المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شرح الاربعين النووية. الدرس التاسع. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله. والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملا يا ارحم الراحمين نعم بسم الله الرحمن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال المصنف رحمه الله تعالى وعن ابي ذر الغفاري رضي الله عنه قال عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا. يا عبادي كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني اهدكم يا عبادي كلكم جائع الا من اطعمته فاستطعموني اطعمكم. يا عبادي كلكم عار الا من كسوته فاستكسوه يا عبادي انكم تخطئون بالليل والنهار وانا اغفر الذنوب جميعا فاستغفروني اغفر لكم. يا عبادي انكم ثمان تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني. يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على اسقاط قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا. يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم انكم كانوا على افجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك في ملكي شيئا. يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فاعطيت كل واحد فسألوني فاعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك من ما عندي شيئا الا كما ينقص المخيط اذا ادخل البحر. يا عبادي انما هي اعمالكم احصيها لكم ثم اوصيكم اياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه. رواه مسلم هذا الحديث هو الحديث الرابع والعشرون من هذه الاحاديث الاربعين النووية وهو عن ابي ذر عن غفاري رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يليه عن ربه عز وجل انه قال يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا لا تعلموا الحديث هذا الحديث حديث عظيم يعني بيان حاجة العبد وافتقاره الى ربه جل وعلا وما يحبه الله جل وعلا من العبد وما يكرهه وهذا من الاحاديث القبطية لانه فجر بقوله فيما يرويه عن ربه عز وجل والذي يروي عن الله جل وعلا هو المصطفى صلى الله عليه وسلم وهذا يعني ان الحديث القدسي يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه جل وعلا بهذا اللفظ لانها رواية والرواية تكون باللفظ لانه هو الاصل ولهذا الحديث القدسي الذي ينمى الى الرب جل وعلا من الكلام وليس من من القرآن يعني فيما يقول فيه المصطفى صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى قال ربكم عز وجل فهداه ذلك وليس من القرآن فيسمى حديثا قدسية ومعنات كونه قدسيا يعني انه جاء من القدوس جل وعلا. يعني انه حديث مطهر عال على كلام الخلق فهذا معناه العام. اما الحبيب صبحي فقد اختلف فيه العلماء وعباراتهم متنوعة والذي يفتخر مع اعتقاد اهل السنة والجماعة ان الحديث القدسي من حيث اللفظ هو من الله جل وعلا وان النبي صلى الله عليه وسلم يرويه رواية يعني وليس له عليه الصلاة والسلام ان يغير معناه وبعض اهل العلم ليس له ان يغير لحظة وبعض اهل العلم قالوا ان معناه من الله جل وعلا ونفضه من المصطفى صلى الله عليه وسلم ابيح له ان يغير في لفظه وهذا القول لا دليل عليه لانه ذلك في النقد قال الله تعالى قال ربكم وللصحابة يقولون فيما يمليه الى ربه فيما يبلغه عن ربه فيما يرويه عن ربه. وهذه كلها من الفاظ الهدايا في الروايات. وليس ثم ما يدل على ان المعنى من من الله جل وعلا وان النبي صلى الله عليه وسلم يتصرف في الالفاظ بما يؤدي به المعهد. ايش فدليل عليه كما ذكرنا ولا حاجة له عليه الصلاة والسلام في ذلك وايضا هذا القول وهو انه من حيث اللفظ من النبي صلى الله عليه وسلم والمعنى من الله جل وعلا يتفق مع قول الاشاعرة والماسونية واشباه هؤلاء لان الله جل وعلا كلامه كلام نهدي بمعنى انه يلقي في روح جبريل المعاني او يلقي في روح المقتضى صلى الله عليه وسلم المعاني ويعبر عنها جبريل بما يراه ويعبر عنه المصطفى صلى الله عليه وسلم بما يراه. ولهذا عندهم القرآن عبارة عن كلام الله جل وعلا وليس هو بكلام الله جل وعلا الذي خرج منه جل وعلا وبدأ منه سبحانه وتعالى بكلماته وحروفه ومعانيه. فاذا الذي يتفق مع عقيدة اهل السنة والجماعة. في كلام الله جل وعلا. ان الحديث والسياس لفظه ومعناه من الله جل وعلا ولم يتعبد بتلاوته. فيصح ان نعرف الحديث القدسي بانه ما رواه المصطفى صلى الله عليه وسلم عن الله جل وعلا بلفظه ومعناه ولم يتعبد بتلاوته يعني لم يكن بين دفتي المصحف. هذا هو الحديث القدسي وغيره مما يجعل اللفظ من المصطفى صلى الله عليه وسلم لا يتفق مع عقائد اهل السنة والجماعة قال هنا ابو ذر فيما يرويه عن ربه عز وجل انه قال يعني الله جل وعلا يعني الله جل وعلا يعني قال الله يا عبادي فالمتكلم بهذا هو الرب جل جلاله عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا. وهذا النداء يا عبادي فيه التوكل للعباد ولفت النظر الى هذه الى هذا الامر العظيم وهذه الوصية العظيمة. قال جل وعلا يا عبادي انها حرمت الظلم على نفسي والتحرير عند عهد السنة والجماعة ان يحرم الله جل وعلا ما شاء على نفسه او على خلقه الوجوه والتحريم والحرص يصح عندهم ان يجعلها الله جل وعلا على نفيه فيحق حقا على نفسه ويوجب واجبا على نفسه ويحرم اشياء على نفسه وهذه كلها جاءت بها الادلة. فالله جل وعلا احق حقا على نفسه في بعض الاشياء حق العباد على الله الا يعذب من مات لا يشرك بالله شيئا وحرم احيا على