المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ. شرح الأربعين النووية. الدرس تاني بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اما بعد ثم اننا ان شاء الله تعالى سننتهي من هذا الدرس تقريبا في كل ليلة حوالي الساعة العاشرة قد تزيد دقائق او نحو ذلك. ونروم ان شاء الله ان ننهي هذا الجمل الاحاديث يعني هذا المتن المبارك ان ننهيه ان شاء الله تعالى في هذه الدورة ولا شك ان انهاءه في هذه المدة الوجيزة تتطلب ان يكون العرض مختصرا وان يكون البحث في الاحاديث وذكر ما فيها من الفوائد والشرع والاحكام على وجه الاقتراب والتنبيه لا على وجه الاستيعاب ومعلوم ان هذا الكتاب وهو الاربعين النووية شرح شروحا كثيرة. فننبه لشرح هذه الاحاديث الى اصول المعاني وما يمكن ان يكون كالضوابط والقواعد في فهم تلك الاحاديث وما دلت عليه فنسأل الله الاعانة والسلامة في القول والعمل نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال المصنف رحمه الله تعالى وعن ابي عبد الرحمن عبد الله ابن عمر ابن الخطاب رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله اقام الصلاة وايتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان. رواه البخاري ومسلم هذا الحديث به ذكر دعائم الاسلام ومبانيه العظام وهي الخمس المعروفة شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وهذه واحدة باعتبار ان كلا من شقيها شهادة والثاني اقام الصلاة والثابت في ايتاء الزكاة. والرابع الحج والخامس صوم رمضان هذا الحديث من الاحاديث التي استدل بها على ان اركان الاسلام خمسة وهذا الاستدلال صحيح. لان قول النبي صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس يدل على ان البناء يقوم على هذه الخمس وغير هذه الخمس مكملات للبناء ومعلوم ان البناء يحسن السكنة فيه ويكون جيدا او فيه العبد سعيدا اذا كان تاما. وكلما كان اتم كلما كان العبد فيه اسعد والاسلام اذا اتى العبد بهذه اذا اتى العبد بمبانيه الخمس هذه فقد حقق الاسلام وكان له عهد عند الله جل وعلا ان يرسله الجنة قال في اوله عليه الصلاة والسلام بني الاسلام على خمس ولفظ بني يقتضي ان هناك من بناه على هذه الخمس فلم يذكر الالباني على هذه الخمس والمقصود بالباني السارع او المشرع فالذي بنى الاسلام على هذه الخمس هو الله جل جلاله. وهو الشارع جل وعلا والنبي صلى الله عليه وسلم مبلغ عن ربه جل وعلا ليس وهو شائعا على جهة الاستقلال وانما هو عليه الصلاة والسلام مبلغ او مشرع على جهة التبليغ الصحيح من اقوال اهل العلم في هذه المسألة فان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر لنا هنا ان الاسلام بني على هذه الخمس والمقصود بالاسلام هنا الدين لان الدين هو الاسلام كما قال جل وعلا ان الدين عند الله الاسلام والاسلام في قوله بني الاسلام على خمس المقصود منه الاسلام الخاص الذي هو الاسلام الذي بعث به محمد ابن عبد الله عليه الصلاة والسلام والاسلام في القرآن وفي السنة له اطلاقان. الاطلاق الاول الاسلام العام الذي لا يخرج عنه حزب من مخلوقات الله جل وعلا اما اختيارا واما اضطرارا. قال جل وعلا وله لا ما من في السماوات والارض طوعا وكرها وقال جل وعلا افغير دين الله يبغون وله اسلم الآية وقال جل وعلا ومن يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين وقال جل وعلا عن ابراهيم عليه السلام ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وقال جل وعلا هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا. المقصود ان لفظ الاسلام هذا هو الذي يقبله الله جل وعلا من العباد المكلفين دينا ادم عليه السلام مسلم وكل الانبياء والرسل واتباع الانبياء والرسل جميعا على دين الاسلام الذي هو الاسلام وهذا الاسلام العام هو الذي يفسر بانه الاستسلام لله بالتوحيد والانقياس له بالطاعة والبراءة من الشرك واهله. فهذا هو ملة ابراهيم. وهو الذي دان به جميع الانبياء والمرسلين ومن تبعهم اما الاسلام الخاص فيراد به الاسلام الذي بعث به محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام وهو الذي اذا اطلق الاسلام لم يعنى به الا هذا على وجه الخصوص لان الخاصة مقدم على العام بالدلالة. ولان هذا الاسم خصت به هذه الامة وخص به النبي عليه الصلاة والسلام فجعل دين المصطفى صلى الله عليه وسلم الاسلام. فاذا المقصود هنا بقوله بني الاسلام يعني الاسلام الذي جاه به نبينا محمد ابن عبد الله عليه الصلاة والسلام اما الاسلام الذي كان عليه الانبياء والمرسلون فهو من حيث التوحيد والعقيدة الاسلام الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم محمد في اصوله واكثر فروع الاعتقاد والتوحيد واما من حيث الشريعة فانه يختلف فان شريعة الاسلام غير شريعة اليهودية غير شريعة عيسى عليه السلام غير شريعة موسى الى اخر وقد جاء