المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. التعليق على كتاب زاد المعادن بن القيم رحمه الله الدرس الثاني. الرحمن الرحيم. ايش؟ الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اجمعين. قال المصنف رحمه الله تعالى وبعد فان الله سبحانه وتعالى هو المنفرد بالخلق من المخلوقات. قال الله تعالى وربك يخلق ما يشاء ويختار وليس المراد ها هنا بالاختيار لارادة التي يشير اليها المتكلمون بانه الفاعل المختار. وهو سبحانه كذلك ولكن ليس المراد بالاختيار ها هنا هذا المعنى. وهذا الاختيار داخل في قوله يخلق ما يشاء فانه لا يخلق الا باختياره وداخل في قوله تعالى ما يشاء في ما ويدخل في فانه لا يخلق الا باختياره وداخل في قوله تعالى ما يشاء فان المشيئة هي الاختيار وانما المراد بالاختيار ها هنا الاجتباه والاصطفاء يعني لان المشيئة المراد بها هنا الارادة الكونية والارادة الكونية هي الاختيار تخصيص مثل ما قال ابن تيمية في تائيته القدرية وفي الكون تخصيص كثير يدل من له نوع عقل انه بارادته التخصيص هو الاختيار. والارادة هي الاختيار. فلهذا وربك يخلق ما يشاء يعني ما يريده كونك واذا اراد شيئا فهو خصصه بذلك. اراد الجبال ان تكون بهذا الشكل. فهو اختار هذا الخلق. الانسان اراد ان يكون بهذه الصورة مع ذلك اختار النبات يكون بهذا النحو المطر ينزل في الوقت الفلاني صورة السماء صورة العرض الى اخره. فارادة الله جل وعلا هي اختياره. فلما عطف قال يخلق ما وربك يخلق ما يشاء ويختار. العطف بالوعو يدل على المغايرة كما هو معلوم. فدلنا على ان الاختيار الثاني غير ما شمل المشيئة من الاختيار. وتنتبه لهذا هذا مراد ابن القيم العطف بالواو يقتضي المغايرة هذا من قواعد المغايرة يعني المغايرة بين العم معطوف والمعطوف عليه نعم وانما المراد بالاختيار ها هنا الاجتباء والاصطفاء. فهو اختيار بعد الخلق. والاختيار نعم اختيار قبل الخلق فهو اعم واسبق وهذا اخص وهو متأخر. فهو اختيار من الخلق والاول اختيار للخلق واصح القولين ان الوقف التام على قوله ويختار. ويكون ما كان لهم الخيرة اي ليس هذا الاختيار اليهم بل هو الى الخالق وحده. فكما انه المنفرد بالخلق فهو المنفرد بالاختيار من فليس لاحد ان يخلق ولا ان يختار سواه فانه سبحانه اعلم بمواقع اختياره ومحارم رضاه. وما يسمح للاختيار مما لا يصلح له. وغيره لا يشاركه في ذلك بوجه. وذهب بعض من لا تحقيق عنده ولا تحصيل الى ان ما في قوله تعالى ما كان لهم الخيرة موصولة وهي مفعول ويختار اي ويختار الذي لهم الخيرة وهذا باطل من وجوه احدها ان الصلة حينئذ تخلو من العائد لان الخيرة مرفوع بانه اسم كان والخبر لهم فيصير المعنى ويختار الامر الذي كان الخيارة لهم. وهذا التركيب محال من القول. فان قيل يمكن تصحيح او يمكن تصحيحه هذا محال ويختار ويختار ما كان لهم الخيرة. قالوا هنا ما موصولة بمعنى انها بمعنى الذي ويختار الذي لهم الخيرة. هل الله جل وعلا يختار لكل خلقه ما لهم فيه الخير بل قد يختار لهم ما فيه شر بالنسبة له هذا محال من القول محال ان يكون المعنى يختار لعباده جميعا الذي فيه الخيرة له يعني احسن الاختيار لهم وحال واقعا ومحال ايضا شرعا وقدره فان قيل يمكن تصحيحه بان يكون العائد محذوفا ويكون التقدير ويختار الذي كان لهم الخيرة فيه اي ويختار الامر الذي كان لهم الخيرة باختياره. قيل هذا يفسد من وجه اخر. وهو ان هذا ليس من المواضع التي يجوز هي حكم العائد فانه انما يحذف مجرورا اذا جر بحرف بحرف جر الموصول بمثله مع اتحاد المعنى نحو قوله تعالى هذا مثل ما قال ابن مالك في