المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد الدرس الرابع عشر قال رحمه الله تعالى باب الشفاعة وقول الله تعالى وانذر به الذين يخافون ان يحشروا الى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع لعلهم يتقون. وقوله قل لله الشفاعة جميعا. وقوله من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه. وقوله كم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء ويرضى. وقوله قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض. وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير. ولا تنفع الشفاعة عندهم الا لمن اذن له. وقال ابو العباس رحمه الله تعالى نفى الله عما سواه كل ما يتعلق به المشركون. فنفى ان يكون غيره ملك او قسط منه او يكون عونا لله ولم يبقى الا الشفاعة فبين انها لا تنفع الا لمن اذن له الرب كما قال وتعالى ولا يشفعون الا لمن ارتوى. فهذه الشفاعة التي يظنها المشركون هي منتفية يوم القيامة كما نفاها القرآن واخبر النبي صلى الله عليه وسلم انه يأتي فيسجد لربه ويحمده. لا يبدأ بالشفاعة اولا. ثم يقال له ارفع وقلت اسمع وسل تعطى وقل يسمع وسل تعطى واشفع تشفع وقال له ابو هريرة وقال له ابو هريرة من اسعد الناس بشفاعتك؟ قال من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه فتلك الشفاعة لاهل الاخلاص باذن الله تعالى ولا تكونوا لمن اشرك بالله وحقيقته ان الله سبحانه هو الذي يتفضل على اهل الاخلاص فيغفر لهم بواسطة دعاء من اذن له بواسطة دعاء من اذن له ان يشفع ليكرمه وينال المقام المحمود. فالشفاعة التي نفاها القرآن ما كان فيها ولهذا اثبت الشفاعة باذنه في مواضع وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم انها لا تكون الا لاهل التوحيد والاخلاص انتهى كلامه رحمه الله هذا باب الشفاعة ايراد هذا الباب بعد البابين قبله مناسب جدا ذلك ان الذين يسألون النبي عليه الصلاة والسلام ويستغيثون به ويطلبون منه او يسألون غيره من الاولياء او الانبياء اذا اقمت عليهم الحجة بما ذكر من توحيد الربوبية قالوا نحن نعتقد ذلك ولكن هؤلاء مقربون عند الله معظمون وآآ رفعهم الله جل وعلا عنده ولهم الجاه عند الرب جل وعلا. واذا كانوا كذلك فهم يشفعون عند الله لان لهم جاها عنده. فمن توجه اليهم ارضوه بالشفاعة هم ممن رفعهم الله ولهذا يقبل شفاعتهم فكان الشيخ رحمه الله رأى حال المشركين وحال الخرافيين واستحضر حججهم وهو كذلك اذ هو واخبر اهل هذه العصور المتأخرة بحجج المشركين استحضر ذلك فقال لم يبقى الا الشفاعة لهم اذا حاججتهم فهذا باب الشفاعة والشفاعة في الاصل مأخوذة من الشفع والشفع هو الزوج لان الشافع طالب فصار مع صاحب الطلب الاصلي شفعا فواحد يريد شيئا فاتى الثاني يشفع له فصار شفعا له فسميت شفاعة بانه بعد ان كان صاحب الطلب واحدا صار شفعا بعد ان كان فردا فسميت شفاعة لذلك. والشفاعة هي الدعاء وطلب الشفاعة هو طلب الدعاء فاذا قال قائل استشفع برسول الله كانه قال اطلب من الرسول صلى الله عليه وسلم ان يدعو لي عند الله فالشفاعة طلب ولهذا من استشفع فقد طلب الشفاعة فالشفاعة دعاء وهي طلب الدعاء ايضا فلهذا صار كل دليل تقدم لنا وكل دليل في الكتاب او في السنة فيه ابطال ان يدعى مع الله جل وعلا الى اخر يصلح ان يكون دليلا للشفاعة يعني لابطال الاستشفاء بالموتى وبالذين غابوا عن دار التكليف لان حقيقة الشافعي انه طالب. ولان حقيقة المستشفع انه طالب في ظن المستشفع يدعو. والمستشفع يدعو من اراد منه الشفاعة يعني اذا اتى ات الى قبر النبي او قبر ولي او نحو ذلك فقال استشفع بك او اسألك يعني طلب منه ودعا ان يدعو له فلهذا صار صرفها او صار التوجه بها الى غير الله جل وعلا شرك اكبر لانها في الحقيقة دعوة لغير الله. لانها في الحقيقة سؤال لسؤال من هذا الميت سؤال وتوجه بالطلب والدعاء من غير الله جل وعلا نتوجه الى غير الله بالسؤال والطلب والدعاء اذا فالشفاعة عرفت معناها وان التوجه الى غير الله بالشفاعة يعني بطلب الشفاعة شرك اكبر اذا كان هذا المتوجه اليه من الاموات اما اذا كان حيا فانه في دار التكليف يطلب منه ان يشفع عند الله بمعنى ان يدعوا وقد يجاب دعاءه وقد لا يجاب او كما يحصل ان يشفع بعض الناس لبعض بالشفاعة الحسنة او بالشفاعة السيئة. من يشفع شفاعة حسنة ومن ادفع شفاعتك سيئة فهذا يحصل لانهم في دار تكليف ويقدرون على الاجابة وقد اذن الله في طلب الشفاعة منهم بان يدعوا لهذا كان الصحابة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ربما اتى بعضهم ربما اتى بعضهم النبي عليه الصلاة والسلام وطلب ان يشفع له يعني ان يدعو له مسألة الشفاعة من المسائل التي تخفى على