المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد ادت الرابع الباب الثالث الذي بعد باب من حقق التوحيد هو باب الخوف من الشرك كل من حقق التوحيد فلا بد ان يخاف من الشرك ولهذا تجد المحققين للتوحيد محمد عليه الصلاة والسلام كان يكثر من الدعاء بان يبعد عنه الشرك وكذلك ابراهيم عليه السلام كان يكثر من الدعاء بان لا يدركه الشرك او عبادة الاصنام فمناسبة هذا الباب لما قبله ظاهرة من ان تحقيق التوحيد عند اهله معه الخوف من الشرك وقل من يكون مخاطرا بتوحيده او غير خائف من الشرك ويكون على مراتب الكمال. بل لا يوجد فكل محقق للتوحيد كل راغب فيه حريص عليه يخاف من الشرك واذا خاف من الشرك فان الخوف وهو فزع القلب وهلعه وهربه من ذلك الشيء فان هذا الذي يخاف من الشرك سيسعى في البعد عنه والخوف من الشرك يثمر ثمرات منها ان يكون متعلما للشرك بانواعه حتى لا يقع فيه ومنها ان يكون متعلما للتوحيد بانواعه حتى يقوم في قلبه الخوف من الشرك ويعظم ويستمر على ذلك ومنها ان الخائف من الشرك يكون قلبه دائما مستقيما على طاعة الله مبتغيا مرضاة الله فان عصى او غفل كان استغفاره استغفار من يعلم عظم شأن الاستغفار وعظم حاجته للاستغفار بان الذين يستغفرون انواع لكن من علم حق الله جل وعلا وسعى في توحيده وتعلم ذلك سعى في الهرب من الشرك فانه اذا غفل وجد انه اشد ما يكون حاجة الى الاستغفار بهذا لصلاح القلب بوب الشيخ رحمه الله هذا الباب باب الخوف من الشرك وكأنه قال لك اذا كنت تخاف من الشرك كما خاف منه ابراهيم عليه السلام وكما توعد الله اهل الشرك بانه لا يغفر شركهم فاذا تعلم ما سيأتي في هذا الكتاب فان هذا الكتاب انما هو لاجل الخوف من الشرك. ولاجل تحقيق التوحيد. فهذا الكتاب موضوع تحقيق التوحيد وللخوف من الشرك والبعد عنه. فما بعد هذين البابين باب من حقق التوحيد وباب الخوف من الشرك ما بعد ذلك تفصيل لهاتين المسألتين العظيمتين. تحقيق التوحيد والخوف من الشرك ببيان معناه وبيان انواعه ذكرت لك فيما سبق ان الشرك هو اشراك غير الله معه في نوع من انواع العبادة. وقد يكون اكبر وقد يكون اصغر وقد يكون خفيا قال الشيخ رحمه الله وقول الله عز وجل ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك من يشاء هذه الاية من سورة النساء فيها قوله ان الله لا يغفر ان يشرك به والمغفرة هي الستر لما يخاف وقوع اثره وفي اللغة يقال غفر اذا ستر ومنه سمي ما يوضع على الرأس مغفر لانه يستر الرأس ويقيه. الاثر المكروه من السيف ونحوه على الرأس فمادة المغفرة راجعة الى ستر الاثر الذي يخاف منه والشرك او المعصية لها اثرها اما في الدنيا واما في الاخرة او فيهما جميعا واعظم ما ما يمن به على العبد ان يغفر ذنبه وذلك بان يستر عليه وان يمحى اثره فلا يؤاخذ به في الدنيا ولا يؤاخذ به في الاخرة. ولو المغفرة لهلك الناس قال جل وعلا هنا ان الله لا يغفر ان يشرك به لا يغفر يعني ابدا لا يغفر ان يشرك به يعني انه بوعده هذا لم يجعل مغفرته لمن اشرك به قال هنا لا ان الله لا يغفر ان يشرك به قال العلماء في هذه الاية دليل على ان المغفرة لا تكون لمن اشرك كان اكبر او اشرك شركا اصغر فان الشرك لا يدخل تحت المغفرة بل يكون بالموازنة ما يغفر الا بالتوبة. فمن مات على ذلك غير تائب فهو غير مغفور له ما فعله من الشرك قد يغفر غير الشرك كما قال ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. فجعلوا الاية دليلا على ان الشرك الاكبر والاصغر لا يدخل تحت المشيئة. وجه