الالفية في باب الموصول والحذف عندهم كثير منجلي في عائد متصل ان انتصب بوصف او فعل كمن يرجو يهب كذا الذي جر بما الموصول جر. هذا اللي يقصده ابن القيم هنا. يعني ان الحذف حذف العائد يعني ما اعود من جملة من صلة الموصول على اسم الموصول يحذف في حاله اذا كان منصوب يحذف بشروطه وهذا ليس موضع الكلام الانسان اذا كان مجرور اذا كان مجرورا يحذف اذا كان مجرورا بما جر به الموصول كذا الذي جر بما الموصول جر. فقوله هنا ليس من المواضع فانه انما يحذف مجرورا اذا جر بحرف جر بحرف جر الموصول به بنفس الحرف وهذا مخالف له. يعني يقصد ابطال هذا القول من جهة النحو كذا الذي جر بما الموصول جر. كان يجرأ كذا الذي جر بما الموصول جر به. نعم. نحو قوله تعالى يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون ونظائره ولا يجوز ان يقال جاءني الذي مررت جاءني الذي مررت ورأيت الذي رغبت ونحو ونحو الثاني انه لو اريد هذا المعنى لنصب الخيار. لنصب لنصب الخيارة. وشغل فعل الصلة بضمير يعود على الموصول فكأنه يقول ويختار ما كان لهم الخيرة. اي الذي كان هو عين الخيرة لهم وهذا لم يقرأ به احد البتة مع انه كان وجه الكلام على هذا التقدير. وين الخبر كأن الجملة ما تمت ولا لا؟ مع انه كان على قراءتك وجه الكلام على هذا التقدير وين الخبر كان وجه الكلام على هذا التقدير ايش هلا محمد كيف اقول له الخبر كان ايه كال وجه الكلام مع انه كان وجه الكلام على هذا التقدير ايش ما مشى فوجه هنا هو خبر كان مع انه كان وجه الكلام يعني ما سبق كان ما سبق وجه الكلام على هذا التقدير. نعم. مع انه كان وجه الكلام على هذا التقدير ثالث ان الله سبحانه عن الكفار اقتراحهم في الاختيار وارادتهم ان تكون الخيارة لهم. ثم ينفي هذا سبحانه عنهم ويبين فرده هو بالاختيار كما قال تعالى وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم اهم يقسمون رحمة ربك؟ نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا بعضا سخريا ورحمة ربك خير مما يجمعون. فانكر عليهم سبحانه تخيرا عليه واخبر ان ذلك ليس اليهم بل الى الذي بل الى الذي قسم بينهم معيشهم متضمنة لارزاقهم ومدد اجالهم وكذلك هو الذي يقسم فضله بين اهل الفضل على حسب علمه على حسب علمه بمواقع اختيار ومن يصلح له ممن لا يصلح وهو الذي رفع بعضهم فوق بعض درجات وقسم بينهم معايشهم ودرجات التفضيل فهو القاسم ذلك وحده لا غيره. وهكذا هذه وهكذا هذه الاية فيها انفراده بالخلق والاختيار وانه سبحانه اعلم بمواقع اختياره. كما قال تعالى واذا جاءت هم اية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما اوتي رسول الله. الله اعلم حيث يجعل رسالته اي واعلم بالمحل الذي يصلح لاصطفائه وكرامته وكرامته وتخصيصه بالرسالة والنبوة دون غيره ربيع انه نزه نفسه سبحانه عما اقتضاه شركهم من اقتراحهم واختيارهم. فقال سبحانه ما كان الخيارة سبحان الله سبحان الله وتعالى عما يشركون. ولم يكن شركهم مقتضيا لاثبات خالق سوى حتى نزه نفسه عنه. فتأمله فانه في غاية اللطف. الخامس لطف كلمة يستعملونها اذا كان وجه الاستدلال خفيا. غاية اللطف يعني غاية الحسن لا لغاية اللطف يعني مسلك هذا الاستدلال لطيفا يعني يحتاج منك الى تأمل حتى تفهمه. الوقف مثل ما ذكر لك في اول الكلام وسيطيل على هذه الاية جدا في المقدمة الكلام عن الاختيار تفاصيل ذلك لكن من جهة الوقف في القرآن وربك يخلق ما يشاء ويختار تقف هنا وقفا لازما والمعتزلة يصلون. وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة لانهم يقولون بوجوب اختيار الاصلح على الله جل