المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد الدرس السادس عشر. الصالحين يصيرها او فيصيرها او كانت تعبد من دون الله تبارك وتعالى وروى مالك روى مالك في الموطأ ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد فغضب الله على قوم اتخذوا قبور انبيائهم مساجد ولابن جرير بسنده عن سفيان عن منصور عن مجاهد افرأيتم اللات والعزى؟ قال كان يلت لهم السويق فمات على قبره وكذا قال ابو الجوزاء عن ابن عباس قال كان يلت السويق للحاج. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرات القبور. والمتخذين عليها المساجد ثلج رواه اهل السنن الغلو في قبور الصالحين وسيلة من وسائل الشرك بل يصل الغلو الى ان يكون شركا بالله جل وعلا وان يصير ذلك القبر وثناء. يعبد فالغلو درجات مر علينا في الابواب قبله بعظ الغلو في القبور وهنا بين ان الغلو يصل الى ان يصير تلك القبور اوثانا تعبد من دون الله قلنا ان الغلو هو مجاوزة الحد والقبور قبور الصالحين وغير الصالحين صفتها في الشرع واحدة. لم يميز الشرع ولم يأتي دليل في الشريعة بان قبر الصالح يميز عن قبر غيره. بل القبور تتساوى هذا وهذا لا فرقوا بين قبر صالح ولا قبر بين قبر طالح بل الصفة واحدة وهو اما ان يكون القبر في ظاهره مسلما. واما ان يكون مربعا. وهذه الصورة من حيث الظاهر واحدة نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن الكتابة عليها وعن تجسيس القبر وعن رفع القبر في انواع من السنن التي جاءت في احكام القبور وهذا لاجل سد الطرق التي توصل الى الغلو في قبور الصالحين. فاذا مجاوزة الحد في قبور الصالحين هي مجاوزة ما امر به او نهي عنه في في القبور لان قبور الصالحين لا تختلف عن قبور غير الصالحين. فالغلو فيها يكون بالكتابة عليها يكون برفعها يكون بالبناء عليها يكون بان تتخذ مساجد يكون الغلو فيها ذلك الذي سبق كله من جهة الوسائل يكون الغلو في قبور الصالحين بان يجعل القبر وسيلة من الوسائل التي تقرب الى الله جل وعلا. ويجعل القبر او من في القبر شفيع لهم عند الله جل وعلا يجعل القبر له حق. ان ينذر له او ان يذبح له او ان يستشفى وبه اعتقادا انه وسيلة عند الله جل وعلا من انواع الشرك الاكبر بالله تبارك وتعالى. لهذا الغلو في قبور الصالحين يكون بمجاوزة ما اذن فيها. من من من المجاوزة ما هو من الوسائل ومن عوزتي ما هو من اتخاذها اوثانا من دون الله جل وعلا. ولهذا قال رحمه الله باب ما جاء ان الغلو في قبور الصالحين يصيرها او ثانى. وقوله يصيرها يعني يجعلها. قد يكون جعل الوسائل للغايات يعني ان الغلو صار وسيلة لاتخاذها اوثانا وقد يكون ان الغلو جعلها وثنا يعبد من دون الله جل وهذا هو الذي حصل ويرى في البلاد من ان القبور صارت اوثانا تعبد من دون الله لما اقيمت عليها والقباب ودعي الناس اليها وذبح لها وقبلت النذور لها وصار يطاف حولها ويعكف عندها ونحو ذلك من اكبر بالله. قال روى مالك في الموطأ ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم لا تجعل قبري اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور انبيائهم مساجد. قوله اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد هذه استعاذة ودعاء لخوف ان يقع ذلك ولو كان ذلك لا يقع اصلا ولا يمكن ان يقع لما دعا النبي عليه الصلاة والسلام بذلك الدعاء العظيم بل دعا ان لا يجعل القبر وثنا يعبد كما جعلت قبور غيره من الانبياء والمرسلين عليه الصلاة والسلام. فان عدد من قبور الانبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام اتخذت اوثانا تعبد قال اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد. معنى ذلك ان القبر يمكن ان يكون وثنا يعبد قال عليه الصلاة والسلام اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد. فالغاية ان يكون القبر وثنا يعبد ودعا النبي صلى الله عليه وسلم بان لا يقول. والوسيلة الى ذلك ما جاء بعد ذلك قال اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور انبيائهم مساجد. وهذا هو الغلو غلو الوسائل. فاتخاذ قبور الانبياء مساجد غلو من غلو الوسائل. يصير تلك القبور اوثانا. فالنبي عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث جمع بين ذكر الوسيلة والتنفير منها واشتداد غضب الله على من فعلها وذكر نهاية ما تصل اليه باصحابها تلك وسيلة وهي ان تكون القبور اوثانا تعبد من دون الله جل وعلا. فاذا هذا الحديث فيه بيان ان القبر يمكن ان يكون وثنا والخرافيون يقولون القبور لا يمكن ان تكون اوثانا. والاوثان هي اوثان الجاهلية واصنام الجاهلية ونقول ان الجاهليين اذا كانوا تعلقوا باصنام وباحجار وباشجار وبغير ذلك من الاشياء واعتقدوا فيها ووصلوا فيها الى الشرك الاكبر مع ان المبرر العقلي والمبرر النفسي غير قوي فيها فلا ان تتخذ قبور الصالحين والانبياء والمرسلين اوثانا او ان يتوجه الى اصحابها بالعبادة من باب اولى لان تعلق القلوب بالصالحين اولى من تعلقها بالاحجار. تعلق القلوب بالانبيا اولى من تعلقها بالجن او تعلقها بالاشجار او بالاحجار او نحو ذلك. فاذا سبب الشرك ووسيلة الشرك في القبور اولى واظهر من النظر في الاصنام ونحو ذلك لانها جميعا من جهة اعتقاد القلب وتأثير تلك الاصنام والاوثان في الحالين جميعا في الشفاعة عند الله. فاولئك المشركون يقولون في الهتهم ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. وقالوا ايضا ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله اهل العصر او العصور التي فشى فيها الشرك اذا سألتهم يقولون هذا توسل وهذا استشفاء والحال واحدة والسبيل الذي جعل تلك القبور اوثانا هو اتخاذ تلك المساجد والبناء عليها والحذف والحث على مجيئها وذكر الكرامات التي تحصل عندها او اجابة الدعوات عندها عود تبرك بها الى غير ذلك. قال ولابن جرير لسنده عن سفيان عن منصور عن مجاهد قال في قوله افرأيتم اللات والعزى؟ قال كان يلت لهم السويق فمات فعكفوا على قبره. وكذا قال ابو الجوزاء عن ابن عباس كان يلت السويق للحاج. الشاهد منه قول مجاهد مات فعكفوا على قبره لاجل انه رجل كان ينفعهم بلت السويق لهم على قراءته فرأيتم اللات والعزى ووجه المناسبة ظاهر من ان صلاح ذلك الرجل جعلهم يغلون في قبره فعكفوا على قبره والعكوف على القبور يصيرها اوثانا العكوف معناه لزوم القبر بتعظيمه واعتقاد البركة في لزومه والثواب النفع ودفع الظهر. هذا معنى العكوف قال وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرق ثلث رواه اهل السنن. وجه الدلالة من الحديث ظاهرة ان النبي صلى الله عليه وسلم لعن المتخذين على القبور مساجد والشروط المساجد مر معنا الكلام عليها والسرد لانها وسيلة لتعظيم تلك القبور. ونوع من انواع الغلو فيها. فتسرج القبور ويجعل عليها في الزمن الماضي القناديل واليوم تجعل عليها الانوار العظيمة التي تبين ان هذا المكان مقصود وانه مطلوب ويجعل عليها من عقود اللمبات وعقود الانوار والكشافات التي تسطع ما يدل الناس على تعظيم هذا القبر. فهؤلاء ملعونون بلعنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلا يجوز ان ان تتخذ السرج على القبور لان اتخاذ السرج على القبور من نوع الغلو فيها. ولانه يدعو الناس اليه وذلك قد يكون بعده ان تتخذ الهة واوثانا مع الله جل وعلا. نعم باب ما جاء في حماية المصطفى جناب التوحيد وسده كل طريق يوصل الى الشرك وقول الله تعالى لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم. فان تولوا فقل حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم. وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تجعلوا بيوتكم قبورا ولا تجعلوا قبري عيدا. وصلوا علي فان صلاتكم تبلغني حيث كنتم. رواه ابو داوود باسناد حسن ورواته ثقات. وعن علي ابن الحسين انه رأى رجلا يجيء الى فرجة كانت عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم نعم فيدخل فيدخل فيها فيدعو فنهاه وقال الا احدثكم حديثا سمعته عن من ابي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تتخذوا قبري عيدا ولا بيوتكم ولا بيوتكم قبورا وصلوا علي فان تسليمكم ابلغوني اين كنتم؟ رواه في المختارة هذا الباب من جنس الابواب قبله في حماية النبي عليه الصلاة والسلام جناب التوحيد وفي سده كل طريق يوصل الى الشرك واتى باية براءة وقول الله تعالى لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليهما عن حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم قوله عزيز عليه ما عنتم يعني عزيز عليه عنتكم عزيز عليه العند. يعني ان تكونوا في عنت ومشقة هذا عزيز عليه لا يرغب فيه عليه الصلاة والسلام حريص عليكم فهو عليه الصلاة والسلام عزيز عليه عنت امته وهذا يؤدي ان يأمرهم بكل خير وان ينهاهم عن كل شر وان يحمي حمى ما امرهم به وما نهاهم عنه لان الناس اذا اقدموا على ما نهموا عنه فانهم اقدموا على مهلكتهم واقدموا على ما فيه عنتهم في الدنيا وفي الاخرى. والنبي عليه الصلاة والسلام عزيز عليه عنتهم عزيز عليه ان يقع في وبال عليهم وفي مشقة عليه ولهذا قال بعدها حريص عليكم لان هذه وهذه متلازمة. ومن حرصه علينا عليه الصلاة ومن كونه يعز عليه اعنتنا عليه الصلاة والسلام ان حمى حمى التوحيد وحمى جناب التوحيد وسد كل طريق قد نصل بها الى الشرك عليه الصلاة والسلام. وهذا وجه الاستدلال من الاية على الباب واما حديث ابي هريرة فوجه الشاهد منه قوله ولا تجعلوا قبري عيدا. والعيد يكون عيدا مكانيا كما جاء هنا ويكون عيدا زمانيا لا تجعلوا قبري عيدا يعني مكانا تعودون اليه في بوقت معلوم من السنة او في اوقات معلومة تعتادون المجيء الى القبر فان هذا قد يوصل الى اان يعظم النبي عليه الصلاة والسلام وان يجعل تعظيمه كتعظيم الله جل وعلا. فان اتخاذ القبور عيدا من وسائل الشرك. ولهذا قال وصلوا علي فان صلاتكم تبلغني حيث كنتم. وكذلك حديث علي بن الحسين في هذا المعنى انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت قال الا احدثكم حديثا سمعته من ابي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تتخذوا قبري عيدا ولا بيوتكم قبورا. في معنى ما قبله ونهى الرجل الذي كان يعتاد المجيء الى فرجة كانت عند القبر. لان اعتياده ان يدعو عند القبر هذا نوع غلو ونوع وسيلة من وسائل تعظيم القبور واتخاذها عيدا وهذا من وسائل الشرك فحمى النبي عليه الصلاة والسلام حمى التوحيد وحمى جنابه وسد كل طريق توصل الى الشرك حتى في قبره عليه الصلاة والسلام. اذا كان كذلك فمن باب اولى قبور غيره قبور الصالحين وقبور الانبياء والمرسلين غيره عليه الصلاة والسلام فانهم اولى بذلك لانه افضل خلق الله عليه الصلاة والسلام. فالذي حصل ان هذه الامة لم تقبل في كثير من فعامها حماية النبي عليه الصلاة والسلام ذلك واتخذت القبور مساجد واتخذت القبور اذا بلبنت عليها المشاهد بل افرجتها بل قبلت لها الذبائح والنذور وطيف حولها وجعلت كالكعبة وجعل الامكنة حولها مقدسة اعظم من تقديس بقاع الله المباركة. بل ان اعباد القبور تجد من الذل والخضوع والانابة والرغب والرهب حين يأتون الى قبر النبي او قبر الرجل الصالح او قبر الولي ما ليس في في قلوبهم اذا كانوا في خلوة مع الله جل جلاله. وهذا عين محادة لله جل وعلا ولرسوله. وصلى الله وسلم