المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد الدرس التاسع عشر نعم كتاب ما جاء ان سبب كفر بني ادم وترك كفر كفر كفر بني ادم وتركهم دينهم والغرور وقول الله تعالى يا اهل الكتاب لا اعد باب باب ما جاء ان سبب كفر بني ادم وتركهم دينهم تركهم وتركهم يعني سبب سبب تركهم هي معطوفة على كفر. نعم. وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين. وقول الله تعالى قل يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله الا الحق. وفي الصحيح عن ابن عباس يا اهل الكتاب يا اهل الكتاب. يا اهل الكتاب في دينكم ولا تقولوا على الله الا الحق. وفي الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال بقول الله تعالى وقالوا لا تذرن الهتكم ولا تذرن ودا ولا يقود ولا ولا من قوم نوح فلما هلكوا اوحى الشيطان الى قومهم انصتوا الى مجالسهم الذي كانوا يجلسون فيها انقابا باسمائهم ففعلوا ولم تعبد حتى اذا هلك اولئك وخشي العلم عبده. وقال ابن القيم قال غير واحد من لما ماتوا عكفوا على قبورهم ثم صوروا تماثيلهم ثم قال عليهم الامل فعبدوه. وامروا ان رسول صلى الله عليه وسلم قال لا تذكروني كما عبرت النصارى ابن مريم انما انا عبد فقولوا عبد الله ورسوله عبده انما انا عبدكم وقولوا عبد الله ورسوله. اخرجه وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اياكم والغلو انما اهلك من كان قبلكم القلوب. ولمسلم عن ابن مسعود ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هلك متقطعون قالها ثلاثة هذا باب ما جاء ان سبب كفر بني ادم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين هذا الباب جاء بعد الابواب قبله من اول الكتاب الى هنا والشيخ رحمه الله بين اصولا فيما سبق بين انبع شيئا منه البراهين على التوحيد وبين ما يتعلق به المشركون وابطل اصول اعتقادهم بالشريك او الظهير او الشفيع ونحو ذلك. فاذا كان هذا الاعتقاد مع ما اورد من النصوص بهذه المثابة من الوضوح والبيان وان النصوص دالة على ذلك دلالة واضحة فكيف اذا دخل الشرك كيف صار الناس الى الشرك بالله جل وعلا والادلة على انتفائه وعلى عدم جوازه وعلى بطلانه واضحة ظاهرة وان الرسل بعثت لي عبد الله وحده دون ما سواه. ولقد بعثنا في كل امة رسولا. ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقد عليه الضلالة فما سبب الغواية؟ ما سبب الشرك؟ هذا الذي بين من اوضح الواضحات. الابواب السالفة دالة بظهور ووضوح على احقاق عبادة الله وحده وعلى ابطال عبادة كل من سوى الله جل جلاله وتقدست اسماؤه فاذا ما سبب وقوع الشرك كيف وقع الشرك في الامم؟ جاء الشيخ رحمه الله بهذا الباب وما بعده ليبين ان سبب الشرك وسبب الكفر هو الغلو الذي نهى الله جل وعلا عنه ونهى عنه رسوله صلى الله عليه وسلم. سواء في هذه الامة او في الامم من قبل فسبب وقوع الكفر والشرك هو الغلو في الصالحين. هذا احد اسباب وقوع الكفر والشرك بل هو سببها الاعظم قال هنا باب ما جاء ان سبب كفر بني ادم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين. هذا ذكر اسباب بعد ذكر الاصول والعقائد قال هنا الغلو هو الغلو في