المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شرح الاربعين النووية. الدرس الثاني الثاني عشر. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه. معنا الحديث الخامس والثلاثون من الاربعين النووية. اقرأ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال المصنف رحمه الله تعالى وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحاسدوا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يدع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله اخوانا المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره. التقوى ها هنا ويشير الى صدره ثلاث مرات. بحسب امرئ من ان يحقر اخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه رواه مسلم هذا الحديث اصل في حق المسلم على المسلم وفيما ينبغي ان يكون بين المسلمين من انواع التعامل قال فيه عليه الصلاة والسلام لا تحاسدوا ولا تناجحوا ولا تباغضوا ولا تدابروا الحديث قوله لا تحاسدوا ولا تناجشوا الى اخره. هذا نهي وكما هو معلوم ان النهي يفيد التحريم في مثل هذا. فقوله عليه الصلاة والسلام لا تحاسدوا يعني ان الحسد محرم وقد جاءت احاديث كثيرة فيها بيان تحريم الحسد وانه يأكل الحسنات. كما يأكل كما تأكل النار الحطب. وكذلك التناجس محرم. وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن النجس. في غير ما حديث عن النجح وعن النجس في غير ما حديث. وكذلك التباغض والتدابر واشباه هذا. مما يزيل المحبة او يزيل الالفة بين المسلمين. فانه ممنوع منع تحريم. قوله عليه الصلاة والسلام لا تحاسدوا الحسد فسر بعدة تفسيرات. ومنها ان الحسد تمني زوال النعمة عن الغير وايضا من الحسد ان يعتقد ان هذا الذي انعم الله عليه ليس باهل لهذه النعمة ولا يستحق فضل الله جل وعلا. ولهذا فحقيقة الحسد اعتراض على قضاء الله جل وعلا وعلى قدره ونعمته فلهذا كان الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب. فليس الحسد مقتصرا على انه به صاحبه فقط بل يذهب بعض حسنات صاحبه. لانه ينطوي على اعتقاد خبيث. وعلى ظن سوء بالله جل وعلا حيث قام في قلبه ان هذا ليس باهل لفضل الله جل وعلا ونعمته. ونحو هذا ما يستعمله بعض العامة حيث يقول بعضهم هذا حرام ان يعطى كذا وكذا هذا حرام ان تكون عنده هذه النعمة هذا حرام ان يكون عنده المال واشباه ذلك مما ما فيه ظن سوء بالله جل وعلا واعتراض على قدر الله وعلى نعمته وعلى رزقه الذي يصرفه كيف يشاء فالواجب اذا على المسلم ان يفرح لاخيه المسلم بما انعم الله عليه. وقد مر معنا في الحديث لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه. والحسد بضد ذلك فان الحاسد لا يحب ولاخيه ما يحب لنفسه بل اما ان يتمنى زوال النعمة عن اخيه او انه يعتقد ويظن الناس اخاه ليس باهل لما اعطاه الله جل وعلا. قال ولا تناجسوا وهذا ايضا يدل على تحريم النجس وقد تقرر في الاصول ان النهي اذا تسلط على المضارع فانه يعم انواع المصدر لان المضارع عبارة عن حدث وزمن فتسلط النفي على الحدث تسلط النفي او على الحدث والحدث نكرة فعم انواع. فاذا نقول هنا في قوله لا تحاسدوا يعم جميع انواع الحسد وقوله ولا تناجشوا يعم جميع انواع النبش بالسكون او النجس بالتحريك. والنجس او النجس فسر بعدة تفسيرات عمها التفسير اللغوي وهو ان النجح ان يسعى في ابطال الشيء بمكر واحتيال وخديعة. او هو السعي والخداع والحيلة. وهذا عام يشمل جميع الانواع التعامل مع المسلمين. فاذا قوله ولا تناجسوا اي لا يسعى بعضكم مع بعض بالخداع والحيلة والمواربة اشبه ذلك من الصفات المذمومة. ويدخل في هذا النجس الخاص وهو المستعمل في البيع بان يزيد في السلعة من لا يرغب في شرائها. لان هذا سعي في ازدياد السعر بمكر وحيلة وخدع فهو سمي سمي ذلك بالنجش او النجش لانه فيه المكر والخداع والحيلة. فيمنع ويحرم ويحرم ان يسعى المسلم مع اخوانه المسلمين بالحيلة والخداع والمكر باي نوع. بل المسلم مع اخوانه يسير على نية طيبة وعلى ان لهم ما يحب لنفسه والا يخدعهم ولا يغرر بهم بل يكون معهم كما ينبغي او كما يحب ان يكونوا معه. وزيادة المرظ في السعر وهو لا يريد الشراء. حين على السلعة هذا من انواع الحيلة والخداع. ولهذا فهو منهي عنه ومحرم. يأثم به صاحب اسمع المحرمات قال ولا تباغضوا والتباعد هنا ايضا عام في كل ما يكون سببا لحدوث البغضاء. من الاقوال والاعمال. فكل قول يؤدي الى البغض فانت منهي عنه. وكل فعل يؤدي الى التباغض. فانت منهي عنه. فالمؤمن مأمور بان يسعى بما فيه المحبة بين اخوانه المؤمنين. واما ما فيه التباغض فهو حرام ان يسعى بقوله او قلمه او كلام او عمله او تصرفاته اشارته او لحظه حتى ان الرجل لا ينبغي له ان يبغض بل لا يسوغ له ان يبغض اي مسلم كم؟ لانه قد احبه لما معه من الاسلام والتوحيد فهو هذا يجبر غيره وان ابغضه بغضا دينيا فهذا لا حرج. ولكن البغض الدنيوي هو الذي نهي عنه هنا سببه البوط اذا كان دينيا مشروعا فهذا مطلوب ولا بأس به. لكن بالنسبة للمسلم فانه لا يبغض بالجملة. بل يجتمع في حق المؤمن او في حق المسلم ما يكون معه الحب له وهو ما معه من الايمان والتوحيد والطاعة اب وما يكون معه الفوض له وهو ما قد يكون يكترثه من الاثم والعصيان. فاذا في المؤمن والمسلم يجتمع الموجبان في الدين الحب والبغض. والنبي صلى الله عليه وسلم هنا قال لا تباغضوا. قال العلماء هذا في السعي فيما فيه التباغض في امر الدنيا. اما اذا كان لامر شرعي وديني فان هذا مطلوب ولا يدخل في هذا النهي والسعي في البغضاء بانواع كثيرة حتى الرجل مع اهله ينبغي له ان يسعى في بما فيه المودة والمحبة والا يبغض واذا حصلت البغضاء فانه ينظر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لا مؤمن مؤمنة ان سخط منها خلقا رضي منها خلقا اخر. يعني لا يبغض مؤمن مؤمنة وهكذا قاعدة عامة ان المؤمن لا يسوع له ان يبغض مؤمنا. يعني بعامة بل ينظر اليه ان حصل في قلبه بغضاء