المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله. شرح مسائل الجاهلية ادت الرابع. المسألة التي تليها يعني مقصود الشيخ من ذكر القياسين ان ينتبه الى ان القياس ينبغي ان يكون مع جامع واضح وفارق واضح فاذا قاس احد شيئا على شيء او امرا على امر ينبغي ان يكون بل يجب ان يكون الجامع بينهما واضحا. والفارق منتفيا. فاذا كان الفارق موجود والجامع غير موجود فانه يدل على ان القياس فاسد. واذا كان الجامع موجودا والفارق غير موجود او ضعيف فانه يدل على ان القياس صحيح ثم انتهى من مسائل الاستدلال وذكر المسألة العظيمة وهي ان من خصال اهل الجاهلية هي الغلو للصالحين والعلماء والغلو في العلماء والصالحين اخبر الله جل وعلا عنه في غير ما موضع من كتابه منه في قوله تعالى قل يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا اهواء قوم قد ضلوا من قبل واضلوا كثيرا. ومنها في قوله اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله. والمسيح ابن مريم. فاهل الجاهلية من قبل كان عندهم غلوان. غلو في العلماء وغلو للصالحين. الغلو في العلماء كان على انحاء. الاول انهم كانوا يتبعونهم في التحليل والتحريم. فيحللون ما حلله العلماء ولو كان ذلك حراما ويحرمون ما حرمه العلماء ولو كان في كتاب الله حلالا فجعلوا العلماء في منزلة فوق منزلة النبوة فجعلوهم اربابا جعلوهم معبودين كما قال تعالى اتخذوا احبارهم وبينهم اربابا من دون الله والمسيح ابن مريم. قال علي ابن حاتم للنبي صلى الله عليه وسلم ما عبدناهم؟ قال الم يحلوا لكم الحرام احللتموه؟ قال بلى. قال الم يحرم عليكم الحلال؟ فحرمتموه؟ قال بلى. قال فتلك عبادته. فهذا نوع من انواع الغلو. وهو ان معتقد في العالم انه يستقل بالاتيان بالاحكام يستقل بالاتيان بالشرع. وهذا نوع شرك. كما قال جل وعلا ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يعلم به الله كانوا يعتقدون في العلماء انهم يمكن ان يحذف ان يحذفوا ويلغوا بعض الكتب المنزلة ويثبت بعضا اخر كما حصل من علماء اليهود والنصارى انهم غيروا في التوراة والانجيل اما بزيادة او بنقص او تغيير للمعاني بتفسيرها تفسيرات باطلة ومع ذلك اتبعوا كذلك الغلو في الصالحين يكون على انحاء من اشهرها واظهرها ان يعتقد ان كل ما فعلوه من انواع الصلاح والعبادة انه صواب فيقتدى بهم مطلقا لاعتقاد انهم مصيبون في كل ما يفعلونه الا ينظرون لوجه حجتي فعل ما فعله الصالح وانما ينظرون الى فعله فيستدلون بالفعل المجرد عن الحجة وهذا هو الغلو في الصالحين الغلو في الصالحين في حياتهم اي ينظر الى افعالهم ويقتدى بهم مع ظهور ان تلك الافعال مخالفة للحجة او مع عدم وضوح الحجة من افعاله من اوجه القلوب في الصالحين انه انهم اعتقد فيهم ان لهم منزلة عند الله جل وعلا في حياتهم وبعد مماتهم كمنزلة الوزراء عند الملوك كمنزلة الوزراء عند الملوك او المقربون او كمنزلة المقربين عند الملوك منهم فكما ان المقربين من الملوك يرفعون حاجات الناس اليهم ويأتون بما يريده الناس الى الملوك فيكونون شفعاء ووسطاء لاجل شفاعتهم ووساطتهم يجيب الملك طالبتهم ورغبتهم جعلوا اولئك الصالحين عند الله جل وعلا كذلك لهم من المنزلة ولهم من الزلفى ما يمتنع معه ان يرد الله جل وعلا طلبه هذا الغلو بهم في الحياة وبعد الممات جعلهم يقتدون جعلهم يستغيثون بهم جعلهم يصرفون اليهم انواع العبادات فهذا اللات الذي كان يلت السويد كان شركهم به من اجل ذلك لانه كان رجلا صالحا كما جاء في الاثر عن ابن عباس وغيره يلت لهم السويه وغير ذلك بل ان الانبياء انما وقع الشرك بهم لاجل الصلاح الذي فيه. فبعد موت يظن انه له عند الله جل وعلا من الزلفى ما يمكن معه ان يتوسل به وان يستشفع به وان يطلب رضا ذلك الصالح بعد مماته بالتوجه اليه بانواع العبادات كما هو مشهور. من انواع الغلو في الصالحين التبرك بهم هذا كان في اليهود وكانت النصارى فكانوا يتبركون بصالحهم وكانوا يتمسحون بهم ونحو ذلك وهذا لم يكن الا للانبياء. وقد وقد نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن ذلك كله محذرا من هذه الشعبة من شعب الجاهلية. فقال عليه الصلاة والسلام لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم وصالحيهم مساجد وقوله هنا صالحيهم يدخل فيه العلماء ويدخل فيه من كان صلاحه من غير علم. اتخذوا قبور انبيائهم وصالحيهم مساجد وهذا نوع من الغلو بل ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الغلو مطلقا كما جاء في يعني مبينا لما جاء في القرآن حيث نهى الله جل وعلا للغلو مطلقا فقال يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم فقال عليه الصلاة والسلام انما اهلك من كان قبلكم الغلو في حديث عمر رضي الله عنه حينما قطع الشجرة قال لهم ناهيا عن الغلو انما هلك من كان قبلكم بمثل هذا يتتبعون اثار انبيائهم فما ادركتم من هذه المواضع فصلوا. وما لا فلا تتعمدوا او كما قال عمر رضي الله عنه المقصود من هذا ان النهي عن الغلو كثير في الكتاب وفي السنة. والدلائل عليه من اعمال الصحابة كثيرة هذا الغلو الذي نهي عنه دخل في الامة في انواع شتى كما هو ظاهر لديكم كان الغلو في العلماء او من ينتسب الى العلم بقبول اقوالهم من دون حجة سواء في ذلك الذين ينتسبون الى الكلام فقبلت اقوالهم بتحريف الشرع من دون حجة وايضا الذين ينتسبون الى الفقه قبلت اقوال بعضهم من غير حجة حتى صار قول الفقيه مثلا او قول العالم الفلاني الذي هو مأجور فيه لانه مجتهد فيه صار علما على الحق عند من يتعصب لهم فصار الدليل عندهم قول العالم وهذا نوع غلو لان العالم انما يستعان به على فهم الاصول وفهم الادلة من الكتاب والسنة ولا يتبع استقلالا انما فيما كان فيه اجتهاد وخفي على المرء وجه الصواب في ذلك فانه