المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد الدرس الثاني عشر لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال المصنف رحمه الله تعالى باب من الشرك الاستعاذة بغير الله تعالى. وقول الله تعالى وانه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا. وعن خولة بنت حكيم رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نزل منزلا فقال اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى لم يضره شيء حتى يرحل من منزله ذلك. رواه مسلم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. الملك الحق المبين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد نشهد له بالرسالة وبانه بلغها وادى الامانة ونصح الامة وجاهد في الله حق الجهاد وتركنا بعده على بيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا هالك. صلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين اما بعد فهذا الباب ترجمه الامام رحمه الله تعالى بقوله باب من الشرك الاستعاذة بغير الله وهذا الباب مع الباب الذي قبله والابواب ايضا التي سلفت كلها في بيان قصد هذا الكتاب وبيان الغرض من تأليفه وعنا التوحيد انما يعرف بظده من طلب التوحيد فليطلب ضد التوحيد لانه اعني التوحيد يجمع بين الاثبات والنفي يجمع بين الايمان بالله وبين الكفر بالطاغوت فمن جمع بين هذين فانه قد عرف التوحيد ولهذا الشيخ رحمه الله فصل في في افراد توحيد العبادة فصل في افراد الشرك فبين اصناف الشرك الاصغر القولي والعملي. وبين اصناف الشرك الاكبر العمل والاعتقادي فذكر الذبح لغير الله وذكر النذر لغير الله والذبح والنذر عبادتان عظيمتان وعبادة الذبح وعبادة النذر ظاهرة عبادة الذبح فعلية عملية والنذر قولية انشاء وعملية وفاء فذكر العمليات او الذبح من العمليات يعني من انواع الشرك الاكبر الذي يكون من جهة العمل وذكر النذر لغير الله وهو يحصل بالقول والذبح والنذر العمل والقول كل منهما معه اعتقاد تعظيم المخلوق كتعظيم الله جل وعلا يحبونهم كحب الله. والذين امنوا اشد حبا لله. وقال تالله ان كنا لفي ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين وعطف على ذلك باب من الشرك الاستعاذة بغير الله والاستعاذة بغير الله تكون بالقول الذي معه اعتقاد فهي مناسبة لان تكون بعد بعض من الشرك النذر لغير الله وقوله رحمه الله من الشرك منها هنا تبعيضية كما ذكرنا فيما سبق من الابواب وهذا الشرك هو الشرك الاكبر من الشرك الاكبر الاستعاذة بغير الله لان الالف واللام او اللام وحدها الداخلة على الشرك هذه تعود الى المعهود وهو ان الاستعاذة بغير الله شرك اكبر بالله جل جلاله الاستعاذة طلب العياذ يقال استعاذ اذا طلب العياذ والعياذ طلب ما يؤمن من الشر الفرار من شيء مخوف الى ما يهمن منه او الى من يؤمن منه ويقابلها اللياز وهو الفرار الى طلب الخير او التوجه والاعتصام والاقبال لطلب الخير ومادة السف على مثل ما هو هنا تعالى وكما سيأتي استغاث استعان ونحو هذه المادة هي موضوعة في الغالب للطلب فغالب مجيد السين والثاء للطلب تسقى اذا طلب السقيا تغاث اذا طلب الغوث واستعاذ اذا طلب العيال قلنا في الغالب لانها تأتي احيانا للدلالة على كثرة الوصف في الفعل كما في قوله جل وعلا واستغنى الله استغنى ليس معناها طلب الغناء وانما جاء بالسين والتاء هنا للدلالة على عظم الاتصاف بالوصف الذي اشتمل عليه الفعل وهو الغنى فهذه المادة السعادة استغاث استعان واشباه ذلك فيها طلب والطلب من انواع التوجه والدعاء. اذا طلب فان هناك مطلوبا منه والمطلوب منه لما كان ارفع درجة من الطالب كان الفعل المتوجه اليه يسمى دعاء. ولهذا في حقيقة لغة وفي دلالة الشرع الاستعاذة طلب العود او طلب العياذ وهو الدعاء المشتمل على ذلك الاستغاثة طلب الغوث دعاء مشتمل على ذلك وهكذا في كل ما فيه طلب نقول انه دعاء. واذا كان دعاء فانه عبادة والعبادة لله جل وعلا بالاجماع. وبما دلت عليه النصوص وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا اذا فكل فعل من الافعال او قول من الاقوال فيه طلب عبادة لما؟ لانه دعاء. لان كل طلب دعاء فالذي يطلب شيئا اذا طلبه من مقارن فيقال هذا التماس. واذا طلبه ممن هو دونه يقال هذا امر. واذا طلبه ممن هو هو اعلى منه فهذا دعاء والمستعيذ والمستغيث لا شك انه طالب ممن هو اعلى منه لحاجته اليه. ولهذا كل دليل فيه ذكر افراد الله جل وعلا بالدعاء او بالعبادة دليل على خصوص هذه المسألة وهي ان الاستعاذة عبادة عبادة من العبادات العظيمة. واذ كانت كذلك فان افراد الله بها واجب قال هنا من الشرك الاستعاذة بغير الله وقوله الاستعاذة في غير الله هذا الغير يشمل كل ما يتوجه الناس اليه بالشرك ويدخل في ذلك بالاولية ما كان المشركون الجاهليون يتوجهون اليه بذلك من الجن ومن الملائكة ومن الصالحين ومن الاشجار والاحجار ومن الانبياء والرسل الى غير ذلك هل قوله هنا باب من الشرك الاستعاذة بغير الله الاستعاذة بغير الله. هل هذا المقصود منه ان الاستعاذة جميعا لا تصلح الا الله وانه لو استعاذ بمخلوق فيما يقدر عليك انه يدخل في الشرك الجواب هذا فيه تفصيل ومن اهل العلم من قال الاستعاذة لا تصلح الا لله. وليس ثم استعاذة مخلوق فيما يقدر عليه. لان الاستعاذة توجه القلب واعتصامه والتجاؤه ورغبه ورهبه فيها هذه المعاني جميعا فهي توجه للقلب وهذه المعاني جميعا لا تصلح الا لله جل على وقال اخرون قد جاءت ادلة بانه يستعاد بالمخلوق فيما يقدر عليه لان حقيقة الاستعاذة طلب انكفاف الشرط طلب العيال وهو ان يعيد من شر احدق به واذا كان كذلك فانه قد يكون المخلوق يملك شيئا من ذلك قالوا فاذا تكون الاستعاذة بغير الله شركا اكبر اذا كان ذلك المخلوق لا يقدر على ان يعيد او لا يقدر على الاعاذة مما طلب الا الله جل وعلا الذي يظهر من ذاك ان المقام كما ذكرت لك فيه تفصيل وذاك ان الاستعاذة فيها عمل ظاهر وفيها عمل باطل فالعمل الظاهر ان يطلب العون ان يطلب العيال وهو ان يعصم من هذا الشر او ان ينجو من هذا وفيها عمل باطن وهو توجه القلب وسكينته واضطراره وحاجته الى هذا المستعاذ به واعتصامه بهذا المستعاذ به وتفويض امر نجاته اليه اذا كان هذان للاستعاذة فاذا قيل الاستعاذة لا تصلح الا لله يعني لا تصلح الا بالله لا يستعاذ بمخلوق مطلقا يعنى به انه لا يستعاذ به من جهة النوعين جميعا لان منه القلب يعني النوعين معا لان منه عمل القلب وعمل القلب الذي وصف بالاجماع لا يصلح الا لله جل وعلا واذا قيل الاستعاذة تصلح للمخلوق فيما يقدر عليه تصلح بالمخلوق فيما يقدر عليه فهذا لما جاء في بعض الادلة من الدلالة على ذلك. وهذا انما يراد منه الاستعاذة بالقول ورغب القلب في ان يخلص مما هو مما هو فيه من البلاء. وهذا يجوز ان وتوجه به الى المخلوق. فاذا حقيقة الاستعاذة تجمع الطلب الظاهر اجمعوا المعنى الباطن ولهذا اختلف اهل العلم فيها فالذي ينبغي ان يكون منك دائما على ذكر ان توجه اهل العبادات الشركية لمن يشركون به من الاولياء او الجند او الصالحين او الطالحين او غير ذلك انهم جمعوا بين القول باللسان وبين اعمال القلوب التي لا تصلح الا لله جل وعلا وبهذا يبطل ما يقوله اولئك الخرافيون من ان الاستعاذة بهم انما هي فيما ما يقدرون عليك وان الله اقدرهم على ذلك. فيكون ابطال مقالهم راجعا الى جهتين الجهة الاولى ان يبطل قولهم في الاستعاذة وفي اشباهها ان هذا الميت او هذا الجني اقدروا على هذا الامر واذا لم يقتنع بذلك او حصل هناك ايراد اشتباه فيه فالاعظم ان يتوجه المورد للادلة والنية ان يتوجه الى اعمال القلب وان هذا الذي توجه الى ذلك الميت او الولي قد قام بقلبه من العبودية ما لا يصلح الا لله جل جلاله. اذا فنقول الاستعاذة بغير الله شرك اكبر لانها صرف للعبادة لغير الله صرف