في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الانبياء اخوة الله الدين واحد والشرائع شفافة فقوله هنا عليه الصلاة والسلام بني الاسلام يعني الذي جاء به محمد عليه الصلاة والسلام فلا يتصور من هذا انه يعم ما كان عليه الانبياء من قبل فالانبياء ليس عندهم هذه الشريعة من جهة اقام الصلاة على هذا النحو او ايتاء الزكاة على هذا النحو او صيام رمضان الى اخره فهذا بقيوده مما اختصت به هذه الامور قال على خمس شهادة ان لا اله الا الله ويجوز في شهادة ونضع اليها ان تكون مجرورة على انها بدل بعض من كل يعني تقول على خمس فهذا فيه خمس خمول وشهادة بعض ذلك الشمول فتكون بدل بعض من كل ويجوز ان تستأنفها فتقول على خمس شهادة ان لا اله الا الله. على القبر كما قال جل وعلا ضرب الله مثلا رجلين احدهما ابكم. رجلين احدهما. وهذا شاعر كثير واذا ذكر نظاهرها فيجوز فيها الوجهان الجرح على البدنية والرفع على القطع والاستئناف شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. الشهادة مأخوذة من شهد يشهد شهودا وشهادة الى علم ذلك بقلبه فاخبر به بلسانه واعلم به غيره ولا تكون شهادة حتى يجتمع فيها هذه الثلاثة ان يعتقد ويعلم بقلبه وان يتلفظ يقول بلسانه معلما بها الغيب طبعا اذا لم يكن تم عذر شرعي عن الاعلام اعلام الغير كاكراه او اختفاء او ما اشبه ذلك مما فيه التطيف فاذا قوله شهادة ان لا اله الا الله يعني العلم بشعب ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله والنطق بذلك والاعلان به وكل شهادة هي بهذا المعنى. والشاهد عند القاضي لا يسمى شاهدا حتى يكون علم ثم نطق تكلم بذلك فاعلم به القاظي سمي شاهدا لاجل ذلك. وقد يتوسع فيقال في المعاني انها شواهد اجل تنزيلها بالنهاية منزلة الشهادة الاصلية شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ان لا اله الا الله هل هذه هي التكفيرية وضابطها انها تأتي بعد كلمة فيها معنى القول دون حروف القول وقد يجوز ان تكون مخففة من الثقيلة ايضا يعني شهادة انه لا اله الا الله لا اله الا الله هي كلمة التوحيد ولا اله نفي والا الله اثبات والمنفي استحقاق احد العبادة. لان الاله هو المألوف هو المعبود. والا الله الاثبات يعني اثبات استحقاق العبادة لله جل وعلا دون ما سواه. ونفي هذا الاستحقاق عما سواه. فاذا قلنا كلمة التوحيد نفي واثبات هذا معناها انها تنفي استحقاق العبادة عما سوى الله وتثبت استحقاق العبادة في الله جل وعلا وحده فمن شهد ان لا اله الا الله يكون اعتقد واخبر بانه لا احد يستحق شيئا من انواع العبادة الا الله وحده لا شريك له. وفي ضمن ذلك ان من توجه بالعبادة الى غيره فهو ظالم متعد باغ على ذلك على حق الله جل جلاله وان محمدا رسول الله يعني ان يعتقد ويخبر ويعلن بان محمدا وهو محمد وعبدالله القرشي المكي انه رسول من عند الله حق وانه نزل عليه الوحي فاخبره بما تكلم الله جل وعلا به وانه انما يبلغ عن الله جل وعلى وهذا واضح من كلمة رسول فان الرسول مبلغ الرسل البشريون يبلغون من لفظ الرسالة. كما ان الملائكة رسل من نفع الملائكة الرسول نأخذ من الله جل وعلا ويبلغ الناس ما اخذه عن الله جل وعلا. ومعلوم ان الرسل من البشر لم يجعل الله لهم عليهم الصلاة والسلام لم يجعل الله لهم خاصية ان يأخذوا الوحي منه مباشرة وان يسمعوا الكلام منه يعني في عامة وحي وقد يسمعون بما اذن الله جل وعلا لهم ببعض الرسل الملك رسول فيلقي الخبر على هذا الرسول. اعتقاده ان محمدا رسول الله اعتقاد انه مبلغ ومبلغ هو رسول من الله جل وعلا لم يكلمه الله جل وعلا بكل الوحي مباشرة. وانما اوحى اليه عن طريق جبريل عليه السلام. واعتقاد ايضا ان انه خاتم المرسلين وان محمدا رسول الله يعني انه خاتم الرسل عليه الصلاة والسلام. فهذا معنى الشهادة. من اعتقد انه موحى اليه من الله وانه رسول حق وانه خاتم الرسل تمت له هذه الشهادة. وهذه الشهادة لان محمدا رسول الله لها مقتضى وهذا المقتضى هو طاعته عليه الصلاة والسلام فيما امر تحقيقه فيما اخبر واجتناب ما عنه نهى ودجر والا يعبد الله الا بما شرعه رسوله صلى الله عليه وسلم قال وعقام الصلاة التعبير عن الصلاة بلفظ اقام الصلاة هذا يؤدي مدينة هذا القرآن هكذا اقم الصلاة لدلوق الشمس الى غد في الليل واقيموا الصلاة واتوا الزكاة الذين يقيمون الصلاة ونحو ذلك من الايات. ففي القرآن ان الصلاة تقرأ ومعنى كونها تقال يعني ان تكون على صفة تكون قائمة ب ايمان العبد وهذا هو معنى قول الله جل وعلا واقم الصلاة ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر فمن لم يقم الصلاة لم تنهاه الصلاة عن الفحشاء والمنكر وايتاء الزكاة ايضا لفظ الايتاء المقصود به او قيل فيه ايتاء لاجل مزيجه في القرآن لحد البيت كذلك وصوم رمضان كذلك يعني خيرة هذه الالفاظ بلغها النبي صلى الله عليه وسلم هكذا لموافقتها جاء في القرآن فيها. فلو