المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله. شرح مسائل الجاهلية الدرس الخامس كتب كلامية مبناها على الرأي وليس مبناها على النص كذلك اهل السلوك اهل السلوك اعتاضوا عن الزهد المشروع الذي كان عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بل ما كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو عليه السلام ازهد الزاهدين وامام العارفين وقدوة العباد اعتابوا عن ذلك الى كتب خاصة وضعها القوم في زهدهم وعبادتهم. فصنفوا كتبا في ذلك ومن اوائل من صنف في هذا الحارث المحاسبي وطائفة من طبقته وكان ذلك شائعا فانتبه لذلك ائمة السنة فصنفوا وفي مقابلة ذلك ما يهدي الناس في باب السلوك صنفوا كتب الزهد. فائمة الحديث صنفوا كتب الزهد في مقابلة اخذ بكتب يضعونها ليست معتمدة على هدي السلف فصنف الامام عبد الله بن مبارك كتاب الزهد وصنف الامام احمد الزهد وصنفه النادر السريع الزهد وهكذا في طوائف صنفوا الزهد في مقابلة ترك اولئك زهد السلف الى زهد مبتدع وتصنيف الكتب فيه. ولهذا حذر السلف من تلك الكتب وتلك التصانيف. زاد الامر حتى وضع لسلوك اصوله في هذه الامة فاعتاضوا عن عن اصل الكتاب والسنة الى تلك الاصول المبتدعة والعياذ بالله حتى جعلت تلك الاصول في اخر الامر طريقة من طرائق القوم لها اصطلاحاتها. ولها مدلولاتها مما يعارض به الكتاب والسنة بل زاد الامر حتى وصل بهم الحال ان جعلوا مقام السائرين من الاولياء اعظم من مقام الانبياء. كما قال قائلهم وهو ابن عربي في خصوصه قال مقام النبوة في برزخ فوق الرسول ودون الولي. فجعل الولاية اعظم من النبوة والنبوة اعظم من الرسالة ذلك ان الولاية عندهم كسبية تكتسب بما اخذ من المعارف والكتب التي تهدي وتبين كيف تكتسب. واما النبوة فانما هي فظل وما كان بالكسب تكشف له الحجب ما كان بالاختيار لا تكشف له الحجب. ولهذا فضلوا خاتم الاولياء على خاتم الانبياء كما يقولون سبب ذلك ترك ما انزل الله جل وعلا الى غيره فكانوا احق كانوا حقيقين بما وصف الله جل وعلا به اليهود بقوله نبذ فريق من الذين اوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كانهم لا يعلمون واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وهكذا في جوانب السحر كذلك في الكهانة في الجبت في الطرق ونحو ذلك من الانواع كلها فيها كتب موجودة في الامة. ولهذا كان اهل العلم يوصون بان تحرق وتمنع كتب الكتب التي فيها البدع بل نص الفقهاء نص الفقهاء على ان كتب البدع التي تشتمل على الضلال انها تحرق لا يضمن من حرقها من كتب اهل الضلال واهل البدع المشتملة على مناقضة الشرع ومناقضة كتب السنة مثل كتب السحر والشعوذة والفلسفة والكلام ونحو ذلك مما حفظ به علماؤنا الاوائل هذه البلاد من شرها واليوم مع شديد للاسف و قولنا انا لله وانا اليه راجعون كثرت الكتب المخالفة لمنهج السلف. في هذه البلاد سابقا ما ترى الكتب حتى في التفسير ما ترى الكتب المخالفة لكتب السلف ما ترى مثل تفسير الرازي وامثاله ما ترى كتب السحر ما ترى كتب الصوفية الغلاة ما ترى الكتب كتب اهل البدع ولكن اليوم كثر ذلك في الناس لاجل ان من الناس منا من اعتاظ عن تلك الكتب الى غيرها من الكتب. وهذا لا شك انه خصلة من خصال اهل الجاهلية وسبب من اسباب الظلال. ان يكون عندنا كتاب الله جل وعلا نقي كانما انزل الساعة ويكون عندنا سنة النبي صلى الله عليه وسلم كانما النبي عليه الصلاة والسلام بيننا يحدثنا بها ونترك ذلك الى غيره من الهذيان وغيره من الافهام والافكار لا شك ان هذا من جنس فعل اهل وهكذا في اصناف كثيرة من الامة يضيق المقام عن استقصائها نقف عند هذا الحد نجيب على بعض الاسئلة ثم ان هذه المسائل مسائل اهل الجاهلية مسائل الجاهلية التي خالفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها كما ترى هي عزيزة المعاني وهي مهمة جدا في حياتنا اليوم بل انه ينبغي على الشباب الدعاة الى الله جل وعلا ان يكون في حلقاتهم وان يكون في بيان دعوتهم ما يستدلون به ما يستدلون فيه بكثير من هذه المسائل لانه اذا بينت للناس ان هذه خصلة من خصال اليهود خصلة من خصال الجاهلية بدلائلها وبكلام اهل العلم عليها ثم بينت ان هذه دخلت في الامة كونوا هذا من انفع ابواب الدعوة ومن انفع بها وهذه هي الطريقة او هذه من الطرق السلفية المحمودة في الدعوة دعوة الناس. ولهذا الشيخ رحمه الله اعتنى ببيان هذه المسائل لان الجميع راغب في ان يكون مجانبا لسنن اهل الجاهلية ولطرائقهم ولخصالهم سواء كانوا يهودا او نصارى او مشركين او مجوس او الى اخره من انواع الملل والمحن. فعناية عنايتكم بهذه المسائل فهما واستنباطا ثم عنايتكم شرح كيف كان عليه اهل الجاهلية ببيان اصل المسألة ثم صور دخول هذه الخصلة فيه هذه الامة وان هذا مصداق لقول النبي صلى الله عليه وسلم لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراع بذراع هذا من الامور التي تعين الداعية على الوصول الى مبتغاه وتبين الحق للناس. اسأل الله الكريم ان يزيدني واياكم من الهدى والاهتداء وان يجعلنا ملازمين لما انزل الله جل وعلا علينا منابذين بكل ما يخالف ذلك الاصل العظيم صلى الله وسلم على نبينا محمد تقول بالنسبة للسؤال الاول بالنسبة لاهل البدع غير المكفرة هل يشهر بهم؟ ويحذر منهم ومن ارائهم الجواب ان هدي السلف الصالح ان اهل البدع سواء كانت بدعتهم مكفرة او كانت بدعتهم ليست بمكفرة انهم يلزم ان يبين للناس حالهم لاجل الا يتعدى ضررهم الى الناس لانه ما من مبتدع الا وسيمارس بدعته ان لم يدعو اليها قولا دعا اليها فعلا وهذا يتعين ان يحمد الدين من هؤلاء لان حماية الدين وحراسة الملة اصل من اصول الاسلام وواجب من واجباته العظام على هذه الامة فلابد ان تبقى في هذه الامة طائفة تحرص هذا الدين من بدع المبتدعين سواء كانت بدع مكفرة او كانت بدعهم غير مكفرة. لان حماية الدين اغلى من حماية ورعاية الاشخاص ومهما كان مقامهم في العلم مقامهم في السلوك ونحو ذلك. فالسلف ما زالوا ينكرون في وقتهم على من كان معروفا بالصلاح انكر الامام احمد على الحارث المحاسبي انكر الامام احمد على طائفة بل انكر الائمة على الواقفة في مسألة خلق القرآن مع ما حصل في تلك الازمنة من المحنة العظيمة. فاذا هدي السلف الانكار على اهل البدع لكن هذا متوقف على شيء وهو ان يثبت وصف البدعة لمن ينكر عليه فاذا ثبت وصف البدعة على من ينكر عليه بوصف اهل العلم الراسخين العارفين بالبدع بوصفهم بذلك فانه ينكر عليه. لا يكون مسألة البدع والابتداع محل اجتهادات فلان من الشباب يرى ان هذه بدعة والاخر لا يرى. اذا اختلفنا في هذه المسألة من جنس المسائل الاخرى الرجوع فيها الى اهل العلم. هل هذه بدعة؟ ام لا فان من الناس من يكفر بما ليس بمكفر. ومنهم من يبدع بما ليس بمبدع وهكذا. فيجب ان ان يثبت العرش اولا مثل ما يقول القائل اثبت العرش ثم انقشي يعني اولا يثبت انها بدعة اثبات اهل العلم لها ثم بعد ذلك ينكر على اصحابها انكار اهل البدع هناك مقولة انتشرت الا وهي انه لا ينكر الا على اهل البدع المكفرة وهذه المقولة خطأ ومخالفة لمنهج سلف هذه الامة من اصله يقول اذا كان لا بد من فهم الحجة هل يعني هذا انه لا بد من ذكر الادلة ووجه الدلالة ولا يكفي ان يقال ان هذا شرك او بدعة او حتى معصية ام لا؟ الجواب الحكم ليس اقامة للحجة لمن ذكر حكم شيء حكم مسألة لواقع فيها لا يعتبر هذا اقامة للحجة حتى يبين له الحجة الرسالية كما يعبر عنها اهل العلم يقولون اقامة الحجة هي اقامة الحجة الرسالية ليس اقامة الحجة في رأي احد. يعني تبين له الايات من القرآن العظيم تبين له الادلة من السنة من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ثم يبين له وجه دلالتها ويبين له ذلك من هو عارف باوجه الاستدلال. فاهم لذلك. فاذا بين له ذلك فاصر ولم يستجب فقد اقيمت عليه الحجة واقامة الحجة مختلف فبعض المسائل لا يكفي في اقامة الحجة فيها فعل واحد من اهل العلم بل لابد ان تجلى مسائلها وذلك لكونها غامضة فاقامة الحجة تبع لاصل المسألة. فاذا كانت المسألة واضحة كانت اقامة الحجة فيها اسهل وايسر مثل كون الاستغاثة بغير الله جل وعلا من الاموات شرك هذه ظاهرة واضحة الادلة عليها ما تحتاج الى مزيد بيان ومتابعة في ذلك لكن هناك مسألة غلط فيها طائفة من اهل العلم. وهي هل طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم شرك ام لا؟ هذه المسألة اقامة الحجة فيها يجب ان يكون بابلغ من اقامة الحجة في الاولى. لان تلك واضحة بينة. واما هذه ملتبسة فيكون اقامتها باقامة الدلائل وايظاحها وتوالي ذلك وتصنيف المصنفات ونحو ذلك حتى تقام وتبين لانها فيها نوع اشتباه عند كثير من الناس لا شك انه من قال بها وهم قلة انها قولهم خطأ وقول ضعيف ولا يلتفت اليه بل هي من جنس غيرها طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم ومن جنس طلب غير الشفاعة من الدعاء وغيره بل ان الشفاعة معناها ان تطلب من النبي صلى الله عليه وسلم ان يدعوا ان يطلب الطالب من النبي ان يدعو له وهذا طلب ودعاء فلهذا تحتاج الى مزيد بيان. فاذا اقامة الحجة له مراتب مختلفة فكلما كانت المسألة اكثر اشتباها كانت اقامة الحجة فيها لابد ان يكون اكثر وابلغ وهذه يعني هذه المسألة نص عليها وذكرها ائمتنا ومنهم الشيخ محمد بن ابراهيم رحمه الله في فتاويه يسأل عن بعض التفاسير يعني تفسير ابي السعودي والتفسير النسفي عله يكون ان شاء الله مرة اخرى سؤال متعلق بالدعوة لكن سؤال يكثر يعني بعض الاسئلة ما احب ان اجيب عنها لكنه اذا ردد السؤال مرارا يعني كأن في حاجة الى الجواب عنه. هذا سؤال يقول صاحبه هل وسائل الدعوة توقيفية ام لا ومن اتى بوسيلة لم يأت بها النبي صلى الله عليه وسلم هل يكن من التقدم بين يدي الله ورسوله؟ ويكون مبتدعا؟ يهمنا الطرف الاول من السؤال هل وسائل الدعوة التوقيفية اذا قيل ان وسائل الدعوة توقيفية فهذا غلط واذا قيل ان وسائل الدعوة اجتهادية فهذا غلط والصواب التفصيل ان من وسائل الدعوة ما هو توقيف ومن وسائل الدعوة ما هو اجتهادي وبسط جواب هذا السؤال يحتاج الى مقام اوسع ببيان اصوله من كلام اهل العلم وقواعده. لكن يضرب مثال لذلك وهو ان التسجيل مثلا وتصنيف الكتب هذا لم يكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه وسيلة نافعة لما؟ لان الاصل فيها الجواز الاصل فيها الجواز وهذا من جنس كثير من الوسائل التي عمل بها اهل العلم مما لم يكن في الزمن الاول. فهذه تكون وسائل اجتهادية القسم الثاني وسائل لا يجوز فيها الاجتهاد بل يجب ان يكون فيها توقيف وتلك الوسائل هي ما كان في الشرع ما يغني عنه ما كان في السنة ما يدل على طريقة من الطرق للتربية مثلا للدعوة ثم يأتي ات ويخالف تلك الطريقة الى طريقة اخرى محدثة و يدعو بها خاصة اذا كانت تلك الطرق مما عمل به بعض المبتدعة من مثل ما يسمونه في زمن الامام احمد والشافعي التغبير التغبير نوع من الاشعار التي يزهد بها الناس يزهد فيها الناس بالدنيا ويرغبون فيها بالاخرة كانت تلقى على الناس على وجه فيه الحان وربما صاحبها طرق للجلود القديمة حتى ينفض عنها الغبار وسميت تلك الطريقة التغبيرا اهل السنة انكروها وقالوا انها بدعة ونحو ذلك من من كلامهم بل ادعوا على يعني اقاموا على اصحابها الحجة بان هذه مخالفة للسنة ومخالفة للهدي. لما؟ لان المقصود من تلك وسيلة هي ترقيق قلوب الناس والشرع القرآن والسنة انما اتى لترقيق قلوب الناس فاذا احدثت طريقة في هذه المسألة وهي الترقيق والترغيب غير الطريقة الاولى فانها ولو كانت نافعة في الدعوة لكنها وسيلة محدثة وتلك الوسيلة ليس بابها الاجتهاد التغبير من جنس ما يكون في هذا الزمان من اناشيد الصوفية نحو ذلك ممن تأثر بهم من الاناشيد وغيرها هذه مشابهة للتغذير الاول الذي نهى عنه اهل العلم. المقصود ان ان تفصيل هذه المسألة يحتاج الى مزيد بيان لكن اصلها ان وسائل الدعوة منها ما هو توقيفي ومنها ما هو اجتهادي. ومثل هذه المسائل التي هي اصول ينبغي ان يسأل طلاب العلم فيها واهل الدعوة يسألون فيها اهل العلم. لان ميزة المتبعين لسلف هذه الامة انهم لا يقدمون على حكم الشرع واذا كان كذلك فاذا اشتبهت مسألة هل يصوغ لنا ان نأخذ بها ام لا؟ يسأل اهل العلم. فاذا افتى اهل العلم بالجواز كانت جائزة اذا افتى اهل العلم بالمنع كانت ممنوعة فيكون المرء قد خرج عن رأيه في المسألة واتبع كلام اهل العلم متبعا في ذلك قول الله سبحانه فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون هذه عدة اسئلة اختار منها واحد يقول ما معنى قولهم؟ لا بد من اقامة لا بد في اقامة الحجة من انتفاء الموانع وثبوت الشروط انتفاء الموانع وثبوت الشروط لا اعلم ربما للقصور لا اعلم انها جعلت تبعا لمسألة اقامة الحجة وانما جعلت هذه في مسائل الاحكام والاسماء يعني هل يكفر الكفر متى يطلق البدعة متى تطلق الفسق متى يطلق ونحو ذلك. هذه الاسماء وهذه الاوصاف هي التي قال فيها اهل العلم لابد حين اطلاقها على المعين ان تجتمع الشروط وتنتفي الموانع. اما في اقامة الحجة فلا اذكر احدا قال بذلك. هنا قال ما معنى قولهم ايضا قامت الحجة بعثة النبي صلى الله عليه وسلم نعم الحجة ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم قامت على العالمين على العالمين جميعا وما ارسلناك الا رحمة للعالمين النبي صلى الله عليه وسلم بعث للناس اجمعين. قد قال عليه الصلاة والسلام لا يسمع بي احد من هذه الامة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي الا ادخله الله النار وسمعت من كلام العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الالباني انه قال في شرح هذا لهذا الحديث سمعت منه مشافهة انه قال لا يسمع بي احد من هذه الامة هذا كقول النبي صلى الله عليه وسلم من رآني في المنام فقد رآني ذلك انه يعني في تفسير حديث المنام انه من رآه على صورته التي خلقه الله جل وعلا عليها وقوله في الحديث لا يسمع بي يعني على ما بعثني الله جل وعلا عليه فاذا كان هناك سماع محرف سماع ليس فيه وصف لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم على ما جاء به فهو من جنس رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام على غير صورته فلا يكفي ذلك في معرفة الحق وهذا من الشيخ كلام نفيس فيما احسن لانه لابد ان يكون في ايضاح الحجة واقامتها ان يكون الدين واظح لا يكفي ان يسمع ببعض الحجة ولا يفهم يعني ولا تقام عليه دلائلها لا يكفي ان يسمع شيئا والتشويشات عليه. بل لابد ان يسمع اليهود والنصارى ونحوهم ان يسمعوا ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم على ما بعث به فاذا كان منهم من سمع هذا الكلام من سمع عن النبي صلى الله عليه وسلم سماعا لكن ما عرف دينه ما عرف ما جاء به حقا كما يبلغه اهل العلم فهذا اذا ما عرفوا القرآن ولا اقيمت عليه الحجة من وجه اخر هذا لا يقال انه اقيمت عليه الحجة الرسامية لكن هذا انما نعني به طائفة من الذين ربما ما سمعوا بالنبي صلى الله عليه وسلم او سمعوا به سماعا محرفا هذا قد ينجيهم قد ينجيهم ويبعث لهم يوم القيامة رسول فمن اطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار اذا كان لم يسمعوا بالاسلام الذي بعث الله جل وعلا به نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم كذلك المشركون في هذه الامة اذا سمعوا شيئا مثلا في بعض البلاد يسمعون شيئا من اخبار اهل السنة مثلا جماعات انصار السنة في البلاد التي فيها شرك يسمعون شيئا من اخبارها لكن ما اقيمت عليهم الحجة بمعنى بينت لهم الدلائل. فهل السماع يكفي هذه مسألة اختلف فيها اهل العلم وائمة الدعوة رحمهم الله قالوا ان السماح بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب لا يكفي لا يكفي الا في الجزيرة لانها ظهرت ويعني في وقتهم. ظهرت الدعوة ومشت في الفتوح وبين للناس ذلك في جميع بلاد الجزيرة واما في غيرها فاذا كان لم يسمع بالدعوة فلا بد من اقامة الحجة هنا اذا لم تقم الحجة هل يكفر عبدة القبور؟ ام لا؟ الجواب؟ نعم. من قام به الشرك فهو مشرك الشرك الاكبر من قام به فهو مشرك. وانما اقامة الحجة شرط في وجوب العذاب. كما ان اليهود والنصارى نسميهم كفار هم كفار ولو لم يسمعوا بالنبي صلى الله عليه وسلم اصلا. كذلك اهل الاوثان والقبور ونحو ذلك. من قام به الشرك فهو مشرك وترتب عليه احكام المشركين في الدنيا اما اذا كان لم تقم عليه الحجة فهو ليس مقطوعا له بالنار اذا مات وانما هو موقوف امره حتى تقام عليه الحجة بين يدي بين يدي الله جل وعلا. فاذا فرق بين شرطنا لاقامة الحجة وبين الامتناع من الحكم بالشرك من قام به الشرك الاكبر فهو مشرك يترتب عليه اثار ذلك الدنيوية لانه لا يستغفر له ولا تؤكل ذبيحته ولا يضحى له ونحو ذلك من الاحكام واما الحكم عليه بالكفر الظاهر والباطن فهذا موقوف حتى تقام عليه الحجة فان لم تقم عليه الحجة فامره الى الله جل وعلا. هذا تحقيق كلام اهل العلم في هذه المسألة وهي مسألة مشهورة ودقيقة موسومة بمسألة العذر بالجهل لا هذا ليس تقسيما لاقامة الحجة لا هذا تقسيم لما يكفر به المؤمن يرتد به المسلم من المسائل التي ينكرها فاذا اهل العلم يقولون اذا انكر معلوما من الدين بالضرورة انكر