وتفسير القرآن بالقراءات ولها مصنفات. هناك مدرسة اعتنى اصحابها في التفسير بتفسير القرآن على وفق اللغة اما من جهة المفردات واما كغريب القرآن وهي كثيرة واما من جهة الاستيقاظ واما من جهة البلاغة ككتاب الزمخشري ونحوه في تفاسير مختلفة و من ذلك تفاسير اعتنى فيها اصحابها بتفسير القرآن على وجه النحو ومنها تفاسير عقدية اعتنى فيها اصحابها بان يفسروا القرآن على ما تقتضيه عقيدة ذلك المفسر. وقد دخل اهل البدع واهل الضلالات والفرق الضالة في نشر عقائد وبدعهم وضلالاتهم عن طريق تفسير القرآن. لان تفسير القرآن يقبل يقبل عليه العامي. ويقبل عليه المتعلم يأخذون هذا العلم فادخلوا عقائدهم وبدعهم عن طريق تفسير القرآن فكثرت التفاسير التي فيها العقائد المذمومة والبدع المرضية في انواع من التفاسير كتفسير الماوردي وتفسير الكشاف زعما خساري ونحوها من التفاسير وكتفسير الرازي ابي السعود ونحوها من التفاسير التي ملئت بعقائد اصحابها اما المعتزلة واما الاشاعرة واما الماتريدية كتفسير النسفي ونحو ذلك من انواع التفاسير واهل السنة ايضا اعتنوا بتفاسير القرآن فهم في تفسير القرآن بين غيرهم في البدن في حسنها وظهورها فانهم فسروا القرآن على وفق تفاسير السلف واجتهدوا تنبط من اي القرآن ما لم يأثر فيه علما عن السلف لكن كانت على وفق العلم النافع فان اقوالهم في ذلك اقوال محققة منقولة عن السلف او اقوال مدعومة بالادلة هذا كتفسير البغوي رحمه الله تعالى تفسير ابن كثير و التفاسير المنقولة عن شيخ الاسلام ابن تيمية وعن ابن القيم ونحوهم من اهل العلم في هذا العصر فسر عدد من اهل العلم تفاسير حسنة من جنس تفاسير مدرسة الاثر او التفاسير السلفية كتفسير كتير الشيخ عبدالرحمن بن سعدي ونحوه. المقصود من هذا ان التفاسير كثرت جدا في مدارس مختلفة. فما الذي يجب على طالب العلم بالتفسير؟ هل يأخذ كل هذه التفاسير؟ بعضها مختصر بعضها مطول بعضها تفاسير موسوعية مثل تفسير الفخر الرازي يذكر فيه كل شيء. ومثل تفسير الالوس يروح المعاني. التفاسير كثيرة مختلفة. ايها يعتني به طالب العلم لا شك ان العلم بالتفسير امر مهم. والتفاسير ما بين مختصرة ومطولة الذي ينبغي على طالب العلم بالتفسير ان يعتني اولا بمعاني المفردات ان يعلم المعنى للمفردة يعني في اية لا يعلم معنى كلمة منها يذهب يبحث عن معنى هذه الكلمة. في التفاسير المختصرة ومن التفاسير المختصرة التي تعتني ببيان بعض الكلمات تفسير الجلالين الجلال المحلي والجلال السيوطي على بدع في تفسيرهما لكن العلماء في هذه البلاد قد اقرأ هذا التفسير للطلاب في مرحلة المعاهد كما هو معلوم. وذلك لان البدع التي فيه معلومة وهي قليلة بالنسبة للانتفاع الكثير الذي فيه. واذا رام التفصيل اكثر له ان يستزيد يذهب الى تفسير ابن كثير الى تفسير ابن جرير الى تفاسير اهل اللغة وهكذا. ثم يعتني بعدما معرفته بالمفردات بقراءة كتب التفسير المختصرة كما ذكرت لك من تفسير الجلالين مثلا او اذا كان عنده صبر في تفسير ابن كثير رحمه الله تعالى. او اذا رام المزيد في تفسير ابن جرير وهكذا فاذا العلم بالتفسير لابد