فينظر الى اخيه مؤمن وينظر ما معه من الخير والايمان والطاعة ويعظم جانب طاعته لله على نصيب نفسه وحظ نفسه ستنقلب البغضاء عنده هونا ما ولا يكون بغيضا له بغضا تاما او ما يوجب المقاطعة او المدابغة. قال بعدها عليه الصلاة والسلام ولا تدابروا يعني لا تسعوا في قول او عمل تكون معه متقاطعين لان التدابر ان يفترق الناس كل يولي الاخر دبره يعني القطيعة والهجران هجر المسلم قطعه حرام اذا كان لامر دنيوي الهجر ينقسم الى قسمين هجر لامر الدين وهذا له احكامه المختصة وضابطها انه يجوز هجر المسلم لاجل الدين اذا كان فيه مصلحة لذلك الهجر وهذا كما هجر النبي صلى الله عليه وسلم المخلفين الثلاثة في غزوة تبوك وامثال ذلك. والقسم الثاني الهجر لغرض دنيوي ان يهجر المسلم اخاه لغرض له للدنيا لايذاء اذاه او لشيء وقع في قلبه عليه فالهجر اذا كان للدنيا فللمسلم ان يهجر اخاه للدنيا الى ثلاثة ايام. وما بعدها فحرام عليه ان يهجره وقد ثبت عنه عليه الصلاة والسلام انه قال لا يهجر مسلم اخاه فوق ثلاث يلتقيان في عرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام. قال العلماء الهجران الى مأذون به في امر الدنيا. يعني اذا كان لك هذا لحظ نفسك. اما هذا لحظ نفسك الى ثلاثة ايام وما بعدها فحرام ان تهجر اخاك فوقها وخير الرجلين الذي يبدأ بالسلام. اما امور الدين فهذه بحسب المصلحة كما ذكرنا في القسم الاول قد يكون هجرانا الى الى اسبوع او الى شهر او يوم بحسب ما تقضي به مصلحة المهجور قال ولا يدع بعضكم على بيع بعض لا يبع بعضكم على بيع بعض وهو مثلا ان يقول لمن اراد ان يشتري سلعة بعشرة انا اعطيك مثلها بتسعة او لمن اراد ان يبيع العتل بعشرة انا اخذها منك باحدى عشر. واشباه ذلك يعني انه يغريه بالا يشتري من اخيه او ان يبيع عليه ففي هاتين الصورتين حصل بيع على بيع المسلم وهنا حرم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بقوله ولا يدع بعضكم على بيع بعض وهذا شروط بان الذي يعرض الشراء من هذا الذي يريد ان يبيع شيئا او يعرض البيع لهذا الذي يريد ان يشتري شيئا باكثر في الاول واقل في الثاني هذا مشروط بانه لا لم بانه حصل بين الاول ومن يريد ان يبيعه او ان يشتري منه انفصال وتراوي مثلا يأتي الى صاحب دكان ويقول انا اريد اشتري هذه فيتفاصلان على انه سيشتريها بكذا وهذا سيشتريها فيأتي احد ويقول تعال انا اعطيك اعطيك مثلها بكذا وكذا بانقص او اشبه ذلك فاذا كان هناك رضا من البائع للسلعة على من يبيع عليه او رضا ممن يشتري وتفاصل بينه وبين من اراد الشراء منه او البيع عليه فانه هنا يحرم ان يدخل احد فيتدخل في هذا المبيع. اذا تفاصل وتراضيا وهنا يعني تمت مقدمات العقد الاتفاق على الثمن والعزم على الشراء فانه لا يجوز لاحد ان يدخل. ونفهم من هذا انه لو تدخل قبل ان ان يعقد هذا وهذا يعني ما دام انه في فترة النظر انتقل من دكان الى دكان واشبه ذلك فهذا لا بأس به. في شرف التحريم البيع على بيع اخيه بما كان فيه تفارق بالقول او انفصال بالقول بالعزم على الشراء او العزم على البيع. اذا حصل العزم واجابه والمشتري فانه لا يجوز التدخل في ذلك. في امثالها مثل لا يقصد احدكم على خطبة اخيه. فان المرء اذا تقدم الى احد خاطبا وسمع به فلان من الناس سمع ان فلانا خطب فان ردوا عليه بالرضا فانه لا يجوز لاحد ان يأتي ويقول انا اريد ابنتكم ممن علم انهم اجابوه ورضوا به. لكن قبل ان ان يجيبوه بالرضا له ان يدخل كخاطب من الخطاب. وهكذا في هذه المسألة في قوله لا يدع احدكم على بيع بعض. قال عليه الصلاة والسلام بعدها وكونوا عباد الله اخوانا. يعني حققوا اخوة الدين اذ قال لو على والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض. وقال جل وعلا انما المؤمنون اخوة. المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره. لا يظلمه يعني لا يظلمه في ماله ولا يظلمه في عرضه ولا يظلمه في اهله ولا يظلمه في اي امر تختص به بل يعدل معه ويكون خليفته في اشماله واهله وعرضه ولهذا جاء في الشريعة وهذا من محاسنها العظيمة بان يتحلل المرء من اخوانه فيما وقع منه عليهم من مظالم وقد ثبت في الصحيح صحيح ابي عبد الله البخاري انه عليه الصلاة والسلام قال من كانت عنده لاخيه مظلمة بكسر اللام. مظلمة في مال او عرض فليتحلله منه واليوم قبل ان يكون يوم لا درهم فيه ولا دينار. يعني من اغتاب او من وقع في عرض اخوانه او من اعتدى على بعضه فعليه ان يرد هذه المظالم فان كان في ردها مشقة عليه في وسط احدا الى اخره. المقصود انه يجب ان يرد المظالم وفي الغيبة تفصيل للعلماء. من انه اذا كان ذكره لمن اغتابه انه قد اغتابه وهذا يؤدي الى حصول منازعة ومشاقة في اخباره بغيبته اياه وطلبه تحليله فانه يترك هذا الاخبار ويكتفي منه بالاستغفار له الدعاء له لعلها ان تشفع له في تكثير غيبته او النيل منه. وهذا من السنن التي ينبغي لنا ان نتعاهدها بان يحلل بعضنا بعضا. واذا سأل احد اخاه ان يحلله فيستحب له ان يقول حللك الله وانا انت في حل مني واشباه ذلك دون سؤال له ماذا قلت؟ وماذا فعلت؟ وباي شيء اعتديت علي؟ واشبه ذلك كما قرره العلماء. قال ولا يخذله لا يخذله الخذلان ترك الاعانة والنصرة والمسلم ولي المسلم يعني محب له يعني ان المسلم محب للمسلم ناصر له وخذل المسلم للمسلم وخذلانه له ينافي عقد الموالاة الذي بينهما. ولهذا تضمن عقد الموالاة في قوله والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض ان خذل المسلم للمسلم لا يجوز اذا كان في مقدرته ان يعينه وان ينصره ولو بالدعاء. قال ولا يكذبه. يعني لا يقول له انت كاذب وكلما اخبره بخبر قال هذا كاذب وانت كاذب لان الاصل في المسلم انه لا يكذب. وقد ثبت عنه عليه الصلاة والسلام انه قيل له ايزني المؤمن على نعم؟ قال قيل له ايسرق المؤمن؟ قال نعم. قال قال له ايكذب المؤمن؟ قال لا. لان الكذب خصلة تستحكم من صاحبها وتستمر معه فيكون كونوا معه خصلة من خصال النفاق. واما ما يقع من زنا الشهوة ومن سرقة الشهوة واشباه ذلك. فانها عارض يعرض ويزول ويرتفع معه الايمان حتى يكون فوق صاحبه كالظلة ثم اذا فارق المعصية عاد اليه واما الكذب فانه اذا استمر بصاحبه فانه يدل ويهدي الى الفجور والفجور يهدي الى النار. فقوله هنا عليه الصلاة والسلام ولا يكذبه يدخل فيه ان في الحديث. قال ولا يحقره. يعني لا يحتقر المسلم اخاه المسلم بان يعتقد او يأتي في خاطره ان هذا وضيع وان هذا اقل قدرا منه وان هذا مرذول اما لاجل نسب او لاجل صناعته او لاجل بلد او لاجل معنى من المعاني. بل المسلم هو الذي رفع بل الاسلام هو الذي رفع المسلم وجعله مكرما مخصوصا من بين المخلوقات. ولهذا فان المسلم عند الله جل وعلا كريم عزيز. وتحقير المسلم يخالف اصل احترام المسلم لما معه من التوحيد والايمان. فهذا البدن الذي امامك بدن المسلم يحمل عقيدة وحسن ظن بالله ومعرفة بالله وعلم بالله بحسب ما عنده من الاسلام والايمان والعلم وهذا ينبغي معه ان لا بل يحترم لما معه من الايمان والصلاة. وهذا يتفاوت الناس فيها كلما كان الايمان والصلاة والاسلام والتوحيد والطاعة والسنة اعظم في المرء المسلم كان اولى بان يكرم ويعز وان يبتعد عن احتقاره. ويقابله المشرك فانه مهما كان من ذوي المال او ذوي الجاه او ذوي الرفعة. فان جسده فيه روح خبيثة حملت الشرك بالله والاستهزاء بالله ومثبت الله جل وعلا والمحب لله جل وعلا على يكرهوا ويحتقروا هذا الذي معه الاستهزاء بالله والنيل من الله جل وعلا وادعاء الشريف معه. فاذا يعظم المسلم اخاه المسلم ويحترمه ولا يحتقره ما معه من الايمان والتوحيد. قال التقوى ها هنا ويشير الى صدره ثلاث مرات التقوى محلها القلب وهذا معنى اشارة النبي صلى الله عليه وسلم الى صدره ثلاث مرات ونختصر في الكلام لان الوقت يمضي سريعا قال بحسب امرئ من ان يحقر اخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه. دم المسلم حرام ان يسفك بغير حق وكذلك ما له حرام ان يؤخذ بغير حق. وكذلك عرضه حرام ان ينال منه بغير حق. فالنيل من الاعراض الغيبة والنميمة او ان ينال من اهل الرجل او من اسرته او ان يتصرف في ماله بغير اذنه او ان يأخذ ماله او ان يعتدي على شيء من املاكه وكذلك ان يعتدي على دمه وهذا اعظمه هذا كله حرام والشريعة بتحقيق هذا الامر فيه ما بين المسلمين وفي مجتمع الاسلام. بان تكون الدماء حرام والاموال حرام والاعراض حرام. وقد ثبت في الصحيح من حديث ابي بكرة رضي الله عنه انه عليه الصلاة والسلام قال في خطبته يوم عرفة الا ان دماءكم واموالكم واعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهر كم هذا في بلدكم هذا نعم وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على مؤمن يسر الله عليه في الدنيا معسر ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والاخرة. ومن ستر مؤمنا ستره الله في الدنيا والاخرة. والله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة. وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم. الا نزلت عليهم السكينة وحفتهم وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه رواه مسلم قال عليه الصلاة والسلام من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة الكربة ما تكون معه يكون معه الضيق والضنك والشدة على المسلم ولهذا ناسب معها تنفيذ بانها تستحكم من جميع الجوانب من جهة نفس المؤمن وقلبه وما يجول فيه ومن جهة يده ومن جهة ما حوله فتستحكم عليه حتى تضيق به الارض الواسعة فهنا اذا نفس عنه فبقدر ذلك التنفيس يكون الثواب. قال عليه الصلاة والسلام من نفس عن مؤمن توبة وهذا فيه اطلاق يعني اي كربة من كرب الدنيا فيدخل في ذلك الكرب التي الكرب النفسية والكرب العملية وما يدخل في تنفيسه في الكلمة الطيبة وما يدخل تنفيسه في المال وما يدخل تنفيسه في بذل الجاه الى اخره. فتنفيس الكربة عام والكرب هنا ايضا عامة من نفس عن مؤمن كربة بان يسر له السبيل الى التخلص منها او خفف عليه من وطأة الكربة والشدة والضيق الذي اصابه كان جزاؤه عند الله جل وعلا من جنس عمله لكن في يوم هو احوج الى هذا التنفيس من الدنيا. ولهذا كان الثواب في الآخرة. فقال عليه الصلاة والسلام نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة قال ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والاخرة. المعسر هو الذي عليه حق لغيره لا يستطيع اداءه. والتيسير على المعسر يكون باشياء منها ان يعطيه مالا في يفك به اعصاره او ان يكون الحق له فيضعه على المعسر فيخفف عنه وقد قال جل وعلا وان كان ذو عسرة فنظرة الى ميسرة. فالتيسير على المعسر من الامور مستحبة ومن فضائل الاعمال ومن الصدقات العظيمة. قال هنا عليه الصلاة والسلام ومن يسر على معسر يعني خفف عنه شأن اعساره باعطائه مالا او باسقاط بعض المال الذي عليه او باسقاط المال كله او له في التخلص من الاعسار يسر الله عليه جزاء وفاقا على ما تيسر يسر الله عليه في الدنيا والاخرة وهذا من الثواب الذي جعل في الدنيا والاخرة فلا بأس من ان يقصده المسلم في ان ييسر على اخوانه رغبة فيما عند الله جل وعلا ورغبة في ان ييسر عليه في الدنيا والاخرة لان هذا كما ذكرنا في شرح حديث انما الاعمال بالنيات لا ينافي الاخلاص فان العمل اذا رتب عليه الثواب في الدنيا او في الدنيا والاخرة وجاءت الشريعة بذلك فان قصده مع ابتغاء وجه الله جل وعلا والاخلاص له لا حرج قال ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والاخرة من ستر مسلما مسلم هنا ايضا تعم جميع المسلمين. سواء اكانوا مطيعين صالحين ام كانوا فسقة فان الستر على المسلم من فضائل الاعمال بل جعله طائفة من اهل العلم واجبا. فان المسلم الذي ليس له ولاية في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر يجب عليه ان يستره اخاه المسلم او يتأكد عليه ان يستر فاذا علم منه معصية كتمها واذا علم منه قبيحا كتمه وسعى في مناصحته