المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد الدرس السابع عشر رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال المصنف رحمه الله تعالى باب ما جاء ان بعض هذه الامة يعبد الاوثان وقول الله تعالى الم تر الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء اهدى من الذين امنوا سبيلا. وقوله تعالى قل هل انبئكم بشر من ذلك عند الله من لعنه الله وغضب عليه. وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت. وقوله تعالى قال الذين غلبوا وعلى امرهم لنتخذن عليهم مسجدا. وعن ابي سعيد رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لتتبعن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه. قالوا يا رسول الله اليهود والنصارى قال فمن اخرجاه ولمسلم عن ثوبان رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله زواليا الارض فرأيت مشارقها ومغاربها وان امتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها. واعطيت الكنزين الاحمر والابيض واني سألت ربي لامتي الا يهلكهم بسنة ان لا يهلكها بسنة بعامة. والا يسلط عليهم عدوا من سوى انفسهم فيستبيح بيضتهم وان ربي قال يا محمد اذا قضيت قضاء فانه لا يرد واني اعطيتك لامتك الا اهلكهم بسنة بسنة عامة والا اهلكهم بسنة بعامة والا اسلط عليهم عدوا من سوى انفسهم فيستبيح بيضتهم. ولو اجتمع عليهم من حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ويسبي بعضهم بعضا. رواه رواه البرقاني في صحيحه وزاد وانما اخاف على وانما اخاف على امتي الائمة المضلين. واذا وقع عليهم السيف لم يرفع الى يوم القيامة. ولا تقوم ساعة ولا تقوم الساعة حتى يلحق حي من امتي بالمشركين. وحتى تعبد وحتى تعبد فئام من امتي الاوثان. وانه سيكون في امتي كذابون ثلاثون كلهم يزعم انه نبي وانا خاتم النبيين لا نبي بعدي. ولا تزال طائفة من امتي على الحق المنصورة لا يضرهم من خالف من خذلهم حتى يأتي امر الله تبارك وتعالى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له هو الملك الحق المبين. واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله. صلى الله عليه وعلى اله وصحبه. ومن اهتدى بهداهم الى يوم الدين. اما بعد فهذا باب ما جاء ان بعض هذه الامة يعبد الاوثان. وكتاب التوحيد من اول ما اخذنا الى هذا الموضع ذكر فيه الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله مسائل كثيرة من بيان وجوب معرفة التوحيد والعلم به والخوف من الشرك وبيان بعض افراد التوحيد وبعض افراد الشرك الاكبر والاصغر. ثم بين شيئا مما يتعلق بوسائل ذلك وما يتعلق بالصور المختلفة التي وقعت من هذا الشرك في الامم قبلنا وعند الجاهليين يعني في الاميين وفي اهل كتاب وكذلك مما وقع في هذه الامة. ثم ذكر وسائل ذلك وطرقه الموصلة الى الشرك. وسائل الشرك التي توصل اليه وطرق الشركة الموصلة اليك. بعد هذا يأتي احتجاج المشركين والخرافيين من ان هذه الامة حماها الله جل وعلا من ان تعود الى عبادة الاوثان فاستحضر بعد كل ما سبق ان قائلا يقول له كل هذا صحيح ولكن هذه الامة رسمت ان تقع في الشرك الاكبر. وذلك لقول النبي عليه الصلاة والسلام ان الشيطان اي شاف