ان يكون على وفق التدرج لانك اذا قرأت كتبا مطولة في التفسير ربما استحضرت بعض المعاني ولم تستحضر البعض. ومن المعلوم ان العناية بعلم التفسير في هذا الوقت بل وفي طلاب العلم عندنا قليلة ولهذا مما ينبغي ان يحفظ هذا العلم وان يعتنى به لان فهم معاني كلام الله جل وعلا اعز ما يكون وان في فهم القرآن وفي فهم تفسير القرآن ان فيه من العلم ما لا يوصف ولا يحصر يعرفه من اقبل عليه اذا يكون طالب العلم في قراءته في التفسير يبدأ بالمختصر ثم يتدرج. اما عن طريقتنا في التفسير ان شاء الله تعالى التي فنفسر بها القرآن تم طريقتان طريقة مختصرة وطريقة مطولة. اما الطريقة المختصرة فهي ان يؤخذ كتاب من كتب التفسير المختصرة ويقرأ ثم يقرر عليه يعني يشرح ما غمض منه يبين ما فيه توضح معنى الاية ان كان ثم مزيد على ما ذكره المفسر وهناك طريقة اخرى مطولة احسبها انا انفع للمتعلمين لانها وان كانت مطولة والتفسير الذي يقطع معها قليل لكنها تضع اصولا لطالب العلم بالتفسير يمكنه معها اذا فهمها ان يقيس عليها وانت يطلب علم التفسير على منوالها وهي ان يؤخذ في فهم الاية بالمعنى العام اولا المعنى الاجمالي الذي يحتاجه طالب العلم في فهم في فهم المعنى العام للاية وهو الذي تعنى به بعض التفاسير الذي يسمى تفسير الاجمالي للاية ثم بعد ذلك تالت تفسير التفصيلي للاية في فهم معانيها ومفرداتها وما فيها من البلاغة وتركيباتها لان في هذا من العلم باعجاز القرآن والعلم بانواع من العلوم المهمة العلم بالسنة العلم بالقرآن العقيدة في التوحيد العلم باللغة بالاشتقاق بالبلاغة بالنحو ونحو ذلك من العلوم المهمة التي ربما لن يهتم بها طالب العلم الا اذا سمعها من جهة التفسير لهذا نقول التفسير بمن رام تفسير القرآن ينبغي ان يكون مستحضرا فيه ان القرآن نزل هاديا للناس والله جل وعلا جعل القرآن نورا والقرآن شفاء لما في الصدور وهدى للناس وبينات فهو مبين وهو هاد وهو نور وعلى هذا ينبغي ان يكون المفسر في تفسيره للقرآن ينظر الى ان المقصود منه ان يهدي الناس للتي هي اقوم ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم. وحال الناس في كل زمن مختلفة فكل زمن الناس فيه بحاجة الى هداية القرآن والقرآن يهدي التي هي اقوم والمفسر الذي فسروا القرآن اول ما يجب عليه ان ينظر الى ان القرآن كتاب هداية. فيفسر القرآن ليهتدي به الناس. فاذا كان الناس في بمرض في نفوسهم في قلة تعبد مثلا كان تفسيره منظورا فيه الى هذه الجهة اذا كان الناس في ضعف من الاهتمام في العقيدة والتوحيد وعدم معرفة بمواقع الادلة في ذلك فانه يعتنى بتفسير القرآن ببيان حق الله جل وعلا وتوحيده وما كان عليه اهل الشرك من العبادات الباطلة وهذا لا شك انه في هذا الزمان احوج ما نكون اليه. كذلك اذا كان الناس في امور في مجتمعهم او في انفسهم من منكرات فاسية ومن ضلالات كاسية او تخشى في الناس فيعتني المفسر بي بيان مواقع الحجج على ابطال ذلك واصلاح الناس واصلاح المجتمع عن طريق تفسير القرآن. لان القرآن نزل هاديا للناس وهو يهدي للتي هي اقوم ولا شك ان العناية بالتفسير غرض كل متعلم