المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شرح كتاب احكام الاحكام شرح عمدة بالاحكام للامام ابن دقيق العيد الدرس الاول لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين كتاب الطهارة الحديث الاول عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انما الاعمال بالنيات وفي رواية بالنية. وانما لكل امرئ ما نوى. فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها او امرأة يتزوجها فهجرته الى ما هاجر اليه قال الامام ابن دقيق ابن عيد رحمه الله تعالى ابو حفص عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ابو حفص عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبدالعزى بن بن رياح بكسر الراء المهملة بعدها ياء اخر الحروف وبعدها حاء مهملة بن عبدالله بن قرب بن رزاح بفتح الراء المهملة بعدها زاي معجمة هاء مهملة ابن عدي ابن كعب القرشي العدوي يجتمع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في كعب ابن لؤي اسلم بمكة قدم وشهد المشاهد كلها وولي الخلافة وليا. وولي الخلافة بعد ابي بكر الصديق رضي الله عنه وقتل سنة ثلاثة ثلاث وعشرين من الهجرة في ذي الحجة لاربع مضينا وقيل لثلاث. ثم الكلام على هذا الحد لاربع قتله لاربع بقينا بقينا بقينا وقيل لثلاث ثم الكلام على هذا الحديث من وجوه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه اما بعد فاسأل الله جل وعلا لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح والقلب الخاشع والدعاء المسموح ربنا لا تكلنا لانفسنا طرفة عين كل امر نزاوله او نقول فيه ثم اما بعد هذا الكتاب الا وهو كتاب عمدة الاحكام كتاب جمع فيه الحافظ عبد الغني المقدسي الاحاديث التي انتقاها هو على ترتيبي كتب الاحكام هذه الاحاديث مما اخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما هناك الفاظ فيه مما رواها البخاري او مسلم وهذا الكتاب مما اعتنى به العلماء عناية فائقة وتلكم العناية لاسباب الاول باختصاره وهو انه جمع نحوا من خمسمائة حديث بالاحكام وهذه الاحاديث صحيحة كلها مما هو في الصحيح يعني في البخاري ومسلم او باحدهما ولا شك ان هذه المزية تعطي ان طالب العلم لا يحتاج الى النظر في اسانيد هذه الاحاديث وفي متونها من حيث الصحة وعدمها فهي احاديث متفق على صحتها ومن اسباب العناية بذلك ان مؤلفها وجامعها ومختارها هو الحافظ عبد الغني المقدسي وهو من علماء الحديث الذين لهم قصب الذين لهم قصب السبق بين اقرانه فيه قد كان رحمه الله تعالى متميزا لذلك يرحل اليه في الحديث. ولهذا فان كثيرا من العلماء قد اختصر بعض احاديث الاحكام لكن لم يقع له قبول بما كتبه او جمعه او الفه. وهذه الرسالة الموجزة او هذا الكتيب وهو كتاب عمدة الاحكام تلقته العلماء بعد الحافظ عبدالغني رحمه الله بالقبول فخاضوا فيه شارحين ومملين عليه الفوائد و بين حافظ له شارح ومستنبط فكثرت المؤلفات على هذا الكتاب فمما كتب عليه من المشهورات كتاب ابن دقيق العيد رحمه الله تعالى هذا و لم يكتبه ابن دقيق العيد العالم المشهور الذي كان في عصره مرجع للعلماء بالفنون كلها في الحديث والفقه