كثيرين ولهذا وقع بعض اهل العلم في اغلاق من جهة طلب الشفاعة من النبي عليه الصلاة والسلام فاوردوا قصصا في كتبهم فيها استشفاء بالنبي عليه الصلاة والسلام دون انكار كما فعل النووي وكما فعل ابن قدامة بالمغني ونحو ذلك وهذا لا يعد خلافا في المسألة لان هذا الخلاف راجع الى عدم فهم حقيقة هذا الامر ومسألة الشفاعة مسألة فيها خفاء. ولهذا يقول اهل العلم من ائمة الدعوة رحمهم الله فاقامة الحجة في مسائل التوحيد تختلف بحسب قوة الشبهة فاقل الشبهات فرودا وايسر الحجج قدوما على المخالف فيما يتعلق باصل دعوة غير الله معه وبالاستغاثة بغير الله. وفي الذبح لغير الله ونحو ذلك. ومن اكثرها اشتباها الا على المحقق من اهل العلم مسألة الشفاعة ولهذا الشيخ رحمه الله اتى بهذا الباب وقال باب الشفاعة وبين لك بما ساق من الادلة من الكتاب والسنة ان الشفاعة لا تصح الا بشروط الشفاعة التي تنفع فانها لا تصح الا بشروط وكذلك هناك شفاعة منفية ليست كل شفاعة تقبل وانما هناك شفاعة تقبل وهناك شفاعة ترد تقبل بشروط وترد ايضا باوصاف فاذا صار عندنا ان الشفاعة قسمان في القرآن والسنة شفاعة منفية وشفاعة مثبتة اما الشفاعة المنفية فهي التي نفاها الله جل وعلا عن اهل الاشراك كما ساق الشيخ رحمه الله اول دليل قال وقول الله عز وجل وانذر به الذين يخافون ان يحشروا الى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع فهذه الشفاعة منفية وهي منفية عن الجميع عن الذين يخافون عن اهل التوحيد وعن غيرهم اما عن اهل التوحيد فهي منفية الا بشروط وهي اذن الله للشافع ان يشفع ورضاه جل وعلا عن الشافعي وعن المشفوع له. فاذا قوله هنا ليس لهم من من دونه ولي ولا شفيع يعني ان الشفيع في الحقيقة هو الله جل جلاله دون ما سواه. ولهذا عقبها بالاية الاخرى قل لله الشفاعة جميعا. الشفاعة جميعا ملك لله واهل الايمان وغيرهم في الحقيقة ليس لهم من دون الله ولي ولا شفيع ليس احد يشفع لهم من دون الله جل وعلا بل لا بد ان يكون الشفاعة ان تكون الشفاعة بالله يعني باذنه وبرضاه اذا تقرر ذلك فانه اذا نفيت الشفاعة عن احد سوى الله جل وعلا وان الذي يملك الشفاعة انما هو الله جل وعلا وحده. فاذا انبطل التعلق تعلق قلوب اهل الشفاعة الذين يسألون الموتى الشفاعة بطل تعلقهم بمسألة الشفاعة. لان الشفاعة ملك لله وهذا لا يملكها هل تنفع الشفاعة مطلقا ام لابد ايضا من قيود؟ نعم الشفاعة تنفع لكن لابد من شروط. ولهذا اورد الاية بعدها قال جل وعلا من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه. قال وقوله وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء ويرضى ووجه الاستدلال من هادف من الاية الاولى ان فيها قيد الاذن. فليس احد يشفع الا شرط ان يأذن الله له من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه؟ يعني لا احد يشفع عند الله الا باذنه. لا الملائكة ولا الانبياء ولا المقربون وانما الله جل وعلا هو الذي يملك الشفاعة اذا كان كذلك وانه لا بد من اذنه جل وعلا. فمن الذين يأذن الله جل وعلا لهم لا احد اذا يبتدأ بالشفاعة دون ان يؤذن له فاذا كان كذلك فاذا رجع الامر الى ان الله هو الذي يوفق للشفاعة وهو الذي اذنوا بها ولا احد يبتدأ بالشفاعة كذلك الاية الاخرى قال الا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء يعني من الشافعين ويرضى يرضى قول الشافع ويرضى ايضا عن المشفوع له هذه الشروط فائدتها وهي فائدة هذا الباب انه لا احد يتعلق اذا بان هذا الذي طلبت منه الشفاعة ان مقاما عند الله يملك به ان يشفع كما يعتقد اهل الشرك في ان الهتهم الهتهم تشفع ولابد ان تشفع فاعتقاد المشركين الذين بعث اليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم سواء اكانوا من الاميين ام من اهل الكتاب يعتقدون ان من توجهوا له بالشفاعة من الالهة انه يشفع جزما اذا توجه اليه وتذله له تقرب اليه بالعبادات وطلبت منه الشفاعة عند الله فانه يشفع جزما. وان الله جل وعلا لا يرد طاعته فهذه الايات فيها ابطال لدعوى اولئك المشركين في انه تم احد يملك الشفاعة بدون اذن الله وبدون رضاه عن المشفوع له واذا ثبت انه لا احد يملكها وان من يشفع انما يشفع باكرام الله له وباذنه جل وعلا له. فاذا كيف يتعلق المتعلق بهذا المخلوق انما يتعلق بالذي يملك الشفاعة. ولهذا شفاعة النبي عليه الصلاة والسلام يوم القيامة حاصلة. لكن نطلبها ممن؟ نطلبها من الله فنقول اللهم شفع فينا نبيك لانه هو الذي يفتح ويلهم النبي عليه الصلاة والسلام ان يشفع في فلان وفي فلان في من سألوا الله ان يشفع لهم النبي عليه الصلاة والسلام لهذا اعقبها الشيخ رحمه الله باية سبأ قال وقوله قل ادعوا الذين زعمتم من دونه قل ادعوا الذين انتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض وما لهم فيهما من شرك. وما له منهم من ظحير هذه ثلاث حالات الحالة الاولى ان يدعو الذين زعموهم من دون الله وان ينظروا هل يملكون مثقال ذرة في السماوات او في الارض قال جل وعلا لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض. فاذا الملك الاستقلالي لهم نفيا. وهذه هي الحالة الاولى والثانية قال وما لهم فيهما من شرك. ايضا نفي ان ان يكونوا شركا لله في الملك. في تدبير السماوات والارض في ملك شيء من السماوات والارض. فنفي اولا ان يملك استقلاله ونفي ثانيا ان يملكوا شريكة قال جل وعلا بعدها وما له منهم من ظهير. الظهير هو المعاون والمؤازر والوزير. قال ما له جل وعلا منهم يعني من تلك الالهة من وزير ولا معاون لانه قد يتبادر الى ذهن بعض الناس ان ثمة من يعين الله على امره مثل الملائكة او مثل الانبياء فاذا توجه الى اولئك بالدعاء وبالطلب كان التوجه الى من يعين الله فيكون اذا طلب من الله فان الله لا يرده لانه يعينك. بنوا ذلك على تشبيه الخالق جل وعلا بما ايحصل من المخلوقين فان الملك في هذه الدنيا او الحاكم او الامير اذا كان له من يعينه ومن يظاهره كفى لاحد فانه لا يرد شفاعته لانه يحتاج. فلاجل هذه الحاجة لا يرد الامير او الملك شفاعة من له ظهير. من كان له ظهير. فيظن المشركون ان بعظ تلك الالهة معاونة لله جل وعلا. فنفى الله جل وعلا هذا الاعتقاد الجاهلي. ونفى اخيرا اخر اعتقاد وهو ان تلك الالهة تملك الشفاعة. قال جل وعلا ولا تنفعوا الشفاعة عنده الا لمن الا من اذن له حتى اذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم؟ قالوا الحق وهو العلي الكبير فنفى اخر ما نفى الشفاعة اثبتها بشرط قال ولا تنفع الشفاعة عنده الا الا لمن اذن له الشفاعة تنفع بشرط ان يأذن الله فاذا لا يبتدئ هذا الشافع فيشفع فاذا كان كذلك توجه السؤال الى الان من يأذن الله لهم اذا كان ليس له شريف وليس له ظهير وليس له ايظا شفيع عنده ليس عنده شفيع الا باذنه فمن ذا الذي اذا يشفع عنده له باذنه من هم؟ ومن الذي يأذن له الله جل وعلا؟ الجواب ان في ما قاله شيخ الاسلام ابن تيمية فيما ساقه الشيخ رحمه الله بعد ذلك. اذا فالايات التي سبقت من اول الباب الى هنا رتبها الامام رحمه الله ترتيبا موضوعيا. فالايات الاول وجه الاستدلال منها ان الشفاعة ملك لله الاية الاولى والثانية وانه ليس لاحد شيء من الشفاعة. يعني ليس احد يملك شيئا من الشفاعة فاذا كان لا يملك اذا من يشفع؟ كيف يشفع؟ يشفع بان يعطى الشفاعة يؤذن له بالشفاعة يكرم بالشفاعة من يشفع؟ هل يشفع استقلالا نفى شفاعة الاستقلال واثبت الشفاعة بشرط. وهو شرط الاذن والرضا اذا كان كذلك فمن الذي يؤذن له؟ ومن الذي يرضى له ان يدفع؟ ومن الذي يرضى عنه ان يشفع فيه. هذه ثلاثة اسئلة جوابها في كلام شيخ الاسلام. حيث قال المصنف رحمه الله قال ابو العباس نفى الله عما سواه كل ما يتعلق به المشركون فنفى ان يكون لغيره ملك او قسط منه او يكون عونا لله. ولم يبق الا الشفاعة فبين انها لا تنفع الا لمن اذن له الرب كما قال ولا يشفعون الا لمن ارتضى. فهذه الشفاعة التي يظنها المشركون هي منتفية يوم القيامة كما نفاها القرآن منتزية يوم القيامة يعني عن جميع الخلق الا لمن اثبت الله جل وعلا له الاستحقاق او ان يكون نازلا تلك الشفاعة. يعني الاصل ان لا شفاعة الا لمن رضي الله قوله او اذن له جل وعلا. قال كما نفاها القرآن واخبر النبي صلى الله عليه وسلم انه يأتي فيسجد لربه ويحمدك. قول الشيخ رحمه الله فهذه الشفاعة التي يظنها المشركون هي منتفية يوم القيامة كما نفاها القرآن يعني منتغية بدون شروط لان المشركين يعتقدون انها تحصل بدون اذن من الله ولا رضاه. لان الشافع عندهم تملك الشباب ولكن هي تحصل بالشرط كما اثبت ذلك الكتاب والسنة قال يأتي فيسجد لربه ويحمده لا يبدأ بالشفاعة اولا ثم يقال له ارفع رأسك وقل يسمع وسل تعطى واشفع تشفع وقال له ابو هريرة من اسعد الناس بشفاعتك؟ قال من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه. الدليل الاول من سنة في ان النبي صلى الله عليه وسلم وهو سيد ولد ادم لا يشفع حتى يؤذن له يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع واشفع وسل تعطى واشفع تشفع هذا في دليل الاذن من الذي يؤذن له؟ يؤذن للنبي عليه الصلاة والسلام. ويؤذن لغيره لا يبتدئون. وانما يستأذنون في الشفاعة فيؤذن لهم. لما؟ لانهم لا يملكونها. وانما الذي يملكها عند الله. انما هو الله جل وعلى سبحانه وتعالى من الذي يؤذن في الشفاعة فيه من الذي يرضى عنه في الشفاعة جاء بالحديث الاخر حيث قال ابو هريرة للنبي صلى الله عليه وسلم من اسعد الناس بشفاعته؟ قال من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه فهذا الذي يرظى عنه فيشفع فيه بعد اذن الله جل وعلا هو صاحب الاخلاص. هم اهل التوحيد. فاذا تلك الشفاعة منتفية عن اهل الشرك لهذا قال فتلك الشفاعة لاهل الاخلاص باذن الله ولا تكونوا لمن اشرك بالله. فاذا كان كذلك فيكون الذي توجه الى الموتى الى الرسل او من الانبياء او الى الصالحين او الى الطالحين. يطلب منهم الشفاعة فانه مشرك لانه توجه بالدعاء لغيره بالله واولئك لا يملكون الشفاعة. وانما يشفعون بعد الاذن والرضا. والرضا يكون عن اهل التوحيد واهل التوحيد هم الذين لا يسألون الشفاعة احدا من الموتى. فاذا كل من سأل ميتا الشفاعة فقد حرم نفسه الشفاعة لانه اشرك بالله جل وعلا والشفاعة المثبتة انما هي لاهل الاخلاص ليس لاهل الشرك فيها نصيب ونقف عند هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد بقي في الباب قبله باب الشفاعة. الاصفر الاخيرة من كلام شيخ الاسلام ابن تيمية فوقفنا عند قوله وحقيقته يعني حقيقة الشفاعة ان الله سبحانه هو الذي يتفضل على اهل الاخلاص فيغفر لهم بواسطة دعاء من اذن له ان يشفع. ليكرمه وينال المقام المحمود هذا في حقيقة الشفاعة فاننا ذكرنا لكم ان الشفاعة نفي ان يملكها احد الا الله جل وعلا. قل لله الشفاعة جميعا لام هذه لام الملح يعني الذي يملك الشفاعة هو الله جل وعلا. وقال ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع. فان الشفاعة انما هي لله. تبارك وتعالى. وجاء في الادلة ان الشفاعة منفية عن المشركين. وان الشفاعة النافعة انما هي لاهل الاخلاص بشرطين الاذن والرضا اذا تقرر ذلك فما حقيقة الشفاعة؟ يعني ما حقيقة حصولها؟ وكيف تحصل؟ الجواب في كلام شيخ الاسلام ابن تيمية في قوله حقيقته ان الله سبحانه هو الذي يتفضل على اهل الاخلاص. يعني ان الذين شفع لهم انما ذلك بتفضل الله جل وعلا عليهم. وهم اهل الاخلاص. حيث جاء في ابي هريرة قال عليه الصلاة والسلام اسعد الناس بشفاعتي من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه او قال خالصا من قلبه ونفسه. فاهل الاخلاص هم الذين يكرمهم الله بالشفاعة. فالمتفضل بالشفاعة هو الله جل وعلا. فاذا ثبت ذلك انقطع القلب من التعلق بغير الله لاجل الشفاعة. فان الذين توجهوا الى المعبودات المختلفة الى الاولياء الى الصالحين الى الملائكة الى غير ذلك. توجهوا اليهم رجاء الشفاعة. كما قال جل وعلا عنهم. ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله فاذا بطل ان تكون لهم الشفاعة وان المتفضل بالشفاعة هو الله جل وعلا فان الله جل جلاله انما يتفضل على اهل الاخلاص فيغفر لهم بواسطة من دعا بواسطة دعاء الذي اذن له ان يشفع وها هنا سؤال لم لم يتفضل الله عليهم ان غفر لهم بدون واسطة الشفاعة والجواب عن ذلك ما ذكره شيخ الاسلام ابن تيمية هنا بقوله ليكرمه فهو اظهار فضل الشافعي اظهار اكرام الله جل وعلا للشافعي في ذلك المقام. اذ كما هو معلوم ان الشافع الذي قبلت شفاعته ليس بالمقام مثل المشفوع له. فالله جل وعلا يظهر اكرامه لمن اذن له او ان يشفع ويظهر رحمته بالشافع لان الشافع له قرابة يريد ان يشفع لهم له احباب يريد ان يشفع لهم. لذلك الشفاعة يوم القيامة لاهل الكبائر ليست خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم. بل يشفع الانبياء وتشفع الملائكة ويشفع ايضا الصالحون. فهذه شفاعات مختلفة في اهل الكبائر اكرام الله جل وعلا للشافع رحمة بالشافع وايضا رحمة بالمشفوع له واظهار فظل الله جل وعلا على الشافعي والمشفوع له هذه هي حقيقة الشفاعة ان الله جل وعلا يتفضل فيقبل الشفاعة باذنه يتفضل على الشافعي ويكرمه بان يشفع يتفضل ويرحم المشفوع له يقبل فيه الشفاعة. فاذا هي كلها دالة لمن كان له قلب على عظم الله جل وعلا وتفرده بالملك وتفركه بتدبير الامر وانه الذي يجير ولا يجار عليه سبحانه وتعالى. هو الذي له الشفاعة كلها هو الذي له ملك الامر قله ليس لاحد منه شيء وانما يظهر فضله ويظهر احسانه ويظهر رحمته ويظهر كرمه لتتعلق القلوب به بطلة اذا ان يكون ثم تعلق للقلب بغير الله جل وعلا لاجل الشفاعة. فالذين تعلقوا بالاولياء او تعلقوا الصالحين او بالانبياء او بالملائكة لاجل الشفاعة هذه هي حقيقة الشفاعة من انها فضل من الله جل وعلى واكرام فاذا كانت كذلك وجب ان تتعلق القلوب به سبحانه وتعالى في رجاء الشفاعة اذ هو المتفضل بها على الحقيقة والعباد مكرمون بها لا يتبعون بالقول ولا يسبقون بالقول وانما يجدون ويخافون ويثنون على الله ويحمدون حتى يؤذن لهم بالشفاعة ثم قال شيخ الاسلام فالشفاعة التي نفاها القرآن ما