الاستدلال من الاية ان قوله لا يغفر ان يشرك به ان يشرك هذه ان موصول حرفي مع يشرك فعل وتقدر ان المصدرية مع ما بعدها من الفعل كما ما هو معلوم بمصدر. والمصدر نكرة وقع في سياق النفي. واذا وقعت النكرة في سياق النفي عمن قالوا فهذا يدل على ان الشرك هنا الذي نهي الاكبر والاصغر وايضا الخفي. كل انواع الشرك لا يغفرها الله جل وعلا. وذلك لعظم خطيئة الشرك. لان الله جل وعلا هو الذي خلق وهو الذي وهو الذي اعطى وهو الذي تفضل فكيف يتوجه القلب عن غيره فكيف يتوجه القلب عنه الى غيره؟ لا شك ان هذا ظلم وهو ظلم في حق الله جل وعلا. ولذلك لم وهذا اختيار شيخ الاسلام ابن تيمية واكثر علماء الدعوة قال اخرون من اهل العلم ان قوله هنا لا يغفر ان يشرك به دالة على العموم ولكن هذا عموم مخصوص ب هذا عموم مراد به خصوص الشرك الاكبر لا يغفر ان يشرك به يعني الشرك الاكبر. فقط دون غيره. واما ما دون الشرك الاكبر فانه يكون داخل يكون داخلا تحت المشيئة فيكون العموم في الاية مراد. يكون العموم مرادا به الخصوص لماذا؟ قالوا لان القرآن فيه هذا اللفظ ان يشرك به ونحو ذلك ويراد به الشرك الاكبر دون الاصغر غالبا فالشرك غالبا ما يطلق في القرآن على الاكبر دون الاصغر قال جل وعلا وقال المسيح يا بني اسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار من يشرك بالله هنا يشرك ايضا فعل داخل في سياق الشرط فيكون عامة فهل يدخل الشرك الاصغر والخفي فيه اجماعي لا يدخل لان تحريم الجنة وادخال النار والتخليد بها انما هو لاهل الموت على الشرك الاكبر. فدلنا ذلك على ان المراد بقوله من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار انهم اهل الاشراك بالشرك الاكبر لم يدخل الاصغر ولم يدخل ما دونه او انواع الاصغر. فيكون اذا فهم اية النساء على فهم اية المائدة ونحوها. انه من يشرك بالله فكأنما خر ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير او تهوي به الريح في مكان سحيق في الاكبر ونحو ذلك. فيكون اذا على هذا القول المراد بما نفي هنا ان يغفر الشرك الاكبر. ولما كان اختيار امام الدعوة كما هو اختيار عدد من المحققين كشيخ الاسلام وابن القيم وكغيرهما ان ان العموم هنا للاكبر والاصغر والخفي بانواع الشرك قام الاستدلال بهذه الاية صحيحة لان الشرك انواع واذا كان الشرك بانواعه لا يغفر فهذا يوجب الخوف منه. اعظم الخوف اذا كان الرياء لا يغفر اذا كان الشرك الاصغر الحلف بغير الله او تعليق التميمة او حلقة او خيط او نحو ذلك من انواع الشرك الاصغر ما شاء الله وشئت نسبة النعم الى غير الله اذا كان لا يغفر فانه يوجب اعظم الخوف منه كذلك شركة الاكبر واذا كان كذلك فيجتمع اذا في الخوف من الشرك من هم على غير التوحيد يعني من يعبدون غير الله ويستغيثون بغير الله ويتوجهون الى غير الله ويذبحون لغير الله وينذرون غير الله ويحبون العبادة غير الله ويرجون غير الله رجاء العبادة ويخافون خوف السر من غير الله الى غير ذلك يكون هؤلاء او بالخوف يكون هؤلاء اولى بالخوف من الشرك لانهم وقعوا فيما هو متفق عليه بانه لا كذلك يقع في الخوف ويكون الخوف اعظم ما يكون في اهل الاسلام الذين قد يشركون هنا بعض انواع الشرك من الشرك الخفي او الشرك الاصغر بانواعه وهم لا يشعرون او وهم لا يحذرون. فيكون الخوف اذا علم العبد المسلم ان الشرك بانواعه لا يغفر وانه مؤاخذ به فليست الصلاة الى الصلاة. يغفر بها الشرك الاصغر وليست وليس رمظان الى رمظان يغفر به الاصغر وليست الجمعة الى الجمعة يغفر به الشرك الاصغر. فاذا يغفر بماذا؟ يغفر بالتوبة فقط. فان لم يتب فانه تم الموازنة بين الحسنات وبين السيئات. وما ظنكم بسيئة فيها التشريك بالله مع حسنات من ينجو من ذلك ليس ثم الا من عظمت حسناته فزادت على سيئة ما وقع فيه من انواع الشرك ولا شك ان هذا يوجب الخوف الشديد لان المرأة على خطر. في انه توزن حسناته وسيئاته. ثم يكون في سيئاته انواع الشرك وهي كما هو معلوم عندكم ان الشرك بانواعه من حيث الجنس اعظم من الكبائر كبائر الاعمال المعروفة اذا وجه الاستدلال من اية النساء ان قوله جل وعلا ان الله لا يغفر ان يشرك به ان فيها عموما يشمل انواع الشرك جميعا وهذه لا تغفر فيكون ذلك موجبا للخوف من الشرك. واذا وقع وحصل الشرك في القلب فان العبد يطلب معرفة انواعه حتى لا يشرك ومعرفة اصنافه وافراده حتى لا يقع فيها وحتى يحذر احبابه ومن حوله منها. لذلك كان احب الخلق او احب الناس وخير الناس للناس من يحذرهم من هذا الامر. ولو لم يشعروا ولو لم يعقلوا قال جل وعلا كنتم خير امة اخرجت للناس لانهم يدلون الخلق على ما ينجيهم الذي يحب للخلق النجاة هو الذي يحذرهم من الشرك بانواعه ويدعوهم الى التوحيد بانواعه لان هذا اعظم ما يدعى اليه ولهذا لما حصل من بعض القرى في زمن امام الدعوة التردد وشك ورجوع عن مناصرة الدعوة فهم ما جاء به الشيخ رحمه الله وكتبوا للشيخ وغلظوا وقالوا انما جئت به ليس بصحيح وانك تريد كذا وكذا قال في اخرها قال بعد ان انشرح التوحيد وضده رغب ورهب قال في اخرها رحمه الله ولو كنتم تعقلون حقيقة ما دعوتكم اليه لكنت اغلى عندكم من ابائكم وامهاتكم ولكنكم قوم لا تعقلون وهذا صحيح ولكن لا يعقله الا من عرف حق الله جل وعلا رحمه الله تعالى واجل له المثوبة فجزاه عنا وعن المسلمين خير الجزاء ورفع درجته في المهديين والنبيين والصالحين ثم ساق الشيخ رحمه الله بعد هذه الاية قول قول الله جل وعلا واجنبني وبني ان نعبد الاصنام واجنبني وبني ان نعبد الاصنام الذي دعا بهذه الدعوة هو ابراهيم عليه السلام ومر معنا في الباب قبله ان ابراهيم قد حقق التوحيد وقد وصفه الله بانه كان امة قانتا لله حنيفا وبانه لم يك من المشركين فمن كان على هذه الحال هل يطمئن من انه لن يعبد غير الله ولن يعبد الاصنام ام يظل على خوفه حال الكمل الذين حققوا التوحيد هل هم يطمئنون ام يخافون؟ هذا ابراهيم عليه السلام كما في هذه الاية الشرك وخاف عبادة الاصنام. فدعا الله بقوله واجنبني وبني ان نعبد الاصنام انهن اضللن كثيرا من الناس فكيف بمن دون ابراهيم ممن ليس من السبعين الفا وهم عامة هذه الامة والواقع ان عامة الامة لا يخافون من الشرك فمن الذي يخاف؟ هو الذي يسعى في تحقيق التوحيد قال ابراهيم التيمي رحمه الله من سادات التابعين لما تلا هذه الاية قال ومن يأمن البلاء بعد ابراهيم اذا كان ابراهيم عليه السلام هو الذي حقق التوحيد وهو الذي وصف بما وصف به وهو الذي كسر الاصنام بيده ويخاف فمن يأمن البلاء بعده اذا ما ثم الا غرور اهل الغرور. وهذا يوجب الخوف الشديد لانه ما اعطي ابراهيم الظمانة على الا يشرك وعلى الا يزيغ قلبه مع انه سيد المحققين للتوحيد في زمانه بل وبعد زمانه الى نبينا صلى الله عليه وسلم فهو سيد ولد ادم ومع ذلك خاف قوله هنا واجنبني وبني ان نعبد الاصنام الاصنام جمع صنم والصنم هو ما كان على صورة مما يعبد من دون الله يصور صورة على شكل وجه رجل او على شكل جسمي حيوان ورأسي حيوان او على شكل صورة كوكب او نجم