المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شرح بلوغ المرام الدرس الاول احمده جل وعلا خير حمد واوفاه. واثني عليه الخير كله واشكره واذكره واسأله جل جلاله وتقدست اسماؤه ان يجعلني واياكم من حملة العلم ومحصليه ومن الذين يعلمون ويعملون ويبلغون انه سبحانه جواد كريم واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فان من نعم الله جل وعلا علينا جميعا ان هيأ لنا مثل هذه الدورات العلمية التي هي من اعظم ما يتعبد به المرء في هذا الزمان من النوافل بل قد قال اهل العلم ان افضل النوافل على الاطلاق طلب العلم وفضل الامام احمد وجماعة من الائمة والمحققين فضلوا طلب العلم على غيره فجعلوا طلب العلم الذي ينفع المرء في دينه في عقيدته وفي عباداته وفي معاملاته جعلوه افضل من الجهاد النفي وهذا ظاهر لان العلم متعد العلم يتعداك الى غيرك فتنفع به نفسك وتنزع به غيرك ولهذا قال جماعة من اهل العلم لاجل فضل العلم ما امر الله جل وعلا نبيه ان يستزيد من شيء الا من العلم فقال جل جلاله وقل ربي زدني علما بهذا ينبغي لنا ان نرعى هذه النعمة وان نقبل عليها الا وهي وجود مثل هذه الدورات التي يشرح فيها الشيء الكثير في الوقت القليل فربما لم يمكنا ان نشرح متنا من المتون الا في سنة لكن لاجل هذه الدورات فانها يمكن معها ان يشرح المتن في عشرة ايام او في عشرين يوما بحسب ما يتيسر من الحال لهذا ينبغي على كل طالب علم ان يجتهد لهذه الدورات في الحضور وفي المراجعة قبل وبعد وان يجعل هذه الاسابيع القليلة وسيلة للعبادة بل ينوي بها التعبد في حضوره للعلم وفيما يستعد له قبل وبعد وهذا يعني ان تحب نفسك ومن تعرف ممن يمكنهم ان يحضروا ويحملوا العلم ويستمعوا اليه ان تحضهم على حضور هذه الدورات سواء التي في هذا المسجد المبارك ام في غيره؟ لان العلم مطلوب تحصيله ومطلوب نشره وان العلم لا ينتزعه الله جل وعلا ولا يرفعه من العباد هكذا نزعا. وانما بموت العلماء حتى اذا لم يبقى عالم اتخذ الناس رؤوسا جهالا لهذا من اعظم ما اتعلم له وكل محب لدين الله يتألم له ان يسمع هذا الحديث وينظر الى قلة من هو جاد في طلب العلم ويخشى ان يأتي زمان يتكلم في العلم من هو نتفة فيه يأخذ من ها هنا وها هنا ثم يتصدر بين الناس فيكون ممن قال فيه عليه الصلاة والسلام حتى اذا لم يبقى عالم اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فافتوا بغير علم وضلوا واضلوا. اتخذوا رؤوسا جهالا لانهم ظنوا انهم علماء او انهم من اهل العلم فسئلوا وهم في الحقيقة جهلة لم لم يحصلوا من العلم ما به ترسخ اقدامهم فيه ويرسخ قلبهم في فهم العلم في فهم كلام الله جل وعلا وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم فسألهم الناس فافتوا بغير علم لان علمهم اما معدوم او مشوش فافتوا بغير علم اضلوا واضلوا لهذا ينبغي لك ان تحتسب انفاسك وان تحتسب عمرك في طلب العلم وفي الحظ عليك وفي حفظه وفي تدارسه فهو افضل انواع الجهاد في هذا في الزمان فليس ثم نوع من انواع الجهاد الذي يجاهد به اعداء الله جل وعلا ويجاهد به الصد عن دين الله جل وعلا وفي هذا الزمان بل وفي غيره مثل العلم. ولهذا كما ذكرت لك فضل العلماء طلب العلم على غيره من النوافل واختلفوا هل هو افضل من الجهاد النفل التطوع ام لا؟ والصحيح ان طلب العلم افضل لعظم اثاره ولعظم فضله ثم ان طالب العلم ينبغي له ان يتأدب باداب اهل العلم وحملت العلم ومحصليه وهذه الاداب ذكرناها لكم مرارا في دورات سبقت ولابد من تعاهدها فمن اعظمها ان يكون مجاهدا نفسه في الاخلاص لله جل وعلا وفي انه يكون لا نية صحيحة في العلم فالعلم عبادة ولا يقبل الا بنية صالحة وباخلاص لله جل وعلا كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام انما الاعمال بالنيات وانما لامرئ ما نوى فكل امرئ له ما نوى. فاذا كانت نيته صالحة فان عمله يكون عبادة مع توفر الشرائط الاخرى وانتفاء الموانع. لهذا من اعظم اسباب البركة في العلم ان تكون نيتك صالحة في العلم ومعنى النية في العلم ان تنوي رفع الجهل عن نفسك بما تتعلم الجاهل هو الذي يقول العلم معروف والاحكام معروفة والحمد لله العقيدة معروفة هذا كلام جهلة واما الذي كذا طرفه مما من العلم فانه كما قال عمر من قال انا عالم فهو جاهل يعلم ان العلم واسع كثير ولهذا يصعب تحصيله في وقت قصير بل وقت تحصيل العلم العمر كله وقت تحصيل العلم عمرك كله من اوله الى اخره. ولهذا جاء اطلبوا العلم من المهدي الى اللحد قال العلماء النية في طلب العلم تأتي مع العلم كما قال طائفة من ائمة الحديث طلبنا العلم وليس لنا فيه نية. ثم جاءت النية بعده لانه لما تعلم العلم علم انه لابد ان ينوي فيه نية صالحة وان يتقرب به الى الله فنوى بعد ان تعلم وقال اخرون من ائمة اهل الحديث طلبنا العلم لغير الله فابى ان يكون الا لله يعني انهم حين طلبوا طلبوه لنوازع قد تكون منافسة وقد تكون مجاملة وقد تكون وقد تكون لكنه ابى ان يكون الا لله لان العبد الصالح لان العبد الذي يريد رضا ربه جل وعلا اذا حضر العلم وسمع كلام الله جل وعلا وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وعلم معنى كلام الله وكلام رسوله فانه لن يفر من الله الا الى الله جل وعلا بتصحيح النية وتصحيح القلب واسلام هو النفس لله جل وعلا وحده. فاذا النية الصالحة في العلم ان تنوي رفع الجهل عن نفسك ثم ان تنوي رفع الجهل عن غيره فمن استقام له هذان الامران او الاول منهما فهو على نية صالحة. في العلم فيرجى له القبول وهذا القصد وهذه النية تنفعك كثيرا اذا استحضرتها في العلم وطالما نفعت غيرك في انك اذا نويت رفع الجهل عن نفسك فانك ستستحضر دائما انك تجهل اشياء كثيرة تجهل اشياء كثيرة في العقيدة تجهل اشياء كثيرة في التوحيد تجهل اشياء كثيرة في معنى كلام الله في القرآن معنى كلام النبي عليه الصلاة والسلام في العبادات في المعاملات العلم واسع فاذا احسست بانك تجهل كثيرا وانك تنوي تنويه وانك تنوي وتجاهد على رفع الجهل عن نفسك فانك ستجتهد اكثر واكثر في طلب العلم وفي حفظه وفي مدارسته هذه مقدمة بين يدي هذه الدورة التي اسأل الله جل وعلا ان يجزي القائمين عليها خيرا واخص بالذكر منهم اخانا شيخ فهد الغراب وفقه الله لكل خير. فلقد علمته مجتهدا خير اجتهاد في ان ينفعكم فلا تحرموه مع اخوانه وزملائه الذين اسهم في اقامة هذه الدورة لا تحرموهم من دعائكم الصالح مع تجديتهم خيرا. فاسأل الله جل وعلا لنا ولهم القبول والسداد في الاقوال والاعمال. وان يغفر لنا ولهم ولوالدينا ولمشايخنا ولاحبابنا اجمعين انه سبحانه جواد كريم نعم قال الامام رحمه الله تعالى الحمد لله على نعمته الظاهرة والباطنة قديما وحديثا والصلاة والسلام على نبيه ورسوله وهذه وصحبه الذين كانوا في نصرة وعلى اتباعهم الذين ولدوا علمهم والعلماء ورثة