يعني على اهل العلم وطلبة العلم فانه يتبع ذلك لاجل اجتهاده وهذا سبق ان اوضحناه لكم مفصلا في باب او في مسألة التقليد على الامر بهذا الى ان جعلت اقوال المتأخرين حجة وهذا من اعظم ما ووجه به اتباع دعوة الامام رحمه الله تعالى الدعوة السلفية واليوم يواجه به كل داع الى السلفية في اي مكان. من اعظم ما يواجه به اقوال اهل العلم وهذا نوع من انواع الغلو. فاذا كان بعظ اهل العلم زل في مسألة وغلط وهو مأجور ان شاء الله على اجتهاده. لكنه غلط فيها فانه لا يجوز ان يجعل قوله حجة في المسائل المختلف فيها او التي يراد بحثها فاذا كان ثم دليل من الكتاب والسنة فلما يؤخذ باقوال بعض اهل العلم في المسائل التي اخطأوا فيها. فمثلا في مسألة الشفاعة الاستشفاء بالنبي صلى الله عليه وسلم طائفة اجازته على اعتبار ان طائفة من اهل العلم ذكروه في كتبهم في المناسك صحيح طائفة من اهل العلم ذكروا ذلك في مناسكهم. ففي اخر الحج يقولون يذهب الى قبر النبي صلى الله عليه وسلم ويفعل عنده كيف وكيف ومن تلك الافعال انه يستشفع به. هذا غلط ممن ذكره من اهل العلم لا شك فيه فلا يجوز لاحد ان يغلو في ذلك عالم؟ الذي قال بذلك بتلك المقالة ويجعل قوله حجة مع اننا نعلم ان هذه المسألة قطعا لم تكن معلومة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولا في زمن الصحابة الكرام رظوان الله عليهم. فاذا هي مسألة مبتدعة على اقل احوالها كيف والصواب انها ابشركم بالله جل وعلا اليوم يؤلف من يؤلف مؤلفات ضد الدعوة ويجعلون الحجج فيها قول فلان وفلان وفلان. قول مثلا العالم الفلاني وقول العالم الفلاني بجواز التوسل بفعل كذا وكذا كما فعل بعض المتأخرين في مكة هو والدكتور محمد علوي مالكي في كتابه الاخير حيث جعل عمدة كتابه على انه ساق اقوال العلماء في كتبهم على جواز التوسل وبعض الافعال التي نحكم على بعضها بانه بدعة على بعضها بانه شرك اصغر وعلى بعضها بانه شرك اكبر استدل باقوال ساقها من جميع المذاهب. ومن من اقوال بعض الحنابلة. هذا صحيح يعني تلك الاقوال كثير منها صحيح الى قائليها لكن هذا نوع من انواع الغلو اذ ان الاستدلال باقوال العلماء وجعل تلك الاقوال حجة والاعراض عن نصوص الكتاب والسنة الظاهرة هذا هو الغلو الظاهر. فيأتي قول لعالم يعارظ به قول للنبي صلى الله عليه وسلم لا شك ان هذا من نوع الغلو الذي حذر منه النبي عليه الصلاة والسلام بل ان ابن القيم رحمه الله تعالى بسط القول في هذا النوع من الغلو في كتابه اعلام الموقعين وقال ان يعني من ما ابلغ فيه قال ان بعظ هذه الامة يعني من اتباع الفقهاء جعلوا العلماء اربابا كما فعل اليهود والنصارى وذكر امثلة لهم انهم بعض المتكلمين وبعض متعصبة المذاهب ونحو ذلك ومن احسن ما قيل في هذا قول الذهبي رحمه الله تعالى العلم قال الله قال رسوله قال الصحابة ليس خلف فيه ما العلم نصبك للخلاف سفاهة بين الرسول وبين رأي حقه ارى الفقهاء العلماء تحترم قدر وتجل لا يستهان بامرهم ولا بشأنهم. لكن اذا ظهر الدليل فلا يغلو الناس فيه اما الغلو في الصالحين فحدث ولا حرج. ظاهر لديكم في اقامة المشاهد لهم الاستغاثة بهم والذبح لهم وصرف جميع او اكثر انواع العبادات لهم بما لا وجهة لبيان كل افعال من تأثر بتلك الشعبة من شعب الجاهلية. المقصود من هذا ان هذه المسألة وهي الغلو من خصال اهل الجاهلية والغلو يكون ايضا في الاشخاص الذين يشار اليهم بالبنان من علماء وصالحين ومن غيرهم ممن لم يذكرهم الشيخ يعني ممن ليسوا بعلماء وقد لا يعرف صلاحهم بيقين كمثل الغلو فيه رؤساء الدعاة مثلا والذين يشار اليهم بالبنان في دعوة في بلد او في بلاد ونحو ذلك. كيف يغلو الناس فيهم بان يجعلوا اقوالهم او طريقتهم في الدعوة او منهجهم يجعلونه اصل وتصرف نصوص العلماء تصرف ادلة الكتاب والسنة الى ما يوافق هذه الطريقة فبعض مثلا من يعظم طائفة من اولئك تجد انه الف كتبا مدارها على الغلو فيها بانهم لا يخطئون وبانهم لا يحصل منهم زلل وان كل ما فعله هو الصواب وان طريقة الدعوة انما هي طريقتهم وان السبيل انما هو سبيلهم ونحو ذلك. هذا نوع من الغلو لان حقيقته ان يقال في ذلك الداعية المشهور او في ذلك القائد او في ذلك الرئيس او في ذلك المعظم ونحو ذلك ان يقال ان كل ما جاء به صواب في الدعوة وهذا لا يدعى به لاحد فضلا ان يدعى به لمن ليس من اهل العلم المتحققين به لهذا من اثار الغلو في الاشخاص التعصب فاذا غلا في شخص ما تعصب له. فصار القول الصواب هو ما يقوله فلان الذي غلي فيه والقول الخطأ هو القول الذي انصرف عنه. هذا نوع من الغلو. والواجب على المؤمنين هذا كالتتمة لما ذكره الشيخ رحمه الله. الواجب على المؤمنين الا يغلو في احد بل ينظروا في حال الناس مهما كانوا معلما كان او داعية او عالما ان ينظروا في حاله ينظروا في قوله هل عليه من الادلة ما هو واظح؟ هل في امر ما او في اموره كلها متابعة للشرع هل عليها حجة بينه ام لا؟ فاذا كان عليها حجة بينة واضحة الحمد لله يكون اتباعه اتباعا للحجة واذا كان ليس عليها بينة فلا يتبع احد على خطأ اخطأ فيه او على ضلال ضل فيه. واذا تبين ذلك فان من مصائب هذا العصر الذي ابتلي بها الناس التعصب التعصب لمن يعجبون به. فترى الواحد خاصة في الشباب ترى الواحد منهم اذا اعجب بشخص ممن قد يكون له اثر كبير في المسلمين او قد لا يكون له اثر ونحو ذلك تراه يتعصب بحيث لا يسمع فيه ولا يقبل فيه لا كلمة لا كذا ولا كذا وهذا نوع من انواع الغلو الذي لا يجوز ان يكون في المؤمنين. بل ينظر في كلامه هو بشر ومن اتباع من اتباع النبي صلى الله عليه وسلم فينظر فما كان وافق فيه السنة ووافق فيه الهدى فيقبل وما لم يكن موافقا فيه فيرد عليه. كيف والامام مالك رحمه الله تعالى قال ما منا الا راد ومردود عليه الا صاحب هذا القبر. فمن هو دونه فلا غرو ان يكون راد ومردود عليه يعني فلا يكون هناك تعصب عند طائفة مداره الاعجاب بان كل ما قاله فلان فهو صواب وكل ما لم يقله فهو خطأ. كذلك لا يكون عندنا يقابل التعصب الجهة الاخرى وهو ان يكون هناك اهدار لكل صواب اصاب فيه عالم من اهل العلم او طالب من طلبة العلم. بل الواجب ان يقال للمحسن ان احسنت للمصيب عصاك وللمخطيء اخطأت. فهذا هو الذي يجب على المؤمنين. لا ان تنغلق عيونهم تنغلق قلوبهم بحيث متابعين لكل شيء اتى به من يعجبهم سواء كان صوابا او خطأ. وهذا يحتاج الى نوع من التربية ينبغي ان يعتنى بها الا وهي التربية على ان يكون المقدم في نفس المؤمن هو المنهج الذي لا يخطئ الدليل الذي لا يلحقه نقص الكتاب السنة الاجماع ما اجمع عليه او ما ذكره ائمة اهل السنة والجماعة في اقاربهم وما عدا ذلك فكل يقرب منه ويبعد بحسب ما عنده من العلم والهدى. وهذه مسألة مهمة فينبغي ان يوسع صدورهم والا يضيق صدرهم بي عرظ الاراء على الكتاب والسنة؟ لا لانه ما من احد الا وهو راد ومردود عليه. ولا يعتقد الرد انه كامل فقد الناس في المردود عليه انه ساقط بمرة لا. بل كل احد يجمع بين صواب وبين خطأ. فيتبع المصيب في صوابه يهضم الصواب فيه بل يشار اليه به ويثنى عليه به. ويرد على المخطئ بخطئه. ويقال انك اخطأت في هذا ولا يتبع في خطأه ولا يؤخذ به فيما اخطأ فيه. هذا هو المنهج الصواب في هذه الامور عند من اخطأ في المسائل الاجتهادية فلا نغلو ولا نجفو. فالغلو مذموم والجفاء مذموم بين اهل السنة والجماعة فيما بينهم ينبغي بل يجب ان يكون هذا كاليقين عندنا ذم الغلو في الناس في الاشخاص في العلماء الصالحين هذا اصل من الاصول عند اهل السنة والجماعة والغلو شعبة من شعب اهل الجاهلية لانه سببه التعصب والنفس تقبل شيء ما وتعجب بشخص ما فيكون القول هو ما قاله والخطأ هو ما صد عنه اسأل الله جل وعلا ان لي ولكم التوفيق والسداد والهدى والرشاد. وصلى الله وسلم على نبينا محمد يقول لفظ اهل السنة والجماعة والسير على منهجهم وجمع الناس حول ذلك هل هذا هل يدخل هل هذا امر صحيح وهل يدخل في هذا اللفظ من قريب او بعيد الاشاعرة وغيرهم من اهل البدع الجواب ان الواجب على المؤمنين ان يتبعوا الكتاب والسنة وما كان عليه النبي عليه الصلاة والسلام والذين ورثوا المنهاج الذي قال الله جل وعلا فيه لكل منكم بكل جعلنا منكم سلعة ومنهاجا ان المنهاج هذا ورثه عن النبي صلى الله عليه وسلم صحابته. وورثه عن الصحابة التابعون المقربون اليهم ثم ورثه ائمة اهل السنة والجماعة ودونوه في كتبهم فنعلم قطعا ان الصواب هو ذلك المنهج لانه هو الذي كانت عليه الجماعة الاولى قبل ان تظهر الفتن ويظهر الاختلاف في هذه الامة اهل السنة والجماعة يراد بهم من لزموا طريقة الصحابة رضوان الله عليهم في جميع الابواب في باب الاتباع والعقيدة والعمل وغير ذلك ولهذا تجد انه في عقائد اهل السنة والجماعة يذكرون مسائل الايمان الست يعني اركان الايمان الست ثم يذكرون مسائل تميز بها اهل السنة والجماعة منها الاخلاق منها الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ومسائل اخرى تميزوا بها عن غيره اذا فعقيدتهم يعني منهاجهم هذا يشمل الامور العقدية ويشمل الامور العملية تقديم الكتاب والسنة الاخذ بالحديث والاحتجاج به ذم الرأي ونحو ذلك هذا من اصولهم. اذا تبين ذلك الاشاعرة والماتوريدية ليسوا من اهل السنة والجماعة لانهم خالفوا اهل السنة والجماعة في مسائل كثيرة. ليست مخالفة الاشاعرة والماتريدية لاهل السنة والجماعة في باب الصفات فقط؟ لا في باب الصفات خالفوا في القدر خالفوا في اصل الاتباع اتباع الكتاب والسنة. فالقاعدة عندهم ان القواطع العقلية مقدمة على الادلة الظنية. واهل السنة والجماعة يجعلون نصوص مقدمة على العقل القاعدة التي بنى عليها الاشاعرة والماتروريدية مذهبهم تبعا للمتكلمين ان العقل مقدم على النقل. وهذه القاعدة يردها اهل السنة والجماعة من اسها كذلك يخالفون في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر اشاعره الماتوردية واهل البدع يخالفون في طريقة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وغايته. فيجعلون غايته الخروج تبعا خزلة واهل السنة والجماعة يجعلون الامر بالمعروف والنهي عن المنكر غايته اصلاح الخلق وانتظام شمل الناس على الدين وغير ذلك من المسائل. فاذا الاشاعرة والماتوردية ليسوا من اهل السنة والجماعة. قد يطلق على الاشاعرة في بعض الكتب انهم من اهل السنة والسبب في ذلك انه مقابلة باهل التشيع. فيقال شيعة رافضة واهل سنة. فيدخلون في اهل السنة يدخلون في اهل السنة اهل السنة والجماعة يعني اهل الحديث واتباع السلف الصالح ويدخلون الاشاعرة ويدخلون الماتريدية ونحوهم ممن ليس ممن هو ليس من الرافضة. فاذا الاطلاق اهل السنة والجماعة لا يدخلون فيه. لكن اهل السنة دون لفظ الجماعة قد يدخلون فيه اذا كان على وجه المقابلة يعني احتجت ان تقابل تقول الرافضة واهل السنة فانه يعنى باهل السنة من هم ضد الرافضة والاشاعرة والماتريدية ونحوهم كان لهم ردود على الرافضة ووقفات ضد الرافضة ويسأل عن مسألة فقهية وهو السائل الذي يخرج من فرج من فرج المرأة ما حكمه؟ هل يوجب وضوءا او غسلا الجواب ان السائل في المحل طاهر فاذا انفصل كان نجسا اذا انفصل كان نجسا ويعني ذلك انه ينقض الطهارة فاذا كان في المحل متردد فيه يعني في الفرج فهو طاهر. اللي هي رطوبات فرج المرأة اما اذا انفصل وخرج فالعلماء يقولون انه نجس بخروجه عن المحل خروجه من البدن من ذلك الموضع. فاذا خرجت النجاسة من ذلك الموضع اوجبته وضوء حدث اصغر اما حال الجماع اذا جامعها وخرج فمعلوم سواء انزلت او لم تنزل المرأة فانه يجب عليها الغسل لا لاجل خروج السائل هذا وانما لاجل الجماع اين النبي عليه الصلاة والسلام ثبت عنه انه قال اذا جلس بين شعبها الاربع قد وجب الغسل ثم جاهدها فقد وجب الغسل يعني للرجل ولا المرأة حاضرة المنهجية في طلب العلم التي القيتها الاسبوع الماضي هل سجلت؟ الجواب لم تسجل يسأل عن تفسير زبدة التفسير وهو اختصار فتح القدير مختصرة هو الشيخ محمد الاشقر بجواب التفسير رأيت منه مواضع قرأت منه في مواضع فالفيته تفسيرا جيدا قد نظرت بعض المواضع التي زلت فيها قدمي الشوكاني رحمه الله تعالى فتحاشى ذلك الزلل وعبر بعبارة جيدة مع انه مختصر له فلم يبق عبارة الشوكاني وفي بعض المواضع ولا معنى ما يريد الشوكاني بل قرر الحق في بعضه المسائل. منها ويمكن ان ترجعوا وتقارنوا ما ذكره عند قوله تعالى في اول سورة الانبياء ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث الا استمعوه وهم يلعبون فان الشوكاني رحمه الله في هذه المسألة لم يفهم ما كان عليه السلف الصالح في مسألة خلق القرآن فاتى بقول من جنس اقوال اهل البدع اتحاشاه تحاشاه المختصر الشيخ الاشقر وهذا يدل على عناية بالاقوال التي زلت فيها او زل فيها قلم الشوكان العبارة الاتية الصحيحة لا صغيرة مع اصرار ولا كبيرة مع استغفار؟ الجواب ان هذه عبارة مشهورة ان هذه عبارة مشهورة واهل العلم يصححونها والصغيرة اذا اصر عليها صاحبها فانها تتحول الى كبيرة ومعنى الاصرار عليها ان يفعلها مرارا وتكرارا دون ان يحدث استغفارا فاذا فعلها مرة والثانية والثالثة والرابعة ولم يستغفر فصار الاصرار عليها كبيرة من كبائر الذنوب لكن اذا فعلت صغيرة ثم استغفر ثم فعلها مرة اخرى ثم استغفر والثالثة والرابعة والعاشرة ويستغفر بعد كل مرة فلا يدخل في هذا القول على ان هذا القول روي عن بعض السلف لكن ليس عليه دليل واضح من الكتاب او السنة هل يستطيع المسلم فهم العقيدة وشرحه دون حفظ القرآن الكريم؟ وما هو السبيل الى ذلك يمكن ان يفهم العقيدة سواء العقيدة الاجمالية يعني مجمل الاعتقاد او توحيد العبادة بخصوصه يمكن ان يفهمه بدون ان يحفظ القرآن لكن اذا حفظ القرآن استقامت عنده الحجة ووضح له البراهين التي يأتي بها اهل السنة في في تلك المسائل خلف المبتدع في الدين او القبور واذا اقيمت الصلاة وهو الامام ما الحل ثم ما وظع حديث صلوا وراء كل بر وفاجر اولا الصلاة خلف المبتدعة واهل الكبائر يعني الكبائر المظهرين لها الاصل فيها انها جائزة الصحابة رضوان الله عليهم صلوا خلف امراء الجور الذين يظهرون الكبائر وازهاق النفوس كما صلى ابن عمر خلف الحجاج يوسف وانس صلى خلف الحجاج ايضا كما روى صلاة ابن عمر خلف الحجاج في البخاري وغيره. هذا من من جهة اهل الكبائر. واهل البدع كذلك يصلى خلفهم واهل السنة والجماعة نصوا على ذلك في عقائدهم. لكن اذا كان صاحب البدعة هذه يمكن ان يستغنى عنه بمعنى انه ليس بامامه راتب شخص بيتقدم وتعرف انه صاحب بدعة هنا تنهره عن التقدم ويتقدم صاحب السنة يعني انه عند الاختيار لا يجوز ان يؤم صاحب كبيرة ولا صاحب معصية ظاهرة ولا صاحب بدعة لكن اذا كان ليس عند الاختيار وانما ادركت جماعة وفيهم منه وكذلك فاذا كانت بدعته لا تخرجه الى الكفر لا تخرجه الى الكفر فانه يصلى خلفه والامام احمد ذكر في مسائل انها بدعة ومع ذلك امر بالصلاة خلف من فعلها من مثل القنوت في صلاة الفجر فانه بدعة ومع ذلك سئل عن الصلاة خلف من يقنت الفجر قال تصلي خلفه قال هل ارفع يدي معه يدي معه؟ قال لا قال ما اصنع؟ قال تسكت او كما روي عنه اما حديث صلوا ورأى كل بر وفاجر فهو حديث في السنن لكنه ليس بصحيح رواه ابو داوود وغيره لان قد استدرك ان اللي رواه ابو داوود قريب من هذا اللفظ يعني معناه هذا الحديث لكنه ليس بلفظه ما يسأل سؤال يتكرر كثيرا وهو الفرق بين الفرقة الناجية والطائفة المنصورة الجواب ان اهل السنة والجماعة لا يفرقون بين الطائفة المنصورة والفرقة الناجية. بل الفرقة الناجية عندهم هي الطائفة المنصورة والطائفة المنصورة عندهم هي الفرقة الناجية. ذلك ان الاحاديث التي جاءت فيها اوصاف الطائفة المنصورة من مثل لا تزال من امتي طائفة على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي امر الله وهو كذلك ومن مثل قوله عليه الصلاة والسلام لا تزال طائفة من امتي ظاهرين على الحق وفي الرواية الاخرى يقاتلون ونحو ذلك هذه كلها اوصاف للطائفة المنصورة هذه الطائفة المنصورة عندهم هي الفرقة الناجية وحكي الاجماع على ذلك من اهل السنة والجماعة والفرقة الناجية لم تأتي في حديث بهذا الاسم. بخلاف الطائفة المنصورة فان الطائفة المنصورة ذكرت هذه اللفظة او ما يدل عليها واما الفرقة الناجية فانما فهمت فهما من حديث الافتراء وستفترق امتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة. قالوا من هي يا رسول الله؟ قال الجماعة فعلى هذا سموا سموا الفرقة الفرقة هذه التي هي الاولى يعني التي لم تخرج سموها الفرقة الناجية وبيان ذلك ان الطائفة المنصورة والفرقة الناجية كل من اللفظين فيه نعت ليس في الاخرى فالطائفة المنصورة يعني انها منصورة في الدنيا والفرقة الناجية يعني انها ناجية في الاخرة فاحد الوصفين ليس معارظا للاخر فاحد الطائفتين وصف بوصف دنيوي وهو انها منصورة في الدنيا وان كما قال تعالى ولقد سبقت لعبادنا ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين انهم لهم المنصورون وان جندنا لهم الغالبون للطائفة منصورة في الدنيا والفرقة الناجية هي التي تنجو من عذاب الله في الاخرة تنجو من النار في الاخرة فالطائفة فالفرقة الناجية في الاخرة هي الجماعة الحق وهي الطائفة المنصورة في الدنيا. هكذا نعلم من فهم ائمة اهل السنة والجماعة بذلك كيف؟ نعم. رضي الله عنه. هل يصح القول بان عدد من الفرقة من الطائفة المنكورة ومعاوية من الفرقة الناجية عقيدة اهل السنة والجماعة كما تعلمون في الحرب بين علي ومعاوية ان كلا منهما مجتهد وان كلا منهما طالب للصواب وان عليا هو صاحب الحق. وهو صاحب الاجرين في اجتهاده لانه على الصواب. ومعاوية رضي الله عنه كانت فئته ولا نقول هو كانت فئته هي الفئة الباغية كما قال النبي عليه الصلاة والسلام ويحك عمار تقتلك الفئة الباغية وكان الذين قتلوهم عسكر معاوية. فمعاوية من معه يعني معاوية رضي الله عنه في اجتهاده ومن معه الصحابة اصحاب اجر واحد لكنهم مخطئون عندنا. مخطئون عندنا ادخال القتال فيما بينهم بالطائفة المنصورة لا يعني ان الطائفة المنصورة التي ذكرت في الاحاديث انها في كل وقعة تنصر انما يقصد الجنس انها لا تزال منصورة اما نصرة حجة على من عاداهم واما نصرة سنان على من عاداهم فعلي رضي الله عنه مع ما حصل له مع معاوية هذه فتنة هذي فتنة لانها بين المسلمين. اليس فيها طائفة منصورة؟ ولا فرقة ناجية؟ وانما الطائفة والمنصورة. والفرقة الناجية كلاهما واحد لا يعنى به ما حصل من الفتن او ان كل حرب دخل فيها رجل فنصر فيها انه يكون من الطائفة المنصورة لا انما المقصود الجنس انها لا تزال منصورة كجنس الطائفة قد يكون واحد من الفرقة الناجية ومن الطائفة لكنه لا ينصر في كل وقعة لا ينصر في كل حرب له مع اعدائه الكفار او مع المسلمين في الفتن الدائرة. لكن الذي حصل بين علي ومعاوية ان احدهما صاحب اجرين وهو علي رضي الله عنه وان معاوية صاحب اجر واحد رضي الله عنهم اجمعين وان الطائفة المنصورة والفرقة الناجية ليس لها دخل في حرب بين علي ومعاوية. لانه مليء نريد بالفرقة الناجية التي تنجو من النار وعلي ومعاوية جميعا ينجون باذن الله من النار. علي رضي الله عنه شهد له بالجنة. ومعاوية رضي الله عنه. كذلك فهم ناجون من النار. كذلك هم من الطائفة المنصورة كجنس لما كانوا مع عمر رضي الله عنه ولما كانوا مع عثمان رضي الله عنه قبل حصول الاختلاف الجميع من الطائفة المنصورة والجميع من الفرقة الحرب الذي التي حصلت فتنة لا يدخل فيها تقسيم طائفة منصورة وفرقة ناجية وهذا ايراد ففيه شيء من الغرابة يا عم محمد. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. قال الامام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى المسألة الحادية عشرة هي التاء. الحادية عشرة الاستدلال بالقياس الفاسد كقول قبل ان نسأله العاشرة المسألة العاشرة الاستدلال على بطنان الدين بقلة بقلة افهام اهله وعدم حفظ حفظهم كقوله بادئ الرأي المسألة الحادية عشرة الاستدلال بالقياس الفاسد كقولهم ان انتم الا بشر مثلنا. المسألة الثانية عشرة انكار القياس الصحيح والجامع لهذا وما قبله عدم فهم الجامع والفارق المسألة الثالثة عشرة الغلو بالعلماء والصالحين كقوله يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله الا الحق المسألة الرابعة عشرة ان كل ما تقدم مبني على على قاعدة على قاعدة وهي النفي والاثبات فيتبعون الهوى ويعرضون عما جاءت به الرسل. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا سيدنا محمد قال رحمه الله تعالى العاشرة الاستدلال على بطلان الدين بقلة افهام اهله وعدم حفظهم كقوله فاديا الحادية عشر بادي الرائد الحادية عشرة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اسأل الله جل وعلا لنا جميعا الهدى والسداد والثبات على الحق الى الممات واسأله ان يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه والباطل باطلا ويمن علينا باجتنابه امك الله هذه المسألة المسألة العاشرة والمسألة الحادية عشرة والثانية عشرة هذه من تتمة مسائل انواع الاستدلال لدى اهل الجاهلية فان الشيخ كما سبق ان عرفتم ذكر مسائل الاستدلال التي يستدلون بها انواع الادلة عندهم متوالية ومن ادلتهم انهم يستدلون على بطلان الدين بقلة افهام اهله وعدم حظهم كما قال جل وعلا في قصة نوح مخبرا عن قول قوم نوح ما نراك اتبعك الا الذين هم اراذلنا بادي الرأي وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين وهذا ليس خاصا بجاهلية دون جاهلية من الجاهليات التي سبقت رسالة النبي صلى الله عليه وسلم وانما هو كثير فاش فاهل الجاهلية الماظون لم يزالوا يستدلون بهذا الدليل يستدلون ضعفي المتبعين للحق في الجاه وظائفهم في الدنيا على بلادة اذكارهم ثم يستدلون بهذه المقدمة الفاسدة على انهم ليسوا باحق بالهدى منهم وانما ذلك دليل وطلانه لانه لا يصل الى معرفة الشيء بانه حق الا ذو العقول وذوي الافهام فما دام ان اهل الجاه واهل العقل عندهم لم يتبعوا الرسل وذلك لانهم تأملوا كما يزعمون واهل الحق الذين اتبعوا الرسل كانت عندهم عجلة وقلة فهم ولهذا اتبعوا الرسل هذا كثير واستشهد عليه الامام رحمه الله تعالى بقصة قوم نوح فان قوم نوح قالوا لنوح عليه السلام ما نراك اتبعك الا الذين هم اراذلنا بادي الرأي وما نرى لكم علينا من فضل فذكروا شيئين ذكرهما الشيخ رحمه الله تعالى. الاول عدم الفهم لديهم لانهم لم يتدبروا ولم يستعجلوا لانهم لم يتدبروا واستعجلوا والثانية انه ليس لهم فظل مال يعني ليس لديهم حظ والعبارة في اكثر النسخ التي بين ايديكم وعدم حفظهم والذي يظهر لي بعد تأمل ان صوابها وعدم حظهم لانها هي التي تناسب تمام الاية في قوله تعالى وما نرى عليكم وما نرى لكم علينا من فضل والفضل احد وجهه التفسير هو الجاه والمال في قوله تعالى هنا فيما استشهد به الامام رحمه الله تعالى ما نراك تبعك الا الذين هم ارابلنا بادي الرأي في قوله بابي قراءتان سبعيتان قرأها الجمهور بادي بدون همز في اخره من البدو وهو الظهور وقرأها ابو عمرو البصري المعروف احد القراء السبعة المشهورين قرأها بادئة بالهمس وعلى قراءة التسهيل بادية فانه من البدو وهو الظهور واختلف اهل العلم في التفسير في تفسير هذا الحرف على