واخلاص وتخليصه منه. واما اهل الحسبة اهل الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فانهم يجوز لهم ان يعلموا هذا فيما بينهم لكن لا يجوز لهم ان يتحدثوا بما قد يقترفه بعض المسلمين من الذنوب والاثام والقذف والقاذورات المعاصي لان هذا ايضا داخل في عموم الستر. من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والاخرة لكن الحاجة الى تأديبه قائمة فهؤلاء لهم ان يتداولوا امره بحسب الحاجة الشرعية وهذا ينبغي التنبيه عليه كثيرا لمن يلي مثل هذه الامور في انهم قد يتوسعون في الحديث عن اهل العصيان وعمن يقبضون عليه ممن يرتكب جرما او يرتكب ذنبا او معصية لتهديده رحمة به فمثل هؤلاء ينبغي لهم ان يكتبوا القضايا التي يتداولونها فيما بينهم والا يذكروا شيئا منها الا لمحتاج الى ذلك الحاجة الشرعية. قال عليه الصلاة والسلام والله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه. هذا فيه حث على ان يعين المرء اخاه باعظم حيث جعل ان العبد اذا اعان اخاه فان الله في عونه. فاذا كنت في حاجة اخيك كان الله في حاجتك اذا اعنت اخوانك المسلمين واحتجت الى الاعانة فان الله يعينك وهذا من اعظم الفضل والثواب قال ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة. وهذا فيه الحث والترغيب على سلوك طريق العلم والرغب فيه فاي طريق من طرق العلم سلكته فان الله جل وعلا واحتجت الى الاعانة فان الله يعينك وهذا من اعظم الفضل و والثواب. قال ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة. وهذا فيه الحث بغيب على سلوك طريق العلم والرغب فيه. فاي طريق من طرق العلم سلكته فان الله جل وعلا يسهل لك به طريقا الى الجنة مع بشرط اخلاصك في طلب العلم لان العلم باب من ابواب الجنة. والجنة لا تصلحوا الا لمن علم حق الله جل وعلا. فمن طلب العلم ورغب فيه مخلصا لله جل وعلا سهل الله له به طريقا الى الجنة. قال وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة الحديث. قوله وما اجتمع قوم استدل به على ان هذا لا يخص به قوم من قوم فيصلح ان يكون هؤلاء المجتمعون من العلماء او من طلبة العلم او من العام او من العباد او من غيرهم فالمساجد تصلح للاستماع فيها بتلاوة كتاب الله ولتدارسه فاذا اجتمع اي قوم اي فئة لاجل تلاوة كتاب الله وتدارسه فانهم يتعرضون لهذا الفضل العظيم قال وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله والمراد بذلك المسجد وهو والمسجد بيت الله اضافة تشريف للمسجد لانه بيت يطلب فيه رضا الله جل جلاله. قال يتلون كتاب الله هذا حال اولئك يتلون كتاب الله والمقصود بذلك ان يتلو واحد منهم والبقية يسمعون كما كان عليه هدي السلف اما التلاوة الجماعية فهي محدثة ولا تقر وانما الذي كان عليه عمل الصحابة فما بعدهم انهم يجعلون قارئا يقرأ القرآن ثم يستمع البقية وقد يتناوبون القراءة فيما بينهم ويتدارسون كلام الله جل وعلا. قال الا نزلت عليهم السكينة حين والسكينة هذه هي الطمأنينة والروح والرحمة التي تكون من الله جل وعلا نزلت عليهم السكينة نفهم من ذلك انها من عند الله جل وعلا لانه قال نزلت عليهم السكينة وهذا تعظيم لها. قال وغشيتهم الرحمة قوله غشيتهم غشيتهم غشيتهم الرحمة هذا فيه ان الرحمة صارت لهم غشاء يعني انها اكتنفت هؤلاء من جميع جهاتهم فلا يتسلط عليهم شيطان يعني وهم على تلك الحال. بل الرحمة اكتنفتهم من جميع جهاد فصارت عليهم كالغشاء وهذا من فضل من فضل الله العظيم عليهم حيث تعرضوا للرحمة فصارت غشاء عليهم لا ينفذ اليهم غيرها قال وحفتهم الملائكة وايضا كلمة حفتهم الملائكة يعني احدقت بهم بتراص حيث لا ينفذ اليهم من الخارج. وهذا كما قال جل وعلا وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم. فحفوا الملائكة بالشيء يعني بالعرش او بهؤلاء الذين يتلون يعني انهم احدقوا بهم من جميع الجهات وتراصوا بحيث كانوا حاثين وهذا يدل على ان هؤلاء تعرضوا لفضل عظيم لا يتسلطوا عليهم وهم اذ ذاك شيطان الا ما كان من هوى انفسهم والقرين. قال وذكرهم الله فيمن والذكر هنا معناه الثناء يعني اثنى الله عليهم فيمن عنده. ومن عنده هم الملائكة قربوه كما قال جل وعلا لن يستنكف المسيح ان يكون عبدا لله. ولا الملائكة المقربون. فالملائكة المقربون هم الذين عند الله جل وعلا والذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون و قال بعده ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه فيه ان التفاخر بالانساب والظن انه لاجل النسب يكون المرء محبوبا عند الله جل وعلا هذا جاءت الشريعة بابطاله الامر على التقوى والعمل. ان خلقناكم من ذكر وانثى شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم فالتقوى هي مدار التفضيل ومدار التفاضل بين الناس. نعم وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى ان الله قال ان الله عز وجل كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك. فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة وان هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات الى سبعمائة ضعف الى اضعاف كثيرة. وان هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة. وان هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة. رواه البخاري ومسلم بهذه الحروف قوله هنا فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى يعني ان هذا حديث قدسي. قال ان الله كتب الحسنات والسيئات ثم ثم بين ذلك يعني كتبها عنده فبينها في القرآن بين ما تكون به الحسنة وبين ما تكون به السيئة. يعني بين العمل الذي يكتب للمرء به حسنة. وبين العمل الذي يكتب للمرء به سيئة. قال فمن هم بحسنة فلم يعملها الى اخره. استدل به على ان الملكين اللذين يكتبان ما يصدر عن العبد دل على انهما يعلمان ما يجول في قلبه فالهم معلوم للملك. وهذا باقدار الله جل وعلا لهم. واطلاعه اياهم و اذنه بذلك. قد كان بعض الانبياء يعلم