المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد الدرس الرابع عشر. نعم. قال الله تعالى باب من الشرك ان يستغيث بغير او يدعو غيره وقول الله تعالى ولا تدعوا من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك. فان فعلت فانك اذا من الظالمين ان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو. وان يردك بخير فلا راد لفضله. يصيب به من يشاء من عباده وهو غفور رحيم وقول الله تعالى ان الذين تدعون من دون الله لا يملكون لكم رزقا فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه انظروا له اليه ترجعون. وقول الله تعالى ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة. وهم عن دعاة غافلون واذا حشر الناس كانوا لهم اعداء وكانوا بعبادتهم كافرين. وقول الله تعالى امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض ويجعلكم خلفاء الارض اله مع الله. وروى الطبراني باسناده انه كان في في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منافق يؤذي المؤمنين. فقال بعضهم قوموا بنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم فما من هذا المنافق فقال النبي صلى الله عليه وسلم انه لا يستغاث بي انما يستغاث بالله قوله باب من الشرك ان يستغيث بغير الله او يدعو غيره من الشرك كما ذكرنا فيما سبق يعني الشرك الاكبر ان يستغيث يعني الاستغاثة. لان ان مع الفعل تعول بمصدر باب من الشرك الاستغاثة بغير الله او استغاثة بغير الله او دعاء او دعوة غيره او دعاء غيره وهذا ظاهر في ان الاستغاثة كما ذكرنا طلب والطلب نوع من انواع الدعاء ولهذا قال العلماء ان في قوله او يدعو غيره بعد ان يستغيث بغير الله فيه عطف للعام على الخاص ومن المعلوم ان الخاصة قد يعطف على العام وان العام قد يعطف على الخاص وقوله ان يستغيث بغير الله هذا احد افراد الدعاء. كما ذكرنا بان الاستغاثة طلب والطلب دعاء او يدعو غيره هذا عام الذي يشمل الاستغاثة ويشمل الاستعاذة ويشمل اصناف يشمل اصنافا كثيرة من انواع الدعاء ان يستغيث الاستغاثة هي طلب الغوث والغوث يحصل الغوث يحصل لمن وقع في شدة وكرب يخشى معه المضرة الشديدة او الهلاك فيقال اغاثه اذا فزع اليه واعانه على ما به خلصه منه كما قال جل وعلا في قصة موسى فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه استغاثه الذي من شيعته يعني من كان من شيعة موسى طلب الغوث من موسى على من كان عدوا لهما جميعا فاغاثه موسى عليه السلام فاذا الاستغاثة طلب الغوث وطلب الغوث لا يصلح انا لله الا من الله فيما لا يقدر عليه الا الله جل جلاله لان الاستغاثة يمكن ان تطلب من المخلوق لانه يقدر عليها بعض العلماء يقول نضبط ذلك بقولنا الاستغاثة شرك اكبر اذا استغاث بالمخلوق فيما لا يقدر عليه ذلك المخلوق وقال اخرون الاستغاثة شرك اكبر اذا استغاث بالمخلوق فيما لا يقدر عليه الا الله وهاتان مختلفتان والاصح منهما الاخيرة. لان المرء اذا استغاث بالمخلوق فيما لا يقدر عليه الا الله والمخلوق يعلم ان هذا لا يقدر عليه الا الله فانه شرك اكبر بالله جل وعلا. او في حقيقة الامر انه لا تقدر عليه الا الله اما قول من قال من اهل العلم ان الاستغاثة شرك اكبر اذا استغاث بالمخلوق فيما لا يقدر عليه فان هذا يرد عليه ان ثمة اشياء قد يكون في الظاهر يقدر عليها المخلوق ولكن في الحقيقة لا يقدر عليها. فاذا يكون هذا الضابط غير منضبط. لان مثلا من وقع في شدة وهو في غرق مثلا وتوجه لرجل يراه بانه يغيثه فقال استغيث بك استغيث بك استغيث بك. ولا تلاسن السباحة ولا يحسن الانجاء من الغرق. فهذا استغاث بالمخلوق فيما لا يقدر عليه المخلوق. فهل يكون شركا اكبر لا لما؟ لان الاغاثة عادة من الغرق ونحوه يصلح ان يكون المخلوق قادرا عليها فيكون الضابط الثاني هو الصحيح وهو ان يقال الاستغاثة شرك بغير الله شرك اكبر اذا كان اذا كان استغاث فيما لا يقدر عليه الا الله. اما اذا استغاث فيما يقدر عليه غير الله من المخلوق من المخلوقين لكن هذا المخلوق المعين لم يقدر على هذا الشيء فانه لا يكون شركا لانه مع هدف المخلوق شيئا لا يصلح الا لله جل جلاله فاذا نقول الاستغاثة بغير الله اذا كانت فيما لا يقدر عليه الا الله فهي شرك اكبر واذا كانت فيما يقدر عليه المخلوق فهي جائزة كما حصل من صاحب موسى اذ استغاث بموسى عليه السلام قال او يدعو غيره بالدعاء كما ذكرت لك هو العبادة الدعا نوعان. دعاء مسألة ودعاء عبادة يعني بدعاء المسألة ما كان فيه طلب. وفيه سؤال يرفع يديه لله جل وعلا ويدعو هذا يسمى دعاء مسألة. وهو الذي يغلب عند عامة المسلمين في تسمية الدعاء. اذا قيل دعا فلان يعني سأل ربه جل وعلا. والنوع الثاني دعاء العبادة. كما قال جل وعلا وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا. يعني لا تعبدوا مع الله احدا او لا الو مع الله احدا. وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء هو العبادة دعاء المسألة غير دعاء العبادة دعاء العبادة كحال من صلى كحال من زكى كل صنف من اصناف العبادة يقال له دعاء لكنه دعاء عبادة قال العلماء دعاء المسألة متظمن لدعاء العبادة ودعاء العبادة مستلزم لدعاء المسألة. يعني ان من من سأل الله جل وعلا شيئا فهو داع دعاء مسألة وهذا متظمن انه يعبد الله لان الدعاء دعاء المسألة احد انواع العبادة دعاء المسألة متضمن للعبادة لان الله جل وعلا يحب من عباده ان يسألوه دعاء العبادة مستلزم لدعاء المسألة. يعني ان من صلى فيلزم من انه انشع الصلاة انه يسأل الله القبول. يسأل الله الثواب. فيكون دعاء المسألة متضمن لدعاء العبادة ودعاء العبادة مستلزم لدعاء المسألة. اذا تقرر ذلك فهذا التفصيل او هذا تقسيم مهم جدا في الحجة في القرآن وفي فهم الحجز التي يوردها اهل العلم لانه قد حصل من الخرافيين الداعين الى الشرك انهم يأولون الاية التي في الدعاء بالمسألة. او الاية التي في المسألة بالدعاء واذا تبين لك ذلك يعني ما ذكرنا فانه لا انفكاك في الحقيقة بين دعاء المسألة ودعاء العبادة. فهذا هو اما بالتظمن او باللزوم. ومعلوم ان دلالات التظمن واللزوم دلالات لغوية واضحة جاءت في القرآن وجاءت في السنة ثم ساق الشيخ رحمه الله بعض الادلة على ان الدعاء انما يتوجه به الى الله وان الاستغاثة انما يتوجه بها الى الله جل وعلا فيما لا يقدر عليه الا الله قال وقول الله تعالى ولا تدعوا من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك. فان فعلت فانك اذا من الظالمين. وان يمسسك الله يدور فلا كاشف له الا هو وان يمسسك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم قال في اولها ولا تدعو من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك. ولا تدعو هذا نهي والنهي توجه الى الفعل تدعو واذا كان كذلك فانه يعم انواع الدعاء وقد ذكرت لك ان الدعاء منه دعاء مسألة ومنه دعاء عبادة. لان النكرة اذا جاءت في سياق النهي او في سياق النهي او في سياق الشرط فانها تعم. وتدعو نكرة لانها فعل مشتملة على مشتمل على مصدر والمصدر حدث نكرة. فاذا هذا يعم نوعي الدعاء وهذا مراد الشيخ او احد مراداته من الاستدلال بهذه الاية. ولا تدعو من دون الله يعني منها الله جل وعلا ان يتوجه لغير الله بدعاء المسألة او بدعاء العبادة يعني بالطلب او باي نوع من انواع العبادات فلا طلب يصلح فيما لا يقدر عليه الا الله الا منه جل وعلا. يدخل في عليك الاستعاذة يدخل في ذلك الاستغاثة التي هي طلب الغوث كذلك دعاء العبادة بانواعه من الصلاة