نفسه ومنها الظلم كما في هذا الحديث. وهذا هو الذي يقرر في مذهب اهل السنة اما غيرهم فانهم يجعلون الله جل وعلا منزه عن الف يحرم عليه شيء او ان يجب عليه شيء والذي حرم على الله هو الله جل وعلا وهو سبحانه يحق من الحق على نفسه ما فاس بوجوده على نفسه ما شاء ويحرم على نفسه ما شاء. وهذا بما يوافق كتاب المولى جل وعلا يوافق حكمته وما ينفعه في بريته. فالله سبحانه حرم الظلم على نفسه. ومعنى كونه حرم الظلم على نفسه اي منع نفسه جل وعلا من ان يظلم احدا شيئا. وفي القرآن نصوصا كثيرا فيها ان الله سبحانه وتعالى لا يظلم الناس شيئا وانه جل وعلا لم يرد الظلم ولم يخسأ ولم يحقر الظلم على كما قال سبحانه وما ربك بظلام للعبيد. وقال جل وعلا وما الله يريد ظلما للعباد. وقال سبحانه وما الله يريد ظلما للعالمين. وقال جل وعلا ايضا فلا يخاف ظلما ولا عظما. والايات في هذا كثيرة متنوعة ان الله لا يظلم الناس ولكن الناس انفسهم يظلمون. وهكذا فالله جل وعلا وصف نفسه بانه لا يظلم احدا شيئا. وان الظلم ليس اليه. وانه لا يريد الظلم سبحانه وتعالى والظلم الذي عن الله جل وعلا هو الظلم الذي يفسر بانه وضع الامور في غير مواضعها لان الظلم في اللغة يعني يوضع الشيء في غير موضعه. ولهذا قيل ليش الحديث الذي خلط بلبن حتى يروب فخلق قبل ان يبلغ ما يصلح به قيل له غليظ يعني انه ظلم حيث وضع الفرض في غير موضعه. وضع الخلق في غير موضعه وقبل اوانه. مثل قال السائل وقائلة ظلمت لكم سقاي ولن يخشى على العكد الظليع. ومنه ايضا سميت الحرب. التي حفرت استخراج الماء وليس بذات ما قيل لها مظلومة كقول الشاعر الا الهواري وهو من شوائب النحو المعروفة ان الاواري لهي الناس دينها والنؤي كالحوض بالمظلومة الجدد. المقصود ان هذه اسهل له دائرة على وظن الشيء في غير موضعه اللائق. وغير هذا التفكير كثير فالمعتزلة يكفرون الظلم بانواع والاسامر يفكرون الظلم بانواع. وعند اهل السنة هذا هو تعريف القرب وقد قال بعضهم ان الظلم هو التطرف في ملك غيري او كاختصافه بغير اذنه. وهذا نوع من وضع في غير موضعه وليس هو بتعريف لكل. ولهذا يورد عليه اشياء في بحث معروف في القدر في نبحث الظلم وفي اللغة المقصود من هذا ان الله جل وعلا قال ان حرمت الظلم على نفسي يعني حرمت ان قطع شيئا في غير موضعه الله به. على نفسه منعت نفسي من ذلك. وهذا يدل على ان الله جل وعلا لو اراد انفاده وضع الشمس في غير موضعه لكان له ذلك مكانه وكان قادرا عليه. لان الله قال وما الله يريد فهو في السنة لم يرد ذلك وهذا الحديث ايضا دال على انه قادر على ان يفعل ولكنه حرم ذلك على بس ومنع نفسه من ذلك وهذا من كرمه جل وعلا واحسانه وفضله وامعامه مزيدي ملته على عباده. قال جل وعلا هنا اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا الله جل وعلا حرم الظلم على نفسه وجهل الظلم بين العباد محرما لانه سبحانه يحب العدل وقد قال خان السماوات والارض على العجز. كما قرر اهل العلم ان السماوات والارض قامت بالعدل. ولا يفرط لها الا العدل. والعدل هو لان العدل وضع الشيء في موضعه. والظلم وضع الشيء في غير موضعه. فالله سبحانه اجرى ملكوته وهجر خلقه على العدل. وهو وضع الاشياء في مواضعها. وعلى الحكمة وهي وظع الاشياء في مواضيعها اللائقة بها الموافقة للروايات المحمودة منها. فتحسر من هذا ان الله جل وعلا يحب العدل ويحلو به كما قال سبحانه ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى. والله سبحانه حرم الظلم كما في هذا الحديث وفي ايات كثيرة مر معك بعضها. فاذا تبين ذلك فان الله سبحانه على الظلم بين العباد محرما. فقال فلا تظالموا وهنا نظر اهل العلم في سبب قوله اني حرمت الظلم على نفسي لانه جعل بعدها وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا. وهذا فيه فهم واسع في اسماء الله جل وعلا وصفاته التي اتصف بها سبحانه على بريته ما هو الصفات لها اثار في الملكوت؟ اثار في الشريعة اثار في افعال الله جل وعلا في بريته هذا نوع من هذه الاثار وهو انه سبحانه لما اقام ملكه على العدل وحرم الظلم على امر عباده بالعدل وحرم الظلم فيما بينهم. والعباد مكلفون. فاذا وقع منهم الظلم ان كان لغير السفينة بمراد الله الشرعي. وان كانوا غير خارجين على مراد الله الكوني. فلهذا يكون الله جل وعلا قد توعدها ظلموا وقد نهاهم عن الظلم. فاذا الظلم بانواعه لحرم. والظلم درجات يجمعها مرتبط الاولى ظلم النفس ظلم النفس الفلوس وهو ظلم في حق الله جل وعلا لانه وضع العبادة في غير موضعها في غير من تصلح له المحرف فكل مشرك معالج فكل مشرك وعالم لنفسه كما قال جل وعلا الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الهم وهم مهتدون والقسم الثاني من ظلم النفس ان يظلم النفس ان يعرضها من العذاب والبلاء بما لا يصلح لها وهذا ظلم من العبد لنفسه. باي شيء ارتكاب الحرام والتفريط بما اوجب الله جل وعلا وعدم اداء الحقوق فهذا ظلم للنهي لما؟ لان من حق نفسك عليك ان تسعدها في الدنيا والاخرة فاذا عرضتها للمعصية فقد ظلمتها لانك لم تجعلها سعيدة بل جاءت جعلتها معرضة لعذاب الله جل جلاله والمرتبة الثانية العبادة تلوم العباد معناه التفريق او تغيير حقوقهم. بعدم اداء الحق الذي اوجبه الله جل وعلا لهم فمن فرط في حق والديه فقد ظلمه. ومن فرط في حق اهله فقد ظلمه. يعني لم يكن معهم على الامر السلف. بل ارتكب محرم ونحن فرط في واجب فقد ظلمهم. ومن اعتدى على اموال الناس او على اعراضهم او على انفسهم او على ما يقتصرون به فقد ظلمهم وهذا كله محرم. فاذا الظلم بانواعه حرام ولا يجوز شيء من الظلم يعني احد احدا وانما يأخذ الحق الذي له قال جل وعلا بعد ذلك فلا تظالموا يعني لا يظلم بعضكم بعضا يا عبادي كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني اهدكم كلكم ضال يعني ان الحفل في الانسان انه على الضلالة ان حصل في الانسان من حيث الجنس انه ظلوم وجهول وهما سببا الضلال قال جل وعلا الا انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال. فهدينا ان يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا. الامانة هي امانة التكليف. ولما كان الانسان جهولا كان الاكثر فيه ان يكون ضالا هذا اكثر الناس ضالون هذا جاء في القرآن في نصوص الريال قوله هنا كلكم ضال الا من هديته يقول له على ان الامر الخالص في عباد الله انهم ضالون الا من من الله جل وعلا عليه بالهداية. وهذه الهداية تطلب من الله جل وعلا. قال فاستهدوني اهدكم. يعني اطلبوا مني الهداية. اهدكم اليه. وهذا يدل على رغبة ابن ادم في الهداية ان طلبها من الله جل وعلا فلابد من ابن ادم ان يسعى في في اسباب الهداية فاذا رغب فيها وفقه الله جل وعلا. فهذا مرتبط بمسألة عظيمة من مساحة للقدر فهي ان الله جل وعلا يعامل عباده بالعدل وخاصة طائفة منهم بالتوفيق وهو انه يعينهم على ما فيه رضاه سبحانه وتعالى كلكم ضال ووجدك ضالا فهدى ان كان قبل البعثة ضالا فهداه الى الطريق كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني اهدكم. يعني اطلبوا مني الهداية اهدكم اليها الهداية يطلبها كل عام الكامل يا مستعبس بالخيرات والمقتصد والظالم لنفسه كل ينبغي عليه بل يجب عليه ان يطلب الهداية من الله جل وعلا. بهذا فرض الله جل وعلا في الصلاة سورة الفاتحة ومن اعظم ما فيها قوله يعني من الدعاء قوله جل وعلا اهدنا الصراط المستقيم والهداية للصراط المستقيم هذا من اعظم المسائل وهدم بها يعني اعظم ما تطلبه من الله جل وعلا ان تطلب منه الهداية الى الصراط المستقيم. والهداية مرتبتان بداية الى الطريق الى ناس الانفاس اليه والتوحيد له والهداية بمعنى منها جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام فهداية الجلالة والانفاس امت وقامت ومنها الهداية هداية الدلالة والارشاد التي تسأل الله جل وعلا ان يعطيك اياها اياها ان تكون مرشدا اليها لان الالتفات الى الالفات نوع من الاهتداد. فهداية النبي صلى الله عليه وسلم والهداية التي بالقرآن موجودة بين ظهراني المسلمين لم يفقد منها شيء ولله الحمد. لكن من يوفق الى ان يرشد الى هذه الهداية. فاذا المرتبة الاولى ها هدايات الدلالة وليست هي الهداية التي بمعنى ان تهدي غيرك هذه الهداية التي هي طلب الهداية مرتبتان. هداية التلالة والارشاد يعني ان تطلب من الله جل وعلا هل يدلك ويرشدك على انواع الهداية التي جاء بها المصطفى صلى الله عليه وسلم ومنه ايضا التوفيق لها فاذا دللت عليها فتسأل الله ان يوفقك باتباعها هذه واحدة ويدخل في ذلك اصل الاسلام ويدخل في ذلك الهداية الى الحزن ضعيف والنوع الثاني او المرتبة الثانية الهداية الى تفاصيل الايمان والاسلام وما يحب الله جل وعلا ويرضى. لان تباطيل الايمان كثيرة. ولان تفاصيل الاسلام كثيرة ولان تفاصيل ما يحب الله جل وعلا ويرضاه وتفاصيل ما يحفظه الله جل وعلا ويأبى كثيرة متنوعة. فكونك تذهب الرب جل وعلا ان يهديك هذا خروج من نوع من انواع الضلالة لان عدم المعرفة عدم العلم بما يحب الله وما فيه الهداية هذا نوع من الصراع المقصود ان هذا النوع من الهداية تطلب الله جل وعلا ان يهديك الى تفاصيل الصراط تفاصيل الايمان تفاصيل الاسلام تفاصيل الاعتقاد حتى تعلمه فتعمل به فتكون مرتبتك عند الله جل وعلى قال جل وعلا يا عبادي كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني اهدكم وهذا من اعظم المطالب نسأل الله جل وعلا ان يهدينا سواء السبيل قال يا عبادي كلكم جائع الا من اطعمته وافهمكم الرزاق هو الله سبحانه وتعالى. والرزق منه والارزاق بيده فهو الذي اذا فتح رحمة فلا ممسك لها كما قال في فاتحة سورة البقر ما يفتح الله للناس من فلا ملحك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده. ومن ذلك الارزاق التي تحد بها الجواب. فقال جل وعلا كلكم جائع الا من اطعمته فاستطعموني اطعمته. واطعام الجائر ورجح الفقير ذلك هذه من سأل الله جل وعلا اياها فان الله سبحانه يعطيه عشان عاصيا ام كان صالحا لان ذلك من انواع الربوبية من اثار الربوبية وربوبية الله جل وعلا غير خاصة للمسلم دون الكافر او للصالح دون صالح الجميع ثواب في تعرضهم لاثار عطاء الله جل وعلا في افراد ربوبيته فيرزق سبحانه وتعالى الجميع ويهب الاولاد للجميع ويجيبوا دعوة المضطر من الجميع وهكذا في افراد الربوبية. فقوله يا عبادي كلكم جافع الا من اطعمت فاستطعموني اطعمكم من اطعم الله جل وعلا وساء له الطعام سأله الرزق فان الله جل وعلا قد يجيب دعاءه قال يا عبادي كلكم عارف الا من شكوته فاستكسوني اكسكم وهذا على نحو ما سبق يا عبادي انكم بالليل والنهار وانا اغفر الذنوب جميعا. فاستغفروني اغفر لكم. انكم تخطئون بالليل والنهار الخطأ هنا بمعنى الابل. لان الخطأ الليل هو بمعنى الخطأ هو عدم التعمد هذا معقود عنه. وهنا قال انكم تخطئون بالليل والنهار وانا اغفر الذنوب جميعا. الخطيئة المقصود بالتوصيون اي تعملون بالخطايا. تعملون الخبيث وهذا معناه العمل بالاثم وهذا يغفر بالاسترخاء والتوبة والايمان وليس الميراث طبعا الخطأ لان الله جل وعلا عفا عن هذه الامة عن خطأ والنسيان ومن الشكر عليه. كما قال سبحانه في اخر سورة البقرة ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا قال في استغفروني وانا اغفر الذنوب جميعا هذا مقيس ما هو غير حي اما الجيش فان الله جل وعلا لا يغفره الا لمن ساعد واسلم اما غير الشرس مما هو دونه فان الله جل وعلا يغفر سبحانه وتعالى اذا شاء او لمن هذا قال الاسعاف في اخر سورة عمر قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله. ان الله يغفر الذنوب جميعا هذه المقاس المفسرون من الصحابة فمن بعدهم انها في التائبين. فان الله يغفر الذنوب جميعا لمن شاء. فقوله سورة النساء ان الله لا يغفر ان يشرك به. ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. لا يغفر ان يشرك به الشرك غير وما دون ذلك لمن يشاء يعني في حق غير حساب. فحصل لنا ان من تاب تاب الله عليه فيغفر الله ذنبه ايا كان الشرك او ما دونه. ومن لم يتب فان كان مشركا فان الله لا يغفر وان كان ذنبه ما دون الشرك فانه تحت المعصية. ان كان غفر له وان شاء عذبه بذنبه فاذا قوله هنا وانا اغفر الذنوب جميعا مقيد بما ذكرت له. فاستغفروني اغفر لكم يعني اطلبوا مني مغفرة فانا اغفر ذلك حقيقة في الحديث طويل وكل كلمة تحتاج الى بيان والى تفصيل فلعلي ادير فيما يكفي يا عبادي انكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني. وهذا بهدي كمال الغنى كما قال المولى جل وعلا فان الله سبحانه للشمال في اسمائه وصفاته ومن اسمائه الغني ومن صفات زوجنا. فهو سبحانه غني عن العباد. ولن يبلغوا نفعه ولن يبلغوا اصبره سبحانه وتعالى بل هو الغني عما عن خلقه اجمعين وكما قال هنا انكم لن تبلغوا نفي فتنفعوني ولم تبلغوا فتضروني بل هو سبحانه اللي هو اعبر من ان يؤثر العباد فيه نفعا او ضرا بل هم المحتاجون اليه المفتقرون اليه للجميع الجهات قال يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على اتقى رجل اصحى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا. يعني ان تقوى العباد ليس المنتبه منها الرب جل وعلا هل هم المنتفعون؟ فهم المعتادون ان يتقوا الله سبحانه وتعالى. وهم المحتاجون ان يطيعوا ربهم سبحانه. وهم المحتاجون ان يتقربوا اليه وان يتذللوا بين يديه. وان نور الله جل وعلا من انفسهم خيرا. وان الله سبحانه وتعالى فهو الغني عن عباده. الذي لا يحتاج اليهم ان الله سبحانه وتعالى هو الكامل في صفاته الكامل في اسمائه الذي لا يحتاج الى احد من خلقه قال الله وتقدس عما يقول الظالمون علوا كبيرا. قال يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على افدل لرجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملك شيئا. الذي يعصي الله جل وعلا لا يضره الا نفسه ولا يحتاج الله جل وعلا الى طاعته ولا يضره ان يعصيه سبحانه وتعالى. وهذا يعظم به العبد الراد في الله جل وعلا. لانه سبحانه هو ذو الفضل والاحسان ذو المنة والاكرام فالعباد هم المحتاجون اليه. قال يا عبادي لو ان اولكم واخركم وان وطمأنينة قاموا في صعيد واحد فاجحدوني. فاعطيت كل واحد منهم مسألته ما نقص ذلك مما عندي الا كما ينقص المحيط اذا ادخل البحر. المخيط المراد به العبرة السميكة اذا اسفلت في البحر ثم اخرجت فانها لا تأخذ من ماء البحر فلو ان اول العباد واخرهم وانسهم وجنهم سألوا الله جل وعلا في قيد واحد كل واحد سأل كل واحد مسألة فاعطى الله كل واحد ما سأل ما نقص ذلك من ملك الله جل وعلا شيئا الا كما ينقص المحيا كما تطبخ الابرة من الحبيب الى مدخلة البحر في المحاجر فانها لا تنطق من البحر شيئا يوصى. وهكذا لان ملك الله جل وعلا واسع لان ملكوته عظيم وحاجات العباد ليست في شيء في ذنب ملكوت الله جل وعلا. فانهم يعطون مما في الارض يعني بعد ما في الارض يكفي العبادة اجمعين وملك الله جل وعلا واسع وما الارض فيه وما الارض والسماوات السبع في تركيا الرحمن الا كدراهم القيت في جرح يعني انها صغيرة جدا. فهذا في العباد متعلقة بالارض وما حولها يعني والثمات التي تهرب منهم. وهذا اذا تعطي كل احد ما سأل فانه يعطى مما في الارض. وهذا شيء يسير جدة بالنسبة لما في الارض فكيف بالنسبة الى ملكوت الله جل وعلا؟ قال جل وعلا بعد ذلك يا عبادي انما هي اعمالكم احصيها لكم ثم اوفيكم اياها انما هي اعمالكم يعني ان المقصود من زيدانكم الابتلاء والتكبير فانما الامر راجع الى اعماله. لم يخلق الله جل وعلا الخلق لانهم سينفعوه. او لانه يخشى منهم ان يضروك او لانه سبحانه محتاج ان يعطيهم بل انما هو الابتلاء. ابتلاؤهم بهذا في هذا الامر العظيم وهو عبادته سبحانه كما قال انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فهدينا ان واشفقنا منها محمد علي وكما قال جل وعلا وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ما اريد منهم من رزق وما اريد هل يقيمون ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين. فغنى الله سبحانه وتعالى عن عباده اعظم الغنى وهم محتاجون هنا ايضا والاتباع حسنة بخلقهم ابتلى الله العباد بحياتهم. ونتيجة هذا الابتلاء ان اعمالهم ستحصى. انما هي اعمالكم فيها لكم كقوله جل وعلا احص فيها الاحصاء بمعنى انا اكشف تفصيلي والحفز. لانني اعطاء له مراتب. فمنها العكس يصفيني ومنها الحفظ وعدم الصبيح كما قال جل وعلا لقد اخطاهم وعزهم عزا وكلهم هاتيه يوم القيامة فردا. وكما قال جل وعلا