المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له شهادة انيس بها القلب فحالفها وصد عن من كرهها وخالفها واشهد الذي لم يدع فسادا الا اصلحه ولا مغلقا من الامور الا فتحه فصلوات الله وسلامه عليه وعلى اله وعلى صحبه وسلم تسليما كثيرا اللهم انا نعوذ بك من فتنة المقال كما نعوذ بك من فتنة الفعال ونعوذ بك اللهم من العي والحصر كما نعوذ بك اللهم من السلاطة والهذر فان في كل منهما ادواء يعز لها الطبيب وتعصي على الرفيق اعني المداوي ليتنا حين نقدم لبعض المحاضرات كهذه ليتنا نخلي تقديمنا من الثناء في وجه المحاضر او المتكلم فان السلف الصالح رضوان الله عليهم لم يكن هذا من هديهم ان المحبة في القلوب وانها وان كانت المحبة التي في القلوب تأبى الا وان تظهر لكن الافضل الا تظهر في وجه من هو. لا لذا قال قال السلف اتقوا المدح فانه الذبح اللهم انا نعوذ بك نعوذ بك ان يؤثر فينا المقال وان كان حقا كما نعوذ بك من ان تلين انفسنا الى المدح وان كان صدقا حديثنا الليلة ايها الاخوان الاكارم عن ايات من كتاب الله نحاول ان نلتمس فيها ومنها بعض المعاني التي تنير القلوب وتحيي النفوس وتلقح الافهام وتنير الافكار كتاب الله ايها الاخوان هو الكتاب الذي انزله الله علينا لنتدبره انزله الله علينا لنتفهم اياته انزله الله علينا ليكون لنا عبرة بما فيه انزله الله علينا لنأخذ منه كل علومنا صغيرها وكبيرها يقول الله جل وعلا افلم يتدبروا القول ام جاءهم ما لم يأت ابائهم الاولين وقال جل وعلا في اية سورة محمد افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها وقال جل وعلا في اية النساء افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا اذا فحق علينا الا نقرأ القرآن قراءة الاماني قراءة الذي لا يعرفون ما تحت كلماته من المعاني العظيمة. المعاني التي لو كانت القيت على الجبال لحرت الجبال هدا ولتصدعت الصخور منها القراء قراء القرآن قد يكونون كثرة ولكن من منا يتدبر من منا يؤثر فيه هذا القرآن كما اثر في ذلك الجيل الكريم جيل الصحابة رضوان الله عليهم فاثمر فيهم اثمر فيهم قلوبا قلوبا جاهدت في سبيل نشرت دين الله لم تأخذها في ذلك محبة الارض ولا محبة النساء ولا محبة الاهل ولا محبة المساكن ولا غير ذلك من المحاب. تركوا ذلك تركوا ذلك وتجردوا لنشر هذا الدين. لنشر ما جاء به القرآن وان اول سور القرآن هي سورة الفاتحة ام القرآن والسبع المثاني الذي التي اوتيها رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة اول ما نزلت وشرعت بها قراءة في الصلاة لا تصح الصلاة الا بان تقرأ الفاتحة في كل ركعة من ركعاتها ثبت في صحيح مسلم ابن الحجاج رحمه الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كل صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج خداج خداج فقراءة الفاتحة ركن من اركان الصلاة الفاتحة التي نكررها في كل يوم وليلة اكثر من سبع عشرة مرة هل تدبرنا ما فيها من المعاني ام قرأناها قراءة من يبدأها يريد انهائها انه لمن العجب لمن العجب ان نقرأ سورة سبع عشرة مرة ثم لو سألنا سائل ما معنى المعاني المندرجة في هذه الصورة؟ وما التي تفيده هذه السورة ما الذي يفيده قوله تعالى الحمد لله رب العالمين. ما الذي يفيده قوله تعالى مالك يوم الدين ما الذي يفيده قوله تعالى اياك نعبد اياك نستعين الى غير ذلك من ايات السورة اذا ايها الاخوان كان علينا لزاما ان نتدبر هذه السورة هذه السورة العظيمة الجليلة التي افتتح الله بها كتابه ونرجو ان ينفعنا الله جل وعلا في هذه الليلة ببعض ما ورثه لنا علماؤنا الاوائل وسلفنا من المعاني التي اشتملت عليها هذه السورة العظيمة اذا اراد القارئ ان يقرأ القرآن شرع له ان يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم كما قال جل وعلا في سورة النحل فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم وهذه الكلمة اعوذ بالله من الشيطان الرجيم معناها التجأ واعتصم وهل تصف بجناب الله جل وعلا وبالله جل وعلا من شر الشيطان الرجيم يعني المرجوم المطرود من رحمة الله التجئ بالله واعتصم من شر الشيطان ان يضرني في امر من امور ديني او ان يضرني في امر من امور دنياي فان الشيطان نصب نفسه لعداوتكم فانصبوا نفس انفسكم لعداوته الشيطان طلب من ربكم جل وعلا حين عصى عصى ربه في السجود لادم طلب من ربكم ان يؤخره الى يوم يبعثون فاجابه ربكم حكمة وابتلاء الشيطان لم تهدأ عداوته لبني ادم لم تهدأ ولن تهدأ حتى يدخل من يدخل منهم النار ولن ينجوا من الناس الا صنف واحد قال فبعزتك لاغوينهم اجمعين الا عبادك منهم المخلصين اذا لن ينجو من حبائل الشيطان الا اهل الاخلاص واهل الاخلاص هم الذين استعاذوا بالله بالله وحده من شر الشيطان استعاذوا بالله وحده من الشرور التي قد يحدثها الشيطان وقد يحدثها اولياء الشيطان فان الاستعاذة بمعناها الذي قدمناه ان الاستعاذة بمعناها الذي قدمناه نوع من العبادة لا تصح الا لله جل وعلا نوع من العبادة لا يجوز ان تصرف لغير الله. بمعنى انه لا يجوز لمسلم ان يحرم على المسلم ان يستعيذ بغير الله جل وعلا من اي شر وقع او متوقع وهذا المحرم رتبته الشرك فان المحرمات درجات اعلاها الشرك بالله. قل تعالوا اتل ما حرم ربكم عليكم الا تشركوا به