قيل في الزكاة اعطاء الزكاة لزادها. ولو قيل في الصلاة تهدية الصلاة جاز ذلك ولكن اتفاق ما جاء في القرآن او لا في هذا الامر هذا من جهة الفاظ الحديث. هذا الحديث دل على ان هذه الخمس اركان. وقد ذكرت لك البارحة ان تعبير عن هذه الخمس من اركان انما هو مصطلح حادث عند الفقهاء لانهم عرفوا الركن بانه ما تقوم عليه ماهية الشيء وان الشيء لا يتصور ان يقوم بلا ركنه فمثلا يقولون البيع اركانه ما تقوم عليه ماهية البيت. لا يمكن ان تتصور بيعا موجودا الا ان يكون هناك بائع اشتري وهناك تنهار ليه طلع سباعي يقوم عليها ذلك وهناك صيغة يعني واحد يقول خذ وحال او اعطه الثاني قل اشتريت او ما اشبه ذلك فاذا الاركان كيف نستنتجها؟ ما تقوم عليها حقيقة الشيء يتصور شيء كيف يوجد دعائم وجوده هي الاركان النكاح مثلا اركان النكاح ما هي ما يقوم عليه النكاح ما يتصور ان يوجد نساء الا لزوجين اليس كذلك؟ وفي صيغة داود و يعني رجل وامرأة وصيرة هذا هذا حقيقته يعني من حيث هو يأتي هناك اشياء شرعية لتصحيح هذه الاركان ويقال يشترط الزوج المواصفات كذا وكذا يشترط المرأة ان يعقد لها وليها يشترط الصيغة ان تكون كذا وكذا الى اخره. فغيرها تكون شروطا. فاذا الركن عندهم ما تقوم عليه ما هي الشيء او حقيقة الشيء فهذه الخمس سميت اركانها او قيل عنها اركان الاسلام وهذه التسمية يشكل عليها او هذا الاطلاق على انها اركان الاسلام يرسل عليها ان اهل السنة قالوا ان من شهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله و ادى الصلاة المفروضة وترك بقية الاركان تهاونا وكسلا فانه يطلق عليه لفظ المسلم ولا يسلب عنه اسم الاسلام بتركه ثلاثة اركان تهاونا وكناث وهذا متفق مع قولهم في الايمان الايمان قول وعمل واعتقاد ويعنون بالعمل جنس العمل و يمثله في اركان الاسلام الصلاة فاذا نقول مرادهم بهذا ما دل عليه دلت عليه الادلة الشرعية ودلت عليه قواعد اهل السنة من ان هذه الاركان ليس معنى كونها اركانا انه ان فقد منها ركن لم تقم حقيقة الاسلام. كما انه اذا افقد من البيع ركن لم تكن حقيقة البيع. لا يتصور ان هناك بيع بلا بائع. اليس كذلك؟ ولا نكاح الى زوج اما الاسلام فيتصور ان يوجد الاسلام شرعا بلا اداء للحج يعني لو ترك الحج تهاونا فانه يقال عنه مسلم لو ترك تأدية الزكاة تهاونا لا جحدا فانه يقال عنه مسلم وهكذا في صيام رمضان. الصلاة اختلفوا فيها فيها اهل السنة هل ترك الصلاة تهاونا وكسلا يسلب عنه اسم الاسلام ام لا فقال فقالت طائفة من اهل السنة ان ترك الصلاة تهاونا وكسلا لا يسلب عن المسلم الذي شهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله لا يخلد عنه اسم الاسلام وانما يكون على كبيرة وهو في كفر اصغر فهذا قول طائفة قليلة من علماء اهل السنة وقال جمهور اهل السنة اما ترك الصلاة قالوا ان ترك الصلاة تهاونا وكسلا كفرا وانه من ترك الصلاة فليس له اسلام يعني ولو اتى بتأدية الزكاة وصيام رمضان والحج وهذا هو الصحيح لدلالة الكتاب والسنة والاجماع على ذلك و الصحابة اجمعوا على ان الاعمال جميعا المأمور بها تركها ليس بكفر الا الصلاة. كما قال شفيق بن عبدالله بما رواه الترمذي وغيره كان من الصحابة لا يرون من الاعمال شيئا تركه كفر الا الصلاة والصلاة مجمع على ان تركها كفر. او الذي دل عليه قول الله جل وعلا قالوا ما سلككم قول الله جل وعلا مات لا تكن في سفر قالوا لم نك من المصلين الايات. وكذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح ومسلم العبد في صحيح مسلم بين الرجل وبين الشرك او قال الكفر ترك الصلاة. وفي السنن الاربعة وفي المسند وفي غيرها باسناد صحيح من حديث بريدة رضي الله عنه مرفوعا العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة. فمن تركها فقد كفر وقوله عليه الصلاة والسلام بين الرجل وبين الشرك او قال الكفر ترك الصلاة دلنا على الا ان ترك الصلاة كفر اكبر وذلك ان القاعدة ان لفظ الكفر اذا جاء في النصوص فانه يأتي على وجه الوجه الاول يأتي معرفا والوجه الثاني يأتي منكرا الى تاريخ فاذا اتى منفرا فانه يكون معناه الكفر الاصغر واذا اتى معرفا ستكون الفيه اما بالعهد عهد الكفر الاكبر العهد الشرعي في ذلك واما ان تكون للاستغراب. يعني استغراق انواع الكفر مثلا بالكفر المنفر قال عليه الصلاة والسلام انسان في الناس هما بهم كفر الطعن في الايتام والنياحة على الميت انسان في امتي من امر الجاهلية لا يتركونهن هذا حديث اخر قال ايضا عليه الصلاة والسلام لا ترجعوا بعدي كفارا النظر اللي بعضكم اعناق بعض. واشباه ذلك من ذكر الكفر من ذكر كلمة الكفر منكرة كفر. فاذا قيل في الكفر كفر فهذا العصر فيه انه كفر اصغر ان الشارع جعله منكرا في الاثبات. واذا كان منكرا في الاثبات فانه لا يعم. كما هو معلوم في قواعد هذه الاصول اما اذاعتها محرما فان المقصود به الكفر الاكبر. فاذا نقول الصحيح