ان يعبده المصلون في جزيرة العرب. ولكن في التحريش بينهم. فلما قال عليه الصلاة والسلام ان الشيطان اي سقف ان يعبده المصلون في جزيرة العرب علمنا ان عبادة الشيطان لا تكون في هذه الامة وان الشرك الاكبر لا هكذا قال الخرافيون والجواب ان هذا الاحتجاج في غير موضعه وفهم ذلك الدليل وذلك ليس على ذلك النحو. وجواب ما قالوا من ان قوله عليه الصلاة والسلام ان الشيطان ايس ان يعبده المصلون في جزيرة العرب نقول ايس الشيطان والشيطان لا يعلم الغيب. وهو حريص على اغواء بني ادم لاحتنكن ذريته الا قليلا. هو ايش؟ ولكن لم يؤيسه الله جل وعلا. ايس بنفسه لما رأى الاسلام ولما رأى ظهور التوحيد على الكفر في جزيرة العرب. فعيسى لما رأى ذلك ولكنه لم يؤيسه الله جل وعلا من ان يعبد في جزيرة العرب. ثمان في قوله ايس ان يعبده المصلون ان المصلين لا شك انهم امرون بالمعروف ناهون عن المنكر. لان المصلي هو الذي اقام الصلاة ومن اقام الصلاة فان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر واعظم المنكر الذي سينكره المصلي هو الشرك بالله جل وعلا فان الشيطان ييأس ان يعبده من قام بالصلاة على حقيقتها واقامها كما اراد الله جل وعلا فاذا نقول هذا الحديث ليس فيه ان العبادة عبادة الشيطان لا تكون في هذه الامة بل فيه ان الشيطان ايس لما رأى عز الاسلام. ولكنه لم يؤيس ولهذا لما كان بعد وفاة النبي صلى الله عليه سلم بقليل وارتدت طائفة من العرب كان ذلك من عبادة الشيطان لان عبادة الشيطان بطاعته كما قال جل وعلا الم اعهد اليكم يا بني ادم الا تعبدوا الشيطان انه لكم عدو مبين. وعبادة الشيطان كما في تفسيره الاية بطاعته في الامر والنهي طاعته في الشرك وطاعته في ترك الايمان وترك لوازمه. اذا هذا دليل استحضره الامام رحمه الله وقال ان هذا الدليل ليس واقعا كما زعمه اولئك. والدليل على ذلك التفسير ما جاء في الادلة ان بعض هذه الامة يعبد الاوثان فيصحح ما فهمنا من ان معنى الحديث ان الشيطان ايس بنفسه ولم يؤيس قياسه بنفسه لاجل عدم اطلاعه على علم الغيب مع حرصه على دعوة الناس الى عبادة غير الله تبارك وتعالى وجل وتقدس. قال الامام رحمه الله باب ما جاء ان بعض هذه الامة يعبد الاوثان. يعني ان عبادة الاوثان واقعة في هذه الامة بنص النبي صلى الله عليه وسلم كما وقعت في الامم السالفة. فهذه الامة تقع فيها عبادة غير الله جل وعلا. وقوله باب ما جاء يعني من النصوص في الكتاب وفي السنة. ما جاء ان بعض هذه الامة ما هم هذه الامة هذا التبعيض لانها عبادة الاوثان لم تكن من الامة كلها وانما كانت من بعض هذه ثم والا فلا تزال طائفة من هذه الامة ظاهرة على الحق. كما قال عليه الصلاة والسلام ولا تزال طائفة من امتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم الى قيام الساعة فاذا قوله بعض هذه الامة يعني ذلك البعض المرذول. فنفهم منه ان هناك من يقوم بالاستمساك بالامر الاول الذي كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وكان عليه صحابته في امر التوحيد وامر العبادة والسنن بعض هذه الامة المقصود بقوله هذه الامة امة الدعوة او امة الاجابة اذا قلنا امة الدعوة فلا شك ان هناك من من امة الدعوة وهم جميع الناس بل