الانبياء اشرك بهم واجدا وموروثا. اما بعد فهذا على اصول الادلة الحسنة الشرعية حرصتكم تحريرا فارغا ليصير من يحفظه من بيت افراده سابقا ويستعين به الطالب المبتدئ ولا يستغني الراغب المجتهد وقد بين لي عقب كل حديث من اخرجه من الائمة لارادة فالمراد السبعة احمد والبخاري ومسلم بعض لا بد والمساليب والرمادة وبالستة من عدا احمد وبالخمسة من عدا البخاري ومسلما وقد اقول الاربعة واحمد وبالاربعة من عدد ثلاثة الاول وبالسلامة من عداهم وعدا الاخير. وبالمتفق عليه البخاري ومسلم. وقد لا اذكر معهما غيرهما وما عدا ذلك فهو مبين. وسميته بلوغ المراحم ادلة الاحكام. والله اسأل الا يجعل ما علمنا علينا وان يرزقنا العمل بما يمضيه سبحانه وتعالى. سبحانه هذه الخطبة بهذا الكتاب العظيم كتاب بلوغ المرام من ادلة الاحكام اشتملت على مقاصد الاول الثناء على الله جل وعلا وحمده سبحانه وتعالى وقد رأيت انه لم يبتدأها بما يسميه العلماء بخطبة الحاجة وذلك ان اهل العلم يجعلون خطبة الحاجة في الخطب الكلامية واما في المكتوب فعندهم انه يشرع ان يثني على الله جل وعلا بما هو مناسب للحاج والنبي عليه الصلاة والسلام في كتبه التي ارسلها الى اهل الامصار وفي كتاب الصدقات ايضا لم يبتدأها بما يسمى خطبة الحاجة وخطبة الحاجة مشروعة في الخطب الكلامية واما المكتوب فان سنة اهل العلم فيه ان يحمد الله جل وعلا بما تيسر ان كان بما يسمى بخطبة الحاجة الحمد لله نحمده ونستعينه الى اخره كما هي معروفة في رواية ابن مسعود او بما يتيسر له من الثناء على الله جل وعلا و الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى وهو من ائمة اهل الحديث في زمانه ومن حفاظه ابتدأها بما يناسب الحال من من الثناء على الله جل وعلا وحمده على نعمه الظاهرة والباطنة القديمة والحديثة والمقصد الثاني في هذه الخطبة انه ذكر فضل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفضل اتباعهم والتابعين لهم بانهم ورثوا العلم والعلماء ورثة الانبياء اكرم بهم وارثا وموروثا وهذا فيه تحريك للنفوس ل ليلة اعلى المراتب وهو ان تكون وارثا للمصطفى صلى الله عليه وسلم واكرم به وارثا وموروثا. اكرم بهم وارثا واكرم بالعلم موروثا ورثوه عن المصطفى صلى الله عليه وسلم ولهذا قال عليه الصلاة والسلام العلماء ورثة الانبياء فان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما. وانما ورثوا العلم فمن اخذه اخذ بحظ واسع المقصد الثالث ذكر ان كتابه هذا مختصر يشتمل على اصول الادلة الحديثية للاحكام الشرعية وذكر انه حرره تحريرا بالغا. ليصير من يحفظه بين اقرانه نابغة وهذا موافق للحقيقة وبر فيه الحافظ في هذا الدين احمد ابن حجر العسقلاني رحمه الله فلقد افتخر وهذا يقتضي ان يكون استفاد من غيره من الكتب والكتب المؤلفة فيه احكام بالاحكام يعني في احاديث الاحكام كثيرة من اشهرها عمدة الاحكام ومنتقى الاخبار المجد لابن تيمية والالمام لابن دقيق العيد والمحرر الحافظ شمس الدين ابن عبد الهادي وبلوغ المرام الذي نحن بصدد شرحه والعلماء بعد ابن دقيق العيد تفادوا منه كثيرا فاكثر ما يستغيث العلماء في الكتب المختصرة في مثون الاحاديث احاديث الاحكام من كتاب ابن دقيق العيد الذي هو الالمام وقد اختصر واستفاد منه قد رد بعضهم هذا شمس الدين ابن عبد الهادي في كتابه المحرم فحين ايه تعلم ان مصادر الحافظ ابن حجر في كتابه هذا