شيئا يقول جل وعلا في سورة الجن وانه كان رجال من الانس يعودون برجال من الجن فزادوهم رهقا اي اثما لانهم فعلوا الشرك. وذلك ايها الاخوان ان الاستعاذة وهي طلب اللجوء والاعتصام بالله جل وعلا هي عمل القلب لابد وان يكون المستعيذ لا ان يكون في قلبه من تعظيم المستعاذ به. ومن ومن تقديره ومن محبته والخضوع له لابد وان يكون في قلبه من هذا شيء كثير. وكل هذه لا الا لله جل وعلا. الاستعاذة اذا حق لله جل وعلا. لا يجوز باي حال ان لغير الله جل وعلا لا يستعاذ بانس ايا كانت درجته ولا يستعاذ بملك ولا يستعاذ قالوا بجني قد يقول بعض الاخوان وهل يوجد هذا اليوم نقول قد يوجد ولكن التحذير منه هو سنة الانبياء التحذير منه هو الذي ورثه لنا الانبياء صلوات الله وسلامه عليه. بل كان الانبياء صلوات الله وسلامه عليهم كانوا يخافون اكثر ما يخافون من الوقوع في الشرك وهم الانبياء الذين عصمهم الله جل وعلا من الوقوع في حبائل الشياطين بالشرك قال ابراهيم الخليل داعيا ربه له ولبنيه قال واجنبني وبني ان نعبد الاصنام ابراهيم الخليل خليل الله يسأل ربه ان يجنبه هو وبنيه ان يعبدوا الاصنام هل كان خائفا؟ نعم كان خائفا وجلا. وهذه هي مرتبة المخلصين. اما مرتبة المغرورين فانهم اذا ذكروا بالتوحيد وذكروا بترك الشرك قالوا وهل نحن وهل نحن واقعون فيه حتى تنهانا. وهل نحن فيه خائبون حتى تنهانا هذه هي مرتبتهم. انظر البون الشاسع والفرق بين حال الانبياء. الذين يسألون ربهم ان يجنبهم هم وبنيهم من عبادة الاصنام وبين حال القوم الذين تراه يستكبرون ويكبر عليهم ان يتكلم في التوحيد في توحيد الله. وذلك لانهم لم يجدوا اللذة التي وجدها اولئك الذين الذين وحدوا الله حق توحيده. فان التوحيد ايها الاخوان له لذة تخالط القلوب تخالط القلوب يعرفها من يعرفها قال ابراهيم التيمي احد السلف الصالح عند هذه الاية ومن يأمن البلاء بعد إبراهيم واجنبني وبني ان نعبد الاصنام. قال ابراهيم التيمي ومن يأمن البلاء بعد ابراهيم؟ اذا ايها الاخوان كلامنا مهما كرر ومهما كان معروفا في هذه المسائل فانما هو لتثبيتها هي القضية الاولى. القضية العظمى. والمسألة المهمة. بل هي المسألة الرأس التي بعث الانبياء بها توحيد الله بالعبادة الا يعبد الا الله تأمل سورة الاعراف وسورة هود وغيرها وغيرها من السور تجد ذلك جليا ففي سورة الاعراف حكى الله جل وعلا عن نبيه نوح انه قال لقومه لقد ارسلنا نوحا الى قومه فقال يا قومي اعبدوا الله ما لكم من اله غيره اعبدوا الله ما لكم من اله غيره هذه اول كلمة قالها نوح لقومه ثم بعد ذلك هود قال لقومه اعبدوا الله ما لكم من اله غيره ثم بعد ذلك صالح والى ثمود اخاه صالحا. قال يا قومي اعبدوا الله ما لكم من اله غيره. قد جاءتكم من ربكم هذه ناقة الله. الايات ثم بعد ذلك شعيب والى مدين اخاهم شعيبا قال يا قومي اعبدوا الله ما لكم من اله غيره اذا هذه المسألة مسألة التوحيد مسألة فهم معنى اعبدوا الله ما لكم من اله غيره جديرة بل واجب ان نعتني بها ايما اعتناء نعتني بها فوق اعتنائنا باي شيء اذ هي الغرض وهي الغاية لوجودك. وهو تحقيقها سوف يأتي ان شاء الله جل وعلا معنى هذه الكلمة العظيمة عند قوله سبحانه اياك نعبد والشياطين الشياطين نوعان شياطين الانس وشياطين الجن شياطين الجن قد لا يروا كما قال جل وعلا انه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونه شياطين الجن مكرهم قد يخفى على كثير من الناس اعني المسلمين والصنف الاخر من الشياطين الذين يدخلون في عموم الاية في عموم الاستعاذة اعوذ بالله من الشيطان الرجيم يدخلون في حكم الشيطان بالتبع لان الشيطان هنا ما دام انه عرف ووصف بالرجيم معناه انه ابليس لكن يدخل فيه اولياؤه بحكم التبع. فاذا وانت تستعيذ الله من شر الشيطان الرجيم استحضر في قلبك استعاذتك من شر اوليائه يشرع اوليائه من الانس ومن الجن قال جل وعلا في سورة الانعام وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الانس والجن ما اوصافهم يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا. هذه صفاتهم وتأمل هذه الصفات وتدبرها وانظر الواقع تعلم وتعرف من هي الشياطين التي تصدك عن دينك اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم البسملة اية من كتاب الله وقولك بسم الله الرحمن الرحيم معناه ابتدأ ان كنت تقرأ يتلو القرآن فمعناها ابتدأ تلاوة متبركا باسم الله متبركا بكل اسم لله جل وعلا لان او لان قولك بسم الله هذه نكرة اسم نكرة فدخلت فيها جميع اسماء الله جل وعلا ابتدأ تلاوتي متبركا بكل اسم لله جل وعلا. ابتدأ تلاوتي مستعينا لله جل وعلا متبرئا من الحول والقوة فانه لا يستقيم ايمان عبد حتى يتبرأ من الحول والقوة بعض الناس يفخرون بما عندهم وهذا دليل القصور اما قصور العقل او ضعف الايمان يعتقدون انهم هدوا بحولهم وقوتهم يعتقدون ان ما عندهم من زخرف واموال بحولهم وقوتهم يعتقدون ان ما عندهم ما لهم من الصحة والعافية ونحو ذلك بحولهم وقوتهم. والمؤمن يتبرأ من الحول والقوة فانه لا يستقيم الايمان ايمان العبد حتى يتبرأ من الحول والقوة ولذا جاء في الاثر الذي اخرجه الترمذي في جامعه من قال لا حول ولا قوة الا بالله غرست له نخلة في الجنة واسناده لا بأس به من قال لا حول ولا قوة الا بالله غرست له نخلة في الجنة. قيل للحسن اذا نكثر قال فالله اكثر حذف المتعلق الذي تعلق به الجار والمجرور اعني باسم الله حذفه ايضا دل على العموم والحذف شائع معروف في كلام العرب اذا حذف الفعل الذي تعلق به الجار والمجرور قدر بالمناسب وهنا حذف ليدل على عموم الافعال وعلى عموم المتعلقات فانك تطلب البركة وتطلب العون لقولك بسم الله وتطلب اشياء كثيرة نزل اضياف من الجن على احد العرب وهو كان في البرية خاف منهم فلما قدم الطعام سألهم قال انتم؟ قالوا الجن قوتعم ظلام فقلت الى الطعام. فقال منهم فريق نحسد الانس الطعام. لقد بدلتموا بالاكل فينا ولكن ذاك يعقبكم يقع الشاهد من هذا انه قال الى الطعام يعني هيا الى الطعام قوموا الى الطعام فالمحذوف في قولك بسم الله تقدره انت بما يناسب حالك فاذا من يقول بسم الله متدبرا لحاله ومتدبرا للبركة الحاصلة من هذه الكلمة لابد وان يكون قلبه حاضرا بالكلام. لا يقول بسم الله وقلبه بين الاودية اودية الدنيا يسيح لا البركة التي قلنا انها متعلقة هنا وانك تقول ابدأ تلاوة مثلا او شرب او طعام او لباسي او قراءة او نحو ذلك متبركا بكل اسم لله جل وعلا ما معنى البركة هنا البركة هي طلب النماء والزيادة. يعني انك حين سألت الله جل وعلا وطلبت منه البركة. طلبت منه جل وعلا وحده ان يعطيك نماء وزيادة في اجر عملك هذا هذا الذي عملته. وربنا جل وعلا من لطفه بنا ورحمته بنا امرنا بان نفتتح ونقول بسم الله ثم مع ذلك في هذه الدعوة خير لنا فانظر هذه الرحمة العظيمة بعباد الله يأمرنا سبحانه ان نسمي وفي هذه التسمية مصلحة لنا اي مصلحة وهي طلب النماء والزيادة في عملنا طلب الزيادة من الخير ومن الثواب في صلاتك في تلاوتك طلب المنفعة في شرابك طلب المنفعة ودفع المضرة في طعامك ونحو ذلك والبركة لله جل وعلا البركة من الله يعطيها عبادة ليست البركة للعباد يعطونها من شاؤوا. لا البركة لله جل وعلا يعطيها من شاء من عباده ولذلك قال جل وعلا تبارك الذي نزل الفرقان على عبده تبارك هذه الصيغة تفاعل تفيد اعلى واعظم تفيد اعلى واعظم انواع البركة واعمها متعلقا واثرا البركة لله هو الذي سبحانه يعطيها من شاء من خلقه فاعطاها الانبياء قال جل وعلا رحمة الله وبركاته يعني بركات الله عليكم اهل البيت انه حميد مجيد في سورة هود وقال جل وعلا في سورة الصافات وباركنا عليه وعلى اسحاق. ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين. وباركنا عليه من المبارك هو الله ليس كذلك ومن المبارك عليه وعلى اسحاق. يعني على ابراهيم واسحاق او على اسماعيل واسحاق وقال جل وعلا بسورة الاعراف وبارك فيها وقد في سورة فصلت وبارك فيها وقدر فيها اقواتها المقصود من هذا ان البركة لله جل وعلا يعطيها من شاء من خلقه. وقد دلت الايات ودلت السنة النبوية على ان البركة نوعان بركة في الزواج وبركة في الاعمال. اما بركة الذوات فهي للانبياء والرسل لا يشرخهم فيها غيرهم. ولا يدخل فيها غيرهم فلا تطلب البركة بركة الذات يعني ان يتمسح لبعض الناس او تقبل ايديهم دائما او يغتسل بوضوءه بوضوئهم ونحو ذلك هذا ليس الا للانبياء لان الله جل وعلا اخبر في كتابه انه اعطى البركة للانبياء ولم يخبر جل وعلا ولم تدل السنة سنة النبي صلى الله عليه وسلم على ان البركة اعطيت اعني بركة الدواب لغير الانبياء صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكونوا يطلبون البركة بهذا المعنى عنيد بشرب بقية الماء مثلا او بالوضوء يعني بالتوضأ من الوضوء وهو الماء او التمسح او تقبيل اليد فان هذا كله منكر وهذا ممنوع في الشريعة ومحرم لامور كثيرة النبي صلى الله عليه وسلم ثبت ان الصحابة كانوا يتبركون بذاته يتبركون بذاته او باجزاء ذاته يقبلون يده يقبلون بطنه يعني طلبا للفضل والبركة يشربون بقية الماء يتبركون بشعره ونحو ذلك وهذا حق لا شك فيه لانهم الانبياء الذين اخبر الله باعطائهم البركة اما غيرهم فليس لهم بركة بركة ذوات. فخير الانبياء لا يتمسح به مطلقا ولا يعظمون مطلقا ولا يتبرك بهم مطلقا لان ليس لهم لانه ليس لهم بركة ذات ولذا فان الصحابة لم يكونوا يعملون مع افضل الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كانوا يفعلونه معه. لم يكونوا تفعلون مع ابي بكر الصديق ما كانوا يفعلونه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الشاطبي احد العلماء الاجلاء الاندلسيين وهو من اهل القرن الثامن توفي قريبا من سنة خمس وتسعين وسبعمئة يقول حين تعرض لهذه المسائل قال الا انه قاطعنا الا انه عارضنا في ذلك اصل مقطوع به في متنه وذلك ان الصحابة لم يكونوا يفعلون بغير رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كانوا يفعلونه برسول الله صلى الله عليه وسلم. فلم يكونوا يشربون شؤرا. بعض الصحابة مهما كان جليلا. ولم ليكونوا يتبركون بشعرهم او بوضوئهم او بنحو ذلك من الاعمال التي كانوا يعملونها مع رسول الله. يقول فهذا خيرة الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ابو بكر الصديق ثم عمر بن الخطاب ثم ثم عثمان بن بن عفان ثم علي بن ابي طالب رضي الله عنهم اجمعين لم يكن يفعل بهم شيء مما كان يفعل برسول الله صلى الله عليه وسلم. اذا فالمسألة مسألة اجماع انه لا يتبرك بغير رسول الله صلى الله عليه وسلم بركة