المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد الدرس الثاني المجيد في الباب الثاني التوحيد اكثروا من الذنوب وقول الله تعالى الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون وعن عبادة ابن الصامت رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شهد ان لا لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله وان عيسى عبد الله ورسوله وكلمته القاها الى مريم وروح منه. والجنة حق والنار حق. ادخله الله الجنة على ما كان من العمل. اخرجاه ولهما في حديث عتبان فان الله حرم على النار من قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله وعن ابي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال موسى يا ربي علمني شيئا اذكرك وادعوك به قال قل يا موسى لا اله الا الله. قال يا ربي كل عبادك يقولون هذا. قال يا موسى لو ان السماوات السبع وعامرهن غيري والاراضين السبعة في كفة ولا اله الا الله في كفة مالت بهن لا الا الله رواه ابن حبان والحاكم وصححه. وللترمذي وحسنه عن انس سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تعالى يا ابن ادم لو اتيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة هذا الباب باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب التوحيد بانواعه له فضل عظيم على اهله ومن اعظم فضله انه به تكفر الذنوب ولهذا قال الشيخ رحمه الله في التبويب باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب ما يكفر ما هنا موصولة موصول حرفي يعني تقدر مع ما بعدها بمصدر يكون المعنى باب فضل التوحيد وتكفيره الذنوب التوحيد يكفر الذنوب جميعا لا يكفر بعض الذنوب دون بعض فان التوحيد حسنة عظيمة لا تقابلها معصية الا واحرق نور تلك الحسنة اثر تلك المعصية اذا كمل ذلك النور باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب يعني وتكفيره الذنوب فالتوحيد يعني من كمله كمل توحيد الربوبية وتوحيد الالهية وتوحيد الاسمى والصفات فانه تكفر ذنوبه كما سيأتي في الباب بعده انه من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب وكلما زاد التوحيد كلما محى من الذنوب بمقدار عظمه وكلما زاد التوحيد كلما امن العبد في الدنيا وفي الاخرة بمقدار عظمه وكلما زاد العبد في تحقيق التوحيد كلما كان متعرضا لدخول الجنة على ما ما كان عليه من العمل لهذا ساق الامام رحمه الله اية الانعام فقال باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب وقول الله تعالى من اهل العلم من قال ان قوله وما يكفر من الذنوب ما هنا موصول اسمي يعني والذي يكفره من الذنوب وهذا ايضا سائغ ظاهر الصحة وقول الله تعالى الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم. الظلم هنا هو الشرك كما جاء في الصحيحين من حديث ابن مسعود ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في هذه الاية حينما اعظم الصحابة هذه الاية وقالوا يا رسول الله اينا لم يلبس ايمانه بظلم؟ فقال ليس الذي تذهبون اليه الظلم الشرك الم تسمعوا لقول العبد الصالح ان الشرك لظلم عظيم فالظلم هنا في مراد الشيخ هو الشرك فيكون معنى الاية بما يناسب هذا الباب الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بشرك اولئك لهم الامن وهم مهتدون ففظل الذي امن يعني وحد ولم يلبس ايمانه بشرك لم يلبس توحيده بشرك ان له التام والاهتداء التام وجه الدلالة ان قوله الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم ان قوله بظلم هنا نكرة في سياق لم يلبسوا وهذا يدل على عموم انواع الظلم هل العموم هنا العموم المخصوص او العموم الذي يراد به الخصوص هنا يراد العموم الذي يراد به الخصوص. لاننا