المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد الدرس التاسع بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف المرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال المصنف رحمه الله تعالى باب من تبرك بشجر او حجر ونحوهما. وقول الله تعالى افرأيتم والعزى ومنات الثالثة الاخرى الكم الذكر وله الانثى؟ تلك اذا قسمة بيزة. وعن ابي واقب الليثي رضي الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الى حنين. ونحن حدثاء عهد بكفر. وللمشركين يعكفون عندها وينوطون بها اسلحتهم يقال لها ذات انوار فمررنا بسدرة فقلنا يا رسول الله اجعل لنا ذاك انواط كما لهم ذات انواط. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله اكبر انها السنن. قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو اسرائيل لموسى اجعل لنا الها كما لهم الهة. قال انكم قوم تجهلون. لتركبن من كان لتركبن سنن من كان قبلكم. رواه الترمذي وصححه قال باب قال بعد ذلك رحمه الله باب من تبرك بشجر او حجر ونحوهما. وقول الله تعالى افرأيتم والعزى الايات باب من تبرك بشجر او حجر ونحوهما يعني ما حكمه بعد من تبرك بشجر او حجر ونحوهما ما حكمه؟ الجواب هو مشرك يعني باب باب من تبرك بشجر او حجر ونحوهما فهو مشرك وقوله من تبرك التبرك تفاعل من البركة وهو طلب البركة والبركة مأخوذة من حيث الاشتقاق من مادة بنوك او من كلمة بركة اما البنوك فبروك البعير يدل على ملازمته وثبوته في ذلك المكان والبركة وهي مجتمع الماء تدل على كثرة الماء في هذا الموضع وعلى لزومه له و على ثباته في هذا الموضع فيكون اذا معنى البركة كثرة الشيء الذي فيه الخير وثباته ولزومه فالتبرك هو طلب الخير الكثير وطلب ثباته وطلب لزومه تبرك يعني طلب البركة والنصوص في القرآن والسنة دلت على ان البركة من الله جل وعلا وان الله جل وعلا هو الذي يبارك وان الخلق لا احد يبارك احدا وانما هو جل وعلا الذي يبارك. قال سبحانه تبارك الذي نزل القرآن على عبده. يعني عظم خير من نزل الفرقان على عبده وكثر ودام وثبت. تبارك الذي بيده الملك. وقال سبحانه وبارك عليه وعلى اسحاق. وقال وجعلني مباركا. فالذي يبارك هو الله جل وعلا. فلا يجوز للمخلوق ان يقول باركت على السيف او ابارك فعلكم. لان لفظ البركة ومعنى البركة انما هي من الله. لان الخير كثرته لزومه ثباته انما هو من الذي بيده الامر والنصوص في الكتاب والسنة دلت على ان البركة التي اعطاها الله جل وعلا للاشياء اما ان تكون الاشياء هذه امكنة او ازمنة واما ان تكون تلك الاشياء من بني ادم. يعني مخلوقات ادمية. اما الامكنة والازمنة فظاهر ان الله جل وعلا حين بارك بعظ الاماكن كبيت الحرام ما حول بيت المقدس الذي باركنا حوله والارض المباركة ونحو ذلك ان معنى انها مباركة ان يكون فيها الخير الكثير اللازم الدائم لها. ليكون ذلك اشجار في ان يلازمها اهلها الذين دعوا اليها وهذا لا يعني ان يتمسح بارضها. او ان يتمسح بحيطانها فهذه بركة لازمة. لا حل للذات فبركة الاماكن او بركة الارظ ونحو ذلك هي بركة لا تنتقل بالذات يعني اذا لامست الارض او او دفنت فيها او تبركت بها فان البركة لا تنتقل بالذات وانما الارض مباركة من جهة المعنى كذلك بيت الله الحرام هو مبارك لا من جهة ذاته يعني ان يتمسح به فتنتقل البركة انما هو مبارك من جهة ذاته من جهة المعنى. يعني اجتمعت فيه البركة التي جعلها الله في هذه البنية من جهة تعلق القلوب بها وكثرة الخير الذي يكون لمن ارادها وعساها وطاف بها وتعبد عندها حتى الحجر الاسود هو حجر مبارك ولكن بركته لاجل العبادة يعني انه من استلمه تعبدا مطيعا للنبي صلى الله عليه وسلم في استلام له وفي تقبيله