وما احسن ندم شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في اخر عمره على انه لم يشتغل طول عمره بتفسير القرآن للناس نعم فسر القرآن في مواضع كثيرة وما نقل عنه من تفسير القرآن هو كالشمس ضياء في وضوحه و برهانه ودلالاته لكن هو ندم على انه لم يهدي الناس عن طريق تفسير القرآن. وقد ذكر من جمله كابن عبدالهادي وغيره انه مكث سنة كاملة يفسر سورة نوح وهي سورة قصيرة يفسر سورة نوح مكث سنة كاملة يفسرها يوم الجمعة في مجلس له في التفسير. وهذا لا يكون الا على وجه التفسير المطول. ليس التفسير الذي فيه بيان معاني الكلمات وحسب بل التفسير المطول الذي يعرض فيه المفسر لما يحتاجه الناس من العلم بالتفسير وهذا ولا شك هو امثل الطرق لان المقصود هداية الناس بالتفسير واما اسماع الناس التفسير فان القرآن طويل وتفسيره يأخذ اعمارا خاصة اذا لاحظنا انه في مثل هذا الزمان لا لا يصبر الناس على دروس يومية في التفسير وانما اذا صبروا صبروا على درس واحد في الاسبوع او اثنين في الاسبوع وهذا لا يمكن معه ان يفسر القرآن كاملا الا ان يقرأ كتاب مختصر في التفسير ويعلق عليه تعليقات يسيرة فانه ربما كتم في بضع سنين هذا العلم بالتفسير الذي كان عند شيخ الاسلام رحمه الله وورثه لاصحابه رحمهم الله تعالى على هذه الطريقة هذا يحتاجه الناس ولا شك فالقرآن هو الشفاء وهو الهداية. من رام الهدى في غيره اظله الله. ولكن الشأن في فهم معاني القرآن. وهل كل يفسر هذا له مدرسة كبيرة وهي مدرسة تفسير القرآن في الرأي ويعنى بالرأي في هذا الموضع عند اهل التفسير الاستنباط والاجتهاد فمعنى تفسير القرآن بالرأي معناه تفسيره بالاستنباط والاجتهاد. والرأي رأيان رأي ممدوح ورأي مذموم اما الرأي الممدوح فهو تفسير القرآن بالاستنباط وبالاجتهاد على وفق الاصول المعتبرة في استنباط والاجتهاد قد فسر الصحابة كما ذكرت لكم بالاستنباط وهناك شروط لمن يفسر القرآن بالاستنباط والاجتهاد وهذه الشروط جماع اولا ان يكون عالما بالقرآن حافظا له يعني مستظهرا له لاياته عالما مواقع حججه مستحضرا لكثير من القراءات المختلفة فيه. لان القراءات المختلفة تفسير لبعض القرآن كما في قراءة مثلا في قوله تعالى ويسألونك عن المحيض قل هو الاذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فاذا تطهرنا فانه في القراءة الاخرى ولا تقربوهن حتى ليطهرنا فاذا تطهرنا فاتوهن من حيث امركم الله. فهذه تفسير لقوله حتى يطهرن حتى يتطهرن قراءة اخرى تفسير لقوله يطهرن. فاذا العلم بالقرآن بحفظه واستظهاره ومعرفة مواقع حججه. هذا شرط اول في من يريد ان يفسر القرآن بالاستنباط والاجتهاد. ايضا ان يكون عالما بالسنة اما بالقوة القريبة يعني بالبحث او بالملكة يعني يكون حافظا للسنة ونحو ذلك او بالبحث. يكون عالما كيف يعلم ما بينت السنة من القرآن وكيف يثبت ذلك؟ يعني ان يكون عارفا بطريقة اثبات السنن وهو المعروف عند اهل العلم علم مصطلح الحديث وعلم الرجال. فلابد لمفسر ان يكون المفسر بالاستنباط والاجتهاد ان يكون عالما بي السنة بالبحث بالحفظ او بالبحث وعالما طريقة اثبات السنن عن طريق علم مصطلح الحديث والجرح والتعديل وقواعد ذلك. كذلك من الشروط ان يكون عالما بلغة العرب. يعني عنده معرفة بلغة العرب في مفرداتها وفي نحوها وفي علم المعاني بخصوصه من علم البلاغة ونحو ذلك من علوم اللسان العربي الشريف. وهذه لابد منها للمفسر لان من فسر القرآن بالاستنباط والاجتهاد وهو باللغة فان تفسيره من قبل الرأي مذموم الذي ورد فيه النهي. كذلك يحتاج المفسر ان تكون عالما باصول الفقه. لان اصول الفقه هي اصول الاستنباط. واصول الاستنباط يحتاجها المفسر كثيرا كثير من مواقع الاجتهاد والاستنباط انما تكون عن طريق اصول الفقه. ارأيت مثلا مجيء الخاص بعد العام او مجيء يعني بعد المجمل او مجيء المقيد بعد المطلق او مجيء النص او مجيء الظاهر او الحقيقة او نحو ذلك التي كلها من مباحث اصول الفقه. فمن لم يكن ضابطا لاصول الفقه فانه لا يحسن له بل يذم اذا تعاطى التفسير بالاجتهاد في علوم اخر ذكرها اهل العلم ثم ختامها واسطة عقدها ان يكون عالما بكلام اهل السنة في توحيد الله جل وعلا عالما اعتقاد الحق الذي دلت عليه النصوص من الكتاب والسنة واجمع عليه سلف الامة. لان هذا الاعتقاد الذي هو حق لا مرية فيه لابد ان يفسر القرآن على وفقه. فمن كان جاهلا بذلك جهلا بسيطا فانه اذا فسر القرآن في ايات الاعتقاد والقرآن كما هو معلوم توحيد كله فانه يضل وربما يضل و من كان عنده الجهل المركب في هذه في هذا الباب وفي هذا العلم الذي هو العلم بالتوحيد علم الاعتقاد بان كان يعتقد خلاف الحق من اصحاب الاقوال الزائغة الاقوال المبتدعة فان هذا يحرم عليه ان يفسر القرآن على وفق ارائه المبتدعة الضالة التي ما كانت على وفق نصوص الكتاب والسنة وانما كانت على وفق تقديم العقل على النقل كما هي اصول اهل البدع اجمعين هذه العلوم لابد فيها لابد منها لمن يستنبط معاني القرآن الرأي الثاني الرأي المذموم وهو قسمان ان يفسر القرآن برأي عن جهالة وان او ان يفسر القرآن برأي باطل اما باعتقاد الله او نحلة له ونحو ذلك كتفاسير اهل البدع وتفاسير اهل البدع للقرآن هي كلها من قبيل الرأي المذموم الذي جاءت فيه عدة احاديث تنهى عنه وتتوعد من فسر القرآن برأيه بأن يتبوأ مقعده من النار هذه خلاصة ومقدمة لما سنتعاطاه في هذه الدروس من التفسير و في مقدمة التفسير او في اصول التفسير سنقرأ ان شاء الله تعالى مقدمة شيخ الاسلام في اصول التفسير مع بيان ما اشتملت عليه من العلوم النافعة متصلة بتفسير القرآن واما في التفسير نفسه فسنبتدئ ان شاء الله تعالى بتفسير سورة الفاتحة فاذا اتممناها اما ان تختاروا كتابا في التفسير واما ان تختاروا تفسيرا للقرآن على من والي ما ستسمعون ان شاء الله تعالى من تفسير سورة الفاتحة ونرجئ الاختيار الى الدرس القادم ان شاء الله تعالى. اسأل الله جل وعلا ان ينفعني واياكم بالقرآن ان يرفعنا به وان يجعله حجة لنا وان يجعله مظللا لنا يوم القيامة واسأل جل وعلا ان يوفقني واياكم للسداد في القول في تفسير القرآن وفي فهمه انه اكرم مسؤول اللهم انا نسألك بصيرة في قلوبنا وبصيرة في اقوالنا وبصيرة في اعمالنا لا تكلنا