كان فيها شرك. التي نفاها القرآن في مثل قوله جل وعلا ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع. هذه شفاعة منفية هي الشفاعة التي فيها شرك. كذلك الشفاعة للمشركين الى منفية لانهم لم يرضى عنهم. فالشفاعة التي فيها شرك من جهة الطلب او من جهة من سئل له بان كان ذلك مشركا فانها منفية عن اهلها لا تنفعهم. فاذا يثبت بذلك ان الذي هو حقيق بالشفاعة هو الذي انعم الله عليه بالاخلاص ووفقه لتعظيمه وتعليق القلب به وحده دون ما سواه. فاذا كل مشرك الشفاعة عنه منفيا. كل مشرك الشرك الاكبر فالشفاعة عنه منفية. لان الشفاعة فظل من الله لاهل الاخلاص اما الشفاعة المثبتة فهي التي اثبتت يعني جاء اثباتها بشرط الاذن والرضا. قال شيخ الاسلام بعد ذلك ولهذا اثبت الشفاعة باذنه في مواضع وهذه هي الشفاعة المثبتة اثبتها باذنه في مواضع يعني بشرط والاذن اذن كوني واذن شرعي. فالمأذون له لا يمكن ان تحصل منه الشفاعة الا ان يأذن الله له كونا بان يشفع فاذا منعه الله كونا ان يدفع ما حصلت منه الشباعة ولا تحرك بها لسانه. كذلك الاذن الشرعي في في الشفاعة بان تكون الشفاعة ليس فيها شرك وان يكون المشفوع له ليس من اهل الشرك ويخص من ذلك ابو طالب حيث يشفع له النبي عليه الصلاة والسلام في تخفيف العذاب عنه. فهي شفاعة ليست في ده بالاخراج من النار انما هي في تخفيف العذاب وهو وهي خاصة هذه للنبي عليه الصلاة والسلام بما الله جل وعلا اليه واذن له بذلك قال رحمه الله في اخر كلامه وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم انها لا تكون الا لاهل التوحيد والاخلاص وهذه هي الشفاعة المثبتة فتبين لهذا الباب ان الشفاعة التي تعلقت بها قلوب الخرافيون والمتعلقون بغير الله ان ذلك باطل وان قولهم هؤلاء شفعاؤنا عند الله هذا قول باطل اذ الشفاعة التي تنفع انما هي لاهل الاخلاص. وما دام انهم طلبوا الشفاعة من غير الله فقد سألوا غير الله جل وعلا الشفاعة وهذا مؤذن بحرمانهم من الشفاعة فانما هي باهل الاخلاص وخلاصة الباب ان تعلق اولئك بالشفاعة انما هو عليهم ليس لهم لانهم لما تعلقوا بالشفاعة حرموها لانهم يتعلق بشيء لم يأذن الله جل وعلا به شرعا بان يستخدموا الشفاعات الشركية وتوجهوا الى غير الله تعلقت قلوبهم بغير الله بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اما بعد فهذا اخ يقول ما الفرق بين التوسل والشفاعة؟ نرجو التوظيح وجزاكم الله خيرا بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه اما بعد توسل هو اتخاذ الوسيلة الوسيلة هي الحاجة نفسها او من يوصل الى الحاجة قد يكون ذلك التوسل باستفساء يعني بطلب شفاعة يعني يصل الى حاجته بحسب ظنه الاستشفاء وقد يصل الى حاجته بحسب ظنه بغير الاستشفاء فيتوسل مثلا بالزواج يسأل الله بالذات يسار الله بالجاه يسأل الله بحرمة فلان مثل ان يقول اسألك اللهم نبيك محمد بعد وفاته عليه الصلاة والسلام او يقول اسألك اللهم ابي بكر او بعمر او بالامام احمد او ابن تيمية او الى اخره. الولي الفلاني في اهل بدر باهل بيعة الرضوان يسأله بهم هذا هو الذي يسمونه توسلا وهذا التوسل معناه انه جعل اولئك وسيلة. واحيانا يقول لفظ الحرمة يفعلوك بحرمتهم. اسألك بجاههم. ونحو ذلك. اما فهو ان يسألهم الشفاعة. يطلب منهم ان يشفعوا له فتحصن من ذلك ان التوسل يختلف عن الاستشفاء فان المستشفع طالب للشفاعة والشفاعة اذا طلبها من العبد فيكون قد فعل غير الله واما المتوسل بحسب العرف عرف الاستعمال المتوسل يسأل الله لكن يجعل ذلك بوسيلة احد فالاستشفاء سعال لغير الله. واما الوسيلة فهي سؤال الله بفلان. بحرمته بجانب والتوسل بالزواج وبالجاه وبالحرمة لا يجوز لانه اعتداء في الدعاء ولانه بدعة محدثات وهو وسيلة الى الاشراك وعما الاستشفاء بالمخلوق الذي لا يملك الدعاء وهو الميت ميت او الغائب او ونحو ذلك فهذا طلب ودعاء لغير الله فهو شرك اكبر فالتوسل بحسب العرف هذا من البدع المحدثة ومن وسائل الشرك. واما طلب الشفاعة من غير الله فهو دعاء غير الله وهو شرك اكبر الجاهليون والخرافيون والقبوريون يسمون عباداتهم جميعا من طلب الشفاعة ومن الذبح والنذر ومن الاستغاثة ومن دعاء الموتى يسمونها توسلا. وهذا غلط على اللغة وعلى الشرح. الكلام في اصل ما يصح المعنى به لغة فهمت بين التوسل والشفاعة في اصل ما يصح اللغة. اما اذا اخطأ الناس وسموا التوسل سموا العبادات المختلفة توسلا فهذا غلط من عندهم نعم وهذا يقول ما حكم من يضع على السيارات او المنازل عبارات مثل ما شاء الله او تبارك الله او هذا من فضل ربي هذا له حكم تعليق بعظ الاي او الاي على الحيطان او في السيارات او نحو ذلك فان كان المقصود منها الارشاد الى عمل شرعي