او على شكل الشمس والقمر ونحو ذلك فاذا صور صورة فتلك الصورة يقال لها صنم والوثن هو ما عبد من دون الله مما هو ليس على شكل صورة القبر وثن وليس بصنم والمشهد مشاهد القبور عند عبادها هذه اوثان وليست باصنام وقد يطلق على الصنم انه وثن كما قال جل وعلا في قصة ابراهيم في سورة العنكبوت انما تعبدون من دون الله اوثانا وتخلقون افكا قد يطلق على قلة وقال بعض اهل العلم هم عبدوا الاصنام وعبدوا الاوثان جميعا فصار في بعض الايات ذكر الاصنام لعبادتهم الاصنام وفي بعض الايات ذكر الاوثان لعبادتهم الاوثان والاول اظهر في انه قد يطلق على الوثن قد يطلق على الصنم انه وتن. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد آآ دعا الله الا يجعل قبره وثناه. فصار الوثن ما يعبد من دون الله مما ليس على هيئة صورة قال رحمه الله وفي الحديث اخوف ما اخاف عليكم الشرك الاصغر. فسئل عنه قال الرياء الرياء قسمان رياء المسلم ورياء المناك قيام المنافق رياء في اصل الدين يعني راعى باظهار الاسلام وابطن الكفر يراعون الناس ولا يذكرون الله الا قليلا ورياء المسلم الموحد ان يحسن صلاته من اجل نظر الرجل او ان يحسن تلاوته لاجل التسمية ان يمدح ويسمى لا لاجل التأثير فالرياء مشتق من الرؤية فما كان من جهة الرؤية يعني ان يحسن عبادة لاجل ان يرى من المتعبدين يطيل في صلاته يطيل في ركوعه في سجوده يقرأ في صلاته اكثر من العادة لاجل ان يرى ذلك منه يقوم الليل لاجل ان يقول الناس عنه انه يقوم الليل هذا شرك اصغر والشرك الاصغر هذا الذي هو الرياء قد يكون محبطا لاصل العمل الذي تعبد به وقد يكون محبطا للزيادة التي زادها فيكون محبطا لاصل العمل الذي تعبد به. اذا ابتدأ النية بالرياح الرياء مشتق من الرؤية فما كان من جهة الرؤية يعني ان يحسن عبادة لاجل ان يرى من المتعبدين يطيل في صلاته يطيل في ركوعه في سجوده. يقرأ في صلاته اكثر من العادة لاجل ان يرى ذلك منه يقوم الليل لاجل ان يقول الناس عنه انه يقوم الليل هذا شرك اصغر والشرك الاصغر هذا الذي هو الرياء قد يكون محبطا لاصل العمل الذي تعبد به وقد يكون محبطا للزيادة التي زادها فيكون محبطا لاصل العمل الذي تعبد به. اذا ابتدأ النية بالرياء. يعني في صلاته يطيل في ركوعه في سجوده يقرأ في صلاته اكثر من العادة لاجل ان يرى ذلك منه يقوم الليل لاجل ان يقول الناس عنه انه يقوم الليل هذا شرك اصغر والشرك الاصغر هذا الذي هو الرياء قد يكون محبطا لاصل العمل الذي تعبد به وقد يكون محبطا للزيادة التي زادها فيكون محبطا لاصل العمل الذي تعبد به. اذا ابتدأ النية بالرياء. يعني فيما لو صلى دخل اتى لاجل ان يرى انه يصلي ليس عنده رغبة في ان يصلي الراتبة لكن لما رأى انه يرى ولاجل ان يمدح بما يراه الناس منه صلى فهذا عمله يعني تلك الصلاة حابطة ليس له فيها ثواب وان جاء الرياء في اثناء العبادة فان ما زاده لاجل الرؤية يبطل كما قال عليه الصلاة والسلام قال الله تعالى انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك فيه معي غيري وقته وشركه بالشاهد من الحديث قوله عليه الصلاة والسلام اخوف ما اخاف عليكم الشرك الاصغر هو اخوف الذنوب التي خافها النبي عليه الصلاة والسلام على اهل التوحيد لانهم ما داموا اهل توحيد فانهم ليسوا من اهل الشرك الاكبر فبقي ما يخاف عليهم الشرك الاصغر والشرك الاصغر تارة يكون في النيات وتارة يكون في الاقوال وتارة يكون في الاعمال يعني في القلب يكون الشرك الاصغر وفي المقال وفي الفعال