المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد الدرس الخامس. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه اما بعد فاسأل الله جل وعلا لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح وان يستعملنا فيما يحب ويرضى وان يجعل العلم حجة لنا لا حجة علينا هذا وان من المهمات في مسير طالب العلم ان يعتني بحفظ العلم المنتخب واعني بحفظ العلم المنتخب الذي يتصيده من الكتب او مما سمعه من العلماء او المشايخ او طلبة العلم ذلك ان تعليم العلم يكون معه فوائد قد لا يجدها الاكثرون في الكتب ولهذا لا بد من التقييد والتقييد يكون في دفتر خاص وقل ما تجد احد قلما تجد احدا من اهل العلم الا وكان له في سني الطلب دفتر خاص اوراق مجموعة يكتب فيها ما ينتخبه من المهمات مما يقرأ او مما يسمعه من الشيوخ لانك اذا كنت تقرأ ستجد اشياء كثيرة ليست ملفتة بالنظر ولست بحاجة اليها في فترتك التي تعيشها وتارة تجد اشياء مهمة كذلك فيما تسمعه من العلماء او من المعلمين فان ثمة اشياء مهمة وثمة اشياء من قبيل الوصف الوصف يمكن ان يدرك بمراجعة بعض المراجع القريبة ونحو ذلك. اما ما كان من قبيل التعاريف او التقاسيم او التصوير او ذكر الخلاف او ذكر الراجح او ذكر الدليل او ذكر وجه ادلال فهذا لا بد من تقييده. اذا فكان من اللوازم لك ان تتخذ لك كراسة خاصة فيها الفوائد والفوائد هذه اما ان تكون مقروءة او مسموعة والذي اريد ان تكتبه في هذا المنتخب او الكراسة ان تعتني فيه بكتابة التعاريف او الظوابط لان العلم نصفه في التعاريف والضوابط وان تعتني فيها بذكر القيود اذا سمعت قيدا في مسألة فان القيد اهميته كاهمية حصر المسألة لانه بدون فهم القيد يكون تصور اصل المسألة غير جيد بل قد يكون خطأ فتنزلها في غير منزلتها او التقاسيم تجد في بعض كتب اهل العلم مثلا قول بان هذه المسألة تنقسم الى ثلاثة اقسام او هذه الصورة لها ثلاث حالات. لها خمس حالات. لها حالتان وكل حالة تنقسم الى حالتين يقول ابن القيم رحمه الله تعالى العلم ادراكه في ادراك تقاسيم فذهنك من الحسن بل من المتأكد ان تعوده على ظبط التعاريف ضبط القيود على ادراك التقسيمات اذا رأيت في كلام بعض اهل العلم ان هذه تنقسم الى كذا وكذا فمن المهم ان تسجل ذلك وان تدرسه وان تتحفظه لان في التقسيمات ما يجلو المسألة وبدون التقاسيم تدخل بعض الصور في بعض وتدخل بعض المسائل في بعض اما اذا قسمت فان في التقسيم ما يوضح اصل المسألة بان لكل حالة قسم بان لكل حالة قسمة ايضا من المهمات لك في مسيرك في طلب العلم فيما تقيده ان يكون لك تقييم بعد كل فترة من الزمن فيما كتبته في تلك الكراسة او الكراسات ستجد انك مثلا بعد مضي سنة من طلبك للعلم تجد انك تستغرب ما كتبته في تلك السنة بعد امده لماذا؟ لانك اول ما كتبت كانت كانت المكتوبات كانت المسائل الجديدة عليه. فكتبت لتحفظ وبعد ان حفظت ودرست وكررت ما كتبته في هذه الكراسة صارت واضحة وضوح اسمك لديك وبالتالي فان المعلومات تزيد وكلما ازدادت المعلومات بحفظ ما سبق يكون السابق واضحا لديك لست محتاجا لعناء في تناوله من العقل او الذهن. لانه صار محفوظا متصورا بقيوده و بضوابطه. اذا من المهم ان ترتب نفسك. في ان تنتخب مما تقرأ او مما تسمع اشياء مهمة تتعلق بما ذكرنا اما التعاريف واما بالظوابط او بالقيود او بالتقاسيم او بالدليل او بوجه الاستدلال وهذا يشمل جميع العلوم سواء من ذلك العلوم الصناعية يعني علوم الالة او العلوم الاصلية التي هي المقصودة حبذا لو تبدأ بهذا من اليوم فتجعل لك منتخبا تنتخب فيه الفوائد ثم تتحفظها ثم بعد مدة ستراها انها صارت سهلة ميسورة فتنتقل الى غيرها فيجتمع العلم بعد مدة. اسأل الله جل وعلا ان يجعلنا واياكم ممن يسر عليه العلم ويسر عليه العمل. وصلى الله وسلم على نبينا محمد نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد قال المصنف رحمه الله تعالى باب الدعاء الى شهادة ان لا اله الا الله وقول الله تعالى قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين. وعن ابن عباس رضي