العبادة لغير الله جل جلاله. فان كان ذلك في الظاهر مع طمأنينة القلب بالله وتوجه القلب الى الله وحسن ظنه بالله وان هذا العبد انما هو سبب وان القلب مطمئن فيما عند الله فان هذه تكون استعاذة بالظاهر واما القلب فانه لم تقم به حقيقة الاستعاذة واذا كان كذلك كان هذا جائزة قال رحمه الله وقول الله تعالى وانه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا وانه هذه معطوفة على اول السورة وهو ما اوحى الله جل وعلا الى نبيه. قل اوحي الي انه استمع نفر من الجن ثم بعدها ايات وانه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا معنى رهقا هنا يعني خوفا واضطرابا في القلب اوجب لهم الارهاق والرهق في الابدان وفي الارواح. فلما كان كذلك تعاظمت الجن وزاد شرها قال وانه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن وقد كان المشركون اذا نزلوا بواد او بمكان مخفوف كانوا يعتقدون ان لكل مكان مخوف جني او سيد من الجن يخذل ذلك المكان هو له ويسيطر عليه. فكانوا اذا نزلوا واديا او مكانا قالوا نعود بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه. يعنون الجلد فعادوا بالجن لاجل ان يكفئ عنهم الشر مدة مقامهم لهذا قال جل وعلا وانه كان رجال من الانس يعودون برجال من الجن فزادوهم رهقا فزادوهم يعني زادوا الجنس الانس خوفا و اضطرابا وتعبا في الانفس وفي الارواح. واذا كان كذلك كان هذا مما هو من العقوبة عليه. والعقوبة انما تكون على ذنب فدلت الاية على ذم اولئك وانما ذموا لانهم طرف تلك العبادة لغير الله جل وعلا. والله سبحانه امر ان يستعاذ به دون ما سواه وقال سبحانه قل اعوذ برب الفلق وقال قل اعوذ برب الناس. وقال قل ربي اعوذ بك من همزات الشياطين. واعوذ بك ان يحضرون. والايات في ذلك كثيرة كقوله واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله فعلم من التنصير على المستعاذ به وهو الله جل وعلا على ان الاستعاذة حصلت بالله وبغيره وان الله امر نبيه ان تكون استعاذته به وحده دون ما سواه وذكرت لكم اصل الدليل في ذلك وان الاستعاذة عبادة. واذا كانت عبادة فتدخل فيما دلت عليه الايات من افراد العبادة بالله وحده قال وعن خولة بنت حكيم قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ذلك في قوله فزادوهم رهقا. ثم قول اخر وهو قول قتادة وبعض السلف من ان رهقا معناها اثم فزادوهم اثما. وهذا ايضا ظاهر من جهة الاستدلال. اذا كانت الاستعاذة موجبة للاثم فهي اذا عبادة اذا صرفت لغير الله وعبادة مطلوبة اذا صرفت لله جل جلاله. وهذا يستقيم مع ترجمة من هن الاستعاذة بغير الله شرك قال وعن خولة بنت حكيم قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من نزل منزلا فقال اعوذ بكلمات الله التامة اتني من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرحل من منزله ذلك. رواه مسلم وجه الدلالة من هذا الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم بين فضل الاستعاذة بكلمات الله فقال من نزل منزلا فقال اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق وجعل المستعاذ منه المخلوقات الشريرة والمستعاذ به هو كلمات الله وقد استدل اهل العلم اينا ناظروا المعتزلة وردوا عليهم استدلوا بهذا الحديث على ان كلمات الله ليست بمخلوقة قالوا لان المخلوق لا يستعاذ به والاستعاذة به شرك. كما قاله الامام احمد وغيره من ائمة السنة فوجه الدلالة من الحديث اجماع اهل السنة على الاستدلال به على ان الاستعاذة بالمخلوق شرك وانه لما امر بالاستعاذة بكلمات الله فان كلمات الله جل وعلا ليست بمخلوقة قال من نزل منزلا فقال اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق. المقصود بكلمات الله التامات هنا الكونية التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر وهي المقصودة بقوله جل وعلا قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل ان تنفد كلمات ربي وبقوله ولو ان ما في الارض من شجرة اقلام والبحر يمده من بعده سبعة اظفر ما نفذ جت كلمات الله وثمت كلمة ربك صدقا وعدلا. وفي القراءة الاخرى وتمت كلمات ربك صدقا وعدلا. هذه الاية في الكلمات الشرعية وكذلك في الكلمات الكونية اذا فقوله اعوذ بكلمات الله التامات يعني الكلمات الكونية من شر ما خلق يعني من شر الذي خلقه الله جل وعلا. وهذا العموم المقصود منه من شر المخلوقات التي فيها شرط. وليست كل المخلوقات فيها شرط بل ثم مخلوقات طيبة ليس فيها شر كالجنة والملائكة والرسل والانبياء والاولياء. وهناك مخلوقات خلقت وفيها شر فاستعيذ بالله جل وعلا بكلمات الله جل وعلا من شر الانفس الشريرة والمخلوقات التي فيها شرط نعم قال رحمه الله تعالى باب من الشرك ان يستغيث بغير الله او يدعو غيره. وقول الله تعالى ولا تدعو من دون الله الا ينفعك ولا يضرك فان فعلت فانك اذا من الظالمين. وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو. وان يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم. وقول الله تعالى ان الذين تدعون من دون الله لا يملكون لكم رزقا فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له اليه ترجعون. وقول الله تعالى ومن اضل ممن ان يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة. وهم عن دعائهم غافلون. واذا حشر الناس كانوا لهم اعداء كانوا بعبادتهم كافرين وقول الله تعالى امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض ويجعل خلفاء الارض اله مع الله. وروى الطبراني باسناده انه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم. منافق يؤذي المؤمنين فقال بعضهم قوموا بنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق. فقال النبي صلى الله عليه وسلم انه لا يستغاث بي انما يستغاث بالله قوله باب من الشرك ان يستغيث بغير الله او يدعو غيره من الشرك كما ذكرنا فيما سبق يعني الشرك الاكبر ان يستغيث يعني الاستغاثة. لان ان مع الفعل تعول بمصدر باب من الشرك الاستغاثة بغير الله او استغاثة بغير الله او دعاء او دعوة غيره او دعاء غيره وهذا ظاهر في ان الاستغاثة كما ذكرنا طلب والطلب نوع من انواع الدعاء ولهذا قال العلماء ان في قوله او يدعو غيره بعد ان يستغيث بغير الله فيه عطف للعام على الخاص ومن المعلوم ان الخاصة قد يعتق على العام وان العام قد يعطف على الخاص قوله ان يستغيث بغير الله هذا احد افراد الدعاء. كما ذكرنا بان الاستغاثة طلب والطلب دعاء او يدعو غيره هذا عام الذي يشمل الاستغاثة ويشمل الاستعاذة ويشمل اصناف يشمل اصنافا كثيرة من انواع الدعاء ان يستغيث الاستغاثة هي طلب الغوث والغوث يحصل الغوث يحصل لمن وقع في شدة وكرب يخشى معه المضرة الشديدة او الهلاك فيقال اغاثه اذا فزع اليه واعانه على ما به و قلصه منه كما قال جل وعلا في قصة موسى فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه تغاثه الذي من شيعته يعني من كان من شيعة موسى طلب الغوث من موسى على من كان عدوا لهما جميعا فاغاثه موسى عليه السلام فاذا الاستغاثة طلب الغوث وطلب الغوث لا يصلح الا لله الا من الله فيما لا يقدر عليه الا الله جل جلاله لان الاستغاثة يمكن ان تطلب من المخلوق لانه يقدر عليها بعض العلماء يقول نضبط ذلك بقولنا الاستغاثة شرك اكبر اذا استغاث بالمخلوق فيما لا يقدر عليه ذلك المخلوق وقال اخرون الاستغاثة شرك اكبر اذا استغاث بالمخلوق فيما لا يقدر عليه الا الله وهاتان مختلفتان والاصح منهما الاخيرة لان المرء اذا استغاث بالمخلوق فيما لا يقدر عليه الا الله والمخلوق يعلم ان هذا لا يقدر عليه الا الله فانه شرك اكبر بالله جل وعلا. او في حقيقة الامر انه لا يقدر عليه الا الله اما قول من قال من اهل العلم ان الاستغاثة شرك اكبر اذا استغاث بالمخلوق فيما لا يقدر عليه فان هذا يرد عليه ان ثمة اشياء قد يكون في الظاهر يقدر عليها المخلوق ولكن في الحقيقة لا يقدر عليها فاذا يكون هذا الضابط غير منضبط بان مثلا من وقع في شدة وهو في غرق مثلا وتوجه لرجل يراه بانه يغيثه فقال استغيث بك استغيث بك استغيث بك وذاك لا يحسن السباحة ولا يحسن الانجاء من الغرق. فهذا استغاث بالمخلوق فيما لا يقدر عليه المخلوق فهل يكون شركا اكبر؟ لا لم؟ لان الاغاثة عادة من الغرق ونحوه يصلح ان يكون قادرا عليها فيكون الظابط الثاني هو الصحيح وهو ان يقال الاستغاثة شرك بغير الله شرك اكبر اذا كان او اذا كان استغاث فيما لا يقدر عليه الا الله اما اذا استغاث فيما يقدر عليه غير الله من المخلوق من المخلوقين لكن هذا المخلوق المعين لم يقدر على هذا الشيء فانه لا يكون شركا لانه ما اعتقد في المخلوق شيئا ما يصلح الا لله جل جلاله فاذا نقول الاستغاثة بغير الله اذا كانت فيما لا يقدر عليه الا الله فهي شرك اكبر بركة واذا كانت فيما يقدر عليه المخلوق فهي جائزة كما حصل من صاحب موسى اذ استغاث بموسى عليه السلام قال او يدعو غيره الدعاء كما ذكرت لك هو العبادة الدعا نوعان دعاء مسألة ودعاء عبادة نعني بدعاء المسألة ما كان فيه طلب وفيه سؤال يرفع يديه لله جل وعلا ويدعو. هذا يسمى دعاء مسألة. وهو الذي يغلب عند عامة المسلمين في تسمية الدعاء. اذا قيل دعا فلان يعني سأل ربه جل وعلا والنوع الثاني دعاء العبادة. كما قال جل وعلا وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا يعني لا تعبدوا مع الله احدا او لا تسألوا مع الله احدا. وكما قال النبي صلى الله عليه الدعاء هو العبادة دعاء المسألة غير دعاء العبادة دعاء العبادة كحال من صلى كحال من زكى كل صنف من اصناف العبادة يقال له دعاء لكنه دعاء عبادة قال العلماء دعاء المسألة متظمن لدعاء العبادة ودعاء العبادة مستلزم لدعاء المسألة. يعني ان من من سأل الله جل وعلى شيئا فهو داع دعاء مسألة وهذا متظمن انه يعبد الله لان الدعاء دعاء المسألة احد انواع العبادة فدعاء المسألة متظمن للعبادة لان الله جل وعلا يحب من عباده ان يسألوه دعاء العبادة مستلزم لدعاء المسألة. يعني ان من صلى فيلزم من انه وانشأ الصلاة انه يسأل الله القبول. يسأل الله الثواب. فيكون دعاء المسألة متضمن لدعاء العبادة ودعاء العبادة مستلزم لدعاء المسألة. اذا تقرر ذلك فهذا التفصيل او هذا التقسيم مهم جدا في الحجة في القرآن وفي فهم الحجج التي يوردها اهل العلم. لانه قد حصل من الخرافيين الداعين الى الشرك انهم يأولون الاية التي في الدعاء بالمسألة. او الاية التي في المسألة بالدعاء واذا تبين لك ذلك يعني ما ذكرنا فانه لانفكاك في الحقيقة بين دعاء المسألة ودعاء العبادة. فهذا هو ذاك اما بالتظمن او باللزوم. ومعلوم ان دلالات التظمن واللزوم دلالات لغوية واضحة جاءت في القرآن وجاءت في السنة ثم ساق الشيخ رحمه الله بعض الادلة على ان الدعاء انما يتوجه به الى الله وان الاستغاثة انما يتوجه بها الى الله جل وعلا فيما لا يقدر عليه الا الله قال وقول الله تعالى ولا تدعوا من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك. فان فعلت فانك اذا من الظالمين. وان يمسسك الله وبيمر فلا كاشف له الا هو وان يمسسك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم قال في اولها ولا تدعو من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك ولا تدعو هذا نهي والنهي توجه الى الفعل تدعو واذا كان كذلك فانه يعم انواع الدعاء وقد ذكرت لك ان الدعاء منه دعاء مسألة ومنه دعاء عبادة. لان النكرة اذا جاءت في سياق النهي او في سياق النفي او في سياق الشرط فانها تعم وتدعو نكرة لانها فعل مشتملة على مشتملة على مصدر والمصدر حدث نكرة. فاذا هذا يعم نوعي دعاء وهذا مراد الشيخ او احد مراداته من الاستدلال بهذه الاية. ولا تدعوا من دون الله يعني نهى الله