قلنا فيما سبق لك انفا ان النكرة في النفي او النهي تدل على العموم. العموم عند الاصوليين تارة يكون باقيا على عمومه هذي حالة وتارة يكون عموما مخصوصا يعني دخله التخصيص وتارة يكون عموما مرادا به الخصوص. يعني لفظه عام ولكن يراد به الخصوص. وهذا ثالث هو الذي اراد به الشيخ رحمه الله وجه الاستدلال من الاية فيكون الظلم هنا صحيح نكرة في سياق لم يدل على العموم لكنه عموم مراد به الخصوص وهو خصوص احد انواع الظلم وهو الشرك. فيصير في انواع الشرك لا في انواع الظلم كلها. لان من انواع الظلم ما هو من جهة ظلم العبد نفسه المعاصي ومن جهة ظلم العبد غيره بانواع التعديات. ومنه ما هو ظلم من جهة حق الله جل وعلا بالشرك فهذا هو المراد بهذا العموم فيكون عموما في انواع الشرك. وبهذا يحصل وجه الاستدلال من الاية فيكون المعنى الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم يعني توحيدهم بنوع من انواع الشرك اولئك لهم الامن وهم مهتدون. والامن هنا والامن التام في الدنيا المراد به امن القلب وعدم حزنه على غير الله جل وعلا الى استداء التام في الدنيا وفي الاخرة. وكلما صار ثم نقص في التوحيد بغثيان العبد بعض انواع الظلم الذي هو الشرك الشرك الاصغر او الشرك الخفي وسائر الشرك ونحو ذلك. فيذهب منه من الامن والاهتداء بقدر ذلك. هذا من جهة قيل الظلم بانه الشرك. فاذا فسرت الظلم بانه جميع انواع الظلم كما ذكر ذلك شيخ الاسلام ابن تيمية فانه يكون هناك مقابلة بين الامن والاهتداء وبين حصول الظلم. فكلما انتفى الظلم وجد الامن والاستداء كلما كمل التوحيد وانتفت المعصية عظم الامن والاهتداء. واذا زاد الظلم قل الامن والاستداع بحسب ذلك قال وعن عبادة ابن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله وان عيسى عبد الله ورسوله وكلمته القاها الى مريم وروح منه وان الجنة حق والنار حق ادخله الله الجنة على ما كان من العمل مناسبة هذا الحديث للباب قوله على ما كان من العمل. وقوله على ما كان يعني على الذي كان عليه من العمل ولو كان مقصرا في العمل وعنده ذنوب وعصيان فان فضل توحيده لله لله بالوحدانية ولنبيه بالرسالة ونفي اشراك المشركين بعيسى واقراره بالغيث وبالبعث فان ذلك له فظل عليه وهو ان يدخله الله الجنة ولو كان مقصرا في العمل. وهذا من فظل التوحيد على اهله قال ولهما في حديث عتبان فان الله حرم على النار من قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله حرم على النار من قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله قوله من قال لا اله الا الله المراد بالقول هنا الذي معه تمام الشروط. كقول النبي صلى الله عليه وسلم الحج عرفة يعني اذا اتى ببقية الاركان والواجبات قوله هنا من قال لا اله الا الله يعني باجتماع شروطها وبالاتيان بلازمها يبتغي بذلك وجه الله ليخرج حال المنافقين. لانهم حين قالوها لا يبتغون بذلك وجه الله فان الله حرم عليه النار وقوله حرم على النار التحريم في نصوص الكتاب والسنة يأتي على درجتين تحريم النار في نصوص الكتاب والسنة على درجتين الاولى تحريم مؤبد والثانية تحريم بعد امد التحريم المؤبد يقتضي ان من حرم الله عليه النار فانه اذا كان التحريم تحريما مؤبدا فانه لن يدخلها يغفر الله له او يكون من الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب واذا كان التحريم بعد امد يعني ربما يدخلها ثم يحرم عليه البقاء فيها وهذا الحديث يحتمل الاول ويحتمل الثاني فان الله حرم على النار من قال لا اله الا الله والذي اتى بالتوحيد وانتهى عن ضده وكانت عنده بعض الذنوب والمعاصي ومات من غير توبة فهو تحت المشيئة ان شاء الله عذبه ثم حرم عليه النار وان شاء الله