العمدة عمدة الاحكام وملتقى الاخبار والالمام لابن دقيق العيد والمحرر لابن عبدالهادي وقلما يخرج عن هذه الى غيرها مما يحرره هو ويستفيده ويقرره المقصد الاخير ذكر مصطلحه فيه وانه عن بالسبعة الامام احمد واصحاب الكتب الستة البخاري ومسلم وابو وابا داوود والنسائي والترمذي وابن ماجه وهذا المصطلح السبعة الستة الخمسة الاربعة الثلاثة هذا سلاح ليس متفقا عليه وليس سنة ماضية بين اهل العلم لكنه انتشر وصف كتب الحديث البخاري ومسلم وابي داوود والترمذي والنسائي وابن ماجه في الكتب الستة لانه ادخلت في بعض التصانيف والا فقد تجد من لا من لا نسمي هذه الكتب بالستة وقد يقتصر على الخمسة دون ابن ماجة كما فعل ابن الاسير في جامع الفصول على ما هو معروف عند اهل الاختصاص في مواطنه فاذا هذه الكلمات سبعة والستة الى اخره هذه اصطلاحية وطالب العلم ينتبه الى انه قد يكون هذا التخريف الذي عزي بهذه الكتب بالستة او للسبعة او للخمسة قد يكون في رواية موجودة بين ايدينا وقد يكون في رواية ليست بايدينا وهذا يعني ان تتثبت كثيرا حينما فخرجوا الحديث الذي رواه الذي ذكره الحافظ في بلوغ المرام فان من الاحاديث من قد فان من الاحاديث ما قد يظن الظال انه لم يخرج في هذا الكتاب الذي عزاه اليه الحافظ ابن حجر واذا تتبع الناظر وجد ان لعزو الحافظ اسبابا منها ما ذكرته لك من انه يكون في رواية غير الرواية التي بايدينا مثلا يكون في رواية للبخاري ليست هي رواية الفرابري ويكون في رواية اخرى كرواية حماد ابن شاكر او نحو ذلك. وقد يكون في مخرج لرواية في رضع غير المخرج المعروف وقد يكون في نسخة لابي داوود غير الرواية المعروفة فان ابا داوود لكتابه عدة روايات رواية اللغوي هي المشتهرة المشتهرة المعروفة بين ايدينا ولها ايضا عدة اوجه ونسخ هناك رواية التي اعتمدها الخطابي في شرحه معالم السنن والتي رواها من طريق ابن باثة البيهقي في السنن الكبرى يعني يرويه من طريق ابن ذاته وهناك رواية اخرى ايظا روايات اخرى للسنن غير ما ذكرنا. وهكذا في الترمذي فان نسخه تختلف اختلافا ايه الزيادة وفي النقص سواء في الاحاديث او في الحكم على الاحاديث بالصحة او بكونه حسنا صحيحا او بكونه حسنا الى اخر ذلك ثم كذلك سنن النسائي تارة يطلق العزو ويراد به الكبرى وتارة يطلق العزو ويراد به المجتمع وهكذا في ابن ماجة فان نسخه ايضا مختلفة ومسند الامام احمد بخصوصه النسخة الموجودة بين ايدينا المطبوعة هذه نسخة ناقصة احيانا مسانيك لبعض الصحابة كاملة لا تكون موجودة واحيانا بعض الاحاديث لهذا نرى ان ابن تيمية وابن كثير وابن حجر تارة يعزون احاديث لا نجدها في هذا المسند الذي بين ايدينا وهذا المسند الذي بين ايدينا لجمعه قصة معروفة عند اهل العلم وهو ان الحافظ مسند زمانه عبد الله بن سالم البصري ثم المكي المعروف قاف على مسند احمد من الاندثار وذهاب نسخه فاجتهد في جمعها على ما يعلم فجمع القطع التي بايدي الناس وراسل العلماء حتى اجتمعت عنده نسخة فجمعها ورتبها على ما يعلم من من ترتيب مسند الامام احمد فخرجت على هذا النحو ثم نفخ منها نسخ وفرقها في الامصار حفاظا على هذا المسند العظيم. وعن احد هذه النسخ طبع مسند الامام احمد في طبعته المعروفة والناظر في تهرسي مسند الامام احمد الذي جعله له الحافظ ابن عساكر وهو في القرن السادس الهجري ينظر ان ثمة مسانيك فيه ليست موجودة في مسند الامام احمد الموجوع