المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شرح الاربعين النووية. الدرس ثابت. سفيان بن عبد الله رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله قل لي في الاسلام قولا لا اسأل عنه احدا غيرك. قال قل امنت بالله ثم استقم. رواه مسلم الحديث ايضا من احاديث الوصايا والحديث الواحد والعشرون حديث سفيان ابن عبد الله رضي الله عنه انه قال قلت يا رسول الله قل لي في الاسلام قولا لا تسأل عنه احدا غيرك قال قل امنت بالله ثم استقم انا بغير وصية طلب من الرسول صلى الله عليه وسلم ان يوصيه. وقوله كل في الاسلام يعني قل لي وصية في شأن الاسلام قل لي في الاسلام قولا يعني اوصني في امر في الاسلام في دين الاسلام لا يخرجني معك ان اسأل احدا عن امر اخر فقال عليه الصلاة والسلام وهو من جوامع كذبه عليه الصلاة والسلام قل امنت بالله ثم استقم وهذا مأخوذ من قول الله جل وعلا ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا الاية. فقوله في الاية جل وعلا ان الذين قالوا ربنا الله ثم هو كقوله عليه الصلاة والسلام هنا قل امنت بالله ثم استقم وفي رواية قل امنت بالله فاستقم وهذا الحديث في معنى الاية ومعنى الايمان بالله هو معنى ان تقول ربي الله لان قول العبد ربي الله معناها معبودي الله وحده لا شريك له لان الابتلاء في القبر يكون بمسألة العبودية التوحيد الذي هو توحيد الالهية. ويأتي بصيغة الربوبية. لان العبد يسأل في قبره من ربك؟ من نبيك ما دينك؟ فمن ربك؟ يعني من معبودك؟ الرب يطلق ويراد به المعبود. لان لازم يعني توحيد المعبود لازم عن توحيد الرب. فتوحيد الالهية لازم لتوحيد الربوبية فمن ايقن بتوحيد الربوبية لزم عنه ان يوحد الله في الالهية وفي اسمائه وصفاته. لهذا كان احتجاج في القرآن على المشركين كثيرا في توحيد الربوبية. الاحتجاج عليهم بتوحيد الربوبية في توحيد الهية كما في قوله جل وعلا قل من يرزقكم من السماء والارض عن من يملك السمع والابصار ومن يخرج الحي من الميت الميت من الحي ومن يدبر الامر فسيقولون الله فقل افلا تتقون. فذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق الا الضلال؟ وكقوله ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله وكقوله ولئن سألتم من خلق السماوات والارض ليقولن خلقهن العزيز العليم. والايات في هذا كثيرة. وطريقة القرآن انه يحتج على المشركين بما يقرون به وهو توحيد الربوبية على ما ينكرونه وهو توحيد الالهية. اذا فقول امنت بالله قول القائل او قوله ربي الله هو التوحيد الذي يشمل توحيد الربوبية والالهية والاسماء والصفات لان احد هذه الاشياء يلزم منه البقية هو ان بعضها يتضمن البعض الاخر. قوله جئت عليه الصلاة والسلام هنا قل امنت بالله. كما تقدم معناه ان الايمان قول وعمل واعتقاد. فاذا قال امنت بالله يعني انه اعتقد باعتقاد صحيح وعمل العمل الصحيح الصالح الذي وافق فيه السنة وكان مخلصا فيه لله جل وعلا. وايضا تكلم وتلفظ بما يحب الله جل وعلا فإذا قوله آمن قل قل آمنت بالله هذا يشمل الأقوال والأعمال والإعتقادات. فدخل في هذه الدين كن له لانه قال قل لي في الاسلام قولا لا اسأل عنه احدا غيرك. وفي لفظ لا اسأل عنه احدا بعدها فقال قل امنت بالله وقوله امنت بالله المقصود به في ايمان الشرع لانه هو الذي يتعدى بالباء. الايمان اذا تعدى بالباب في نصوص الكتاب والسنة. فيعنى به الايمان شرعي الذي هو قول وعمل واعتقاد. وكما ذكرنا لكم سلفا في شرح حديث جبريل ان الايمان مشتق من الهم اصله ان من امن بشيء امنه الغائبة يعني من صدق به تصحيحا جازما وعمل بما يقتضيه ذلك التصديق. فانه يأمن غافلة التكليف بان تكذيب المخبر له عائلة. يعني له اثر سيء على المكذب فمن كذب لم يأمن. فالايمان والامن متلازمان حيث الحشر والايمان مشتق من الحمل لك يا ابني من جهة الاشتقاق اللغوي البعيد. والايمان معناه التصديق الجازم الذي لا ريب معه