المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد الدرس الرابع الباب الثالث الذي بعد باب من حقق التوحيد هو باب الخوف من الشرك وكل من حقق التوحيد فلا بد ان يخاف من السر ولهذا سيد المحققين للتوحيد محمد عليه الصلاة والسلام كان يكثر من الدعاء بان يبعد عنه الشرك وكذلك ابراهيم عليه السلام كان يكثر من الدعاء بان لا يدركه الشرك او عبادة الاصناف فمناسبة هذا الباب لما قبله ظاهرة من ان تحقيق التوحيد عند اهله معه الخوف من السر وقل من يكون مخاطرا لتوحيده او غير خائف من الشرك ويكون على مراتب الكمال. بل لا يوجد. فكل محقق للتوحيد كل راغب فيه حريص عليه يخاف من السر واذا خاف من الشرك فان الخوف وهو فزع القلب وهلعه وهربه من ذلك الشيء فان هذا الذي يخاف من الشرك سيسعى في البعد عنك والخوف من الشرك يثمر ثمرات. منها ان يكون متعلما للشرك بانواعه حتى لا يقع فيك ومنها ان يكون متعلما للتوحيد بانواعه حتى يقوم في قلبه الخوف من الشرك ويعظم ويستمر على ذلك ومنها ان الخائفة من الشرك يكون قلبه دائما مستقيما على طاعة الله مبتغيا مرضاة الله. فان عصى او غفل كان استغفاره استغفار من يعلم عظم شأن الاستغفار وعظم حاجته للاستغفار. لان الذين يستغفرون انواع لكن من علم حق الله جل وعلا وسعى في توحيده وتعلم ذلك وسعى في الهرب من الشرك فانه اذا غفل وجد انه اشد ما يكون حاجة الى الاستغفار. بهذا لصلاح القلب بوب الشيخ رحمه الله هذا الباب باب الخوف من الشرك وكأنه قال لك اذا كنت تخاف من الشرك كما خاف منه ابراهيم عليه السلام وكما توعد الله اهل الشرك بانه لا يغفر شركهم فاذا تعلم ما سيأتي في هذا الكتاب فان هذا الكتاب انما هو لاجل الخوف من الشرك. ولاجل تحقيق التوحيد. فهذا الكتاب موظوع لتحقيق التوحيد وللخوف من الشرك والبعد عنه. فما بعد هذين البابين باب من حقق التوحيد وباب الخوف من الشرك ما بعد ذلك تفصيل لهاتين المسألتين العظيمتين. تحقيق التوحيد والخوف من الشرك ببيان معناه وبيان انواع ذكرت لك فيما سبق ان الشرك هو اشراك غير الله معه في نوع من انواع العبادة. وقد يكون اكبر وقد يكون اصغر وقد يكون خفيا قال الشيخ رحمه الله وقول الله عز وجل ان الله لا يغفر ان يشرك به. ويغفر ما دون ذلك لمن هذه الاية من سورة النساء فيها قوله ان الله لا يغفر ان يشرك به هي الستر لما يخاف وقوع اثره وفي اللغة يقال غفر اذا ستر ومنه سمي ما يوضع على الرأس مغفر لانه يستر الرأس ويقيه. الاثر المكروه من معي السيف ونحوه على الرأس فمادة المغفرة راجعة الى ستر الاثر الذي يخاف منه والشرك او المعصية لها اثرها. اما في الدنيا واما في الاخرة او فيهما جميعا واعظم ما ما يمن به على العبد ان يغفر ذنبه وذلك بان يستر عليه وان يمحى اثره. فلا يؤاخذ به في الدنيا ولا يؤاخذ به في الاخرة. ولو المغفرة لهلك الناس قال جل وعلا هنا ان الله لا يغفر ان يشرك به. لا يغفر يعني ابدا. لا يغفر ان يشرك يعني انه بوعده هذا لم يجعل مغفرته لمن اشرك به. قال هنا لا ان الله ولا يغفر ان يشرك به. قال العلماء في هذه الاية دليل على ان المغفرة لا تكون لمن اشرك شركا اكبر او اشرك شركا اصغر. فان الشرك لا يدخل تحت المغفرة بل يكون بالموازنة ما يغفر الا بالتوبة. فمن مات على ذلك غير تائب فهو غير مغفور له ما فعله من الشرك قد يغفر غير الشرك كما قال ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. فجعلوا الاية دليلا على ان ان الشرك الاكبر والاصغر لا يدخل تحت المشيئة. وجه الاستدلال من الاية ان قوله لا يغفر ان يشرك به ان يشرك هذه ان موصول حرف مع يشرك فعل وتقدر المصدرية مع ما بعدها من الفعل كما هو معلوم بمصدر. والمصدر نكرة وقع في سياق النفي. واذا وقعت النكرة في سياق النفي عمت. قالوا فهذا يدل على ان الشرك هنا الذي نفي الاكبر والاصغر وايضا الخفي كل انواع الشرك لا يغفرها الله جل وعلا وذلك لعظم خطيئة الشرك لان الله جل وعلى هو الذي خلق وهو الذي رزق وهو الذي اعطى وهو الذي تفضل. فكيف يتوجه القلب عن غيره فكيف يتوجه القلب عنه الى غيره؟ لا شك ان هذا ظلم وهو ظلم في حق الله جل وعلا. ولذلك لم يغفر وهذا اختيار شيخ الاسلام ابن تيمية واكثر علماء الدعوة قال اخرون من اهل العلم ان قوله هنا لا يغفر ان يشرك به دالة على العموم ولكن هذا عموم مخصوص هذا عموم مراد به خصوص الشرك الاكبر لا يغفر ان يشرك به يعني الشرك الاكبر. فقط دون غيره. واما ما دون الشرك الاكبر فانه يكون داخل يكون داخلا تحت المشيئة فيكون العموم في الاية مراد. يكون العموم مرادا به الخصوص لماذا؟ قالوا لان القرآن فيه هذا اللفظ ان يشرك به ونحو ذلك ويراد به الشرك الاكبر دون الاصغر غالبا فالشرك غالبا ما يطلق في القرآن على الاكبر دون الاصل قال جل وعلا وقال المسيح يا بني اسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم. انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار. من يشرك بالله ومن يشرك ايضا فعل داخل في سياق الشرع. فيكون عامة فهل يدخل الشرك الاصغر والخفي فيه؟ بالاجماع لا يدخل لان تحريم الجنة وادخال النار والتخليد فيها انما هو لاهل الموت على الشرك الاكبر. فدلنا ذلك على ان المراد بقوله من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار انهم اهل الاشراك بالشرك الاكبر فلم يدخل العصهر ولم يدخل ما دونه او انواع الاصغر. فيكون اذا فهم اية النساء على فهم اية المائدة ونحوها انه من يشرك بالله فكأنما خرف ومن يشرك بالله فكأنما فر من السماء فتخطفه الطير او تهوي به الريح في مكان سحيق في الشرك الاكبر ونحو ذلك. فيكون اذا على هذا القول المراد بما نفي هنا ان يغفر الشرك الاكبر. ولما كان اختيار امام الدعوة كما هو اختيار عدد من المحققين في شيخ الاسلام وابن القيم وكغيرهما ان ان العموم هنا للاكبر والاصغر والخفي بانواع الشرك قام الاستدلال بهذه الاية صحيحة لان الشرك انواع واذا كان الشرك بانواعه لا يغفر فهذا يوجب الخوف منه الخوف اذا كان الرياء لا يغفر اذا كان الشرك الاصغر الحلف بغير الله او تعليق التميمة او حلقة او خيط او نحو ذلك من انواع الشرك الاصغر ما شاء الله وشئت نسبة النعم الى غير الله اذا كان لا يغفر فانه يوجب اعظم الخوف منه كذلك الشرك الاكبر. واذا كان كذلك فيجتمع اذا في الخوف من الشرك من هم على غير التوحيد يعني من يعبدون غير الله ويستغيثون بغير الله ويتوجهون الى غير الله ويذبحون لغير الله وينظرون غير الله ويحبون محبة العبادة غير الله ويرجون غير الله رجاء العبادة ويخافون خوف السر من غير الله الى غير ذلك يكون هؤلاء اولى بالخوف يكون هؤلاء اولى بالخوف من الشرك لانهم وقعوا فيما هو متفق عليه في انه لا يغفر. كذلك يقع بالخوف ويكون الخوف