فانه يناله به بركة الاتباع. وقد قال عمر رضي الله عنه لما قبل الحجر اني لاعلم انك حجر لا تنفع ولا تضر. قوله لا تنفع ولا تضر يعني لا ينقص لاحد شيئا من النفع ولا يدفع عن احد شيئا من الضر. ولولا اني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلته هذا من جهة الامكنة واما الازمنة معنى كون الزمان مباركا مثل شهر رمظان او بعظ ايام الله الفاظلة يعني ان من تعبد فيها ورامى الخير فيها فانه يناله من كثرة الثواب ما لا يناله في غير ذلك الزمان والقسم الثاني البركة المنوطة بني ادم. والبركة التي جعلها الله جل وعلا في الناس انما هي بركة في من امن. لان البركة من الله جل وعلا. وجعل بركته للمؤمنين به وسادة المؤمنين هم الانبياء والرسل. والانبياء والرسل بركتهم بركة ذاتية ان اجسامهم مباركة. فالله جل وعلا جعل جسد ادم مباركا وجعل ابراهيم عليه السلام مباركا وجعل جسد نوح مباركا. وهكذا جسد عيسى وموسى عليهم جميعا الصلاة والسلام جعل كادهم مباركة بمعنى انه لو تبرك احد من اقوامهم باجسادهم اما بالتمسح بها او باخذ عرقها او بالتبرك ببعض الشعر فهذا جائز لان الله جعل اجسادهم مباركة وهكذا النبي صلى الله عليه وسلم محمد بن عبدالله جسده ايضا جسد مبارك. ولهذا جاء في الادلة في السنة ان الصحابة كانوا يتبركون بعرقه يتبركون بشعره. واذا توضأ اقتتلوا على وضوءه وهكذا في اشياء شتى ذلك لان اجساد الانبياء فيها بركة ذاتية يمكن معها ان اثر هذه البركة او نقل البركة والفضل والخير من اجسادهم الى غيرهم. وهذا مخصوص بالانبياء والرسل اما غيرهم فلم يرد دليل على ان تم من اصحاب الانبياء من بركتهم بركة ذاتية حتى افضل هذه الامة ابو بكر وعمر فقد جاء بالتواتر القطعي ان الصحابة والتابعين والمخضرمين لم يكونوا يتبركون بابي بكر وعمر وعثمان وعلي بجنس تبركهم بالنبي صلى الله عليه وسلم بالتبرك بالشعر او بالوضوء او بالنخامة او بالعرق او لابس ونحو ذلك. فعلمنا بهذا التواتر القطعي ان بركة ابي بكر وعمر انما هي بركة عمل. ليست بركة ذات تنتقل كما هي بركة النبي صلى الله عليه ولهذا جاء في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري في صحيحه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان من الشجر شجرة قال ان من الشجر لما بركته كبركة المسلم فدل هذا على ان في كل مسلم بركة وايضا فيه يعني في البخاري قال ما هذه باو احد الصحابة ما هذه باول بركتكم؟ يا ال ابي بكر. هذه البركة التي اضيفت لكل مسلم واضيفت قتل ال ابي بكر بركة عمل هذه البركة راجعة الى الايمان والى العلم والدعوة والعمل فنقول كل مسلم فيه بركة هذه البركة ليست بركة ذات وانما هي بركة عمل بركة ما معه من الاسلام والايمان وما في قلبه من الايقان والتعظيم لله جل وعلا والاجلال له والاتباع لرسوله صلى الله عليه وسلم. هذه البركة بركة العلم او بركة العمل بركة الصلاح لا تنتقل. وبالتالي يكون التبرك باهل الصلاح هو الاقتداء بهم في صلاحهم التبرك باهل العلم هو الاخذ من علمهم والاستفادة من علومهم. وهكذا ولا يجوز ان يتبرج بهم بمعنى يتمسح بهم او يتبرك بريقهم لان افضل الخلق لم يفعلوا ذلك لان افضل الخلق من هذه الامة لم يفعلوا ذلك مع خير هذه الامة ابي بكر وعمر وعثمان وعلي. وهذا امر مقطوع به تبرك المشركين انهم كانوا يرجون كثرة الخير ودوام الخير ولزوم الخير وثبات الخير بالتوجه الى الالهة وهذه الالهة يكون منها الصنم الذي من الحجارة ويكون منها القبر من التراب ويكون منها الوثن ويكون منها الشجر ويكون منها البقاع خليفة غار او عين ماء او نحو ذلك. هذه تبركات مختلفة جميعها تبركات شركية. ولهذا جاء الشيخ الله قال باب باب من تبرك بشجر او حجر ونحوهما