والزكاة والتسبيح والتهليل والسجود وتلاوة القرآن لا تصلح الا لله. كذلك الذبح النذر انواع اعمال القلوب التوكل محبة العبادة رجاء العبادة خوف السر هذه كلها انواع العبادات هي من انواع دعاء فهذه الاية دلت على النهي ان يتوجه احد الى من هو دون الله جل وعلا بدعاء مسألة او بدعاء عبادة. وكان اعظم هذا النهي انه وجه الى المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي هو امام المتقين وامام الموحدين قال ولا تدع من دون الله وذكرت لك فيما قبل ان قوله من دون الله تشمل مع الله او من دون الله استقلالا قال ما لا ينفعك ولا يضرك. يعني الذي لا ينفعك ولا يضرك. وما تشمل العقد وغير العقلاء. يعني تشمل ان يدعى بها ان يعنى بها الملائكة الانبياء الرسل يعنى بها الصالحون او يعنى بها ما لا يعقل كالاصنام والاشجار. هذا من جهة دلالة اللغة قال الله جل وعلا لنبيه فان فعلت يعني ان دعوت من دون الله احدا وذلك الاحد موصوف بانه لا ينفعك ولا يضرك فانك اذا من الظالمين وهذا اذا كان في حق النبي عليه الصلاة والسلام الذي كمل الله له التوحيد اذا حصل منه الشرك فانه يصبح ظالما ويصبح مشركا وحاشاه عليه الصلاة والسلام من ذلك فهذا تخويف لمن هو دونه ممن لم يعصم ولم يعطى العصمة من ذلك قال فان فعلت يعني ان دعوت من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فانك اذا يعني بسبب تلك الدعوة من الظالمين. والظالمون جمع تصحيح للظالم والظالم اسم فاعل الظلم والظلم المراد به هنا الشرك. كما قال جل وعلا ان الشرك لظلم عظيم ثم قال وليمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو. الغرض من ان يسأل احد غير الله في انجاء طلب كشف الضر. الغرض من ان يستغيث بغير الله. طلب كشف الضر. الغرض من ان يستعيذ بغير الله قلب كشف الضر. ولهذا ذكر الله جل وعلا القاعدة العامة في ذلك التي تقطع عروقا الشرك من القلب حيث قال وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو اذا اذا مسك الله بضر فمن يكشف الضر يكشفه من قدره ومن قضاه عليك. فهذا يقطع التوجه لغير الله جل وعلا. ولكن ما دام انه اذن فيما يقدر عليه البشر فيما يقدر عليه مخلوق ان يتوجه اليه بطلب الغوث او بطلب الاستسقاء او طلب السقيا او نحو ذلك فانه يكون مما رخص فيه والحمد لله. قال وان يمسسك الله بضر بنور هنا ايضا نكرة جاءت في سياق الشرط في عمم جميع انواع الضر. سواء كان برا في الدين او كان ضرا في الدنيا. سواء كان ضرا في الدنيا من جهة الابدان او من جهة الاموال او من جهة الاولاد او من جهة اعراض او من اي شيء. فان يمسسك الله بضر باي نوع من انواع الضر فلا كاشف له الا هو. في الحقيقة الذي يكشف الضر هو الله جل وعلا لا يكشف البلوى الا الله سبحانه وتعالى. واذا كان المخلوق يقدر على ذلك الكسب فانما هو من جهة انه سبب جعله الله سببا يقدر على ان يكشف باذن الله جل وعلا والا فالكاشف حقيقة هو الله جل وعلا والمخلوق ولو كان يقدر فانما قدر باقدار الله له اذ هو سبب من الاسباب فاذا لا يكشف على الحقيقة الا الله جل وعلا. واذا تبين ذلك ظهر لك وجه استدلال المصنف في هذه الاية بمناسبة الاية للترجمة من عدة جهات كما ذكرنا قال وقوله تعالى فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له بالاستغاثة او الدعاء من اعظم ما يتعلق به الخلق اذا كان من جهة طلب الرزق. لان طلب الرزق اعظم اسباب الحياة فاذا لم يكن عنده رزق فانه يوشك على الهلاك ولهذا ذكر الامام هذه الاية التي فيها توحيد طلب الرزق لما؟ لان معظم محال المستغيثين انما هي لطلب الرزق والرزق اسم العام يشمل كل ما يصلح ان يرزق يعني ان يمنح ويعطى فيدخل في ذلك الصحة العافية. يدخل في ذلك المال. يدخل في ذلك الطعام. يدخل في ذلك البيت. يدخل في ذلك الدواب يدخل في ذلك انواع ما يحتاجه لما يحتاجه المرء. قال فابتغوا عند الله الرزق. اصل تركيب الكلام فابتغوا رزق عند الله وابتغوا فعل امر والرزق مفعول وعند الله الاصل ان يتأخر على المفعول. فابتغوا الرزق عند الله قال علماء المعاني من علوم البلاغة ان تقديم ما حقه التأخير يفيد الاختطاف فابتغوا عند الله الرزق واجعلوا ذلك الابتغاء مختصا بالله جل وعلا. هكذا يفهم العربي هذه الاية فابتغوا عند الله الرزق يعني فليكن ابتغاؤكم الرزق من عند الله وحده. فلا اغيثوا بغيره في طلب رزق ولا تستنجدوا بغيره في طلب رزق وانما ذلك لله جل وعلا ثم قال واعبدوه ليجمع اصناف السؤال بما يشمل دعاء المسألة ودعاء العبادة ثم قال وقوله ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون دلالة الاية ظاهرة في الدعاء لان الله قال ومن اضل ممن يدعو من دون الله فهي ظاهرة في ان ثم داء وثم مدعو وذاك المدعو غير الله جل وعلا. ومن اضلوا ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون واذا حشر الناس كانوا لهم اعداء وكانوا بعبادتهم كافرين. وجه من الاية انه استعمل كلمة يدعو فجاء الوصف بابشع الضلال على من دعا من دون الله امواتا. غير احياء والدليل على انه اراد الاموات ولم يرد الاصنام والاحجار والاشجار ان من يقال من لا يستجيب له الى يوم يوم القيامة فجعل غاية الاستجابة الى يوم القيامة المنع من الاجابة الى يوم القيامة. وهذه في الاموال لان الميت اذا كان يوم القيامة نشر وصار يسمع وربما اجاب طلب من طلبه اذ هو حي يكون في ذلك المقام حي وربما كان قادرا. واما الميت من هو في البرزخ فهو الذي يصدق عليه وصف الله جل وعلا بقوله من لا استجيب له الى يوم القيامة. ولفظ من في اللغة الاصل فيها انها للعقلاء. والعقلاء هكذا يقول النحاس ونقول ان الاصل لاصح ان يقال من الاصل فيها في اللغة لمن يعلم علماء النحو ان يقولون من للعقلاء وما لغير العقلاء؟ ومن احسن ان نقول من لمن يعلم؟ لانها يدخل فيها الله جل وعلا في بعض الايات. فاذا من لمن يصح ان يعلم وهؤلاء هم من كانوا بشرا يخاطبون ويخاطبون ويعلمون ويعلم منهم. قال الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون وهذا الوصف ليس بالعصيان وانما هو في الاموات. ثم قال واذا حشر الناس كانوا لهم اعداء وكانوا بعبادتهم كافرين ولذلك قال جل وعلا في سورة النحل اموات غير احياء وما يشعرون ايانا يبعثون الهكم اله واحد قال وقوله امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء هذه الاية من سورة النمل فيها ان اجابة المضطر في الدعاء انما هي لله جل وعلا قال امن يجيب المضطر اذا دعاه. فهذا في الدعاء دعاء المسألة قال ويكشف السوء وكشف السوء يكون تارة بالاستغاثة وتارة بغير ذلك. ولهذا يكون هذا القدر من الاية يصلح لما ترجم به المؤلف رحمه الله من اللفظين لفظ الاستغاثة ولفظ الدعاء بقوله ويكشف السوء هذا في الاستغاثة وفي قوله امن يجيب المضطر اذا دعاه هذا في دعوة غير الله معه قال بعدها االه مع امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض االه مع الله وهذا الاستفهام انكار االه مع الله ينكر عليهم ان يتخذوا الها مع الله باي شيء بان يدعو غير الله او يتوجه في كشف السوء لغير الله ما لا يقدر عليه الا الله االه مع الله قليلا ما تذكروا قال وروى الطبراني باسناده انه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منافق يؤذي منافق يؤذي المؤمنين. فقال بعضهم بعضهم هنا هو ابو بكر الصديق كما جاء في بعض الروايات. قوموا بنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم. من هذا المنافق. فقال النبي عليه الصلاة والسلام انه لا