ذاك. ولكن احدث قوم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ما احدثوه في هذه المسائل واشباهها. والعبرة كل العبرة بما كان عليه الامر عهدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعهد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. الذين قال فيهم ابن مسعود رضي الله عنه عليكم بما كان عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فانهم اعمق هذه الامة علما قلها تكلفا واقربها الى الصراط المستقيم هكذا قال من هو بهم خبير رضي الله عنهم اجمعين والنوع الثاني من انواع البركة هو بركة العمل ذلك ان الله جل وعلا اخبرنا في كتابه ان ذكره مبارك قال جل وعلا وهذا ذكر يبارك انزلناه فاخبر ان كتابه كتاب مبارك والسنة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم تفصل الاجمال الذي في القرآن. وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم الذكر هو السنة فاذا السنة مباركة والقرآن مبارك فكانت العلوم الناشئة منهما ومن التدبر فيهما ومن التحقيق في معانيهما كانت تلك علوما مباركة. اذا فالبركة الحاصلة لاهل العلم انما هي بركة عمل بركة عمل لانهم تفقهوا في دين الله وتفقهوا في ايات الله وتفقهوا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت البركة التي عندهم هي بركة عمل تطلب منهم هذه البركة قولا لا ذاتا تسألهم عن حكم الله في المسألة فيجيبوك اذا فهم مباركون بركة عمل. وليست ذواتهم مباركة ابدا وكيف يكون ذلك وخيرة الخلق صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكونوا كذلك هذه بعض المسائل المتعلقة بالمحذوف المقدر في قولنا بسم الله الرحمن الرحيم يقول جل وعلا في اول اية من الفاتحة الحمد لله رب العالمين الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين اياك نعبد واياك نستعين تأمل ذكر الله جل وعلا في الاية الاولى ان الحمد لله رب العالمين. فقال الحمد لله رب العالمين وهذا يورث في النفس يورث بمحبة لمن يحمد سبحانه وللذي ربى العالمين بنعمه اليس كذلك تورث المحبة الاية الاولى المحبة لله الذي هو رب العالمين سبحانه والاية الثانية الرحمن الرحيم تورث في القلب الرجاء بان يكون التالي بان تكون انت وانت تسلو هذه الاية في الصلاة او في غير الصلاة ان تكون ممن شملتهم رحمة الله جل وعلا في الدنيا والاخرة الاية الثانية تورث في القلب. القلب المتدبر المتأمل المتفحص لمعاني كلام الله تورث في القلب الرجاء بان تكون ممن شملتهم الرحمة في الدنيا والاخرة والاية الثالثة مالك يوم الدين مالك يوم الدين وفي القراءة السبعية الاخرى المتواترة ملك يوم الدين ملكي ومالك يوم الدين سبحانه وتعالى يوم الدين يوم الجزاء يوم الحساب يوم تعرضون لا تخفى منكم خافية يوم يظهر ما استتر به المستترون من المعاصي يظهر عند ذاك عيانا يوم تنطق الالسن يوم تنطق الجلود وتنطق الا رجل وتنطق الايدي بما كان يفعله واصحابها. ذلك اليوم الذي قال الله فيه مالك يوم الدين يورث في القلب ماذا تورث في القلب الخوف من الله جل وعلا. ثم قال بعد ذلك اياك نعبد تأمل كيف بدأ بالاية التي تورث في القلب المحبة ثم ثنى بالاية التي تورث في القلب الرجاء ثم فلت بالاية التي تورث في القلب الخوف. ثم قال اياك نعبد ليقر وفي قلبك ايها العبد انه واجب عليك ان تعبد الله محبة لله ورجاء في الله خوفا من الله تعبده بهذه الثلاثة مجتمعة بالحب والرجاء والخوف لا تغلب جانبا جانب فان من الناس من تلاعبت بهم الشياطين. فعبدوا الله بالحب وحده. حتى تركوا الطاعة ومن الناس من غلبوا على قلوبهم الرجاء. فخاضوا في معاصي الله وفي الاثام. ثم بعد ذلك يقولون ربنا ارحم الراحمين حق ولكن اكملوا وتدبروا ومن الناس من يعبد الله بالخوف وحده فترى قلبهم فترى قلوبهم في الحوض ليل نهار وهذا الخوف جعلهم معتزلين منعهم من الدعوة الى دين الله ومن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر اصبحوا اهل اوراد واهل طرق ونحو ذلك وحاشى ان يكون ذلك من سنة النبي صلى الله عليه وسلم. حاشا وكلا نبي الله صلى الله عليه وسلم عبد ربه محبة لله ورجاء في الله وخوفا من الله كما قال له ربه نبئ عبادي اني انا الغفور الرحيم وان عذابي هو العذاب الاليم حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم. غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب. ذي او لا اله الا هو اليه المصير تأمل اذا هذه الايات وكيف رتبت هكذا كتاب الله كتاب حكيم حكيم بمعنى محكم حكيم بمعنى حاكم حكيم بمعنى محكوم فيه فهو حكيم بمعنى محكم. كما قال جل وعلا في اول سورة هود الف لام راء كتاب فصلت اياته ثم احكمت من لدن حكيم خبير الا تعبدوا الا الله انني لكم منه نذير وبشير فهو كتاب احكمت اياته. فاذا ان تكون الاية الاولى ثم الاية الثانية ثم الاية الثالثة تفيد هذه الفائدة. اعلم ان هذا من فضل الله عليك ان عرفك اهل العلم هذه المعاني فلا تكن منك بعيدة ولتكن منك على ذكر دائما ثم تأمل ايضا تدبر ان الله جل وعلا افتتح كتابه العزيز بقوله الحمد لله رب العالمين ثم ذكر بعد ذلك صفة انه جل وعلا مالك يوم الدين فذكر ثلاث صفات تدور عليهما الاسماء الحسنى ثلاثة اسماء ذكر سبحانه ثلاثة اسماء. الاول انه الله. الثاني انه الرب. الثالث انه