المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ شروحات كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله. شرح مسائل الجاهلية الدرس الرابع عشر. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على النبي الامي الامين محمد بن عبدالله وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا. وبدما علما وعملا يا ارحم الراحمين. ربنا لا تكلنا لانفسنا طرفة عين واغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولمن له حق علينا. انك على كل شيء قدير تقرأ الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين السابعة قال الامام شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتابه مسائل الجاهلية السابعة والاربعون اضافة نعم الله الى غيره كقوله تعالى يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها. الثامنة والاربعون الكفر بايات الله التاسعة والاربعون جحد بعضها الخمسون قولهم ما انزل الله على بشر من شيء. صح هذه المسألة السابعة والاربعون من المسائل التي خالف فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم اهل الجاهلية من الاميين والكتابيين وقد سبق لك في شرح هذه المسائل فيما مضى ان الامام المؤلف رحمه الله تعالى يجمع ما وجد في كتاب الله جل وعلا او في السنة او ما ذكره المفسرون او في الراحة الاحاديث من المسائل او الافعال او الاقوال التي كانت النبي صلى الله عليه وسلم يطالب فيها اهل الجاهلية اما في اصل اعتقاد او في قول او في عبادة او في الاعمال المختلفة في امور الحياة ومر معنا الشيء الكثير من ذلك فيما مضى ومعلوم ان مخالفة اهل الجاهلية من الكتابيين والاميين مقصودة للشارع. مقصودة بهذه الشريعة ومطلوبة طلب ايجاب او طلب استحباب بحسب ما دل الدليل عليه واعظمها ما كان متصلا بمسائل الايمان والاعتقاد او وسائل توحيد او الشرك او وسائل الشرك فما كان من ذلك الباب فان العناية به علما ومخالفة من اعظم مقاصد هذه الشريعة لان اهل الجاهلية من الاميين والكتابيين سموا بذلك لما هم عليه من الجهل الجهل الذي هو ضد العلم وضد المعرفة بحق الله جل وعلا وحق رسله عليهم صلوات الله وسلامه وهذه المسألة السابعة والاربعون عنونها بقوله اضافة نعم الله الى غيره. لقوله تعالى يعرفون نعمة الله ثم يمكرونها واضافة نعم الله الى غيره جهل اذا كانت الاظافة لاجل الايجاد او كارث السبب في ذلك. فان غير الله جل وعلا لا يستقل بايجاد ولا يستقل ايضا بكمال الاسباب المنتجة للنعم بل قد يوجب بحسب ما اقدره الله جل وعلا عليه بارادته سبحانه وتعالى وقد يعمل السبب لكن لا يكون ايجابه حقيقيا كاملا لان الله جل وعلا هو الذي فعلها هو الذي خلق هذه النعمة وهو الذي اعان عليها وهو الذي في الحقيقة وكذلك السبب فان العبد او ان الخلق اذا عملوا سببا او ان غير الله جل وعلا اذا عمل سببا فان السبب لا يستقل باحداث النعمة بل تحتاج النعمة او يحتاج الانعام او ما يسر العبد او دفع المصيبة يحتاج الى سبب واسباب فمنها السبب المباشر ومنها دفع الضد ومنها ان يصلح المحل لاعمال هذا السبب والانتفاع به. وسيأتي بيان بعض هذه الجمل ونعم الله سبحانه وتعالى لا تحصى ولا تعد بل في الحقيقة ما من شيء يحدث للعبد من خير او دفع شر الا وهو نعمة من الله جل وعلا عليه فاذا اضاف شيئا من ذلك على الاستقلال. اما استقلال ايجاد او استقلال سبب. لغير الله جل وعلا قد اشرك هذا هو صنيع اهل الجاهلية وصنيع الامم التي لم تبعث فيها الرسل لاجل غلبة الجهل عندهم بحق الله جل وعلا ما يستحقه سبحانه قال جل وعلا وما بكم من نعمة فمن الله وهذه الاية دلت على ان جميع النعم واحدا واحدا دون استثناء هي من الله جل وعلا دون غيره. وجه الدلالة انه اتى بالنفي الذي تبعته نكرة سبق النكرة حرف الجر المفيد للتنصيص الصريح في العموم. قال وما بكم من فمن الله. النفي مع النكرة ومجيء من هذا يفيد التنصيص الصريح في العموم بحيث لا يخرج شيء من هذا العموم على ان يكون كذلك. وهذا هو الواقع لان حصول الشيء في هذا الملكوت لا يكون الا بخلق الله جل وعلا. هو الذي يخلق جميع الاشياء. وما يشاءه العبد هو داخل في مشيئة الله جل وعلا فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. فحينئذ العبد اذا فعل او المخلوق اذا ما فعل او قال او اسدى نعمة فان فانه جل وعلا هو الذي اسدى النعمة بتمامها لانه هو الذي جعلها توجد واعان عليها وسخر السبب لها الى اخره فاذا ان دلت الاية على ان النعم جميعا من الله جل وعلا دون غيره. وما بكم من نعمة فمن الله يعني لا يخرج شيء من من النعم التي تنعمون بها او الشر الذي يصرف عنكم الا من الله جل وعلا. كل كل والاشياء منه سبحانه وحده دون ما سواه. لهذا قال بعدها ثم اذا مسكم الضر فاليه تجأرون لان العبد يعلم انه اذا جاءه الضر فلا احد ينجيه من ذلك الا الذي على كل شيء قدير ولكن اذا جاءت النعم فقد يلتفت قلبه عن الله جل وعلا الى غيره اذا تبين ذلك فان استدلال الامام رحمه الله تعالى هنا بقوله يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها ضاع. في ان من صنيع اهل الجاهلية انهم يعرفون النعم ثم ينكرونها يخالفون في المنعم اه جل وعلا. وهنا تأوي قولان لاهل التفسير الاكثر على ان المقصود بيعرفون انهم المشركين انهم المشركون من العرب والاميين ومن شابههم فانهم يعرفون ان هذه النعم من الله لكن ينكرونها بانواع من الانكار اه سيأتي بيانها. ومنهم يعني من اهل التفسير من قال انها من اقوال اهل الكتاب بنسبتهم النعم الى معظميهم او الى حال الهتهم وهذا وهذا صحيح الواقع مع ان الاية مكية في سورة النحل وسورة النحل تسمى سورة النعم لان الله جل وعلا ذكر فيها جميع النعم باصولها وتفاصيل كثير منها وابتدأها بذكر النعم نعمة الوحي اتى امر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون ثم ذكر نعمة الوحي ونعمة المراكب والمساكن ونعمة نعمة المآكل نعمة ارسال الرسل نعمة الجنة نعمة النجاة الى عرف كل ما فيها نعم وفي اخرها ذكر الله جل وعلا قصة ابراهيم عليه السلام. ولم تذكر فيها قصة نبي او لم يذكر فيها اسم نبي الا اسم ابراهيم عليه السلام. كما انها لم يذكر فيها به قرية من القرى التي كذبت الرسل الا قرية واحدة بسبب كفر النعم. وذكر ابراهيم الخليل