لانفسنا طرفة عين فانه لا حول لنا ولا قوة الا بك. وصلى الله وسلم على نبينا محمد اه سؤالان الاولان يسألان عن تفسير في ظلال القرآن لسيد قطب وهذا يقول كما تلاحظ الحضور فيهم مبتدئين فيهم مبتدئون في الطلب ولو استخدمنا طريقة التفسير المطولة فستكون عليهم احسن ان تكون شاقة على السائل ايضا وسوف تطول مدة التفسير جدا خصوصا ان الدرس مدته قصيرة ويوم واحد. على كل حال ان اخذنا بالطريقة المطولة فلنا فيها سلف فسر شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى سورة نوح في سنة نحن لو فسرنا مثل سورة نوح في شهر ما اظن تكون مطولة اما الطريقة المختصرة بينها وبين الطريقة المطولة اتركها لكم بعد اسماعكم ان شاء الله تعالى تفسير سورة الفاتحة يقول لو غير وقت الدرس الى مغرب السبت او مغرب الاثنين لان مغرب الاحد يوافق درس سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز حفظه الله تعالى ونحن محتاجون مثل هذا الدرس في التفسير. الواقع ان تغيير هذا اليوم بالنسبة لي لا يمكن. لان كل يوم بعد المغرب عندي درس في الجهة اللي نسكن فيها وقد تباحثنا في هذا الامر مع الاخ الشيخ فهد حفظه الله ورؤي انه ولا انسب من هذا اليوم ولا شك انه مما يحز في النفس بل يعظم على النفس ان يكون فينا الشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله وان يقبل الشباب وطلاب العلم على مثل هذا الدرس او على امثاله. فان العلم انما يؤخذ عن هذه سنة العلم لكن لما كثر طلبة العلم وكثر الشباب واحتاجوا الى دروس مختلفة ارتكب شيء من المفسدة في ذلك والا فان الاصل ان الدرس والطلب العلمي يكون عند الاكابر عند اكابر العلماء لانهم هم الحقيقون بالعلم الذين يفهمون العلم ويفهمون ادلته ويبينونه على وفق ما علموه او وفق ما اجتهدوا فيه وهم اهل لذلك كله لكن لا يمكن اما ان نترك هذا الدرس ولو كان الحضور جميعا او الاغلب فيهم انهم سيحضرون درس الشيخ عبد العزيز حفظه الله لما عقد هذا الدرس اصلا. لكن رؤي ان كثيرين من الشباب لا يحضرون الدرس اصلا فمجيء هذا الدرس في وقت درس الشيخ ما نتج من البحث مع الامام وفقه الله وجد انه لا بأس به والا فان في النفس حسرة من ذلك لكن الشكوى على الله جل وعلا. ما اسم كتاب شيخ الاسلام في اصول تفسير اسمه مقدمة في اصول التفسير. مقدمة في اصول التفسير هي التي سنبدأ بها ان شاء الله تعالى من الدرس القادم ما رأيكم في الكتب التالية التحرير والتنوير في ظلال القرآن ايسر التفاسير؟ السؤال عن التفاسير ربما يطول فلعله يكون اسئلة عن علم اخص من السؤال عن التفاسير. لاني ذكرت لكم مدارس التفسير المختلفة هذا سؤال مهم يقول ذكرت ان من مدارس تفسير اهل السنة تفسير الامام البغوي فما تعليلكم لاضطرابه في بعض ايات الصفات هو لم يضطرب ربما نقل تفسيرا ظاهره التأويل لكن يحمل على انه تفسير باللازم. وهذا ربما وقع في تفسير ابن كثير وفي تفسير في تفسير بعض اهل السنة. فانهم يذكرون المعنى المراد الذي يلزم من المعنى الاصلي مثلا في قوله تعالى ثم استوى الى السماء وهي دخان. والاستوى بمعنى قصد معلوم ان الاستواء في