من الجن والانس ان منهم من عبد الاوثان واستمر على عبادتها بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يرضى ببعثته ولم يقبل ذلك. واذا قلنا ان المراد بالامة امة يا به يعني ان من اجاب صلى الله عليه وسلم في دعوته تتقادم بهم العهود حتى يرتدوا على دارهم ويتركوا دينهم. كما جاء في الباب اه في باب سلفا في ان سبب كفر بني ادم وتركهم دينهم الغلو في الصالحين. فاذا الظاهر هنا ان قوله بعض هذه الامة يعبد الاوثان يعني به امة الاجابة في انه هم يتركون دينهم ويتوجهون الى الاوثان يعبدونها. والاوثان جمع وثن. والوثن هو كل شيء توجه اليه الناس بالعبادة اما بان يدعوه مع الله جل وعلا او ان يستغيثوا به او ان يعتقدوا فيه انه ينفع ويضر بدون باذن الله جل وعلا او انه يرجى رجاء العبادة ويخاف منه كخوف من الله جل وعلا خوف السر ونحو ذلك من الاشياء من اعتقد فيه فذلك الشيخ وثن من الاوثان. وقد يكون راضيا بتلك العبادة وقد لا يكون راضيا بتلك العبادة. والوثن ليس مصورا على شكل صورة والصنم هو ما كان على شكل صورة كما سبق ان ذكرنا. فالفرق بين الاوثان والاصنام ان الاصنام هي الالهة التي صورت على شكل صور كأن يجعل لنبي من الانبياء صورة ويعبدها او يجعل لرجل من الرجال كبوذا ونحوه صورة ويسجد لها ويعبدها دعا هذه اصناف او ان تكون اوثانا والاوثان هي الاشياء التي تعبد. قد يكون جدارا قد يكون قبرا قد يكون رجلا ميتا قد يكون صفة من الصفات يتخذها معبودة من دون الله فكل ما اتوجه اليه العباد بنوع من انواع العبادة فهو وثن من الاوثان قال وقول الله تعالى الم تر الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت الجبت اسم عام لكل ما فيه مخالفة لامر الله جل وعلا وعمر رسوله صلى الله عليه وسلم في الاعتقاد قد يكون الجبت سحرا وهذا هو الذي فسرها كثير من السلف بان الجبت السحر وقد يكون الجبت الكاهن وقد يكون الجبت الشيء المرذول الذي يضر صاحبه يؤمنون بالجبس والطاعوت يعني يؤمنون بالسحر ويؤمنون بالباطل غير الله جل وعلا. ويؤمنون بالطاغوت. والطاغوت مشتق من الطغيان وهو مجاوزة الحد فالطاغية هو الذي تجاوز الحد في امر الدين بان جعل ما لله له ولهذا يعرف ابن القيم رحمه الله الطاغوت بانه كل ما تجاوز به العبد حده من معبود او متبوع او مطاع فاذا تجاوز به العبد حده يعني حد ذلك الشيء الذي توجهوا اليه الذي اذن به شرعا له الحد به فتوجهوا اليه بالعبادة او اعتقدوا فيه بعض خصائص الالهية من انه يغيثهم كيفما شاء ومن انه يملك غوثهم ويملك الاستشفاء لهم ويملك ان يغفر لهم وان يعطيهم ويملك ان ان يقربهم الى الله جل وعلا ونحو ذلك مما لا يملكه المعبودون فان ذلك مجاوزة بذلك عن الحد الذي جعل له في الشرع مجاوزة الحد في المعبودين او المتبوعين. ما تجاوز به العبد حده من معبود او متبوع. او متبوع مثل تمام القادة في امر الدين اذا تجاوز الناس به بهم حدهم فصاروا يتبعونهم في كل ما قالوا وان احلوا لهم الحرام وحرموا عليهم الحلال او جعلوا لهم السنة بدعة والبدعة سنة وهم يعلمون اصل الدين ولكنهم خالفوا لاجل ما قال فلان فان هذا قد تجوز به حده فان حد المتبوع في الدين ان يكون امرا بما امر به الشرع. ناهيا عما نهى عنه