معلوما من الدين بالضرورة فهذا يكفر اما اذا لم ينكر معلوما من الدين بالضرورة. المسائل التي يخفى دليلها فلابد من التعريف من المسائل التي اختلف فيها اهل العلم هذا يمنع من التكفير حتى ولو اعتقد اباحته مثل مثلا الحنفية رحمهم الله يرون اباحة النبي يعني متقدميهم اعني متقدميهم يرون اباحة النبي مع ان الدلائل من السنة على تحريمه ظاهرة. مع ذلك اهل العلم لم يكفروهم لانهم اعتقدوا ذلك لانهم اعتقدوه لانهم كانت لهم شبهة في هذا فهم ما اباحوا الحرام الذين يعلمون انه حرام وانما اباحوا ما اعتقدوا انه حلال فلم يكفرهم اهل العلم بذلك. كذلك المسائل التي تجد في كل عصر من المسائل المختلف فيها ولو كان هناك قول شاب او ضعيف في المسألة فهذه شبهة شبهة تذرأ التكفير هناك بعض المسائل مثلا يكون اصلها معلوم من الدين بالضرورة واما افرادها فيكون مختلف فتكون مختلفا فيها مثل الربا الربا اصله في القرآن بلا شك امن زعم ان الربا مباح فهو كافر بالله جل وعلا لكن بعض صور الربا بعض اهل العلم يقول ان هذا من الربا واخرون يقولون انه ليس من الربا فاذا اختلف الناس يعني من اهل العلم في صورة هل هي من الربا ام لا فهذه شبهة تمنع من التكفير هذا اصل عند اهل السنة نبه عليه شيخ الاسلام رحمه الله في غير ما موضع بعض الاسئلة ما افهم المراد منها تماما اتركه بعض الاسئلة ما لها وجه. نقرأ هذا. قال تعالى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا. وقال تعالى رسلا مبشرين ومنذرين لان لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل استدلوا بذلك بعض اهل الجماعات بان الحجة قامت على الناس بارسال خاتم النبيين والمرسلين ويستنبطون من ذلك تكفير كل من ارتكب ما يكفره بدون اقامة حجة عليه. فما رأيكم في هذا القول هذا اوضحناه مرارا من انه لا يكفي في اقامة الحجة ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم في كل مسألة الناس خالفوا فيها الاصل الذي جاء به عليه الصلاة والسلام بل مثل ما ذكرت لكم المسائل تقسم يعني ما يعلم من الدين بالضرورة ما لا يعلم من الدين بالضرورة المسائل تقسم الى اشياء واضحة جلية تكون اقامة الحجة فيها سهلة واخرى لا تحتاج الى اقامة حجة تلو حجة الذين يكفرون الناس بهذا الامر هؤلاء خارجون عن السنة او لا من جنس الخوارج الذين بل الخوارج كما هو معلوم لا يزالون يخرجون الى قيام الساعة حتى يقاتل اخرون مع الدجال والعياذ بالله هؤلاء هم الذين يكفرون الناس بالمعصية او يكفرون الناس بدون اقامة للحجة بما يبينه اهل العلم انما لديهم هوى فيكتفون باصل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم عن اقامة الحجة قل يسأل عن دليل آآ دليل حلول الاعراظ الذي يستدل به المتكلمون فكيف يكون وجه بطلانه؟ هذا يحتاج الى مقدمات ربما يطول المقام عن وانتم مستعجلين ايضا في مسألة اقامة الحجة يقول الذين خالفوا ائمة الدعوة رحمهم الله في فهم الحجة هل لم يعلموا معنى قول الائمة باقامة الحجة؟ لا الذين اقيمت عليهم الحجة علموا بينت لهم برسائل خاصة بمصنفات بمناظرات اقيمت بينت لهم الادلة وجه الاستدلال هدي سلف هذه الامة من بينت لهم الادلة من الكتاب والسنة بين لهم هذه اوضح لهم ذلك تماما فاذا كان عرض عليهم شيء من ان ما عندهم من الحجج اظهر فهذا يكون عقوبة لهم الحجة اقيمت عليهم فليس كما ذكرت من الشرط ان تفهم الحجة فهم استجابة بل يكفي ان تقام الحجة ولو قال لم افهمها هذا ليس مانع من ان يكون اقيمت عليه الحجة فاقامة الحجة معناها ابانت المسألة بدلائلها الواضحة الخالية عن معارضة واضحة الخالية عن معارضة واظحة ظاهرة. اما جنس المعارضات مثلا باحاديث ظعيفة باحاديث موضوعة باوجه من اعلي بعض اهل العلم باقرار بعض الناس لبعض تلك الشركيات والمنكرات فهذه لا ليست بحجة ترد بها الادلة نختم بهذا اسأل الله لي ولكم التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وفي الانبياء والمرسلين قال الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى المسألة الرابعة عشرة ان الرابعة عشرة ان كل ما تقدم مبني على قاعدة وهي النفي والاثبات فيتبعون الهوى والظن ويعرضون عما جاءت به الرسل الخامسة عشرة اعتذارهم اعتذارهم عن اتباع ما اتاهم الله بعدم الفهم كقولهم قلوبنا غلف يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول فاكذبهم الله وبين ان ذلك بسبب الطبع على قلوبهم وان الطبع بسبب كفرهم السادسة عشرة اعتياضهم عما اعتياضهم عما اتاهم من الله بكتب السحر كما ذكر الله ذلك في في قوله نبذ فريق من الذين اوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كانهم لا يعلمون واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان السابعة عشرة نسبة نسبة باطلهم الى الانبياء كقوله وما كفر سليمان وقوله ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا. نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين قال المصنف رحمه الله تعالى الرابعة عشرات ان كل ما تقدم مبني على قاعدة وهي النفي والاثبات فيتبعون الهوى والظن ويعرضون عما اتاهم الله الخامسة عشرة اعتذارهم عن اتباع ما اتاهم الله بعدم الفهم كقوله قلوبنا غلف يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول فاكذبهم الله وبين ان ذلك بسبب الطبع على قلوبهم والطبع بسبب كفرهم السادسة عشرة اعتياضهم عما اتاهم من الله بكتب السحر. كما ذكر الله ذلك في قوله نبذ فريق من الذين اوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان. السابعة عشر السابعة عشرة نسبة باطلهم الى الانبياء كقوله وما كفر سليمان وقوله ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداهم الى يوم الدين اما بعد فالمسألة