اعظم ما يكون في اهل الاسلام. الذين قد يشركون بعظ انواع الشرك من السلك الخفي او السلك الاصغر بانواعه وهم لا يشعرون او وهم لا يحذرون. فيكون الخوف اذا علم العبد المسلم ان الشرك بانواعه لا يغفر وانه مؤاخذ به. فليست الصلاة الى الصلاة يغفر بها الشرك اسقط وليست وليس رمظان الى رمظان يغفر به الشرك الاصغر. وليس في الجمعة الى الجمعة يغفر به الشرك الاصغر. فاذا يظفر بماذا يغفر بالتوبة فقط فان لم يتب فانه ثم الموازنة بين الحسنات وبين السيئات. وما ظنكم بسيئة في فيها التشريك بالله مع حسنات من ينجو من ذلك ليس ثم الا من عظمت حسناته فزادت على سيئة لما وقع فيه من انواع شرك ولا شك ان هذا يوجب الخوف الشديد لان المرأة على خطر في انه توزن حسناته وسيئاته ثم يكون في سيئاته انواع الشرك وهي كما هو معلوم عندكم ان الشرك بانواعه من حيث الجنس اعظم من كبائر كبائر الاعمال المعروفة. اذا وجه الاستدلال من اية النساء ان قوله جل وعلا ان الله لا يغفر ان يشرك به ان فيها عموما يشمل انواع الشرك جميعا وهذه لا تغفر فيكون ذلك موجبا للخوف من الشرك اذا وقع او حصل الشرك في القلب فان العبد يطلب معرفة انواعه حتى لا يشرك ومعرفة اصنافه وافراده حتى لا يقع فيها وحتى يحذر احبابه ومن حوله منها. لذلك كان احب الخلق او احب الناس وخير الناس للناس من يحذرهم من هذا الامر. ولو لم يشعروا ولو لم يعقلوا قال جل وعلا كنتم خير امة اخرجت للناس بانهم يدلون الخلق على ما ينجيهم فالذي يحب للخلق النجاة هو الذي يحذرهم من الشرك بانواعه ويدعوهم الى التوحيد بانواعه لان هذا اعظم ما يدعى اليه ولهذا لما حصل من بعض القرى في زمن امام الدعوة تردد وشك ورجوع عن مناصرة الدعوة وفهم ما جاء به الشيخ رحمه الله وكتبوا للشيخ وغلظوا وقالوا انما جئت به ليس بصحيح وانك تريد كذا وكذا. قال في اخرها قال بعد ان شرح التوحيد وضده رغب ورهب قال في اخرها رحمه الله ولو كنتم تعقلون حقيقة ما دعوتكم اليه لكنت اغلى عندكم من ابائكم وامهاتكم وابنائكم ولكنكم قوم لا تعقلون وهذا صحيح ولكن لا يعقله الا من عرف حق الله جل وعلا رحمه الله تعالى واجزل له المثوبة فجزاه عنا وعن المسلمين خير الجزاء ورفع درجته في المهديين والنبيين والصالحين ثم ساق الشيخ رحمه الله بعد هذه الاية قول قول الله جل وعلا واجنبني وبني ان نعبد الاصنام واجنبني وبني ان نعبد الاصنام الذي دعا بهذه الدعوة هو ابراهيم عليه السلام ومر معنا في الباب قبله ان ابراهيم قد حقق التوحيد. وقد وصفه الله بانه كان امة. قانتا حنيفا وبانه لم يك من المشركين فمن كان على هذه الحال هل يطمئن من انه لن يعبد غير الله ولن يعبد الاصنام؟ ام يظل على خوفه حال القمل الذين حققوا التوحيد هل هم يطمئنون ام يخافون؟ هذا ابراهيم عليه السلام كما في هذه الاية فالشرك وخاف عبادة الاصناف. فدعا الله بقوله واجنبني وبني ان نعبد الاصنام. ربي انهن اضللن كثيرا من الناس فكيف بمن دون ابراهيم ممن ليس من السبعين الفا وهم عامة هذه الامة والواقع ان عامة الامة لا يخافون من الشرك. فمن الذي يخاف؟ هو الذي يسعى في تحقيق التوحيد قال ابراهيم التيمي رحمه الله من سادات التابعين لما تلا هذه الاية قال ومن يأمن البلاء بعد ابراهيم اذا كان ابراهيم عليه السلام هو الذي حقق التوحيد وهو الذي وصف بما وصف به وهو الذي كسر الاصنام بيدك ويخاف فمن يأمن البلاء بعده اذا ما ثم الا غرور اهل الغرور. وهذا يوجب الخوف الشديد. لانه ما اعطي ابراهيم على الا يشرك وعلى الا يزيغ قلبه مع انه سيد المحققين للتوحيد في زمانه بل وبعد زمانه الى نبينا صلى الله عليه وسلم. فهو سيد ولد ادم ومع ذلك خاف قوله هنا واجنبني وبني ان نعبد الاصنام. الاصنام جمع صنم والصنم هو ما كان على صورة مما يعبد من دون الله يصور صورة على شكل وجه رجل او على شكل جسمي حيوان ورأسي حيوان او على شكل صورة كوكب او نجم او على شكل الشمس والقمر ونحو ذلك فاذا صور صورة فتلك الصورة يقال لها صنم والوثن هو ما عبد من دون الله مما هو ليس على شكل صورة القبر وثن وليس بصنف والمشهد مشاهد القبور عند عبادها. هذه اوثان وليست باصناف. وقد يطلق على الصنم انه وثق كما قال جل وعلا في قصة ابراهيم في سورة العنكبوت انما تعبدون من دون الله اوثانه وتخلقون افكا قد يطلق على قلة وقال بعض اهل العلم هم عبدوا الاصنام وعبدوا الاوثان جميعا. فصار في بعظ الايات ذكر الاصنام الاصناف وفي بعض الايات ذكر الاوثان لعبادتهم الاوثان. والاول اظهر بانه قد يطلق على الوثني قد يطلق على الصنم انه وتب. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد ها دعا الله الا يجعل قبره وثناء. فصار الوثن ما يعبد من دون الله مما ليس على هيئة صورة قال رحمه الله وفي الحديث اخوف ما اخاف عليكم الشرك الاصغر. فسئل عنه قال الرياء الرياظ قسمان رياء المسلم ورياء المنافق رياض المنافق رياء في اصل الدين يعني رأى باظهار الاسلام وعطن الكفر يراعون الناس ولا يذكرون الله الا قليلا ورياء المسلم الموحد ان يحسن صلاته من اجل نظر الرجل او ان يحسن تلاوته لاجل التسمية ان يمدح ويسمى لا لاجل التأثير فالرياح مشتق من الرؤية فما كان من جهة الرؤية يعني ان يحسن عبادة لاجل ان يرى من المتعبدين يطيل في صلاته يطيل في ركوعه في سجوده. يقرأ في صلاته اكثر من العادة لاجل ان يرى ذلك منه. يقوم الليل لاجل ان يقول الناس عنه انه يقوم الليل هذا شرك اصغر والشرك الاصغر هذا الذي هو الرياء قد يكون محبطا لاصل العمل الذي تعبد به وقد يكون محبطا للزيادة التي زادها فيكون محبطا لاصل العمل الذي تعبد به اذا ابتدأ النية بالرياء يعني فيما لو صلى دخل الصلاة ها لاجل ان يرى انه يصلي ليس عنده رغبة في ان يصلي الراتبة لكن لما رأى انه يرى ولاجل ان يمدح بما يراه الناس منه صلى فهذا عمله يعني تلك الصلاة حابطة ليس له فيها ثواب. وان جاء الرياء في اثناء العبادة فان ما زاده لاجل الرؤية يبطل كما قال عليه الصلاة والسلام قال الله تعالى انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك فيه معي غيري تركته وشركه الشاهد من الحديث قوله عليه الصلاة والسلام اخوف ما اخاف عليكم الشرك الاصغر هو اخوف الذنوب التي خافها النبي عليه الصلاة والسلام على اهل التوحيد لانهم ما داموا اهل توحيد فانهم ليسوا من اهل الشرك الاكبر فبقي ما يخاف عليهم الشرك الاصغر والشرك الاصغر تارة يكون في النيات وتارة يكون في الاقوال وتارة يكون في الاعمى يعني في القلب يكون الشرك الاصغر وفي المقال وفي الفعال ايضا وسيأتي في هذا الكتاب بيان اصناف من كل واحدة من هذه الثلاث. اذا النبي عليه الصلاة والسلام قال اخوف ما اخاف عليكم الشرك العصى فهو اخوف الذنوب على هذه الامة. لماذا خافه عليه