غفر له وحرم عليه النار ابتداء فاذا وجه الشاهد من الاية وجه الشاهد من الحديث للباب ان هذه الكلمة وهي كلمة وسيأتي بيان معناها مقفلا ان شاء الله تعالى هذه الكلمة لما ابتغى بها صاحبها وجه الله وعسى بشروطها وبلوازمها ففظل الله عليه اعطاه ما يستحقه من انه حرم عليه النار وهذا فضل عظيم. نسأل الله جل وعلا ان يجعلنا من اهل حديث ابي سعيد الخدري بعد ذلك فيه قال موسى يا ربي علمني شيئا اذكرك وادعوك به. قال قل يا موسى لا اله الا الله قال يا ربي كل عبادك يقولون هذا في هذا الحديث دلالة على ان اهل الفضل والرفعة في الدين والاخلاص والتوحيد قد ينبهون على شيء من مسائل التوحيد فهذا موسى عليه السلام وهو احد اولي العزم من الرسل وهو كليم الله جل وعلا اراد شيئا يختص به غير ما عند الناس واعظم ما يختص به اولياء الله وانبياؤه ورسله واولو العزم منهم هو كلمة التوحيد لا اله الا الله فاراد شيئا اخص فعلم انه لا اخص من كلمة التوحيد فهي افضل شيء وهي التي دل عليها اولو العزم من الرسل ومن دونهم من الناس قال يا ربي كل عبادك يقولون هذا قال يا موسى لو ان السماوات السبع وعامرهن غيري. يعني ومن في السماوات السبع من الملائكة ومن عباد الله غير الله جل وعلا والاراضين السبع في كفة يعني لو تمثلت السماوات اجساما والارض جسما والجميع سيوضع في ميزان له كفتان وجاءت لا اله الا الله في الكفة الاخرى كما قال هنا ولا اله الا الله في كفة لمالت بهن لا اله الا الله لا اله الا الله كلمة توحيد فيها ثقل لميزان من قالها وعظم في الفضل لمن اعتقدها وما دلت عليه فلهذا قال مالت بهن لا اله الا الله وجه الدلالة انه لو تصور ان ذنوب العبد بلغت ثقل السماوات السبع وثقل ما فيها من العباد والملائكة وثقل الارض لك انت لا اله الا الله مائلة بذلك الثقل من الذنوب وهذا هو الذي دل عليه حديث البطاقة. حيث جعل على احد العصاة سجلات عظيمة فقيل له هل لك من عمل؟ فقيل فقال لا. فقيل له بلى. ثم اخرجت له بطاقة فيها لا اله الا الله واحد ووضعت في الكفة الاخرى فطاشت سجلات الذنوب وثقلت البطاقة وهذا الفضل العظيم لكلمة التوحيد انما هو لمن قويت في قلبه ذلك انها في قلب بعض العباد تكون قوية لانه مخلص فيها مصدق لا ريب عنده فيما دلت عليه معتقد ما فيها محب لما دلت عليه فيقوى اثرها في القلب ونورها وما كان كذلك فانها تحرق ما يقابلها من الذنوب واما من لم يكن من اهلك ما من اخلاص فيها فانه لا تطيش له سجلات الذنوب فاذا يكون هذا الحديث وحديث البطاقة يدل على ان لا اله الا الله لا يقابلها ذنب ولا تقابلها خطيئة لكن هذا في حق من كملها وحققها بحيث لم يخالطها في قلبه بمعناها ريب ولا تردد ومعناها مشتمل على الربوبية بالتظمن وعلى الاسماء والصفات باللزوم وعلى الالهية بالمطابقة فاذا يكون من يكمل له الانتفاع بهذه الكلمة ولا يقابلها ذنوب وسجلات ولو كانت في ثقل السماوات وما فيها والارض يكون ذلك في حق من كمل ما دلت عليه من التوحيد وهذا معنى هذا الحديث وحديث البطاقة وهذا ايضا هو الذي دل عليه الحديث الاخر في الباب عن انس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تعالى يا ابن ادم لو اتيتني بقراب الارض الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة وهذا من فضل التوحيد وتكفيره الذنوب ومناسبة هذا هذا الحديث للباب ظاهرة وهي انه من اتى بذنوب عظيمة ولو كانت كقراب الارض خطايا يعني كعظم بقدر الارض خطايا ولكنه لقي الله لا يشرك به شيئا لاتى الله بذلك العبد بمقدار تلك الخطايا مغفرة وهذا لاجل فضل التوحيد وعظم فضل الله جل وعلا على عباده بان هداهم اليه ثم اثابهم عليه هذا بعض ما تيسر واسأل الله جل وعلا لي ولكم التوفيق والرشد والسداد