الشرع. فاذا احل الحرام او حرم الحلال فانه يعتبر طاغوتا ومن اتبعه فانه يكون قد تجاوز به حده وقد اقر بانه طاغوت واتخذه كذلك. او مضاعف يطاع كذلك من الامراء والملوك والحكام والرؤساء الذين يأمرون بالحرام فيطاعون ويأمرون تحريم الحلال فيطاعون في ذلك مع علم المطيع بما امر الله جل وعلا به. فهؤلاء اتخذوهم طواغيت لانهم جاوزوا بهم حدهم. قال يؤمنون بالجبت والطاغوت فيدخل في الطاغوت كل هذه الانواع الذين والذين تبعوا والذين اطيعوا وجه المناسبة من هذه الاية للباب ان ذلك وهو الايمان بالجبت والطاغوت حصل ووقع من الذين اوتوا نصيبا من الكتاب من اليهود والنصارى والنبي عليه الصلاة والسلام اخبر ان ما وقع في الامم قبلنا سيقع في هذه الامة كما قال في حديث ابي سعيد الاتي اتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر رب لدخلتموه. فمثل بشيء صغير وهو دخول جحر الظب الذي لا يمكن ان يفعل تنبيها على ان ما هو اعلى من ذلك سيقع من هذه الامة كما وقع من الامم قبلنا. قال الم ترى الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء اهدى من الذين امنوا سبيلا. وهذا حصل من هذه فان منهم من امن بالسحر ومنهم من امن بعبادة غير الله ومنهم من اطاع العلماء والامراء في تحليل ما حرم الله وتحريم ما احل الله فكانوا بذلك متبعين سنن من كان قبلهم. وحصل منهم ايمان بالجبت والطاغوت كما اصل من الامم قبلهم. قال وقوله تعالى قل هل انبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت وجه الشاهد من هذه الاية قوله جل وعلا وعبد الطاغوت على هذه القراءة عبد الطاغوت فان الطاغوت مفعول عبد عبدة تكون معطوفة على قوله لعن من لعنه الله الى ان قال وعبد الطاغوت يعني كانه قال بتقديم وتأخير من لعنه الله ومن عبد الطاغوت وعبادة الطاغوت وقعت في اولئك الملعونين. وبما ان ما وقع في الامم السالفة بخبر صلى الله عليه وسلم سيقع في هذه الامة فاننا نعلم ان في هذه الامة من سيعبد الطاغوت كما عبدها اولئك عبادة الطاغوت عامة كما ذكرنا يدخل فيها عبادة الاوثان من عبادة القبور وتأليه اصحابها التوسل بهم الى الله جل وعلا يعني الاستشفاء بهم الى الله جل وعلا او طلب الشفاعة منهم ونحن وذلك من الوسائل الشركية او ما هو من الشرك الاكبر فحصلت عبادة للاوثان من القبور ومن المشاهد من الاشجار ومن الاحجار ونحو ذلك مما اعتقد فيه الجهلة الذين تركوا هم تركوا دين محمد عليه الصلاة سلام قال وقوله تعالى قال الذين غلبوا على امرهم لنتخذن عليهم مسجدا قال الذين غلبوا على امرهم لنتخذن عليهم مسجدا قصة اصحاب الكهف معروفة وهذه الجملة بعض اية من قصة اصحاب الكهف ولما حصل ان جعلهم الله جل وعلا اية ولبثوا في كهفهم ثلاث مئة سنين وازدادوا تسعا ثم احياء الله جل وعلا واطلع الناس على انهم مكثوا احياء هذه المدة الطويلة وانهم ما اماتهم الله ثم احياهم اعتقدوا فيهم ولما اعتقدوا فيهم وماتوا تنازعوا في امرهم فمنهم من قال افعلوا لهم كذا ابنوا عليهم بنيانا ومنهم من قال اجعلوا لهم بناء ودارا وعظموا مكانهم. واختلف الناس فيهم في ذلك الزمان قال الله جل وعلا قال الذين غلبوا على امرهم لنتخذن عليهم مسجدا من الذين غلبوا على الامر؟ اختلف المفسرون في ذلك قال قائلون هم المسلمون مسلموا ذلك الزمان حصل منهم تعظيم لاصحاب الكهف فقالوا ابنوا عليهم بنيانا وقالوا اتخذوا عليهم مسجدا. تعظيما لهم ودلالة للناس عليهم فاذا كان هذا القول راجحا فانه من وسائل الشرك بالله. ويؤدي الى عبادة تلك القبور والاعتقاد في اصحاب الكهف. وهذا القدر حصل في هذه الامة والقول الثاني ان الذين غلبوا على امرهم هم المشركون يعني اتباع ذلك الدين باعتقادهم الجاهلي ولما في قلوبهم من الشرك والبدع التي خالفوا بها انبياءهم قالوا ابن عليهم مسجدا كما قال جل وعلا هنا قال الذين غلبوا على امرهم لنتخذن عليهم مسجدا. والقول الثالث وهو الذي رجحه ابن كثير رحمه الله ورجحه عدد ايضا من اهل العلم ان الذين غلبوا على امرهم هم الكبراء والامراء اصحاب النفوذ فيهم يعني الذين كانت لهم الغلبة في الامر. والذي له الغلبة في الامر هو من يملك الامر والنهي في الناس وهم الكبراء واصحاب النفوذ وملوك ذلك الزمان وامراء ذلك الزمان. فاولئك عظموا اولئك الصالحين وقالوا لنتخذن عليهم مسجدا. وقد حصل هذا في تلك الامة وما دام انه حصل فانه سيحصل في هذه الامة لانه ما من خصلة من الشرك حصلت في الامم قبلنا الا وحصلت في هذه الامة كادعاء بعض هذه الامة انه هو الله جل وعلا وان الله يحل فيه ونحو ذلك بل قد ادعوا ان روح الاله تتناسق في اناس معينين كما هو اعتقاد طوائف من الباطنيين ونحو ذلك. وهذا كما قال عليه الصلاة والسلام لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة. وهذا الحديث وهو حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لتتبعن سنن من كان قبلكم قوله سنن هذه تروى وهكذا سنن بفتحتين فتح السين والنون. وتروى ايضا سنن. والسنن جمع سنة وهي الطريقة يعني كأنه قال لتتبعن سنن من كان قبلكم يعني طرائق من كان قبلكم يعني في الدين وعلى الظبط الاخر الذي اقرأ به لتتبعن سنن من كان قبلكم السنن مفرد وهو السبيل طريق يعني لتتبعن سبيل من كان قبلكم. واللام في قوله لتتبعن هي الواقعة في جواب القسم. نفهم من وجود اللام ان النبي عليه الصلاة والسلام اقسم على ذلك. فقال مؤكدا والله لتتبعن سنن من كان قبلكم لان اللام هذه واقعة في جواب القسم. فاذا رأيت اللام هذه المفتوحة فهي الواقعة في جواب القسم فكانه بل قد اقسم عليه والقسم محذوف واللام واقعة في جوابه. لما اقسم عليه الصلاة والسلام ليؤكد هذا الامر تأكيدا عظيما. بان هذه الامة ستتبع طريق طريقة وسبيل من كان قبلها من الامم وهذا تحذير لان الامم السالفة اما ان تكونوا من اهل الكتاب اليهود والنصارى وهؤلاء قد وصفهم الله جل وعلا بانهم مغضوب عليهم وضالين فاذا اتخذت سبيلهم سبيلا في هذه الامة. معنى ذلك ان هذه الامة تعرضت للغضب واللعنة. وهذا حصل في هذه الامة فان منهم من سلك سبيل اليهود ومنهم من سلك سبيل النصارى. ولهذا قال بعض السلف من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود ومن فسد من عبادنا ففيه شبه من النصارى لان اليهود خالفوا على علم والنصارى خالفت على ضلالة. وقد قال جل وعلا غير المغضوب عليهم ولا الضالين والمغضوب عليهم هم اليهود والضالون هم النصارى كما فسرها النبي صلى الله عليه وسلم قال حذو القذة بالقذة