الرابعة عشرة من مسائل الجاهلية وهي ان كل ما تقدم من استدلالاتهم الباطلة وردهم لادلة الحق مبني على قاعدة النفي والاثبات فيتبعون الظن والهوى ويعرضون عما يجب عليهم اتباعه من الدليل الواضح هذه القاعدة وهذه المسألة نرجئ الكلام عليها الى وقت لاحق ان شاء الله تعالى المسألة الخامسة عشرة اعتذارهم عن اتباع ما اتاهم الله بعدم الفهم كقولهم قلوبنا غلف يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول و نحو ذلك من الايات فبين الله جل وعلا بان ذلك وهو عدم الفقه وعدم الفهم بسبب الطبع على قلوبهم وبسبب جعل الاكنة على القلوب وان ذلك ايضا كان عدلا من الله جل وعلا وذلك لانه بسبب كفرهم بالله جل وعلا وهذه المسألة مسألة عظيمة الا وهي ان المشركين اهل الجاهلية على اختلاف مللي الجاهليات ونحلهم يعتذرون عن اتباع الحق ويكون عذرهم هو انهم لم يفقهوا ما قيل لهم ولم يعلموه. يريدون بذلك انهم لم يفقهوا الحجة فقه من يستجيب لها ولم يعلموا ان تلك الحجج التي جاءت بها الرسل او جاء بها الانبياء انها غالبة وانها مقدمة على الحجج التي يحتج بها اولئك فعند المشركين حجج وعلم والرسل والانبياء جاءوا بحجج وعلم. فلم يفقه اهل الجاهليات ان حجج الانبياء والمرسلين ادل على المراد من حجج المشركين ولبيان ذلك نقول ان الحجة لابد من اقامتها. فالله جل وعلا ما بعث رسولا الا لاجل اقامة الحجة لكي لا يكون على لكي لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وقال سبحانه وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا فمن كمال عدل الله تبارك وتعالى ومن كمال حكمه وحكمته انه جل وعلا ما عذب احدا حتى يقيم عليه الحجة لذلك بعث الله المرسلين وبعث الانبياء لكي تنقطع حجج الناس بل ان الله جل وعلا اخذ على ابن ادم او على بني ادم العهد لما اخرجهم من ظهور ابائهم الا يكذبوا بتوحيد الله جل وعلا كما قال سبحانه واذا اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم الى ان قال ان تقولوا فاشهدهم على انفسهم الست بربكم؟ قالوا بلى شهدنا؟ ان تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين او تقولوا انما اشرك اباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم. افتهلكنا بما فعل المبطلون. فالله جل جلاله اقام الحجج المتنوعة حجج مسموعة وحججا مرئية وهم اعتذروا عن عدم اتباع اعتذروا عن الاتباع بعدم فهم الحجة قال سبحانه مخبرا عن قولهم يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول وقال سبحانه وجعلنا على قلوبهم اكنة ان يفقهوه وقال سبحانه مخبرا عن قول اليهود انهم قالوا قلوبنا غلف تقرير هذا ان فهم الحجة له نوعان النوع الاول ان يفهم معناها يعني ان يقيم الحجة من يفهم معنى الحجة بان يكون بلسان المخاطب وان يفهمه المراد من الحجة وهذا النوع متفق على انه لابد منه فان الله جل جلاله ما بعث رسولا الا بلسان قومه ليبين لهم. كل رسول بعث بلسان قوم ذلك الرسول يعني بلغتهم يتكلم بلغتهم ويتكلم بلسانهم حتى يبين لهم الحجة وحتى يفهموا معناها وهذا متفق على انه لابد منه لانه اذا خوطب احد بغير اللسان الذي يفهمه لم يكن ثم اقامة للحجة. فاذا هذا النوع رجع الى انه في معنى اقامة الحجة فاقامة الحجة لا يكون الا بفهم معناها في هذا النوع القسم الثاني والنوع الثاني فهم الحجة الفهم الذي يتبعه استجابة للحجة فان من فهم الحجة فهما مستقيما كاملا لابد ان ينقاد لها وهذا هو الذي لا يشترط في اقامة الحجة. فلم يكن لاولئك عذر بقولهم ما نفقه كثيرا مما تقول ما نفقه يعني ما نعلم ولا نفهم ان هذا الذي تقول ارجح من قولنا ولا نفهم ان علم الذي اتيت به ارجح من علمنا وهذا النوع هو الذي حرمه المشركون في انهم لم يفهموا فهم استجابة لم يفهموا الحجة من جهة كونها ارجح من حجتهم ولكن الحجة فهموها فهموا معناها فاذا فهم الحجة نوعان. النوع الاول لابد منه. واما النوع الثاني وهو ان تفهم فهم من يستجيب فان هذا لا يشترط في اقامة الحجة فان الحجة تقوم ولو زعم الزاعمون انهم لم يفهموا معناها اذا بينت لهم الفاظها وكانت بلسانهم وبين لهم معناها من اهل العلم والفهم ببيان المعنى لهذا قال جل وعلا مخبرا عن قول المشركين قلوبنا غلف وقال ما نفقه كثيرا مما تقول ولم يمنعهم هذا الاحتجاج بانهم ما فقهوا ولا فهموا من ان تكون الحجة قد اقيمت عليهم واذ اعرضوا حل عليهم سخط الله جل وعلا وايضا اخبر سبحانه ان قريش بل والعرب جعلت على قلوبهم اكنة. قال سبحانه وجعلنا على قلوبهم اكنة ان يفقهوه جعل الله جل وعلا على قلوب المشركين اكنه تحجب الفقه وتمنع الفهم حواجز تمنع ذلك ان يفقهوه يعني اي يفهموه هذا الفهم انما هو فهم موقع الاحتجاج فهم رجحان الحجة على ما عندهم من الحجج وهذا كل طائفة من طوائف الشرك والجاهلية تحتج بهذا بانها ما فهمت بانهم لا يريدون ان ينسبوا الى انفسهم انهم ردوا الحجة عنادا واستكبارا ولهذا قال ائمتنا ان اقامة الحجة شرط واما فهم الحجة فلا يشترط فليس كفر كل من كفر عن عناد وتكذيب لانه لان اولئك لم يفهموا وجه الحجة الفهم الذي يجعلهم يقدمونها على حجتهم. ولكنهم فهموا تلك الكلمات وفهموا دلائلها وفهموا قال الشيخ رحمه الله تعالى ها هنا فبين فاكذبهم الله جل وعلا في ذلك يعني فيما احتجوا به من انهم ما فقهوا يعني اكذبهم في انهم فهموا المعنى. ولكنهم جعلت على قلوبهم اكنة اي يفقهوه الفقه النافع. وهو سبحانه كثيرا في القرآن ينسب الفعل الى من ينتفع به فقول فقول الشيخ رحمه الله اكذبهم الله يعني في انهم ما فقهوا الفقه الذي هو بمعنى فهم المعنى وبين انهم فهموا المعنى ولكنه جل وعلا بين انهم جعلت على قلوبهم اكناء وكثيرا في القرآن ما يأتي نسبة الفعل الى من ينتفع به قال سبحانه