المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله وصفيه وخليله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه من اهتدى بهداهم الى يوم الدين. اما بعد فيا ايها المؤمنون بالله وبرسوله اتقوا الله حق التقوى عظموا الله جل وعلا حق التعظيم. فان الحياة الدنيا انما هي انما هي زمن لعمل الصالحات فمن عمل صالحا فله العقبى الحسنة برحمة الله وبفضله. ومن لم يتق الله فلن تجد له مخرجا. ومن لم يتق الله فستكون له عاقبة الخسران. عباد الله ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين انه قال لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر. لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صبر يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث نفي ما كان يعتقد اهل الجاهلية من الاعتقادات الباطلة التي تؤثر في القلب وتضعف الظن الحسن لا بل قد تزيل الظن الحسن بالله جل وعلا. وقد يكون معها نسبة الله جل وعلا الى النقص اما بنفي القدرة واما بجعل معه سرير واما بجعل معه شريكا للعبادة او في التأثير فيقول عليه الصلاة والسلام للمؤمنين بالله جل وعلا والايمان للذين يعتقدون ان الله جل وعلا هو الذي بيده ملكوت كل شيء عليه الصلاة والسلام لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر. يعني بقوله لا عدوى يعني لا عدوى مؤثرة بطبعها. لان اهل الجاهلية كانوا يعتقدون ان ان العدوى تؤثر بنفسها تأثيرا لا مرد لها وتأثيرا لا صارف له. فقوله فيه الصلاة والسلام لا عدوى لا ينفي اصل وجود العدوى. الا وهي انتقال المرض من من المريض الى الصحيح لاجل المخالطة بينهما. فان الانتقال ذلك لاجل المخالطة حاصل ملاحظ مشهود لكنه عليه الصلاة والسلام بقوله لا عدوى لا ينفي اصل وجود وانما ينهي ما كان يعتقده اهل الجاهلية في العدوى من ان من ان صحيحة اذا خالط المريضة هدي بالمرض لا محالة ولا يقع ذلك في اعتقادهم الله وبقدره ويقولون ان ذلك لابد ان يكون ولهذا قال عليه الصلاة والسلام ولا عدوى يعني ان المرض لا ينتقل من المريض الى الصحيح عند مخالطة الصحيح للمريض وبنفسه لا ينتقل وانما انتقاله واصابة الصحيح بالمرض عند المخالطة انما هو وبقضاء الله وبقدره. وقد يكون الانتقال وقد لا يكون. فليس كل مرض معدم. فليس كل مرض يجب ان ينتقل من المريض الى الصحيح بل اذا اذن الله بذلك انتقل واذا لم ازا لم ينتقل فهو واقع بقضاء الله وبقدره. فالعدوى يعني بالمصاحبة والمخالطة من صحيح للمريض سبب من الاسباب التي بها يحصل قضاء الله وقدر الله جل وعلا وليس لازما حتمية كما كان يعتقده اهل الجاهلية. ولهذا ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا يورده ممرض على مصح ولا يورد ممرض على مفه يعني ان الابل المريضة لا تورد على الابل الصحيحة لان المرض سبب لانتقال سبب للانتقاد من المريضة الى الصحيحة وهذا فيه اثبات لوجود العدوى ولكنه اثبات هو السبب يتقى لانه قد يحصل منه المكروه كما ان كما انه اذا باشر المرء واسباب الهلاك حصل له الهلاك في قدر الله وبقضائه. وكما انه اذا اكل اذا اكل قال له الشبا واذا شرب حصل له ان حصل له الرية فذلك كله لانها اسباب. وقال عليه الصلاة والسلام فر من المجزوم فرارك من الاسد. لان ذلك سبب لانتقال المرض من المجزوم الى الصحيح. فلهذا ولهذا كان عليه الصلاة والسلام لتثبيت هذا النبي من ان العدوى لا تنتصر بنفسها وان المرء يجب عليه الا يباشر اسباب الهلاك ويجب عليه اضاع يتوكل على الله حق التوكل