والاصول والقواعد والاستنباط والنحو. كان مرجعا و كان من اهل مصر هو انما املاه املاها احد علماء عصره وهو عماد الدين من الاخير رغب منه بعد ان حفظه رغب منه ان يملي عليه ابلائا فيه ذكر للفوائد والمسائل المستنبطة من هذه الاحاديث التي جمعها ابن دقيق العزة التي جمعها الحافظ عبد الغني رحمه الله تعالى فاملأ ابن دقيق العيد شرحا املاء لا كتابة قيده عنه عماد الدين ابن الاسير حلب الشافعي في هذا الكتاب وسمى ما جمعه احكام الاحكام شرح عمدة الاحكام فاذا نأخذ من هذا ان الحافظ ابن دقيق العيد لم يجمع هذا الكتاب لم يؤلف شرحا وانما املاه املاه فهو كالتقارير وكالتقارير على تابع الاحكام ثانيا ان الذي جمع هذه من تقاريره هو عماد الدين ابن العسير وهو غير الاخوة الثلاثة المشهورين العسير مؤرخ ابن الاسير الاديب وابن الاسير المحدث غيرهم هذا عماد عماد الدين ابن الاثير متأخر عنهم بعض الشيء فقد لما غزا التتار الشام سنة تسع وتسعين وستمائة. مع من فقد من العلماء قتلوا في الشام من مميزات هذا الشرح انه جمع فيه بين انواع الاستنباط الاستنباط جهة اللفظ مستفيدا من قواعد اللغة من النحو والبيان ونحو ذلك وكذلك مستفيدا من قواعد الاصول يعني اعني فصول الفقه ولا شك ان هذا الكتاب تظهر فيها الصناعة الاصولية واضحا وتظهر فيه الصناعة العربية ايضا من حيث الاستنباط. فاذا احتاج في الاستنباط الى مسائل من العربية وجدت انه يخوض فيها خوض العارف البسيط وكذلك في الاصول كما سيأتي وابن دقيق العيد على اسمه. دقيق باستنباطه. دقيق في ما يشرحه ويبينه من المسائل كما سيأتي وهذا من مميزات هذا الشرح من مميزاته انه على اختصاره ووجاجته فان على اختصاره ووجازته فان فيه من اصول الاحكام الاحكام الفقهية ما يغني المتدبر فيه عن كثير من الكتب المؤلفة شارحة كتاب عمدة الاحكام نعم ان كتاب عمدة الاحكام شرحت روحا كثيرة طرحه ابن الملقن مثلا في شرح بعثة كبير بعد ابن دقيق العيد وشرحه ايضا جماعة من الحنابلة من المتقدمين والمتأخرين اعتنى به العلماء لكن يبقى هذا الشرح من املاء حافظ علامة ابن دقيق العيد رحمه الله تعالى يبقى متميزا على غيره من الشروح لما اتى الله جل وعلا هذا العالم اعلم من علوم مختلفة صاغها بهذا الكتاب ولم يزل العلماء يحتاجون اليه فلا غرو من كتب عليه محمد بن اسماعيل ابن الامير الصنعاني المعروف صاحب سبل السلام عليه حاشية معروفة مطبوعة في اربعين جلدان ابتدأ مصنف بحديث عمر رضي الله عنه وهو حديث انما الاعمال بالنية وذلك لان العلماء متقدمين كانوا يحثونه من كتب بشيء من العلم ان يبدأ بهذا الحديث التصانيف يعني بعد البسملة والحمدلة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كما قال عبدالرحمن بن مهدي ينبغي لمن اراد ان يصنف شيئا من العلم ان يبدأ بهذا الحديث. حديث عمر انما الاعمال بالنيات وذلك لما فيه من التنبيه العظيم على وجوب واشتراط اخلاص القصد الاعمال اطلاس النية بالاعمال فكل عمل بالنية واقع وللمرء منه ما نواه. فان كانت نيته صالحة كان عمله صالحا وان كانت نيته فاسدة كان عمله فاسدا ولهذا قال طائفة من العلماء يدخل هذا الحديث في كل باب من ابواب