ولا ترددات فيه ثم استقم ثم هذه ليه تراث الجمل والا فان الاستقامة من الايمان فلا يفصل بين الاستقامة والايمان كما تقول امن بالله ثم اعمل من الصالحات فهذا تراخي جملة عن جملة وتراخي الجمل بهم له فائدة من جهة علم المعاني في البلاغة محل الكلام عليها هناك قوله ثم استقم فيه الامر بالاستقامة والاستقامة لفظها السفعة استقام فيها معنى الطلب ولكن هذا ليس بظاهر لان لان الفعل استفز او هذه الصيغة استفعل تأتي ويراد بها الطلب وتأتي ويراد بها لزوم الشيء وكثرة الاتصاف به فمن الاول وهو ان نستفعل تأتي ويراد بها الطلب كقولك استبقى فلان يعني طلب السقيا واستغاث طلب الاغاثة واستهان طلب الاعانة وهكذا في اشباهها ومن الثانية وهو ان تفعل كهف ويراد منها لزوم الوصف وكثرة الاتصال به وعظم لصاحبه كقوله جل وعلا مثلا واستغنى الله في سورة التغابن. واستغنى الله يعني غنيات. هؤلاء ليس معناه طلب الغناء ولكنه غني بغنى لازم لذاته وكثر وعظم جدا فاذا استبعد هذه اذا تغيرت او اذا لم تستعمل بالطلب فيعنى بها لزوم الصفة وكثرة الاتصاف وعظم الاغتصاب بها بحسب ما يناسب الذات فاذا استقام يعني ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فاستقم كما امرت ومن تاب معك استقيموا اليه واستغفروه هكذا. استقيموا ليس معناها طلب الشيء ولكن معناه الاقامة على هذا الدين الاقامة على الايمان وان تعظم اوصاف ان يعظم وصف الاستقام وصف الالتزام به وان يقوم وصف الاقامة عليه كقوله جل وعلا مثلا واستغنى الله في سورة التغاظي اعطانا الله يعني ليس معنى طلب الغنى ولكنه غني بغنى اللازم لذاته وكثر وعظم جدا فاذا استفعل هذه اذا تغيرت او اذا لم تستعمل بالطلب فيعنى بها لزوم الصفة للذات وكثرة الاستخلاص وعظم الاستخفاف بها بحسب ما يناسب بالذات فاذا استقام يعني ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فاستقم كما امرت ومن تاب معك استقيموا اليه واستغفروه وهكذا استقيموا ليس معنى حصلت الشيخ ولكن معناه الاقامة على هذا الدين الاقامة على الايمان وان تعظم الاوصاف ان يعظم وصف الاستقام وصف الالتزام به وان يأمم وصف الاقامة عليه. ولهذا كلمة الاستقامة تشمل كما فسرها طائفة من اهل العلم الثبات على الدين استقام يعني ثبت على الدين واستقام قالوا بمعنى عمل الطاعات ابتعد عن مساخط الله وعن المحرمات وهذا معناه الاخذ مسائل الثبات الاستقامة ليه الجهاد بانواعه وهذا وسيلة من الوسائل. الاستقامة بلزوم السنة والاخلاص لله جل وعلا وهذا هو حقيقة الدين اذا فلا استقام يعني صار له وصف الاقامة مبالغة فيه يعني كثيرا بحيث انه لزمه ولم يتغير عنه ولم يتبدل عنه وهذا هو المقصود هنا اذا قوله عليه الصلاة والسلام قل امنت بالله ثم استقم يعني لتكن اقامتك بعد الايمان على هذا الايمان عظيمة بحيث يكون وصف الاقامة لك ملازما وهذا معه تعظم معه هذه الوصية لهذا اثنى الله جل وعلا على عباده المستقيمين بقوله جل وعلا ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تهلموا. وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون. فاذا هذا الحديث امور الاعتقاد وامور الظاهر والباطن اعمال الجوارح واعمال القلوب وشمل الحرص على الثبات على هذه قطعها هذه الوصية صارت اذا وصية جامعة وما اعظمها من وصي. قل امنت بالله ثم استقم. يعني على الايمان تعظيم امن الاقامة عليه والازدياد من خلال الايمان. نعم وعن ابي عبد الله جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما ان رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ارأيت اذا صليت المكتوبات وصمت رمضان واحللت الحلال وحرمت الحرام ولم ازد على ذلك شيئا اادخل الجنة قال نعم رواه مسلم. ومعنى حرمت الحرام استندته. ومعنى احللت الحلال فعلته معتقدا حله. حلة ومعنى احللت الحلال فعلته معتقدا حلة حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنه وهو الحديث الثاني والعشرين وهو الحديث الثاني والعشرون من هذه الاحاديث النووية قال رضي الله عنه ان رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ارأيت اذا صليت ارأيت اذا صليت المكتوبات؟ وصمت رمضان واحللت الحلال وحرمت الحرام ولم اجد على ذلك شيئا ادخلوا الجنة؟ قال لا في هذا الحديث ذكر بعض العبادات وهي عبادة الصلاة والصيام واحلال الحلال وتحريم الحرام وقد جاء في روايات قد تكون هي اصل هذا الحديث ان رجلا من الاعراب جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن امور الاسلام فقال الرجل للنبي عليه الصلاة والسلام اتانا رسولك يزعم انك تزعف ان الله ارسله الله ارسلك قال النبي عليه الصلاة والسلام نعم فقال افهم رسولك يزعم انك تزعم ان الله افترض علينا خمس صلوات الى اخره قال عليه الصلاة قال الرجل للنبي عليه الصلاة والسلام والذي بعثك بالحق لا ازيد على هذا شيخا فقال النبي عليه الصلاة والسلام دخل الجنة في سقف الصدر وفي رواية من سره ان ينظر الى رجل من اهل الجنة فلينظر الى هذا وهناك روايات اخرى في مجيء اعرابي للنبي صلى الله عليه وسلم في ذكر الفرائض والصلاة والصيام والزكاة والحج. وهذا هذه الاحاديث تدل على ان من فعل هذه الواجبات ممتثلا متقربا بها الى الله جل وعلا فصلى الصلوات المكتوبة لله جل وعلا صام وزكى مطيعا لله وصام مطيعا لله وحج مطيعا لله واحل الحلال مطيعا لله وحرم الحرام مطيعا لله انه من اهل الجنة والاحاديث متعددة في ذلك. بعضها يرتب ثواب الجنة على كلمة التوحيد. وبعضها يرتب ثواب الجنة على الصلاة وبعضها يرتب ثواب الجنة على الصيام في الفاظ مختلفة وروايات متعددة الحاصل ان هذه الروايات التي فيها ترتيب دخول الجنة على بعض الاعمال الصالحة المقصود بها انها اذا فعلت مع اجتماع الشروق وانتهاء او اذا فعلت هذه الافعال مع الاتيان بالتوحيد. وهذان احتمالان كما ذكرت لك الاول انها مع اجتماع الشروط وانتفاء الموانع والثاني انه مع الاتيان بالتوحيد لانه به تصح الصلاة وتقبل الزكاة ويصح الصيام الى اخره فهذا معناه ان قوله عليه الصلاة والسلام نعم او دخل الجنة ان صدق ان دخول الجنة متنوع وهذا الظاهر دلت عليه الادلة الاخرى كما جاء في النصوص في ترتب دخول الجنة على بعض الاعمال فهو حق على ظاهره. وان من اتى بالتوحيد وعمل بالاعمال الصالحة باي عمل فانه موعود بالجنة. والله جل وعلا وعده فمن اصدق من الله حديثا ودخول الجنة في النصوص تعرفين يراد به الدخول الاول وتارة يراد به الدخول المآل وهذا في الاثبات يعني الى حين دخل الجنة فقد يراد بالنص انه دخل يدخلها اولا يعني مع من يدخلها اولا ولا يكون عليه عذاب قبل ذلك فيغفر له ان كان من اهل الوعيد. او يكفر الله جل وعلا عنه خطاياه. الى اخر ذلك او يكون المقصود بدخل الجنة اما الدخول معالي بمعنى انه سيؤول الى دخول الجنة كقوله عليه الصلاة والسلام من قال لا اله الا الله دخل الجنة. من كان اخر كلامه لا اله الا الله دخل الجنة من صلى الصلوات المكتوبات كان له عند الله عهد ان يدخله الجنة يدعى الصائمون يوم القيامة من باب الريان. وهكذا في احاديث كما ذكرت لك متنوعة. فاذا الاحاديث التي فيها دخول الجنة بالاثبات تارة يراد منها الدخول الاول وتارة يراد منها الدخول المآل يترتب على هذا النفي. فاذا نفي دخول الجنة عن عمل من الاعمال يراد به نفي الدخول الاول او نفي الدخول المآل والذي ينفع عنه الدخول الاولي هم اهل التوحيد الذين لهم ذنوب يطهرون منها ان لم يغفر الله جل في رسول الله جل وعلا لهم. واما الذين ينفى عنهم الدخول المآل. يعني لا يدخلونها اولا ولا مئالا لا يقولون الى الجنة اصلا فهؤلاء اهل الكفر. في الاول مثلا قوله عليه الصلاة والسلام لا يدخل الجنة قتال لا يدخل الجنة قاطع رحم. لا يدخل الجنة نمام. واشباه ذلك. فهذه فيها انه لا يدخل الجنة هل معناه انه لا يدخلها ابدا؟ لا. لا يدخلها اولا. واذا وفي بعض النصوص نفي دخول الجنة الدخول المهالي يعني انهم لا يغولون الى الجنة عصرا بل مأواهم النار خالدين فيها كقوله جل وعلا ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط وكما في قوله جل وعلا فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار ان لم تتحصل كقاعدة عامة من قواعد اهل السنة في فهم ايات واحاديث الوعيد ان ان الاية او الحديث اذا كان فيه اثبات دخول الجنة على فعل من الافعال فان هذا الاثبات قد ينقسم الى دخول اولي. بمعنى انه يغفر له فلا يؤاخذ. او انه لا ليس من اهل الحساب او ان الله جل وعلا خفف عنه سيدخلها اولا او انه ليس من اهل الدخول المآل او انه من اهل الدخول المهالك. وهكذا عجزها انه لا يدخلها اولا او لا يدخلها اولا وما آلا على حد سواء. فهذا من القواعد المهمة عند اهل السنة التي خالفوا بها الخوارج معتزلة الى اخره. اذا تقررت هذه القاعدة فهذا الحديث فيه ذكر دخول الجنة على انه لا يزيد على هذه شيئا. ولم يذكر في ذلك انه فعل الزكاة. ولانه اتى بالحج ومن ترك الزكاة فهو من اهل الوعيد. ومن ترك الحج فهو من اهل الوعيد وهكذا فاذا تقرر هذا فقوله ولم ازد على ذلك شيئا اادخل الجنة؟ قال نعم محمول على احد توجيهين. الاول ان نعطي قوله لم اذ على ذلك شيئا يعني انه فعل الواجبات التي اوجب الله جل وعلا فيدخل في ذلك فهي تدخل الواجبات في قوله حرمت الحرام لان ترك الواجبات حرام فهو اذا حرم ترك المحرمات معناه انه فعلها والتوجيه الثاني ان هذا الحديث يفهم مع غيره من الاحاديث كقاعدة اهل السنة في نصوص الوعد والوعيد واننا لا نفهم نصا من نصوص الوحي او من نصوص الوعيد على حدثه. بل نضمه الى اشباهه فيتضح المقام. فيقول اذا دخول وهو للجنة مع وجود الشروط وانتهاء الموانع. او يقال دخول الجنة هنا مع الاقتصار على ما ذكر دخولا مآليا والى اتم فانه يدخل دخولا اوليا ولا انه اذا كان على ذلك النحو فانه من اهل الجنة لان الله جل وعلا هو الذي وعده بذلك وبلغه رسوله عليه الصلاة والسلام قوله اذا صليت المكتوبات تدل على تعلق ذلك برمضان وهو ان اذا صليت المكتوبات التعلق بالصلوات الخمس وهذا يخرج النواهي كذلك قوله صمت رمضان تعلقه بالشهر الواجب وهذا يخرج النوافل. وقوله واحللت الحلال هذا اختلف فيها العلماء على قولين القول الاول هو الذي ذكره النووي في اخر ذكره الحديث حيث قال ومعنى احللت الحلال فعلته معتقدا حله. وهذا وجه عند اهل العلم لان احللت الحلال انه اعتقد وفعل والوجه الثاني انه اعتقد ولم يفعل. فمعنى قوله احللت الحلال يعني اعتقدت حل كل ما احله الله جل وعلا انا وليس في نفس اعتراض على ما احل الله جل وعلا وهذا احد المعنيات. والمعنى الاول الذي ذكره النووي ان احلال الحلال يقتضي ان تفعل او ان تعمل او ان تأتي الحلال الذي احله الله جل وعلا له. وان لا تستنكف عنه بمعنى ان من حرم على نفسه شيئا من الحلال مطلقا فانه لن يحل الحلال فعلا. وهذا المعنى ليس جيد عندي لان سأل كل حلال ممتنع قد لا يستطيعه كل احد لان الحلال ولله الحمد كثير جدا والمباحات كثيرة فاتيانه فعله باعتقاد حله هذا صعب مثل هذا الرجل السائل لا يعلق بكل شيء وهذا ايضا مما يكون في غير الاستطاعة والوجه الثاني الذي ذكرناه ان قوله احللت الحلال يعني اعتقدت حله فلم يأتي في نفسي ريب من ان ما احل الله جل وعلا فهو حلال فهذا ظاهر طيب يعني ظاهر من الحديث حسن فهو اولى لانه لا يلزم عنه لوازم غير جيدة واما قوله عليه الصلاة والسلام حرمت الحرام او قول الرجل حرمت الحرام فقال ولم ازد على ذلك شيئا ادخل الجنة؟ فقال نعم. فتحيم الحرام يشمل المرتبتين يشمل الاعتقاد والترك فتحيم الحرام ان تعتقد حرمته والثانية ان تفعل ما اعتقدته من ترك المحرمات. فمن اعتقد حرمة الحرام وفعل فهو من اهل الوعيد. يعني من اهل العصيان جاهز واما من لم يعتقد حرمة الحرام فهو كافر لانه ما صدق الله جل وعلا في خبره او لانه اعتقد غير ما امر الله جل وعلا باعتقاده. فان الاعتقاد بتحريم المحرمات فرض من الفرائض وعقيدة لا بد منها لان معناه الالتزام بامر الله جل وعلى وامر رسوله صلى الله عليه وسلم والنهي نهي الله ونهي رسوله صلى الله عليه وسلم نعم وعن ابي ما لك الحارث ابن عاصم الاشعري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الطهور شطر الايمان والحمد لله تملأ الميزان. وسبحان الله والحمد لله تملآن. او تملأ ما بين السماوات والارض. والصلاة نور والصدقة برهان والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك او عليك. كل الناس يغدوا فبائع نفسه فمعتقها او موبقها رواه مسلم هذا الحديث؟ وهو الحديث الثالث والعشرون حديث عظيم جدا والفاظه جوامع كذب بالمصطفى عليه الصلاة والسلام وهو من الاحاديث التي تهز النفس وتدخل القلب بلا استئذان يعني ان فيه ما يرقق القلب ويحمل على الطاعة تأثيره على كل نفس والفاظه تدل عليه. قد قال عليه الصلاة والسلام فيه الطهور شطر الايمان والحمد لله تملأ الميزان. وسبحان الله والحمد لله تملآن او قال تملأ ما بين من السماء والارض والصلاة نور. والصدقة برهان والصبر ضياء. والقرآن حجة لك او عليك كل الناس بياخدوا فبائع نفسه فمعتقها او موبقها وهذه الفاظ عظيمة للغاية. واشتملت على احكام كثيرة ووصايا عظيمة دخلت في ابواب كثيرة من ابواب الدين فقوله في اوله عليه الصلاة والسلام الطهور شطر الايمان الطهور المقصود به الطهارة تطهر فان صيغة طعون المقصود منها الفعل. يعني ما يفعل. فالطهور هو التطهر. كما ان الفطور هو فعل الافطار والسحور هو الفعل نفسه وهكذا. بخلاف الطهور بالفتح فانه ما يتطهر به. يعني الماء يسمى طهور واكلة السحر تسمى سحور بالفتح. والفطور يسمى فطور الفتح اذا كان المراد الذي يؤكل. اما الفعل نفسه فهو طهور للطهارة وسحور للتسحر وهكذا. فقوله عليه الصلاة والسلام هنا الطهور يعني التطهر وهذا اختلف فيه العلماء على قولين الاول ان المراد بالطهور هنا تطهر من النجاسات المعنوية او مما ينجح القلب والروح والجوارح من الشرك والرياء وفعل المحرمات وترك الواجبات واشبه ذلك وهذا اخذوه من قول الله جل وعلا وثيابك فطهر على احد تفسيرين فان التطهير هنا فسر بان المقصود به تطهير من الشرك والنجاسات المعنوية وفسر ايضا قوله جل وعلا انهم اناس يتطهرون بالامتناع عن فعل الفاحشة وهذا التفسير له مأخذه من القرآن وظاهر دليله يعني ان الطهارة هنا المقصود منها طهارة القلب وطهارة الجوارح واللسان من المحرمات او من ترك الواجبات وكونها على هذا المعنى شطر الايمان لان الطهارة ترك الايمان قسمان فعل وشرف فصار الطهارة بالمعنى هذا شطر الايمان يعني نصفه. لانه اما ان تترك او تفعل فإذا طهرك نفسك وجوارحك يعني جعلتها طاهرة مما حرم الله جل وعلا في القلب واللسان والجوارح فقد اتيت بما هو نصف الايمان وهو الترك فيبقى الامر وهنا نقول لماذا نبه على الترك ولم ينبه على الفعل وهو الاتيان بالواجبات الجواب ان الترك اعظم فان ترك المحرمات اعظم من الاتيان بالواجبات. لهذا تجد ان كثيرين يأتون بالواجبات ولا يصبرون عن المحرمات. نسأل الله العافية والسلامة ومن يترك المحرمات فانه يسهل عليه ان يأتي بالواجبات الوجه الثاني من كلام اهل العلم يعني التفسير الثاني ان الطهور هنا المقصود به الطهارة بالماء او بما هو بدل والطهارة تكون طهارة كبرى او صغرى. يعني غسل الجنابة او غسل مرأة من الحيض والنفاس. او الطهارة الصورة في التطهر للصلاة وهنا جعلها شطر الايمان لان الله جل وعلا جعل الصلاة ايمانا فقال جل وعلا وما كان الله ليضيع ايمانكم يعني صلاتكم حين توجهوا الى القبلة بعد بيت المقدس. وقال طائفة من المسلمين كيف بامر الذين صلوا الى بيت المقدس ولم يدركوا الصلاة الى الكعبة؟ فانزل الله جل وعلا قوله وما كان الله ليضيع ايمانكم يعني صلاتكم والصلاة مفتاحها التطهر فانها لا تصح الا بالطهارة فلها شروط فيها شروط قبلها ولها واجبات واركان فيها. يعني بالصلاة. فما قبلها اعظمه في فعل العبد الطهارة فصارت شطرا بهذا الاعتبار فيكون اذا قوله الطهور شطر الايمان يعني التطهر شطر الايمان الذي الصلاة لان الصلاة رأس اعمال الايمان وهناك تفسيرات اخرى لاهل العلم يعني اختلفوا في هذا اختلافا كثيرا لكن هذان قولان مشكوران في هذا المطعم قال عليه الصلاة والسلام والحمد لله تملأ الميزان. الحمد لله الحمد هذه كلمة فيها اثبات الكمالات لان حمد بمعنى افنى على غيره بما فيه من صفات الكمال فحمد لفلان صنعه يعني اثنى عليه بصفات كمل فيها بما يناسب البشر لاجل صنيعه ومنه يدخل في الحمد بهذا الاعتبار انه يثني عليه شاكرا له يعني باللسان فالحمد لله معناها الثناء على الله جل وعلا باثبات صفات الكمال له جل جلاله الحمد على هذا يدخل فيه حمد حمد الله وهو الثناء عليه على ما اتصف به من صفات الكمال والجلال والجمال حمد لله على ربوبيته يعني على اسمه الرب وعلى وصف الربوبية له. وحمد لله جل وعلا على الهيته. وعلى انه الاله وحمد لله جل وعلا على اسمائه وصفاته ونعوث جلاله وكماله. وحمد لله جل وعلا على القرآن على كلامه وحمد لله جل وعلا على امره في الكون والقدر وحكمه في بريته وحمد لله جل وعلا على امره الشرعي الحمد في نصوص الكتاب والسنة تختلفه هذه الانواع الخمسة التي ذكرنا ولهذا تجد انه في القرآن يأتي الحمد متعلقا باحدها باحد هذه الخمسة لا غير انظر مثلا الحمد لله رب العالمين. تعلق بالربوبية الحمد لله الذي خلق السماوات والارض وجعل الظلمات والنور فهذا ايضا في الربوبية. الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب. ولم يجعل له عوجا. الحمد لله فاطر السماوات والارض فادعوه مخلصين له الدين. الحمد لله رب العالمين. وهكذا في نصوص كثيرة في الكتاب والسنة. فاذا الحمد اثبات الكمالات اثبات نعوت الجلال والكمال وهذا مستغرق فيه جميع الانواع لله جل وعلا. لان كلمة هذه الحمد لله التي تسبق حمد هذه للاستغراب. استغراق جميع انواع الحمل لانها دخلت على مصدر حمد يحمد حمدا. وقوله جل وعلا قال الحمد لله رب العالمين يعني جميع انواع المحامد مستحقة لله جل وعلا. واللام هنا في قوله لله الحمد لله يعني الحمد هل مستحق لله جل وعلا؟ الذي اثني به على الله جل وعلا يملأ الميزان فاذا قال العبد الحمد لله فان هذه تملأ الميزان كما جاء في حديث ابي هريرة الذي رواه البخاري وغيره انه عليه الصلاة والسلام قال كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان الى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم. الحمد اثبات وكما سيأتي في سبحان الله والحمد لله ان الحمد والتسبيح متلازمات وقوله هنا عليه الصلاة والسلام تملأ الميزان على قاعدتنا ان الملح هنا على ظاهره حسي وليس ملئا معنويا كما قاله وهذا نوع من التأويل. لان الدخول في الامور الغيبية بما لا يوافق ظاهر اللفظ هذا نوع من التعويل المذموم. فاذا نقول الحمد لله تملأ الميزان على ظاهرها. وهو ان الله جل وعلا يأتي بهذه الكلمة يملأ بها الميزان. والله جل وعلا يوم القيامة يجعل في الميزان الاعمال. فهي زناها فتكون الاعمال التي هي اقوال واعتقادات وحركات تكون في الميزان فيدخل بها ويخف بها ايزام اخرين. فاذا على ظاهرها ان الحمد لله هذه تملأ الميزان وهنا نظر اهل العلم في قوله تملأ الميزان لماذا صارت تملأ على تفسيرين؟ الاول ان تملأ نفهم منه انها لا توضع اولا. يعني لا يؤتى بالحمد اولا فتوضع في الميزان وانما الذي يؤتى الاعمى يؤتى به الاعمال فتوضع. في الميزان فيؤتى بالحمد فتملأ الميزان على تفسيره والتفسير الثاني ان الايمان والدين نصفان نصف تنزيه ونصف اثبات الكمالات والتنزيه فيه التسبيح تنزيه تنزيه الرب جل وعلا عن النقص بربوبيته او في لاهيته او في اسمائه وصفاته الى اخره هذا فيه ابعاد عن النقائص والحمد اثبات للكمالات فاذا وضعت وضعت سبحان الله اولا فالحمد لله تأتي ثانيا فتملأ الميزان ونفهم من قوله عليه الصلاة والسلام ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ان التسبيح اكثر من جهة وضعه في الميزان فيكون الحمد تتمة لذلك. وقد يتأيد هذا بشيء. وهو ان التسبيح المعاني يطول ذكرها لكن نذكر يعني فائدة التسبيح يختلف عن الحمد وهو ان التسبيح فيه تخلية ومعلوم ان التخلية بلا شيء يوضع محلها انها ليست محمودة بمعنى انه اذا قال احد انا ساخلي هذا المسجد مما فيه من مما فيه من الاشياء والدواليب الفرش ونحو ذلك لم يكن محمودا بفعله الا اذا قال واتي بغيره مما هو احسن منه فاضعه فيك التسبيح تنزيه والتنزيه قد يكون ناتجا عن قصور في اثبات الكمالات لله جل وعلا فيقول ان الله جل وعلا منزه عن كذا ومنزه عن كذا منزه عن كذا ثم لا يصفه جل وعلا بشيء. فلهذا كانت ريح والحمد متكاملات التسبيح تخلية والحمد بالنسبة للقلب تحلية. والتخلية تسبق التحلية كما هو مقرر في علوم البلاغة. فاذا جاء التسبيح في نصوص كثيرة مضافة الى الله جل وعلا بمعنى سلب النقائص ونفي النقائص عن الله جل وعلا في ربوبيته والهيته واسمائه وصفاته وفي قدره وامره الكوني وفي شرعه وحكمه الدين في هذه الخمسة تقابل بها الخمسة التي فيها اثبات الكمالات في الحمل. فكل واحدة منها نزهت عن الله جل وعلا جاء الحمد باثبات ما لللائق بالله جل وعلا محلها. وهذا لو فقهه العبد لكان سبحان الله والحمد لله في لسانه اعظم من اي شيء يشتغل به عنها من غير ذكر الله جل وعلا وذكر والقرآن العظيم. فاذا بهذه الكلمة خفيفة سبحان الله والحمد لله لكنها عظيمة لان فيها الاعتقاد صحيح في الله جل وعلا بجميع الجهات. ففيها الربوبية والالهية والاسماء والصفات. وفيها اثبات تحليل الحلال وتحريم الحرام وفيها الاعتقاد الحسن في القدر وفيها الاعتقاد الحسن فيما يتطرق الله جل وعلا به في ملكوته الى اخر ذلك من المعاني. لهذا قوله عليه الصلاة والسلام والحمد لله تملأ الميزان يكون هنا الملأ بعد التنزيه وهو التسبيح قال وسبحان الله والحمد لله تملآن او تملأ ما بين السماء والارض. سبحان الله يعني تنزيها لله جل وعلا عن عن النقائص في ربوبيته والهيته واسمائه وصفاته وشرعه ودينه وعن امره الكوني وقدره والحمد لله اثبات الكمالات لله جل وعلا. فهما متكاملان. قال تملأ او قال تملآن ما بين السماء والارض اذا كان اللفظ تملآن وكل واحدة على اعتبار. واذا كان اللفظ المحفوظ تملأ وهو الاظهر تملأ ما بين السماء والارض فان سبحان الله والحمد لله كلمة واحدة بان مدلولها واحد وهو كما ذكرنا التنزيه والاثبات قوله تملأ ما بين السماء والارض. ما المقصود بذلك اذا اطلق لفظ السماء هنا المقصود به سماء الدنيا والسماع تطلق في النصوص ويراد بها العلو لعامة الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء يعني في العلو اامنتم من في السماء يعني من في العلو وهكذا فاذا اطلق لفظ السماء وحده يعني بلاد السماوات مفرد فانه قد يراد به العلو وقد يراد به واحدة في السماوات وهي السماء الدنيا. وخاصة اذا جعل او قوبل بالارض. فقوله هنا تملأ ما بين السماء والارض يعني انها تملأ هذا الفراغ الكبير الذي بين الارض وما بين السماء لم؟ لعظم هذه الكلمة ولمحبة الله جل وعلا لها ولحمل الملائكة لها تقربا الى الله جل وعلا. قال والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء هذه الثلاثة الصبر والصدقة وسط الصلاة والصدقة والصبر اقترنت هنا بثلاثة انواع من انواع النور او من انواع من انواع النور والضياء والبرهان فترجات النور يعني درجات ما تحسه العين من الانوار ثلاثة نور وبرهان وضياء. فاولها النور ويليها البرهان والثالث الضياء فالقمر نور وجعل القمر فيهن نورا جعل الشمس في رأس راجا والقمر نورا القمر يوصف بانه نور. وهو الذي يعطي الاضاءة بلا اشعاع يعني بلا اشعاع محسوس والبرهان اشعة بلا حرارة اعظم درجة