وان يعلم ان ما قدر الله وقضاه لابد كائن لا محالة قال لهذا كان عليه الصلاة والسلام مرة يأكل مع مجذوم فادخل يده معه ليبين للناس ان ذلك المرض ليس ليس بامر حتمي انه ينقل اجواء او ينقل ذلك المرض من المريض الى الصحيح وانما هو سبب والذي يمضي المسببات بالاسباب هو الله جل وعلا هو الله جل وعلا الذي بيده ملكوت كل شيء الذي يجير ولا علي ثم قال عليه الصلاة والسلام بعد قوله لا عدوى ولا طيرة. قال ولا طيرة لان الطيرة امر كان يعتقده اهل الجاهلية بل ربما لم تسلم منه نفس كما قال ابن مسعود سعود رضي الله عنه ما منا الا ولكن الله يرهبه بالتوكل. قوله ما منا الا يعني ما منا الا من ستخالط الطيرة قلبه. ولهذا نجد ان اكثر الناس ربما وقع في انفسهم بعض ظن السوء وبعض التشاؤم الا بريح مقبلة واما اذا اراد سفر ورأى اشيئا يكرهه ظن انه سيصيبه هلاكا لانه اصابه نوع تطير. والمؤمن يجب عليه ان يتوكل على الله حق التوكل كما قال ابن مسعود رضي الله عنه ولكن الله يذهبه بالتوكل والطيرة باطلة ولا اثر لما يجري في هذا في ملكوت الله على قدر الله وقضائه يعني لا تستدعي بكل شيء يحصل. على المكروه ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يكره الطيرة تحب الفأل لان الفأل فيه حسن ظن بالله جل وعلا والمؤمن مأمور ان يحسن الظن بربه جل وعلا واما الصياعة ففيها سوء ظن بالله بان يفعل بك المكروه واهد هذا كانت من اعتقادات اهل الجاهلية ونهى عنه عليه الصلاة والسلام بقوله ولا طيره ثم قال عليه الصلاة والسلام ولا هامة وذلك لان اهل الجاهلية كانوا يعتقدون ان الذي قتل تظل يظل طائر على قبره يصيح بالاخذ بثأره. وبعضهم يعتقد ان الهامة طائر ان الهامة طائر تدخل فيه روح الميت فتنتقل بعد ذلك الى حي اخر فارقل ذلك عليه الصلاة والسلام لان ذلك مخالف لما يمضيه الله جل وعلا في صف ملكوته لان ذلك باطل من اصله اعتقادات لا اصل لها ولا نصيب لها من الصحة. ثم قال عليه الصلاة الصلاة والسلام ولا صبر وقد ذهب اكثر اهل العلم الى ان معنى قوله عليه الصلاة والسلام ولا سفر اني لا تشاؤم بسفر لان وهو الشهر المعروف الذي نستقبل ايامه في الذي نستقبل ايامه ثم فلما قال عليه الصلاة والسلام لا صبر دلنا على ابطال كل ما كانت تعتقده الجاهلية في شهر صفر فانهم كانوا يتشائمون بصبر ويعتقدون ان شهر فيه فيه حلول للمكاره وحلول للمصائب فلا يتزوج من اراد الزواج في شهر صفر لاعتقاده ان انه لا يوفق ومن اراد تجارة فانه لا يمضي صفقته في شهر صفر لاعتقاده انه لا يربح ومن اراد التحرك والمضي في شؤونه البعيدة عن بلده فانه لا يذهب في ذلك الشهر لاعتقاده انه شهر تحصل فيه المكاره والموبقات ولهذا الصلاة عليه الصلاة والسلام هذا الاعتقاد هذا الزائف فشهر صفر من اشهر الله وزمان من ازمنة الله لا يحصل الامر فيه الا بقضاء الله وبقدره ولم يختص الله جل وعلا هذا الشهر بوقوع مكاره ولا بوقوع مصائب بل حصلت في هذا الشهر في تاريخ المسلمين فتوحات كبرى وحصل للمؤمنين في مكاسب كبيرة اعلموا هذا يعلمها ولهذا يجب علينا ان ننتبه لهذه الاصول التي مردها الى الاعتقاد فان التشاؤم ان التشاؤم بالازمنة والتشاؤم بالاشهر وببعض الايام امر يبطل الاسلام لاننا يجب علينا ان نعتقد الاعتقاد الصحيح ان نعتقد الاعتقاد الصحيح من كل ما كان عليه اهل الجاهلية وقد بين ذلك عليه الصلاة والسلام في احاديث كثيرة تخلص القلب من ظن السوء بربه ومن الاعتقاد السيء في الامكنة او في الاشهر والازمنة. كما ان بعض الناس يعتقد ان يوم