العلم. وقال بعضهم يدخل هذا الحديث بسبعين بابا من العلم. وقال بعضهم ان هذا الحديث وهو حديث عمر انما الاعمال بالنيات هو ثلثا العلم ثلثاء العلم البخاري رحمه الله ابتدأ صحيحه به مع ان اول صحيح البخاري هو كتاب الوحي وابتدأ هذا ابتدأ صحيحه بهذا الكتاب بهذا الحديث انما العمل انما الاعمال ايه هذا الحديث كما هو معروف عند اهل العلم في الحديث قريب في اول هذه ولكنه صحيح معروف يعني الغرابة لا تمنع الصحة فهو غريب اذ نقله عن عمر واحد ونقله عن من نقل واحد الى ان اشتهر بعد ذلك ترجم المؤلف لعمر رضي الله عنه وعمر اشهر من ان يترجم له ومن الفوائد ان كنيته رضي الله عنه ابو حظ وحفظ من اسماء الاثل يناسب ذلك ما كان عليه عمر رضي الله عنه قوة جاعتني واخلاقه جبله الله جل وعلا عليها وهو ممن اسلم قديما هو معروف واستشهد لاربع بقينا الموجود في ما قرأه الاخ اربع مضين من ذي الحجة هذا تحرير صوابه باربع بقين من ذي الحجة. لانه قتل بعد منصرف في المدينة بعد منصرفه من حج السنة استشهد رضي الله عنه في اخر سنة ثلاث وعشرين والكلام على هذا الحديث موجود احدها ان المصنف رحمه الله بدأ به لتعلقه بالطهارة وامتثل قول من قال من المتقدمين انه ينبغي ان يبتدأ به في كل تصنيف ووقع موافقا لما قاله الثاني كلمة انما للحصر على ما تقرر في الاصول. فان ابن عباس رضي الله عنهما فهم الحصر من قوله صلى الله عليه وسلم انما الربا في النسيئة وعورظ بدليل اخر يقتظي تحريم ربا الفضل ولم يعارض في فهمه للحصر وفي ذلك اتفاق على انها للحصر ومعنى الحصر ومعنى الحصر ومعنى الحصر فيها اثبات الحكم في المذكور ونفيه عما عداه وهل نفيه عما عاداه بمقتضى موضوع اللفظ او هو من طريق مفهوم فيه بحث الثالث هنا في قوله عليه الصلاة والسلام انما الاعمال بالنيات او بالنية بحث الشارع هنا قوله انما وقال انما موضوعة للحصر وفيها خلاف كبعض الاصوليين هل الحصر مستفاد منها ام من غيرها فيما تركب من الكلام بها وبغيرها ذكر ان ابن عباس رضي الله عنه فدل على انه لا ربا الا بالنسيئة بما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله انما الربا النسيان الصحابة الذين اوردوا على ابن عباس عدم حصر الربا في النسيئة لم يناقشوه ولم يردوا عليه من جهة كون انما لا تقتضي الحصر وانما من جهة حديث ابي سعيد وغيره في ان الربا يقع في الفضل الذهب بالذهب والفضة بالفضة وحديث عبادة ابن الصامت وهذا كما قال الشارح هنا مصير منهم الى الاتفاق على ان انما للحصر لانهم ما ردوا على ابن عباس رضي الله عنه استدلاله ان كلمة انما للحصر وانما اوردوا عليه دليلا اخر وهذا ظاهر انما للحصر والفاظ الحصر معلومة وهو من مباحث علم المعاني البلاغة من ايظا من مباحث النحو الحصر والقصر بمعنى واحد حصر والقصر معنى واحد ما معنى الحصر والقصر معناه كما قال المؤلف هنا اثبات الحكم المذكور ونفيه عما عداه فاذا يقول قوله انما الاعمال بالنيات فيها اثبات الحكم للمذكور وهو ان العمل بالنية ونفيه عما عداه اما عدا ذلك وهو ان العمل الذي ليس منشأه نية غير واقع اصلا او غير مقبول او غير معتبر شرعا على اختلاف تقديرا ثم ذكر هل المنفي قلنا