مالك يوم الدين سبحانه وتعالى افتتح الله كتابه بهذه الثلاثة اسماء واختتم كتابه جل وعلا بهذه الثلاثة الاسماء عينها فقال جل وعلا في اخر سورة قل اعوذ برب الناس ملك الناس اله الناس. الربوبية والملك والالوهية. في اخر سورة وفي اول سورة من القرآن هذه هذه الثلاثة اسماء تدور عليها وتتفرغ منها معاني معاني كثيرة من الصفات والاسماء الحسنى. فاذا لتكن منا على بال ولعله يأتي بعض ما فيها من المعاني كونه جل وعلا الله هو الله اي المألوف المعبود كما سيأتي. والرب الذي ربى عباده بنعمه جل وعلا خالقهم وسيدهم والمتصرف في شؤونهم. وانه ما لك يوم الدين. كل ملك فهو له وانت ان ملكت شيئا في الدنيا فانك لا تملكه حقيقة ان ما تملكه بالاضافة الى بني جنسك والا فالملك حقيقة لمن لله جل وعلا ستذهب وتتركه يملكه غيرك فاذا ليس ملكا حقيقيا انما هو ملك اضافي الحمد لله رب العالمين الحمد يقول اهل العلم ان الالف واللام تفيد الاستغراق في اول الحمل معناه ان قولك الحمدلله ان قولك الحمد لله قد شمل كل حمد يستحقه الله جل وعلا كل انواع المحامد ثابتة لله جل وعلا. تقر وانت تصلي وانت تتلو هذه الاية تقر وبان جميع انواع المحامد لله جل وعلا. المحامد لله جل وعلا وحده. فهو المستحق للحمد وحده جل وعلا فالله جل وعلا يحمد يحمد سبحانه لاسمائه ويحمد سبحانه بصفاته ويحمد سبحانه لافعاله الافعال التي تدور بين الانعام والاحسان وبين العدل والحكمة ويحمد سبحانه على خلقه وامره ويحمد سبحانه على قدره وشرعه كل هذه من انواع المحامد التي يحمد الله جل وعلا عليها يقول جل وعلا في اول سورة الانعام الحمد لله الذي حلق السماوات والارض وجعل الظلمات والنور هم الذين كفروا بربهم يعدلون. فحمد الله وحمدت سبحانه وتعالى ترى ان الحمد لله لانه الذي خلق السماوات والارض فهذا حمد بصفاته سبحانه وتعالى ولكن قد يقول قائل ما معنى الحمد الحمد معناه الثناء الحمد معناه الثناء على الله باللسان معناه الثناء على الله باللسان مع المحبة والتعظيم فان الحمد لا يسمى حمدا حتى يكون ثناء حتى يكون ثناء فيه محبة والتعظيم والا فان الحمد فان الثناء اخص من الحمد. ولذا عطف عليه في حديث صحيح مسلم الحديث المعروف قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فاذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الله حمدني عبدي فاذا قال العبد الرحمن الرحيم قال الله جل وعلا اثنى علي عبدي هذا من عطف الخاص على العام فالحمد يشمل الثناء وزيادة. ثناء على الله مع الحب لله جل وعلا. والتعظيم له سبحانه ما له من الاسماء الحسنى والصفات العليا والافعال التي هي محض احسان او محض عدل وحكمة وعلى ترعه جل وعلا. كل هذه من انواع المحامد التي يحمد الله جل وعلا عليها الحمد لله رب العالمين والا ايها الاخوان فان المحامد التي يستحقها الله جل وعلا لا تحيط بها الاقلام مهما اوتيت بانها لان الحمد باسمائه الحسنى ولصفاته العليا وخذ مثلا انك تحمد الله على صفة الكلام له سبحانه اي تثني عليه بها ثناء مع المحبة والتعظيم له جل وعلا هل تنفدوا كلمات الله لا تنفع فاذا الحمد لا ينفذ ولذا اخبر جل وعلا بانه يسبح له ما في السماوات وما في الارض وانه سبح له ما في السماوات وما في الارض فقال جل وعلا في اول سورة التغابن يسبح لله ما في السماوات وما في الارض له الملك وله وهو على كل شيء قدير. قال اهل العلم قوله له الملك وله الحمد. هذه جملة استئناف واقعة موقع التعليل للتسبيح. اي انه سبحانه يسبح له ما في السماوات وما في الارض لعلة انه جل وعلا مستحق لان يحمد اكمل حمد حمدا دائما لا ينقطع وان انقطعت اجيال بشر بل هو يسبح لله جل وعلا ما في السماوات وما في الارض. ولذا ورد التسبيح بهذه الصيغة ورد مرة بالماضي ومرة بالمضارع. قال جل وعلا في سور سبح لله ما في السماوات وما في وقال في سور يسبح لله ما في السماوات وما في الارض ليعلمك ليعلمك انه ان التسبيح لله المستحق لانه سبحانه جل وعلا حقيق بان يحمد جل وعلا ان هذا التسبيح كان ولم يزل كان في الماضي سبح لان صيغة الماضي سبح تفيد كون الفعل حادثا في الزمان الماضي ويسبح تفيد كون الفعل حادثا وحاصلا في الزمان الحاضر والزمان المستقبل اذا التسبيح لا ينقطع كل المخلوقات تسبح بحمد الله. فهذا شيء مما يجب ان نستشعره حين قولنا الحمد لله الحمد لله ولفظ الجلالة الله معناه المعبود الحمد لله معناه المعبود سبحانه وتعالى ذلك ان الله يعني هذه اللفظة مشتقة في كلام العرب على الصحيح من قول اهل العلم مشتقة من قولهم الهى يأله الهة بمعنى عبد يعبد عبادة اله يأله الهة معناها عبد يعبد عبادة سواء بسواء فالله معناه الاله لكن خففت الهمزة بكثرة الاستعمال كما قال اهل العلم فاذا لفظ الجلالة مشتق من الها يأله الهة بمعنى بمعنى عبد يعبد عبادة خلوكم معي ترى بسأل بعد قليل يشارب ذهنه يكون حار قرأ ابن عباس رضي الله عنه اية سورة الاعراف في قول قوم فرعون له وهي بركة والهتك يعني وعبادتك اية سورة الاعراف اتذروا موسى وقومه ليفسدوا في الارض ويا بركة والهتك هكذا قرأها ابن عباس يعني ويذرك وعبادتك. ذلك ان فرعون ماذا قال لقومه قال اعبدوا قال لقومه فرعون ما علمت لكم من اله غيري. يعني ما علمت لكم احد يستحق ان تعبدوه الا انا ولذلك قالوا له وهي بركة