مسنون فهذا مشروع او مباح. واما ان كان القصد منها الحفظ ان تحفظه و ان تحرسه من العين او من الاذى فهذا راجع الى اتخاذ التمائم من القرآن ونحوه. نعم وهذا يقول ما رأيكم في امرأة طلبت من قريب لها ذاهب الى مكة ان يشتري لها كفنا من هناك وان يغسل الكفن بماء زمزم يقول وهذا الامر منتشر وجزاكم الله خيرا هذا تبرك ما يباع في مكة واعتقاد فيه. هذا باطل ولا يجوز لان ما يباع في مكة ليس له خصوصية من في البركة وليس له وصية النفع بل هو وما يباع في غيره سواء هو وما يباع في غير الحرم ثواب. واما غسله بماء زمزم لرجاء ان يكون ذلك الكفن فيه من بركة ماء زمزم. فكذلك هذا غلط بان بركة ماء زمزم قيادة بما ورد فيه الدليل ليست بركة عامة انما هي بركة خاصة بما جاء فيه الدليل ولهذا الصحابة رضوان الله عليهم لم يكونوا يستعملون ماء زمزم الا فيما جاءت فيه الادلة من مثل ماء زمزم ماء زمزم لما شرب له. ومن مثل قوله عليه الصلاة والسلام في زمزم انها طعام طعم سقم. اما التبرك بها في غير ذلك فهذا ليس له اصل شرع. نعم وهذا يقول ما حكم الاقتتال بماء زمزم والماء المقروء فيه القرآن؟ في بيوت الصلاة لا بأس بذلك لانه ليس فيه وقرآنا مكتوبا وليس فيه المصحف مكتوبا وانما فيه الريح النفث الهوى الذي خالطه مصحف او خالطته القراءة من المعلوم ان اهل مكة في ازمنتهم الاولى كانوا يستعملون ماء زمزم ولم يكن عندهم غير ماء زمزم. فالصواب ان لا كراهة في ذلك وانه والماء ليس فيه قرآن انما فيه نفت بالقرآن وفرق بين المقامين نعم وهذا يقول ما الحكم اذا ذبح العبد ذبيحة من اجل ان الله قد شاف مريضه وخرج من المستشفى هذا يرجع الى نية كافت الى نيته في ذبح هذه الذبيحة فاذا كانت بعد الامتهن من المرض وبعد ان ارتفع المرض وعوفي وشفي ذلك المريض بفضل الله جل وعلا وبنعمته فهذا يختلف حاله اذا قصد انها شكر انها شكر لله جل وعلا يتصدق بلحمها فهذا حسن لان المرض قد انتهى وارتفع. فهو لا يقصد بها الاستشفاء. وانما هي نوع شكر لله جل وعلا. او دعا عليها احدا من اقربائه او ممن يحبون ذلك المريض ونحو ذلك فهذا من باب الاكرام. واما اذا كانت مقاصده او نياته في هذا الذبح ان يدفع رجوع هذا المرض مرة اخرى او ان يدفع شيئا من انتكاسات المرض ان يدفع شيئا مما يخافه فهذا داخل في عدم الجواز سدا لذريعة الاعتقادات الباطلة نعم وهذا يقول قرأت في كتاب لاحد المؤلفين ينقل فيه اذا خفت على ولدك او على نفسك من العين فظع نقطة سوداء على الجبهة تصرف عنك العين اعتقادات الناس في دفع العين لا حصر لها والجامع لذلك ان كل شيء يفعله الناس مما يعتقدونه سببا وليس هو بسبب شرعي ولا قدري فانه لا يجوز اتخاذه وهذا يختلف عما جاء عن عمر رضي الله عنه انه رأى غلاما صغيرا حسم وخاف عليه العين فقال لاهله جسموا نونته ففعلوا هذا من اظهار عدم الحسن ليس التجسيم وهو وضع نقطة في بعض الوجه ليس لاجل ان تدفع تلك النقطة العين ولكن لاجل ان يظهر بمظهر ليس بحسن فلا تتعلق نفوس النفوس الشريرة به. فاذا كان وضع هذه النقطة التي ذكر لاجل اعتقادي انها تدفع العين فهذا من اتخاذ الاسباب الشركية التي لا تجوز. وان كان من اجل اظهار عدم الحسن في ذلك تلك الصورة الجميلة او ذلك الجسد المعافى او نحو ذلك فان هذا لا مانع هذه والله اعلم نعم وهذا يقول بعض العلماء اجاز التوسل ودليلهم حديث الاعمى فكيف يرد عليهم وجزاكم الله خيرا حديث الاعمى رواه الترمذي وغيره وهو حديث حسن وهناك رواية اخرى طويلة في معدم الطبراني الصغير في هذا الحديث وفيها زيادة ان احد الصحابة وهو عثمان بن حنيف رضي الله عنه انه ارشد الى استعمال ذلك الدعاء بعد وفاته عليه الصلاة والسلام القدر الاول وهو ان الاعمى توسل بالنبي عليه الصلاة والسلام في حياته هذا صحيح. وجار على الاصول حيث ان توسل بالنبي عليه الصلاة والسلام في حياته توسل بدعائه وهو عليه الصلاة والسلام يملك ذلك يستطيعه ويقدر عليه. اما توسل بالنبي عليه الصلاة والسلام اي بدعائه او بذاته او بنحو ذلك بعد وفاته فانه لا يجوز لانه من طلب الشيء ممن لا يملكه. والرواية التي في الطبراني الصغير ضعيفة. وفيها مجاهيل ولذلك ليست بحجة فيما ورد في استعمال الصحابة ذلك بعد وفاته. والذي يدل ايضا على ان ذلك خاص بالاعمى وعلى اصله الاستشفاء انه رحمة من الله جل وعلا للمستشفى وفضل منه عليه عما به ان ذلك الاعمى رأى النور وابصر بعد دعاء النبي عليه الصلاة والسلام له. وتوجه ذلك الاعمى الى الله جل وعلا ان يجيب فيه دعاء نبيه عليه الصلاة والسلام. الصحابة الاخرون الذين كانوا مكفوفين لم يدعوا بهذا الدعاء. فكان في المدينة اناس عدة قد كفت ابصارهم منهم ابن ام مكتوم وجماعة. فما دعوا بذلك الدعاء وانما