ما في نفس الذي امامه. والنبي صلى الله عليه وسلم اخبر رجلا بما في نفسه. وهكذا قال من عدد من الانبياء فهذا من انواع الغيب الذي يطلع الله جل وعلا اياه من شاء من عباده فالملائكة اطلعهم الله جل وعلا على ذلك كما قال سبحانه عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احدا الا من ارتضى من رسول. والرسول هنا يدخل فيه الرسول الملكي والرسول البشري قال فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة. لان الهم نوع من الارادة وارادته للحسنة الطاعة فيكتبها الله جل وعلا له من رحمته ومنه وكرمه يكتبها له حسنة قال فان هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات الى سبع مئة ضعف. يعني انه ان هم بالحسنة فعمل فاقل ما يكتب له عشر حسنات. وقد يصل ذلك الى سبع مئة ضعف بحسب الحال قد ذكرنا لكم تفاصيل ذلك في اوائل هذا الشرح فان المسلمين يتفاوتون في ثواب الحسنة منهم من اذا عملها كتبت له عشر اضعاف. ومنهم من اذا عملها كتبت له سبع مئة ضعف ومنه ام مئتي مئتا ضعف ومنهم من تكتب له اكثر من ذلك الى سبعمائة ضعف بل الى اضعاف كثيرة وهذا يختلف كما ذكرنا باختلاف العلم وتوقير الله جل وعلا والرغب في الاخرة. ولهذا كان الصحابة الله عليهم اعظم هذه الامة اجورا وكانوا اعظم هذه الامة منزلة وقد ثبت عنه عليه الصلاة والسلام انه او قال هو الذي نفسي بيده لو انفق احدكم مثل احد ذهب ما بلغ مد احدهم ولا نصيبه. يعني انهم مع قلة ما ينفقون وما عملوا فانهم اعظم مما لو انفق احد احدكم وهؤلاء في متأخر الاسلام فكيف بمن بعدهم لو انفقوا مثل احد ذهبا وهذا يختلف باختلاف حسن اسلام وحسن اليقين الى اخره. قال وان هم بسيئات فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة ان هم بسيئة يعني اراد سيئة فلم يعملها فهذا فيه تفصيل ان تركها من جراء الله جل وعلا يعني خشية لله ورغبا فيما عنده فانه تكتب له حسنة كما ذكر في هذا الحديث وقد جاء في حديث اخر انه عليه الصلاة والسلام قال فانما تركها من جراء فاذا ترك السيئة هم بها فتركها يعني فلم ينفذها عملا لله جل وعلا فهذا تكتب له حسنة لان اخلاصه قلب تلك الارادة السيئة الى ارادة حسنة والارادة الحسنة والهم بالحسن يكتب له به حسنة. والحالة ان يهم بالسيئات فلا يعملها لاجل عدم تمكنه منها. والنفس باقية في رغبتها بعمل السيئات. فهذا وان لم يعمل فانه لا تكتب عليه لا تكتب له حسنة لذلك بل ان سعى باسباب المعصية فانه تكتب عليه سيئة. كما جاء في الحديث اذا التقى المسلم ان بسيفيهما القاتل والمقتول في النار. قالوا يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال انه كان حريصا على قتل صاحبه. قال العلماء اذا تمكن المرء من اسباب المعصية وصرفه صارخ عنها خارج عن ارادته فانه يجزى على همه بالسيئة سيئة ويكون مؤاخذا بها لدلالة حديث القاسم والمقتول في النار. قال وان هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة. وهذا من عظيم رحمة الله جل وعلا بعباده المؤمنين انهم اذا عملوا سيئة لا تظاعف عليهم بل انما يكتبها الله جل وعلا عليهم سيئة واحدة واما الحسنات فتضاعف عليهم. ولهذا لا يهلك على الله يوم القيامة الا هالك. لا ترجح سيئات احد على حسناته الا هالك لان الحسنات تضاعف باظعاف كثيرة وحتى الهم بالسيئة اذا تركه تقلب له حسنة والسيئة تكتب بمثلها فلا يظهر في ذلك ان يزيد ميزان السيئات لعبد على ميزان الحسنات الا وهو خاسر وقد سعى في كثير من السيئات بعد عن الحسنات. بهذا نشكر الله جل وعلا ونحمدك ربي على احسانك وفضلك ونعمتك. على هذه هذا الكرم وعلى هذه النعمة العظيمة اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا. نعم وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى قال من عادى لي وليا فقد اذنته بالحي ارض وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه. ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطين ولئن استعاذني لاعيذنه رواه البخاري هذا حديث ايضا عظيم قال فيه عليه الصلاة والسلام ان الله تعالى قال فهو حديث قدسي من عادى لي وليا فقد اذنته بالحرب عاد يعني اتخذ الولي عدوا وهذا معناه انه ابغضه قال العلماء ان ابغض الولي لما هو عليه من الدين فهذا ظاهر دخوله في الحديث واما ان عاداه لاجل الدنيا وحصل بينه وبينه خصومات لاجل الدنيا فهذا فيه تفصيل ان صار مع الخصومات بغضاء وكره فانه يخشى عليه ان يدخل في هذا الحديث. واما ان كانت الخصومات بدون بغضاء فانه لا ادخلوا في هذا الحديث يعني لا يكون مؤذنا بالحرب. وذلك لان سادات الاولياء من هذه الامة قد وقعت بينهم خصمان تتخاصم عمر وابو بكر في عدة في مجالس وتخاصم ابن عباس بل العباس علي وحصل بينهم خصومة وترافع الى القاضي وهكذا في عدد من الاحوال. ووقوع الخصومة بلا بغضاء لولي من اولياء الله جل وعلا فهذا لا يدخل في هذا الحديث. واما اذا ابغض وليا من اولياء الله جل وعلا فانه مؤذن بالحق حرب يعني قد اذنه الله جل وعلا بحرب من عنده ايذانه بالحرب معناه انه اعلم ومنذر بانه سيعاقب من الله جل وعلا. اذ حرب الله جل وعلا ايصال عذابه ومثاله لعباده قال من عادى لي وليا والولي عند اهل السنة والجماعة عرف بانه يعني عرفه بعض العلماء بانه كل مؤمن تقي ليس بنبي كل مؤمن تقي ليس بنبي هذا الولي في الاصطلاح عند اهل السنة والجماعة يعني ان الولي كل من عنده ايمان وتقوى والايمان والتقوى تتفاضل فيكون تكون تكون الولاية يعني محبة الله جل وعلا لعبده ونصرته لعبده تكون تلك الولاية متفاضلة وانما يقصد بالولي من كمل بحسب استطاعته الايمان والتقوى. وغلب عليه في احواله الايمان والتقوى وذلك لقول الله جل وعلا الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين امنوا كانوا يتقون. فجعل الاولياء هم المؤمنين المتقين اذا فمن عاد مؤمنا متقيا قد سعى في تكميل ايمانه تكميل ايمانه وتقواه بحسب قدرته ولم يعرف عنه ما يفدح كمال ايمانه