الصالحين الغلو مأخوذ من غلا في الشيء يغلو غلوا اذا جاوز به حده وقد جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم لما رمى الجمرات بحصيات قال بمثل هذه برموا واياكم والغلو. يعني مجاوزة الحد حتى في حجم تلك الحصاد. وفي مقدار الحصى قال بمثل هذه فرض فاذا جاوزت المثلية بان رمى بكبيرة فانه قد غلى يعني جاوز الحد الذي حد له في ذلك فاذا الغلو هو مجاوزة الحد قال هنا الغلو في الصالحين. معناه ان سبب كفر بني ادم وتركهم دينهم الذي امرهم الله به هو مجاوزة الحد الذي اذن به في الصالحين والصالحون يشمل الانبياء والرسل ويشمل ايضا الاولياء ويشمل كل من اتصف ويشمل كل من اتصف بالصلاة في الامم. واصل كلمة الصالحون اصلها جمع الصالح والصالح هو اسم من قام به الصلاح والصلاح في الكتاب والسنة تارة يكون بمعنى نفي الفساد ما يقابل الفساد وتارة يكون بمعنى ما يقابل السيئات فيقال صالح بمعنى ليس بذي فساد ويقال ايضا صالح بمعنى ليس بسيء فهذا جاء وهذا جاء والصالحون هنا المراد بهم اهل الصلاح يعني اهل الطاعة والاخلاص لله جل وعلا الذين اجتنبوا الفساد واجتنبوا السيئات. وهم الذين اشتركوا في فعل الطاعات وترك المحرمات او كانوا من السابقين بالخيرات. فاسم الصالح يقع شرعا على المقتصد انا السابق بالخيرات المقتصد صالح والسابق بالخيرات صالح. وكل درجات عند الله جل وعلا قال هو الغلو في الصالحين يعني مجاوزة الحد في الصالحين ما هو الحد الذي اذن به الشرع في الصالحين حتى نعلم ما الذي يكون مجاوزة له؟ الصالحون اذن في حقهم بان في الله وان يوقروا في الله وان يقتدى بهم في صلاحهم وفي علمهم. واذا كانوا من الرسل والانبياء. فانهم يؤخذ بشرائعهم بما امروا به ويتبع ذلك ويقتدى باثارهم هذا هو الحد الذي بذل به باحترام ومحبة وموالاة لهم ودفع عنهم ونصرة لهم ونحو ذلك من المعاني اما الغلو فيهم بان يجاوز ذلك الحد فهو بحر لا ساحل له. فمما حصل من الغلو فيهم انه جعلت فيهم خصائص الالهية جعل في بعض البشر انه يعلم سر اللوح والقلم وانه من جوده الدنيا وضرتها كما قال البوصيري في قصيدته المشهورة فان من جودك الدنيا ضرتها ومن علومك علما لوحي والقلم وهذا ليس الا لله جل وعلا هذا من الغلو المنهي عنه. كذلك قوله في النبي عليه الصلاة والسلام غاليا فيه اعظم الغلو قال لو ناسبت قدره ايات عظما احيا اسمه حين يدعى دارس الرمم. يقول ان النبي عليه الصلاة والسلام لم يعطى اية تناسب قدره قال الشراح حتى القرآن لا يناسب قدر النبي صلى الله عليه وسلم والعياذ بالله. يقولون القرآن المتلو بخلاف غير المتلو عند الاشاعرة لانهم يفرقون بين هذا وهذا. فهذا البوصيري يغلو ويقول لو ناسبت قدره يعني عليه الصلاة والسلام لو ناسبت قدره اياته عظما يعني في العظمة احيا اسمه حين يدعى دارس الذمم فكان لا يناسب قدره الا اذا ذكر اسمه على ميت قد درسه وذهب رميمه في الارض وذهبت عظامه لتجمعت هذه العظام وحي بعجل ذكر اسم النبي صلى الله عليه وسلم عليه. وهذا من انواع الغلو الذي يحصل من الذين يعبدون غير الله جل وعلا هنا الى الانبياء والرسل ويجعلون في حقهم من خصائص الالوهية ما لا اذن لهم به بل هو من الشرك الاكبر