كان ذلك خاصا بذلك الان. فالعلماء لهم في ذلك توجيهات التوجيه الاول ان ذلك الدعاء كان خاصا بذلك الاعمى بدليل عدم استعمال بقية الصحابة ذلك الدعاء وعدم ارشاد النبي عليه الصلاة والسلام لهم ان يزال ما بهم من عمى البصر بذلك الدعاء التوجيه الثاني ان ذلك خاص بحياته عليه الصلاة والسلام ولا يكون بعد وفاته عليه الصلاة والسلام هذا الثاني والاول جميعا ظاهرة صحيحة والصحابة فهموا ذلك. ولهذا ثبت في البخاري وغيره ان عمر رضي الله عنه لما ادبوا قال على وهو يخطب الاستسقاء قال اللهم انا كنا اذا ادبنا توسلنا بنبيك وانا نتوسل اليك اليوم بعم نبيك يا عباس قم فادعو الله لنا قال العلماء انتقل عمر من الفاضل وهو النبي عليه الصلاة والسلام الى المفضول وهو العباس النبي عليه الصلاة والسلام لعلة شرعية وهو ان الدعاء من الحي ممكن وعما من غير الحي حياة الدنيا المعروفة فانه غير ممكن والا يكون عمر رضي الله عنه انتقل من فاضل الى المقبول بغير علة شرعية وهذا ممتنع فقها للصحابة رضوان الله عليهم ممنوع بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال المصنف رحمه الله تعالى باب قول الله تعالى انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء. وفي عن ابن المسيب عن ابيه قال لما حضرت ابا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده عبد ابن ابي امية وابو جهل فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عم قل لا اله الا الله كلمة كم احاج لك بها عند الله؟ فقال له اترغب عن ملة عبد المطلب؟ فاعاد عليه النبي صلى الله عليه وسلم فاعاد فكان اخر ما قال هو على ملة عبد المطلب وابى ان يقول لا اله الا الله. فقال النبي صلى الله عليه تكلم لاستغفرن لك ما لم انهى عنه. فانزل الله عز وجل ما كان للنبي والذين امنوا ان يستغفروا للمشركين ولو ولو كانوا اولي قربى وانزل وانزل الله تبارك وتعالى في ابي طالب انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء باب قول الله تعالى انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد ان الهداية من اعز المطالب واعظم الذي اعظم ما تعلق به الذين تعلقوا بغير الله ان يكون لهم النفع بالاستشفاء وفي التوجه في الدنيا والاخرى والنبي عليه الصلاة والسلام وهو سيد ولد ادم وهو افظل الخلق عند ربه جل وعلا نفي عنه ان يملك الهداية وهي نوع من انواع المنافس فدل على انه عليه الصلاة والسلام ليس له من الامر شيء. كما جاء فيما سبق في باب قول الله تعالى ان يشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون في سبب نزول قول الله تعالى ليس لك من الامر شيء فاذا كان النبي عليه الصلاة والسلام ليس له من الامر شيء ولا يستطيع ان ينفع قرابته يا فاطمة بنت محمد سليلي من مالي ما شئت لا اغني عنك من الله شيئا. اذا كان هذا في المصطفى صلى الله عليه وسلم وانه لا يغنيك من الله جل وعلا عن احبابه شيئا وعن اقاربه شيئا وانه لا يملك شيئا من الامر وانه ليس بيده هداية التوفيق فانه ان ينتفي ذلك وما دونه عن غير النبي صلى الله عليه وسلم من باب اولى. فبطل اذا كل تعلق للمشركين من هذه الامة بغير الله جل وعلا. لان كل من تعلقوا به هو دون النبي عليه الصلاة والسلام بالاجماع. فاذا كان هذه اذا كان اذا كانت هذه حالة النبي عليه الصلاة والسلام وما نهي عنه فان نفي ذلك عن غيره صلى الله عليه وسلم باب اولى قال هنا باب قول الله تعالى انك لا تهدي من احببت. لا هنا نافية وقوله تهدي الهداية المنفية هنا هي هداية التوفيق الالهام الخاص والاعانة الخاصة هي التي يسميها العلماء هداية التوفيق والالهاب ومعناها ان الله جل وعلا يجعل هداية التوفيق معناها ان الله جل وعلا يجعل في قلب العبد من الاعانة الخاصة على قبول الهدى ما لا يجعله لغيره التوفيق اعانة خاصة لمن اراد الله توفيقه بحيث يقبل الهدى يسعى فيه جعل هذا في القلوب ليس الى النبي صلى الله عليه وسلم. اذ القلوب بيد الله يقلبها كيف يشاء حتى من احب لا يستطيع عليه الصلاة والسلام ان يجعله مسلما مهتديا فمن انفع قرابته له ابو طالب ومع ذلك لم يستطع ان يهديه هداية توفيق المنفي هنا هو هداية التوفيق والنوع الثاني من الهداية المتعلقة بالمكلف هداية الدلالة والارشاد. وهذه ثابتة للنبي صلى الله عليه وسلم بخصوصه ولكل داع الى الله ولكل نبيا ورسول. قال جل وعلا انما انت منذر ولكل قوم هاد. وقال جل وعلا في نبيه عليه الصلاة والسلام وانك لتهدي الى صراط مستقيم. صراط الله. لتهدي يعني لتدل وترشد الى صراط مستقيم. باب ابلغ انواع الدلالة وابلغ انواع الارشاد. الدلالة هو الارشاد المؤيدان بالمعجزات والبراهين والايات الدالة على صدق ذلك الهادي وصدق