انما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب واقاموا الصلاة ومن تزكى فانما يتزكى لنفسه فاخبر سبحانه في هذه الاية ان النبي صلى الله عليه وسلم انما ينذر الذين يخشون ربهم بالغيب. مع انه عليه الصلاة والسلام نذير للعالمين. لكن اضيف الى اولئك الانذار لانهم هم الذين انتفعوا به انما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب لانهم هم الذين انتفعوا بذلك. فهنا في قول الشيخ فاكذبهم الله جل وعلا في ذلك وبين سبحانه ان سبب عدم الفقه هو الطبع على القلوب. يعني عدم الفقه الذي هو في ترجيح الحجة الفهم الذي يترتب عليه ترجيح حجة المرسلين على ما عندهم. من الاوهام والحجج وبين سبحانه ان ذلك الطبع بسبب كفرهم عدلا منه جل وعلا حكمة وهذا في كل اهل جاهلية يأتون بمثل هذا. وهذه المسألة موسومة في كتب العلماء بمسألة اقامة الحجة وفهم الحجة وتبين لك ان الصواب تقسيم فهم الحجة الى قسمين. لان من اهل السنة في هذا القرن من اعترض على ائمتنا بعدم اشتراط فهم الحجة بانه قال لابد من فهم الحجة كيف تقام الحجة على من لم يفهمها والعلماء بينوا لكن هؤلاء ما انتبهوا الى ان فهم الحجة بالمعنى الاول الذي ذكرناه وهو فهم المعنى وفهم مدلولات الكلام وفهم الاستدلال ووجه الاستدلال هذا لابد منه واما الفهم الذي هو معرفة رجحان هذه الحجة على غيرها وقطع الشبه جميع الشبه فهذا لا يشترط كما بينه الائمة اذا تبين لك ذلك فنقول ان هذه الخصلة من خصال اهل الجاهلية نفذت في الامة في هذه الامة في قديم زمانها وفي حديثه فاما في قديم زمانها يعني في عوائل الامر من جهة ان كثيرا ممن اعرضوا عن الكتاب والسنة وعن لزومي اتباع الكتاب والسنة والاخذ بما كان عليه سلف هذه الامة وان علومهم كانت اعلم واسلم واحكم وانهم كانوا اتقى لله جل وعلا من ان يخوضوا في غير ما اذن الله جل وعلا ان يخوضوا فيه اذا بين لهم ذلك محسنهم يقول ما افقه هذا الكلام يعني هذه حجة ليست بواضحة هذا الكلام ليس واضح الدلالة فيرد هذا الاصل العظيم مع ما عليه من الدلائل الواضحات لاجل عدم فهمه. وعدم فهمه بموقع الحجة وان هذه الحجة اقوى من حجته هذا ليس بعذر له ليس بعذر له ولا يعذر في ذلك مثال هؤلاء اهل البدع في الاعتقادات سواء كانت منها الاعتقادات الكفرية ام ما كان دون ذلك هؤلاء اعتاظوا وتركوا كتاب الله والسنة وما كان عليه السلف الى اراء احدثوها واعتقادات وضعوها حتى انهم وضعوا ادلة عارضوا بها الادلة القرآنية والادلة النبوية مثل الدليل الذي وضعه طائفة او الذي وضعه جهم ابن صفوان ومن بعده من المعتزلة الدليل الذي يسمى بدليل الاعراض. والذي من اجله وبسببه اولت الصفات وحرفت النصوص ووقع البلاء العام في المسلمين في بسبب ذلك الدليل المحدث المبتدع الذي هو خطأ في نفسه وجناية على الشرع تحصيل هذا الدليل انه اراد ان يثبت وجود الله جل وعلا باثبات حدوث الاجسام وان الاجسام لا يثبت حدوثها الا باثبات حلول الاعراض فيها. والاعراض هي المعاني التي تطرأ وتزول. فلما اثبت الوحدانية يعني وجود الله جل لو على بهذا الدليل صار معه متعين ان ينفي كل ما يعارض ذلك الدليل فنفى اثبات الصفات لان الصفات عنده اعراظ. تطرأ وتزول واذا اثبت الصفات للرحمة والمغفرة والنزول والاستواء والكلام وغير ذلك من الصفات اذا اثبتها فانه يعني في فهمه انه يثبت اعراضا تطرأ وتزول هو ما اثبت حدوث ما اثبت حدوث الاجسام الا بهذه الطريقة التي هي طريقة الاعراض فكان مستمسكا بدليله وبدليله هذا ظهرت الفرق المعتزلة والكلابية والماتوريدية والاشعرية ومن نحى نحوه. وهو دليل باطل من اصله. لما خوطب اهل الاعتزال من اهل السنة الذين اخذوا بهذا الدليل وعظموه الذي هو انه يستدل على وجود الله جل وعلا بدليل حدوث الاعراض في الاجسام لما احتج عليهم بان هذا الدليل لم يأتي في كتاب في الكتاب ولا في السنة وانه منقوظ من اصله وان ادلة القرآن هي المتعينة في اثباته حدوث المخلوقات وان الله جل وعلا هو موجدها ومحدثها وخالقها وربها قالوا ان نقض ذلك الدليل لا نفهمه وقلوبنا لم تفهم ذلك. وعقولنا لم تدرك ذلك. ونحو هذا مع ان الدليل واضح في نفسه لكن جعل على قلوبهم ما يصدهم عن اتباع الادلة القرآنية فاحدثوا ذلك الحدث الاعظم في الملة الا وهو ذلك الدليل الباطل من اصله الذي بسببه حدثت الفراق المختلفة كذلك في العبادات طوائف المبتدعة من المتمسكة والمتصوفة ونحو ذلك اذا احتج عليهم ببطلان بدعهم وبطلان طرائقهم في السلوك وانه لا يجوز ان يسلك طريق الا اذا كان موافقا للنص في في العبادات وفي العقائد ونحو ذلك بينوا انهم لا يفهموا انهم لا يفهمون تلك الادلة وان ما عليه ما بينه اشياخهم ان هذا اوضح لهم هؤلاء اقيمت عليهم الحجة وبينت لهم لكنهم ما فقهوها فقه من يتبع السلف الصالح فلا يعذر اولئك بالجهل بل اكذبهم الله جل وعلا بما اكذب به الاولين الذي الذين اعتذروا بانهم لم يفقهوا. هم يسمعون كلام الله ويسمعون سنة النبي صلى الله عليه وسلم. وكلام اهل العلم في بيانها وبينت لهم تلك الامور وصنفت في ذلك المصنفات ومع ذلك بقوا على طرائقهم الشرك. المبتدعة الصوفية المحدثة. يحتجون بانهم ما يفهمون هذا الفهم يعني فهم كون حجة السلف ارجح من حججهم. وطريقة السلف ارجح من طرائقهم. وهؤلاء لا يعذرون لانهم مكذبون بما كذب الله جل وعلا الاولين وهكذا كل من اقيمت عليه الحجة من كتاب الله جل وعلا ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم من الحجج التي فهمها لا يختلف فيه اثنان او من الحجج التي يمكن ان تفهم على اكثر من منحى لكن اهل العلم بينوا معناها واوضحوا مرادها واستدلوا عليه الدلائل من بين له ذلك فقد اقيمت عليه الحجة فمن خالف بعد ذلك ولو احتج بعدم الفقه والفهم فهو مكذب قال