بالله جل وعلا ومن سوء الظن بالله ومن تشبيه المخلوق بالخالق فكفر والعياذ بالله يقابل ذلك هناك حد مأذون به وهناك غلو والحالة الثالثة الجفا الجثة في حق الصالحين وهذا بعدم موالاتهم وعدم احترامهم وعدم اعطائهم حقهم وترك محبة الصالحين فكل تقصير في الامر يعد جفاء وكل زيادة فيه يعد غلوا قال وقول الله عز وجل يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم قوله يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم مناسبته للباب ظاهرة اي انه نهى اهل الكتاب عن الغلو. فقال يا اهل الكتاب لا تغلوا في ووجه الاستدلال انه قال لا تغلوا. وتغلوا هنا في علم جاء في سياق النهي وهذا يعم جميع انواع الغلو في الدين لا تغلوا في دينكم يعني لا تغلو باي نوع من انواع الغلو في الدين فنهوا عن اي نوع من انواع الغلو هذا موطن الشاهد ووجه الاستدلال من الاية على الحديث. واذا كان كذلك دخل في هذا العموم الغلو في الصالحين والمتأمل لحال اهل الكتاب ولما قص الله جل وعلا من اخبارهم يجد انهم قد غلى قد غلوا في صالحيهم. قد غلى النصارى في عيسى عليه السلام. وفي امه وفي حوارييه. وقد غلى اليهود ايضا في عزير وفي اصحاب موسى وفي احبارهم وفي رهبانهم. وهكذا فحصل الغلو من اهل الكتاب. تارة لان جعلوا اهل تارة بان جعلوا الرسل والانبياء لهم خصائص الالوهية من جهة التوجه لهم وقد قال الله جل وعلا لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح ابن مريم. وقال المسيح يا بني اسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة. ومأواه النار وما للظالمين من انصار. لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة وفي اخر سورة المائدة ايضا قال الله جل وعلا واذ قال الله يا عيسى ابن مريم اانت قلت للناس اتخذوني وامي الهين من دون الله؟ قال سبحانه يعني تنزيها وتعظيما لك ان اقول لهم ذلك وذلك من الشرك فكيف اقول لهم ذلك؟ قال سبحانك ما يكون لي ان اقول ما ليس لي بحق ان كنت قلته فقد علمته تعلم ما في بنفسي ولا اعلم ما في نفسك انك انت علام الغيوب ما قلت لهم الا ما امرتني به ان اعبدوا الله ربي وربكم. وهذا كله في التوحيد. فحصل ان غلا اتباع الرسل واتباع الانبياء في الانبياء والرسل. وغلوا ايضا في الصالحين من اتباعهم جعلوا لهم بعض خصائص الهية. جعلوا لهم الشفاعة. جعلوا لهم انه لهم نصيبا من الملك. او انهم يدبرون الامر او انهم يصرفون شيئا من الملكوت فيعتقد الان الصوفية ان او بعض الصوفية ان للكون اقطابا اربعة وان ربما في ربع العالم المسؤول عن ان فلان وفي الربع الثاني المسؤول عنه فلان الى اخره فجعلوا لهم نصيبا من الملك. جعلوا لهم نصيبا من الربوبية. وجعلوا لهم ايضا من الالهية فتقربوا اليهم بانواع القربات من الذبح والاستغاثة والتذلل والخضوع والمحبة والتوكل والرغبة الرهب وخوف السر الى اخر انواع العبادات القلبية والعملية قال رحمه الله وفي الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قول الله تعالى وقالوا لا تذرن الهتكم ولا تذرن ودا لا سواعا ولا يغوث ويعوق ونثرا. وقد اضلوا كثيرا. قال هذه اسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا اوحى الشيطان الى قومه بهم الى اخر ما قال رحمه الله تعالى. هذه القصة او هذا الاثر عن ابن عباس رضي الله عنهما محمول على الرفع لان هذا خبر غيبي وهذا الخبر الغيبي فيه انه لا يستقاء الا من مشكاة النبوة وسواك ويغوث ويعوق ونثر هذه اسماء رجال صالحين من قوم نوح نوح عليه السلام اتى بالرسالة بان يعبد الله وحده دون ما سواه بالتوحيد فكيف دخل الشرك في قوم نوح في القرآن ذكر لاصلين من اصول الشرك وسمى غيرهما ايضا الاصل الاول شرك قوم نوح والاصل الثاني شرك قوم ابراهيم وشرك قوم نوح كان بالصالحين بالغلو في الصالحين وارواح الصالحين. فجاءهم الشيطان من جهة رح ذلك العبد الصالح واثر الروح وان من تعلق به فانه يشفع له ثم ساقهم من ذلك التعظيم الى الصور والانصاب والاوثان والاصنام والنوع الثاني شرك قوم ابراهيم وذلك شرك في تأثير من جهة النظر في الكواكب ومن يؤثر ويحرك هذا شرك في الربوبية ما تبعه من الشرك في الالوهية لانهم جعلوا لتلك الكواكب اصناما وجعلوا لها صورا وجعلوها انا فاعبدوها من دون الله جل وعلا وتوجهوا اليها. واما قوم نوح فكان شركهم في الصالحين في الغلو في الصالحين. كما قال ابن عباس هنا في بيان اصل وقوع هذا الشرك فلما هلكوا اوحى الشيطان الى قومهم ان ينسبوا الى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها انصابا وسموها باسمائهم ففعلوا ولم تعبد حتى اذا هلك اولئك ونسي العلم عبدت. قال غير واحد قال ابن القيم قال غير واحد من السلف لما ماتوا عكفوا على قبورهم ثم صوروه تماثيلهم ثم طال عليهم الامد الشاهد من هذا ان اولئك توجهوا الى الصور صور الصالحين فكانوا اهل علم يعلمون هم اذا اتخذوا الصور فانهم لن يعبدوها. لكن كانت الصور تلك للصالحين والمعظمين وسيلة وطريق وسبب ان عبدت في المستقبل لما نسي العلم والشيطان ربما اتى الى الصورة فجعل في عيني الناظر اليها او المخاطبة قبلها انها تتحدث وان فم المصور يتكلم وانه يسمع منه كلاما ونحو ذلك وانه يسمع منه كلام ونحو ذلك من من الاشياء واصناف التصرفات التي تجعل القلوب تتعلق بتلك الروحانيات كما يقول وتلك الارواح فيغرى اولئك بهم. وهذا هو الذي حصل عند القوم الذين عكفوا على القبور وعبدوا اهلها مع الله جل وعلا. يأتي ويقول ذهبت الى القبر الفلاني فكلمني ابي وهو شيطان نطق على لسان ابيه وربما تصور بصورة ابيه فخرج له في ظلام ونحوه. فهي يحدثه ابوه بصوته الذي يعرفه. او يحدثه العالم او الولي بصوته الذي يعرفه منه. فتقع الفتنة وهذا من الشيطان. ولهذا قال ابن عباس هنا كلمة تبين السبب في ذلك فقال اوحى الشيطان الى قومهم. والوحي القاء في خفاء الشيطان ما يتحدث علنا لكن اوحى يعني القى في خفاء. الوحي هو القاء الخبر في خفاء فالقى في روعهم القى في انفسهم ذلك الامر فكان سببا للشرك بالله جل وعلا. اول الامر ما عبدت جعلت مسائل الشرك من من الصور والانصاف والتسمية باسماء الصالحين وكان ذلك وسيلة الى الشرك لم تعبد جعلوا الوسائل لكن عندهم من العلم ما يحجزهم عن ان يعبدوا اولئك الصالحين. لكن لما نسي العلم عبدت وهذا الفعل الذي فعلوه بايحاء الشيطان كان من الغلو في اولئك الصالحين وهذا