ذلك المرشد فاذا الهداية المنتفية اذا هي هداية التوفيق. وهذا يعني ان النفع وطلب النفع في هذه المطالب المهمة يجب ان يكون من الله جل وعلا وان محمدا عليه الصلاة والسلام مع عظم شأنه عند ربه وعظم وبمقامه عند ربه وانه سيد ولد ادم. وانه افضل الخلق عليه الصلاة والسلام واشرف الانبياء والمرسلين الا ان انه لا يملك من الامر شيئا عليه الصلاة والسلام. فبطلة اذا تعلق القلوب في المطالب المهمة في الهداية وفي المغفرة وفي الرضوان وفي البعد بعد الشرور وفي جلب الخيرات الا بالله جل وعلا انه هو الذي تتعلق القلوب به جل وعلا خضوعا وانابة ورغبا ورهبا واقبالا عليه واعراظا طبعا عما سواه سبحانه وتعالى قال بعد ذلك في الصحيح عن ابن المسيب عن ابيه قال لما حضرت ابا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم الى ان قال فقال له يا عمي قل لا اله الا الله كلمة يحاج لك بها عند الله فقالا له اترغب عن ملة عبد المطلب؟ فاعاد عليه النبي عليه الصلاة والسلام فاعاد فكان اخر ما قال هو على عبدالمطلب وابى ان يقول لا اله الا الله في هذا القدر من الفائدة ان هذه الكلمة كلمة لا اله الا الله ليست كلمة مجردة عن المعنى تنفع من قالها ولو لم يقر بمعناها. والعرب كانوا لصلابتهم وعزتهم ورجولتهم معرفتهم بما يقولون كانوا اذا تكلموا بكلام يعول ما يتكلمون به يعون كل حرف وكل كلمة به او نطقوا به هم. فلما قيل لهم قولوا لا اله الا الله مع انها كلمة يسيرة لكن ابوا انهم يعلمون ان هذه الكلمة معناها ابطال الهة من سوى الله جل وعلا. ولهذا قال جل وعلا انهم اذا قيل لهم لا اله الا الله يستكبرون. ويقولون ائنا لتاركوا الهتنا لشاعر مجنون بل جاء بالحق وصدق المرسلين الايات وكذلك قوله في اول سورة صاد اداء قول الله جل وعلا مخبرا عن قولهم اجعل الالهة الها واحدا استنكروا لا اله الا الله وهذا هو الذي حصل مع ابي طالب حيث قال له النبي صلى الله عليه وسلم قل لا اله الا الله كلمة احاج لك بها عند الله فلو كانت مجردة من المعنى عندهم او يمكن ان يقولها دون اعتقاد ما فيها ورضا بما فيها ويقين وانتفاع الريب لقالها ولكن ليس هذا هو المقصود من قول لا اله الا الله بل المقصود هو قولها مع تمام اليقين بها وانتفاء الريب والعلم والمحبة الى اخر الشروط. فقال له اترغب عن ملة عبد المطلب؟ وهذا فيه والعياذ بالله ظرر جليس السوء على المجالس له فكان اخر ما قال هو على ملة عبد المطلب وابى ان يقول لا اله الا الله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لاستغفرن ملاك ما لم انه عنك وهذا موطن الشاعر من هذا الحديث ومناسبة هذا الحديث لهذا الباب ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا استغفرن لك. واللام هنا هي التي تقع في جواب القسم فثم قسم مقدر تقديره والله لاستغفرن لك. وحصل من النبي صلى الله عليه عليه وسلم ان استغفر لعمه. ولكن هل نفع عمه استغفار النبي صلى الله عليه وسلم له لم ينفعه ذلك وطلب الشفاعة والاستشفاء هو من جنس طلب المغفرة. فالاستغفار طلب المغفرة والشفاعة قد يكون منها قلب مغفرة فردت رد ذلك لان المطلوب له المستشفى له هو مشرك لان المستشفع له المشفوع له مشرك بالله والاستغفار والشفاعة لا تنفع اهل الشرك والنبي صلى الله عليه وسلم لا يملك ان ينفع مشركا بمغفرة ذنوبه او ان ينفع احدا ممن توجه اليه بشرك في ازالة ما به من كربات او جلب الخيرات له. لهذا قال لا استغفرن لك ما لم انهى عنك فانزل الله عز وجل ما كان للنبي والذين امنوا ان يستغفروا للمشركين ولو كانوا اولي قربى من بعد ما تبين لهم انهم اصحاب الجحيم وهذا ظاهر في المقام ان الله جل وعلا نهى النبي صلى الله عليه وسلم ان يستغفر للمشركين. وكلمة ما كان في الكتاب والسنة قلنا تأتي على استعمالين الاستعمال الاول النهي والاستعمال الثاني النفي النهي مثل هذه الاية وهي قوله ما كان للنبي والذين امنوا ان يستغفروا للمشركين. هذا نهي عن الاستغفار لهم وكذلك قوله وما كان المؤمنون لينفروا كافة والنفي كقوله وما كنا مهلكي القرى الا واهلها ظالمون. ونحو ذلك من الايات. فاذا ما كان في القرآن تأتي على هذين المعنيين وهنا المراد بها النهي نهي ان يستغفر احد لمشرك. واذا كان كذلك فالميت الذي هو من الاولياء من الانبياء من الرسل فاذا نهي في الحياة الدنيا ان يستغفر لمشرك فهو ايضا لو فرض انه يقدر على الاستغفار في حال البرزخ فانه لن يستغفر لمشرك ولن يسأل الله لمشرك توجه اليه بالاستشفاء او توجه اليه بالاستغاثة او بالذبح او بالنذر او تألهه او توكل عليه او انزل به من دون الله جل وعلا. قال وانزل الله في ابي طالب انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء نعم