اللغة وفي تفاسير السلف لا يكون بمعنى القصد لكن هنا فسروا استوى بمعنى قصد لانه عدي بالا والتعدية بالى افادت ان استوى مظمنة معنى فعل اخر يناسب التعدية بالايلاء الى مستوى معناها في اللغة وفي تفاسير السلف على استوى الى السماع يعني على على السماع فلم فسرت بالقصد هنا فان هذا التفسير لا يعد تأويلا لانه تفسير باللازم. لان المعنى الاصلي معروف وانما هذا المعنى الثاني يعني لان الكلمة استوى مثلا مضمنة مع المعنى الاصلي معنى قصد فهم لم يذكروا المعنى الاصلي لظهوره وانما ذكروا المعنى الثاني لانه هو الذي يحتاج اليه يحتاج اليه لان التعدية بحرف الى مثلا في هذا الموضع يدل على ان المحتاج اليه لما عديت بالايلاء. وهذا يسمى تفسير باللازم. والتفسير هذا لا في المعنى الاول ولا يعد تأويلا وانما هو تفسير بلازم الاثبات فاذا يكون تفسير ثم استوى الى السماء بقصد هذا تفسير باللازم والفرق بين التفسير باللازم والتفسير بالمطابقة هذا سيأتي ان شاء الله مفصلا في قاعدة شيخ الاسلام او في المقدمة وهو ان اللفظ له دلالات دلالة بالمطابقة ودلالة بالتظمن و دلالة دلالة التزام هذا اللازم هو خارج عن اللفظ عن مطابقته وعن ما تظمنه لكن قد يكون مظمنا اذا كان معدا بفعله ان معدا بحرف يناسب الفعل الذي ضمن فيه مثل استوى الى استوى اذا كانت بمعنى علا فانها تكون معدات بعلى يعني على التي هي حرف جر كما قال جل وعلا الرحمن على العرش استوى يعني استوى على العرش ثم استوى على العرش الرحمن استوى تعدى بعلى فاذا استويت انت ومن معك على الفلك هذا بمعنى العلو فاذا اريد ان يكون مع العلو معنى اخر ظمن اللفظ الاول معنى فعل اخر دل عليه بتعديته بحرف جر يناسب المعنى الذي ليس في مطابقة اللفظ. مثل هنا استوى الى ما عدا بحرف الجر الى علمنا انه ضمن معنى قصد. وهذا التفسير فيه اثبات للمعنى الاول فيكون المعنى على على السماء قاصدا الى السماء فليس فيه نفي للمعنى الاول فيكون تأويلا او تحريفا للكلم عن مواضعه وانما فيه اثبات المعنى الاول واثبات معنى ثان دل عليه المقام. وهذا له نظائر التظمين له نظائر مثلا في قوله جل وعلا في سورة الحج ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب اليم قال ومن يرد فيه بالحاد. معلوم ان كلمة اراد تتعدى بنفسها يقال اراد كذا اراد الخير اراد الشر فمن يرد الله ان يهديه يعني فمن يرد الله هدايته تتعدى بنفسها هنا عد اراد بحرف جر. الذي هو الباء. ومن يرد فيه بالحاده. لو كانت اراد بمعنى اراد المعروف لكان التعدية بدون الباء. ومن يرد فيه الحادا بظلمه. لكن لما عداه بالباء دلنا على ان اراد مع معناها الاصلي ظمنت معنى فعل اخر يناسب هذا الحرف الذي عدي به والذي يناسب الباء هو الهم لانه يقال هم بكذا ولهذا كثيرون من اهل التفسير يقولون ان معنى قوله ومن يرد فيه بالحاد يعني من هم فيه بالحاد وهذا من خصائص مكة كما قرره ابن القيم مفصلا في اول الهدي النبوي يعني اول زاد الميعاد. وهذا له نظائر. فاذا ليس كل ما يكون ظاهره في تفسير البغوي او في غيره يكون ظاهره ليس تفسيرا للصفة بما هو معناها مطابقة انه