ايضا وسيأتي في هذا الكتاب بيان اصناف من كل واحدة من هذه الثلاث. اذا النبي عليه الصلاة والسلام قال اخوف ما اخاف عليكم الشرك الاصغر فهو اخوف الذنوب على هذه الامة لماذا خافه عليه الصلاة والسلام وكان اعظم الذنوب خوفا لاجل اثره وهو انه لا يغفر ولاجل ان الناس قد يغفلون عنه ولهذا خافه عليهم عليه الصلاة والسلام. والشيطان حرصه على اهل التوحيد ان يدخل فيهم الشرك الاصغر من جهة الرياء ومن جهة الاقوال والاعمال والنيات اعظم من فرحه بغير ذلك من الذنوب بعد ذلك ساق حديث ابن مسعود قال وعن ابن مسعود رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من مات وهو يدعو من دونه لله ندا دخل النار وجه الاستدلال منه انه قال من مات وهو يدعو من دون الله ندا ودعوة الند من دون الله من الشرك الاكبر لان الدعاء عبادة وهو اعظم العبادة وقد جاء في الحديث الصحيح الدعاء هو العبادة. وفي معناه حديث انس الذي في السنن الدعاء مخ العبادة فهو اعظم انواع العبادة. فمن مات وهو يصرف هذه العبادة او شيئا منها لغير الله ند من الانداد فقد استودع جبناه وقوله دخل النار يعني كحال الكفار خالدا فيها لان الشرك الاكبر اذا وقع من المسلم فانه ولو انا اصلح الصالحين يحبط العمل قد قال جل وعلا لنبيه ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لان اشركت ليحبطن عملك ولتكونن في الاخرة من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين. اشرك النبي عليه الصلاة والسلام فان الله عظيم. والله اكبر وخلقه هم المحتاجون اليه. العبيد له سبحانه فلو اشرك النبي عليه الصلاة والسلام لحبط عمله ولكان في الاخرة من الخاسرين. افلا يوجب هذا ان يخاف من هو دونه؟ ممن يدعي الصلاح والعلم من الشرك بل قد شاع في هذه الامة ان بعض المنتسبين الى العلم يدعو الى الشرك ويحض ويكره ويبغض في التوحيد وهذا كما قال الله جل وعلا عن اسلافهم واذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالاخرة واذا ذكر الذين من دونه اذا هم يستبشرون فاذا وجه الاستدلال ظاهر من مات وهو يدعو لله ندا ومن مات وهو يدعو من دون الله ندا دخل النار وذلك يوجب الخوف لان قصد المسلم القصد في العاقل ان يكون ناجيا من النار ومتعرضا لثواب الله في الجنة لفظ من دون الله يكثر في القرآن والسنة ومن دون الله عند علماء التفكير وعلماء التحقيق يراد بها شيئان الاول معنى مع يدعو من دون الله يعني مع الله والثاني ان كل وعلى بل قبل الثاني تتمة للاول. الاول ان تكون بمعنى ما من دون الله يعني مع الله وعبر عن المعية بلفظ من دون الله. لان كل من دعي مع الله فهو دون الله جل وعلا فهم دونه والله جل وعلا هو الاكبر هو العظيم. وفي هذا دليل على بشاعة عمله. والثاني ان قوله منذ الله يعني غير الله من مات وهو يدعو من دون الله يعني وهو يدعو الها غير الله. فتكون من دون الله يعني انه لم يعبد الله اشرك معه غيره بل دعا غيره استقلالا. فشملت من دون الله الحالين. من دعا الله ودعا غيره ومن دعا غيره الله وتوجه اليه استقلالا قال رواه البخاري ولمسلم عن جابر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من لقي الله لا يشرف به شيئا دخل الجنة ومن لقيه يشرك به شيئا دخل النار من لقي الله لا يشرك به شيئا ذكرت لكم بالامس ان قوله لا يشرك به شيئا هذا فيه نوعان من العموم عموما في انواع الشرك فهي منفية وعموم في المتوجه اليهم في المشرك بهم في قوله شيئا من لقي الله لا يشرك يعني باي انواع من الشرك به