الصلاة والسلام وكان اعظم الذنوب خوفا لاجل اثره وهو انه لا يغفر ولاجل ان الناس قد يغفلون عنه فلهذا حافظوا عليهم عليه الصلاة والسلام. والشيطان حرصه على اهل التوحيد ان يدخل فيهم الشرك الاصغر جهة الرياح ومن جهة الاقوال والاعمال والنيات اعظم من فرحه بغير ذلك من الذنوب بعد ذلك ساق حديث بن مسعود قال وعن ابن مسعود رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من مات وهو يدعو من دون لله ندا دخل النار وجه الاستدلال منه انه قال من مات وهو يدعو من دون الله ودعوة الند من دون الله من الشرك الاكبر لان الدعاء عبادة وهو اعظم العبادة قد جاء في الحديث الصحيح الدعاء هو العبادة وفي معناه حديث انس الذي في السنن الدعاء مخ العبادة فهو اعظم انواع العبادة. فمن مات وهو يصرف هذه العبادة. او شيئا منها لغير الله ند من الانداد فقد استوجب بنار وقوله دخل النار يعني كحال الكفار خالدا فيها لان الشرك الاكبر اذا وقع من المسلم فانه ولو كان اصلح الصالحين يحبط العمل قد قال جل وعلا لنبيه ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لان اشركت ليحبطن عملك ولتكونن فمن الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين. فلو اشرك النبي عليه الصلاة والسلام فان الله عظيم والله اكبر وخلقه هم المحتاجون اليه. العبيد له سبحانه. فلو اشرك النبي عليه الصلاة والسلام لحبط عمله ولكان في الاخرة من الخاسرين. افلا يوجب هذا ان يخاف منه ودونه؟ ممن يدعي الصلاح والعلم من الشرك بل قد شاع في هذه الامة ان بعض المنتسبين الى العلم يدعو الى الشرك ويحض عليه ويكره ويبغض في التوحيد وهذا كما قال الله جل وعلا عن اسلافهم واذا ذكر الله وحده اطمئزت قلوب الذين لا لا يؤمنون بالاخرة واذا ذكر الذين من دونه اذا هم يستبشرون فاذا وجه الاستدلال ظاهر من مات وهو يدعو لله ندا ومن مات وهو يدعو من دون الله ندا دخل النار وذلك يوجب الخوف لان قصد المسلم القصد العاقل ان يكون ناجيا من النار ومتعرضا بثواب الله في الجنة لفظ من دون الله يكثر في القرآن والسنة ومن دون الله عند علماء التفسير وعلماء التحقيق يراد بها شيئان الاول معنى ما يدعو من دون الله يعني مع الله والثاني ان كل وهذا بل قبل الثاني تتمة للاول الاول الاول ان تكون بمعنى ما من دون الله يعني مع الله وعبر عن المعية بلفظ من دون الله لان كل من دعي مع الله فهو دون الله جل وعلا فهم دونه والله جل وعلا هو الاكبر هو العظيم. وفي هذا دليل على بشاعة عمله. والثاني ان قوله ومن دون الله يعني غير الله من مات وهو يدعو من دون الله يعني وهو يدعو اله غير الله. فتكون من دون الله يعني انه لم يعبد الله اشرك معه غيره بل دعا غيره استقلالا. فشملت من دون الله الحالين. من دعا الله ودعا غيره ومن دعا غير الله وتوجه اليه في استقلاله قال رواه البخاري ولمسلم عن جابر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من لقي الله لا به شيئا دخل الجنة ومن لقيه يشرك به شيئا دخل النار من لقي الله لا يشرك به شيئا ذكرت لكم بالامس ان قوله لا يشرك به شيئا هذا فيه نوعان من العموم عموما في انواع الشرك فهي منفية وعموم في المتوجه اليهم في المشرك بهم في قوله شيئا من لقي الله لا يشرك يعني باي انواع من الشرك به شيئا يعني لم يتوجه الى اي احد. لا لملك ولا لنبي ولا لصالح ولا لجني ولا