عليه السلام في اخرها دال على ان المقصود من ذكره هو انه عليه السلام كان شكارا لنعم الله جل وعلا. قال سبحانه ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين شاكرا لانعمه وصفه بانه من اهل التوحيد الخالص. وحالته وهو موحد التوحيد الخالص انه لانعم الله جل وعلا شاكرا لانعمه. والثمرة او الثواب على شكره للنعم اجتباه وهداه الى صراط مستقيم وهذا يدل على ان ما ذكر في هذه السورة من شكر النعم والمطالبة به. او من انكار النعم ممن انكرها بعد معرفتها هذا يدل على انه مخاطب به من ينتسبون الى ابراهيم الخليل عليه السلام وهم الاميون من العرب وكذا المشركون وكذلك كفار اهل الكتاب ما كان ابراهيم سعوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين لان هاتين الطائفتين الاميين واهل الكتاب نسبتهم الى ابراهيم الخليل عليه السلام. فاذا الاية مكية والسورة مكية فظاهر ان يكون المقصود كما قال جمع من المفسرين ان يكون المقصود بذلك هم العرب من الاميين وآآ يدخل فيهم او آآ يدخل في الانكار من انكر من اهل الكتاب ليه دلالة ما ذكرنا يعني هذا توجيه للخلاف في الاية وخلاف في تفسيرها او لنسبتها لهؤلاء وهؤلاء قوله جل وعلا يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها استدل به بعض اهل العلم على ان المعرفة ليست بمحمودة لانه غالبا ما يكون ما تكون المعرفة معها الانكار او معها الاعراض وهذه ذكر الله جل وعلا في هذه السورة يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها وذكرها ايضا في سورة البقرة وفي سورة الانعام لانهم يعرفون يعرفونه الذين اتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون ابناءهم وهذا ظاهر في ان اكثر او ما ورد في القرآن من ذكر المعرفة انه يتبعها انكار. قال بعض اهل العلم فصار المحمود العلم للمعرفة من هذا الجانب لكن هذا فيه نظر لانه تستعمل المعرفة آآ بما هو اقل من العلم. العلم مرتبة اعلى من مجرد المعرفة. والمعرفة يحصل بها مقصود ولكن العلم هو اعلى متعلقا واعلى اثره ولهذا جاء في صحيح مسلم وقد يكون من تصرف بعض الرواة ان النبي صلى الله عليه وسلم لما ارسل معاذا الى اليمن قال له انك تأتي قوما اهل كتاب فليكن اول ولما تدعوهم اليه ان يعرفوا الله فانهم عرفوا الله الى اخر الحديث. وهذا يدل على استعمال المعرفة في العلم وفي لكن مخرج الحديث واحد ويحتاج الى نظر آآ في معنى هذه الكلمة وقد يقال ان الالفاظ يقصر بعضها بعضا او الاحاديث والروايات يفسر بعضها بعضا فتكون المعرفة هنا هي العلم بالسهادتين انكار النعم انكار النعم على انواع. الاول منها انكار ايجاب الله جل وعلا لها والثاني يعني قصده والثاني انكار تفرد الله جل وعلا بها والثالث نسبتها الى غيره اما على سبيل الجمع او على سبيل الاستقلال وهذا كله كان موجودا عند اهل الكتاب وعند المشركين من العرب ونعم الله جل وعلا كثيرة متنوعة وتعود الى اصلين الاصل الاول النعم الدينية والثاني النعم الدنيوية وسورة النحل التي هي سورة النعم وفيها هذه الاية ذكرت فيها النعم الدينية والنعم الدنيوية وذكر فيها ان القرية التي كفرت بانعم الله انها كفرت بالنعمتين الدنيوية والدينية قال جل وعلا وضرب الله مثلا قرية كانت امنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بانعم الله هذا ظاهر انه متجه الى ما سبق وهو النعم في الدنيا فاذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ثم ذكر النعمة الدينية لقوله ولقد جاءهم رسول منهم فكذبوه فاخذهم العذاب وهم ظالمون. فبين جل وعلا انهم كفروا بالنعم الدينية فقابل الله جل وعلا كفرهم بالنعم الدينية في عذاب دنيوي. فاذاقهم الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون يعني من كفر النعم وعدم اضافتها واستعمالها فيما يحب الله جل وعلا ويرضى. وذكر النعمة بنية بارسال الرسول وانهم قابلوها بالتكذيب وجزاء جزاء جزاهم بانه ارسل عليهم العذاب فاخذهم العذاب وهم ظالمون اذا كان كذلك فان النعم الدينية اضيفت الى غير الله جل وعلا عند الجاهليين بانواعهم وكذلك النعم الدنيوية اظيفت عند الجاهليين بانواعهم وتوضيح ذلك ان النعم الدينية نسبها الكتابيون الى من يعظمون من رسلهم الذين جعلوهم الهة مثل ما عمل مع العزير او مع عيسى او مع مريم او نحو ذلك فجعلوا هذه النعم منسوبة الى من يعظمونهم النعم الدينية من رسل عيسى مثلا او من الانبياء انبياء بني اسرائيل الذين امنوا بهم واشباه ذلك فنسبوا تفاصيل ذلك الى هؤلاء بل زادوا حتى نسبوا تفاصيل النعم الدينية الى احبارهم ورهبانهم ونسوا فضل الله جل وعلا على كما يحدث ايضا عند من يجهل في كل زمان وفي كل مكان بالالتفات عن فضل الله جل وعلا واضافته للنعم الدينية على عباده فالقلوب بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء والبشر ممن من الله جل وعلا عليهم برسالة او بعلم او بهدى او نحو ذلك انما هم اذلاء يبشرون وينذرون. لكن المنة بالفضل والهداية والنعم في الاستقامة. فانما هي من الله جل وعلا. ليس عليك دعهم ولكن الله يهدي من يشاء. وانك تهدي الى صراط مستقيم يعني تدل عليه. وترسل اليه ثم قال صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الارض الا الى الله تصير الامور. فما من احد يهتدي الا به باذنه تعالى. وما من احد يتعلم الا باذنه. ولا امر بمعروف ونهي عن منكر الا بفضله جل وعلا ونعمته. ولا نهي ولا آآ صرف الشر الا شر الدين الا بفضله جل وعلا ونعمته ويمن الله على من يشاء من عباده بان يجعلهم وسائل في ذلك. وهذا كان عند اه الكتابيين وكذلك عند الاميين كانوا ينسبون كثيرا من النعم الدينية التي هم فيها الى الهتهم المختلفة اما لانها تشفع لهم فتبقي لهم النعم الدينية من مثل سبانة البيت واكرام الحجيج واشبه ذلك واما بانهم يتصرفون ويعطونهم ويفيضون عليهم من اقبال الناس عليهم وتعظيمهم لهذا البيت وبالمناسك اما النعم الدنيوية فكثيرة وهي الاكثر ظهورا لتعلقها بعموم الخلق من جميع الفئات بل لا يكاد يسلم من اضافة النعم الى غير الله جل وعلا لا يكاد يسلم من هذا احد لا في الزمن الماضي ولا في الزمن الحاضر فمقل استكثر لانه من طبيعة البشر انهم ينظرون الى القريب من الاسباب ولا ينظرون الى الحقائق. وهذا نوع عقوبة تكون في الناس بانهم تتعلق قلوبهم