باب من تبرك بشجر او حجر الشجر جمع شجرة والحجر معروف والشجر معروف ذلك ان المشركين كانوا يتبركون بالاشجار والاحجار حتى في اول الدعوة في هذه البلاد كانت الاشجار كثيرة التي يتبرك بها والاحجار كثيرة. قال ونحوهما نحوهما يعني نحو الشجر والحجر مثل البقاع المختلفة او غار معين او قبر او عين ماء او نحو ذلك من الاشياء التي يعتقد فيها اهل الجهالة ما حكمه الجواب انه مشرك كما فرح به الشيخ عبدالرحمن ابن حسن في شرحه فتح المجيد باب من تبرك بشجر او حجر ونحوهما فهو مشرك الشراح في هذا الموضع لم يفصحوا هل شرك المتبرك بالشجر والحجر شرك اكبر او شرك اصغر وانما ادار المعنى الشيخ سليمان رحمه الله في التيسير بعد ان فاق تفسير اية النجم افرأيتم اللات والعزى؟ قال في اخره مناسبة الاية للترجمة انه ان كان ذلك في الشرك الاكبر ان كان التبرك شركا اكبر فظاهر. وان كان شركا اصغر فالسلف يستدلون بالايات التي نزلت في الاكبر على الافرض وتحقيق هذا المقام ان التبرك بالشجر او بالحجر او بالقبر او ببقاع مختلفة قد يكون شركا اكبر وقد يكون شركا اصغر يكون شركا اكبر اذا طلب بركتها معتقدا ان هذا الشجر او الحجر او القبر اذا تمسح به او تمرغ عليه او التصق به يتوسط له عند الله فاذا اعتقد فيه انه وسيلة الى الله فهذا اتخاذ اله مع الله جل وعلا وشرك اكبر وهذا هو الذي كان يزعمه اهل الجاهلية بالاذكار والاحجار التي يعبدونها وبالقبور التي يتبركون بها يعتقدون انهم اذا عكفوا عندها وتمسحوا بها او نثروا التراب عليها فان هذه البقعة او صاحب هذه البقعة او الروحانية الروح التي تخدم هذه البقعة انه يتوسط له عند الله جل وعلا. فهذا راجع الى اتخاذ انداد مع الله جل وعلا قد قال سبحانه والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى ويكون التبرك شركا اصغر اذا كان هذا التبرك بنثر التراب عليه او الصاق الجسم بذلك او التبرك بعين ونحوها اذا كان من جهة انه جعله سببا لحصول البركة بدون اعتقاد انه يوصل الى الله يعني جعله سببا مثل ما يجعل لابس التميمة او لابس الحلقة او لابس الخير جعل تلك اشياء سببا فاذا اخذ تراب القبر ونثره عليه لاعتقاده ان هذا التراب مبارك واذا لابس جسمه فان جسمه من جهة السببية فهذا شرك اصغر. لانه ما صرف عبادة لغير الله جل وعلا. وانما اعتقد ما ليس سببا مأذونا به شرعا سببا. وعما اذا تمسح بها كما هي الحالة الاولى تمسح بها تمرغ والتصق بها لتوصله الى الله جل وعلا فهذا شرك اكبر مخرج من الملة. ولهذا قال الشيخ سليمان كما ذكرت لك ان كان التبرك شركا اكبر فظاهر في الاستدلال بالاية وان كان شركا اصغر السلف يستدلون بما نزل في الاصغر بما نزل في الاكبر على ما يريدون من الاستدلال بمسائل الشرك الاثر قال وقول الله تعالى افرأيتم اللات والعزى الايات افرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى هذه الثلاث ذكرت لكم ان الهمزة من قبل يعني بالامس ان الهمزة همزة الاستفهام اذا اتى بعدها فاء فانه يكون بينها وبين الفاء جملة دل عليها السياق فمن اول سورة النجم الى هذا الموضع يدل على المحذوف قال افرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى؟ اللات هذه صخرة بيضاء عند اهل الطائف وما هدمت الا بعد ان اسلم الثقيف ارسل لها النبي صلى الله عليه وسلم المغيرة ابن شعبة فهدمها وكسرها وكان عليها بر ولها سدنة ولها خدم. المقصود ان اللاس صخرة وصفت بانها بيضاء. وفي قراءة ابن عباس وغيره من السلف رأوها اللات افرأيتم اللات واللات هذا رجل كان يلف السويق وكان يعطيهم السويق في رواية على صخرة فعظموا تلك الصخرة وفي رواية اخرى يعني عن السلف انه كان يلت لهم السويق فلما مات عكفوا على قبره فتحصن من هذا ان اللات صخرة واذا قرأت اللاجتة سيكون قبر او صخرة كان يتعبد عندها ويتصدق ذاك الذي كان يلت السويه والعزى شجرة كانت بين مكة والطائف وكانت في العصر شجرة وهي ثم بني بناء على ثلاث ثمرات وكان هناك له سدنة وكانت امرأة كاهنة هي التي تخدم ذلك الشرك ولما فتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة ارسل اليها خالد بن الوليد قطع الاشجار الثلاث ثلاث وقتل من قتل فلما رجع واخبر النبي صلى الله عليه وسلم قال له ارجع فانك لم تصنع شيئا فرجع فرآه سدنة فروا الى الجبل ثم رأى مرأة ناشرة شعرها عريانة هي الكاهنة التي كانت تخدم ذلك كالشرك تحضر الجن اظلال الناس لذلك الموضع فرآها فعلاها بالسيف حتى قتلها فرجع للنبي صلى الله عليه وسلم على تلك العزاب المقصود ان العزة اسم لشجرة كانت في ذلك الموضع وفي الحقيقة تعلق الناس كان بتلك الشجرة المرأة التي كانت تخدم ذلك الشرك فلو قطعت الاشجار وبقيت المرأة فان المرأة ستغري الناس مرة اخرى بما تدل بما تذكره لهم او ما تحكيه لهم او ما تجيب به مطالبهم عن طريق الجن فيكون الشرك من قطع ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم تلك العزى يعني في الحقيقة هي المرأة التي تغري الناس بذلك والا فهي شجرة. كذلك مناز قال الثالثة الاخرى الاخرى يعني الوضيعة الحقيرة منات هذه ايضا صخرة سميت مناتا لكثرة ما يمنى عليها من الدماء تعظيما لها وجه مناسبة الترجمة مناسبة الاية للترجمة ان اللات صخرة ومناة صخرة والعزى شجرة وما كان يفعله المشركون عند هذه الثلاث هو عين ما يفعله المشركون في الازمنة المتأخرة عند الاشجار والاحجار والغيران والقبور ومن قرأ شيئا مما يصنعه المشركون علم غربة الاسلام في هذه البلاد قبل هذه الدعوة وان الناس كانوا على شرك عظيم واذا تأملت احوال ما حولك من البلاد مما من البلاد التي ينتشر فيها الشرك وجدت من هذه الاشجار والاحجار الهة ويتبرك بها بالشيء الكثير اعظم من ذلك اتخاذ القبور الهة يتوجه اليها ويتعبد عندها ثم ساق حديث ابي واقد الليثي قال عن ابي واقد الليثي قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها اسلحتهم. يقال لها ذات انواط فمررنا بسدرة بسدرة فقل يا رسول الله اجعل لنا ذات انواط كما لهم ذات كما لهم ذات انوار. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله اكبر انها قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو اسرائيل لموسى اجعل لنا الها كما لهم الهة قال انكم قوم تجهلون لترقبن سنن من كان قبلكم. رواه الترمذي وصححه هذا الحديث حديث صحيح عظيم المشركون كانت لهم خبرة شجرة لهم معها اعتقاد. او لهم فيها اعتقاد واعتقادهم فيها يشمل ثلاثة اشياء الاول انهم كانوا يعظمونها الثاني انهم كانوا يعكفون عندها الثالث انهم كانوا ينوطون بها الاسلحة رجاء نقل البركة من الشجرة الى السلاح حتى يكون امضى وحتى يكون خيره لحامله اكثر وفعلهم هذا شرك اكبر. لانهم عظموها وعكفوا عندها والعكوف عبادة وهو ملازمة الشيء على وجه التعظيم والقربة والثالث انهم طلبوا منها البركة فصار شركهم الاكبر لاجل هذه الثلاث مجتمعة الصحابة رضوان الله عليهم قالوا يعني من كانوا حديثي عهدا بكفر قالوا اجعل لنا ذات انوار كما لهم ذات انوار. ظنوا ان هذا لا يدخل في الشرك وان كلمة التوحيد لا تهدم هذا الفعل ولهذا قال العلماء قد يغيب عن بعض الفضلاء بعض مسائل الشرك لان الصحابة وهم اعرف الناس باللغة هؤلاء الذين كان اسلامهم بعد الفتح خفيت عليهم بعض افراد توحيد العبادة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله اكبر انها السنن قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو اسرائيل لموسى ان لنا الها