وكمال تقواه فانه مؤذن بحرب من الله يعني معلم ومهدد عقوبة الله جل وعلا له. بان هذا الولي محبوب لله جل وعلا. منصور من الله جل وعلا. والواجب ان تحب المرء لمحبة الله جل وعلا له. قال وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترظت عليه يعني ان احب احب القربات الى الله جل وعلا ان يتقرب اليه بها العبد ان قرب العبد بالفرائض. هذه احب القربات الى الله جل وعلا. الصلوات الخمس حيث تصلى وتقام الزكاة المفروضة الصيام المفروض الحج المفروض الامور الواجبة كل امر افترضه الله جل وعلا عليه فالتقرب توبوا اليه به واحب الاشياء اليه جل وعلا. وهذا خلاف ما يأتي لبعض النفوس في انهم يحصل عندهم خشوع وتذلل في النوافل ما لا يحصل في الفرائض بل ويرجون بالنوافل ما لا يرجون بالفرائض وهذا خلاف العلم و الله جل جلاله كما جاء في هذا الحديث القدسي انما يحب بل احب ما يتقرب اليه به جل وعلا ما افترضه سبحانه فافترض الله جل وعلا الفرائض بانه يحب ان يتعبد بها. قال ولا يزال عبدي يتقرب تقربوا الي بالنوافل حتى احبه يعني لا يزال يتقرب بالنوافل نوافل العبادات بعد الفرائض حتى يحبه الله جل وعلا وهذا يعني انه صار له كثرة النوافل وصفا بحيث كثر منه اتيانه بنوافل العبادات من صلاة وصيام وصدقات وحج وعمرة واشباه ذلك قال حتى احبه وهذا يدل على ان محبة الله جل وعلا تجلب بالسعي في طاعته باداء النوافل والسعي فيها بعد اداء الفرائض والتقرب الى الله جل وعلا بها قال فاذا احببته لمحبة الله جل وعلا لعبده اثر. فما هذا الاثر؟ قال فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به الى اخره هذا فسره علماء الحديث وعلماء السنة بقولهم كنت سمعه الذي يسمع به يعني هو واسدده في سمعه وفي بصره. وفيما يعمل بيده وفي ما يمشي اليه برجله فمعنى قوله كنت سمعه يعني اوفقه في سمعه. وهذا ليس من التأويل لان القاطع الشرعي النصي ان الله جل وعلا لا يكون بذاته سمعا. ولا يكون بذاته بصرا ولا لا يكون بذاته يدا ولا يكون بذاته رجلا جل وعلا وتقدس وتعاظم ربنا. فدل هذا القاطع الشرعي على ان قوله كنت سمعه الذي يسمع به يعني انه يوفق في سمعه ويسدد فلا يسمع الا ما يحب الله جل وعلا ان يسمع ولا يبصر الا ما يحب الله جل وعلا ان يبصر. ولا يعمل بيده ولا يبطش بيده الا بما يحب الله جل وعلا ان يعمل باليد او ان يبطش بها وكذلك في الرجل التي يمشي بها غلاة الصوفية استدلوا بهذا على مسألة الحلول وهناك رواية موضوعة زادوها في هذا الحديث بعد قوله ورجله التي يمشي بها قال وحتى يقول للشيء كن فيكون وهذا من جراء عقيدة الحلول وهذه مروية لكنها باسانيد منكرة وحكم عليها طائفة من اهل العلم بالوضع. قال ولئن سألني لاعطينه. ولئن استعاذني لاعيذنه. يعني اي والله لان سألني لاعطينه. لان اللام في قوله لئن هذه واقعة في جواب القسم ويكون قبلها قسم لئن سألني لاعطينه. يعني والله لان سألني لاعطينه ما سأل. يعني انه يكون مجاب الدعوة ولئن استعاذني لاعيذنه. وهذا فرع من الجملة قبلها جعلنا الله واياكم من خاصة عباده واولياءه. نعم وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تجاوز لي عن امتي الخطأ والنسيان وما عليه حديث حسن رواه ابن ماجة والبيهقي وغيرهما هذا الحديث ايضا فيه بيان فضل الله جل وعلا ورحمته بالمؤمنين قال فيه عليه الصلاة والسلام ان الله تجاوز لي عن امتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه وفي قوله ان الله تجاوز لي ما يفهم ان هذا من خصائص هذه الامة فغيرنا من الامم اذا هم العبد حسنة لم تكتب له حسنة. واذا هم بسيئة فتركها لم تكتب له حسنة. وكذلك في خصائص كثيرة ومنها التجاوز عن الخطأ والنسيان. فرحم الله جل وعلا هذه الامة بنبيها صلى الله عليه وسلم فتجاوز لها عن الخطأ والنسيان ولما نزل قول الله جل وعلا في اخر سورة البقرة وان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء. شق ذلك على الصحابة رضوان الله عليهم جدا حتى نزلت الاية الاخرى وهي قوله جل وعلا لا يكلف الله نفسا الا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت. ربنا لا وآخذنا ان نسينا او اخطأنا فدعا بها الصحابة رضوان الله عليهم فقال الله جل وعلا قد فعلت فقوله ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا وقول الله جل وعلا قد فعلت هو في معنى هذا الحديث بل هذا الحديث في معنى الاية فدل ذلك على ان من طعام فانه لا اثم عليه. ومن نسي فلا اثم عليه. لكن هذا مختص بالحكم التكليفي. اما الحكم الوضعي فانه يؤاخذ بخطئه وبنسيانه. يعني ما يتعلق بالضمانات. فاذا اخطأ فقتل مؤمنا خطأ فانه يؤاخذ بالحكم الوضعي عليه بالدية وما يتبع ذلك. واما الاثم فانه لا اثم عليه لانه اخطأ وكذلك اذا اخطأ فاعتدى على احد في ماله او في جسمه او في اشباه ذلك فانه لا اثم عليه من جهة حق الله جل وعلا. اما حق العباد في الحكم في الحكم الوضعي فانهم مؤاخذون به. يعني ان الاية والحديث دل على التجاوز فيما كان في حق الله لان الله هو الذي تجاوز وتجاوزه جل وعلا عن حقه سبحانه وتعالى وهذا هو المتعلق بالحكم التكليفي كما هو معروف في بحثه في موضعه في علم اصول الفقه. والخطأ غير النسيان وكذلك الاكراه. ما يكره عليه ايضا يختلف عنهما. فالخطأ ارادة الشيء وحصول غيره من غير قصد لذلك والنسيان الذهول عن الشيء الاكراه او قوله ما استكرهوا عليه يعني ما اكره عليه فعملوا شيئا على جهة الاكراه. والله جل وعلا قال الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان ولكن منشرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من ربهم فعليهم غضب الاية في سورة النحل وهذا فيه من حيث التفريعات الفقهية مباحث كثيرة نطويها طلبا للاختصار. نعم وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال اخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال كن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل وكان ابن