جل وعلا ان يتوجه لغير الله بدعاء المسألة او بدعاء العبادة يعني بالطلب او باي بنوع من انواع العبادات فلا طلب يصلح فيما لا يقدر عليه الا الله الا منه جل وعلا. يدخل في ذلك الاستعاذة. يدخل في ذلك الاستغاثة التي هي طلب خوف كذلك دعاء العبادة بانواعه من الصلاة والزكاة والتسبيح والتهليل والسجود وتلاوة القرآن لا تصلح الا لله. كذلك الذبح النذر انواع اعمال القلوب التوكل محبة العبادة رجاء العبادة خوف السر هذه كلها انواع العبادات هي من انواع دعاء العبادة فهذه الاية دلت على النهي ان يتوجه احد الى من هو دون الله جل وعلا بدعاء مسألة او دعاء عبادك وكان اعظم هذا النهي انه وجه الى المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي هو امام المتقين وامام الموحدين قال ولا تدعو من دون الله وذكرت لك فيما قبل ان قوله من دون الله تشمل مع الله او من دون الله استقلالا قال ما لا ينفعك ولا يضرك. يعني الذي لا ينفعك ولا يضرك. وما تشمل وغير العقلاء يعني تشمل ان يدعى بها ان يعنى بها الملائكة الانبياء والرسل يعنى بها او يعنى بها ما لا يعقل كالاصنام والاحجار والاشجار. هذا من جهة دلالة اللغة قال الله جل وعلا لنبيه فان فعلت يعني ان دعوت من دون الله احدا وذلك الاحد موصوف بانه لا ينفعك ولا يضرك فانك اذا من الظالمين وهذا اذا كان في حق النبي عليه الصلاة والسلام الذي كمل الله له التوحيد اذا حصل منه الشرك فانه يصبح ظالما ويصبح مشركا وحاشاه عليه الصلاة والسلام من ذلك فهذا تخويف لمن هو دونه ممن لم يعصم ولم يعطى العصمة من ذلك قال فان فعلت يعني ان دعوت من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فانك اذا يعني ايه بسبب تلك الدعوة من الظالمين؟ والظالمون جمع تصحيح للظالم والظالم اسم فاعل الظلم والظلم المراد به هنا الشرك. كما قال جل وعلا ان الشرك لظلم عظيم ثم قال وان يمسسك الله بضر فلا كاسف له الا هو الغرض من ان يسأل احد غير الله في انجاح ما به طلب كشف الضر الغرض من ان يستغيث بغير الله طلب كشف الضر الغرض من ان يستعيذ بغير الله طلب كشف الضر. ولهذا ذكر الله جل وعلا القاعدة العامة في ذلك التي تقطع عروق الشرك من القلب حيث قال وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو اذا اذا مسك الله بضر فمن يكشف الضر يكشفه من قدره ومن قضاه عليك. فهذا يقطع التوجه لغير الله جل وعلا. ولكن ما دام انه اذن فيما يقدر عليه البشر فيما يقدر عليه المخلوق ان يتوجه اليه بطلب الغوث او بطلب الاستسقاء او طلب السقيا او نحو ذلك فانه يكون مما رخص به والحمد لله قال وان يمسسك الله بضر بيضر هنا ايضا نكرة جاءت في سياق الشرط. فيعم جميع انواع الضر. سواء كان برا في الدين او كان ضرا في الدنيا. سواء كان ضرا في الدنيا من جهة الابدان او من جهة الاموال او من جهة الاولاد او من جهة الاعراض او من اي شيء. فان يمسسك الله بضر باي نوع من انواع الضر فلا كاشف له الا هو. في الحقيقة الذي يكشف الضر هو الله جل وعلا لا يكشف البلوى الا الله سبحانه وتعالى. واذا كان المخلوق يقدر على ذلك فانما هو من جهة انه سبب جعله الله سببا يقدر على ان يكشف باذن الله جل وعلا انا والا فالكاسب حقيقة هو الله جل وعلا والمخلوق ولو كان يقدر فانما قدر باقدار الله له اذ هو سبب من الاسباب فاذا لا يكشف على الحقيقة الا الله جل وعلا. واذا تبين ذلك ظهر لك وجه استدلال المصنف بهذه الاية ومناسبة الاية للترجمة من عدة جهات كما ذكرنا قال وقوله تعالى فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له الاستغاثة او الدعاء من اعظم ما يتعلق به الخلق اذا كان من جهة طلب الرزق لان طلب الرزق اعظم اسباب الحياة فاذا لم يكن عنده رزق فانه يوشك على الهلاك ولهذا ذكر الامام هذه الاية التي فيها توحيد طلب الرزق لما؟ لان ومحال المستغيثين انما هي بطلب الرزق والرزق اسم عام يشمل كل ما يصلح ان يرزق يعني ان يمنح ويعطى فيدخل في ذلك الصحة العافية يدخل في ذلك المال يدخل في ذلك الطعام يدخل في ذلك البيت يدخل في ذلك الدواب يدخل في ذلك انواع ما يحتاجه ما يحتاجه المرء قال فابتغوا عند الله الرزق. اصل ترتيب الكلام فابتغوا الرزق عند الله وابتغوا فعل امر والرزق مفعول وعند الله الاصل ان يتأخر على المفعول فابتغوا الرزق عند الله. قال علماء المعاني من علوم البلاغة ان تقديم ما حقه التأخير يفيد الاختصاص فابتغوا عند الله الرزق واجعلوا ذلك الابتغاء مختصا بالله جل وعلا. هكذا يفهم العربي هذه الاية فابتغوا عند الله الرزق يعني فليكن ابتغاؤكم الرزق من عند الله وحده. فلا تغيثوا بغيره في طلب رزق ولا تستنجدوا بغيره في طلب رزق وانما ذلك لله جل وعلا ثم قال واعبدوه ليجمع اصناف السؤال بما يشمل دعاء المسألة ودعاء العبادة ثم قال وقوله ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون دلالة الاية ظاهرة في الدعاء بان الله قال ومن اضل ممن يدعو من دون الله. فهي ظاهرة لان ثم داع وثم مدعو وذاك المدعو غير الله جل وعلا. ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون واذا حشر الناس كانوا لهم اعداء وكانوا بعبادتهم كافرين دلالة من الاية انه استعمل كلمة يدعو فجاء الوصف بابشع الضلال على من دعا من دون الله امواتا غير احياء والدليل على انه اراد الاموات ولم يرد الاصنام والاحجار والاشجار انه قال من لا يستجيب له الى يوم يوم القيامة فجعل غاية الاستجابة الى يوم القيامة المنع من الاجابة الى يوم القيامة. وهذه في الاموال لان الميت اذا كان يوم القيامة نشر وصار يسمع وربما اجاب طلب من طلبه اذ هو حي يكون في ذلك المقام حي وربما كان قادرا واما الميت من هو في البرزخ فهو الذي يصدق عليه وصف الله جل وعلا بقوله من لا يستجيب له الى يوم القيامة ولا ضمنت في اللغة الاصل فيها انها للعقلاء. والعقلاء هكذا يقول النحات ونقول ان الاصح ان يقال من الاصل فيها في اللغة لمن يعلم يعني اذا علماء النحو هم يقولون من للعقلاء وما لغير العقلاء والاحسن ان نقول من لمن يعلم لانها يدخل فيها الله جل وعلا في بعض الايات. فاذا من لمن يصح ان وهؤلاء هم من كانوا بشرا يخاطبون ويخاطبون ويعلمون ويعلم منهم قال الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون وهذا الوصف ليس في الاصنام وانما هو في الاموات ثم قال واذا حشر الناس كانوا لهم اعداء وكانوا بعبادتهم كافرين ولذلك قال جل وعلا في سورة النحل اموات غير احياء وما يشعرون ايان يبعثون الهكم اله واحد قال وقوله امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء هذه الاية من سورة النمل فيها ان اجابة المضطر في الدعاء انما هي لله جل وعلا. قال امن يجيب المضطر اذا دعاه فهذا في الدعاء دعاء المسألة قال ويكشف السوء. وكشف السوء يكون تارة بالاستغاثة وتارة بغير ذلك. ولهذا يكون هذا القدر من الاية يصلح لما ترجم به المؤلف رحمه الله من اللفظين لفظ الاستغاثة ولفظ الدعاء. لقوله ويكشف السوء هذا في الاستغاثة وفي قوله امن يجيب المضطر اذا دعاه هذا في دعوة غير الله معه. قال بعدها االه مع؟ امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء. ويجعلكم الارض االه مع الله؟ وهذا الاستفهام انكاره. االه مع الله؟ ينكر عليهم ان يتخذوا مع الله في اي شيء بان يدعو غير الله او يتوجه في كشف السوء لغير الله فيما لا عليك الا الله االه مع الله؟ قليلا ما تذكرون قال وروى الطبراني باسناده انه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منافق يؤذي منافق يؤذي المؤمنين فقال بعضهم بعضهم هنا هو ابو بكر الصديق كما جاء في بعض الروايات. قوموا بنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم. من هذا المناسبة. فقال النبي عليه الصلاة والسلام انه لا يستغاث بي. وانما يستغاث بالله من طلب من الصحابة الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم هذا طلب جائز لانهم طلبوا الاغاثة من النبي عليه الصلاة والسلام فيما يقدر عليه. لانه عليه الصلاة والسلام في هذا المقام يقدر ان يغيث الامر بقدر المنافق او الامر بسجنه او بتهديده او باخذ عقوبة عليه لانه كان يؤذي المؤمنين بتعزير او بغيره. فاذا استغاثتهم انما هي في قولهم قوموا وبنا نستغيث برسول الله استغاثة برسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يقدر عليه. لكن النبي عليه الصلاة والسلام علمهم الادب في ذلك وعلمهم الاكمل في ذلك. حيث قال انه ولا يستغاث بي انما يستغاث بالله وحقيقة الاستغاثة على وجه الكمال انما هي بالله جل وعلا لا بنبيه صلى الله عليه وسلم. فكأنه حصل منهم نوع التفات للنبي عليه الصلاة والسلام فيما يقدر عليه. فبين لهم ان الواجب عليهم ان يستغيثوا بالله جل وعلا اولا. فقال انه لا يستغاث بي. ولا استغاثوا بي هذا نفي فيه معنى النهي يعني لا تستغيثوا بي انما استغيثوا بالله في هذا الامر والى اغاثهم الله جل وعلا كف شر ذلك المنافق عنهم. هذا الحديث بعض العلماء قال ان في اسناده ابن لهيئة وحاله معروف ايراد الائمة ائمة الحديث الاحاديث التي قد يكون في اسنادها بعض ما قال هذا هو الصواب اذا كان اذا كان ما في الحديث من المعنى قد عرضته الادلة من القرآن او من السنة وما في هذا الحديث من قوله عليه الصلاة والسلام انه لا يستغاث بي انما يستغاث بالله قد دلت عليه الايات التي سلفت. وهذا صنيع اهل الحديث صنيع الراسخون في العلم من اهل الحديث كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية في معرض امن له في الفتاوى قال اهل الحديث لا يستدلون بحديث ضعيف في اصل من وصولي بل اما في تأييده يعني في تأييد ذلك الاصل او في فرع من الفروع وهذا هو صنيع الشيخ رحمه الله في هذا الكتاب فانهم يستدلون باحاديث هي من جهة المعنى الذي اشتملت عليه الصحيحة. وقد ساق شيخ الاسلام ابن تيمية هذا الحديث مستدلا به في رده على البتر المعروف بالاستغاثة كتاب الاستغاثة الكبرى او الرد على البكري. وقال ان هذا الحديث هو في معنى ما جاء في النصوص فقوله عليه الصلاة والسلام انه لا يستغاث بي يعني لا تستغيثوا بي وانما استغيثوا بالله لان يستغاث ويمنفي وهنا يراد منه النهي هذا الباب ظاهر في المناسبة لما قبله ولما بعده ايضا في ان الاستغاثة بغير الله نوع من انواع الدعاء وان الدعاء عبادة وان عبادة وصرف العبادة لغير الله جل وعلا كفر وشرك يدل على ان الدعاء عبادة قول الله قول قول الله جل وعلا واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي وقوله اجيب دعوة الداعي اذا دعاك الاجابة اجابة الدعوة يكون في السؤال يعني اذا سئل اجابه ويكون ايضا بالعطاء والاثابة فيما اذا عبد ايجيب الدعوة باعطاء السائل سولة ويجيب ايضا الدعاء باثابة الداعي العابد على عبادته. ولهذا يفسر السلف الاية التي في الايات التي فيها اجابة الدعاء ونحو ذلك بان فيها اعطاء سم للسائل واثابة العابد. لان الصحابة والسلف يعلمون ان الدعاء يشمل هذا وهذا اجيب دعوة الداعي اذا دعاني فهنا دعاني يعني سألني او عبدني مع انها في السؤال ظاهرة وفي الدعاء بين والايات في مثل ذلك كثيرة. كقوله جل وعلا في سورة ابراهيم قال ابراهيم عليه السلام واعتزلكم وما تدعون من دون الله. وادعو ربي عسى ان لا اكون بدعاء ربي حفيا عسى ان لا اكون بدعاء ربي شقيا قال الله جل وعلا بعدها فلما اعتزلهم وما يعبدونه ابراهيم عليه السلام قال اعتزلكم وما تدعون. قال الله فلما اعتزلهم وما يعبدون الا على ان الدعاء هو العبادة والعبادة هي الدعاء والدعاء يفسر تارة بدعاء مسألة ودعاء العبادة وهذا حاصل وهذا حاصل من اولئك لاصنامهم واوثانهم الباب الذي بعده باب قول الله تعالى ايشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون نعم