يعني من التساوي القذة والقذة تكون في السهم وتكون هذه مساوية لتلك. لا تفرق بين واحدة والاخرى. فاذا نظرت في هذه نظرت فيها ونظرت في هذه وجدت انهما متماثلان. وجدت ان هذه وهذه متماثلتان لا فرق بينهما وهذا هو الواقع فانه في هذه الامة وقع التماثل ففي هذه الامة حصل من مثل ما حصل من الامم قبلنا في ابواب والربوبية وفي ابواب الالهية وفي الاسماء والصفات. وكذلك في العمل وكذلك في السلوك وكذلك في الله جل وعلا فكل شيء كان في من قبلنا جاء فيه ووقع في هذه الامة نسأل الله جل وعلا السلامة قال النبي عليه الصلاة والسلام حتى لو دخلوا جحر رب لدخلتموه قالوا يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال فمن اخرجاه يعني البخاري ومسلم وجه الدلالة من هذا الحديث ظاهرة بل عماد هذا الباب على هذا الحديث من ان كل كفر وشرك وقع في الامم السالفة فسيقع في هذه الامة. الامم السالفة عبدة الاوثان وكفرت بالله جل وعلا فسيقع في هذه الامة من يعبد الاوثان ومن يكفر بالله جل وعلا. في الربوبية وفي الالهية وفي الاسماء والصفات وفي افعال لله جل وعلا وفي الحكم والتحاكم وهكذا في انواع كثيرة مما حصل في من قبلنا حتى في امور السلوخ والبدع بل حتى في امور الاخلاق والعادات التي قد تتصل بالدين فانه سلكت هذه الامة مسلك الامم قبلها خليفة نهي النبي صلى الله عليه وسلم قال بعد ذلك ولمسلم عن ثوبان رضي الله عنه وساق الحديث حديث ثوبان وهو حديث طويل ووجه الشاهد قوله عليه الصلاة والسلام وانما اخاف على امتي الائمة المضلين والائمة المضلون هم الذين اتخذهم الناس ائمة قد يكون من جهة الدين وقد يكون من جهة الولاية يعني ايه ولاية الحكم والائمة المضلون يملكون زمام الناس فيضلون الناس بالبدع وبالشركيات ويحسنونها لهم حتى تغدو في اعينهم حقا وكذلك اصحاب النفوذ واصحاب الحكم فانهم اذا كانوا مضلين فان بيدهم الامر الذي يجعلهم يفرضون على الناس اشياء يلزمونهم باشياء مضادة لشرع محمد صلى الله عليه وسلم. من امور العقيدة والتوحيد ومن امور السلوك والعمل ومن امور الحكم والتحاكم. وهكذا وقع في هذه الامة. وخوف النبي عليه الصلاة والسلام من الائمة المضلين وقع ما خاف منه عليه الصلاة والسلام فكثر الائمة المضلون في الامة الائمة المضلون من جهة لاتباع والائمة المضلون من جهة الطاعة قال واذا وقع عليهم السيف لم يرفع الى يوم القيامة ولا تقوم الساعة حتى يلحق حي من امتي بالمشركين حتى تعبد فئام من امتي الاوثان. هذا نص صحيح من رواية البرقاني في صحيحه قال حتى يلحق حي من امتي مشركين يلحقوا بالمشركين هل هو من جهة ترك بلاد المسلمين والذهاب الى ارض المشركين؟ ام يلحقوا مشركين في الصفات والخصال يحتمل هذا وهذا. حتى يلحق حي من امتي بالمشركين يعني من جهة ترك بلاد الاسلام والذهاب الى بلاد المشركين رضا بهم وبدينهم. او حتى يلحق حي من امتي بالمشركين من جهة الصفات فيشركون كما اشرك المشركون ويرتدوا على ادبارهم قال وحتى تعبد فئام من امتي الاوثان. الفئام هي الجماعات الكبيرة قال وحتى تعبد فئام من امتي الاوثان وهذا ظاهر المناسبة للباب في قول الشيخ رحمه الله في الباب باب ما جاء ان بعض هذه الامة يعبد الى ان قال عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث ولا تزال طائفة من امتي على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي امر الله تبارك وتعالى لا تزال طائفة من امتي على الحق منصورة هذه الطائفة المنصورة هي التي قال فيها عليه الصلاة والسلام في في حديث اخر ولا تزال طائفة من امتي ظاهرين على الحق. وهي التي قال فيها عليه الصلاة والسلام تخترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة وهي الجماعة. فالطائفة المنصورة هي الفرقة الناجية وهي الجماعة جمع احاديث النبي عليه الصلاة والسلام. وسميت منصورة لان الله جل وعلى نصرها على من ناوأها بالحجة والبيان. نصرها الذي وعدت به ليس نصرا بالسنان ولكنه نصر بالحجة والبيان. فهم وان هزموا في بعض المعارك او ادلت دولتهم في بعض الاحيان هم الظاهرون على من سواهم بالحجة والبيان. وهم المنصورون بما اعطاهم الله جل وعلا من الحجة و النصوص والصواب والحق على من سواهم فهم على الحق وسواهم على الباطل. هذان اللفظان فرقة ناجية منصورة اسمان لشيء واحد وانما هو من باب تنوع الصفات. فقال عنها الطائفة المنصورة هنا لا تزال طائفة من امتي على الحق منصورة لانها موعودة بالنصر. كما قال جل وعلا انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد. فهم منصورون كما قال ايضا ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين انهم لهم المنصورون وان جندنا لهم الغالبون. فقولهم هو المنصور وهو الظاهر وحجتهم هي الظاهرة. وقد يكون ايضا لهم من النصر والتمكين في ارض الله ما اعطاهم الله جل وعلا من ذلك. وهم ايضا الفرقة الناجية التي جاءت في حديث الافتراء. ناجية يعني موعودة بالنجاة من النار فهم موصوفون بالنصر وموصوفون بالنجاة بالنجاة من النار وموصوفون بالنصر على عدوهم بالحجة والبيان وقد يكون مع ذلك نصر بالسيف والسنان ونحو ذلك نعم قال رحمه الله تعالى باب ما جاء في السحر وقول الله تعالى ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الاخرة من خلاق يؤمنون بالجبس والطاغوت. قال عمر الجبت السحر والطاغوت الشيطان. قال جابر الطواغيت كهان كان عليهم الشيطان في كل حي واحد. وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اجتنبوا السبع الموبقات قالوا يا رسول الله وما هن؟ قال الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق واكل الربا واكل مال اليتيم والتولي يوم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات. وعن جندب مرفوعا حد ساحر ظربه بالسيف. رواه الترمذي وقال الصحيح انه موقوف وفي صحيح البخاري عن بجالة ابن عبده قال كتب عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ان اقتلوا كل ساحر وساحرة قال فقتلنا ثلاث سواحر وصح عن حفصة رضي الله عنها انها امرت بقتل جارية لها سحرتها فقتلت وكذلك صح عن جندب قال احمد عن ثلاثة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هذا باب ما جاء في السحر مناسبة ذكر السحر لكتاب التوحيد ان السحر نوع من الشرك قد قال عليه الصلاة والسلام من سحر فقد اشرك فالسحر احد انواع الشرك الاكبر بالله جل وعلا فمناسبته ظاهرة انه مضاد لاصل التوحيد والسحر في اللغة هو عبارة عما