كما لهم الهة شبه عليه الصلاة والسلام وانتبه لهذا شبه المقالة بالمقالة معلوم ان اولئك عبدوا غير الله عبدوا ذات الانوار واما اولئك فانما طلبوا بالقول والنبي عليه الصلاة والسلام شبه القول بقول قوم موسى اجعل لنا الها كما لهم اله ولم يفعلوا ما طلبوا ولما نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم انتهوا ولو فعلوا ما طلبوا لكان شركا اكبر لكن لما قالوا وطلبوا دون فعل صار قولهم شركا اصغرا. لانه كان فيه نوع تعلق بغير الله جل وعلا لهذا نقول ان اولئك الصحابة الذين طلبوا هذا الطلب لما نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم انتهوا وهم لا يعلمون ان هذا الذي طلبوه غير جائز والا فلا يظن بهم انهم يخالفون امر النبي صلى الله عليه وسلم ويرغبون في معصية فاذا صار الشرك في مقالهم. واما الفعل فلم يفعلوا شيئا من الشرك وهذا الذي قالوه قال العلماء هو شرك اصغر. وليس بشرك اكبر. ولهذا لم يأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بتجديد اسلامهم. دل على ذلك قوله قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو اسرائيل لموسى فشبه المقالة بالمقالة وقد قال الشيخ رحمه الله في المسائل انهم لم يكفروا وان الشرك منه اكبر ومنه اصغر لانه لم يأمرهم عليه الصلاة والسلام بتجديد الاسلام ظاهر من هذا ان في الشرك الاكبر الذي كان فيه المشركون لم يكن راجعا الى التبرك بذات الانواط فقط وانما كان بالتعظيم والعكوف والتبرك بالتعليق قد قلت لك ان التبرك بالشجر والحجر ونحو ذلك اذا كان فيه اعتقاد ان هذا الشيء يقرب الى الله وانه يرفع الحاجة الى الله او ان تكون حاجاتهم ارجى اجابة وامورهم احسن اذا تبركوا بهذا موضع فهذا شرك اكبر وهذا الذي كان يصنعه اهل الجاهلية لهذا قلت لك ان فعلهم يشمل ثلاثة اشياء التعظيم وتعظيم العبادة وهذا لا يجوز الا لله. تعظيم ان هذا يتوسل ويتوسط لهم عند الله جل وعلا. وهذا لا يجوز وهو من انواع العبادة واعتقاد شركي والثاني انهم عكفوا عندها ولازموا والعكوف والملازمة نوع عبادة فاذا عكف ولازم تقربا ورجاء ورغبة ورهبة ومحبة فهذا نوع من العبادة. والثالث التبرك فاذا يكون الشرك الاكبر ما ظم هذه الثلاثة. واذا تأملت ما يصنعه عباد القبور والخرافيون في الازمنة المتأخرة وفي زماننا هذا وجدت انهم يصنعون كما كان المشركون الاولون يصنعون عند وعند العزى وعند منات وعند ذات انوار. فانهم يعتقدون في القبر بل يعتقدون في الحديد الذي يسيد به القبر طيب فالمشاهد المختلفة في البلاد التي يفشو فيها الشرك او يظهر فيها الشرك تجد ان الناس يعتقدون في الحائض الذي على القبر او في الشباك الحديدي الذي يحيط بالقبر فاذا تمسحوا به كانهم تمسحوا بالمقبور واتصلت روحهم بانه سيتوسط لهم لانهم عظموه. هذا شرك اكبر بالله جل وعلا لانه رجع الى تعلق القلب في جلب النفع وفي دفع الضر بغير الله جل وعلا وجعله وسيلة الى الله جل وعلا كفعل الاولين الذين قال الله فيهم ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى واما الحالة الاخرى التي نبهتك في اول المقام عليها من انه يجعل بعض التمسحات اسبابا مثل ما ترى بعض الناس يأتي في الحرم ويتمسح بابواب الحرم الخارجية او ببعض الجدران او ببعض الاعمدة فهذا ظن ان ثم روحا في هذا العمود او هناك احد مدفون بالقرب منه او ثم من يخدم هذا العمود من الارواح طيبة كما يقولون تمسح لاجل ان يصل الى الله جل وعلا فهذا شرك اكبر. واما اذا تمسح باعتقاد ان هذا مكان مبارك. وان هذا سبب قد يشفيه قد يشفيه اذا قلنا اذا كان يتمسح بجعله سببا هذا يكون شركه شرك اصغر. واذا كان تعلق قلبه بهذا المتمسح به او متبرك به وعظمه ولازمه واعتقد ان ثمة