واحصى كل شيء واحصاء يحمل معرفة وكتابة ذلك سيشمل ايضا الحفظ وعدم التضييق. فانما هي اعمالكم احصيها. يعني تكتب عليكم بتفاصيلها اعرفكم اياها بتفاصيلها واحفظها لكم فلا تضيع ثم توفيك السياحة اوصيكم اياها الحسنات بالحسنات و السيئات ما يحكم الله جل وعلا فمن فعل الثياب فهو على خطأ عظيم ومن فعل الحسنات فهو على رجاء ان يكون من الناجين. قال فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه. لان العبد هو على نفسه كل نفس بما كسبت رهينة. كل نفس تعلم ما تعمل وصوابها وخطأها ولو القت المعاذير بل الانسان على نفسه تصويرة ولو القى معاذيره قال فمن وجد خيرا فليحمد الله. يعني قد يثني على الله جل وعلا بذلك لانه هو الذي اعانه. ومن وجد غير ذلك فلا يلين ما الا نفسه لان العبد هو الذي جنى على نفسه. الله سبحانه اقام الحجة وبين المحبة. وسلف بنا سبيل الاقوى فالامر واضح والعباد هم الذين يجنون على نفسهم اللهم اهدنا في من هديت وعافنا فيمن مع سيف وتولنا فيمن توليت. نعم وعن ابي ذر رضي الله عنه ايضا ان ناسا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا يا رسول الله ذهب اهل الدثور ذي الاجور يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول اموالهم. قال رسول الله صلى الله عليه يا رسول الله ذهب اهل الدثور بالاجور يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول اموال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون؟ ان بكل تسبيحة صدقة وكل لتكبيرة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وامر بمعروف صدقة ونهي عن منكر صدقة وفي بضع احدكم صدقة فقالوا يا رسول الله ايأتي احدنا شهوته ويكون له فيها اجر؟ قال ارأيتم لو في حرام اكان عليه وزر كذلك لو وضعها في الحلال كان له اجر رواه مسلم وهذا الحديث عن ابي ذر ايضا ان هناك من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي عليه الصلاة والسلام يا رسول الله ذهب اهل الدخول بالاجور ذهب اهل الثفور يعني ايه ان اهل الغنى ذهبوا بالاجر عند الله جل وعلا لان لهم اموالا يتصدقون بها والصدقة امرها عظيم. قالوا ذهب اهل الدثور بالاجور يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم. ويتصدقون بفضول اموالهم يعني ان الله جل وعلا ميزهم بفضل انهم يتصدقون فيصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم لكن تميزوا عنا بالصدقة. فذهب اهل الدثور باجور الصدقة فالنبي صلى الله عليه وسلم بين لهم ان معنى الصدقة واسع. فقال عليه الصلاة والسلام اوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون به وهذا فيه الحث على سماع ما جعل الله جل وعلا للفقراء بل ولعامة المسلمين الاغنياء والفقراء من انواع الصدقات التي لا تدخل في الصدقات المالية وهذا مبني على معنى الصدقة الشريعة فان الصدقة في الشريعة ليست هي الصدقة بالمال والصدقة بالمال نوع من انواع الصدقة. فالصدقة ايصال الخير تعريف الصدقة ايصال الخير والنفع بالغيظ ولهذا يوصف الله جل وعلا بانه متصدق على عباده. كما ثبت في صحيح مسلم الحجاج رحمه الله ان النبي صلى الله عليه وسلم لما سألوه عن مسألة القصر في السفر قال صدقة من الله. قالوا يا رسول الله ها نحن قد امنا والله جل وعلا يقول يعني في سورة النساء فليس عليكم جناح ان تقصروا من الصلاة ان خفتم ان يحزنكم الذين كفروا. وقد امنا. فقال عليه الصلاة والسلام صدقة من الله عليكم فاقبلوا صدقته. فالله جل وعلا يتصدق على عباده بمعنى يوصل الخير وما ينفعهم لهم. فالصدقة ايصال الخير للغير. وقد يكون هذا الايصال متعديا وقد يكون لازما. يعني ايه؟ قد يكون العبد يوصل الخير لنفسه فيكون متصدقا. وقد يوصل الخير يصل بالخير الى غيره ويوصل الخير لغيره. فيكون متصدقا على غيره. فالصدقة معناها في الشريعة العامة ومنها الصدقة بالمال فانها ايصال الخير والنفع للغيب قال عليه الصلاة والسلام اوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون لان معنى الصدقة عام ان بكل تسبيحة صدقة وكل تكبيرة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة مثل عليه الصلاة والسلام بهذه الاربع لامرين. الاول انها من انواع الذكر اللساني فمثل بها على أنواع الذكر الأخرى. لأن هذه افضل الذكر كما قال ثبت في الصحيح انه عليه الصلاة والسلام قال احب الكلام الى الله اربع سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر فهذه الاربع هي احب الكلام الى الله فهي اعظم ما تتقرب به الى الله جل وعلا من الذكر وتتصدق به على نفسك فقال ان بكل تسبيحة صدقة لان فيها الاجر العظيم ستصل بالتسبيحة تصل بالتسبيحة نفسك بانواع الخير. والاجل. كذلك التحميد والتهليل والتكبير. ثم انتقل عليه الصلاة والسلام الى نوع من الصدقة متعدد فقال وامر بمعروف صدقة. ونهي عن منكر صدقة هذا تمثيل لانواع الصدقات التي فيها التهدي النفع فذكر الامر بالمعروف والمعروف هو ما علم حسنه والامر به في الشريعة فما عرف في الشريعة حسنه فهو معروف والمنكر ضده ما عرف في الشريعة سوءه ونكارته فمن امر بما عرف في الشريعة حسنه فقد امر بالمعروف واعلاه التوحيد ومن نهى عن المنكر وهو ما انكر في الشريعة واعلاه في الشرك لله جل وعلا فقد نهى عن المنكر. فاذا كل امر بمعروف صدقة. لك وكل نهي عن المنكر صدقة. وتعليم ان يدخل في ذلك فهو من انواع الصدقة. فمن لازم العلم تعلما وتعليما فانه يتصدق في في كل لحظة تمر عليه على نفسه وكذلك على غيره ولهذا اهل العلم