ان درس الصلاة تهاونا وكسلات كفر اكبر لكن كفره باطن وليس كفره ظاهر وليس بباطن وظاهر جميعا حتى يثبت عند القاضي لانه قد يكون له شبهة من خلاف او فهم او نحو ذلك ولهذا لا يحسم بردة من ترك الصلاة بمجرد تركه وانما يطلق على الجنس اما من ترك الصلاة فهو كافر الكفر الاكبر واما المعين فان الحكم عليه بالكفر وتنزيل احكام الكفر كلها عليه هذا لابد فيه من حكم قاضي يزرع عنه الشبهة ويستجيبه حتى يؤدي ذلك فهذا هو المعتمد عند جمهور اهل السنة كما ذكرت لك وغير الصلاة الامر على عكس ما ذكرت جمهور اهل السنة على ان من ترك الزكاة تهاونا وكسلا او من ترك الصيام او من ترك الحج فانه لا يكفر بفرجها تهاونا وكسلا لانه ما دل الدليل على ذلك. وقالت طائفة من اهل العلم من الصحابة فمن بعدهم ان من ترك بعض هذه انه كافر على خلاف بينهم جهاد. فعمر رضي الله عنه ظاهر قوله الناس ترك الحج مع القدرة عليه ووجود الاستطاعة المالية والبدنية انه كفر حيث قال لعماله في الانصار ان يكتبوا له من وجد سعة من المسلمين ثم لم يحجوا ان اضرب عليهم الفدية قال ما هم بمسلمين ما هم بمسلمين. وكفر ايضا بعض الصحابة ابن مسعود من ترك الزكاة تهاونا وهذا خلاف ما عليه جمهور جمهور الصحابة فمن بعدهم في ان من تركها بلا امس ناعم وانما ترك الزكاة او ترك الصيام او ترك الحج تهاونا منه انه لا يكفر ومنهم من قال بكفره يعني على عكس مسألة الصلاة. فنقول اذا مسألة الصلاة الجمهور جمهور اهل السنة على تفسير من تركها تهاونا وسكت وهناك من اهل السنة من لم يفسر من تركها سهاونا وكسلة. وبقية الثلاثة من اركان العملية جمهور اهل السنة على انه لا يكفر وهناك من كفره هذه الاركان منقسمة الى ثلاثة اقسام وخصت في الذكر لعظم مقامها في هذه الشريعة وعظم اثرها على العبد فا الشهادتان نصيب القلب والايمان فبهما يتحقق الايمان الذي هو اصل الاعتقاد والعمل والصلاة عبادة بدنية محضة والزكاة عبادة مالية نهضة والحج مركب من العبادة المالية والعبادة البدنية. وصوم رمضان عبادة بدنية محضة بهذا قال طائفة من المحققين من اهل العلم انه جاء في هذه الرواية تقديم الحج على الصوم فقال وايتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان وصوم رمضان في بقية الروايات قدم على الحج فقال وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت من استطاع اليه سبيلا وسبب تقديم الحج على الصيام ان ان الامر على ما ذكرت لك من ان الصوم من حيث جنس دلالته ممثلا في الصلاة. فالصلاة حق البدن المحض. يعني عبادة وجبت وتعلقت بالبدن محضة والزكاة عبادة تعلقت بالمال بعضا والحج عبادة ترسبت من المال والبدن فصارت أسماء ثالثا مستقلا وأما الصوم فهو من حيث هذا الإعتبار مكرر للصلاة وعلى هذا الفهم بنى البخاري رحمه الله تعالى الصحيحة فجعل كتاب الحج مقدم على كتاب الصوم لاجل ان الحج عبادة مرتبة من المال والبدن هي جنس من حيث هذا الاعتبار جديد والصيام جنس سبق مثله وهو اقام الصلاة نعم عن ابي عبد الرحمن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق ان احدكم يجمع خلقه في بطن امه اربعين يوما نطفة. ثم يكون على قدم مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل اليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر باربع كلمات. بكسب رزقه واجله وعمله وتقي او سعيد. فوالله الذي لا اله غيره ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه بينه وبينها الا ذراع فيسجد عليه الفساد فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها. وان احدكم ليعمل بعمل اهل النار حتى ما يكون بينه وبين بينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل الجنة فيدخلها. رواه البخاري ومسلم هذا الحديث والرابع من هذه الاحاديث المباركة وهو حديث ابن مسعود رضي الله عنه فيه ذكر القدر وذكر دمع الخلق في رحم الام فهذا الحديث حصل في باب القدر العناية بذلك والخوف من الثوابت والخوف من الخواتيم وكما قيل قلوب الابرار معلقة بالخواتيم يقولون ماذا يختم لنا وقلوب الكعبة او المقربين معلقة بالثوابق يقولون ماذا سبق لنا وهذا وهو الايمان بالقدر والخوف من الكتاب السابق والخوف من الخاتمة هذا من اثار الايمان بالقدر خيره وشره لان هذا الحديث دل على ان هناك تقديرا عمريا لكل انسان وهذا التقدير العمري يكتبه الملك بامر الله جل وعلا كما جاء في هذا الحديث اذا هذا الحديث مشوخ لبيان التقدير العمري لكل انسان وليخاف المرء الثواب والخواتيم وليؤمن بان ما اصابه لم يكن ليخطئه. وما اخطأه لم يكن ليوصيك والثواب في عمل العبد والخواتيم متصلة كما قيل الخواتيم ميراث الثوابت فالخاتمة ترثها لعدم الثواب فما من حاكمة الا و سببها بلطف الله جل وعلا وبرحمته او بعدله وحكمته ثواب المرء في عمله وهي جميعا متعلقة بثوابت القدم هذا الحديث قال فيه ابن مسعود رضي الله عنه حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق قوله حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا فيه استحمام لفظ التحرير لابن مسعود رظي الله عنه و هو احد الفاظ التحمل المعروفة عند المحدثين. ولهذا استعملها العلماء كثيرا في سياق التحديث واستعملوا ايضا لهم اخبرنا وقد رواها الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فالمحدثون اختاروا من من الفاظ التحمل حدثنا وهي اعلاها لاجل قول الصحابة حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا الحديث مثال لذلك او لقوله واختار اخبرنا ايضا بقول الصحابة اخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم او اخبرني النبي صلى الله عليه وسلم بكذا زادوا عليها الفاظا من الفاظ التحمل قوله وهو الصادق المصدوق هو الصادق يعني الذي يأتي بالصدق والصدق حقيقته الاخبار بماء وهو موافق للواقع والكذب ضده وهو الاخبار بما يخالف الواقع والمصدوق هو المصدق يعني ايه؟ الذي لا يقول شيئا الا صدق وقول ابن مسعود هنا وهو الصادق المصدوق هذه التهيئة. هذه فيها ادب للمعلم ان يهيئ العلم لمن يعلمه ومن يخبره بالعلم. لان هذا الحديث فيه شيء غيبي لا لا بنحب ولا بالتجربة وانما يدرك بالتسليم و العلم بالخبر بصدق المخبر به عليه الصلاة والسلام. وفيه ذكر تنوع الحمل ومعلوم ان الصحابة في ذلك الوقت لم يكونوا يعلمون وكذلك الناس في ذلك الزمان لم يكونوا يعلمون تطور هذه المراحل لعلم تجريبي او برؤية او نحو ذلك وانما هو الخبر الذي يصدقونه فكانوا علماء لا بالتجريد وانما بخبر الوحي على النبي صلى الله عليه على النبي صلوات الله وسلامه قال وهو الصادق المصدوق يعني الذي لا يغفر بشيء على خلاف الواقع وهو الذي اذا اخبر بشيء صدق مهما كان وهذا من جراء التسليم له عليه الصلاة والسلام بالرسالة قال ان احدكم يجمع خلقه في بطن امه اربعين يوما نطفة لفظ يجمع كانه كان قبل ذلك متفرقا فجمع نطفة والنطقة معروفة وهي ماء الرجل قبل ان يتحول الماء الرجل وماء المرأة او ما شابه ذلك قبل ان يتحول الى دم والحلقة قطعة الشمس التي تعله بالشيء وهي تعلق بالرحم والمضغة هي قطعة اللعب قال ابن مسعود رضي الله عنه هنا ان النبي صلى الله عليه وسلم حدثهم ان احدكم يجمع خلقه في بطن امه اربعين يوما نطفة يعني انه يكون ماء لمدة اربعين يوما لا لا يتحول الى ذنب هذه المدة يعني من حيث من بداية وضع النطفة في الرحم تجتمع اربعين يوما على هذا النحو وهل يعني استمرارها هذا هذه المدة انها في هذه المدة لا يكون لها او فيها اي نوع من التصوير او الخلق او نحو ذلك لا يدل لا يدل هذا الحديث على ذلك وانما يدل على ان هذه المدة تكون نطفة اما مسألة التصويت ومتى تكون فهذه لم يعرض لها اسم هذا الحديث وانما في احاديث اخرى قال ثم يقوم علقة مثل ذلك يعني يكون دما متجمدا برحم الام اربعين يوما اخرى. قال ثم يكون مضغة مثل ذلك يعني يتحول الى مضغة ولا تبعث اللحم ايضا اربعين يوما اخرى وهذه تحول من الدم الى اللحم الى اخره قال فيها عليه الصلاة والسلام ثم يكون ثم وكلمة ثم هذه تفيد التراخي والتراخي كما هو معلوم هم في كل شيء بحسبهم والتصوير يكون في اثناء هذه المدة وقد جاء في صحيح مسلم من حديث حذيفة بنلعب فيه رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان النخبة اذا بلغت انسان واربعين اذا بلغت النسخة ثنتين واربعين ليلة ارسل اليها الملك فيأمره الله جل وعلا بتصويرها ثم يقول اي ربي اذكر ام انثى فيأمر الله ما شاء ويكتب الملك ثم يقول اي ربي شقي ام سعيد فيقول فيقول الله او يأمر الله بما شاء ثم يقول ثم يكتب الملك ثم يقول اي ربي رزقه فيقول الله ما شاء ثم يكتب المال هذا يدل على ان التصوير سابق لتمام هذه المدة. وان التصوير يكون بعد اثنتين واربعين ليلة. وقد قال جل وعلا في اي صورة ما شاء ركبك وهذا التصوير معناه التخطيط فان هناك ثلاثة الفاظ الفاظ التكوين تكوين المخلوق وهي تصوير والخلق والبر والله الخالق البارئ المصور المصور معناه الذي يجعل الشيء على هيئة صورة مخططة والخلق هو الذي والخالق او الخلق شيء خلق الجميع. ان يجعل لها مقاديرها من الاطراف اعضاء ونحو ذلك والبرزخ ان تتم وتكون تامة يعني ان يبرأ ما سبق وهذا بالجنين واضح فان الجنين يصور اولا قبل ان تخلق له الاعضاء فلو رؤي الجنين بعض الاجنة اذا سقط مثلا في تسعين يوما او في اكثر من ثمانين يوما فنظرت اليه اذا اسقطته الام نظر اليه وجد انه كلوحة عليها صفوف يعني العين مرسومة رسم تبارك الله احسن الخالقين وتجد انه كالتخصيص لشيء شفاف وهذا لم تتخون الاعضاء وانما هذا التصويت وهذا كما جاء في حديث حذيفة يفعله الملك بامر الله جل جلاله والملائكة موكلون بما يريد الله جل وعلا منهم كما قال سبحانه وليتوفاكم ملك الموت الذي وكله الملائكة موكلون بما شاء الله جل وعلا ان يفعلوا لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون نستفيد ايضا من هذا ان في هذه المدة يكتب هل هو ذكر ام انثى كما جاء في حديث حذيفة الذي ذكرت له في مسلم انه بعد الثنتين والاربعين ليلة يسأل الملك فيقول اي ربي ذكر ام انثى فيقول الله جل وعلا او يأمر الله جل وعلا بما شاء فيكتب الملك على طائفة من المحققين من اهل العلم يمدحه في ذلك يعني بعد الثنتين والاربعين يخرج علم نوع الجنين من كونه ذكرا او انثى عن اختصاص الله جل وعلا به لان الله جل وعلا اختص بخمسة من علم الغيب قص بخمس لا يعلمها الا الله. ومنها انه جل وعلا يعلم ما في الارحام وما في الارحام كثيرة. ما في الارحام يشمل من في الرحم. ويشمل ما في الرحم. الله يعلم ما تحمل كل انثى وما تغيب الارحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار. وهذا العلم الصمولي بتطور الجنين في رحم امه فلحظة لا احد يعلمها الا الله جل جلاله. اما العلم بكون الجنين ذكرا ام انثى فهذا من اختصاص علم الله جل وعلا قبل الثنتين واربعين ليلا. فاذا اعلم الملك بذلك فدل الحديث على خروجه عن العلم الذي لا يعلمه الا الله جل وعلا. ولهذا ايه بعض الاعصر المتقدمة كان بعض اهل التدريب كما ذكر ذلك ابن العربي في تفسيره احكام القرآن بعض اهل التجريد كان ينظر الى رحم المرأة الحامل ويقول في بطنها ذكر ام انثى يعني اذا عظم بطنه ذكر العلماء ان هذا ليس فيه ادعاء علم الغيب لان الاختصاص فيما قبل ذلك. منهم من يقيد الاختصاص لما قبل نفخ الروح ومنهم وهو الصحيح ان يقيد الاختصار فيما قبل اثنتين واربعين ليلة كما دل عليه الحديث صحيح الذي ذكرت له وفي الزمن هذا يعرف ايضا هل هو ذكر ام انثى؟ بالوسائل الحديثة وليس هذا في هذا ادعاء علم قيد لانهم لا يعلمونه قطعا ولا يستطيعون ان يعلموه الا بعد هذه المدة التي ذكرنا واما قبلها فانها من اختصار علم الله جل وعلا مع انهم لا يعلمونها الا بعد ان تنفصل او وتتميز الة الذكر من الة الانثى يعني فرض الذكر من فرض الانثى وهذا انما يكون بعد مدة قال عليه الصلاة والسلام هنا ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك. وهذه مئة وعشرون يوما يعني اربعة اشهر قال ثم يرسل اليه الملك هذا ملك اخر ملك موكل بنفس الروح. او هو الملك الاول ولكن هذا ارسال اخر قال فينفخ فيه الروح ويؤمر باربع كلمات بكسب رزقه واجله وعمله وشقي او سعيد هنا نظر العلماء في ذلك فقالوا هذا الحديث يدل على ان نفخ الروح لا يكون الا بعد اربعة اشهر وعلى هذا بنى الامام احمد وجماعة من اهل العلم قولهم ان البنين اذا سقط لاربعة اشهر غسل وصلي عليه لانه قد نفخ فيه الروح بدلالة هذا الحديث احاديث اخر دلت على انه عزت على انه يكتب رزقه واجله كما ذكرنا وشقي او سعيد قبل ذلك فكيف نوفق ما بين الاحاديث التي فيها رزق الكتابة قبل هذه المدة وذكر الكتابة بعد ثمان المئة وعشرين يوما يعني بعد تمام الاربعة اشهر للعلماء اقوال في ذلك واظهرها عندي ان هذا الذي جاء في هذا الحديث على وجه التقديم والتخفيف وذلك ان ادخال الكتابة في اثناء ذكر تدرج قال الحمل هذا من حيث اللغة غير مناسب بل المراد اولا ان يذكر التبرج ثم بعد ذلك ذكر نفخ الروح لتعلقه بما قبله. واما الكتابة فانها وان كانت في ابنائي تلك المياه عشرين يوما فأكثرت من اجل انه لا يناسب ادخالها لترتب تلك الأدوار بعدها على بعض يعني ان اللغة يقتضي اسمها الا تدخل الكتابة بين هذه الاطواق. المقصود هنا ذكر هذه الادوار الثلاثة النخبة ثم الحلقة ثم العلقة ثم المضغة فذكر الكتابة في ابنائها يقطع الوصل وهذا له نظائر في اللغة ومنه قول الله جل وعلا في سورة السجدة وبدأ خلق الانسان من به ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهيب ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل الاية فهنا كان الترتيب وبدأ خلق الانسان من طين ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهيب. مع ان النسل هذا ليس هنا يعني نفس الروح سبق وجود النسل. بدأ خلق الانسان من طين ثم نفخت الروح ثم جعل النسل من ماء مهيب. وهنا اخر نفخ الروح مع انه بينهما لاجل ان يتناسب الماء مهلنا او الطين مع الماء. قال وبدأ خلق الانسان من طين ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهيب. وبهذا تتفق الاحاديث ولا يحكم في مثل هذه المجالس المختصرة ان نال باختلاف الروايات في هذا وكثرة الاعتراضات او من استلف فيها لكن هذا هو اولى الاقوال بهذه المسألة. واقربها من حيث اللغة ومن حيث جمع الاحاديث. اذا حضر هذا فنص الروح هل هو متعلق بالكتابة او هو بعد المئة وعشرين يوما. اختلف العلماء ايضا في ذلك. وقالت طائفة من اهل العلم لا هو لا يكون نفح الروح الا بعد الاربعة اشهر لانه قال هنا ثم يرسل اليه الملك فينفخ فيه الروح. وثم تقتضي التراحي ولهذا قال طائفة من الصحابة واختاره الامام احمد وجماعة انه ينفق فيه الروح