وثمة احاديث بالجزم عزاها الى مسند احمد ابن تيمية او ابن كثير او ابن حجر وليست موجودة في هذا الذي بين ايدينا. هذا عرض المختصر سواء لهذه الكتب السبعة او لغيرها معه يكون طالب العلم متحريا كثيرا فيما ينتقل به العلماء في تخاريجهم وخاصة حفاظ الحديث والائمة الذين عنهم اخذ التخريج وهم الحفظة فلا يتجاسر احد على توحيد الحافظ ابن حجر او على توهم غيره من الائمة الا بدليل قاطع واضح ان من عالم راسخ في تخريج الحديث وفي معرفته هذا احد الاسباب والسبب الثاني ان الحافظ ابن حجر قد يخرج الحديث ويعزو الحديث الى اكثر من مصدر وهو يعني اصل الحديث فيكون الحديث في بعض المصادر مفصلة وفي بعضها مختصرا فيعزل المختصر وينسبه للجميع فيذكر المختبر لفظ المختصر وينسبه ينسبه للجميع لاجل رعاية الاصل وهذا من السنة المعروفة عند اهل العلم في انهم يصححون العزو يحسب ويقصدون بذلك اصل الحديث ايضا قد يعزو الحافظ ابن حجر الى بعض الكتب بلفظ وينظر المخرج الى انه ليس في الكتاب بهذا اللفظ وهذا يكون له سبب ثالث وهو ان الكتاب الذي عزاه اليه كمسلم مثلا او البخاري او سنن ابي داوود او غير ذلك يكون قد ذكر فيه الاسناد دون المتن ومعلوم ان البخاري يورد اسانيد دون متونها في الشواهد ويورد كذلك مسلم اسانيد كثيرة ويقول في اخرها بمثله بمثله سواء بنحوه او نحو ذلك ولا يذكر المثنى وكذلك قد يفعل ابو داوود والترمذي وجماعة وجميع من صنف في الحديث فيكون العالم يعلم ان هذا الاسناد متنه هو كذا وكذا وهو موجود في سنن الدارقطني او موجود في سنن البيهقي او موجود في مسند ابن الجاروت او موجود في مستخرج ابي عوانة ونحو ذلك فيقول هذا المتن يقول رواه مسلم او رواه ابو داوود وهو لم يذكر اني مسلما او ابا داود لم يذكر اللفظ وانما ساق الاسناد. فيأتي من يتعقب الحافظ وابن حجر او يتعقب الائمة فيقول هذا لم يروه مسلم وانما رواه بلفظ كذا وكذا. لم يروه البخاري لم يروه ابو داوود وهكذا في انواع من تعقب الائمة. وقد لا يكون تعقب من تعقب صحيحا هذه الاسباب او بعضها ومن اهمها انه يذكر اللفظ وصدق من قال انه ليس في مسلم ولكن في مسلم الاسناد الذي يعلم الحافظ الذي يعلم الحافظ للحديث ويعلم من يعتني بالمتون يعني يعلم ان متن هذا الاسناد هو كذا وكذا اما هو موجود في سنن النسائي مثلا او في الدارافطني او في البيهقي او في ابن الجاؤوز او عند الحاكم او ابن حبان او ابن خزيمة الى اخره. فاذا ذكر مسلم اسنادا ولم يذكر المثنى فانه يقال انه رواه لانه روى الاسناد وقال بمثله ولكنه اختصارا لم يذكر المتون. وهذه فائدة مهمة وعزيزة ينبغي لك ان تعتني بها جدا ولهذا اعتنى العلماء بالمستخرجات التي فكت هذا الاختصار وذكرت ما اختصره مسلم او اختصره البخاري ونحو ذلك من المسائل لهذا ينبغي لك ان تعتمد ما ذكره الحافظ من التخريج والا تتعقبه في شيء من ذلك والا تلتفت ايضا لتعقب من تعقب في التخريب حتى يكون ثم برهان بين بعد رعاية في هذه الاشياء التي ذكرت لك ورعاية غير هذه الاشياء مما قد يطول المقام بتفصيله في اصول التخريب ومقاصد العلماء اعني ائمة الحديث في عزوهم للاحاديث ومما يعظم عندك هذا الكتاب كتاب بلوغ المرام انه من تأليف قاسمة الحفاظ من اجمع على الثناء عليه من جميع الفئات والطوائف وعلى حسن تصانيفه وعلى دقته في بحثه وعلى نزاهته فيه ايضا الا وهو الحافظ العلم ايهاب الدين احمد ابن علي ابن حجر العسقلاني