غير الله جل وعلا باي نوع من التعلم. وانظر الى قصة يوسف عليه السلام وما فيها من العبر فانه لما دخل السجن ومكث في السجن ما مكث وقصت عليه اه الرؤى ففسر ما فسر فقال للذي ظن انه ناج منهما اذكرني عند ربك. قال جل وعلا صعب الشيطان ذكر ربه جل وعلا فلبث في السجن بضع سنين. هذه قد لا يسلم منها احد ولهذا ينبغي للعبد ان يتفقد نفسه كثيرا. فان تنجو منها تنجو من ذي عظيمته. والا فاني لا خالك ناديا وهذا يكثر في الامور اليومية كما سيأتي في اخر الحديث ان شاء الله تعالى مما كان يعمله العرب والجاهلية من نسبة النعم بعض النعم الدنيوية الى الكواكب. كما اه في حديث زيد ابن خالد الجهني المعروف ان النبي صلى الله عليه وسلم من صلى على اثر سماع كانت بليل ثم قال اصلح من عبادي مؤمن بي وكافر. فاما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فهذا كافر يعني قال الله تعالى اصبح من عبادي مؤمن بي وكاف. فاما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فهذا مؤمن بالكوكب بالكوكب بي وعما من قال مطرنا بفضل الله وبرحمته فهذا مؤمن بي كافر بالكون. وهذا كثير في مثل اه الاشياء المباشرة التي قد تنسب الى غير الله جل وعلا. فاذا نظرت الى صنيع الجاهلية لانهم يقولون لولا فلان لم يكن كذا لولا الكلب لم يأتنا اللصوص لولا مالي لصار لي كذا وكذا لولا قوتي لحصل لي كذا وكذا لما لا اعتدى علي لولا هيبة فلان لحصل كذا واشباه ذلك مما يشعر بالتفات القلب الى بعض الاسباب الدنيوية وعدم توحيد النافع هو الضار ومسبب الاسباب جل جلاله وتقدست اسماكه امثلة في اه عند الجاهليين في هذه الانواع من اضافة النعم الى غير الله جل وعلا كثيرة متعددة. اما في هذه الامة فان البلاء طمع وكثر لما خشى فيهم ما فشى في اهل الجاهلية من حب الدنيا والرغب فيها ورؤية اهل الدنيا ومن الغلو في الاولياء والصالحين والانبياء والغلو في اهل القبور واشباه ذلك دلهم هذا واداهم الى تعلق القلوب بغير الله جل وعلا في ايجاد النعم وفي دفع المطار فتعلقت قلوب كثيرين في ازمنة الاسلام بعد ضعف العلم وفسو الجهل وكثرة حب الدنيا في تحصيل النعم الدنيوية بالسلطان او بالملوك او بالامرا بانهم هم الذين يعطون وهم الذين يمنعون علقت القلوب بهم عند كثيرين حتى التفتوا عن من يعطي على الحقيقة ويمنع على الحقيقة النافع جل جلاله وتقدست اسمائه وهذا قد يكون قدحا ايضا في التوكل كما انه آآ قدح في العلم بالله جل وعلا عظم اثر الملوك والامراء حتى نسب اليهم افراد وتفاصيل ما يكون فيه الناس من نعم وكثر هذا في الاشعار في الزمن في اخر عهد الامويين وعند العباسيين وفي الدويلات حتى كثر وكثر الى وصل الى وقتنا الحاضر باكثر مما يوصف كذلك النظر فيما يصنعه الناس بعضهم مع بعض. فاذا شفع احد لاحد وتحققت نسب الفضل اليه او اذا استشفى عند طبيب ثم عوفي نسب الفضل اليه. او اذا اندفعت عنه نقمة نسب الفضل الى البشر والبشر قد يكونون اسبابا نافعة لكنهم لا يستقلون بذلك. وهذا اكثر ما يكون من التفات القلب التفات الى المعظمين او الى من بيدهم القوة من البشر او الى من يعمل السبب في النعمة. ولذلك ينبغي هنا ان تعلم انه لا احد من البشر يستطيع ان يوجد كل شيء او ان يمنع كل شيء بل هو يفعل بعض الاشياء مما يدخل في قدرته. واما اتمام الامر وفعله فهو من الله جل وعلا لا احد يستطيع ذلك الا هو لانه سبحانه هو الذي على كل شيء قدير. ان الله على كل شيء قدير وكان الله على كل شيء مقتدرا. اما المخلوق فليس مقتدرا على كل شيء. مهما علت قوته ومهما علت منزلته فهو يقدر على بعض دون بعض. فاذا اضافة النعمة يجب ان تكون على الحقيقة والتمام لمن هو على كل لشيء قدير لان هذا يعمل شيء ولكن لا يستطيع ان يعمل كل شيء بل اصل صرف قلب من عمل النعمة الى ان يعمل هذا من الله جل وعلا وقد يكون هذا المنعم بالنعمة سلطان او تاجر او من او منسفة او قوي او ساعدك في شيء قد يلتفت عنك وقد يقبل من الذي وجهه بان يقبل او يلتفت؟ والناس قد جربوا ان المخلوقين لا يقبلون في كل شيء بل يقبلون في بعض ويرفضون في بعض من الملوك والسلاطين او من الناس او من التجار يقبلون في بعض ولا يقبلون في بعض والاطباء يصيبون في بعض ويخطئون في بعض. فمن الذي جعلهم يلتفتون هو الله جل جلاله. لا احد من الذي سددهم في طبهم هو الله جل وعلا. من الذي سخرهم لك للالتفات هو الله جل وعلا. فاذا حقيقة الاظافة اضافة النعمة هي من الله جل وعلا ابتداء وانتهاء وقد ضل من اضافها الى غيره والتفت قلبه عن جل جلاله وتقدس تسمعه. لكن المخلوق يعمل شيئا ويستحق الشكر على ما عمل لانه عمل خيرا. ومن عمل خيرا يشكر قال جل وعلا ان اشكر لي ولوالديك. وقال سبحانه واشكروا لي ولا تكفرون. فجعل شكره مع شكر من عمل معروفا فالشكر هو لمن عمل لكن اضافة النعمة على التمام هذا ليس الى الله جل وعلا. يقال انعم فلان عليه. لكن المنعم على التمام من هو هو الله جل وعلا؟ نعم مثلا نعمة الصحة لمن استشفى وعوفي من الذي انعم بالعافية؟ هو الله جل وعلا. السبب هو الطبيب. ولذلك يقول الحكماء انه لا ينتج شيء الا باجتماع ثلاثة اشهر ثلاثة اشياء. اولا السبب الفاعل والثاني دفع المعارض والثالث صلاحية المحل لاعمال السبب واندفاع المعار. والعبد تفعل واحدة وهو انه يفعل السبب. لكن عدم المعارض وصلاحية المحل هذه ليست له. انما هي من الله جل وعلا. فهذا وهذا هذا يأخذ دواء فيستقر ينتفع به وهذا يأخذ الدواء نفسه ولا ينتفع به بل قد يضره. وهذا هذه اشياء علمها عند الله جل وعلا. فاذا الاب يعمل او المخلوق يعمل لكنه لا يستقل بالسر بل هناك اشياء كثيرة ليست عندك اه خذ مثالا من نظر مثلا في مسيره اذا صار في سيارة جيدة ونحو ذلك اه فينظر الى انه والله السيارة مريحة وهو قوي او راكب طيارة شامخة او نحو ذلك. فيقول السيارة جيدة وقوية او الطيارة هذي من نوع كذا ونحو ذلك. لكن هل هذا يستقل بحصول السلامة لا يستقل عند العاقل فظلا عند العارف بربه جل وعلا المتصل بالله جل وعلا. هذه سيارة جيدة لكن الاسباب الاخرى بيد من ان يأتي شيء ويضرب هذه السيارة هذي بيد من؟ بيد الله جل وعلا. طائرة سليمة من كل شيء. تأتي طائرة اخرى تضربها او يحصل لها خلل في اجهزتها الالكترونية تتحطم هذا بيد من؟ اندفاع ما يؤثر على الانتفاع بالمحل بيد من؟ هو بيد الرب جل وعلى وحدة لهذا حقيقة الموحد لا يتعلق الا بالله جل وعلا. وهذا ساروا في الناس مسيرا كثيرا تأثرا بصنيع اهل الجاهلية ولان الشيطان ينفخ في النفوس هذه لانه آآ من من اثار هؤلاء او لانه يفضي الى اه نوع الشرك وكفر بنعمة الله سبحانه وتعالى مما انتشر ايضا التعلق بالاولياء والصالحين او الانبياء في ان النعم لا الا بهم وان الله لا يعطي الناس الا لاجل هؤلاء وهذه وجدت في الامة لما انتشر الغلو في هؤلاء بالتأثر بالنصارى والرهبان ومن شابها تعالى الامر الى انه يعتقد ان ما يحصل لاهل مصر من الخير هو ببركة او هو من البدوي او من الحسين عليه السلام وان ما يحصل لاهل آآ اه لعام الجزيرة وببركة او لاجل دفن النبي صلى الله عليه وسلم او ما يحصل من كذا وكذا فانه ببركة فلان وفلان ومما يذكر في ذلك قول البوصيري في سعره المشهور فان من جودك الدنيا وضرتها. يعني الاخرة ومن علومك علم اللوح والقلم او قل ومن علومك علم اللوح والقلم. يقول ان من جودك يعني من كرمك يا محمد عليه الصلاة والسلام ومن نعمائك ومن النعم التي جث بها وتفضلت بها الدنيا جميعا بل والاخرة ايضا في نجاة من نجا انما هو من النبي صلى الله عليه وسلم وهذا لا شك غلو مقيت ادى الى نسبة النعم الى النبي محمد صلى الله عليه وسلم وابن عربي الصوفي وما فيه نقل عنه يزعم في كتابه الفتوحات المكية يقول من الصالحين من يحفظ به المشرق ومنهم من يحفظ به المغرب ومنهم من يحفظ به الجنوب منهم من يحفظ به الشمال عن الارض ومنهم من تحفظ به البروج وعندهم اعتقادات ان الارض يحكمها اربعة اولياء اقطاب وهذه وهؤلاء الاقطاب هم الذين يفيضون ويعطون. بل هناك في بعض البلاد اربعين يجهلون اربعين من الابدان لتتعلق الدنيا بهم والنعم واندفاع النقم ونحو ذلك هذا كثير والعياذ بالله ممن انتشر في هذه الامة ثم نصل الى العصر الحاضر فنجد ان المسألة زادت وزادت بطغيان المادية وبطغيان محبة الدنيا وعدم العلم بالله جل وعلا. اما الماديون فانهم اغرب الناس بوسائلهم المختلفة على ان كل شيء هو مادي بحت طيب الامور تحصل بطبيعتها وهذا اظافة الاشياء الى الطبيعة وهي اظافة ايظا الى مخلوق خلقه والله جل وعلا وهجر سنته فيه على ما يشاء جل جلاله وتقدست اسماؤه فتجد اليوم ان حصول النعم ينسب ويضاف الى القوى المادية او الى العقول حتى ضعف التعلق بالله جل وعلا فضلا عن نسبة الاشياء على الحقيقة اليه جل جلاله وتقدست اسماؤه. وانتشار المادية في اهل الكتاب وفي الغرب والشرق ادى الى تأثيرها على اهل الاسلام في انهم ضعف عندهم التعلق بالله في حصول النعم واندفاع النقم الى شيء كبير كبير اكثر حتى مما كان عند اهل الجاهلية اه الاوان وذلك بانهم صاروا لا يذكرون الشيء الا بذكر اسبابه الدنيوية المادية التي حصلت له حصلت به. فاذا نظرت الى السلامة في المواصلات تجد انها تعزى الى كذا وكذا. اذا نظرت الى الثروات الموجودة في الثروات الزراعية او الثروات الحيوانية قومة تعزى الى الخطط والى ما يعمل ونحو ذلك. ولو منعهم الله جل وعلا القطر واصابهم الجفاف لم ينفعهم شيء من ذلك البتة وهم يصرون على نسبة ذلك الى اعمالهم ومادياتهم. واذا نظرت الى مجال الاطباء والصحة اصبح ينظر الى صحة الابدان اليوم والى الوعي وما اشبه ذلك الى انه آآ من صنيع هذه الماديات واشباه ذلك وهذه كلها اسباب ولا والسبب عنان يكون سببا. عملوا يعني بعض الاسباب مؤثرة او هذه التي ذكرنا مؤثرة لكن لا تستقلوا بايجاد السلام لا تستقلوا بايجاد الرغد والخير والله جل وعلا يبلو عباده بالحسنات والسيئات وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون والحسنات الخصب و الخير والسيئات الجذب والجفاف والفقر وما يحصل من ذلك. كذلك ما يحصل من قبل الاطباء او البنيان اذا نظرت للمباني ونحو ذلك ينظر الى انه هذه كلها اشياء سخرها الله جل وعلا ليبتلي بها اهل هذا الزمان والمؤمن يضيف النعم الى الله جل وينظر الى السبب على انه سبب لا يعدو ذلك البتة ومما انتشر في هذا الزمان ايضا من اضافة النعم الى الله جل وعلا ما كثر في اوساط المنتسبين الى الدين والخير من نسبة كثير من النعم الدينية اما الى طائفة من العلماء او بعض العلماء او الى بعض الجماعات الاسلامية او او الى بعض الدعوات او الى بعض الحركات ونحو ذلك ونسوا فضل الله جل وعلا عليهم اولا واخيرا فيقال مثلا من باب مدح هؤلاء هم الذين عملوا كذا وكذا وهذا نسج بسببهم هؤلاء هم ويصبحون في الذكر اما في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر او في الدعوة او فيما يحصل من الوعي العام بانهم كانهم هم الذين عملوا ابتداء وانتهاء والمؤمن اذا حصل له المقصود مما عمل يطأطأ رأسه ذلة لله جل وعلا وخضعانا اليه سبحانه من ان يلتفت قلبه الى غير الله جل وعلا فيصاب. وهذا يوسف عليه السلام التفت قليلا فلبث في السجن بضع سنين. فلن نصل الى ما نريد الا اذا حققنا التوحيد تاما في امورنا ومنها اننا لا نفتخر باعمالنا ذلك الافتخار ولكن نذكرها على سبيل التشجيع نذكرها على سبيل اه البيان لكن ان تنسب الاشياء الى فعل فرض عالم او غيره او الى نسبة او الى جماعة او نحو ذلك هذا ليس من صنيع اهل الايمان ولا اهل المعرفة بالله جل وعلا وقد يدخل هؤلاء في قوله يعرفون نعمة الله ثم ينكرونه. وكذلك مما يدخل في اضافة النعم الى غير الله جل وعلا ما يشيعه الاعلام اليوم من انواع اه ما يسيء من نسبة كل الاشياء التي تحصل من الخير في بلاد الله الواسعة الى التي يكون فيها ذلك الخير. والاعلام في كل دولة ينصر وكأنما يحصل انما هو بسبب حكومة او الرئيس او الملك او بسبب الامراء او بسبب الوزراء او بسبب الخطط او نحو ذلك وهذا كله يدخل في هذا الباب لان هذه الاشياء واجب عملها وهي اسباب. ومن عمل السبب يشكر ويثنى عليه به اذا عمل سببا نافعا في فيه امتثال لامر الله وفيه اه تحقيق للخير لكن ان ينسى الله جل وعلا وان تظاف النعم الى غير الله جل وعلا ويمجد المخلوق يمجد المخلوق اكثر من تمجيد الله جل وعلا في النعم واندفاع النقم هذا آآ لا شك انه نسيان لله جل وعلا ومؤذن بنوع من آآ السلب او العقوبة ان لم يتدارك الله جل وعلا عباده والرحمة. لهذا قال سبحانه في لما ذكر القرية قال يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بانعم الله فاذاقها الله لباس الجوع والخوف