اثبات الحكم بالمذكور ونفيه عما عداه هل هذا مأخوذ من اللفظ ام من المفهوم قال فيه بحث وهو بحث معروف عند الاصوليين والاظهر انه مأخوذ من المفهوم لا من المنطوب الى من اللفظ فان قوله فان قول القائل انما العالم محمد مثلا او كما في هذا الحديث انما لكل امرئ ما نوى هذا فيه اثبات للحكم بما ذكر لكن نفي صحة العمل اذا لم تكن فيه نية هل هو مأخوذ من الحصر لفظا او من مفهوم الحصر الظاهر انه من مفهوم الحصر مع احتمال كونه من لفظه وذلك ولهذا قال فيه بحث الحصر له اقسام معروفة في علم المعاني من علوم البلاغة وله ادوات. من ادواته انما المذكورة في هذا الحديث ومن ادواته ما والا ما محمد الا رسول هذا حصر وقصر من ادواته ان النافية معه الا ان النافية مع لما هي بمعناه الا ان كل نفس لما عليها حافظ ومن ادواته ايضا النافي لا معه الا ونحو ذلك فله الفاظ. ومن ايضا ما يستفاد منه قصر فجئ الخبر معرفا باهله هذا له بحث معروف في علوم سلام الثالث اذا ثبت انها للحصد فتارة تقتضي الحصر المطلق وتارة تقتضي حصرا مخصوصا ويفهم ذلك بالقرائن والسياق كقوله تعالى انما انت منذر وظاهر ذلك الحصر للرسول صلى الله عليه وسلم في النذارة والرسول لا ينحصر في النذارة بل له اوصاف جميلة كثيرة كالبشارة وغيرها ولكن مفهوم الكلام يقتضي حصره في بالنذارة لمن يؤمن ونفي كونه قادرا على انزال ما شاء الكفار من الايات وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم انما انا بشر وانكم تختصمون الي. معناه حصره في البشرية بالنسبة الى الاطلاع على بواطن الخصوم لا بالنسبة الى كل شيء فان للرسول صلى الله عليه وسلم اوصافا اخر كثيرة. وكذلك قوله تعالى انما الحياة الدنيا لعب يقتضي والله اعلم الحصر باعتبار حصرا الحصر باعتبار من اثرها واما بالنسبة الى ما هو في نفس الامر وقد تكون سبيلا الى الخيرات او يكون ذلك من باب التغليب للاكثر في الحكم على الاقل فاذا وردت لفظة انما فاذا وردت لفظة انما فاعتبرها فان دل السياق والمقصود من الكلام على الحصر في شيء مخصوص فقل به وان لم يكن في شيء مخصوص تحمل الحصر على الاطلاق ومن هذا قوله صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات والله اعلم. الرابع الحصر علماء معاني نوعان حصب حقيقي وحصر اضافي وهو الذي عبره عنه هنا حصر مطلق حصر قيم الحفر الحقيقي القصر الحقيقي هو قصر المبلغ. يعني الذي لم ينظر فيه الى حال من الاحوال واما القصر المقيد قصر الاظافي فهو الذي نظر فيه الى حال من الاحوال مثلا في قول النبي صلى الله عليه وسلم انما انا بشر هو عليه الصلاة والسلام بشر لكن ليس المعنى الحصر المطلق له عليه الصلاة والسلام في بشرية بل انه عليه الصلاة والسلام بشر كالبشر لكن يزيد عليهم باشياء فاذا يكون حصره عليه الصلاة والسلام نفسه في البشرية بهذا الحديث يكون لفائدة وذلك وتلك الفائدة وذلك المستفاد من سياق الكلام وهو انهم يختصمون اليه ويكون بعضهم الحن بحجته من بعض. فقال عليه الصلاة والسلام انما انا بشر يعني في هذا الموضع فانا لم اخرج عن البشرية في هذا الموضع وهو الحكم بين الخصوم والبشر لا يطلعون على بواطن الخصوم وعلى الغيب الذي كأنه الخصم منه كونه كاذبا في دعواه او صادقا في دعوه فاذا الحصر اما ان يكون اما ان يكون حقيقيا مطلقا دون قيد واما ان يكون قيل فقوله تعالى مثلا انما انت منذر انما انت منذر جاء في ايات اخرى ان الله جل وعلا وصفه بانه نذير وبشير فها هنا لا يقصد الحصر المطلق وانما الحصر الاضافي الذي قدره الشالحة هنا لانه منذر بمنذر لمن امن به اليس منذرا للكفار؟ ونذير للعالمين فلما قدرها المؤلف بانه نذير لمن امن به ذلك لانهم هم الذين انتفعوا بالانذار والمنتفع بالشيء ينسب اليه شيء والذي لم ينتفع به لا ينسب اليه بعض الاعتبارات قال جل وعلا انما انت منذر من يخشاه وقال جل وعلا انما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب انما لحفص انما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب مع انه جل وعلا اخبر انه نذير للعالمين وذلك لان الذين امنوا به وخشوا ربهم بالغيب هم الذين انتفعوا لهذا قيدها هنا بانه نذير لمن امن به كقوله انما ينذر الذين يخشون ربهم بالغيب واقاموا الصلاة ومن تزكى فان مع قيادة البركة لنفسك القصر ايضا المستفاد هنا من قوله انما الاعمال بالنيات قصر موصوف على صلة ونادر لكن هذا مثال واضح وسيأتي تقدير سلام انما الاعمال بالنيات. الاعمال موصوفة والنية الصفة فهو قصر العمل على النية بصره من اي وجه سيأتي تفصيله بما يأتي من المثل نعم الرابع الرابع يعني في قوله انما انت منذر ولكل قوم قادر الرابع ما يتعلق بالجوارح وبالقلوب قد يطلق عليه عمل ولكن الاسبق الى الفهم تخصيص العمل بافعال الجوارح وان كان ما يتعلق بالقلوب فعلا للقلوب ايضا. ورأيت بعض المتأخرين من اهل الخلاف خصص الاعمال بما لا يكون قولا. واخرج الاقوال من ذلك وفي هذا عندي بعد وينبغي ان يكون لفظ العمل يعم جميع افعال الجوارح نعم لو كان خصص بذلك رفض الفعل لكان اقرب فانهم استعملوهما متقابلين فقالوا الافعال والاقوال ولا تردد الافعال والاقوال ولا تردد عندي في ان الحديث يتناول الاقوال ايضا والله اعلم هنا في قوله عليه الصلاة والسلام انما الاعمال بالنيات بعد ان انتهى من كلمة انما اتى لكلمة الاعمال والاعمال جمع عمل العمل يشمل ماذا بحثها هنا في هذه المسألة وقال ان العمل يشمل عمل القلب وعمل جوارحه لا شك ان القلب له عمل واجمع اهل السنة على ان الايمان قول وعمل وان العمل منه ما هو عمى القلب ومنه ما هو عمل الجوارح العمل للجوارح هل يدخل في ذلك جارحة اللسان؟ يعني يعتبر القول من العمل ذكر ان بعض المتأخرين نفى ذلك هذا ليس بصحيح بل هو غلط فان القول عمل قال جل وعلا ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد رقيب معز لكتابتك وقالت الاية الاخرى ووفيت كل نفس ما عملت العمل اذا يكون عمل القلب وعمل الجوارح والجوارح منها اللسان وعمل اللسان هو والقول فاذا يدخل في الاعمال التي في هذا الحديث انما الاعمال تفسيرها اذا يكون انما اعمال القلوب انما اعمال الجوارح انما الاقوال بالنيات وهذا ظاهر فان القول لابد فيه من نية بما سيأتي من تفسير ذلك والعمل القلب لابد لي من نية وعمل الجوارح لابد فيها بالنية الذي يقابل به القول الفعل يقال قول وفعل