وعلا. لهذا الوصل يمنع منه مخالفة لاهل الاعتزال. الخامس ان هذا نظير قوله تعالى نظير قوله قال ان فيه هنا حرف جر ايه فيه يا شيخ ان هذا نظير قوله تعالى في ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا لن يخلقوا ذبابا لو اجتمعوا له وان يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب ما قدروا الله حق قدره. ان الله لقوي عزيز. ثم قال الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس. ان الله سميع بصير. يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم والى الله ترجع الامور وهذا نظير قوله في وربك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون. ونظير قوله في اعلم حيث يجعل رسالته. فاخبر في ذلك كله عن علمه المتضمن لتخصيصه محال اختياره بما صحابي لعلمه بانها تصلح له دون غيرها. لعلمه بانها تصلح له دون غيرها. فتدبر السياق في هذا الاية في هذه الايات تأتي هذه الايات تجده متضمنا لهذا المعنى زائدا عليه. والله اعلم السادس ان هذه الاية مذكورة مذكورة عقيب عقب قوله ويوم يناديهم فيقول ماذا اجبتم والمرسلين فعميت عليهم الانباء فعميت عليهم الانباء يومئذ فهم لا يتساءلون اما من تاب امن وعمل صالحا فعسى ان يكون من المفلحين. وربك يخلق ما يشاء ويختار. فكما وحده سبحانه فكانوا صفوته من عباده وخيرته من خلقه. وكان هذا الاختيار راجعا الى حكمته و علمي سبحانه راجعا الى حكمته وعلمه سبحانه لمن هو اهلا له. لا الى اختيار هؤلاء المشركين واقتراحهم فسبحان الله وتعالى عما يشركون. الوقف اللازم وش قالوا يعني؟ ما قلت اهل السنة يقولون بالوقف اللازم. قلت الوقف هنا لازم مخالفة للمعتزلة الذين يقولون وجوب اختيار الاصلح على الله جل وعلا. لو احسن في مثل هذه تسأل زميلك احسنت بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال المصنف رحمه الله تعالى الا ونفعنا بعلمه واذا تأملت احوال هذا الخلق رأيت هذا الاختيار والتخصيص على ربوبيته تعالى نيته وكمال حكمته وعلمه وقدرته وانه الله الذي لا اله الا هو فلا شريك له يخلق كخلقه ويختار كاختياره ويدبرك تدبيره فهذا الاختيار والتدبير والتخصيص المشهود اثره في هذا العالم من اعظم ايات ربوبيته واكبر شواهد وحدانيته وصفات كماله وصدق رسله. يعني بالمناسبة احد الاخوان شكى الكلمة على قراءة الاخ انا احيانا ما اصحح في المشهود بالرفع مشهود الاخ قرأها به كسر فهذا الاختيار والتدبير والتخصيص المشهود اثره فلا تشكل بناء على عدم الرد لان نتساهل في هذا لكثرة اه فلاحن في القرى والتخصيص المشهود اثره في هذا العالم من اعظم ايات ربوبيته واكبر شواهد وحدانيته وصفات كماله رسله فنشير منه الى الى يسير يكون منبها على ما وراءه. دالا على ما سواه فخلق الله السماوات سبعا فاختار العليا منها فيما سبق ان الاختيار الذي عليه الكلام هنا ليس هو اختيار الارادة. والتخصيص ليس هو تخصيص الارادة. لان الارادة الكونية هي المشيئة والله جل وعلا قال وربك يخلق ما يشاء ويختار فعطف الاختيار على المشيئة وهذا العطف بالواو يدلنا على تغاير ما بينهما الاختيار غير المشيئة والمشيئة الكونية هي الارادة والمشيئة هي الارادة الكونية لان الارادة تنقسم الى كونية وشرعية واما المشيئة فهي واحدة لا تنقسم هي الكونية فقط ليس ثم مشيئة شرعية الارادة الكونية او المشيئة هذه بمعنى الاختيار لكن هو اختيار من الله جل وعلا لما يخلق اختيار لما يخلق وما بعد المشيئة من الاختيار الثاني هو اختيار مما يخلق. قال وربك يخلق ما يشاء ويختار فالمشيئة فيها اختيار لكن هذا الاختيار لم يخلق