عمر رضي الله عنه رضي الله عنهما يقول اذا امسيت فلا تنتظر الصباح واذا اصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك رواه البخاري هذا الحديث حديث ابن عمر رضي الله عنه ووصية النبي صلى الله عليه وسلم له به حياة القلوب بان به الابتعاد عن الاغتراب بهذه الدنيا بشباب المرء او بصحته او بعمره او بما حوله. قال ابن عمر رضي الله عنهما اخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي. وهذا يدل على الاهتمام بابن عمر وكان اذ ذاك شابا صغيرا في العشر الثانية من عمره قال اخذ بمنكبي فقال كن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل وهذا من اعظم الوصية المطابقة للواقع لو عقل الناس فان الانسان ابتدأ حياته في الجنة ونزل الى هذه الارض ابتلاء فهو فيها غريب او عابر سبيل فزيارته للدنيا زيارة الجنس البشري باجمعه في الدنيا هذه زيارة غريبة والا فان مكان ادم ومن تبعه على ايمانه وتقواه وتوحيد الله جل وعلا والاخلاص له. فالمنزل هو الجنة وانما اخرج ادم من الجنة ابتلاء وجزاء على معصيته وهذا اذا تحملته وجدت ان المرء المسلم حقيق ان نفسه وان يربيها على ان منزله الجنة. وليس في هذه الدنيا وهو في هذه الدنيا في دار وانما هو غريب او عابر سبيل. كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم وما احسن تشهاد ابن القيم رحمه الله تعالى اذ ذكر ان حميم المسلم للجنة وان حبه للجنة ورغبه فيها هو بسبب انها موطنه الاول وانه هو الان سبي للعدو ورحل عن اوطانه بسبب سبي ابليس بابينا ادم وهل هل ترى او هل ترى ان يرجع الى داره الاولى ام لا؟ ولهذا ما احسن قول الشاعر نقي الفؤاد الذكاء حيث شئت من الهوى. ما الحب الا للحبيب الاول؟ وهو الله جل جلاله. كم منزل في الارض يألفه الفتى وحنينه ابدا لاول منزلي وهي الجنة. وهذا انما يخلص له قلب الى الله جل وعلا دائما المخبتين له. الذين تعلقت قلوبهم بالله حبا ورغبا ورهبا وطاعة وتعلقت قلوبهم بدار الكرامة بالجنة ويعملون لها وكأنها بين اعينهم فهم في الدنيا كأنهم غرباء او كأنهم عابر سبيل ومن كان على هذه الحال غريب او عابر سبيل فانه لا يأنس بمقامه لان الغريب لا يأنس الا بين اهله وعابر السبيل دائما على عجل من امره وهذه حقيقة الدنيا فانه لو عاش ابن ادم ما عاش عاش نوح الف انا منها تسع مئة منها تسع مئة وخمسون سنة في قومه فلبث في قومه الف سنة الا خمسين عاما ثم مضت وانتهت وعاش اقوام مئات السنين ومضوا وانتهوا وانتهوا وعاش قوم مئة سنة وثمانون سنة واربعون وخمسون فالحقيقة انهم غرباء وعابروا سبيل مروا بهذه الدنيا وذهبوا والموت يصبح المرء ويمسيه فيجب على المرء ان ينتبه لنفسه. واعظم ما يصاب به العبد ان يصاب بالغفلة عن هذه الحقيقة. الغفلة عن حقيقة في الدنيا ما هي؟ فاذا من الله عليك بمعرفة حقيقة الدنيا وانها دار غربة وانها دار ابتلاء دار كبار دار ممر وليست دار مقر فانه يشكو قلبه. واما اذا غفل عن هذه الحقيقة فانه يصاب قلبه من ايقظنا الله واياكم من انواع الغفلات ابن عمر رضي الله عنه كان يوصي بمقتضى الوصية فيقول اذا امسيت فلا تنتظر الصباح واذا اصبحت فلا تنتظر المساء يعني كن على حذر دائما من الموت ان يفجعك فكن على استعداد. وقد قيل في عدد من علماء علماء الحديث كان فلان لو قيل له انك تموت الليلة لما استطاع ان يزيد في عمله لو قيل له انك تموت الليلة لما استطاع ان يزيد في عمله. وهذا يكون بي استحضار حق الله جل وعلا وانه اذا تعبد فانه يستحضر ذلك ويخلص فيه لربه واذا خالط اهله يكون على الاخلاص وامتثال الشريعة واذا بائع او اشترى فيكون على الاخلاص وعلى الرغف في اتيان الحلال وهكذا في كل امر يأتيه فانه يكون على علم. وهذا فضل اهل العلم انهم اذا تحركوا وعملوا ففي كل حال يكونون فيه يستحضرون الحكم الشرعي فيه فيمتثلونه او يفعلوه. وان غلطوا او وان اذنبوا فسرعان ما يستغفرون فيكونون بعد الاستغفار امثل مما هم قبله وهذه مقامات ولهذا قال وخذ من صحتك بمرضك ومن حياتك لموتك. رواه البخاري نعم وعن ابي محمد عبد الله ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى هواه تبعا لما جئت به حديث حسن صحيح رويناه في كتاب الحجة باسناد صحيح هذا الحديث حديث مشهور وذلك لكونه في كتاب التوحيد قال عليه الصلاة والسلام لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به وهذا حديث حسن كما حسنه هنا النووي بل قال حديث حسن صحيح سبب تحسينه انه في معنى الاية وهي قوله جل وعلا فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا وتحسين الحديث بمجيء اية فيها معناه مذهب كثير من المتقدمين من اهل العلم كابن جرير الطبري وجماعة من الائمة والمحدثين. قوله هنا لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت جئت به. يعني الايمان الكامل فيكون حتى يكون هوى المرء ورغبة المرء تبعا لما جاء به المصطفى صلى الله عليه وسلم. يعني ان يجعل مراد الرسول صلى الله عليه وسلم مقدما على مراده. وان يكون شرع النبي صلى الله عليه وسلم مقدما على هواه. وهكذا اذا تعارض رغبه وما جاء به جاءت به السنة فانه يقدم ما جاءت به السنة. وهذا جاء بيانه في ايات كثيرة. وفي احاديث ايضا كبيرة كقول الله جل وعلا قل ان كان ابائكم في اية اية براءة قل ان كان اباؤكم وابناؤكم لاجل ان قال احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله تتربص حتى يأتي الله بامره. فالواجب ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما. واذا كان كذلك فسيكون هوى المرء بما جاء به المصطفى صلى الله عليه وسلم. اذا في قوله لا يؤمن احدكم هذا فيه نفي لكمال الايمان الواجب وهذا ظاهر من القاعدة التي سبق ان ذكرناها لكم وتتمة الكلام على شرح الحديث فيما قدمناه من شرحنا على كتاب التوحيد. نعم وعن انس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى يا ابن ادم انك ما دعوتني رجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا ابالي. يا ابن ادم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك. يا ابن ادم لو اتيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة. رواه الترمذي وقال حديث حسن والله اعلم وصلى الله على محمد عن انس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تعالى يا ابن ادم انك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا ابالي المقصود بابن ادم هنا المسلم الذي اتبع رسالة الرسول الذي ارسل اليه فمن اتبع رسالة موسى عليه السلام في زمنه كان منادا بهذا النداء ومن اتبع رسالة عيسى في زمنه كان منادا بهذا النداء وبعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم من يحظى على هذا الاجر وعلى هذا الفضل والثواب هو من اتبع المصطفى صلى الله عليه وسلم واقر له بختم الرسالة وشهد له بالنبوة والرسالة واتبعه على ما جاء به. قال عنه جل وعلا يا ابن ادم انك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا ابالي. وهذه الجملة في معنى قول الله جل على قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا. العبد اذا اذنب وسارع الى التوبة ودعا الله جل وعلا ان يغفر له. ورجا ما عند الله جل وعلا فانه يغفر له على ما كان منه من الذنوب. مهما كانت بالتوبة التوبة تجب ما قبلها وقوله جل وعلا هنا انك ما دعوتني ورجوتني فيه ان الدعاء مع الرجاء موجبان لمغفرة الله جل وعلا وهناك من يدعو وهو ضعيف الظن بربه لا يحسن الظن بربه وقد ثبت عنه عليه الصلاة والسلام انه قال قال الله تعالى انا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء. والعبد اذا دعا الله جل وعلا مستغفرا لذنبه يدعو مستغفرا ومستحضرا ان فظل الله عظيم وانه يرجو الله ان يغفر وان الله سيغفر له. فاذا عظم الرجا بالله وايقن ان الله جل وعلا سيغفر له وعظم ذلك في قلبه حصل له مطلوبه لان في ذلك احسان الظن بالله واعظام ابي بالله جل وعلا. وهناك عبادات قلبية كثيرة تجتمع على العبد المذنب حين طلبه الاستغفار وقبوله التوبة حين طلبه المغفرة وقبول التوبة تجتمع عليه عبادات قلبية كثيرة توجب مغفرة الذنوب فضلا من الله جل وعلا وتكرما. قال غفرت لك. والمغفرة ستر الذنب وستر وستر اثر الذنب في الدنيا والاخرة. والمغفرة غير التوبة لان المغفرة ستر. غفر الشيء بمعنى ستره. والمقصود من ستر الذنب ان يستر الله جل وعلى اثره في الدنيا والاخرة. واثر الذنب في الدنيا العقوبة عليه. واثر الذنب في الاخرة عليه. فمن استغفر الله جل وعلا غفر الله له يعني من طلب ستر الله عليه في اثر ذنبه في الدنيا والاخرة ستر الله عليه فمحى او سترى اثر الذنب بحجب اثر الذنب من العقوبة في الدنيا والاخرة. قال يا ابن ادم لو بلغت ذنوبك عنان السماء. يعني من كثرتها بلغت اعنان السمع السحاب العالي من كثرتها وتراكمها قال ثم استغفرتني غفرت لك وهذا مما يجعل العبد المنيب يحب ربه جل وعلا اعظم محبة لان الله العظيم الذي له صفات الجلال والجمال والكمال والذي له هذا الملكوت كله وهو الذي على كل شيء قدير وعلى كل شيء وكيل وهو الذي من صفاته كذا وكذا من عظيم الصفات وجليل النعوت والاسماء يتودد الى عبده بهذا التودد لا شك ان هذا يجعل القلب محبا لربه جل وعلا متذللا بين يديه مؤثرا مرضاة الله على مراض غيره سبحانه وتعالى. قال الله جل وعلا يا ابن ادم لو بلغت ذنوبك لك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك. وهذا فيه الحث على طلب المغفرة فان اذا اذنبت فاستغفر. فانه ما اصر من استغفر ولو عاد في اليوم سبعين مرة كما جاء في الاثر فمع الاستغفار والندم يمحو الله جل وعلا الخطايا. قال يا ابن ادم لو اتيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة. يعني لو جاء ابن ادم بملئ الارض خطايا ثم لقي الله جل وعلا مخلصا له الدين لا يشرك به شيئا لا جليل الشرك ولا صغيره ولا خفيه بل قلبه مخلص لله جل وعلا ليس فيه سوى سوى الله جل وعلا وليس فيه رغد الا الى الله جل وعلى وليس فيه رجاء الا رجاء الله جل وعلا لا يشرك به شيئا باي نوع من انواع الشرك فان الله جل وعلا تغفر الذنوب جميعا. قال سبحانه ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة. يعني بملئ الارض مغفرة وهذا من عظيم رحمة الله جل جلاله بعباده واحسانه لهم اللهم لك الحمد على اسمائك وصفاتك اللهم لك الحمد على ما انعمت به علينا من شريعة الاسلام اللهم لك الحمد على ما انعمت به علينا من بعثة نبيك محمد عليه الصلاة والسلام. اللهم لك الحمد على ما مننت به علينا. من سلوك طريق سلفنا الصالح. اللهم لك الحمد على ما مننت به علينا من مغفرة للذنوب ومن كسب للحسنات ومن محو للسيئات. اللهم لك الحمد على العظيمة اللهم لك الحمد وانت للحمد اهل لك الحمد ملء السماوات وملء الارض وملء ما بينهما وملء ما شئت فمن شيء بعد انت ربنا عليك توكلنا واليك انبنا واليك المصير. اللهم فاغفر لنا ذنوبنا جميعا. اللهم ابدل سيئاتنا حسنات واجعلنا ممن رحمتهم في الدنيا والاخرة ويسرتهم الى طريق الحق والخير اللهم رسخ مما في قلوبنا وارزقنا بعده علما فلنتقرب به اليك اللهم بعد العلم النافع وارزقنا العمل الصالح اللهم ثم اجعل قلوبنا خاشعة واجعل دعائنا مسموعا. نعوذ بك اللهم من الحور بعد الخوف. ونعوذ بك اللهم من الضلال بعد الهدى اللهم نسألك لنا ولاخواننا جميعا ولمن نحب ولاهلينا ولذوينا نسألك لنا جميعا ان تجعلنا ممن ختمت له بخاتمة السعادة وغفرت ذنبه والهمته رشده وجعلت يوم لقاك خير ايامه اللهم لك الحمد كله ولك الفضل كله واليك يرجع الامر كله لك الفضل على الاسلام ولك الفضل والحمد على الايمان ولك الحمد والفضل وقال العلم ولك الحمد والفضل على ما نرقل به من نعم عظيمة والاء جسيمة. اللهم فتقبل ذلك منا واغفر لنا ذنوبنا وحوبنا وخطايانا انت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وانت خير الغافرين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد اما