الاربعاء يوم فيه ما يحصل من السوء وربما صرفهم ذلك عن ان يمضوا في شؤونهم. ولهذا ينبغي علينا ايها ان ننبه الى هذه الاصول والى الاعتقاد الصحيح. وان لا يدخل علينا اعتقادات باطلة ولا اتشاؤم بازمنة ولا لان هذا مخالف لما امر به النبي صلى الله عليه وسلم الاعتقاد الناصع السليم الذي جاء به دين الاسلام اسأل الله لي ولكم التوفيق والرشاد والهدى والسداد وان يجعلنا معتقدين في الله الظن الحسن نعم دائمة وان نعتقد ان الله جل وعلا مفيض للخيرات على عباده ثم لنعلم ان ما عند الله جل وعلا انما يجلب بطاعته وان المكاره المتوقعة او الحادثة الحاصلة حودة انما تدفع بالدعاء تارة وبطاعة الله تارة ومن يتوكل على الله فهو حسبه وقال جل وعلا ومن يتق الله يجعل له من امره يسرا فلا يرد القدر والقضاء الا الدعاء ولا تستدفع اسباب الهلاك او اسباب الفساد في النفس او فيما حولك الا بطاعة الله جل وعلى جعلني الله واياكم من المرحومين. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر. بارك الله لي ولكم هم في القرآن العظيم ونفعني واياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم. اقول قولي هذا واستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه حقا وتوبوا اليه صدقا انه هو الغفور الرحيم الحمد لله على احسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فان احسن الحديث كتاب الله خير الهدي هدي محمد ابن عبد الله وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وعليكم بالجماعة فان يد الله مع الجماعة وعليكم بالجماعة فان يد الله مع الجماعة. ومن شذ عن الجماعة شذ في النار ثم اعلموا رحمني الله واياكم ان الله امركم بامر بدأ فيه بنفسه فقال قولا كريما ان الله وملائكته ويصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. وقال عليه الصلاة والسلام من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرا. اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد صاحب الوجه الانور والجبين الازهار ارض اللهم عن الاربعة الخلفاء والائمة الخلفاء الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون وانا معهم بعفو ورحمتك يا ارحم الراحمين. اللهم اعز الاسلام والمسلمين. واذل الشرك والمشركين واحم حوزة الدير. وانصر عبادك وحديت اللهم امنا في اوطاننا واصلح ولاة امورنا ودلهم على الرشاد وباعد بينهم وبين سبل اهل البغي والفساد اللهم انصر عبادك المستضعفين في كل مكان. اللهم ارفع راية الاسلام واقمع اهل الشرك والشك والفساد رحمتك بين العباد يا رب العالمين. اللهم انصر عبادك المؤمنين على من عاداهم من اليهود والنصارى والمشركين على اختلاف اصنافهم واختلاف مللهم يا اكرم الاكرمين. اللهم وارفع عن هذه البلاد الربا والزنا واسباب وادفع عنا الزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن. يا اكرم الاكرمين. اللهم انا نسألك صلاحا في الجميع رجالا ونساء صغارا وكبارا. اللهم اصلحنا واصلح بنا واجعل قلوبنا لينة لطاعتك اعوذ بك من قسوة القلوب ونعوذ بك من التفريط في فرائضه ومن غشيان مناهيك ومحرماتك فاللهم من علينا الالتزام بما انزلت على رسولك يا رب العالمين. اللهم اصلح علماء المسلمين واصلح ولاة المسلمين وحكامهم يا رب العالمين عباد الرحمن ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر المنكر والبغي يعيبكم لعلكم تتذكرون فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله اكبر وهو الله يعلم ما تسمعون