يستغاث بي. وانما يستغاث بالله من طلب من الصحابة الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم. هذا طلب جائز لانهم قد لبوء الاغاثة من النبي عليه الصلاة والسلام فيما يقدر عليه. لانه عليه الصلاة والسلام في هذا المقام يقدر ان يغيث الامر بقتل المنافق او الامر بسجنه او بتهديده او باخذ عقوبة عليه لانه كان يؤذي المؤمنين بتعذير او بغيره. فاذا استغاثتهم انما هي في قولهم قوموا انا نستغيث برسول الله استغاثة برسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يقدر عليه. لكن النبي عليه الصلاة والسلام علمهم الادب في ذلك وعلمهم الاكمل في ذلك. حيث قال انه لا يستغاث بي انما يستغاث بالله وحقيقة الاستغاثة على وجه الكمال انما هي بالله جل وعلا لا بنبيه صلى الله عليه وسلم. فكأنه قال منهم نوح التفات للنبي عليه الصلاة والسلام فيما يقدر عليه. فبين لهم ان الواجب ان يستغيثوا بالله جل وعلا اولا. فقال انه لا يستغاث بي. ولا يستغاث هذا نفي فيه معنى النهي يعني لا تستغيثوا بي انما استغيثوا بالله في هذا الامر. واذا اغاثهم الله جل وعلا كف شر ذلك المنافق عنهم. هذا الحديث بعض العلماء قال ان في اسناده ابن لهيعة وحاله معروف ايراد الائمة ائمة الحديث الاحاديث التي قد يكون في اسنادها بعض ما قال هذا هو الصواب اذا كان اذا كان ما في الحديث من المعنى قد عضدته الادلة من القرآن او من السنة وما فيها هذا الحديث من قوله عليه الصلاة والسلام انه لا يستغاث بي انما يستغاث بالله قد دلت عليه الايات التي سلفت. وهذا صنيع اهل الحديث صنيع الراسخون بالعين من اهل الحديث كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية في معرض كلام له في الفتاوى قال اهل الحديث لا يستدلون بحديث ضعيف في اصل من الاصول بل اما في تأييده يعني في تأييد ذلك الاصل او في فرع من الفروع وهذا هو صنيع الشيخ رحمه الله في هذا الكتاب فانهم يستدلون باحاديث هي من جهة المعنى الذي اشتملت عليه صحيحة قد ساق شيخ الاسلام ابن تيمية هذا الحديث مستدلا به في رده على البكر المعروف بالاستغاثة كتاب الاستغاثة الكبرى او الرد على البكري. وقال ان هذا الحديث هو في معنى ما جاء في النصوص قوله عليه الصلاة والسلام انه لا يستغاث بي يعني لا تستغيثوا بي وانما استغيثوا بالله لان يستغاث نفي ومنفي وهنا يراد منه النهي هذا الباب ظاهر في المناسبة لما قبله ولما بعده ايضا في ان الاستغاثة لغير الله نوع من انواع الدعاء وان الدعاء عبادة وان الاستغاثة فعبادة وصرف العبادة لغير الله جل وعلا كفر وشرك. يدل على ان الدعاء عبادة قول والله قول قول الله جل وعلا واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي وقوله اجيب دعوة الداعي اذا دعان الاجابة اجابة الدعوة يكون في السؤال يعني اذا سئل اجاب ويكون ايضا بالعطاء والاثابة فيما اذا عبد فيجيب الدعوة باعطاء السائل سولة ويجيب ايضا الدعاء باثابة الداء العابد على ولهذا يفسر السلف الاية التي في الايات التي فيها اجابة الدعاء ونحو ذلك بان فيها اعطاء سئل السائل واثابة العابد. لان الصحابة والسلف يعلمون ان الدعاء يشمل هذا وهذا اجيب دعوة الداعي اذا دعاني فهنا دعاني يعني سألني او عبدني مع انها في السؤال ظاهرة وفي الدعاء بينة والايات في مثل ذلك كثيرة كقوله جل وعلا في سورة ابراهيم قال ابراهيم عليه السلام واعتزلكم وما تدعون من دون الله وادعو ربي عسى الا اكون بدعاء ربي حفيا عسى ان لا اكون بدعاء ربي شقيا. قال الله جل وعلا بعدها فلما اعتزلهم وما يعبدون ابراهيم عليه السلام قال اعتزلكم وما تدعون. قال الله فلما اعتزلهم وما يعبدون. فدل على ان الدعاء هو العبادة والعبادة هي الدعاء والدعاء يفسر تارة بدعاء مسألة ودعاء