شيئا يعني لم يتوجه الى اي احد. لا لملك ولا لنبي ولا لصالح ولا لجني ولا لطالح. ولا لحجر ولا لشجر الى غير ذلك دخل الجنة يعني ان الله جل وعلا وعده بدخول الجنة برحمته سبحانه وتقبله وبوعده الصادق الذي لا يخلف قال ومن لقيه يشرك به شيئا دخل النار فكل مشرك متوعد بالنار بل وجه الدلالة كما يستقيم مع ادلال الشيخ بالاية بان من لقي الله وهو على شيء من الشرك الاكبر او الاصغر او الخبي فانه سينال العقوبة والعذاب في النار والعياذ بالله قال ومن لقيه يشرك به شيئا فهذي فيها عموم ايظا كما ذكرنا لان من هنا شرطية ويشرك فيها نكرة وهي عامة لانواع الشرك وشيئا عامة في المتوجه اليه. من لقيه يشرك به شيئا دخل النار وهنا دخول النار هل هو ابدي امدي؟ بحسب الشرك. فان كان الشرك اكبر ومات عليه فانه ادخلوا النار دخولا ابدية وان كان الشرك ما دون الشرك الاكبر اثر او خفي فانه متوعد بالنار وسيدخل النار ويخرج منها لانه من اهل التوحيد هل يدخل في الشرك الاصغر في الموازنة ام لا؟ ذكرت لك في اول الدرس ان الشرك الاصغر يدخل في الموازنة. موازنة الحسنات والسيئات وانه اذا رجحت حسناته انه لا يعذب على الشرك الاصغر لكن هذا ليس في كل الخلق. لكن منهم من يعذب على الشرك الاصغر. لان الموازنة بين الحسنات والسيئات ليست في كل الخلق وليست في كل الذنوب بل قد يكون من الذنوب ما يستوجب النار ولو رجحت الحسنات على السيئات فانه يستوجب الجنة ولكن لابد من ان يطهر في النار. وهذا دليل على وجوب الخوف من ترك بان من لقي الله وهو من لقي الله يشرك به شيئا دخل النار فاذا كان كذلك وهذا يشمل الشرك الاكبر والاصغر والخفي فان المرء يجب عليه ان يهرب اشد الهرب من والشرك الاصغر والخفي يستعيذ المرء بالله جل وعلا منه ويقول اللهم اني اعوذ بك ان اشرك بك شيئا اعلمه واستغفرك مما اعلم لانه اذا علم فاشرك فانه سيترتب الاثر الذي ذكرناه وهو عدم المغفرة. فبهذا الدعاء الذي علمناه رسولنا عليه الصلاة والسلام فيه التفريق بين الشرك الاصغر مع العلم والشرك الاصغر مع الجهل فقال اعوذ بك ان اشرك بك شيئا اعلمه لان امر الشرك الاصغر مع العلم عظيم فيستعيذ المرء بالله من ان يشرك شركا اصغر وما هو اعلى منه من باب اولى وهو يعلم؟ قال واستغفرك مما لا اعلم لان المرأة قد يكون شيء على فلتات وهو لا يعلم ولم يقصد ذلك ويستغفر الله جل وعلا منه. هذا يدلكم على ان الشرك امره عظيم ولا يتهاون احد بهذا الامر لان ما انتهاون بالشرك وبالتوحيد فانه تهاون باصل دين الاسلام بل تهاون بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم في مكة سنين عددا بل تهاون بدعوة الانبياء والمرسلين فانهم اجتمعوا على شيء. الا وهو العقيدة وهو توحيد العبادة الربوبية والاسماء والصفات. واما الشرائع فشتى لهذا وجب عليك الحذر. كل الحذر من الشرك بانواعه وانت تعلم ضده وان تتعلم ايضا افراد الشرك وافراد التوحيد. وانما يستقيم العلم بذلك اذا تعلمت الافراد اما التعلم الاجمالي لذلك فهذا كما يقال نحن على الفطرة لكن اذا اتت الافراد ربما رأيت بعض الناس فيما بين ظهرانيكم يخوضون في بعض الاقوال او الاعمال التي هي من جنس الشرك وهم لا يشعرون وذلك لعدم خوفهم وهربهم من الشرك نسأل الله جل وعلا العفو والعافية. فاذا احرص على تعلم هذا الكتاب ومدارسته وعلى كثرة مذاكرته وفهم ما فيه من الحجج والبينات لانه هو خير ما يكون في صدرك بعد كتابه. الله جل وعلا وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. لان