ثلاثة اقوال منهم من قال بادي الرأي يعني في ظاهر الرأي لكل احد. ما نراك اتبعك الا الذين انهم ارابلنا وهذه الرذالة فيهم وانهم اتبعوك هذا ظاهر لكل احد يظهر للراء ويظهر لذي الرأي بوضوح لا خفاء فيه ولا لبس. الثاني ان قوله بادي الرأي من الظهور ايضا وهو انهم اظهروا شيئا واخفوا غيره فيكون البدو هنا بمعنى الظهور راجع الى الاتباع لا الى كونهم اراذل ما نراك اتبعك الا الذين هم اراذلنا اتباعا في الظاهر في بادئ الرأي. اما في باطن الامر وفي حقيقته فانهم ليسوا متبعين لك ولا مقتنعين بما جئتهم به وهذا استدلوا له بقوله بقوله تعالى ان حسابهم الا على ربي لو تشعرون. ونحو ذلك في اية هود وفي غيرها يعني ان نوحا عليه السلام احال حسابهم على الله جل وعلا. فدل على ان مرادهم ظهور شيء منهم واخفاء شيء اخر منه اظهار الايمان واخفاء الكفر او اخفاء التكذيب فاحالهم عليه السلام الى حساب الله جل وعلا الثالث القول الثالث هو انه في قوله ما نراك اتبعك الا الذين هم اراظوننا بادي الرأي يعني انهم ظهر لهم الرأي بدون تأمله فاول رأي ظهر اتبعوه ولم يتأملوه ولم يتدبروه لقلة فهمهم وهذا القول الثالث هو الذي يتفق مع ما اورده المصنف رحمه الله تعالى فانهم عند قوم نوح استعجلوا ولم يتدبروا. اتبعوه في بادئ الرأي فيما ظهر لهم من رأيهم ولو تأملوا واستبطنوا الرأي واستخبروه وتحققوا منه وتدبروه وتأملوا العواقب فيه وتأملوا واسراره لم يتبعوا. وذلك تلك العجلة وذلك الامر الذي حصل منهم وهو عدم التدبر دليل على قلة افهامهم وهذا مظنة عدم الوصول الى الحق تعطلوا الدين وعطلوا صحة ما جاء به نوح عليه السلام بانهم جعلوا الذين اتبعوه ما اتبعوه الا لضعف افهامهم كما قال الشيخ رحمه الله تعالى فاذا كان كذلك كان هذا الدليل مستقيما موافقا لاحد اوجه التفسير المنقولة عن اهل العلم القراءة الاخرى التي قرأها ابو عمرو بادئ الراي بادئة بهمز بادئ من البدء وهو الاولوية يعني ان اتباعهم له كان عن عجلة وانما اتبعوه في بادئ ذي بدء اول ما نظروا واول ما نظروا برأيهم برأيهم اتبعوه فهذا من البدء وهو الاولوية وعلى هذا فيكون المعنى على هذا الوجه من التفسير انه مستعجل ايضا فيتفق ما فهمه الامام المصنف رحمه الله تعالى يتفق مع ما جاءت به القراءتان جميعا يتفق مع ما جاءت به القراءتان جميعا. قراءة الجمهور بادية الرائي في ان معنى البدو هنا الظهور بالمعنى الثالث وهو انه ظهر لهم ذلك من غير تدبر ولا تأمل. وكذلك على قراءة ابي عمرو بادئ الرأي وذلك من الاولوية وعدم التدبر والاستعجال وهذا الذي ذكره رحمه الله تعالى اردفه بقوله في استدلالهم بان اولئك الذين اتبعوا نوحا ليسوا باهل حظ بقلة فهمهم وعدم حظهم ذلك انهم قالوا لنوح ومن معه وما نرى لكم علينا من فضل ذلك انهم جعلوا مقياس الفضل هو كثرة الحظ في الدنيا والحظ فسر يعني في الدنيا الفضل هنا فسر بانه الحظ في الدنيا من جاه او مال من جاه او مال وما نرى عليه وما نرى لكم علينا من فضل يعني لستم باهل جاه فوق جاهنا اتفظلون علينا؟ ولستم باهل مال فوق ما لنا فتثقلون علينا فكان المقياس عندهم كما سيأتي في المسألة التي بعدها هو مقياس الفضل هو الجاه والمال. يعني الحظوظ الدنيوية وهذا كثير في كل جاهلية في كل جاهلية كثير هذا كل رسول يأتي تكون الحجة عند اولئك متنوعة منها ان الذين اتبعوه هم الضعاف وفي قوله تعالى وجاء من اقصى المدينة رجل يسعى قال يا قومي اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم اجرا وهم مهتدون بسورة ياسين ذلك الرجل المؤمن الذي اتى من اقصى المدينة يسعى يشرح الايمان على طائفة من اهل العلم بالتفسير ان قوله هنا من اقصى المدينة فيه تنبيه على انه للفقراء الناس ومن عدم اشرافهم ليس من الاشراف وانما هو من الضعفاء واما الاشراف فالعادة انهم كانوا يسكنون وسط المدينة اذ هم اذ هي المجتمع واما اقصى المدينة فانما يسكنه الذين ليسوا بذي جدة ولا جاه ولا شرع وهكذا جاء رجل الى موسى وجاء رجل من اقصى المدينة يسعى قال يا موسى ان الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فهذا هذا الاحتجاج كثير في ان الذين يتبعون الرسل انما هم الضعفاء انما هم الضعفاء وهذا فهمه هرقل عظيم الروم حينما سأل ابا سفيان الاسئلة المشهورة التي رواها البخاري وغيره فقال له من تلك الاسئلة قال هل يتبعه اشراف الناس ام ضعفاؤهم قال ابو سفيان بل ضعفاؤهم قال هرقل وكذلك الانبياء. انما يتبعهم الضعفاء وهذا عام في كل رسالة وكل اهل جاهلية يستدلون بهذا الدليل قريش ايضا واجهت النبي صلى الله عليه وسلم بذلك وكان النبي صلى الله عليه وسلم ربما رغب ان يكون الذين يؤمنون به من اشراف القوم ومن عليتهم ومن سادتهم فانصرف اليهم عن النفر المؤمنين. الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي. رغبة في اسلام اولئك لانه لو اسلم الكبر لحصل من الخير الشيء الكثير فانزل الله جل وعلا على نبيه قوله ولا تعدو عيناك عنهم واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان امره فرطا. وكذلك قوله عبس وتولى ان جاءه الاعمى وما يدريك لعله يزكى او يتذكر فتنفعه الذكرى اما من استغنى فانت له تصدى الايات وهذا الامر ظاهر لا يحتاج الى مزيد اطالة كذلك في هذه الامة دخلت هذه الشعبة من شعب الجاهلية في هذه الامة فممن دخلت اليهم هذه الشبهة الذين يعتزون بعلومهم الخلفية من اصحاب الكلام ونحوهم فانهم لم يعتنوا ب فقه النصوص الشرعية لزعمهم انها انما هي ظواهر يفهمها كل احد واما البواطن والاشرار فانما هي خاصة بذوي العقول النيرة. فجحدوا ما انزله الله جل وعلا من الايات البينات حرفوها واولوا بعضا منها وردوا طائفة اخرى لاجل افهامهم. واحتقروا اهل السنة والجماعة لاجل انهم لا يفهمون فهمهم فهم لم يعرفوا علم الكلام