والاختيار الذي بعد المشيئة وهو الذي الكلام عليه الان هو اختيار واصطفاء وتخصيص مما خلا بعد ان خلق واختار اختار مما خلق واختار. وهذا هو مراد ابن القيم فيما سيأتي نعم فخلق الله السماوات سبعا. فاختار العليا منها فجعلها مستقرا مقربين من الملائكة واختصها بالقرب من كرسيه ومن عرشه واسكنها من شاء من خلقه فلها مزية وفضل على سائر السماوات. ولو لم يكن الا قربها منه تبارك وتعالى. وهذا التفضيل والتقصير مع تساوي مادة السماوات من ابين الادلة على كمال قدرته وحكمته وانه يخلق ما يشاء ويختار. ومن هذا تفضيله سبحانه جنة الفردوس على سائر الجنان وتخصيصها بان جعل عرشه سقفها. وفي بعض الاثار ان الله سبحانه غرسها بيده. واختارها خيرته من خلقه ومن هذا اختياره من الملائكة المصطفين منهم على سائرهم كجبريل وميكائيل واسرافيل وكان النبي صلى الله الله عليه وسلم يقول اللهم رب جبريل وميكائيل واسرافيل فاطر السماوات والارض عالم الغيب والشهادة انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق باذنك. انك تهدي ما تشاء الى صراط مستقيم فذكر هؤلاء الثلاثة من الملائكة لكمال اختصاصهم واصطفائهم وقربهم من الله. وكم من ملك غيرهم في السماوات فلم يسم الا هؤلاء الثلاثة. فجبريل صاحب الوحي الذي به حياة القلوب والارواح. وميكائيل صاحب قط الذي به حياة الارض والحيوان والنبات واسرافيل صاحب السور الذي اذا نفخ فيه احيت نفخته باذن الله الاموات واخرجتهم من قبورهم. وكذلك اختياره سبحانه للانبياء من ولد ادم عليه وعليهم الصلاة والسلام وهم مائة الف واربعة وعشرون الفا. واختياره الرسل منهم. وهم ثلاثمائة وثلاثة عشر على ما في حديث ابي ذر ابي ذر الذي رواه احمد الذي رواه احمد وابن حبان في واختياره اولي العزم منهم وهم خمسة. هذا الحديث معروف حديث طويل. واسناده ضعيف. لكن ومشتهر بين اهل العلم في باب التفريق بين الانبياء والرسل ومنه جمل صحيحة لها شواهد نعم. المذكورون في سورة الاحزاب والشورى في قوله تعالى واذ اخذنا من النبيين ميثاق ميثاقهم. ومنك ومن نوح وابراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وقال تعالى شرع لكم من الدين ما وصى به حوا الذي اوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه. واختار منهم الخليلين ابراهيم ومحمدا صلى الله عليهما والهما وسلم ومن هذا اختياره سبحانه ولدى اسماعيل من اجناس بني ادم. ثم اختار منهم بني كنانة منه ثم اختار منهم بني كنانة من خزيمة ثم اختار من ولد كنانة قريش ثم اختار من قريش بني هاشم ثم اختار من بني هاشم سيد ولد ادم محمدا صلى الله عليه وسلم. وكذلك اختار اصحابه من جملة العالمين من جملة من جملة العالمين اختار يعني اصطفى كل هذا اختاره ان يستظهر اختاره مصطفاهم واختار منهم السابقين الاولين واختار منهم اهل بدر واهل بيعة الرضوان واختار لهم من الدين اكمله ومن اي افضلها ومن الاخلاق ازكاها واطيبها واطهرها. واختار امته صلى الله عليه وسلم على سائر الامم كما في مسند الامام احمد وغيره من حديث بهز ابن حكيم من حديث بهز ابن حكيم ابن معاوية ابن حيده عن ابيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انتم موفون سبعين امة انتم خيرها واكرمها على الله قال علي ابن المديني واحمد حديث بهز ابن حكيم عن ابيه عن جده صحيح وظهر اثر هذا وظهر هذه ترجمة مشهورة فيعني حديث باهز حكيم معاوية والحيدة عن ابيه عن جده تكثر نسخة مشهورة فيها احاديث كثيرة. واذا صح الاسناد الى باهز فان العلماء في هذه الترجمة ما بين مصحح هم قلة وما بين محسن وهم كثرة وما بين مضعف