الله وعن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذا الى اليمن قال انك تأتي قوما من اهل الكتاب فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله. وفي رواية الى ان يوحدوا الله فانهم اطاعوك لذلك فاعلمهم ان الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة فانهم اطاعوك لذلك اعلمهم ان الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من اغنيائهم فترد على فقرائهم. فانهم اطاعوك لذلك فاياك اموالهم واتق دعوة المظلوم فانه ليس بينها وبين الله حجاب. اخرجاه ولهما عن سهل ابن سعد رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله هو رسوله يفتح الله على يديه يفتح الله على يديه فبات الناس يذوقون ليلته فبات الناس يذوقون ليلته ايهم يعطاها فلما اصبحوا غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو ان يعطاها فقال اين علي بن ابي يطالب فقيل هو يشتكي عينيه فارسلوا اليه فاوتي به فبصق في عينيه فبرأ كأن لم يكن به وجع فاعطاه الراية فقال انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم الى الاسلام وبما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه. فوالله لان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم خير لك من حمر النعم. يذوقون يخوضون هذا الباب هو باب الدعاء الى شهادة ان لا اله الا الله باب الدعوة الى التوحيد وقد ذكر في الباب قبله الخوف من الشرك وقبله ذكر فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب وباب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب ولما ذكر بعده باب الخوف من الشرك اجتمعت معالم حقيقة التوحيد في النفس في نفس الموحد فهل من اجتمعت حقيقة التوحيد في قلبه بان عرف فضله وعرف معناه وخاف من الشرك ومعنى ذلك انه استقام على التوحيد وهرب من ضده هل يبقى مقتصرا على نفسه؟ ام انه لا تتم حقيقة التوحيد في القلب الا بان يدعو الى حق الله الاعظم. الا وهو افراده جل وعلى بالعبادة وبما يستحقه سبحانه وتعالى من نعوت الجلال واوصاف الجمال بوب الشيخ رحمه الله بهذا الباب ليدل على ان من تمام الخوف من الشرك ومن تمام التوحيد ان يدعو المرء الى التوحيد فانه لا يتم في القلب حتى تدعو اليه وهذه حقيقة شهادة ان لا اله الا الله لان الدعوة الى شهادة ان لا اله الا الله علمت حيث شهد العبد المسلم لله بالوحدانية قال اشهد ان لا اله الا الله وشهادته معناها اعتقاده نطقه واخباره الغير. بما دلت عليه فلابد اذا في حقيقة الشهادة وفي تمامها من ان يكون المرء من ان يكون المكلف الموحد ان يكون داعيا الى التوحيد. لهذا ناسب ان يذكر هذا الباب بعد من ابواب قبله. ثم له مناسبة اخرى لطيفة وهي ان ما بعد هذا الباب هو تفسير للتوحيد وبيان افراده وتفسيره للشرك وبيان افراده. فيكون اذا الدعوة الى شهادة ان لا اله الا الله. الدعوة الى قيل دعوة الى تفاصيل ذلك وهذا من المهمات لان كثيرين من المنتسبين للعلم من اهل الانصار يسلمون بالدعوة الى التوحيد اجمالا ولكن اذا اتى التفصيل في بيان مسائل التوحيد او جاء التفصيل لبيان افراد بالشرك فانهم يخالفون في ذلك وتغلبهم نفوسهم في مواجهة الناس في في حقائق افراد توحيد وافراد الشرك. اذا فالذي تميزت به هذه الدعوة دعوة الامام المصلح رحمه الله ان الدعوة فيها الى شهادة ان لا اله الا الله دعوة تفصيلية ليست اجمالية اما الاجمال فيدعو اليه كثيرون. نهتم بالتوحيد ونبرأ من الشرك. لكن لا يذكرون تفاصيل ذلك. والذي ذكره الامام رحمه الله في بعض رسائله انه لما عرض هذا الامر يعني الدعوة الى التوحيد عرظه على علماء الامطار قال وافقوا على ما قلت وخالفوني في مسألتين. في مسألة التكفير وفي مسألة القتال. وهاتان حلفان سبب المخالفة مخالفة اولئك العلماء فيها انهما فرعان ومتفرعتان عن عن البيان والدعوة الى افراد التوحيد والنهي عن افراد الشرك. اذا الدعاء الى فهذا في ان لا اله الا الله هو الدعاء الى ما دلت عليه من التوحيد والدعاء الى ما دلت عليه من نفي الشريك في العبادة وفي الربوبية وفي الاسماء والصفات عن الله جل وعلا وهذه الدعوة دعوة تفصيلية اجمالية ولهذا فصل الامام رحمه الله في هذا الكتاب انواع التوحيد وافراد توحيد العبادة وفصل الشرك الاكبر والاصغر وبين افرادا من وذاك يأتي تسخير شهادة لا اله الا الله في الباب الذي بعده بانه باب تفسير التوحيد وشهادة ان لا لا اله الا الله قال رحمه الله وقول الله تعالى قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين هذه الاية من اخر سورة يوسف هي في الدعوة الى الله. وسورة يوسف كما هو معلوم من تأملها هي للدعوة الى الله. من اولها الى اخرها. موضوعها الدعوة. ولهذا لهذا جاء في اخرها قواعد مهمة في حال الدعاة الى الله وحال الرسل الذين الى الله ما خالف به الاكثرون الرسل واستيئات الرسل من نصرهم ونحو ذلك من احوال الدعاة الى الله في اخر تلك السورة قال الله جل وعلا لنبيه قل هذه سبيلي. ادعو الى الله على بصيرة هذه سبيلي انني ادعو الى الله. فمهمة الرسل هي الدعوة الى الله جل وعلا سبيلي ادعو الى الله على بصيرة. واحسن الاقوال قول من دعا الى الله. واحسن الاعمال عمل من دعا الى الله جل وعلا. ولهذا قال سبحانه ومن احسن قولا ممن دعا الى الله عمل صالحا وقال انني من المسلمين قال الحسن البصري رحمه الله في تفسير هذه الاية ما معناه؟ قال هذا حبيب الله هذا ولي الله هذا صفوة الله من خلقه. اجاب الله في دعوته ودعا الناس الى ما اجاب الله فيه من دعوته هذا خليل الله وهذا امر عظيم هذا حبيب الله وهذا امر عظيم في ان الداعي الى الله هو احسن اهل الاقوال قولا ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين. قال جل وعلا هنا قل هذه سبيلي ادعو الى الله قوله ادعو الى الله هذا موطن الشاهد فانه دعاء الى الله جل وعلا لا الى غيره. وهذه فيها فائدتان الاولى ان الدعوة الى الله دعوة الى توحيده دعوة الى دينه كما سيأتي تفسير هذه الكلمة في الحديثين بعدها حديث ابن عباس في ارسال معاذ الى اليمن وحديث سهل ابن سعد رضي الله عنه في اعطاء علي الراية قال جل وعلا ادعو الى قل هذه سبيلي ادعو الى الله. الفائدة الاولى ان الدعوة الى التوحيد. الثانية ان في قوله ادعو الى الله بالتنبيه على الاخلاص. وهذا يحتاجه من اراد الدعاء الى شهادة ان لا اله الا الله والدعاء الى الاسلام يعني الدعوة الى الاسلام يحتاج ان يكون مخلصا لذلك ولهذا قال الشيخ رحمه الله في هذا الباب في قوله الى الله التنبيه على الاخلاص لان كثيرين وان دعوا الى الحق فانما يدعون الى انفسهم او نحو ذلك قال على بصيرة والبصيرة هي العلم البصيرة للقلب كالبصر للعين يبصر بها المعلومات والحقائق فكما انك بالعين تبصر الاجرام والدواس فالمعلومات تبصر بالبصيرة بصيرة القلب والعقل يعني انه دعا على علم وعلى يقين وعلى معرفة لم يدعوا الى الله على جهالة قال انا ومن اتبعني يعني ادعو انا الى الله ومن اتبعني ممن اجاب دعوتي فانهم يدعون الى الله ايضا على بصيرة. وهذا ايضا من مناسبة ايراد الاية تحت هذا الباب لان من اتبع النبي صلى الله عليه وسلم يدعون الى الله فاذا المتبعون للرسول عليه الصلاة والسلام الموحدون لا بد لهم من الدعوة الى الله بل هذه صفتهم التي امر الله نبيه ان يخبر عن صفته وعن صفتهم. قال قل يعني يا محمد هذه ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني. فهذه اذا خصلة اتباع الانبياء. انهم لم يخافوا من الشرك فحسب ولم يعلموا التوحيد ويعملوا به فحسب بل انهم دعوا الى ذلك وهذا امر حتمي لان من عرف عظم حق الله جل وعلا فانه يغار على حق الرب سبحانه وتعالى يغار على حق مولاه يغار على حق من احبه فوق كل محبوب ان يكون توجه الخلق الى غيره بنوع من انواع مع التوجهات فلابد اذا ان يدعو الى اصل الدين واصل الملة الذي اجتمعت عليه الانبياء والمرسلون الا وهو توحيد توحيده جل وعلا في عبادته وفي ربوبيته وفي اسمائه وصفاته جل وعلا وعز سبحانه ثم ساق الامام رحمه الله حديث ابن عباس انه قال لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذا الى اليمن قال انك تأتي قوما اهل كتاب