فعل وقال فيكون الفعل والقول قسمين للعمل فيكون العمل منقدما الى اقوال افعال بهذا فان قول اهل السنة مثلا الايمان قول وعمل قول وعمل لا يعني خروج القول عن العمل ولكن افردوه تخصيصا له لانه هو عقد الاسلام الظاهر اذا شهد ان لا اله الا الله انما يكون ذلك بالقول. فهو شعار الاسلام فافرد بالتنبيه على اهميته والا فان العمل يشمل عمل القلب عمل الجوارح عمل اللسان الخامس قوله صلى الله عليه وسلم الاعمال بالنيات لا بد فيه من حذف مضاف واختلف الفقهاء في تقديره الذين اشترطوا النية قدروا صحة الاعمال بالنيات او ما يقاربهم والذين لم يشترطوها قدروه كمال الاعمال بالنيات او ما يقاربه. وقد رجح الاول وقد رجح الاول بان الصحة اكثر اكثر لزوما للحقيقة من الكمال الحمل عليها اولى لان ما كان لان ما كان الزم للشيء لان ما كان الزم لشيء كان اقرب الى كان اقرب الى قطوره بالباب. قطوره حضوره او فطوره كان اقرب الى بطونك الى فطوره بالبال عند اطلاق اللفظ. فكان الحمل عليه اولى وكذلك قد يقدرونه انما اعتبار الاعمال بالنيات وقد قرب ذلك بعضهم بنظائر من المثل كقولهم انما انما الملك المثل يعني جمع امثلة كقولهم انما الملك بالرجال اي اي قوامه ووجوده اي قوامه ووجوده اي قوامه ووجوده وانما الرجال بالمال وانما المال بالرعية وانما الرعية بالعدل. كل ذلك يراد به ان قوام هذه بهذه الامور هذا مسألة مهمة وهي المقصودة قوله عليه الصلاة والسلام انما الاعمال وانما لكل امرئ ما نوى انما الاعمال بالنيات من المتقرر ان الجار والمجرور لا يكون خبرا بنفسه وانما يتعلق بخبر فهنا انما الاعمال ما تقديرها؟ هل الاعمال صحيحة النيات او الأعمال معتبرة بالنيات او الاعمال كاملة بالنيات ذكر ان الفقهاء اختلفوا فمن اهل العلم من يشترط النية الاعمال ومنهم من لا يشترط ذلك في اعني في جنس الاعمال. فمن اشترط قال فمن اشترط النية في العمل صار تقدير الكلام عنده انما الاعمال صحتها بالنية انها شر لكن هذا فيه نظر وهو ان النية تشترط في العبادات اما بغير ذلك البيت قراءة اداء الحقوق برد الخصوم رد المظالم ونحو ذلك فانها لا تشترط بهمه تقع صحيحة شرعا وتبرأ بها ذمة من فعلها من رد الحقوق. ويقع البيع معتبرا شرعا نافذا تترتب عليه اثاره ولو لم يكن ثم نية خاصة ولهذا قال بعض اهل العلم ان تقدير الكلام هنا انما الاعمال بالنيات يعني انما الاعمال صحتها بالنجال هذا فيه تقييد للفظ الاعمال لانه اذا اذا قلنا انما الاعمال صحتها بالنيات وقد علمنا شرعا ان هناك اعمالا تصح وتنفذ بلا نية كالبيع والشراء وكرد الظلم كرد المظالم واداء الحقوق ونحو ذلك وابراء والابراء وما شابه ذلك فانه يكون تخصيصا لما كما له لفظ الاعمال. ظاهر قال هنا انما الاعمال بالنية. اذا قدرناها بالصحة يكون معناه انما الاعمال التي تشترط لها النية صحتها بالاعمال. وهذا التقدير هذا التقييم فيه نظر وذلك لان علماء الاسلام خاصة ائمة الاسلام ادخلوا هذا الحديث في كل او في اكثر ابواب العلم. ومنها ما نعلم انه لا يشترط له النية وذلك لان تقدير الكلام عندهم ليس هذا ليس تقديره ليس تقديره عندهم انما الاعمال صحتها بالنية وانما تقدير الكلام