وهم اقل ثلاث فمنهم من يضعف هذه الترجمة لكن الصواب انها حسنة ولكن هذا او صحيحة كما نقل عن احمد وابن المديني رحمهما الله ولكن هذا بشرط ان يكون الاسناد الى بهز صحيح فينظر في الاسناد الى بحس ثم ما بعده تكون الترجمة مشهورة نسخة معروفة حسنة الاسناد كحديث عمرو ابن شعيب عن ابيه عن جده وامثال هذه النسخ التي فيها شرف النقل من الابناء عن الاباء وظهر اثر هذا الاختيار في اعمالهم واخلاقهم وتوحيدهم ومنازلهم في الجنة. ومقاماتهم في الموقف. فانهم اعلى من الناس على تل فوقهم يشرفون عليهم. وفي الترمذي من حديث بريدة بن الحصيب. بريدة بن الحصيب الاسلمي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اهل الجنة عشرون ومئة صف ثمانون منها من هذه الامة واربعون ما من سائر الامم قال الترمذي هذا حديث حسن والذي في الصحيح من حديث ابي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث بعث النار والذي نفسي بيده اني الى اطمع ان تكونوا شطر اهل الجنة. ولم يزد على ذلك. فاما ان يقال هذا اصح واما ان يقال ان النبي صلى الله عليه وسلم طمع ان تكون امته شطر اهل الجنة فاعلمه ربه فقال انهم ثمانون صفا ثمانون صفا من مئة من مئة وعشرين صفا فلا تنافي بين الحديثين والله اعلم ومن تفضيل الله لامته واختياره لها انه وهبها من العلم والحلم ما لم يهبه لامة سواها. وفي مسند البزار غيره من حديث ابي الدرداء قال سمعت ابا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول ان الله تعالى قال لعيسى ابن مريم اني باعث من بعدك امة اني باعث من بعدك امة ان اصاب ان اصابهم ما يحبون. حمدوا وشكروا وان اصابهم ما يكرهون احتسبوا وصبروا ولا حلم ولا علم. قال يا ربي كيف هذا ولا حلم ولا علم؟ قال من حلمي وعلمي ومن هذا اختياره سبحانه وتعالى من الاماكن والبلاد خيرها واشرفها. وهي البلد الحرام فانه سبحانه وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم وجعله مناسك لعباده واوجب عليهم الاتيان اليه من القرب والبعد من كل بفج عميق فلا يدخلونه الا متواضعين متخشعين متذللين. كاشفي رؤوسهم متجردين من لباس اهل الدنيا وجعله حرما امنا لا يسفك فيه دم ولا تعضد فيه شجرة ولا تعضد به شجرة ولا ينفر له هو صعيد ولا يختلى خلاه ولا تلتقط ولا تلتقط لقطته للتمليك. بل للتعريف ليس الا وجعل كن مكفرا لما سلف من الذنوب ماحيا للاوزار حاطا للخطايا. كما قال في الصحيح عن ابي هريرة قال قال رسول الله قال صلى الله عليه وسلم من اتى هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته امه ولم يرضى لقاصده من الثواب دون الجنة. ففي السنن من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة. وليس للحجة المبرورة ثواب دون الجنة. وفي الصحيحين عن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الخبث معروف وهو ما يكون مع هذه المعادن الحديد وغيره كذلك ما يكون في الذهب والفضة من من اخلاط غير هذا المعدن فاذا اسقم بالنار فان الكير ينفي الخبث يعني يبقي المعدن خالصا والعوالق التي تعلق من شوائب معادن اخرى او في الذهب والفضة قد يكون ثم نحاس او نحو ذلك الذي ينفيه. وفي الصحيحين عن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال العمرة الى العمرة كفارة لما بينهما هما والحج المبرور ليس له جزاء الا الجنة. فلو لم يكن البلد الامين خير بلاده واحبها اليه. ومختارهم ومن البلاد لما جعل عرصاتها مناسك لعباده. فرض عليهم قصدها وجعل ذلك من اكد فروض الاسلام واقسم به في كتابه العزيز في موضعين منه فقال تعالى وهذا البلد الامين. وقال تعالى