من النور واقل درجة من الضياء. واما الضياء فهو النور نور مسلط شديد يكون معه حرارة. فهذه ثلاث مراتب من انواع ال الابواب واذا نظرت لذلك وجدت قوله عليه الصلاة والسلام هنا والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء مرتب على اجمل ما يكون من الترتيب فان الصلاة سبقت الصدقة ولهذا سبق النور البرهان والصبر لا بد منه للصلاة وللصدقة ولكل الطاعات ولكن الصبر محرق كشدة حرارة الضياء فالضياء نور قوي فيه حرارة ونوع احراق فلهذا جعل الصبر ضياء. جعل الصبر ضياء. ولم يجعل الصلاة ضياء. لكن الصلاة نور لانه فيها اعطاء ما تحتاجه في راحة وطمأنينة والصدقة جعلها برهانا لان البرهان وهو الضياء الذي يكون معه اشعة تنعكس في العين. الصدقة فيها اخراج المال. وهو محبوب للنفس وهذا يحتاج الى شيء من المعاناة. والصبر فهو ضياء كما قال عليه الصلاة والسلام. لان معه المعاناة وتذكرون لقول الله جل وعلا في وصف القرآن بانه نور وصف الله جل وعلا القرآن بانه قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين. ووصف القرآن ايضا في ايات الاخر بانه نور الثورات مثلا وصفها الله جل وعلا بانها ضياء وتعلمون الفحص كلام المفسرين على ذلك حيث قالوا ان الثورات فيها اثار واغلال على بني اسرائيل. ولهذا سماها الله جل وعلا لا ضياء مناسبة ما بين الضياء ووجود التكاليف العظام على بني اسرائيل. فبظلم من الذين حرمنا عليهم طيبات احلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا. الايات في اخر سورة النساء. فقال قال جل وعلا ولقد اتينا موسى وهارون الفرق ان وضياء. فجعل التوراة ضياء لان فيها هذه الشدة والصبر ضياء لان من تحمل شدة الصبر فانه يقوى معه الضياء. فالصبر مشبه بالضياء. وايضا اثره انه يكون معك الضياء. وهذه ثلاثة انت محتاج اليها يوم القيامة. اشد الحاجة حين تكون الظلمة دون الجسر ويعبر الناس على الصراط حيث اليوم العصيب والامر المخيف. فمعك الصلاة وهي نور ومعك الصدقة وهي برهان ومعك وهو صيام تنفذ به الى رؤية الامكنة البعيدة او المسافات البعيدة اعاننا الله جل وعلا على كربات يوم القيامة. بهذا يظهر لك عوظ قول المصطفى صلى الله عليه وسلم وجوامع كلمه عليه الصلاة والسلام والصبر كما هو معلوم ثلاثة انواع صبر على الطاعة وصبر على المعصية وصبر على اقدار الله المؤلمة والصبر هو الحبس يعني حبس الجوارح والقلب على الطاعات وحبسها عن المعاصي وحبسها على الرضا باقدام لله جل وعلا المؤلمة والكلام في تفاصيل القبر تأخذونه من التوحيد او من مبانيه قد ذكرناه مرارا لان فيه تفاصيل يقول المقام ببعضها. قال والقرآن حجة لك او حجة القرآن حجة لك اذا تلوته حق تلاوته بمعنى تلوته امنت بمتشابهه عنيفة بمحكمة واحللت حلاله وحرمت حرامي. او عليك حيث يقودك القرآن يوم القيامة. فيجد بمن قرأه فعالة ما دل عليه من حق الله جل وعلا ان لم يغفر الله جل وعلا و يرتاح لا يجوز لصاحبه الى النار. القرآن ان لك او عليك فطوبى لمن كان القرآن حجة له. وقوله عليه الصلاة والسلام حجة لك اي يحاج لك فهذا جاء في احاديث اخر كقوله عليه الصلاة والسلام يؤتى بالقرآن يوم القيامة تخدمه سورة البقرة وال عمران كأنهما كانهما غمامتان او قالا غيايتان او فرقان من طير الطواف تحاجان او صاحبهما القرآن حجة لك او عليك. ولهذا يعني القرآن عند من عمل بها ويدرس القرآن عند من؟ تركه وعمله كل الناس يغدو الغدو واحسنهم في اول الصباح والرواح الرجوع في اخر النهار قال كل الناس فبائع نفسه فمعتقها بائع يهتف فمعفقها يعني لله جل وعلا باع نفسه فلم يسلط عليها هواء الهوى ولم يتعبد او يعددها للشيطان بل جعلها على ما يحب الله جل وعلا ويرضى فما تقع ذلك اليوم. قال قوم موبقها لانه غدا فعمل بما لم يرضي الله جل وعلا ذلك نختم في هذا الحديث ونسأل الله جل وعلا ان يعلمني واياكم العلم النافع وان يمن علينا بالعمل الصالح وان يهيئ لنا من امرنا رشدا