عندهم الذين يجعلون الاعمال تشمل كل شيء داخلة في هذا الحديث غير مخصوصة باعمال العبادات تقديره عندهم انما الاعمال حاصلة ليست صحيحة لا يقدمها بصحيحه ولا بكاملة. انما الاعمال حاصلة بالنيات. يعني لا يمكن ان يعمل احد عملا الا وله فيه نية فلا بد من نية عنها نشأ عمل عنها وقع العمل. انما الاعمال حاصلة بالنيات والشق الاول هذا ليس فيه تعرض لقبولها ولا لصحتها ولا لثواب عليها ونحو ذلك انما الاعمال ناشئة عن النية ناشئة عن النية حاصلة بالنية. قال بعدها وانما لكل امرئ ما نوى وهذا هو الذي يتعلق به ثواب يتعلق بالصحة يتعلق به عدم الصحة. انما لكل امرئ ما نوى يعني انما لكل امرئ من عمله الذي انشأه بتلك النية ما نواه بتلك النية وهذا التقدير هو المتقرر وهو الذي يومئ اليه كلام الامام احمد رحمه الله تعالى وبن جرير الطبري وجماعة من المحققين من اهل العلم و يحسنه انه يسلم من التكرار يسلم الكلام فيه من التكرار لانه اذا كان تقدير الكلام انما الاعمال صحتها بالنية صار وانما لكل امرئ ما نوى كالتكبير لما قبله وتأسيس الكلام كما هو مقرر اولى منه تهدي به فاذا يكون انما الاعمال بالنيات اذا قدرت كما قدرها جماعة كثيرون وهو ربما كانوا الاكثرين انما الاعمال صحتها بالنيات انما الاعمال ثوابها بالنيات فيكون ذلك فيما ترد له النية يعني في العبادات التي دل الشرع على انه لابد من نيته فيها وغيرها لا يدخل في ذلك. والاولى كما ذكرت لكم هو الثاني وذلك جعل الجملة الثانية مؤسسة والجملة الاولى مؤسسة. انما الاعمال الحاصلة الناس يختلفون فكل كل عمل وقع من احد لابد انه وقع ونشأ عنه نيته قال بعدها وانما لكل امرئ اوقع عمله بنية ما نواه بعملك فان نوى نية صالحة كان له النية الصالحة وان نوى نية فاسدة كان عليه فساد عملي وهذا يحسنه ايضا انه يدخل في حتى المباحات اذا نوى بها المرء صالح وقد قال العلماء المتقدمون من السلف ان العبد يؤجر على بعض المباحات اذا كان له فيها نية وذلك لقوله عليه الصلاة والسلام فيما رواه مسلم في الصحيح قال وان في بضع احدكم لصدقة احدكم يعني عضو او تنامه عن الجماع فقالوا يا رسول الله يأتي احدنا شهوته ويكون له فيها اجر؟ قال نعم ارأيت لو وضعها في الحرام كان عليه وزر. فكذلك اذا وضعها في حلال كان له بذلك اجر وهذا هو الظاهر من هذا المانع. على كل حال اذا قدر انما الاعمال بالنيات. على انما الاعمال صحيحة تلحظ انها فيما تشترط له النية وانما لكل امرئ ما نوى يشمل ما تشترط له النية وما لا يشترى و جعل كل جملة مؤسسة وليس احد الجملتين مؤكدا للاخرى هذا اقوى. الشارح كما سمعت ذكر ان بعض الفقهاء قدر المحذوف الصحة انما الاعمال صحتها بالنيات وقدرها بعضهم انما الاعمال كمالها بالنيات. قال ان تقدير لفظ الصحة اولى لانه اقرب الى الحقيقة وذلك لان تقدير الكمال فيه شيء من المجاز عنده والاخذ بمنطوق الكلام او بحقيقته اولى لا شك من الاخذ بما يجوز بالكلام او بما يعد مجازا في الكلام وهذا وجيه في تعليله لقول من قدرها الصحة ثالثا قوله صلى الله عليه وسلم نكتفي بهذا القدر ونسأل الله جل وعلا ان ينفعنا واياكم بما سمعنا وصلى الله وسلم على نبينا محمد