بعد في العشرة ايام الذي تلد اربعة اشهر وقال اخرون من اهل العلم انه ينفخ فيه الروح بعد تمام اربعة عشر وعشرة بروايات رويت عن الصحابة في ذلك. وقال اخرون ان نص الروح هنا علق او جعل مقترنا به القتال. فقال عليه الصلاة والسلام ثم يرسل اليه الملك اينفخ فيه الروح ويؤمر باربع كلمات. فجعل الامر باربع كلمات مع لفظ الروح. ونعلم بالاحاديث الاخر ان كتابك كتابة هذه الكلمات كانت قبل ذلك. واحاديث النبي صلى الله عليه وسلم لا تتعارض بل تتفق لان الحق لا يعارض الحق وكلها يصدق بعضها بعضا. فلهذا قالوا هذا بناء على الاغلب. وقد ينفق تنفخ الروح توجد الحركة قبل ذلك لانها هنا قرن نفخ الروح بالتفات وهل كتاب الحساب دلت احاديث على سبقها؟ فمعنى ذلك انه يمكن ان تكون ان يكون نفخ الروح في اثناء المئة وعشرين يوما هل تكون الكتابة بعد ما تروح هذا الحديث ليس فيه دلالة وانما فيه ترتب الكتابة على الروح بالواو فقال ثم اليه الملك فيؤمر بالخمور ويؤمر باربع كلمات والواو لا تقتضي ترتيبا وانما تقصد اشتراك. فمعنى ذلك انه قد يتقدم فتقدم الكتابة وقد يتقدم نسخ الروح نروح والاظهر تقدم الكتابة على نفسه الروح كما دلت عليه احاديث كثيرة. فاذا نخلص من هذا في خلاف لاهل العلم لكن ذكرت لكم لبه وخلاصته ان الغالب ان يكون نص الروح كما جاء في هذا الحديث بعد مئة وعشرين يوما وقد يتحرك الجنين وينفخ قبل ذلك وهذا مشاهد فانه كثير ما يحصل تحصل الحركة و الاحساس الجميل من قبل الام وتنقله في رحمها قبل تمام الاربعة اشهر والنبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى وكلماته احاديثه يصدق بعضها اعضاء قال هنا ويؤمر بالجنين من قبل الام وتنقله في رحمها قبل تمام الأربعة اشهر والنبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى وكلماته واحاديثه يصدق بعضها اعضاء قال هنا ويؤمر اربع كلمات قال فينفخ فيه الروح قبل ذلك فينفخ فيه الروح الروح مخلوق من مخلوقات الله جل وعلا لا نعلم كيفية هذا النفخ ولا كيف تتلبس الروح بالبدن والروح اضيفت الى الله جل وعلا تشريفا لها وتعظيما لشأنها قال جل وعلا فاذا سويته ونفخت فيه من روحي. بالاضافة هنا اضافة خلق اضافة تشريف ليست هي صفة لله جل وعلا. والروح هي سر الحياة كما هو معلوم. وتعلق الروح بي بدن الجنين في رحم الام تعلق ضعيف لان الروح لم تكتسب شيئا لم تقوى فتبدأ الروح بالقوة في تعلقها بالبدن كلما تقدم بالجنين الزمن في رحم الام. حتى اذا خرج صار التعلق تعلقا اخر يقول العلماء ان تعلق الروح بالبدن اربعة انواع تعلق في رحم الام هذا النوع الاول وهو تعلق ضعيف الحياة فيه للبدن والروح تعلقها بالبدن ضعيف والثاني في الحياة الدنيا والحياة فيه للبدن والروح تبع وتعلقها بالبدن تعلق مناسب لبقاء البدن في الدنيا والنوع الثالث من التعلق بعد الموت والحياة فيه للروح والبدن ثبات والنوع الرابع تعلق الروح بالبدن بعد قيام الناس لرب العالمين يوم القيامة. وهذا التعلق اكمل التعلقات فتكون الحياة للبدن وللروح جميعا في اعظم انواع التعلم قال ويؤمر باربع كلمات بكسب رزقه وعجله وعمله وشقي او سعيد هذه الكتابة تسمى القدر العمري او التقدير العمري والتقديرات انواع منها القدر السنوي ومنها القدر اليومي ومنها القدر اليومي ومنها القدر السنوي ارفع منه. ومنها القدر والتقدير العمري ومنها التقدير او القدر الثابت الذي في اللوح المحفوظ والقدر السابق الذي في اللوح المحفوظ هذا الذي يعم الخلائق جميعا كما جاء ذلك في قول الله جل وعلا الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير ان كل شيء خلقناه بقدر. قال عليه الصلاة والسلام قدر الله مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة وكان عرشه على المال. قدر مقادير الخلائق يعني كتبها. اما العلم فانه اول ليس قبله بقبل خلق السماوات والارض بخمسين الف تمام. فتحصن من هذا ان هذا التقدير اسمه التقدير العمري. وهو بعض القدر يعني انك اذا تصورت التقدير العمري للناس جميعا فان هذا يوافق التقدير الذي في اللوح المحفوظ كل احد بحسبه. فالتقدير الذي في اللوح المحفوظ عام وخاصة ايضا واما هذا التقدير فهو تقدير عمري يخص كل انسان. وهذا القدر ليس معناه انه ادبار يعني يؤمر الملك بكسب اربع كلمات يؤمر بكسب رزقه وعجله وعمله وشقي او سعيد هذه الاربع كلمات ليست اجبار اجبارا يعني لا يكون العبد بها مجبرا. وانما هي اخبار للملك بان يكتب ما كتبه الله جل وعلا ليظهر موافقة علم الله جل وعلا في العباد ليظهر علم الله فيهم جل وعلا وهذا التطبيق لا يمكن لاحد ان يخالفه من كتب عليه انه شقي فانه سيكون شقيا. لان علم الله جل وعلا نافع. بمعنى ان الله جل وعلا يعلم متى يكون عليه العباد؟ وسيكون عليه ما خلق الى قيام الساعة وما بعد ذلك ايضا فهذا التقدير العمري كتابة فتكون بيد الملك. وهو يختلف عن التقدير الذي في اللوح المحفوظ بشيء وهو انه يقبل التغيير وعما الذي في اللوح المحفوظ فانه لا يقبل التغيير بمعنى هناء ما كتبه الله جل وعلا في ام الكتاب لا يقبل المحو ولا المحو ولا الصغير وغيره من انواع التكبيرات يعني سنوية او العمرية فانها تقبل التغيير. قال جل وعلا يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب. قال ابن عباس يمحو الله ما يشاء ويثبت. يعني فيما في صحف الملائكة عنده ام الكتاب عنده اللوح المحفوظ لا يتغير ولا يتبدل. ولهذا كان عمر رضي الله عنه يقول في دعائه اللهم ان كنت كتبتني شقيا فاكتبني سعيدا. وهذا يعني به الكتابة في صحف الملائكة لا الذي في اللوح المحفوظ فان الذي في اللوح المحفوظ لا يتغير ولا يتبدل. وهذا له حكمة بالغة وهو ان ينشط العبد فيما فيه صلاحه وان يعظم الرغب الى الله جل وعلا. وان الله سبحانه يعلم ما العباد عاملون ومما يعلم دعاؤهم ورجاءهم في الله جل وعلا ووسائلهم اليه سبحانه في تحقيق ما به صلاحهم في الاخرة لكسب رزقه واجله وعمله وشقي او سعيد. كما ذكرت لك هذه ليس فيها اجبار. والعبد عندنا اهل السنة مخير وفي اختياره لا يخرج عن قدر الله جل وعلا السابق وليس بمجبر على ما يفعل وليس ايضا خالقا لفعل نفسه بل الله جل وعلا هو الذي يخلق فعل العبد هنا قال فوالله الذي لا اله غيره هذه الكلمة مدرجة من كلام ابن مسعود رضي الله عنه على ما سبق من كلام النبي صلى الله عليه وسلم. قال فوالله الذي لا اله غيره ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون انه وبينها الا ذراع. فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار. فيدخلها. لان الكتاب فيه ذكر الخاتمة شقي او سعيد وهذا باعتبار الخاتمة تارة طول عمره في طاعة ثم بعد ذلك اختار الشقاء فوافق ما كتبه الملك انه فقير. وليس معنى ذلك انه مجبر ولكن وافق ذلك وكما قلت لك قال جماعة من السلف الخواتيم ميراث الثواب الخواتيم ميراث الثوابق. فلهذا يبعث هذا الحديث وكلام ابن مسعود هذا يبعث على الخوف تليه من الخاتمة لان العبد لا يدري بما يختم له والثوابق هي التي تكون اذى بالخواتيم والعبد بين خوف عظيم بايه امر خاتمته وما بين رجاء عظيم. واذا جاهد في الله حق الجهاد واستقام على الطاعة فانه يرجى له ان يختم له بخاتمة السعادة. قال ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينه وبينها الا ذراع. يعني عن القرب ان الاجل قريب لكن يسبق عليه الكتاب فيكون امره اخر امره على الردة والعياذ بالله وعمله بعمل اهل الجنة هذا فيما يظهر للناس ما في قلبه الله اعلم به ما ندري ماذا كان في قلوب الذين لاغوا فازاغ الله قلوبهم قلوبهم لكن نعلم على اليقين ان الله جل وعلا حكم عدل لا يظلم الناس شيئا ولكن ان الناس انفسهم يظلمون قال وان احدكم ليعمل بعمل اهل النار حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل الجنة فيدخلها رواه البخاري ومسلم. هذا من فضل الله العظيم على عباده. على بعض عباده ان يختم له بالخاتمة. السعادة. هذا الحديث كما ذكرت لك وكلام ابن مسعود في اخره يبعث على الخوف الشديد من الخواتيم. ويبدأ المرء يفكر فيما سبق له وان المرء احيانا لا ينظر الى الثوابق فلا يدري ماذا كتب له فيبكي. كما قال بعض السلف من الائمة قال ما ابكى العيون ما ابكاها الكتاب السابقة فالمرء ينظر ويتأمل ويود انه لو اطلع على ما سببه الملك. هل الملك كتبه شقي؟ ام كذبه سعيد؟ فان كان كتبه سعيدا فهي سعادة له وطمأنينة. وان كان كتبه شقيا في عمل بعمل اهل الجنة حتى يكتب من الاتقياء ولكن الله جل وعلا بحكمته غيب هذا عن العباد ليبقى البر في العمل وليبقى حكمة التكليف وان يكون الناس متفاضلين في البر والتقوى فليس سواء حازم ومضيع ليس سواء من هو مجاهد يجاهد نفسه ويجاهد عدوه وابليس ومن هو مضيع ويتبع نفسه هواه. قال ما ابكى العيون ما اذكاها الكتاب السابق وقال بعضهم قلوب الابرار معلقة بالخواتيم يقولون بماذا يختم لنا؟ وقلوب السابقين او قال المقربين معلقة بالثوابت يقولون ماذا سبق لنا. وهذا مثال للخوف الشديد الذي يكون في قلوب اهل الايمان واذا كان هذا الخوف فانه لا يعني ان يكون مترددا ليس على طاعة ولكن يبعثه هذا الخوف على الاخذ بالحزم وان يعد العدة للقاء الله جل وعلا الايمان بالقدر له ثمراته العظيمة في العمل واليقين وصلاح قلوب العباد. فالاتقياء فهم الذين امنوا بالقدر والمضيعون هم الذين اعترضوا على القدر لكل درجات عند الله جل وعلا من الفضل والنعمة يعني من المقربين والسابقين واصحاب اليمين الى اخره ولاهل الشقاء بركات في النار نعوذ بالله من الخذلان نكتفي بهذا القدر واول الاحاديث يعني الى ثمانية او عشرة احاديث هذه جوامع تحتاج الى طول ثم بعد ذلك نمشي ان شاء الله لان ما بعدها يكون قد سبق فيما قبل او يكون الكلام عليه قليلا. بارك الله فيكم ونفعكم ونفعني واياكم وثبتنا واياكم على الحق والعلم والهدى