الشيخ رحمه الله ان الله جل وعلا اكذبهم فاكذبهم الله وبين ان سبب ذلك هو الطبع على قلوبهم. وان الطبع بسبب وهذه السببية مطردة في كل من خالف الكتاب والسنة ونهج سلف هذه الامة. في العلوم والاعمال في الاعتقاد وفي السلوك وفي الفقه كل من خالف هذا فانه يعاقب على صنيعه بانه لا يفهم الحجج قال جل وعلا وكانوا لا يستطيعون سمعا لا يستطيعون سمعا مع انهم سمعوا كلام الله وسمعوا كلام رسوله صلى الله عليه وسلم يعني اهل الشرك لكنهم كانوا لا يستطيعون سمعا ذلك هو السماع النافع لا يقدرون عليه الاستطاعة هنا بمعنى القدرة لانهم جعلت على قلوبهم الاكنة. عقابا لهم على اعراضهم عن الاتباع. فكل من عرض عن الاتباع يخشى عليه ان يعاقب بعدم فهم الحجج. وهذه هي اعظم العقوبات. ان يعاقب المرء بالا يفهم كلام الله جل وعلا ولا كلام رسوله صلى الله عليه وسلم واذا تأملت اليوم اكثر المخالفين فانهم اذا بينت لهم الادلة يقولون والنهج الصحيح يقولون ان هذا غير واضح هذا لا يلزم الناس به ونحو ذلك. وهذا من جنس ما كان عليه اهل الجاهلية. من انهم لم يفقهوا ولم يفهموا ولم يتبين لهم ان حجة المرسلين اعظم من حجتهم فلا شك ان من ورث الكتاب وورث السنة فان حجته اعظم من حجة غيره ولو كان عنده من العلم وعنده من العقل الشيء الكثير كما قال شيخ الاسلام في المتكلمين اوتوا ذكاء ولم يؤتوا زكاء واوتوا علوما ولم يؤتوا قوما يعني الفهم النافع فانه حرم كثيرون الفهم النافع. فكل من جادل اليوم بالباطل وقال انه لم يفهم من الحجج التي عليها سلف هذه الامة فان ذلك بسبب اعراضه فليكن اول ما يكون من امره في علاجه ان ينسلخ من كل طريقة ليس فيها اتباع السلف ثم بعد ذلك سيرى من نفسه انه وفق للفهم ووفق للسماع النافع ووفق للفقه فقه الادلة. ولهذا ترى عند ائمة الاسلام الذين انشرحت صدورهم للعقيدة الصحيحة وانشرحت صدورهم لاتباع النبي صلى الله عليه وسلم وجاهدوا في ذلك وبينوا عندهم من فهم النصوص ما ليس عند غيرهم من اتبع النصوص نطق بالحكمة مثل ما قال بعض الائمة قال من امر السنة على نفسه قولا وفعلا نطق بالحكمة وهذا ظاهر بين فان المؤمنين في كل زمان لم يزالوا يحتاجون الى من ينطق بالحكمة وليس اولئك لا ائمة اهل العلم الذين تبعوا السلف الصالح وتفقهوا في الكتاب والسنة. فاليوم كل من اقيمت عليه الحجة وبينت له فانه لا يجوز ان يعذر باحتجاجه بعدم الفهم. يعني الفهم النافع الا في بعض المسائل المشتبهة التي اختلفت فيها انظار اهل العلم كان في النصوص ما يعذر معه اولئك من انهم يفهمون منها كذا تفهم منها طائف الشيء وتفهم الطائفة الاخرى شيء اخر فهذا لا بأس به يعني خلاف يعذر به صاحبه لانه ناتج في اصله عن اتباع اما اذا كان ناتجا عن معارضة للنصوص بالافهام التي لم يتبع فيها اصحابها كلام اهل العلم فاصحابه غير معذورين المسألة السادسة عشرة قال الشيخ اعتياظهم يعني اهل الجاهليات عما اتاهم الله عما اتاهم من من عما اتاهم من الله بكتب السحر. اعتياظهم عما اتاهم من الله بكتب السحر كما ذكر الله كما ذكر الله ذلك في قوله نبذ فريق من الذين اوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كانهم لا يعلمون واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وهذا بيان فعل اليهود وان اليهود تركوا ما جاء به انبياؤهم وما ساستهم به الانبياء من العلم النافع الى غير ذلك من كتب السحر في قوله تعالى هنا واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان قال بعض اهل العلم ان معنى اتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان يعني في ملك سليمان فعلا بمعنى فيه وقال اخرون ان معنى ما تتلوا ما تكذب فتكون تتلو مظمنة معنى الكذب وهو المناسب للتعدية بعلى لان كذب يعدى بعلى كذب على فلان التظمين معروف في لغة العرب مطرد كثير واتبعوا ما تتلوا الشياطين. تتلوا هنا كما ذكرت لك. مظمنة معنى الكذب. والملك في هذه الاية معناه العهد فيكون معنى الاية واتبعوا ما تكذب الشياطين على عهد سليمان وفي تفسير هذه الاية ستة اوجه كيف كان ذلك الاتباع؟ وكيف كان دخول السحر من جهة الشياطين على عهد سليمان ستة اقوال ذكرها ابن الجوزي في زاد المسير ورتبها حسنا الذي يهمنا منها ما يجمع تلك الاقوال ويناسب هذه المسألة وهو ان حاصل تلك الاقوال ان سليمان عليه السلام جعل كتبا من كتبه او كتبا من كتب الشياطين جعلها تحت كرسي له. مخفاة عن الناس مدفونة لا يعلم بذلك احد. وكان عهد سليمان لدى الناس. يطلعون عليه ويعملون به فهو نبي من الانبياء عليه السلام سليمان عليه السلام منع الناس من النظر في ما كتبته الشياطين من السحر والاقوال التي اخذوها من الكهنة كما في احدى كما في احد الاقوال و ايضا دفن عهده وكتابه تحت كرسيه فلما توفي سليمان عليه السلام اعلنت الكهان اعلمت الشياطين الكهان بان عهد سليمان مكتوب ومجعول تحت كرسيه فحفروا فوجدوه والذي اذكره الان هو القدر الذي تجتمع عليه الروايات واما ما تختلف فيه ليس هذا محل بيانه لانه دخلها كثير من الاسرائيليات والروايات كلها عن الصحابة ليس في ذلك شيء مرفوع. لكن الذي يناسب ظاهر المعنى معنى الاية هو ما اصفه لك الان بينت الشياطين للكهان ان عهد سليمان تحت كرسيه فحفروا فوجدوه اما على القول بان عهده الذي كان عهد به للناس فانهم يقولون ان الشياطين كذبت على سليمان بانهم لما استخرجوه زادوا فيه اقوالا وزادوا فيه اباحة السحر وزادوا فيه كيف يسحر المسحور او كيف يسحر الناس ونحو ذلك من الاقوال الشيطانية. ومن قال ان الذي دفنه سليمان هو كتب وما كتبه الكهنة يكون اولئك يكون اولئك الشياطين استخرجوا تلك الكتب من الكهنة وزعموا للناس انها عهد سليمان مع ان عهد سليمان كان معروفا فيهم كان محفوظا في الناس