ولم يعرفوا الاصول القطعية المستقاة من المنطق منطق اليونان ونحو ذلك مما يعتزون به كذلك شغب على اهل الحديث فيما مضى من الزمان وعلى فقههم في النصوص طائفة من من ولاة الفقهاء الذين اتهموا من يتبع ظواهر النصوص ويأخذ بالفقه مستقى من النصوص ولو لم يكن عنده رسوخ قدم في كل العلوم رموهم باوصاف بشعة حتى ان بعضهم سماهم الحمير كما قال ابن العربي المالكي في احد اقواله في وصف الظاهرية قال فلما اتى هؤلاء الحمير الذين كذا وكذا ووصفهم باوصاف يعني بشعة لاجل ان في الاندلس كان هناك معركة محتدمة بين اتباع ابن حزم الظاهري وبين فقهاء المالكية والتوسط لو لو راموا التوسط كان ممكنا لكنهم ردوا على اولئك وتنقصوهم تنقصوا افهامهم ووصفوهم ببلادة الفهم وبلادة الذهن ونحو ذلك اجل هذا الامر لاجل اتباعهم للنصوص كذلك بعض الذين عاصروه الدعوة من العلماء دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى فانهم رموا اتباع الدعوة بانهم لا يفهمون بانهم عوام بانهم ليس عندهم مشاركة في العلوم ليس عندهم معرفة الا ببعض مسائل في العقيدة وبفقه الحنابلة. لا غير فاتهموهم في بعض ما دعوا اليه من المسائل التي دلائلها كالشمس في رابعة النهار في رابعة النهار يتهمون بانها لم يفهموه الحق. ولم يعرفوا المراد منه كذلك وهذا سيأتي تفصيلها الذين ادعوا ان باب الاجتهاد قد قفل وانه لا يسوغ لاحد اليوم ان يجتهد في النصوص لاجل ان النصوص تحتاج الى فهم وطابع اهل الزمان عدم الفهم فهم اتهموا اتباع الدعوة بانهم يجتهدون في فهم النصوص هم ليسوا من اهل الفهم بل افهمهم ضعيفة واذهانهم كليلة فلا يمكن ان يجتهدوا فباب الاجتهاد قد انقطع كذلك في هذا الزمان بخصوصه زماننا هذا القريب ترى ان بعض من ادركته هذه الشعبة من شعب اهل الجاهلية ربما تسلط عليه الهوى فرمى من هو. بين بين ان يكون مجتهدا ان يكون مصيبا يعني الحق يعني على صواب او يكون مجتهد مخطئ يرميه ببلادة الذهن وعدم الفهم ونحو ذلك من الاوصاف. والواجب على اهل الايمان ان لا يعرجوا على هذه المسألة بل الواجب عليهم ان يبينوا الحق بدليله. ولا يستهزءوا بالخلق لا يستهزئ بالناس في علومهم بل اذا اخطأ المخطئ يقال هذا مخطئ والصواب كذا يبين الحق بدليله. تبين المسألة بحججها وبراهينها التي توضح المراد منها دون دخول في هذا الامر. لانه اذا قال فلان هذا فهمه كذا فانه يزيد شيئا فشيئا حتى تتسلط عليه هذه الشعبة يتدرج في الامر حتى اذا اتى ذلك الضعيف بالفهم عنده اذا اتى بحق واضح جعله باطلا لاجل انه ضعيف الفهم والواجب على المؤمن ان يأخذ الحق ممن جاء به. ولا يستدل على بطلان الشيء بان من اتى ليس باهل ان يأتي بذلك وهذا كما ترى ظاهر في فئام في هذا الزمن المسألة التي تليها هي انهم يستدلون بالقياس الفاسد كما قالوا هل انتم الا بشر مثلنا وفي اية اخرى ان انتم الا بشر مثلنا ونحو ذلك القياس ينقسم الى قسمين قياس صحيح وقياس فاسد و الشيخ رحمه الله تعالى ذكر مسألتين الحادي عشر والثانية عشر وكل منهما في القياس الاولى في القياس الفاسد والثانية في القياس الصحيح والقياس يريدون به في العموم لا في اصطلاح الفقهاء او الاصوليين يريدون به في العموم الحاق شيء بشيء بوجه شبه بينهما الحاق شيء بشيء بوجه شبه بينهما فيكون سبب القياس جامع يجمع بين الشيئين المقيس والمقيس عليه اتجمعه يجمعهما شيء؟ فيقاس احدهما على الاخر ولا يخفى عليكم انه عند الفقهاء الحاق حكم مسكوت عنه بحكم منصوص عليه لعلة جامعة بينهما هذا اخص فاذا القياس هو كما ذكرناه ما يجمع شيئين بوجه شبه ما يجمع شيئين بوجه شبه يسمى قياس فاذا جمعت بين شيئين يقال لك قست الامر فقست بين هذا وهذا اذا جمعت بينهما لشبه بينهما فاذا الحقت شيئا بشيء لاجل الشبه صرت طائشا هذا الدليل الذي استدلوا به هم استدلوا بقياس يعني اهل الجاهلية استدلوا بانواع من القياس يعني بافراد من القياس. بعض تلك الاقيسة فاسد او اكثرها فاسد منها انهم ابطلوا النبوة بكون النبي الرسول بشرا وقالوا لولا وقالوا مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الاسواق لولا انزل اليه ملك فيكون معه نذيرا قال جل وعلا باية سورة الفرقان هذه وما ارسلنا قبلك من المرسلين الا انهم ليأكلون الطعام ويمشون في الاسواق. يعني ان كل رسول انما جاء بهذا بل امر المشركين ان يسألوا من قبلهم. هل من قبلهم اتتهم ملائكة؟ ام اتاهم بشر؟ فقال جل وعلا فاسألوا اهل ذكري ان كنتم لا تعلمون اسألوهم هل اهل الذكر المراد بهم في هذه الاية اهل الكتاب علماء اليهود والنصارى اسألوهم هل جاءتهم الرسل من البشر؟ ام جاءتهم الرسل من الملائكة؟ فاذا كانت جاءتهم الرسل من البشر فلما تنكرون ان يكون رسولكم بشرا؟ واذا كانت اتتهم الرسل من الملائكة فانكم لكم وجه حجة في ذلك وجه القياس انهم قالوا ان هذا الرسول يأكل كما نأكل ويشرب كما نشرب ولئن اطعتم بشرا مثلكم انكم اذا خاسرون فصفاته بشرية ينكح الازواج يتكلم كما يتكلمون ينام كما ينامون يأكل كما يأكلون يشرب كما يشربون بشر فقالوا ما دام انه بشر فهو ليس باهل ان يتنزل عليه الوحي من الله جل وعلا وهذا القياس فاسد لانه صحيح هناك هو قياس لانهم جمعوا بين الامرين بوجه شبه لكنه قياس فاسد بانهم كما ذكر المصنف رحمه الله انهم لم يفهموا الفارق بين الامرين وهو ان وجه الجمع هذا لا يدل على انه ليس هناك فارقا ليس هناك فارق بين الرسل وبين هؤلاء فهناك فرق. فاذا سبب هذا القياس الفاسد انهم ما عرفوا الفارق وهذا جاء من كفار قريش وممن قبلهم من الكفار كذلك جاء في هذه الامة كما جاء من قبل الذي جاء ليس هو انكار النبوة لاجل ان الرسول صلى الله عليه وسلم بشر؟ لا ولكن الاستدلال بقياس فاسد ما امثلة هذا القياس الفاسد الذي استدلوا به من لحق الجاهلية في هذه الشعبة من امثلة ذلك القياس الفاسد انهم كما هو عند المعتزلة وعند غيرهم قالوا ان الولي الولي اذا اثبتت له كرامات الاولياء اذا اثبتت له كرامة صار نبيا لم؟ لان النبي هو بشر اعطي ايات اعطي اشياء خارقة للعادة. فلو كان ثم بشر يمكن ان يعطى ذلك لصار نبيا يعني لاشتبهت الولاية بالنبوة فهنا ابطل هذا الحق وهو الايمان بكرامات الاولياء لاجل هذا القياس الفاسد كذلك طائفة من الصوفية او غلاة الصوفية قالوا ان النبي صلى الله عليه وسلم لا يخص بشيء بل ان مدار رفعة شأنه على انه يتلقى الوحي من الله جل وعلا فاذا حصل التلقي لبشر صار مثله في المزية لان وجه الشبه بينهما حصل وهو ان هذا يتلقى وهذا يتلقى وهذا كان في اوائل القرون يعني في القرن الرابع او اواخر الثالث بل زاد حتى زعم ولاتهم كابن عربي ونحوه ان خاتم الاولياء افضل من خاتم الانبياء لم؟ قال لان خاتم الاولياء يتلقى من الله جل وعلا مباشرة واما خاتم الاولياء يتلقى من الله مباشرة. واما خاتم الانبياء فانما تلقى بواسطة ولهذا يهتمون بالكشف من اوجه هذا القياس الفاسد انهم جعلوا كل من اتصف بالتقوى جعلوا كل من اتصف بالتقوى من اهل الايمان متبركا به في ذاته فكما ان النبي صلى الله عليه وسلم وهو امام المتقين وسيد ولد ادم عليه الصلاة والسلام لما كان يتبرك بشعره بعرقه بثيابه غير ذلك من اجزاء ذاته نقف بسؤره يعني ببقية شرابه في بقية اكله ونحو ذلك نقلوا ذلك وعدوه الى كل من كان وليا كل من كان تقيا قالوا لانه يقاس على النبي فاستدلوا بالقياس الفاسد هذا وهذا كثير بل قد دخل فيه طائفة من العلماء يعني من غير تحقيق اجازوا ان يتبرك بالصالحين في شرابهم يعني بشرب بقية الشراب ان يتمسح بهم ان تؤخذ بعض فضلاتهم بفضلات الاكل ونحو ذلك يتبرك بها لما؟ قالوا لانه يجمع بينه وبين النبوة الصلاح. فاذا سبب التعدي هو الصلاة. والصحيح ان سبب التعدي ان سبب التعدي هو النبوة سبب التبرك هو النبوة لان الصحابة رضوان الله عليهم لم يكونوا يتبركون بابي بكر ولا بعمر ولا بعثمان ولا بعلي لا باخذ بقية شرابهم ولا بشعرهم ولا بثيابهم ولا بغير ذلك فدل على ان الجامع هنا ليس هو الصلاح والتقوى وانما الجامع هو ايش النبوء انما الوصف هنا هو النبوة اليس ثم جامع بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين غيره من امته وهكذا في انواع انكروا القياس الصحيح ايضا والقياس الصحيح هو ما كان الجمع بين الشيئين او ما كان الجامع بين الشيئين مقبولا معتبرا ليس فارغة بجامع صحيح وليس ثم فارغ بين هذا المقيس والمقيس عليه انكروا القياس الصحيح القياس الصحيح كان ينبغي ان يدل اولئك المشركين على ان نبوة النبي صلى الله عليه وسلم صحيحة بل نبوة كل نبي صحيحة لما؟ لان البشرية التي كان عليها الانبياء تخرج باتيانهم البشرية التي تجمع بينهم وبين غيرهم تخرج اذا كان اعطي ذلك البشر ايات بينات وبراهين لان لات على صدقه ليس في وسع البشر ان يأتوا بمثلها فالقياس الصحيح يقتضي ان يقال ان كل من اتى باية ومعجزة كما يسميها المتأخرون او ببرهان مع دعوى النبوة مما لا يستطيع مثل البشر وكان ذلك الذي اتى به معروفا بامانته معروفا بتقواه معروفا بصلاحه في القول ان هذا يدل على نبوته هذا القياس صحيح انهم كانوا يقيسون ان من اوتي هذا هذه الامور فانه لم يؤتى لم يؤتها من عند نفسه وانما اعطاه الله القياس الصحيح يقتضي ان يعلموا ان الذين اتبعوا الرسل ان الذين اتبعوا الرسل زادوا عليهم في المزية لاجل ايمانهم فهناك جامع بين مستحق الجزاء الحسن وبين الانبياء الا وهو الايمان. ولهذا اتباع كل امة اتباع كل نبي من الامم يتبعون نبيه لان هناك جامع بينهم فكان يجب ان يقيسوا صحة ما ذهب اليه اولئك الناس بصحة النبوة. فاذا ثبتت النبوة ثبت ان اولئك اتبعوه على الحق والهدى وهذا يعني ان لا يستدلوا بالعكس فيستدلوا باولئك القوم على بطلان النبوة بل ينبغي ان يثبتوا النبوة. يعني يسعوا في معرفتها بدلائلها وبراهنها. فاذا ثبتت فان اولئك يثنى عليهم لانهم اتبعوا النبوة وذلك مقتضى القياس الصحيح مقتضى القياس الصحيح ايضا في هذه الامة ان من اتبع العلم الذي ورثه النبي صلى الله عليه وسلم للامة فهو احق ان يكرم واحق ان يتبع كما قال عليه الصلاة والسلام العلماء ورثة الانبياء فالجامع بين العالم والنبي هو اتباع ما جاء من عند الله جل وعلا. فكل نبي اتبع ما عند الله جل وعلا وما جاء به الرسول فهو وريث له وهذا قياس صحيح. يعني الحق اولئك في الاكرام والتبديل بالانبياء ليس في درجة الاكرام والتعظيم وانما في جنسه في جنس الاكرام والتعظيم لاجل الجامع بينهما وهو الاتباع. وراثة انه ايضا في هذه الازمان المتأخرة في هذه الازمان المتأخرة وهذا هو مقصد الشيخ رحمه الله من ايراد المسألة هو انهم انكروا على اهل العلم من اتباع اهل السنة والجماعة ومن الذين شهروا بالدعوة انكروا عليهم ما جاءوا به مستدلين بانهم ليسوا بكفء لهذه المسائل التي اتوا بها فجعلوا هناك وجه شبه بين العلماء في هذا الوقت وبين الذين ضلوا الذين ضلوا بعدم الفهم وعدم معرفة الادلة فاغلقوا باب التدبر وباب الاجتهاد فكان هذا منهم يعني قياس علماء الدعوة ارباب اهل الفرق الذين استدلوا بالمتشابه والذين راموا الناس على غير الهدى منهم هذا قياسا فاسدا وتركوا القياس الصحيح وهو ان من اتى الحق من اتى بالحق مع ادلته انه يلحظ بائمة الهدى ولو كان متأخرا فليس بالتأخر يهضم من اتعب الحظ بل قد يأتي بالحق المتأخر ويكون ذلك رفعة لشأنه ومزية له الاقمشة الصحيحة هذه تركوها الصحيحة ابرزها ان من كان من اهل العلم جاء بما كان عليه الاوائل فان القياس الصحيح يقتضي ان يلحق بالائمة وهم الحقوه اهل الشبه واهل الفتن والحقوه باهل الضلال وباهل البدع لم؟ لانه عندهم لا يمكن في هذه الازمان المتأخرة ان يستقل احد بالفهم