وجه الشاهد من انهم لما ماتوا عكفوا على قبورهم او صوروا تلك الصور او نصبوا الانصاب في اماكنهم ليتذكروهم وليكون انشط لهم في العبادة او العلم ولكنهم لما فعلوا ذلك كان ذلك سببا من اسباب العبادة انهم غلوا في الصالحين. وهذا مراد الشيخ رحمه الله من ايراد هذا الاذى قال وعن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تطروني كما اطرت النصارى ابن مريم انما انا عبد فقولوا عبد الله رسوله قوله لا تطروني كما عطرت النصارى ابن مريم فيه نهي عن ابراءه عليه الصلاة والسلام والاطراء هو مجاوزة الحد ايضا في المدح الغلو عام في اشياء كثيرة قد يكون في المدح قد يكون في الذم قد يكون في الفهم قد يكون في العلم قد يكون في العمل لكن الاطراف الغلو في المدح الغلو في الثناء الغلو في الوصف والنبي عليه الصلاة والسلام نهى عن اطرائه كاطراء النصارى ابن مريم وقال انما انا عبد فقولوا عبد الله ورسوله قوله هنا كما اطرت النصارى ابن مريم الكاف هنا بعض الناس يظن انها كاف المثلية يعني لا تطروني بمثل ما اطرت النصارى ابن مريم. ويقول ان النصارى اطرس ابن مريم في شيء واحد وهو ان قالوا انه ولد لله جل وعلا والنبي عليه الصلاة والسلام نهى ان تجعل له رتبة البنوة فاذا كان كذلك ما عداه فجائز. وهذا هو قول الخرافيين كما قال البوصيري في هذا المقام دع ما ادعته النصارى في نبيهم واحكم بما شئت فيه او كما قال واحتكمي يعني لا تقل انه ولد لله او انه ابن الله وبعد ذلك قل ما شئت غير ملوم وغير مسرب عليك. الوجه الثاني وهو الفهم الصحيح وهو الذي يدل عليه السياق ان الكاف هنا هي كاف القياس لا تطروني اطراء كما اطرت النصارى ابن مريم وكان في القياس هي كاف التمثيل في الناقص بان يكون هناك شبه بين ما بعدها وما قبلها في اصل الفعل لا تطروني كما اطرك فهنا نهى ان يطرى عليه الصلاة والسلام كما حصل ان النصارى اطرد فهو تمثيل للحدث بالحدث لا تمثيل او نهي عن نوع الاطراء قال لا تطروني كما اطرت. فنهى عن اطراء له عليه الصلاة والسلام لاجل ان النصارى اطرد ابن مريم فقادهم ذلك الى الكفر والشرك بالله وادعاء انه ولد مع الله انه ولد لله جل وعلا ولهذا قال انما انا عبد. فقولوا عبد الله ورسوله فاذا الكاف هنا ليست كافة التمثيل الكامل بان يكون ما بعدها مماثل لما قبلها تماما يعني في الوصف وانما هي كاف التمثيل الذي يكون ما بعده مشترك مع ما قبله في المعنى. وهي القياسية التي تجمعها العلة. ولهذا يقول الفقهاء كما هو معلوم هذا كذا كهذا. يقول مثلا نبيذ غير التمر والعنب كنبيذ التمر والعنب مساواة بين هذا وهذا لوجود اصل المعنى بينهما. وهنا نهي عن الاطراء لاجل وجود اصل الاطراء في في الاشتراك بين اطراء النصارى وما سببه من الشرك واطراء ما لو اطري النبي صلى الله عليه وسلم ومات يسببه من الشرك. والامة في كثير من طوائفها خالفت ذلك واطرت النبي صلى الله عليه وسلم اطراء حتى بلغ ان جعلوا من علومه علم اللوح والقلم وان جعلوا من جوده الدنيا وضرتها وان جعلوا له من الملك نصيب عليه الصلاة والسلام وتعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا ارشدهم بقوله انما انا عبد فقولوا عبد الله