وهذا مما يخيف العبد المؤمن ان يكون مما ممن عرض نفسه او غيره بسلب نعم الله جل وعلا وهذا كثير فتأمل هذا الامر وحرك والواجب على العباد ان يكثروا ان يكثروا من الثناء على الله جل او على اه في هذه الامور وان يعرف انه ما حصلت نعمة الا بفضل الله جل وعلا. ومن دفعت نقمة الا بفضل الله جل وعلا بعد يعملون السبب ويشكر من عمل سببا نافعا لكن العبد لا يستقل المخلوق لا يستقل بحدوث بسبب النافع تفعيل السبب او ان يكون منتجا للمسبب انما هذا من الله جل وعلا فتظاف النعم اليه وحده دون ما سواه ويشكر من بعمل خير او سبب من كان وتتعلق القلوب بالله جل جلاله ذلة وخضوعا. وان الاقبال على الدنيا نسأل الله العافية برؤية وعدم رؤية غيرها عدم رؤية الاخرة او عدم العلم بالله جل وعلا حق العلم هذا يحدث من الاشياء ما لا حصر له. هذا كله من طنيعي اهل الجاهلية من تعلقهم بالدنيا ونسيان الاخرة والعياذ بالله نعم الثامنة والاربعون كفر بياتي قرا نعم اقرأ الثامنة والاربعون الكفر بايات الله التاسعة والاربعون جحد بعضها كهاتان المسألتان الكفر بايات الله وجحد بعضها من صفات ونعوت اهل الجاهلية فهم يكفرون بايات الله المقروءة المتلوة والمنظورة. ايات الكونية والايات الشرعية ويجحدون بعضها كما ذكر الله جل وعلا في كتابه فاهل الكتاب كفروا بايات كثيرة لانهم لم يريدوا الايمان بها لمخالفتها لاهوائهم. وكذلك جحدوا بعضها. واهل الجاهلية فعلوا ذلك. فهم يعرفون الاية ويعرفون حقيقتها ولكن يكفرون او يجحدون والكفر والجحد بينهما فرض الكفر معروفة لديكم واما الجحد فالعلماء اختلفوا في تفسير الجحد لكن اقرب ما يقال في الجحد انه انكار الشيء ظاهرا مع معرفته باطنا فيكون نوعا من يكون نوعا من الكفر قال جل وعلا وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا فدلت الاية على ان الجحد يجتمع مع المعرفة والاستيقاظ لكن ليس معه ايمان. وهو جحد في الظاهر الكفر بها ظاهرا او بردها ظاهر. وهناك الفاظ لا نريد ندخل بها هنا ندخل فيها هنا انها متصلة ببحث التكفير والايمان هي مسألة الكفر ويقابله الايمان والجحد ويقابله القبول الالتزام ويقابله الامتناع ونحو ذلك الفاظ مستعملة عند الفقهاء في ابواب الردة قوله الكفر بايات الله ذكر الله جل وعلا ان اهل الكتاب والمشركين كفروا بايات الله جل وعلا. وهنا المقصود بايات الله جل وعلا ما يشمل الايات الكونية ويشمل الايات الشرعية وتارة يكون الكفر بايات الله الكونية المقصود بها الايات التي فيها دلالة على نبوة النبي نبوة الانبياء مرتبطة بايات وبراهين. يعني جعل الله جل وعلا مع كل نبي ايات وبراهين تدل على صدق هذه الايات تضاف الى الله جل وعلا لانه هو الذي ايد بها هذا الرسول ولكن هي تضاف الى الرسول لانه يعني اية موسى اية محمد صلى الله عليه وسلم اية عيسى تضاف اليه اضافة تخصيص لانه هو الذي خصص بها. مثل ما يقال غلام زيد لانه يضاف اليه ولد فلان لانه يضاف اليه تخصيصا يعني ليس بغيره. فاذا هي ايات الله جل وعلا وهي ايات للانبياء. وهذه الايات كفر بها من كفر من الجاهليين من الاميين ومن غيرهم ممن ارسلت اليهم الرسل. وبخصوص اهل اه اهل الكتاب فانهم كفروا ببعض الايات وامنوا ببعض الايات كما سيأتي بيانه ان شاء الله تعالى. اما الجحد فانه لا يمكن ان يكون الجحد للكل بخلاف الايمان بالاية فانه اما ان يكون ايمانا واما ان يكون غير ايمان. فجحد بعض الايات بانها قد تناسبهم وقد لا تناسبهم. قد توافق اهواءهم وقد لا توافق اهواءهم. فمنهم من يقول هذا ومنهم من يفعل هذا الكفر بايات الله جل وعلا جميعا اذا اتجه الى الايات الشرعية كما ذكرنا فانه يشمل يشمل الاميين والكتابيين. واذا اتجه الى الايات الكونية فان هؤلاء يعني الاميين لم يجحدوا كل الايات او لم اه يكفروا بجميع الايات وانما كفروا ببعضهم. مثلا قال الله جل وعلا ولقد جاء ال فرعون النذر كذبوا باياتنا كلها. فاخذناهم اخذ عزيز مقتدر. وقال مهما تأتنا به من لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين. فدل ذلك على انهم على ان الايات هذه لم لم يؤمن بها من خوطب برسالة موسى عليه السلام بل كذبوا بجميع هذه الايات. وهذه الايات المقصود بها الايات التي هي معجزات للنبي وبراهين على صدقه وصدق رسالته. وايضا آآ بعد الايمان يعني ايمان من امن بموسى عليه السلام ومن امن بعيسى عليه السلام فانهم تأتيهم ايات من فقد يؤمنون وقد لا يؤمنون. ولهذا كان اه اليهود قتلة للانبياء لما اتصفوا به من كفر بايات الله جل وعلا الاية تعرف بانها الدلالة الواضحة الدلالة الواضحة البينة على المراد يعني في اللغة ان هناك دلالة وهناك ارفع من الدلالة وهي الاية هي الشيء يدل على المراد دون شك او دون رد قوته وظهوره يقال اية فلان كذا اذا كان المذكور هو الدليل على صفته التي يتميز بها. والاية فلان الطول هذه صفة يعني يتميز بها اذا رأيت هذه الصفة فستعرفه من غيره يعني الطول مفرط يكون آآ او يقال اية فلان في قوم ليسوا بكتبة اية فلان القراءة في قوم ليسوا بقرأة. وهكذا فالاية دليل واضح بين على المقصود مراد لا يختلف واما ما دون ذلك فيقال له دليل. والبرهان اعظم من الدليل وشبيه بالاية. وسمي البرهان رهانا من براهين الانبيا وايات الانبيا ونحو ذلك لتشبيهه ضياء الشمس لان الشمس اول ما تطلع اول ما تطلع فانها تطلع بنور فاذا قوي ضوئها قيل هذا برهان برهان لقوته وظهوره وملابسته له. لهذا جاء في الحديث الصدقة ايش؟ الصدقة برهان ايش هالحديث الصلاة ضياء. الصلاة نور. والصدقة برهان والصبر ضياء الصبر هو الصلاة اه الصلاة ضياء والصدقة برهان الظياء قوي ولكن البرهان فيه ظهور وبيان واضح في ذلك. الصلاة لها ضياؤها مثل ضياء الشمس. والصدقة برهان لانه مشبع اقل من الظياء ولكنه مشبه به لظهوره. لظهوره وصدقه وانه قد لابست هذا الامر ها الصلاة اي هذا الصلاة نور؟ ايوة والصدقة الصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء. نعم الصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء. المقصود من هذا ان الصدقة سميت برهان او وصفت بانها برهان. لانها ظاهرة الدلالة على التخلص من حب الدنيا في ذلك مثل ظهور البرهان وسطوعه. وكذلك الايات تسمى براهين اذا كانت ظاهرة بينة فالدليل اقل درجة من البرهان. وقل الدليل كذا لكن اذا قيل البرهان كذا يجب ان لا يكون فيه اختلاف قرآن فيه وضوح وظهور اذا تأملنا ذلك وجدنا ان مشركي آآ العرب ممن بعث اليهم النبي صلى الله عليه وسلم جحدوا بعض ايات الله جل وعلا وانكروا وكفروا بكثير من ايات الله جل وعلا وما كفروا به او ما جحدوه وفي الحقيقة ناتج عن عدم ايمانهم بالنبي عليه الصلاة والسلام. اذا نظرت مثلا الى قصة الاسراء اسراء النبي صلى الله عليه وسلم والى معراجه باية بينة دنيوية لم يؤمنوا بها وكفروا بذلك. انشقاق القمر كفروا به وجحدوه والقرآن في نفسه ايضا جحدوا به وقالوا ان هذا الا قول البشر. فكل الايات التي اوتيها العرب يؤمن بهذا الرسول عليه الصلاة والسلام جحدوا بها وهذا ورثته طوائف في هذه الامة بانواع من الميراث فورثه العقلانيون في انهم يعني من الزمن الاول في انهم لم يعملوا اثر الايات الكونية والمعجزات واثر الايات المتلوة ايات الله جل وعلا في الايمان بالله جل وعلا. فمنهم من جعل دليل الوجود ليس هو ايات والبراهين وانما هو الدليل العقلي المجرد بالكواكب يعني ليس الايات المخصوصة بالانبياء بالنبي صلى الله عليه وسلم وانما هي الايات العامة في ذلك. وهذا موروث اصلا من اليونان ومن شابههم في هذا السبيل الطوائف من المعتزلة ومن شابههم في معجزة او اية وبرهان النبي صلى الله عليه وسلم وايته العظيمة الذي هو القرآن كلام الله جل وعلا انكروا ان يكون كلام الله جل ان يكون كلام الله جل وعلا ونسبوه الى ان يكون النبي صلى الله عليه وسلم او قول جبريل او انه مخلوق وجد هكذا على هذا النحو كما يقوله طائفة منه او كما يقوله اكثره وهذا نوع من جحد الاية والجحد لا في هذا المقام ان يكون القرآن كلام كلام الله جل وعلا منزل منه اعطيه النبي صلى الله عليه وسلم قالوا قول جبريل او قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم هذا مشابه لقول اولئك ان هذا الا قول البشر مع ان في الفرق بين هؤلاء وهؤلاء ان هؤلاء يؤمنون وهؤلاء لا يؤمنون لكن هناك جهد لبعض دلالة هذه الاية المختصة النبي صلى الله عليه وسلم ايضا الماديون من ذلك الزمن الذين ينكرون الخوارق بعمومها ويثبتون الاشياء على ظواهرها دون نظر في معنى الخارق ومعنى الاية ومعنى البرهان كفروا بمعجزات النبي صلى الله عليه وسلموا باياته وببراهينه كما فعله مشرك العرب والاميون آآ من اهل الجزيرة بكفرهم بايات النبي صلى الله عليه وسلم التي اختص بها. فهؤلاء انكروا انشقاق القمر وانكروا اه الخوارق وانكروا نبوع الماء بين اصابعه صلى الله عليه وسلم. وانكروا وانكروا اشياء كثيرة. حتى انهم لم يتجاسروا على انكار المعراج وقالت طائفة منهم انه اسري آآ انه عرج به او اسري به وعرج به بالروح فقط دون جسده. البتة يريدون من ذلك تأييد انها كانت رؤيا يعني من ام او انها كانت خيال او ما اشبه ذلك مع ان هذا القول مسبوق لكن الماديون انكروا اصلا هذه الرحلة لكن بنوع من التعبير كذلك انكار ما اختص به النبي صلى الله عليه وسلم من تكليم الحجر له ومن تكليم الشجر له ومن طاعته طاعة بعض المخلوقات له من الحيوانات الى اخره مما وجد فانهم انكروه وجعلوا ذلك من غاليق الرواة او من الخوارق التي لا تعقل. مما حدا بطائفة من ائمة الحديث والسنة الى تأليف كتب فيها اثبات هذه الايات بكتب اسموها دلائل النبوة ويوردون فيها ايات النبي صلى الله عليه وسلم التي بها عليه الصلاة والسلام نكتفي بهذا القدر بعض الناس يجد في قلبه ميلا لمن صنع له معروفا حتى ولو كان الذي صنع المعروف فاسق. فليجد في قلبه ميل لمن صنعوا له هذا المعروف ولو كانت كافرا. هل يحاسب الانسان على هذا الميل اذا كان الميل هذا ميل طبيعي ليس فيه مودة كاملة للكافر مثلا او ليس فيه نسبة الفضل اليهم في ذلك وانما جعل سبب لمن صنع معروفا له فانه لا حرج في ذلك لان الانسان جبل على الميل لمن احسن اليه. وهذا لا يستطيع احد ان يتخلص منه وهذا يختلف باختلاف النعمة اه او التي حصلت او الشر الذي اندفع بسبب هلاك فالمقصود ان الميل هذا اذا كان لسبب دنيوي آآ ولم يصحبه مودة كاملة. وانما هو مقدرة بقدر هذا الذي حصل له من خير فلا بأس. لكن ان يأتي ولاجل معروف حصل له من كافر مثلا طبيب او نحو ذاك يتعلق قلبه به وينسب الفضل اليه ويصبح يمجده تمجيدا آآ كانه هو الذي حصل هذا لا شك يدخلوا ضمن اضافة النعم الى غير الله جل وعلا حينما يذكر احدنا امرا ويقول بفضل فلان تمكنت من الحصول على السيارة. حينما تنكر عليه يقول اكيد هذا بعد فضل الله. فهل يكتفي الاقتصار على النية وعدم التصريح بفظل الله. هذا يختلف بحسب ما تعلق بقلب آآ القائل فاذا كان اذا قال بفضل فلان حصل او لولا فلان ما حصل كذا ونحو ذلك. هو يقصد ان هذا بتحصيل ذلك او انه تعلق قلبه به هذا من الشرك. بالله جل وعلا. لكن الحالة الثانية ان يقولها قل بفضل حصلت على السيارة ونحو ذلك آآ من الاسباب وهو جرى هذا على لسانه لكن في قلبه الشكر لله جل انا والاعتراف له بمنته في ذلك فهذا آآ فاته حسن اللفظ وآآ الاولى له ان يقول آآ بفظل الله جل وعلا او بحمد الله جل وعلا فلان عمل كذا ونحو ذلك مما يكون فيه نسبة الاشياء الى الله جل وعلا. المقصود من ذلك ان الاولى دائما ان اه تقول ان هذه من الله جل وعلا ثم من فلان واذا كانت المسألة فيها حصر لولا فلان لما حصل كذا لولا فلان لما حصل كذا فالمسألة اشد يكون من التشريك في النعمة او من باب انكار نعمة الله او من اضافة النعم الى غيره جل وعلا. وقول اولى فلان لما حصل كذا هذا اذا كان ممن انعم عليه بهذه النعمة ممن انعم عليه بهذه النعمة فيقول لولا فلان لما حصل كذا فانه من الشرك الاصغر لانه نسب النعمة الى غير الله جل وعلا. واما اذا قالها من تسبب في السبب من تسبب في السبب وظهر السبب فانه لا بأس بذلك مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم في عمه لولا انا لكان في الدرك الاسفل من النار. رواه البخاري في الصحيح يختلف عن قول احدنا او احد الناس لولا فلان لحصل لي كذا ولولا فلان ما حصل لان قول النبي صلى الله عليه وسلم لولا انا لو كان هو المتفضل عليه الصلاة والسلام باذن الله جل وعلا وامره باكرامه بان يشفع لنبيه فهو هو يعني المسي للنعمة معلوم ان المسي للنعمة لا يكون متعلقا قلبه بالمسدى اليه. وانما يذكرها لغرض من الاغراء. قد يذكرها افتخارا. قد يذكرها اه