لا بهذا البلد وليس على وجه الأرض بقعة يجب على تستفيد من هذا ان قوله لا اقسم بهذا البلد يعني اقسم انه قال اقسم به في موضعين وهذا الذي اختاره ابن القيم هو الصحيح ان النفي هنا في لا اقسم بهذا البلد وامثال ذلك لا اقسم بيوم القيامة لا اقسم بمواقع النجوم واشباه ذلك المراد به اقسم ومجيء لها في اول الكلام لاجل تأكيد القسم وتكراره فهي في مقام تكريره مرتين فكأنه اقسم به مرتين. نعم. وليس على وجه الارض موضع يشرع تقبيله واستلامه وتحط الخطايا والاوزار فيه غير الحجر الاسود والركن اليماني وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الصلاة في المسجد الحرام بمئة الف صلاة ففي سنن والمسند باسناد صحيح عن عن عبد الله ابن الزبير عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال صلاة في مسجدي هذا افضل من الف صلاة فيما سواه الا المسجد الحرام. وصلاة في المسجد الحرام افضل من صلاة في مسجد لهذا بمائة صلاة. ورواه ابن حبان في صحيحه. وهذا صريح في ان المسجد الحرام افضل بقاع الارض افضل بقاع الارض على الاطلاق. ولذلك كان شد الرحال اليه فرضا. ولغيره مما يستحب ولا يجب وفي المسند والترمذي والنسائي عن عبد الله بن عدي بن الحمراء انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو واقف على راحلته بالحزورة بالحزورة من مكة يقول والله انك لخير ارض الله واحب ارض الله الى الله ولو لولا اني اخرجت منك ما خرجت قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح في مسألة التفضيل لان الصلاة في المسجد الحرام بمئة الف صلاة المسجد الحرام المراد بهما ادخلته الاميال ما حرم ابراهيم عليه السلام هذا هو المسجد الحرام فلا يخص ذلك بمسجد الكعبة يعني المسجد الذي يصلى فيه مما اقيم حول الكعبة فهذا مسجد اخص هذا هو افضل من الافضل فالمسجد الحرام وهو ما ادخلته الاميال ما حرمه ابراهيم عليه السلام هذا هو افضل بقاع الارض والافضل منه المسجد الحرام هو عموم ذلك فمن صلى في اي مكان من مكة او مما ادخلته الاميال له هذا الفضل وهو ان صلاته بمئة الف صلاة بما سواه وذلك لقول قول الله جل وعلا سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله والاسراع وقع من بيته عليه الصلاة والسلام كما في الصحيح فلم يسر به من مسجد الكعبة وانما من بيته عليه الصلاة والسلام وكذلك قوله جل وعلا في سورة البقرة يسألونك عن الشهر الحرام قتالا فيه والقتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام واخراج اهله منه اكبر عند الله من هنا كما هو ظاهر تبعيضية اخراج اهله يعني اهل المسجد الحرام منه وهم انما اخرجوا من بيوتهم لا من خصوص مسجد الكعبة كذلك قوله جل وعلا والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد وهذا يشمل العاكف والعكوف في خصوص ماشي بالكعبة والباد في غير مسجد الكعبة. والمقصود ان الادلة على هذا كثيرة فالصحيح ان المسجد الحرام هو ما ادخلته العمياء. اذا تقرر هذا فهل التفضيل المذكور في هذا هذه الاحاديث لان الصلاة فيه بمئة الف صلاة صلاة المسجد النبوي عليه الصلاة والسلام بالف صلاة والصلاة في المسجد الاقصى كما جاء في بعض الاحاديث بخمسمائة صلاة. هل هذا في الفرض او يشمل الفرض والنفل فيه خلاف بين اهل العلم قال طائفة هو في الفرض والنفل لانه اطلق ولم يقيد. وقال اخرون بل هو في الفرظ دون النفل لان النبي عليه الصلاة والسلام امر الصحابة ان يصلوا النفل في بيوتهم اذا كانت الصلاة في المسجد النبوي بالف صلاة تشمل الفرض والنفل فيكون الصلاة في البيوت مفضولة على الصلاة في المسجد النافلة