يعرفونه ويعملون به. لكن لما اظهرت الشياطين تلك الكتب وقالوا انها من عهد سليمان او انها عهد سليمان قال اليهود ان سليمان ساحر وهذا ما اخبر الله جل وعلا به في قوله واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر ما سليمان عليه السلام بالسحر وانما عهد للناس العهد الذي ينفعهم وعلمهم ما ينفعهم واقام الحجة عليهم وبين لهم ما ينجيهم وانفذ فيهم ما اوحى الله جل وعلا اليه. وما كفر سليمان وحاشاه ان يكون كذلك ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر يعني بعد موت سليمان بما اخذوه من الكتب زاعمين ان هذا من دين سليمان. زاعمين فهذا هو عهد سليمان وهذا هو اصل هذه المسألة من ان اولئك الذين كانوا من اتباع سليمان اعتاضوا عما اتاهم من الله جل وعلا من عهد سليمان ومما انزله الله جل وعلا عليهم وبينه لهم على لسان سليمان عليه السلام ذلك القدر المتيقن ذلك القدر الذي لا شك فيه ولا التباس اعتاضوا عنه بكتب السحر التي جعلتها الشياطين هذا الامر اصل في ان اهل الجاهليات نبذوا الرسالات واخذوا بما هو من جنس السحر او اخذوا بالسحر اصلا كما في هذه المسألة فهذه المسألة اصل في ان كل من خالف الرسل ممن جاء بعدهم انما خالفوا الرسل لانهم اعتابوا واستبدلوا ما انزل الله جل وعلا عليهم وما امرهم باتباعه استبدلوه بشيء اخر من الكتب اما كتب سحر واما بكتب محرفة واما بكتب مفترات على الله جل وعلا ونحو ذلك اليهود طائفة منهم من علمائهم افتروا على الله جل وعلا الكذب بان جعلوا في التوراة ما ليس منها وادخلوا فيها ما ليس منها حرموا على الناس الحلال احلوا لهم الحرام. مع ان التوراة الاصلية كانت في اول الامر موجودة عند الناس ولكنهم تركوها اخذوا بتلك الاقوال وبتلك الاراء. وهكذا في اهل الجاهلية جاهلية العرب كان ذلك عندهم نبذوا المتيقن لديهم من دين ابراهيم عليه السلام واخذوا بما احدثه طائفة من اهل مكة او طائفة من العرب فكانت هذه المسألة واضحة في ان اهل الجاهلية يتركون ما انزل الله جل وعلا الى غيره وهذه الشعبة من شعب اهل الجاهلية ايضا هي في هذه الامة في اوسع صورها وفي اظهر مظاهرها واوضح مظاهرها اعظم مما كان عيد اليهود واعظم مما كان عند غيرهم. ذلك ان كتاب الله جل وعلا محفوظ انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون. والسنة سنة النبي صلى الله عليه وسلم محفوظة ايضا بما بينه اهل العلم من فيها وسقيمها. فالدين محفوظ ليس بعرظة للتغيير ولا التبديل. دين باق الى قيام الساعة. كتاب الله باق وسنة النبي صلى الله عليه وسلم باقية. وهذا يوجب على الناس الا يحيدوا عنها. والا يرغبوا الهدى في غير الكتاب وسنة النبي صلى الله عليه وسلم. ما الذي حصل في هذه الامة؟ تركت تلك الاصول ترك الكتاب وترك السنة واستبدل طائفة من هذه الامة بالكتاب والسنة كتب الفلسفة وكتب الكلام طائفة استبدلت بكتب السنة كتب الرأي من كتب بعض الفقهاء المتقدمين الذين لا يذكرون في كتبهم الا الرأي. ارأيت ان كان كذا؟ فكيف يكون بقلوها من الحجج والادلة وكلها مبنية على قياس ورأي. ترك طائفة من هذه الامة سير السلف في العبادات واخذوا بكتب القوم الذين صنفوا في ذلك من اهل الطرق ونحو ذلك. مع ان الكتاب محفوظ والسنة محفوظة لكنه معتاظوا واستبدلوا ما اتاهم من الله جل وعلا بغيره من جنس ترك اولئك لعهد سليمان واتباعهم سحر بل ان طائفة من هذه الامة اخذت بالسحر وبكتب السحر وتركت الاصل المنزل على هذه الامة الفلاسفة دخلوا في هذه الامة وطائفة من عقلاء هذه الامة كما يقولون وكما يسمونهم العقلاء والاذكياء اكو الكتاب والسنة وزعموا ان نصوص الكتاب والسنة هذه توهيمية تخييلية انما تنفع للعوام وان النبي صلى الله عليه وسلم ما ذكره في السنة بل وما انزل الله جل وعلا في الكتاب انما انما هو وهم وخيال. وهؤلاء يسمون اهل الوهم يعني قالوا ان هذه النصوص وتلك الظواهر من النصوص ليست مرادة وانما هي ظواهر وهمية خيالية لاصلاح الناس. لانه لا يصلح الجمهور على حد قولهم الا هذا. لا يصلح الناس لاجل في اذهان عامتهم وعدم فهمهم كما يقول اولئك لا يصلحهم الا هذه الطريقة. والحكماء يصلحون الناس بما يناسبهم من يقولون فاتى الكتاب والسنة بالطرائق التي تصلح للجمهور وما فيها من الوهم والتخييل. واما طرائق اهل العقول والحجى اهل الفهم والنظر فانما هي طريقة الفلسفة. طريقة طلب الحكمة بالاستدلال الكونيات ونحو ذلك مما يبحثونه وبه قدمت الفلاسفة على صفوة هذه الامة ومن اجله قيل ان علم السلف اسلم ولكن علم الخلف اعلم هو احكم كما قاله ضلالهم. كذلك اعتاض طائفة من هذه الامة عما جاء في الكتاب والسنة وما بينه علماؤنا يعني علماء سلف هذه الامة من معانيهما اعتاضوا عنها بكتب احدثها المتكلمون والمتكلمون اخص من الفلاسفة. فكل متكلم فكل فيلسوف متكلم وليس كل متكلم فيلسوف اخذوا بمنطق اليونان واخذوا بالقواعد التي يسمونها قواطع عقلية وادخلوها في هذه الامة وجعلوا كتبهم في العقائد مقدمة على العقائد التي جاءت في الكتاب والسنة. بل انه منهم من اهل الكلام من زعم ان نصوص الكتاب والسنة حير ولا تهدي لاننا لا نعرف المعنى. مثل ما قال بعض من ينحى من اولئك سامحه الله وهو من منتسبين الى شرح كتب السنة حينما ذكر مسألة الاستواء في شرح الترمذي قال الاستواء يرد في لغة العرب على خمسة عشر معنى ثم ساقها وكل ذلك غلط لان الاستواء لا يرد في اللغة الا بمعنى واحد وهو العلو ثم ساقها فلما ساقها قال فالله اعلم اي ذلك المراد؟ هؤلاء يزعمون ان نصوص الكتاب والسنة انها توهم الناس الاعتقاد بالتجسيم والعياذ بالله. فاعتاضوا عن شرحها وبيان ما فيها من العقائد شرح الكتاب والسنة الى كتب وضعوها. كتب عقائدية وضعوها يعتمدون عليها ويدرسونها الناس