لبيان السبب. قد يذكرها للتعليم. قد السرعة او بحسب قصده من هذا الامر. لكن اكثر الناس طبعا يستعملون لولا يستعملوها المنعم عليه يستعملها المتفظل او من حصلت له النعمة. فيقول لولا السيارة مثلا ما حصل كذا لولا قائد الطائرة كان رحنا في كذا او لولا فلان لما وهذه كلها من انواع نسبة النعم الى غير الله جل وعلا. كيف نجمع بين العمل بالاسباب وبين عدم التفات وتعلق القلب بمن بايديهم الاسباب في امور الدنيا المختلفة هنا تعلق القلب تعلق القلب السبب او بمن يفعل السبب اذا كان تعلقا فيه الالتفات الميل وفيه نسيان فضل الله جل وعلا او الميل الشديد اللي يحصل تعلق القلب في فلان يصبح في ذهنه ان فلانا هو الذي سيعمل وفي ذهنه التوكل يعني في ذهنه التوكل عليه او آآ اضافة الامر له او نحو ذلك فهذا من الشرك بالله جل وعلا اما اذا مكان تعلق القلب او التفات القلب يسميه التفات لكن هو في الحقيقة انه يجري على خاطره. ان فلان سيعمل لكذا ويسر بذلك. يتذكر ان فلان بيتوسط له او فلان اه فيه مال او فلان سيعمل له هذا المعروف واذا تذكره بقلبه سر بذلك وانشرح صدره فهذا ليس هو معنى التعلق تعلق القلب هو ركون الى هذا الذي فعل الشيء. ونوع التوكل عليه لان فلان بيعملها يعني كأنه ضامن الشيء او نحو ذلك. فهذا هو الذي آآ يدخل في اضافة النعم الى غير الله جل وعلا. هذه مسألة دقيقة متعلقة باعمال القلوب واعمال القلوب العبد اعلم بقلبه وما يحصل له. الذي ينبغي هنا ان ينظر العبد الى السبب على انه سبب يسأل الله جل وعلا ان ينفع بهذا السبب. يسأل الله ان ينفع بهذه الواسطة وهذا الذي عمل السبب يشكره ويثني عليه جزاه الله خير عمل وعمل لكن القلب يتعلق في ان تنفع بمن بالله جل وعلا لان مثلا خذ الشفاعة اذا قدمت شفاعة وذهب معك فلان وعمل لك واسطة من الذي سيجعل من صاحب الامر يقبل او لا يقبل الله جل وعلا قد سبحانه وتعالى يمن وينفع وقد ينصرف ذهن هذا ولا لا يلتفت لها اصلا. وامثلة هذه كثيرة ما توجيه قول النبي صلى الله عليه وسلم لولا انا لكان في ضحظاح من النار وقول عمر لولا انا لطلقكن رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا اجبنا عنه بان هذا لا بأس به اذا كان لغرض شرعي صحيح ليس لغرض الافتخار يعني اغراض مذمومة او بيان الفضل والانعام وانما هو لغرض شرعي صحيح فالنبي وسلم قوله لولا انا لكان في ضحظاح من نار يبين شفاعته عليه الصلاة والسلام وشفاعته من حقوقه عليه الصلاة والسلام التي ان الله جل وعلا عليه بها. فهو فهو المؤدي للسبب وليس المتفضل عليه وكما ذكرت لك انها جائزة بشرطين او لم ان يكون اللي يقول لولا انا ان يكون هو هو الذي عمل وليس المنعم عليه هذا واحد لان الذي عمل غالبا ما يكون قلبه متعلقا بالاخر وانما هو يكون عمله الثاني لا يكون صدر منه ذلك على وجه مذموم شرعا. كالافتخار المذموم واشباه ذلك وهذا يحمل عليه آآ قول النبي صلى الله عليه وسلم وقول عمر واشياء ايضا جاءت عن السلف كثيرة في ذلك. هذا هو الصواب في هذه المسألة خلافا لمن زعم ان قول القائل لولا فلان لما حصل كذا ان هذا من اداب الالفاظ. وانما يكره كراهة وليس من الشرك استدلالا بهذين. المقام مخطئ وفلان لولا انا لكان كذا هذا من قبيلي لولا انا لكان كذا وكذا هذا من قبيل الاعلام بشيء يختلف بحسب المتكلم. اما المنعم عليه اللي حصلت له النعمة او اندفع عنه النقمة. يقول لولا فلان لما لكان لي كذا لولا فلان لهلكت لولا هذا فيه التعلق قلب تعلق بمن حصلت له النعمة من جرائه فالمقام مختلف اما الامور الطبيعية اه مثلا اللي ما فيها تعلق يعني الامور المادية فهذه اه لا حرج فيها مثل اه يقول مثلا اه لولا ان الشاهي مثلا اه جيد سماه شربته او يقول لولا ان الملح آآ يعني ما اكلت الطعام لولا ان الملح كثير كان كلت هذه اشياء طبيعية ما فيها اضافة النعمة الى غير الله فليس واستعمال كلمة لون لولا موجودة في اللغة تستعمل في بابها. لو استقبلت من امري ما استدبرت نحو ذلك. فلو لولا استعمل لكن اذا كان فيها اضافة النعمة وحصرها لغير الله جل وعلا او تعلق القلب فيها بغير الله هذا هو الممنوع في ذلك كثر السؤال بين الشباب عن حكم السفر للصلاة على الجنازة فما هو الحكم اولا اه السفر للصلاة على جنازة او اه السفر لزيارة اخ لك في الله او سفر لصلة رحم او سفر لزيارة مريض هذه ليس في الشريعة دليل يمنعها. بل هناك اصول عامة تدل على ان هذا لا بأس بها. وذلك انها ان حقوق المسلم على المسلم هذه ليس في التفصيل في في الادلة بان انها تقضى وتحقق الحقوق آآ بحذر او بسفر. حق المسلم على المسلم ست اذا مرض فعده واذا مات فاتبعه فهذا من حقه هل هذا الحق يكون بسفر او بغير لم يأتي ما يمنع فالاصل ان هذه الحقوق تؤدى سواء اكان اه في حظر ام في غيره اه وتدخل في عموم هذه الاحاديث التي فيها بيان حق المسلم على المسلم بعام. الامر الثاني انه المنع من السفر وشد الرحم المنهي عنه هو اذا كان المعنى منهي عنه في الشرع مثل السفر وشد الرحم لبقعة لتعظيمه حديث لا تشد الرحال الا الى ثلاثة مساجد يعني لا تشد الرحال الى بقعة لتعظم الا الى ثلاثة مساجد. فالمساجد المنتشرة اذا كان تريد ان تسافر لتعظيم مسجد انك تسافر للصلاة فيه لتعظيم هذه اعف البقاع انما يعظمها الله جل وعلا. هو الذي يأذن بها. ولم يأذن ان تسافر لتعظيم بقعة الا لهذه الثلاث المساجد ولهذا لما سافر بعض الصحابة للطور نهي عن ذلك لاجل هذا الحديث السفر لتحصيل مباح في الشرع سفر للتجارة او لتحصيل مندوب في الشرع بطلب علم ونحوه هذا لا شيء فيه. فاذا السفر السفر وسيلة والوسيلة في القواعد الشرعية لها احكام المقاصد. فاذا كان المقصد ثابتا شرعا وليس ثم ما ينهى عنه فانه داخل ضمن اصول الشريعة. خاصة اذا كان مثل ما ذكرنا لك من السبب الاول في اداء حقوق كثيرة. السبب الثالث او الدليل الثالث اللي يدلنا على اه ان السفر لصلاة اه اه لصلاة الجنازة ونحو ذلك لا بأس به انه لو منعنا منه لوجب ايضا ان يمنع السفر لزيارة المريء والسفر لصلة ما الفرق بين هذا وهذا؟ كلها باب واحد. وكونه يعني زيارة المريض مطلوبة. والصلاة من حيث هي مطلوبة وصلة الرحم من حيث هي مطلوبة. وفي الحديث ان اه من زار اخا له في الله جعل الله على مدرجته ملكا وهذا طلب فيه نوع سفر. بعض الناس اعمى القاعدة ان الاصل في سفر الطاعة انه جائز الا ما دل الدليل على عدمه. وهذا القاعدة مختلف فيها. لانها منظورة بالاستقراء ولا يستقيم ذلك. الامر الرابع اذا كان من تريد الصلاة عليه له حق عليك في دينك هو اعظم الحقوق او في دنيا او في مصلحة عامة له اثرها فانه حينئذ يكون الحق اعظم في ذلك وليس لاجل تعظيمه تعظيم المتوفى او تعظيم الميت او نحو ذلك وانما لان الصلاة عليه من حقوقه واتباع جنازته من حقه وهو له حق عظيم في ذلك يعطى من اواخر الحقوق المتعلقة جنازته وهذا يعظم اذا كان المفقود ممن له الاثر البالغ كعالم من علماء المسلمين مثل ما حصل من وفاة آآ سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله او آآ سماحة الشيخ محمد بن عثيمين رحمهم الله تعالى ورفع درجاتهم واجزل لهم وجزاهم عن الاسلام عن المسلمين خير الجزاء فانهم بذلوا وجاهدوا في عمر آآ بارك الله جل وعلا في اقوالهم وفي اعمالهم فلهم حق عليك على المسلمين عامة بالدعاء ولهم حق على الخاصة ممن انتفع بهم رحمهم الله تعالى رحمة واسعة نعم وهل كان فعل السلف على ذلك؟ السلف ما كانوا يسافرون لانه آآ سفر يفوت الجنازة يعني السفر عندنا ساعة وتصل وعشان يسافر من مكة للمدينة يبغى لها اسبوعين او اسبوع فعدم فعل السلف لا لعدم وجوده انا ما تتبعت هل فعلوا او لم يفعلوا لكنه عدم فعلهم اذا اذا كان لا لعدم مشروعهم كانه يفوت بروحه يصلي كامل في ذلك. اما مثلا الذهاب لزيارة القبر يختلف الكلام على الصلاة لكن مثلا واحد يقول الان مثلا انا بذهب الى مكة ابى اروح اصلي على قبر الشيخ هذا ممنوع لان وهنا تعلق الامر بايش؟ تعلق الامر بالقبر هذا حق فات يعني الصلاة عليه مع المسلمين فاتت ومن صلى عليه صلاة الغائب يكفي في ذلك. ومثل ما جاء او نقل الميت من مكان الى مكان ايضا مما يؤثر على جنازته يؤثر على بدنه ظهور الروائح او فساد اذا ايضا هذا ممتنع وهو الذي منع منه السمع مما يلاحظ الاهتمام المبارك بما كان عليه السلف الصالح من التوحيد وافراد الله في افعاله وافعال عباده واسمائه وصفاته ولكن نرى قلة ونقصا في حاضرنا لما كانوا عليه من الزهد والورع والعبادة والخوف. فان هذا قد يكون مدخلا لاهل البدع في انكارنا لمتابعة هذا حقيقة الامر ليس في وقتنا العاصي المعاصر. الصحابة رضوان الله عليهم في اخر وقتهم لما آآ كثرت الدنيا ليسوا كما كانوا على النبي صلى الله عليه وسلم. جاء في الحديث انه عليه الصلاة والسلام خاطب الصحابة فقال كيف انتم اذا اصبحتم في حلة وامسيتم في حلة ووضع بين ايديكم طبق طبقا رفع قضاء قالوا يا رسول الله نكون خيرا مما نحن عليه؟ قال لا بل انتم خير. بل انتم الان خير عمار ابن ياسر رضي الله عنه رضي الله هل هما لما آآ استشهد في في احد وجد عليه شملة اذا غطيت بها قدماه ظهر رأسه ها مصعب ابن عمير واذا غطي رأسه ظهرت قدمه ثم بعد ذلك انفتحت الامور على الصحابة رضوان الله عليهم فاتخذوا الضيعات واتخذوا القصور واتخذوا ما اتخذوا اه من ذلك لاجل كثرة ما عندهم مما فتح الله جل وعليهم من كنوز فارس والروم والحمد لله. فوجود الزهد وجود الزهد مطلوب. طلب استحباب ووجود الالتفات عن الدنيا هذا مطلوب طلب استحباب لكن ليس مقام الزهد في الدنيا مثل مقام اصلاح القلب بالتوحيد توحيد الله جل وعلا لربوبيته والهيته واسمائه وصفاته او توحيد المتابعة فالنبي صلى الله عليه وسلم هذه عقيدة وصلاح القلب ومعها اذا قص العبد يستغفر ويلحظ عظم استغفاره لربه جل وعلا واثر ذلك عليه. لكن ان يزهد وعقيدته فاسدة فليس الامر كذلك. ثم ان العلماء اختلفوا في ما هو الزهد مطلوب لكن ما هو هذا ما هو الزهد المطلوب شرعا؟ هل هو التقلل من الدنيا هل هو التقشف في اللباس؟ هل هو كراهة المال هل هو الى اخره؟ اختلفت تفسيراته. واحسن ما عرف فيه الزهد. مما ينطبق على حال الصحابة رضوان الله عليهم انهم ما عرفه شيخ الاسلام ابن تيمية الزهد بقوله الزهد ترك ما لا ينفع في الاخرة الزهد ترك ما لا ينفع في الاخرة. فمن الناس المال عنده لا ينفعه في الاخرة بل يضره. وهنا يكون الزهد في حقه ترك المال. ومن الناس من يكون الطعام في حقه لا يعينه. فيكون الزهد بترك في اه للطعام ومنهم من يكون مثلا المنصب في بعضهم يقول لا يعينه في الاخرة. لمعرفته بنفسه وهنا يكون في بحقه تركه زهدا ومنهم من يكون الامر في حقه مختلف. ولهذا جاء عن بعض الصحابة انه قال اللهم هب لي نسيت اللفظ لكن معناه اللهم هب لي عزا او قال عزا في دينك اللهم هب لي مالا فانه لا عز الا بمال وهذا لاجل انه هو في في نظره انه يكون عزه من هذا الطريق بان يكون هنا اقوى في صدقة او اقوى في في البذل او نحو ذلك لكن من الناس من يكون المال في حقه فتنة ويعلم من نفسه انه يكون في حقه فتنة ويصرفه عن ذلك. فاذا الزهد ترك الا ينفع في الاخرة. الزهد في المحرمات وما يتصل بها هذا زهد واجب وما لانها مضرة في الاخرة. الزهد فيما لا ينفع في الاخرة من بعظ آآ مثلا الاتصال العلاقات او يعني عن الزيارات او نحو ذلك. يزهد الانسان في صحبة الاصحاب. لماذا؟ لانهم لا ينفعون في الاخرة ومن الناس من من اذا صحب صحبته تنفع في الاخرة. من الناس من هو اذا تصدر تصدره ينفعه في الاخرة وترك التصدر او يضره هو لكن من الناس بل العكس اذا تصدر ظر نفسه في الدنيا وفي الاخرة. فاذا حقيقة الزهد بما ينطبق على تفاوت ما كان عليه الصحابة رظوان الله عليهم والسلف انه يختلف باختلاف باختلاف الشخص نفسه وما يطلب منه هل تنصحون الطالب بان يدرس متنين في نفس الوقت او يدرس متنا فاذا انتهى منه بدأ في الاخر؟ هذا يتعلق بنشاطه بحسب نشاطه وتنوع المتون كن انشط لطالب العلم يعني اذا اخذت اثنين انشط له انه يمضي ليله ونهارا في متن واحد في تعلمه او اكثر ايضا مترين. اما الحفظ لا الحفظ ان ينتهي من واحد ويبدأ في الثاني بحسب تدرجه في العلم. اسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم لما فيه رضاه وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد. نعم صلاة الغائب نجيب عن صلاة الغائب صلاة الغائب الاصل فيها ان النبي صلى الله عليه وسلم نعى يوم موته وقال للصحابة ان اخاكم اصحمه قد مات فتقدم وصلى عليه صلاة الغائب وكبر اربع استدل منه طائفة من من العلماء اه على ان صلاة الغائب مشروعة فيما يراه ولي الامر او فيما يراه الامام. وقال اخرون ان صلاة الغائب