اعظم الناس اجورا ان صلحت نياته قال وفي بضع احدكم صدقة الكبر المراد به في اللغة بعض الشيء لان البضع والبعض فيها قلب عاء وباء عاء يعني البعض والبضع مقلوبة هذه عن الاخرى معنى البضع البعض ولكنهم كنوا به او كنوا به عن بعض ابن ادم وهو فرضه وهذا من شريف الكلام حيث يذكر ما يستحيا عن ذكره ولا يحسن ذكره بكلمات تدل عليه ولا يكون لها وقع ينادي الادب في السمع. قال عليه الصلاة والسلام وفي بضع احدكم صدقة. يعني في ما يأتيه المرء بفرجه وهو ذكر الرجل صدقة. فاستغربوا قالوا يا رسول الله ايأتي احدنا شهوته ويكون له فيها اجر. المراد بالشهوة هنا الماء يعني ماء الرجل الذي ينزله يعني المراد امام الشهوة ويكون له فيها اجر يعني المرء يأتي شهوته وينزل ماءه ويكون له بذلك اجر فقال عليه الصلاة والسلام ارأيتم لو وضعها يعني لو وضع الشهوة في حرام والذي يوضع هو الماء بهذا كسرت الشهوة هنا لانها الماء. قال ارأيتم لو في حرام هذا يسمى استدلال العكس او قياس العكس لو وضعها في حرام اكان عليه وزر؟ قالوا بلى فكذلك اذا وضعها في حلال فان كان له اجر وهذا يعني ان ما يفعله المرء من هذه الافعال التي هي من قبيل الشهوات اذا اتى بها الحلال وابتلى الله جل وعلا العبد في هذه الشهوة فجعلها في حلال وباعد نفسه عن وضعها في الحرام انه يؤجر على وهذا هو الظاهر واختلف اهل العلم في هذه المسألة هل يؤجر باتيانه الحلال بلا نية ام يؤجروا باتيانه الحلال بنية فقالت طائفة هذه الشهوات التي ابتلى الله بها العبد اذا جعلها في الحلال فانه يؤجر عليها الى نية على ظاهر هذا الحديث وتنفعه النية العامة وهي نية الطاعة نية الاسلام فانه بالاسلام يحصل له نية الطاعة لله جل وعلا فيما يأتي وفيما يذر. النية العامة وهذا قول طائفة من اهل العلم. وقال اخرون هذا الحديث محمول على غيره من الاحاديث وهو انه يؤجر اذا صرف نفسه عن الحرام الى الحلال بنية فاذا صرف نفسه عن مواقعة الزنا الى مواقعة الحلال بنية فانه يؤجر على ذلك. لان الاحاديث الاخر والقواعد العامة وكذلك بعض الايات تدل على انه انما يؤجر على ما يبتغى به وجه الله جل وعلا. وقد ثبت في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انك لن تنفق نفقة. تبتغي بها وجه الله الا اجرت عليها وايضا في اية النساء قال جل وعلا لا خير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقة او معروف او اصلاح بين الناس. ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه اجرا عظيما. فدل في الاية على اشتراط ابتغاء مرضات الله. ودل في الحديث ايضا على ان النفقة اذا ابتغي بها وجه الله فانه يؤجر عليها العبد. فحمل اكثر اهل العلم هذا الظاهر من الحديث على غيره من النصوص مما مما يكون العبد به منصرفا عن الحرام الى الحلال بنية. فاذا قام في قلبه انه لن يأتي الحرام بان الله اباح له الحلال على الحلال دون الحرام فانه يؤجر على ما يأتي من الحلال ويؤجر على شهوته بهذه النية وانما الاعمال بالنية. نعم وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كل يوم كل سلامى من الناس عليه صدقة وكل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين اثنين صدقة. وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها او ترفع له متاعه عليها صدقة والكلمة الطيبة صدقة وبكل خطوة تمشيها الى الصلاة صدقة وتميط الاذى عن الطريق صدقة. رواه البخاري رواه مسلم هذا الحديث من حيث تفاصيل الصدقات يكفي عنه ما مر معنا في الحديث السابق لان هذه التي ذكرت بعضها من الصدقات الذاتية وبعضها من الصدقات المتعدية لكن الذي يهم منه قوله عليه الصلاة والسلام كل سلامة من الناس عليه صدقة سلامى هذه المقصود منها العظام او المقاصى من اهل العلم من قال العظام ومنه ومنهم من قال مفاصل العظام. يعني الصلات بين العظم والعظم او العظام انفسها. فعظام الانسان كثيرة والله جل وعلا من عليك. بهذه فجأة فخلقك في احسن تقويم. وجعلك في تصرفك في عظامك ما ابتلاك به من شكر هذه النعمة جعلك في محط الابتلاء فهل تشكر ام لا تشكر؟ فقال عليه الصلاة والسلام هنا كل سلامة من الناس يعني كل رغم من اعظم ابن ادم او كل عظم او كل مفصل من مفاصل جسد ابن ادم عليه صدقة فقوله عليه نعلم من الاصول انها من الفاظ الوجوب فيدل على ان شكر هذه النعمة واجب فشكر نعمة البدن نعمة العظام نعمة المفاصل واجب. دل على الوجوب قوله عليه صدقة كل سلامى من الناس عليه صدقة يعني يجب عليه على كل مفصل ان يتصدق بصدقة تقابل تلك النعمة وتكون شكرا لها هذه التي ذكرت امثال لبعض الصدقات. والصدقة الواجبة التي بها يخلص المرء من الاثم في عدم شكر نعمة البدن الا يستعمل هذه المفاصل في بمعصية الله جل وعلا فاذا كان يوم من الايام سلم في ذلك اليوم من المحرمات التي فعلها بهذه المفاصل او وسلم من ترك اداء الواجبات واستعمل المفاصل في اداء الواجبات فقد ادى الشكر الواجب في ذلك اليوم فكل مقتصد فيها نساء للواجب تارك لمحرم في يوم قد ادى شكر ذلك اليوم الواجب الذي يجب عليه نعمته البدن ثم هناك شكر مستحب وهو ان يأتي بانواع الصدقات المستحبة القولية والعملية والمالية وان يأتي بنوافل العبادات المتنوعة. فاذا الصدقات نوعان واجبة ومستحبة. فالواجبة هي ان تستعمل الالات في الطاعة. وان تبتعد بها عن الحرام اذا فعلت ذلك فقد اديت شكر تلك الآلات. قال عليه الصلاة والسلام كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين اثنين صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس كلمة يوم قد تأتي في النصوص. وفي اللغة ويراد بها اكثر. من يوم فيكون عدة ايام اذا كان يجمعها شيء واحد كما انه يقال ساعة وقد تكون ساعات كثيرة وهذا له فوائده المعروفة في اللغة والبلاغة المقصود قال هنا كل يوم تطمع فيه الشمس فلما قيده تطلع فيه الشمس علمنا ان الوجوب يومي. يعني كل يوم من طلوع الشمس الى طلوعها مرة اخرى يعني كما نقول في كل اربع وعشرين ساعة يجب عليك تجاه هذه النعمة وهي نعمة البدن المفاصل العظام ان تشكر الله جل وعلا عليها. تمثل عليه الصلاة والسلام بقوله تعدل بين اثنين صدقة تعدل يدخل في عدل الحكم بينهما بالعدل يدخل في ذلك الصلح فيما يصلح به كما قال او اصلاح بين الناس واشبه ذلك من الاعمال الخيرة. قال وتعين الرجل في دابته يحمله عليها او ترفع له عليها مساءه صدقة. الاعانة بكل ما يحتاج اليه هذا من انواع الصدقة. تعينك في سيارتك تعينك في اصلاح شيء فيها تعين تعينه في الاركاب تساعد كبير السن او المحتاج الى اخره. كل هذا من انواع الصدقات التي يحصل بها شيء من شكر نعمة المفاخرة. والعظام. قال والكلمة الطيبة صدقة وبكل خطوة تمشيها الى الصلاة صدقة وهذا واضح. وتميط الاذى عن الطريق صدقة. هذا امثلة متنوعة للصدقات هل لازمة والمتعدية وجاء في رواية ويجزئ من ذلك صحيح ويذنب من ذلك ركعتان يركعهما المرء من الضحى. فاذا استعملت هذه المفاصل في ركعتين تركعهما من الضحى فقد اديت الشكر المستحب لهذه المقاصد نعم وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم البر حسن الخلق والاثم ما حاك في نفسك وكرهت ان يطلع عليه الناس. رواه مسلم. وعن وابخة ابن معبد رضي الله عنه قال اتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال جئت تسأل عن البر؟ قلت نعم. قال البر قال استكث قلبك. البر ما اطمأنت اليه النفس واطمئن وان اليه القلب والاثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر وان افتاك الناس وافتوك. حديث حسن روينا في مسندي الامامين احمد بن حنبل والدارمي باسناد حسن هذا الحديث من الاحاديث الجوامع وهو حديث النواس رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال البر حسن الخلق البر حسن الخلق البر انواع يكون البر فيما بين العبد وبين ربه جل وعلا ويكون البر فيما بين العبد وبين الناس فالبر الذي بين العبد وبين ربه جل وعلا هو بالايمان واتيان اوامر الله جل وعلا المختلفة وامتثال الامر واجتناب النهي كما قال جل وعلا في سورة البقرة ولكن البر من امن لله واليوم الاخر والملائكة والملائكة والملائكة والكتاب والنبيين وعات المال على حبه ذوي القربى والاسلام المساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب واقام الصلاة واتى الزكاة الاية. فذكر البر الذي يجب على العبد لله جل وعلا. فهذا النوع من البر ياتي في القرآن كثيرا. والله جل وعلا هو الذي جعل هذا بر فالعبد من اهل البر اذا قام بما جاء في هذه الاية فيقال هذا من الابرار اذا امتثل ما في هذه الاية وابتعد عما يكرهه الله جل وعلا. والقسم الثاني من البر البر مع الخلق وهذا جماعه حسن الخلق. ولهذا قال عليه الصلاة والسلام البر حسن الخلق فجمع البر في عبارة وجيزة وهي حسن الخلق وحسن الخلق كما ذكرنا لكن يجمعه انه بذل الندى وكف الاذى وان تحسن الى الخلق وان تجزي بالسيئة الحسنة وان تعامل الناس بما فيه عفو عن المسيء وكظم للغيظ واحسان للخلق فمن كان باذلا للندى غير منتصر لنفسه كافة للاذى مقدما المعروف للخلق فهو من ذوي حسن الخلق فيما بين الناس فان جمع اليه ما يستحب من ذلك وما يجب من حقوق العباد كان حسن الخلق عنده شرعي. فاذا حسن الخلق الذي يكون فيهم كتاب لما جاء في الشرع من صفات عباد الله المؤدين لحقوقه وحقوق عباده هذا يكون معه البر. البر اذا درجات. لان الايمان بالله والملائكة واليوم الاخر الى اخره واقام الصلاة الزكاة الى اخره هذا درجات ومعاملة الخلق درجات. تتحصل من هذا ان قوله عليه الصلاة والسلام البر حسن الخلق ان درجة البر تختلف باختلاف حسن الخلق. والبر اذا اردته فهو هو حسن الخلق لانه بذلك تؤدي حقوق الخلق. الواجبة والمستحبة. قال والاثم ما عاش في نفسك وكرهت ان يطلع عليه الناس عرف الاسم وهو ما يقابل البر بشيئين شيء ظاهر وشيء باطن وهذا من الميزان الذي يمكن تصديقه وهو عليه الصلاة والسلام ممن بل هو عليه الصلاة والسلام الرؤوف الرحيم بهذه الامة فقال لك الاثم ما حاك في نفسك هذا امر باطن وكرهت ان يطلع عليه الناس وهو الامر الظاهر فاذا اتيت الى شيء مشتبه عليك تحاك في نفسك هل هذا من الاثم ام من البر؟ وترددت فيه ولم تعلم انه من البر وانظم الى ذلك الظاهر انك لو فعلته كرهت ان يطلع عليه الناس فهذا هو الاثم فالاثم يجمعه شيئان. شيء باطن متعلق بالقلب وهو انه يحوك في النفس وتتردد في فعله النفس وفي الظاهر يكره انه لو عمله ان يطلع عليه الناس. هذا يدل على انه وهذا وصف عظيم منه عليه الصلاة والسلام للبر والابن. فالبر حسن الخلق ببذل الندى وكف الاذى والاساءة والعفو عن المسيء والصفح عن المخطئ بحبك والاثم ما حاك في نفسك وجهه وكارثة ان يطلع عليها الناس فيما لو فعلته ظاهر الرواية الاخرى عن وادي صاحب المعبد قال اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال جئت تسأل عن البر فقلت نعم قال استسق قلبك البر ما اطمأنت اليه النفس. واطمأن اليه القلب. والاثم ما حاك في النفس وتردد فسحة ذكرت لكم ان البر نوعان بر متعلق بحق الله وبر متعلق بحق العباد. فالحديث الاول ذكر فيه عليه الصلاة والسلام البر المتعلق بحق الناس فقال البر حسن الخلق. وهنا ذكر البر بعامة. فقال استثف قلبك يعني عن البر هل هذا الشيء من البر؟ ام ليس من البر؟ هل هو من الطاعة؟ ام ليس من الطاعة؟ استسقي قلبك. البر مطمئن اما اليه النفس واطمأنت اليه القلب يعني انه لم يفر في القلب تردد من هذا الشيء المعين. ولا يكره ان يطلع عليه الناس وهذا يعم جميع انواع الطاعات. وقابله بالاثم حيث قال والاثم ما حاك في النفس في الصدر وان افتاك الناس وافتوك فعرف الاسم او جعل عليه الصلاة والسلام علامة للاثم بانه ما حاك في النفس وتردد في الصدر على نحو ما ذكرنا وان افتاك الناس وافتوك. ولهذا يدخل في ذلك جميع الانواع المشتبهة التي تدخل في المتشابهات التي ذكرناها في حديث النعمان ابن بشير. فالاثم تقرب منه اذا كان الشيخ يحوق في الصدر ولا تطمئن اليه النفس. لان المسلم بايمانه ودينه وتقواه تطمئن نفسه الى ما فيه الطاعة. واما ما فيه شبهة او ما فيه حرام فيجب انه خائف منه او انه متردد فيه. ولا يستأنس بشيء فيه تعريض لمحرم او اشتباه بانه قد يقع في الحرام. فقال عليه الصلاة والسلام والاثم ما حاك في النفس وتردد في صدري وحين افتاك الناس وافتوك هنا قال وان افتاك الناس. يعني قد تذهب الى مفتيه في شأنك ويفتيك بانها لا بأس به ولكن يبقى في صدرك التردد والمفتي انما يتكلم بحسب الظاهر يفتي بحسب ما يظهر له من السؤال وقد يكون عند السائل اشياء في نفسه لم يبدها. او لم يستطع ان يبديها بوضوح. فيبقى هو الحكم على نفسه والتكليف معلق به واناطة الثواب والعقاب معلقة بعمله اسبوع فإذا بقي في نفسه تردد ولم تطمئن نفسه الى اباحة من اباح له الفعل فعليه ان يأخذ بما على بما جاء في نفسه من جهة انه يمتنع عن المشتبهات او عما تردد في الصدر. وهنا يبحث العلماء بحث معلوم يقول وهو بحث اصولي وكذلك فقهي في ان ما يتردد في الصدر ويحيك فيه ولا يطمئن اليه القلب. هل هو اثم بالاطلاق ام ان بعض انواعه اثم والتحقيق في هذا ان المسألة فيها تفصيل فاذا كان يعني الحالة الاولى ان يكون التردد الذي في النفس واقعا عن جهل من صاحبه بالحكم الشرعي او بالسنة فهذا لو تردد في شيء جاء النص بحسنه او باباحته او بالامر به فانه يكون عاصيا لو لم يفعل او يكون ملوما لو لم يمتثل للسنة وقد جاء في الحديث الصحيح صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم امر ناسا بالافطار في السفر فبقي منهم بقية لم يفطروا. فقيل للنبي عليه الصلاة والسلام ان اناسا لم يفطروا. فقال اولئك العصاة. اولئك العصاة فهذا يدل على ان الامر اذا كان من السنة بوضوح فان تركه لتردد في الصدر ان هذا من الشيطان فلا اعتبار لهذا النوع يكون في سفر يقول انا لن اقصر في نفسي شيء من ان اقصر مع توافر الشروط بما دلت عليه السنة بوضوح فان هذا تردد لا وجه له كذلك شيء دلته دل القرآن الكريم او دلت السنة على مشروعيته ثم هو يبقى في نفسه تردد فهذا لم يستسلم او لم يعلم حكم الله لو على فلا قيمة لهذا النوع الحالة الثانية ان يقع التردد من جهة اختلاف المسكين اختلاف المجتهدين في مسألة فاختلف المجتهدون في تنزيل واقعة هذا المستفتي على النصوص فمنهم من افتاه بكذا ومنهم من افتاه بكذا فهذا ليس الاثم في حقه ان يبقى مع تردد نفسه ليس الاثم في حقه ان يزيل تردد نفسه. وليس البر في حقه ان يعمل بما اطمأنت اليه نفسه خارجا عن القولين. بل البر في حقه مطمئنت اليه نفسه من احد القولين لانه لا يجوز للعامي ان يأخذ بقول نفسه مع وجود عالم يستفتيه بل اذا اسست عالما واوضح له امره فان عليه ان يفعل ما افتاه العالم به فاذا اختلف المكفون فانه يأخذ بفتوى الاعلى من افقه حاله الحال الثالثة وهي التي ينزل عليها هذا الحديث وهي انه يفتي الناس وهي انه يستفتي المفتي فيفتى بشيء لا تطمئن نفسه لصوابه فيما يتعلق بحالته فيبقى مترددا يخشى انه لم يفهم يقول هذا الثاني لكن المسألة فيها اشياء اخرى لم يستبنها يقول المفتي لم يستفصل مني يكون حالة المفتي انه ما استوعب المسألة من جهاتها فافتاء المفتي المكلف لا يرفع التخليف عنه في مثل هذه الحال وانما ينجو بالفتوى اذا اوضح مراده بدون التباس توفي فانه يكون قد ادى الذي عليه في سؤال اهل العلم امتثالا لقول الله جل وعلا فاسألوا اهل الذكر ان ثم لا تعلموا واما اذا لم يفصل او لم يستفصل المسؤول المفتي او لم يحسن فهم المسألة فاستعجل وعفت وبقي في ايحاء في قلب المستفتي شيئا من الريب من جهة ان المفتي لم يفهم كلامه لم يفهم حاله او ان هناك فمن حاله ما لا يصلح ان يبين او ما لم يستطع بيانه فان هذا يدخل في هذا الحديث بوضوح فالاثم ما حاكم النفس وتردد في الصدر ان افتاك الناس وافتوك. فاذا الاحوال كما قال اهل العلم ثلاثة اثنان منها لا تدخل في ذلك وهي الاولى نعيدها باختصار الاولى ما ورد النص به فانه لا يجوز ان يبقى في النفس تردد مع ورود النص من الكتاب او السنة او اجماع اهل العلم. المسألة او اجماع اهل السنة في مسألة والثاني ان يختلف المفتون وقد اوضح لهم حاله فان عليه ان يأخذ بفتوى الاعلى من ابقى منهم او من يطمئن تطمئن نفسه لفتواه. والحالة الثالثة انه لم يحسن في ابداع مسألة او لم يستفسر المفتي فرجع الامر فيما بينه وبين المفتي الى عدم وضوح في موافقة بسم الله المسألة فانه يترك الامر ويخرج من الخلاف استبراء لدينه و رغبة في دوالي تعرضه للاثم ونكتفي بهذا القدر. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد