المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد الدرس السابع عشر. قال رحمه الله تعالى باب الشفاعة وقول الله تعالى وانذر به الذين يخافون ان يحشروا الى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع لعلهم يتقون. وقوله قل لله الشفاعة جميعا. وقوله من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه وقوله وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء ويرضى وقوله قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير لا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له؟ وقال ابو العباس رحمه الله تعالى نفى الله عما سواه كل ما يتعلق به يكون فنفى ان يكون لغيره ملك او قسط منه او يكون عونا لله ولم يبق الا الشفاعة فبين انها لا تنفع الا لمن له الرب كما قال تعالى ولا يشفعون الا لمن ارتوى. فهذه الشفاعة التي يظنها المشركون هي منتفية يوم كما نفاها القرآن واخبر النبي صلى الله عليه وسلم انه يأتي فيسجد لربه ويحمده لا يبدأ بالشفاعة اولا ثم فيقال له ارفع رأسك وقل تسمع وسل تعطى فليسمع. وقل يسمع وسل تعطى واشفع تشفع. وقال له ابو وهريرة وقال له ابو هريرة من اسعد الناس بشفاعتك؟ قال من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه فتلك لاهل الاخلاص باذن الله تعالى. ولا تكونوا لمن اشرك بالله. وحقيقته ان الله سبحانه هو الذي يتفضل على اهل الاخلاص فيغفر لهم بواسطة دعاء من اذن له بواسطة دعاء من اذن له ان يشفع ليكرمه وينال المقام المحمود. فالشفاعة التي نفاها القرآن ما كان فيها شرك ولهذا اثبت الشفاعة باذنه في مواضع وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم انها لا تكون الا لاهل عن التوحيد والاخلاص هذا باب الشفاعة ايراد هذا الباب بعد البابين قبله مناسب جدا ذلك ان الذين يسألون النبي عليه الصلاة والسلام ويستغيثون ويطلبون منه او يسألون غيره من الاولياء او الانبياء اذا اقمت عليهم الحجة بما ذكر من توحيد الربوبية قالوا نحن نعتقد ذلك ولكن هؤلاء مقرب معظمون و رفعهم الله جل وعلا عنده ولهم الجاه عند الرب جل وعلا. واذا كانوا كذلك فهم يشفعون عند الله لان لهم جاها عنده فمن توجه اليهم ارضوه بالشفاعة وهم ممن رفعهم الله ولهذا يقبل شفاعته فكان الشيخ رحمه الله رأى حال المشركين وحال الخرافيين واستحضر حججهم وهو كذلك اذ هو اخبر اهل هذه العصور المتأخرة بحجج المشركين استحضر ذلك فقال لم يبقى الا الشفاعة لهم اذا حاججتهم فهذا باب الشفاعة والشفاعة في الاصل مأخوذة من الشفع والشفع هو الزوج لان الشافع طالب وصار مع صاحب الطلب الاصلي شفعا فواحد يريد شيئا بعث الثاني يشفع له فصار شفعا له. فسميت شفاعة لانه بعد ان كان صاحب الطلب واحدا صار شفعا بعد ان كان فردا فسميت شفاعة لذلك والشفاعة هي الدعاء. وطلب الشفاعة هو طلب الدعاء. فاذا قال قائل استشفع برسول الله كأنه قال اطلب من الرسول صلى الله عليه وسلم ان يدعو لي عند الله فالشفاعة طلب ولهذا من استشفع فقد طلب الشفاعة فالشفاعة دعاء وهي طلب الدعاء ايضا فلهذا صار كل دليل تقدم لنا وكل دليل في الكتاب او في السنة فيه ابطال يدعى مع الله جل وعلا الى اخر يصلح ان يكون دليلا للشفاعة يعني لابطال الاستشفاء بالموتى وبالذين غابوا عن دار التكليف لان حقيقة الشافعي انه طالب ولان حقيقة المستشفع انه طالب. فالشافع في ظن المستشفع يدعو والمستشفع يدعو من اراد منه الشفاعة. يعني اذا اتى ات الى للنبي او قبر ولي او نحو ذلك فقال استشفع بك او اسألك الشفاعة يعني طلب منه ودعا ان يدعو له فلهذا صار صرفها او صار التوجه بها الى غير الله جل وعلا شرك اكبر لانها في الحقيقة دعوة لغير لله لانها في الحقيقة سؤال سؤال من هذا الميت سؤال وتوجه بالطلب والدعاء من غير الله جل وعلا. فيتوجه الى غير الله بالسؤال والطلب والدعاء. اذا فالشفاعة عرفت معناها وان التوجه الى غير الله بالشفاعة يعني بطلب الشفاعة شرك اكبر اذا كان هذا المتوجه اليه من الاموات اما اذا كان حيا فانه في دار التكليف يطلب منه ان يشفع عند الله بمعنى ان يدعوا وقد يجاب دعاءه وقد لا يجاب او كما يحصل ان يشفع بعض الناس لبعض للشفاعة الحسنة او بالشفاعة السيئة من يشفع شفاعة حسنة ومن شفاعة سيئة فهذا يحصل لانهم في دار تكليف ويقدرون على الاجابة وقد اذن الله في طلب الشفاعة منهم بان يدعو لهذا كان الصحابة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ربما اتى بعضهم ربما اتى بعضهم النبي عليه الصلاة والسلام وطلب ان يشفع له يعني ان يدعو له مسألة الشفاعة من المسائل التي تخفى على كثيرين ولهذا وقع بعض اهل العلم في اغلاط من جهة طلب الشفاعة من النبي عليه الصلاة والسلام فعوردوا قصصا في كتبهم فيها استشفاع بالنبي عليه الصلاة والسلام دون انكار كما فعل النووي وكما فعل ابن قدامة في المغني ونحو ذلك وهذا لا يعد خلافا في المسألة لان هذا الخلاف راجع الى عدم فهم حقيقة هذا الامر. ومسألة مسألة فيها خفاء. ولهذا يقول اهل العلم من ائمة الدعوة رحمهم الله اقامة بحجة في مسائل التوحيد تختلف بحسب قوة الشبهة فاقل الشبهات برودا وايسر الحجج قدوما على المخالف فيما يتعلق باصل دعوة غير الله معه وبالاستغاثة بغير الله وفي الذبح لغير الله ونحو ذلك ومن اكثرها اشتباها الا على المحقق من اهل العلم مسألة الشفاعة ولهذا الشيخ رحمه الله اتى بهذا الباب وقال باب الشفاعة وبين لك بما فاق من الادلة من الكتاب والسنة ان الشفاعة لا تصح الا في الشفاعة التي تنفع فانها لا تصح الا بشروط وكذلك هناك شفاعة منفية ليست كل شفاعة تقبل وانما هناك شفاعة تقبل وهناك شفاعة ترد تقبل بشروط وترد ايضا باوصاف فاذا صار عندنا ان الشفاعة قسمان في القرآن والسنة شفاعة منفية وشفاعة مثبتة. اما الشفاعة المنفية فهي التي نفاها الله جل وعلا عن اهل الاشراك كما ساق الشيخ رحمه الله اول دليل قال وقول الله عز وجل وانذر به الذين يخافون ان يحشروا الى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع فهذه الشفاعة منفية وهي منفية عن الجميع عن الذين يخافون عن اهل التوحيد وعن غيرهم. اما عن اهل التوحيد فهي منفية الا بشروط وهي اذن الله للشافع ان يشفع رضاه جل وعلا عن الشافعي وعن مشفوع له فاذا قوله هنا ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع يعني ان الشفيع في الحقيقة هو الله جل جلاله دون ما سواه. ولهذا عقبها بالاية الاخرى قل لله الشفاعة جميعا. فالشفاعة جميعا ملك لله واهل الايمان وغيرهم في الحقيقة ليس لهم من دون الله ولي ولا شفيع ليس احد يشفع لهم من دون الله جل وعلا بل لابد ان يكون الشفاء ان تكون الشفاعة بالله يعني باذنه وبرضاه. فاذا اذا تقرب ذلك فانه اذا نفيت الشفاعة عن احد سوى الله جل وعلا وان الذي يملك الشفاعة انما هو الله جل وعلا وحده فاذا انبطل التعلق تعلق قلوب اهل الشفاعة الذين يسألون الموتى الشفاعة بطل تعلقهم بمسألة الشفاعة لان الشفاعة ملك لله وهذا لا يملك وها هل تنفع الشفاعة مطلقا ام لابد ايضا من قيود؟ نعم الشفاعة تنفع لكن لابد من شروط. ولهذا اورد بعدها قال جل وعلا من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه. قال وقوله وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء ويرضى ووجه الاستدلال من من الاية الاولى ان فيها قيد الاذن. فليس احد يشفع الا شرط ان يأذن الله له من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه يعني لا احد يشفع عند الله الا باذنه لا الملائكة ولا الانبياء ولا المقربون وانما الله جل وعلا هو الذي يملك الشفاعة اذا كان كذلك وانه لا بد من اذنه جل وعلا. فمن الذين يأذن الله جل وعلا لهم لا احد اذا يبتدئ بالشفاعة دون ان يؤذن له فاذا كان كذلك فاذا رجع الامر الى ان الله هو الذي يوفق للشفاعة وهو الذي يأذن بها. ولا احد يبتدئ بالشفاعة كذلك الاية الاخرى قال الا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء يعني من الشافعين ويرضى يرضى قول الشافع ويرضى ايضا عن المشفوع له هذه الشروط فائدتها وهي فائدة هذا الباب انه لا احد يتعلق اذا بان هذا الذي طلبت منه الشفاعة ان مقاما عند الله يملك به ان يشفع كما يعتقد اهل الشرك في ان الهتهم الهتهم تشفع ولابد ان تشفع فاعتقاد المشركين الذين بعث اليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم سواء اكانوا من الاميين ام من اهل الكتاب يعتقدون ان من توجهوا له بالشفاعة من الالهة انه يشفع جزما الى توجه اليه وتذله له تقرب اليه بالعبادات وطلبت منه الشفاعة عند الله فانه يشفع جزما. وان الله جل وعلا لا يرد شفاعته فهذه الايات فيها ابطال لدعوى اولئك المشركين بانه ثم احد يملك الشفاعة بدون اذن الله وبدون رضاه عن المشفوع له واذا ثبت انه لا احد يملكها وان من يشفع انما يشفع باكرام الله له وباذنه جل وعلا له. فاذا كيف يتعلق المتعلق بهذا المخلوق انما يتعلق بالذي يملك الشفاعة. ولهذا شفاعة النبي عليه الصلاة والسلام يوم القيامة حاصلة. لكن نطلبها ممن؟ نطلبها من الله فنقول اللهم شفع فينا نبيك لانه هو الذي يفتح ويلهم النبي عليه الصلاة والسلام ان يشفع في فلان وفي فلان في من سألوا الله ان يشفع لهم النبي عليه الصلاة والسلام لهذا اعقبها الشيخ رحمه الله باية سبأ قال وقوله قل ادعوا الذين زعمتم من دونه قل ادعوا الذين انتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض وما لهم فيهما من شرك. وما له منهم من ظهير هذه ثلاث حالات الحالة الاولى ان يدعو الذين زعموهم من دون الله وان ينظروا هل يملكون مثقال ذرة في السماوات او في الارض قال جل وعلا لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض. فاذا الملك الاستقلالي لهم نفيا. وهذه هي الحالة الاولى. والثانية قال وما لهم فيهما من شرك. ايضا نفي ان ان يكونوا شركا لله في الملك في تدبير السماوات والارض في ملك شيء من السماوات والارض. فنهي اولا ان يملك استقلالا ونفي ثانيا ان يملك شركة قال جل وعلا بعدها وماله منهم من ظهير. الظهير هو المعاون والمؤازر والوزير قال ما له جل وعلا منهم يعني من تلك الالهة من وزير ولا معاون. لانه قد يتبادر الى ذهن بعض الناس ان ثمة من يعين الله على امره مثل الملائكة او مثل الانبياء فاذا توجه الى اولئك بالدعاء وبالطلب كان التوجه الى من يعين الله فيكون اذا طلب من الله فان الله لا يرده لانه يعين. بنوا ذلك على تسبيح الخالق جل وعلا ما يحصل من المخلوقين فان الملك في هذه الدنيا او الحاكم او الامير اذا كان له من يعينه ومن يظاهره شفع لاحد فانه لا يرد شفاعته لانه يحتاجه. فلاجل هذه الحاجة لا يرد الامير او الملك شفاعة من له ظهير. من كان له ظهير. فيظن المشركون ان بعظ تلك الالهة معاونة لله جل وعلا. فنفى الله جل وعلا هذا الاعتقاد الجاهلي. ونفى اخيرا اخر اعتقاد وهو ان تلك الالهة تملك الشفاعة. قال جل وعلا ولا تنفعوا الشفاعة عنده الا لمن الا من اذن له حتى اذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم؟ قالوا الحق وهو العلي الكبير فنفع اخر ما نفع الشفاعة واثبتها بشرط قال ولا تنفع الشفاعة عنده الا الا لمن اذن له. حتى اذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم؟ قالوا الحق وهو العلي كبير فنفى اخر ما نفى الشفاعة واثبتها بشرط قال ولا تنفع الشفاعة عنده الا الا لمن اذن له الشفاعة تنفع بشرط ان يأذن الله. فاذا لا يبتدئ هذا الشافع فيشفع. فاذا كان كذلك توجه السؤال اذا الان من يأذن الله لهم اذا كان ليس له شريك وليس له ظهير وليس له ايظا شفيع عنده ليس عنده شفيع الا باذنه فمن ذا الذي اذا يشفع عنده باذنه من هم؟ ومن الذي يأذن له الله جل وعلا الجواب ان في ما قاله شيخ الاسلام ابن تيمية فيما ساقه الشيخ رحمه الله بعد ذلك. اذا فالايات التي اذ سبقت من اول الباب الى هنا رتبها الامام رحمه الله ترتيبا موضوعيا. فالايات الاول وجه الاستدلال منها ان الشفاعة ملك لله الاية الاولى والثانية وانه ليس لاحد شيء من الشفاعة. يعني ليس احد يملك شيئا من الشفاعة فاذا كان لا يملك اذا من يشفع كيف يشفع؟ يشفع بان يعطى الشفاعة يؤذن له بالشفاعة يكرم بالشفاعة من يشفع؟ هل يشفع استقلالا نفى شفاعة الاستقلال واثبت الشفاعة بشرط وهو شرط الاذن والرضا اذا كان كذلك فمن الذي يؤذن له؟ ومن الذي يرضى له ان يشفع؟ ومن الذي يرضى عنه ان يشفع فيه هذه ثلاثة اسئلة جوابها في كلام شيخ الاسلام حيث قال المصنف رحمه الله قال ابو العباس نفى الله عما سواه كل ما يتعلق به المشركون فنفى ان يكون لغيره ملك اوقفتم منه او يكون عونا لله. ولم يبقى الا الشفاعة فبين انها لا تنفع الا لمن اذن له الرب ما قال ولا يشفعون الا لمن ارتضى. فهذه الشفاعة التي يظنها المشركون هي منتفية يوم القيامة كما نفاها القرآن منتفية يوم القيامة يعني عن جميع الخلق الا لمن اثبت الله جل وعلا له الاستحقاق او ان يكون نائلا تلك الشفاعة. يعني الاصل ان لا شفاعة الا لمن رضي الله قوله او اذن له جل وعلا قال كما نفاها القرآن واخبر النبي صلى الله عليه وسلم انه يأتي فيسجد لربه ويحمده. قول الشيخ رحمه الله فهذه الشفاعة التي يظنها المشركون هي منتدية يوم القيامة كما نفاها القرآن يعني منتفية بدون شروط لان المشركين يعتقدون انها تحصل بدون اذن من الله ولا رضا. لان الشافع عندهم تملك الشفاعة ولكن هي تحصل بالشرط كما اثبت ذلك الكتاب والسنة. قال يأتي فيسجد لربه ويحمده لا يبدأ بالشفاعة اولا ثم يقال له ارفع رأسك وقل يسمع تعطى واشفع تشفع وقال له ابو هريرة من اسعد الناس بشفاعتك؟ قال من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه الدليل الاول من السنة في ان النبي صلى الله عليه وسلم وهو سيد ولد ادم لا يشفع حتى يؤذن له يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع واشفع وسل تعطى واشفع تشفع هذا في دليل الاذن من الذي يؤذن له يؤذن للنبي عليه الصلاة والسلام. ويؤذن لغيره لا يبتدئون. وانما يستأذنون في الشفاعة فيؤذن لهم. لما لانهم لا يملكونها وانما الذي يملكها عند الله انما هو الله جل وعلا سبحانه وتعالى من الذي يؤذن في الشفاعة فيه من الذي يرضى عنه في الشفاعة جاء بالحديث الاخر حيث قال ابو هريرة للنبي صلى الله عليه وسلم من اسعد الناس بشفاعتك؟ قال من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه فهذا الذي يرضى عنه فيشفع فيه بعد اذن الله جل وعلا هو صاحب الاخلاص. هم اهل التوحيد. فاذا تلك الشفاعة منتفية عن اهل الشرك لهذا قال فتلك الشفاعة لاهل الاخلاص باذن الله ولا تكونوا لمن اشرك بالله. فاذا كان كذلك فيكون الذي توجه الى الموتى الى الرسل او الى الانبياء او الى الصالحين او الى الطالحين. يطلب منهم الشفاعة فانه مشرك لانه توجه بالدعاء لغير لا واولئك لا يملكون الشفاعة. وانما يشفعون بعد الاذن والرضا. والرضا يكون عن اهل التوحيد واهل التوحيد هم الذين لا يسألون الشفاعة احدا من الموتى. فاذا كل من سأل ميتا الشفاعة اتى فقد حرم نفسه الشفاعة لانه اشرك بالله جل وعلا والشفاعة المثبتة انما هي لاهل الاخلاص ليس لاهل الشرك فيها نصيب ونقف عند هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فهذا اخ يقول ما الفرق بين التوسل والشفاعة؟ نرجو التوظيح وجزاكم الله خيرا بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه اما بعد توسل هو اتخاذ الوسيلة و الوسيلة هي الحاجة نفسها او من يوصل الى الحاجة قد يكون ذلك التوسل باستشفاء يعني بطلب شفاعة يعني يصل الى حاجته بحسب ظنه الاستشفاء وقد يصل الى حاجته بحسب ظنه بغير الاستشفاء فيتوسل مثلا بالزواج يسأل الله بالذات ليسأل الله بالجاه يسأل الله بحرمة فلان مثل ان يقول اسألك اللهم نبيك محمد بعد وفاته عليه الصلاة والسلام او يقول اسألك اللهم ابي بكر او بعمر او بالامام احمد او بابن تيمية او الى اخره بالولي الفلاني باهل بدر باهل بيعة الرضوان يسأله بهم هذا هو الذي يسمونه توسلا وهذا التوسل معناه انه جعل اولئك وسيلة. واحيانا يقول لفظ الحرمة اسألك بحرمتهم. اسألك بجاههم ونحو ذلك. اما الاستشفاء فهو ان يسألهم الشفاعة. يطلب منهم ان يشفعوا له فتحصل من ذلك ان التوسل يختلف عن الاستشفاء فان المستشفى دعاء طالب للشفاعة والشفاعة اذا طلبها من العبد فيكون قد سأل غير الله واما المتوسل بحسب العرف عرف الاستعمال المتوسل يسأل الله لكن يجعل ذلك بوسيلة احد. فالاستشفاء سعال لغير الله. واما الوسيلة فهي سؤال الله فلان بحرمته بجاهه. والتوسل بالذوات وبالجاه وبالحرمة. لا يجوز لانه اعتداء دعاء ولانه بدعة محدثة وهو وسيلة الى الاشراك وعما الاستشفاء بالمخلوق الذي لا يملك الدعاء وهو الميت ميت او الغائب او ونحو ذلك فهذا طلب ودعاء لغير الله وهو شرك اكبر فالتوسل بحسب العرف هذا من البدع المحدثة ومن وسائل الشرك واما طلب الشفاعة من غير الله فهو دعاء غير الله وهو شرك اكبر الجاهليون والخرافيون والقبوريون يسمون عباداتهم جميعا من طلب الشفاعة ومن الذبح والنذر ومن الاستغاثة ومن دعاء الموتى يسمونها توسلا وهذا غلط على اللغة وعلى الشرع فالكلام في اصل ما يصح المعنى به لغة بين التوسل والشفاعة في اصل ما يصح اللغة. اما اذا اخطأ الناس وسموا التوسل سموا العبادات المختلفة توسلا فهذا غلط من عندهم. نعم هذا يقول ما حكم من يضع على السيارات او المنازل عبارات مثل ما شاء الله او تبارك الله او هذا من فضل ربك هذا نشركم تعليق بعظ الاي او الاي على الحيطان او في السيارات او نحو ذلك فان كان المقصود منها الارشاد الى عمل شرعي مسنون فهذا مشروع او مباح. واما ان كان القصد منها الحفظ ان تحفظه و ان تحرسه من العين او من الاذى فهذا راجع الى اتخاذ التمائم من القرآن ونحوه. نعم وهذا يقول ما رأيكم في امرأة طلبت من قريب لها ذاهب الى مكة ان يشتري لها كفنا من هناك وان يغسل الكفن بماء زمزم الزم يقول وهذا الامر منتشر وجزاكم الله خيرا هذا تبرك ما يباع في مكة واعتقاد فيه هذا باطل ولا يجوز لان ما يباع في مكة ليس له خصوصية من في البركة وليس له وصية النفع بل هو وما يباع في غيره سواء هو وما يباع في غير الحرم سواء. واما غسلة بماء زمزم لرجاء ان يكون ذلك الكفن فيه من بركة ماء زمزم فكذلك هذا غلط لان بركة ماء زمزم مقيدة بما ورد فيه الدليل ليست بركة عامة انما هي بركة خاصة بما جاء فيه الدليل ولهذا الصحابة رضوان الله عليهم لم يكونوا يستعملون ماء زمزم الا فيما جاءت به الادلة من مثل ماء زمزم ماء زمزم لما شرب له ومن مثل قوله عليه الصلاة والسلام في زمزم انها طعام طعم دعوا سقم اما التبرك بها في غير ذلك فهذا ليس له اصل شرعي. نعم وهذا يقول ما حكم الاغتسال بماء زمزم والماء المقروء فيه القرآن في بيوت الخلاء لا بأس بذلك لانه ليس فيه وقرآنا مكتوبا وليس فيه المصحف مكتوبا وانما فيه الريح. النفث الهوى الذي خالطه المصحف او خالطته القراءة ومن المعلوم ان اهل مكة في ازمنتهم الاولى كانوا يستعملون ماء زمزم ولم يكن عندهم غير ماء زمزم. فالصواب ان لا كراهة في ذلك وانه والماء ليس فيه قرآن انما فيه نفس بالقرآن وفرق بين المقامين نعم وهذا يقول ما الحكم اذا ذبح العبد ذبيحة من اجل ان الله قد شاف مريظه وخرج من المستشفى هذا يرجع الى نيته الى نيته في ذبح هذه الذبيحة فاذا كانت بعد الانتهاء من المرض وبعد ان ارتفع المرض وعوفي وشفي ذلك المريض بفضل الله جل وعلا وبنعمته فهذا يختلف حاله اذا قصد انها شكر انها شكر لله جل وعلا يتصدق بلحمها فهذا حسن لان المرض قد انتهى وارتفع. فهو لا يقصد بها الاستشفاء. وانما هي نوع شكر لله جل وعلا. او دعا عليها احدا من اقربائه او ممن يحبون ذلك المريض ونحو ذلك فهذا من باب الاكراه واما اذا كانت مقاصده او نياته في هذا الذبح ان يدفع رجوع هذا المرض مرة اخرى او ان يدفع شيئا من انتكاسات المرض ان يدفع شيئا مما يخافه فهذا داخل في عدم الجواز سدا لذريعة الاعتقادات الباطلة نعم وهذا يقول قرأت في كتاب لاحد المؤلفين ينقل فيه اذا خفت على ولدك او على نفسك من العين فظع نقطة سوداء على الجبهة تصرف عنك العين اعتقادات الناس في دفع العين لا حصر لها والجامع لذلك ان كل شيء يفعله الناس مما يعتقدونه سببا وليس هو سبب وليس هو بسبب شرعي ولا قدري فانه لا يجوز اتخاذه هذا يختلف عما جاء عن عمر رضي الله عنه انه رأى غلاما صغيرا حسم الصورة وخاف عليه العين فقال لاهله دسموا نونته ففعلوا هذا من اظهار عدم الحسن. ليس التجسيم وهو وظع نقطة في بعظ وجه ليس لاجل ان تدفع تلك النقطة العين. ولكن لاجل ان يظهر بمظهر ليس بحسن فلا تتعلق نفوس النفوس الشريرة به. فاذا كان وضع هذه النقطة التي ذكر لاجل اعتقادي انها تدفع العين فهذا من اتخاذ الاسباب الشركية التي لا تجوز. وان كان لاجل اظهار عدم الحسن في ذلك تلك الصورة الجميلة او ذلك الجسد المعافى او نحو ذلك فان هذا لا بأس به والله اعلم. نعم وهذا يقول بعض العلماء اجاز التوسل ودليلهم حديث الاعمى فكيف يرد عليهم وجزاكم الله خيرا حديث الاعمى رواه الترمذي وغيره وهو حديث حسن وهناك رواية اخرى طويلة في معجم الطبراني الصغير في هذا الحديث وفيها زيادة ان احد الصحابة وهو عثمان بن حنيف رضي الله عنه انه ارشد الى استعمال ذلك الدعاء بعد وفاته عليه الصلاة والسلام. القدر الاول وهو ان الاعمى توسل بالنبي عليه الصلاة والسلام في حياته هذا صحيح وجار على الاصول حيث ان توسل بالنبي عليه الصلاة والسلام في حياته توسل بدعائه وهو عليه الصلاة والسلام يملك ذلك ويستطيعه ويقدر عليه. اما التوسل بالنبي عليه الصلاة والسلام اي بدعاء او بذاته او بنحو ذلك بعد وفاته فانه لا يجوز لانه من طلب الشيء ممن لا يملكه. والرواية التي في الطبراني الصغير ضعيفة. وفيها مجاهيل. ولذلك ليست بحجة فيما ورد في استعمال الصحابة ذلك بعد وفاته. والذي يدل ايضا على ان ذلك خاص بالاعمى وعلى اصله الاستشفاء انه رحمة من الله جل وعلا للمستشفى وفضل منه عليه عما به ان ذلك الاعمى رأى النور وابصر بعد دعاء النبي عليه الصلاة والسلام له. وتوجه ذلك الاعمى الله جل وعلا ان يجيب فيه دعاء نبيه عليه الصلاة والسلام. الصحابة الاخرون الذين كانوا مكفوفين لم يدعوا بهذا الدعاء. فكان في المدينة اناس عدة قد كفت ابصارهم منهم ابن ام مكتوم وجماعة فما دعوا بذلك الدعاء وانما كان ذلك خاصا بذلك الاعمى. فالعلماء لهم في ذلك توجيهات التوجيه الاول ان ذلك الدعاء كان خاصا بذلك الاعمى بدليل عدم استعمال بقية الصحابة ذلك الدعاء وعدم ارشاد النبي عليه الصلاة والسلام لهم ان يزال ما بهم من عمى البصر بذلك الدعاء التوجيه الثاني ان ذلك خاص بحياته عليه الصلاة والسلام ولا يكون بعد وفاته عليه الصلاة والسلام وهذا الثاني والاول جميعا ظاهرة صحيحة والصحابة فهموا ذلك. ولهذا ثبت في البخاري وغيره ان عمر رضي الله عنه لما ادبوا قال على وهو يخطب الاستسقاء قال اللهم انا كنا اذا ادبنا توسلنا بنبيك وانا نتوسل اليك اليوم بعم نبيك يا عباس قم فادعو الله لنا. قال العلماء انتقل عمر من الفاضل وهو النبي عليه الصلاة والسلام الى المفضول وهو العباس عم النبي عليه الصلاة والسلام علة شرعية وهو ان الدعاء من الحي ممكن وعما من غير الحي حياة الدنيا المعروفة فانه غير ممكن والا يكون عمر رضي الله عنه انتقل من