المصري المولود سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة والمتوفى سنة اثنتين وخمسين وثمانمئة رحمه الله تعالى وجزاه عن اهل العلم خيرا بلوغ المرام كتاب قد يطول الكلام عليه جدا لان شرح الحديث كما تعلمون قد يكون مبسوطا وقد يكون مختصرا المعلم بيده بسط الكلام او اختصار الكلام على الاحاديث والذي رأيت انه مناسب وارجو ان يكون ان شاء الله تعالى مناسبا ونافعا لي ولكم ان يكون شرحنا مختصرة وقدرت ان يكون ختمت طرح بلوغ المرام في مائة يوم وهذه الدورة قد تبلغ ثمانية عشر يوما ولهذا قد نفرح فيها نحو يعني ما بين المائتين الى ثلاث مئة بحسب النشاط عدم ما يقطع اتصال الدرس الشرع سيكون سهلا ممتنعا مختصرا لكن ارجو ان يكون مفيدا بحيث انه يرتب الكلام في شرح كل حديث على مقاصد او على مسائل فنذكر اولا المعنى الاجمالي للحديث وثانيا لغة الحديث وثالثا درجة في الحديث يعني من حيث الصحة والحسن والضعف وقد ابين بعض العلل او النقد على الاساليب على قلة واخيرا فوائد الحديث او من احكام الحديث ففي كل حديث ان شاء الله تعالى نرتبه على هذه المسائل الاربع وسنمر مرورا سريعا ان شاء الله تعالى فاسأل الله جل وعلا ان يوفقني لنفعكم ونفع نفسي وان يوفقكم ايضا لتلقي ذلك ومباحثته وفهمه ودرسه انه سبحانه جواد كريم ابدأ قال رحمه الله تعالى مطهرة باب المياه عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في البحر هو طهورها ابو الحلم ميتته قدم الاربعة وابن ابي شيبة الصلاة ورواه مالك هذا الحديث حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في البحر هو الطهور ماؤه الحل ميتته ومعنى قوله قال في البحر يعني انه ذكر البحر عنده فقال هذه الكلمة وهذا الحديث له سبب ان النبي عليه الصلاة والسلام سئل على انهم يكونون في البحر يعني على سفنهم ومعهم ماء قليل ليشربوه او يطبخ به او نحو ذلك وان استعملوه في الوضوء نفث وضاق الامر عليهم فسألوه عن ذلك فقال عليه الصلاة والسلام في البحر هو الطهور ماؤه لان السؤال كان عن التوضأ بماء البحر هل نتوضأ بماء البحر ام لا نتوضأ فقال عليه الصلاة والسلام في البحر يعني في التطهر بماء البحر هو الطهور ماؤه الحل شفت وسبب السؤال انهم نظروا في ماء البحر ووجدوا طعمه متغيرا وجدوا ان طعمه مالح بل قد يكون شديد الملوحة فهل يتوضأ بمثل هذه الحال بشيء تغير طعمه فاشكل عليهم هل يتوضأ بما تغير طعمه ام لا النبي عليه الصلاة والسلام اجابهم بما يحتاجون. فبين انه طهور وزاد على ما يحتاجون بقوله الحل ميتته وهذه الزيادة سببها ان الراكب للبحر سأل عن الوضوء وهو يلابسه امر الصلاة كما انه يلابسه امر الاكل فيحتاج الى اشياء من اهمها امر عبادته وامر غذائه فلما سأل السائل عن واحدة افاده النبي عليه الصلاة والسلام باثنتين لانه عليه الصلاة والسلام بالمؤمنين رؤوف الرحم المسألة الثانية لغة الحديث قال عليه الصلاة والسلام في البحر هو الطهور ونهب الطهور اعول من طاهر فهو مبالغة من طاهر ويدخل في صيغ المبالغة كالغفور الغافر ونحو ذلك واذا كان اذا كانت كلمة طهور مبالغة من طاهر فهذه المبالغة هل هي مبالغة في كونه طاهرة مبالغة في طهارته او هي مبالغة في تعدي الفعل الى تطهير غيره الوجه منهما هو الثاني لانهم لم يستشكلوا بانهم لم يستشكلوا كون البحر طاهرة وانما سألوا عن التوضأ بماء البحر فلهذا دل قوله الطهور هو الطهور ماؤه