والهتك يعني وعبادتك فهذا فكون الاله ايها الاخوان بمعنى معبود وكون اهلها بمعنى عبدا هذا هو معنى لغة العرب التي انزل الله بها القرآن فنحن اذا اردنا ان نتبصر في كتاب الله وفي معاني كتاب الله يجب ان نعلم ماذا قال العرب وكيف عمالة العرب هذا الكلام. فقولنا الاله معقول ان يكون مسلم يقول لا اله الا الله ولا يعلم ما معنى الاله من الناس من يظن ان معنى لا اله الا الله يعني لا رب الا الله وقد بلغ الجهل بالمسلمين مبلغا يأسى له دور القلوب الحية كيف تكون حالهم الى هذه الحال سألت مرة احد الناس في غير بلادنا قلت له وهو يدعي الثقافة قلت له ما معنى لا اله الا الله وهو يريد ان يظهر انه انه مثقف ويقرأ وعارف قال معنى لا اله الا الله هذا واضح قلت اريد ان تخبرني بهذا الوضع. قال يعني قال يعني ربنا موجود سبحان الله العظيم قال يعني ربنا موجود قلت له ما معنى لا اله الا الله؟ قال يعني ربنا موجود قلت سبحان الله العظيم اذا ما الفائدة من ان ترسل الرسل ما الفائدة من ان ترسل الرسل قريش يا رب اخبر الله عنهم بانه بقوله عنهم ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله. وفي اية الزخرف ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن خلقهن العزيز العزيز وقال جل وعلا في ايات كثيرة كما في سورة المؤمنون قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله. فاذا اولئك الاقوام كانوا يقولون ربنا موجود او لا يقولون كنقولوه واضح من كلام الله. فاذا هل معنى لا اله الا الله التي حاجوا بها رسول الله وقالوا قل ما شئت من الكلام يطعك الا هذه الكلمة ولما دعاهم اليها قالوا اجعل الالهة الها واحدة كانوا يفهمون اذا ما معنى لا اله الا الله اذا معنى الاله فعال بمعنى مفعول يعني معبود الاله بمعنى المعبود فالله معناه المعهود. الذي يستحق سبحانه ان يعبد مع الخوف منه العظيم له والمحبة له جل وعلا والرجاء لعفوه وكرمه ورحمته هذا هو معنى الاله ومعنى لا اله الا الله معناها لا معبود الا الله لا معبود حق الا الله جل وعلا ويدله لذلك دلالة ظاهرة ان الله امر نبيه صلى الله عليه وسلم ان يقول للناس الا تعبدوه الا الله. فقال جل وعلا في الاية التي سمعتموها قبل قليل في اول سورة هود الف لام راء كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير الا تعبدوا الا الله عندنا هذه الكلمة لا تعبدوا الا الله. وعندنا لا اله الا الله اليستا متساويتين لا تعبدوا الا الله لا اله الا الله متساويتين. اليس كذلك؟ الا ان اله وضعت بدلها. وضع بدلها فاعبدوا. فاذا الاله ومعنى العبادة لله بمعناه المعبود والاله بمعنى العبادة هذا هو المعنى نوح قال لقومه اعبدوا الله ما لكم من اله غيره وقال عنه جل وعلا في سورة هود الا تعبدوا الا الله قال لقومه نوح الا تعبدوا الا الله فاذا الرسل بعثوا بهذه الكلمة العظيمة لا اله الا الله ومعناها لا معبود الا الله فاننا ايها الاخوان انما خلقنا لاجل عبادة الله جل وعلا وما خلقت الجن والانس الا ليعبدوه ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون ما خلق ما خلقنا الا لاجل عبادة الله. ولكن الله سبحانه وتعالى رأفة بنا ورحمة شرع لنا واباح لنا ان نتمتع ببعض الطيبات في هذه الدنيا او بالطيبات جميعا في هذه الدنيا دون اسراف ولا مخيلة منة منه وتكرمه. والا فاننا خلقنا للعبادة. بعبادة الله وحده فقط ولا تمدن عينيك الى ما متعنا به ازواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وابقى. وامر اهلك بالصلاة واصطبر عليها. لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى فقوله جل وعلا الحمد لله رب العالمين حين تقرأ ينبغي ان تستحضر بعض هذه المعاني بعضهم وقد تتزاحم في قلب البصير ولكن كل احد يأخذ منها بمقدار ما يسعه عقله ولبه الحمد لله رب العالمين قلنا ان هذه الكلمة كلمة التوحيد لا اله الا الله افادت ماذا توحيدا لله جل وعلا في كونه الاله في كونه المعهود وحده وهذا الشيء هو الذي سماه اهل العلم منذ القديم سموه توحيد الالوهية ذلك لاننا وجدنا ان الله جل وعلا اخبر سبحانه ان القوم الذين بعث لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يوحدون الله بنوع من التوحيد ويأبون ان يوحدوه في النوع الاخر وهذا لم يقله اهل العلم من عند انفسهم. وانما قالوه حين تدبروا القرآن ورأوا ايات الله يقول جل وعلا عن اولئك الاقوام الذين بعث لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في سورة الصافات انهم كانوا اذا قيل لهم لا اله الا الله يستكبرون اذا هم يستكبرون عند ماذا؟ عند قول لا اله الا الله يعني عند اثبات هذا النوع من التوحيد وهو توحيد الالوهية. هذا واضح احضر سبحانه وتعالى عنه انهم يوحدون الله بنوع اخر وهو ما سموه سماه اهل العلم بتوحيد الربوبية كما اشرنا اليكم في ايات كقوله ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله وكما قال جل وعلا في سورة يونس في ايات في اية اخرها ومن يدبر الامر فسيقولون الله ومن يدبر الامر فسيقولون الله. فقل افلا تتقون. اذا كنتم تقرون بان الله هو المحيي وحده وهو المميت وحده وهو الخالق وحده وهو الرازق وحده كل هذه كان يعتقدها مشركوه العرب وانه يعني اعظم يعني اكثر مشركي العرب وانه الخالق وحده وانه الرازق وحده وانه رب السماوات السبع ورب العرش العظيم وهو الذي يجير ولا يجار عليه كل هذه يقرون بها لله وحده. فماذا قال الله لهم سيقولون لله فقل افلا تتقون. فذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق الا الضلال؟ فان تصرفون كذلك حقت كلمة ربك على الذين فسقوا انهم لا يؤمنون. كانوا مقرون بالتوحيد توحيد الربوبية وابوا ان يقروا بتوحيد فيها حجهم الله جل وعلا لنوع اخر من الحجج بعد هذه الاية مباشرة قال جل وعلا في سورة يونس قل هل من شركائكم من يبدأ الخلق ثم يعيده الجواب انه سيقولون لا لانهم هم يقرون بان الله هو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده قل الله يبدأ الحلق ثم يعيده. فاما تنفقون قل هل من شركائكم من يهدي الى الحق؟ قل هل من شركائكم من يهدي للحق؟ قل الله يهدي بالحق ومن يهدي الى الحق احق ان يتبع. امن لا يهد. يعني الهتك الا ان يهدى يعني في العاصم لانهم اما رسل او رجال صالحين كانوا يهدون الى الطريق لم يكونوا يملكون الهداية امن لا يهبي الا ان يهدى فما لكم كيف تحكمون. اذا لماذا قالوا ذلك قال الله بعدها وما يتبع اكثرهم الا ظنا ان الظن لا يغني من الحق شيئا. ولذلك ينبغي ان نتنبه لمسألة مهمة وهي ان اهل الباطل الذين هنا قد يدافعون عن المعتقدات الخرافية الباطلة ان يكون قد يكون لديهم في اتباعهم ظلم وهو خلاف العلم وقد يكونوا هم يحسبون ان ما عندهم علم لكن العبرة بما قاله الله وقاله رسوله ولذلك اخبر جل وعلا في اخر سورة غافر قال جل وعلا فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم هم عندهم علم في ظنهم لكنه ليس علما مجزيا ليس علم الحق انما هو علم بالباطل ولذلك فان اهل الباطل لديهم كتب وحجج ولكن حجتهم الرسل وحجهم اهل الحق. ومن لم يتدبر في الحجج القرآنية للرد على اهل الشرك اهل الاهواء واهل الضلال من لم يتدبر سيختلط عليه الطريق وسوف يظن كل من انتسب الى العلم عالما. وهذا ليس صحيحا العالم اذا انتسب للعلم فزنه بالسنة زنه بالسنة. فان اتبع السنة يعني الطريقة التي كان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم. وصحابته بفهم والعلم والعمل والفقه فهو محق فهو عالم من علماء الحق. والا ان كان من اهل الاهواء ممن يحب ان يعظم ويبجل يكفى ويلتف يلتف الناس حوله وهذا يقبل وهذا يتمسح وهو ساكت راض فاعلم انه ليس من علماء الحق. هذا من علماء الضلال لان هذه الامور من محرمات افعال القلوب ولا يرضى بها اهل العلم حقيقة. لان العلم الصحيح يقود الى العمل العلم الصحيح يقود الى العمل. ومن تعلم علما صحيحا ورأى الناس يعظمونه ثم هو ساكت معناه ان قلبه غير حي. قلبه ميت. بل هو يريد الرفعة والجاه والسمعة وكل هذا من المفسدات في الحديث الذي رواه الترمذي في جامعه ما ذئبان جائعان ورواه الامام احمد وغيرهم وغيرهما ما ذئبان جائعان ارسلا في غنم لافسد لها للحرص الرجل على المال والشرف لدينه فلينتبه لينتبه المنتسبون للعلم خاصة من هذا الداء. فانهم قد يرفعون لكن السلف الصالح الله عنهم لكن الشكوى الى الله قلوبنا ليست كقلوب اولئك من السلف من اذا رأى من اذا رأى الحلقة قد غصت وامتلأ المسجد بالناس تركهم وذهب خاف الشهرة على نفسه خاف على قلبه كل هؤلاء اتوا يستمعون كلامي اذا عندي شيء اذا انا وانا وانا السلف كانوا يهربون من هذا هربا انما كانوا يدعون الى الله ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وكانوا اهرب ما يكونون عن عن السمعة وعن الجاه وعن الرفعة وعن حب التبجيل والتعظيم هذه كلمة اتت عرضا قادنا لها الكلام ومما يدلك نرجع الى موضوعنا الاول مما يدلك على فساد قول اولئك الذين ساووا بين توحيد الالوهية والربوبية او فسروا لا اله الا الله بقولهم معناه ربنا موجود او لا رب الا الله او نحو ذلك ان الله جل وعلا قال الحمد لله رب العالمين. في اول سورة من كتاب الله وفي اول اية من كتاب الله. ففرق جل وعلا بين الاله بين الله وبين الرب والشيء الامر بالذات لا توصف بنفسها انما توصف بشيء مغاير اليس كذلك؟ هكذا قرر اهل العلم وهكذا هي اللغة لا تصفوا الشيء بنفسه لا تقول الكريم الكريم هذا يسمى تأكيد ما يسمى وصف فقوله جل وعلا الحمد لله رب العالمين غير جل وعلا بين الربوبية والالوهية. فاذا الالوهية شيء والربوبية شيء فما الالوهية وما الربوبية؟ الالوهية هي ان تعبد الله وحده يعني توحد الله توحد الله جل وعلا على بافعالك انت بافعالك انت اياك نعبد لا تعبدوا الا الله توحدوه بافعالكم امثال هذه الافعال الدعا فلا يدعى الا الله جل وعلا الرجا لا يرجى الا الله الا الله. الاستغاثة استعانة الذبح النذر ونحو ذلك من انواع العبادة فكما انك لا تصلي الا لله فكذلك لا يدعى الا الله لان الصلاة هي الدعاء قال جل وعلا وصلي عليهم ان صلاتك سكن لهم. صل عليهم يعني ادعوا لها وقال جل وعلا في الاية الاخرى في الذين ان صلاتك هنا وصلي عليهم ان صلاتك سكن لهم. يعني ان دعاءك سكن لهم. وقال جل وعلا في سورة الاحزاب ان الله وملائكته يصلون على النبي ما معنى صلاتنا؟ بالدعاء؟ فكما انه لا يصلى لا تصلي ايها العبد الا لله فكذلك لا تدعو الا الله من فرق بين الدعاء والصلاة فقد فرق بين خدين ومتآخيين. لا سبيل الى الى التفريق بينهما يقول الاعشى اعشاق قيس الشاعر المعروف في شعره تقول بنتي وقد قربت مرتحلا يا ربي جنب ابي الاوصاب والوجع ماذا قالت البنت يا ربي جنب ابي الاوصاب والوجع فقال لها الاب اللي هو الشاعر الاشعري عليك مثل الذي صليتي يعني دعوتي الذين يفرقون بين الدعاء والصلاة يقولون صلي لله وحده ثم الدعاء ادع من شئت من الانبياء او الصالحين او الاولياء ونحو ذلك هؤلاء جهلة في الحقيقة لانهم لا فهموا القرآن ولا السنة ولا اللغة. وانما اوتوا من شهواتهم الخفية. التي الله اعلم بها والا فان الحق واضح والحق ابلج كما ان الباطل لجلج الحمد لله رب العالمين لاجل ضيق الوقت سنأخذ مقتطفات من ببعض معاني السورة والا فان هذه السورة الكلام عليها يحتاج اياما لان كل كلمة منها تحتها اصول اصول تكلم القرآن عنها واصول جاءت في القرآن وتكلم الله بها ولذلك سميت ام القرآن نعم يطول علينا يطول علينا اذا كان في اسئلة بعد الصلاة وكذا لماذا؟ لانها فيها الاصول التي جاءت في الكتاب كلها. ولكن من الناس من تدبر وقرأها عبدي اعلم ما فيها شيء الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم الرحمن الرحيم اسمان من اسماء الله متظمنان بصفة من صفات الله جل وعلا وهي صفة الرحمة واهل السنة يثبتون هذه الصفة على حقيقتها لله جل وعلا مع التنزيه لله ان تكون ان يكون اتصافه بهذه الصفة مشابها باتصاف المخلوقين بها ليس كمثله شيء وهو السميع البصير لكن هنا اريد ان انبه الى مسألة وهي ان الايمان بالاسماء والصفات لاننا ذكرنا نوعين من التوحيد توحيد الالوهية وتوحيد الربوبية في اول اية ثم في الاية الثانية نذكر توحيد الاسماء والصفات الايمان بالاسماء والصفات ايها الاخوان الايمان الحقيقي الايمان الصحيح الذي كان على نور وبينة وعلم هذا يثمر في القلب وترى اثاره على القلب وعلى العمل وعلى العلم وذلك ان الايمان عن الايمان بالاسماء والصفات ليس ايمانا مجردا بالفاظ لا معاني لها بل ايمان بالالفاظ وما تحتها من المعاني امام بالصفات وما فيها من المعاني فالقلب الذي قرأ صاحبه الرحمن الرحيم كم سيتعلق به من المشاعر حين يمر في ذهنه ويحضر في قلبه سعة رحمة الله جل وعلا كم سيكون تعلقه بالله طمعا في ان يكون من المرحومين كم سيكون لهذا الايمان بهذه الصفة؟ وان الله رحيم بعباده ارحم من الوالدة بولدها. كم سيثمر هذا في قلبه من الامور والمعاني الخيرة التي تقود الى العمل الصحيح فالايمان بالاسماء والصفات الايمان يثمر في القلوب ولذلك الذين يعنون بهذا النوع من العلم ينبغي ان يتنبهوا حين يقرؤوه ويدرسوه ينبغي ان يقرنوه دائما باثر الايمان لا ينبغي ولا يصيح ان ودرس هذه الامور خلوا من الاثار الاثار الايمانية المترتبة عليها الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال يضحك ربنا الى اخر الحديث قال له اعرابي اويضحك ربنا؟ قال نعم. قال لن نعدم من رب يضحك خيرا معلوم ان ضحك الخالق جل وعلا ليس كضحكنا. وحاشاه جل وعلا ننزهه سبحانه عن الشبيه والمثيل والمديد نثبت له سبحانه وتعالى ما اثبت لنفسه وما اثبته له رسوله مع التنزيه عن المشابه اذا انظر كيف هذا الصحابي كيف انطبعت هذه الصفة في قلبه واثنى على الله بها لن نعدم من رب يضحك خيرا سبحان الله فكم منا من يقرأ ويسمع الاسماء والصفات ولا تثمر في قلبه يمر عليه قول الله جل وعلا ان ربي رحيم ودود. فلا يثمر في قلبه. انه حميد مجيد. فلا يثمر في قلبه يمر عليه اسم الله الرقيب فلا يثمر في قلبه. يمر عليه اسم الله اسم الله العزيز الحكيم القدير فلا يثمر في قلبه الشعور بعظمة الله جل وعلا. وانك ايها الانسان انك ايها الانسان ليس لك عز الا بطاعة الله جل وعلا ليس لك فقط الا بطاعة الله جل وعلا فانت تفخر ان كنت واعيا لنفسك بان تكون من الطائعين لانك انتسبت لطاعة من بطاعة الله جل وعلا فمن هو الله والراء هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر كل هذه وغيرها من الاسماء الحسنى والصفات العليا كل هذه تثمر في القلوب ثمرات يرى اثرها في الاعتقاد والعمل يرى اثرها في الرقابة والتمجيد والعظمة. والتحميد والتعظيم لله جل وعلا قوله جل وعلا بعد الصلاة قوله جل وعلا اياك نعبد واياك نستعين اياك نعبد هذه فيها توحيد العبادة توحيد الالوهية وكيف فهم منها اهل العلم ذلك؟ لانه قدم المعبود يعني المفعول على العامل يعني الفعل قدم اياك ما قال نعبد اياك؟ قال اياك نعبد يعني نعبدك وحدك ولا نعبد معك غيرك والعبادة ما هي العبادة التي لا يجوز ان تسقط الا لله جل وعلا هي كل عمل كل عمل فيه مرضات لله جل وعلا مما هو مختص به جل وعلا من افعالك ايها العبد كالتي قدمنا دعاء وطلب الشفاعة والنذر الذبح غير ذلك مما ذكر العبادة بمعنى اخر تعرف بانها اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال والباطنة. اذا العبادة اياك نعبد. هذه العبادة ليست كما يفهمها بعض الناس اليوم. ليست هي الشعائر التعبدية او الاركان الخمسة فقط الشهادة والصلاة لا والزكاة والصوم والحج لا العبادة انسى كل ما فيه رضا لله جل وعلا. اسم جامع لكل ما يحبه الله جل وعلا. من الاقوال والاعمال. اذا فامرك بالمعروف ونهيك عن المنكر عبادة صدقة صلتك للرحم اذا احسنت النية فيها عبادة دراستك للعلم الشرعي عبادة. دراستك لعلم غيره. اذا احسنت النية فيها عبادة. كل هذا