يكون تأويلا ومخالفة لمنهج السلف لا احيانا يكون تفسيرا باللازم وهذا من العلم المهم ان يعرف ويأتي ان شاء الله التنبيه عليه في مواضعه في ثلاثة اسئلة عن كتاب في ظلال القرآن وسؤال عن كتاب التحرير والتنوير وسؤال عن ايسر التفاسير اما كتاب التحرير والتنوير فهو كتاب اعتنى فيه صاحبه بالبلاغة ومؤلفه وابن عاشور احد علماء تونس المشهورين في اللغة الحفاظ وله مؤلفات في البلاغ واعتنى منها موجز في البلاغة نفيس جدا له مطبوع في تونس قديما طبق قواعد البلاغة في تفسير القرآن لكنه ما فرق في البلاغة بين البلاغة العربية السلفية وبين البلاغة المعتزلية الخلفية فان البلاغة قسمان منها بلاغة يعني النظر في علوم اللغة في علوم اللغة في القرآن على وفق ما وضع من قواعد البلاغة ويكون هذا صحيحا وهذا اذا كان على وفق علوم العرب وما قرره علماء السلف ما قرر في العقائد فهذا لا شك من العلم النافع الغزير ومنها اشياء مما احدثه الناس بعد ذلك ولا يحتاج اليها اصلا. فهو خلط هذا يعني طبق قواعد البلاغة البلاغة وتفصيلات البلاغة في القرآن وهو كتاب نافع للمتخصصين. اما طالب العلم المبتدأ فلا يذهب اليه ولا يطلع عليه لان فيه كثيرا من التأويلات والتحريفات التي في جنسه من كتب من لم يستق من عين عقيدة السلف الله تعالى وكتاب ايسر التفاسير ومن اهل الجزائري هو كتاب مختصر وعليه بعض الملاحظات لكن في الجملة لا بأس به الجملة لا بأس به. وعليه بعض الملاحظات لاحظ عليه العلماء ما يحتاج الممثل بامثلة. موجودة الملاحظات وفي الجملة كتاب نافع سليم من البدع لكن ربما نقل اشياء او ظن اشياء من الحق وهي من اقوال اهل البدع او من اقوال اهل العصر في المحدثات وتثبيت بعض ما في القرآن من اخبار ما في العصر من مستجدات ووسائل ونحو ذلك. اما كتاب في ظلال القرآن فهو كتاب دعوي لا يصح ان ينسب الى كتب التفاسير وانما هو كما ذكر صاحبه في مقدمة كتابه انه مشاعر له وتدبر في الايات ليس من كتب التفاسير لانه لم يفسر الاية على وفق تفاسير الذين اعتنوا بالتفسير وان كان يسمى تفسيرا في هذا العصر لانه كثرت كتب التفاسير التي على منواله. هو كتاب رام صاحبه فيه ان يضع قواعد ومرجعا للدعاة ولمن يتأثرون بطريقته على القرآن الكريم. وكتابه في مواضع احسن العبارة جدا مما يستفاد منه. وفي مواضع اخرى اساء العبارة بما فيه من تأويلات وما فيه من متابعة للمعتزلة او متابعة للاشاعرة وهو ليس عنده امر واضح بل ربما انتقد السلف في اهتمامهم ببعض مسائل الاعتقاد كما ذكر في اول سورة الانفال عند قوله زادتهم ايمانا فانه ظن ان مبحث او ذكر ان مبحث زيادة الايمان ونقصانه انه من مباحث علم الكلام وهذا في امثاله من المؤاخذات الكبيرة عليه ولهذا هذا في مسائل الصفات وهناك في مسائل اخرى كمسائل التكفير فان عند مؤلفه وهو سيد قطب ابراهيم رحمه الله تعالى عنده كثير من الغلو في هذه المسائل في سورة الانعام مثلا عند قوله تعالى وان اطعتموهم انكم لمشركون تكلم بكلام على ان مجرد طاعة الكفار يكون شركا. ولهذا من تلمذ لكتابه هذا واقتصر عليه وربما خرج بافكار من نحو هذه. وفي امثال