ولما امرهم ان تكون النافلة في بيوتهم وقال ان افضل صلاة المرء في بيته الا المكتوبة دل على ان هذا الفضل في الفرض وهذا ظاهر من حيث الاستدلال لكن بالنسبة للمسجد الحرام من خرج من المسجد وصلى في بيته النفل فقد اجتمع فيه انه صلى النفلة في بيته وصلى ايظا النفلة في المسجد الحرام لان المسجد كما قلنا يشمل ما ادخلته الاميال فيكون اذا المسجد الحرام يتفق فيه القولان لانه اذا صلى في مسجد الكعبة او صلى في بيته النفل فالتضعيف حاصل بمئة الف صلاة والنزاع يكون في المسجد النبوي والمسجد الاقصى خاص والاظهر عندي ان ذلك في مسجد النبي عليه الصلاة والسلام والمسجد الاقصى خاص الفريضة دون النافلة لامره عليه الصلاة والسلام صحابته ان يصلوا النخل في بيوتهم فهو انما ينقلهم الى الافضل دل على عدم دخول النوافل في في التظيع كلها النساء اذا صلت المرأة في المسجد دخل شو اللي يحرم النساء المرأة هو الرجل واحد في الاحكام الا ما اخرج الدليل المرأة عن الرجل فيه ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات الى ان قال والذاكرين الله كثيرا والذاكرات اعد الله لهم مغفرة واجرا عظيما. والنساء شقائق الرجال الصلاة في المسجد الحرام فيها فوائد اخرى منها كثرة الجمع ورؤية الكعبة و دخول هذا المسجد مسجد الكعبة الخاص الذي هو افضل بقاع الارض فلا تمنع المرأة اذا شاءت من ان تأتي مساجد الله لا تمنعوا اماء الله مساجد الله. وليخرجن تافيلالت يعني غير متزينات. بل ومن خصائصها كونها قبلة لاهل الارض كلهم. فليس على وجه الارض قبلة غيرها. ومن خواص فيها ايضا انه يحرم استقبالها واستدبارها عند قضاء الحاجة دون سائر بقاع الارض واصح المذاهب في هذه المسألة انه لا فرق في ذلك بين الفضاء والبنيان لبضعة عشر دليلا قد ذكرت في في غير هذا الموضع وليس ذكرها رحمه الله في شرح تهذيب السنن اطال فيها ذكر الادلة العامة النار الصواب في هذه المسألة اللا فرق بين الفضاء والبنيان. القول الثاني المشهور ان الفضاء غير البنيان بان النبي عليه الصلاة والسلام قضى حاجته فوق ظهر بيته عليه الصلاة والسلام وهو مستدبر القبلة فدل على ان الفضاء خير البنيان والمسألة فيها تنازع معروف ابن القيم يرجح ان لا فرق بين هذا وهذا وليس مع المفرق ما يقاومها البتة مع تناقضهم في مقدار الفضاء والبنيان وليس هذا موضع استيفاء الحجاج بين من الطرفين هنا الحظ كلمة هنا اه كلمة متينة قال ليس مع المفرق ما يقاومها وهذه كلمة فقيه عارف رحم الله ابن القيم رحم الله ابن القيم واجل له المثوبة آآ المسائل الخلافية والترجيح بينها لا يعني ان القول المرجوح لا دليل له بل اكثر المسائل الخلافية لكل طرف دليل بل وادلة فيرجح القول اذا ظهر الدليل او اذا صح او اذا صار الايراد عليه اقل من الايراد على غيره. وهذا ما يشير اليه ابن القيم بقوله ما يقاومها. لان من اوجه الترجيح بين الاقوال ان يكون ما يرد احد القولين اقل مما يرد على الاخر فيكون كل من القولين يرد عليه اعتراضات لكن ما كان من القولين اقل اعتراضا فهو ارجح مما يكثر الايراد عليه والاعتراض وهذه قاعدة مهمة في فهم اقوال اهل العلم في المسائل الخلافية لا تتصور ان المسائل الراجح والمرجوح معناها ان هذه عليها دليل وهذه ما عليها دليل لا اكثرها هذا دليل فيه وهذا دليل وهذا صحيح وهذا صحيح لكن اما ان يكون التنازع في الفهم في الدلالة واما ان يكون في كثرة الواردات على هذا وقلة الواردات على القول او الاخر سيكون القول الذي تقل عليه الاعتراضات او الواردات من جهة الدلالة والفهم او من جهة الثبوت في الاسناد ونحو ذلك. يكون ارجح