ان المبالغة هنا المقصود منها بلغ التعدي التطهير فهو طاهر في نفسه وايضا يطهر غيرها وهذا الاستعمال هو استعمال شرعي عند طائفة من اهل العلم. يعني انه ليس بالحقيقة اللغوية ولكنه حقيقة شرعية وذلك ان الشرع جاء فيه استعمال لفظ طهور لما تتعدى لما يكون مطهرا لغيره والتطهير قد يكون رفعا لحدث او قد يكون ازالة لخبث لهذا من هذه اللفظة لفظة طهور قال طائفة من اهل العلم ان هذه اللفظة باللغة لها معنى وهي المبالغة في كون الماء طاهرة. واما في الاستعمال الشرعي فنفهم منها زيادة عن كون الشيء طاهرا وهو كونه طاهرا ومطهرا ايضا وهذا جاء في هذا الحديث والطهور ماؤه وهم يعلمون ان ماء البحر طاهر في نفسه فلما قال الطهور ماؤه علمنا انهم فهموا من قوله طهور ماؤه يعني ان ماءه يتطهر به ومثله قول النبي عليه الصلاة والسلام في التراب وجعلت تربتها لنا طهورا والتراب معلوم انه طاهر ولكنه جعل لهذه الامة طهورا يعني مطهرا هذا بحث لغوي مهم في هذا الحديث قال والحل ميتته. ميتة هي ما يموت في البحر من حيوانات البحر لا من غيره الميتة ميتته هذه الاضافة تقتضي ان يكون ميتة البحر مما يعيش فيه اما اذا كان يعيش في غيره ثم مات فيه فلا يصدق عليه انه ميتة بحر وان كان مات بسبب البحر. لهذا قال والحل ميتته يعني مما يموت ويطفو من حيوانات البحر كالسمح والحوت وغير ذلك المسألة الثالثة في درجة الحديث حديث صحيح صححه جمع كثير من الائمة و قال بعض اهل العلم ان طرقه لا تخلو من مقال ولكنه بمجموعها يكون صحيحة فالمعتمد دون تفصيل في التخريج البحث في الاسانيد المعتمد الذي عليه عامة اهل العلم ان الحديث صحيح وهو اصل في بابه المسألة الرابعة هي من احكام هذا الحديث اولا هذا الحديث افتتح به الحافظ ابن حجر هذا الكتاب وهو كتاب الطهارة والطهارة يبتدأ بها لان اعظم الاركان العملية الصلاة والصلاة مفتاحها الطهارة والطهارة لا تكون الا بالماء لذلك جعل كتاب الطهارة ثم باب المياه ثم ساق هذا الحديث قدر احاديث البعض ثانيا الحديث دل على ان الماء ينقسم الى طهور والى طاهر ووجه ذلك ان الصحابة رضوان الله عليهم سألوا عن التطهر بماء البحر فلم يشكل عليهم كون ماء البحر فلم يشكل عليهم كون ماء البحر طاهرا وانما سألوا عن التطهر به والنبي عليه الصلاة والسلام ذكر ان ماء البحر طهور يعني انه مطهر وهذا يعني ان الماء ينقسم الى ماء يتطهر به والى ماء لا يتطهر به وهذا حجة كثير من اهل العلم في قسمهم الماء الى ثلاثة اقسام الى طاهر الى طهور وطاهر ونجس والحديث دل على قسمين على الطاهر والطهور ودل ايضا تقسيم الماء الى طاهر وطهور عدة اشياء منها قوله عليه الصلاة والسلام في التراب مما فضل الله جل وعلا به هذه الامة قال فضلت على الانبياء بخمس ثم ساقه وقال عليه الصلاة والسلام في اخره وجعلت تربتها لنا فهو وقال ايضا عليه الصلاة والسلام فايما مسلم اراد ان يصلي فعنده مسجده وطهوره ومعلوم ان هذه الامة فضلت على غيرها من الامم في شأن التراب بكون التراب لها طهورا بكون التراب لها طهورا. وهو لغيرنا طاهر فدل على ان التراب لغيرنا طاهر ولنا طهور وكذلك ماء البحر طهور وهو طاهر في نفس الامر فدل هذا على انقسام الماء الى القسمين المشهورين الى والطاهر والى النجس. فصار الماء ثلاثة اقسام طاهر وطهور ونجس وهذا واضح من جهة الاستدلال في هذا الحديث وفي غيره قال اخرون من اهل العلم ان الماء قسمان طهور ونجس