ذلك من مثل كلامه على ان النساء اللاتي يتابعن ما تخرجه على حد قوله ما تخرجه الهة الازياء في فرنسا يقول لم يعلم النساء اولئك يعني به مصممي الازياء في فرنسا في الكتالوجات هذه المعروفة يقول لم يعلم اولئك النساء انهن اتخذن اولئك المصممين الهة لانهن اطعن اولئك المصممين في تحريم الحلال وفي تحليل الحرام. فلبسنا ما حرم الله طاعة لاولئك فاطاعنا النساء اطانا الهة الازياء. وسمى اولئك الهة وهذا لا شك انه من الغلو ونحو ذلك فالكتاب فيه مواضع مفيدة وفيه مواضع كثيرة جدا فيها انواع من الانحراف عن جادة معتقد السلف ولهذا الذي ليس عنده علم بالتفسير لا يحسن به ان يقرأ مثل هذا الكتاب والذي ليس حصنة في عقيدته لا يحسن به ان يقرأ مثل هذا الكتاب الا ان اختار له احد من اهل العلم ان يقرأ موضعا معينا فيه احسن فيه واجاد هذا فربما كان سائغا ولكن في كتب ائمة السلف وفي التفاسير النافعة ما عنه وفي كلام علمائنا واهل الحق الذين بينوا ما يجب بيانه من معاني كلام الله جل وعلا او من مسائل الدعوة او نحو ذلك فيه كفاية عن مثل هذا التفسير. فالمقصود من هذا ان الواجب ان يعتني طالب العلم بالتفسير مصير السلف لانه يريد ان يعلم علما نافعا واضحا لا اشكال فيه لمعاني كلام الله جل وعلا. فكيف يعرض نفسه للهلكة باقباله على كتب مختلفة ربما لم يحسن استخراج ما خالف فيها اصحابها منهج الصالح رضوان الله عليهم. ولهذا في هذه البلاد كان العلماء من قديم يمنعون التفاسير الضالة. مثل تفسير الفخر الرازي مثلا ومثل تفاسير الاشاعرة ونحوها كانت تمنع من نحو عشرين ثلاثين سنة لا من ثلاثين يعني بين من عشرين سنة فاكثر او نقول خمسة وعشرين سنة فاكثر كانت تمنع تفاسير مثل تفسير الفخ الرازي لا يباع اصلا. وقد ذكر لي بعض علمائنا انه لما كان يدرس تفسير على في الكليات وكان يدرسهم الشيخ عبد الرزاق عفيفي حفظه الله ذكر انك لم لا نرجع لتفسير الفخر الرازي ولتفسير فلان ولتفسير فلان. فقال لهم كلمة من بصير حاذق ناقد قال علماؤكم ارادوا لكم السلام في دينكم وتلكم الكتب فيها شوك. وانتم لا تحسنون الابتعاد عن الشوك ولا استخراج الشوك. هذه كلمة معبرة نفيسة منه رحمه الله مثل تفاسير الاشاعرة الكثيرة ما كانت تباع عندنا من قديم. ولهذا ينبغي على اهل العلم ان ينبهوا طلاب العلم على العلم النافع المستقى من كلام ائمة السلف وتفاسير السلف فيها كفاية واذا احتيج الى غيرها لمسألة فيه او لبلاغة او لبيان او نحو ذلك فينبغي ان يكون القارئ على اشد الحذر في تأثر بتلك الكتب هذيك التفاسير كثيرة يعني لو تسألون عن كل تفسير فيها اكثر من مئة تفسير سواء عن فتح البيان الصديق حسن خان ما رأيكم في تفسير الجلالين يعني الكتب وكتب التفسير كثيرة. صعب ان نجيب عن هذه الاسئلة لان اذا اجبنا باجابة مختصرة تناسب المقام ربما ما اعطيناك فكرة كافية عن تلكم التفاسير. واذا اطلنا فيها لم يناسب المقام ثم ربما صار فيه تضييق على بعض الاسئلة الاخرى. ولهذا حبذا لو لم يسأل عن كتب التفسير. اذا كانت في مسائل معينة في قواعد التفسير في اصول التفسير. وكان مع علم فيها اجيب عليها