فليكن اول ما تدعونه اليه شهادة ان لا اله الا الله. وفي رواية الى ان يوحد الله هذا موطن الشاهد وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم امر معاذا اذا دعا ان يكون اول الدعوة الى شهادة ان لا اله الا الله. وفسرتها الرواية الاخرى للبخاري في كتاب التوحيد من صحيحه. قال الى الى ان يوحدوا الله. فشهادة ان لا اله الا الله الدعوة اليها مأمور بها. وهي الدعوة الى التوحيد. فالنبي عليه الصلاة والسلام امر معاذا ان يدعو اهل اليمن وهم من اهل الكتاب يعني من اهل الكتاب الذي هو التوراة والانجيل بعضهم يهود وبعضهم نصارى. اما المشركون فهم فيهم قليل بل اكثرهم احد اتباع الملتين. قال العلماء في قوله عليه الصلاة والسلام له انك تأتي قوما اهل كتاب فيه توطين وفيه توطئة في للنفس ان يهيئ نفسه لمناظرتهم. ومعاذ ابن جبل من علماء بدين الاسلام ومن علماء الصحابة رضوان الله عليهم اجمعين. فقال له عليه الصلاة والسلام ذلك هيأ نفسه لمناظرتهم ولدعوتهم. ثم امره ان يكون اول الدعوة الى ان يوحدوا الله جل وعلا في قوله هنا فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله هذه تقرأ على وجهين. الاول اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله. فتكون اول اسم يكن وتكون شهادة هي الخبر وهذا من جهة المعنى معناه انه اخبره عن الاولية فابتدأ بالاولية ثم اخبره بذلك الاول. والظبط الثاني او القراءة الثانية القراءة الثانية ان تقرأ هكذا فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله فيكون اول خبر يكن مقدم وشهادة اسم يكن مؤخر مرفوع وهذا معناه الاخبار عن الشهادة بانها اول ما يدعى اليه وهذان الوجهان جائزان والمشهور هو الوجه الثاني هذا بجعل اول منصوبة وذلك لان مقام ذكر الشهادة والابتداء بها هو الاعظم وهو المقصود ليلتفت السامع والمتلقي وهو معاذ الى ما يراد ان يخبر عنه من جهة الشهادة فاذا موطن الشاهد من هذا الحديث ومناسبة ايراد هذا الحديث في الباب هو ذكر ان اول ما يدعى اليه هو التوحيد وهو شهادة ان لا اله الا الله ثم ساق ايضا حديث سهل بن سعد الذي في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. يفتح الله على يديه فبات الناس يدوقون ليلتهم بات البيتوتة فهي المكث في الليل معه نوم او ليس معه نوم. بات الناس يذوقون ليلتهم يعني يخوضون في تلك الليلة. باتوا يعني ظلوا ليلا يتحدثون من دون نوم لشدة هذا الفضل الذي ذكره عليه الصلاة والسلام. قال فلما اصبحوا غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو ان يعطاها. فقال اين علي بن ابي في طالب فقيل هو يشتكي عينيه فارسلوا اليه فاوتي به فبصق في عينيه ثم دعا له فبرأ كأن لم قم به وجعك فاعطاه الراية فقال انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم الى الاسلام. هذا موطن الشاهد فالمناسبة بايراد هذا الحديث في الباب قال ثم ادعهم الى الاسلام واخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه. الدعوة الى الاسلام هي الدعوة الى توحيد لان اعظم اركان الاسلام شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. وضم اليها عليه الصلاة والسلام ان يدعوهم ايضا الى حق الله فيه يعني الى ما يجب عليهم من حق الله فيه. قال اخبرهم بما يجب عليه من حق الله فيه يعني في الاسلام من جهة التوحيد ومن جهة الفرائض واجتناب المحرمات ولهذا كانت الدعوة الى الاسلام يجب ان تكون في اصله وهو التوحيد وبيان معنى الشهادة ثم بيان المحرمات والواجبات لان اصل الاصول هو المقدم فهو اول واجب لاحظ ان الاية اية سورة يوسف فيها بيان ان كل الصحابة دعاة الى الله جل وعلا دعاة الى التوحيد وحديث معاذ فيه ان معاذا كان من الدعاة الى الله وفصل فيه نوع تلك الدعوة الى الله جل وعلا وكذلك حديث سهل ابن سعد الذي فيه قصة علي فيه الدعوة الى الاسلام فتكون يكون هذا يكون هذان الحديثان كالتفصيل لقوله في الاية ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني. الدعوة على بصيرة هي الدعوة الى شهادة ان لا اله الا الله الى ان