لطالع ولا لحجر ولا لشجر الى غير ذلك دخل الجنة يعني ان الله جل وعلا وعده بدخول الجنة برحمته سبحانه وتفضله وبوعده الصادق الذي لا يخلف قال ومن لقيه يشرك به شيئا دخل النار فكل مشرك متوعد بالنار بل وجه الدلالة كما يستقيم معا استدلال الشيخ بالاية بان من دخ من لقي الله وهو على شيء من الشرك الاكبر او الاصغر او الخفي فانه سينال العقوبة والعذاب في النار والعياذ بالله قال ومن لقيه يشرك به شيئا فهذي فيها عموم ايضا كما ذكرنا لان من هنا شرطية ويشرك فيها نكرة وهي عامة لانواع الشرك وشيئا عامة في المتوجه اليه. من لقيه يشرك به شيئا دخل النار. وهنا دخول النار هل هو ابدي امدي؟ بحسب فان كان الشرك اكبر ومات عليه فانه يدخل النار دخولا ابدية وان كان الشرك ما دون الشرك الاكبر اثره خفي فانه متوعد بالنار وسيدخل النار ويخرج منها انه من اهل التوحيد هل يدخل الشرك الاصغر في الموازنة ام لا؟ ذكرت لك في اول الدرس ان الشرك الاصغر يدخل في الموازنة موازنة الحسنات والسيئات انه اذا رجحت حسناته انه لا يعذب على الشرك الاصغر. لكن هذا ليس في كل الخلق لكن منهم من يعذب على الشرك الاصغر لان الموازنة بين الحسنات والسيئات ليست في كل الخلق وليست في كل الذنوب بل قد يكون من الذنوب ما يستوجب النار ولو رجحت الحسنات على السيئات فانه يستوجب الجنة ولكن لابد من ان يطهر في النار. وهذا دليل على وجوب الخوف من الشرك بان من لقي الله وهو من لقي الله يشرك به شيئا دخل النار فاذا كان كذلك وهذا يشمل الشرك الاكبر والاصغر والخفي فان المرء يجب عليه ان يهرب اشد الهرب من ذلك والشرك الاصغر والخفي يستعيذ المرء بالله جل وعلا منه ويقول اللهم اني اعوذ بك ان اشرك بك شيئا اعلمه واستغفرك مما لا على لانه اذا علم فاشرك فانه سيترتب الاثر الذي ذكرناه وهو عدم المغفرة. ففي هذا الدعاء الذي علمناه رسولنا عليه الصلاة والسلام فيه التفريق بين الشرك الاصغر مع العلم والشرك الاصغر مع الجهل. فقال بك ان اشرك بك شيئا اعلمه لان امر الشرك الاصغر مع العلم عظيم فيستعيد المرء بالله من ان ان يشرك شركا اصغر وما هو اعلى منه من باب اولى وهو يعلم. قال واستغفرك مما لا اعلم. لان المرء قد يكون شيء على فلتات لسانه وهو لا يعلم ولم يقصد ذلك ويستغفر الله جل وعلا منه. هذا يدلكم على ان الشرك امره عظيم. ولا يتهاون احد بهذا الامر لان من تهاون بالشرك وبالتوحيد فانه تهاون باصل دين الاسلام بل تهاون بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم في مكة سنين عددا بل تهاون بدعوة الانبياء والمرسلين فانهم اجتمعوا على شيء. الا وهو العقيدة وهو توحيد العبادة والاسماء والصفات واما الشرائع فشتى لهذا وجب عليك الحذر كل الحذر من الشرك بانواعه وان ضده وان تتعلم ايضا افراد الشرك وافراد التوحيد. وانما يستقيم العلم بذلك اذا تعلمت الافراد. اما التعلم الاجمالي لذلك فهذا كما يقال نحن على الفطرة لكن اذا اتت الافراد ربما رأيت بعض الناس فيما بين ظهرانيكم يخوضون في بعض الاقوال او الاعمال التي هي من جنس الشرك وهم لا يشعرون وذلك لعدم خوفهم وهربهم من الشرك نسأل الله جل وعلا العفو والعافية. فاذا احرص على تعلم هذا الكتاب ومدارسته. وعلى كثرة مذاكرة وفهم ما فيه من الحجج والبينات لانه هو خير ما يكون في صدرك بعد كتابه. الله جل وعلا وسنة نبيه وصلى الله وسلم