ورسوله. وهذا هو الكمال في حقه عليه الصلاة والسلام ان يكون رسولا هذا اشرف مقاماته عليه الصلاة والسلام قال للمؤلف وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اياكم والغلو فانما اهلك من كان قبلكم الغلو. هذا نهي عن الغلو بانواعه. وان من قبلنا انما اهلكهم الغلو. اهلكهم من جهة الدين واهلكهم ايضا من جهة في الدنيا انهم غلوا في دينهم فالغلو سبب لكل شر والاقتصاد سبب في كل فلاح وخير والغلو منهي عنه بجميع صوره في الاقوال والاعمال اقوال القلب اعمال القلوب وكذلك اقوال اللسان واعمال الجوارح فالغلو سبب للهلاك هلاك العبد في دينه ودنياه. قال ولمسلم عن ابن مسعود ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هلك المتنطعون. هذه الكلمة هلك المتنطعون يعني الذين تنطعوا في ما يأتون به في افعالهم او اقوالهم وهم الذين جاوزوا الحد في ذلك وابتغوا علم شيء او تكلفوا شيئا لم يأذن به الله فزادوا عما اذن لهم فاتوا باشياء لم يؤذن لهم فيها. والتنطع والاطراء والغلو متقاربة يجمعها الغلو. الغلو يشمل الاطراء ويشمل التنطع. فكل تنطع وكل اطراء غلو والغلو اسم جامع بهذه جميعا. فالشيخ رحمه الله في هذا الباب بين ان سبب كفر بني ادم وسبب تركهم دينهم هو الغلو في الصالحين بان جاوزوا الحد فيهم. جاوز قوم نوح الحد في الصالحين فيهم فعبدوا عكفوا على قبورهم والهوها فصارت الهة والنصارى فغلا في رسولهم عيسى عليه السلام وفي الحواريين وفي البطارقة حتى جعلوهم الهة مع الله جل وعلا يستغيثون بهم ويؤلهونهم الو نعم ويعبدونهم وكذلك في هذه الامة جعل للنبي عليه الصلاة والسلام نصيب من خصائص الاله وهذا هو عين ما نهى عنه عليه الصلاة والسلام بقوله لا تطروني كما اطرت النصارى المسيح ابن مريم انما انا عبد فقولوا عبد الله ورسوله. في هذا القدر كفاية واسأل الله لي ولكم عموم الانتفاع العلم والعمل وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فهذا سائر يقول بعض اصحاب السيارات الخاصة وسيارة النقل كبيرة يضعون على اطراف السيارة خرقا اعتقاد منهم باننا حروز تمنعهم الحوادث فلنقوم بنزعها او ماذا نفعل بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه اما بعد اذا كان الامر كما وصفه السائل من جهة وضع تلك الشعرات او الخرف ومن جهة اعتقاد اهلها فيها فيجب نزعها ومن نزعها فله فضل نزع التمائم من اماكنها او تخليص اصحابها منها لكن هذا متوقف على ان يعلم انهم وضعوها لهذا الغرض فان وضع في الشارات مثل هذه لهذا الغرض غير معروف انه لاجل دفع التمائم. فاذا كان بعض الناس يستعملها آآ لدفع الشرع ويستعملوها لانها تمائم هذي يجب نزعها. ومن رآها لا يحل له ان ان يتعداه حتى ينزعها لانها اعتقاد في غير الله ولانها نوع من انواع المنكر واعتقاد ذلك فيها كبيرة من الكبائر وشرك اصغر. بالله جل وعلا. نعم وهذا الدرس يقول كيف نفرج قول النبي صلى الله عليه وسلم؟ لولا انا لكان عبدي من النار هذا يأتي في بابه ان شاء الله تعالى ضبط في القاعدة في ذلك وهو ان قول القائل لولا فلان لكان كذا منع منه وصار شركا لفظيا ونوع تشريك لانه نسبة للنعمة لغير الله جل وعلا. يقول لولا فلان لاصابني كذا ولولا فلان انه كان جيدا معي لكان حصل لي كذا وكذا او لون السيارة انها قوية لكان هلكت او لولا كذا لكان كذا مما فيه تعليق دفع النقم او حصول النعم لاحد من المخلوقين. والواجب على العباد ان ينسبوا النعم الى الله جل وعلا. لانه هو والذي يثني النعم قال جل وعلا في سورة النعم وما بكم من نعمة فمن الله. ثم اذا مسكم الضر فاليه تجأرون وقال جل وعلا ايضا في نفس في السورة نفسها يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها. فالواجب على العبد المسلم ان ينسب النعم افتاء وتفضلا وانعاما لله جل وعلا وان يتعلق قلبه بالذي جعل تلك النعم تصل اليه. والناس او الخلق والاسباب انما هي فظل من الله جل وعلا جعلها اسبابا ففلان من الناس جعله الله سببا لكي يصل اليك النفع عن طريقك. اما النافع في الحقيقة فهو الله جل وعلا. اذا اندفعت عنك نقمة فالذي دفعه هو الذي الذي دفعها هو الله جل وعلا بواسطة سبب ذلك المخلوق اما ادمي واما غير ادمي. فيجب نسبة النعم الى الله جل وعلا. فلا تنسب نعمة لغيره ومن نسبها لغيره سبحانه فهو داخل في قول الله جل وعلا يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها واما الحديث الذي في الصحيح من ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل هل نفعت عمك ابا طالب هل نفعت عمك ابا طالب بشيء قال هو في ضحباح من النار ولولا انا لكان في الدرك الاسفل من النار قوله عليه الصلاة والسلام لولا انا هذا فيه ذكر عمله عليه الصلاة والسلام افترقا عن قول القائل لولا فلان لحصل كذا من جهتين. فالجهة الاولى ان ذلك القائل هو الذي حصلت له النعمة او او اندفعت عنه النقمة والنبي صلى الله عليه وسلم هنا يخبر عن صنيعه بعمه وان عمه اندفعت عنه النقمة فذاك في المتحدث الذي تعلق قلبه بالذي نفعه او دفع عنه الضر. واما قول النبي صلى الله عليه وسلم فهو اخبار عن نفعه لغيره. فليس فيه تعلق القلب في اندفاع النعمة في اندفاع النقمة او حصول النعمة بغير الله جل وعلا هذا وجه سيكون الى معنى ذلك ان الوجه الذي نهي عنه العلة التي من اجل نهي عن قول لولا انا ان يكون فيها نسبة النعمة الى غير الله من جهة تعلق القلب بذلك الذي حصل له النعمة وهذا غير وارد في قول النبي عليه الصلاة والسلام لولا انا لكان في الدرك الاسفل من النار لانه عليه الصلاة والسلام ليس هو الذي حصلت له النعمة وانما هو مخبر عن فعله لعمه. الوجه الثاني في ذلك ان النبي عليه الصلاة والسلام قد بين ان نفعه لعمه من جهة الشفاعة فهو يشفع لعمه حتى يكون في ضحباح من نار. فقوله لولا انا لكان في الدرك الاسفل من النار يعني لولا شفاعتي ومعلوم لنصوص الشرع انه عليه الصلاة والسلام يكرم بالشفاعة ويعطى الشفاعة فهو سائل وهو سبب من الاسباب والمتفظل حقيقة هو الله جل وعلا فكأنه قال عليه الصلاة والسلام بضميمة علمنا انه يشفع لعمه كانه قال لولا ان الله شفعني فيه فكان في الدرك الاسفل من النار. فليس فيه بالوجهين جميعا تعليق للقلب بغير الله جل وعلا في حصول النعم او اندفاع النقم مما يكون في قول القائل لولا فلان لحصل كذا او لولا السيارة لحصل كذا او لولا الطيار لحصل كذا او لولا