خفي ولطف سببه خفي يعني صار سبب ذلك الشيء خفيا لا يقع بظهور وانما يقع على وجه الخفاء ولهذا سمي اخر الليل سحرا لذلك وكذلك قيل في اكلة اخر الليل سحور ذلك لانها تقع على وجه الخفاء وعدم الاشتهار والظهور من الناس فهذه اللفظة سحر وما اشتقت منه تدل على خفاء في الشيء ولهذا فانه في اللغة يطلق السحر على اشياء كثيرة منها ما يكون من جهة المقال ومن منها ما يكون من جهة الفعل. ومنها ما يكون من جهة الاعتقاد وسيأتي في هذا الباب وفي الباب الذي بعده باب بيان شيء من انواع السحر ما يتصل بذلك واما السحر الذي هو كفر وشرك اكبر بالله جل وعلا فهو استخدام الشياطين والاستعانة بها لحصول امر بواسطة التقرب. لذلك الشيطان بشيء من انواع العبادة والسحر عرفه الفقهاء بقولهم رقى قالوا السحر ورقى وعزائم وعقد ينفث فيها يكون سحرا يضر حقيقة ويمرض حقيقة ويقتل حقيقة فاذا حقيقة السحر انه استخدام للشياطين في التأثير ولا يمكن للساحر ان يصل الى انفاذ سحره حتى يكون متقربا الى الشياطين فاذا تقرب اليها خدمته الجن يعني شياطين الجن بان اثرت في بدن المسحور لكل سحر خادم من الشياطين يخدمه ولكل ساحر مستعان به من الشياطين فلا يمكن للساحر ان يكون ساحرا على الحقيقة الا وهو يتقرب الى الشياطين ولهذا نقول السحر شرك بالله جل وعلا وهناك شيء قد يكون في الظاهر انه سحر ولكنه في في الباطن ليس بسحر. وهذا ليس الكلام فيه. وانما الكلام فيما كان من السحر بالاستعانة بالشياطين باستخدام الرقى والتعويذات والعقد والنفث فيها. وقد قال وعلا ومن شر النفاثات في العقد. والنفاثات هن السواحر اللاتي يعقدن العقداء وينفثن فيها خصت الاناث بذلك بالاستعاذة لان الغالب في السحر ممن يستخدمه في الجاهلية وعند اهل الكتاب ان الذي يستخدمه النساء. فجرى ذلك مجرى الغالب. قال جل وعلا ومن شر النفاثات في العقد اثاث جمع نفاثة صيغة مبالغة في النفس لانها تكثر النفث في العقدة وتنفث برقى تعازيم وتعويذات تستخدم فيها الجن لتخدم هذه العقدة التي فيها شيء من بدن المسحور او فيها شيء يتعلق بالمسحور حتى يكون ذلك مؤثرا فيه. وقد سحرة يهودي النبي صلى الله عليه وسلم في مشط ومشاقة يعني في اشياء من شعره عليه الصلاة والسلام حتى يخيل للنبي صلى الله عليه وسلم انه يفعل الشيء ولا يفعله من جهة نسائه عليه الصلاة والسلام كان سحر ذلك اليهودي مؤثرا في بدنه عليه الصلاة والسلام لكنه لم يكن مؤثرا في علمه ولا في عقله ولا في روحه عليه الصلاة والسلام وانما في بدنه يخيل اليه انه قد واقع نسائه وهو لم يواقع ونحو ذلك. هذا السحر الذي فيه استخدام الشياطين شرك وكفر بالله جل وعلا. قد قال سبحانه واتبعوا ما تتلوا على ملك سليمان والذي تلته الشياطين على ملك سليمان هو ما قرأوا في كتب السحر وما يتصل بذلك من السحر. قال جل وعلا وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر. فعلل والشياطين بقوله يعلمون الناس السحر وما انزل على الملكين ببابل هاروت وماروت قال سبحانه وما من احد حتى يقولا انما نحن فتنة فلا تكفر فاذا تعلم السحر تعلمه من جهة فهم كيف يكون السحر وكيف يعمل السحر؟ هذا لا يمكن ان يكون الا بالكفر والشرك لكن هناك مرتبة انه يتعلم ذلك نظريا ولا يعمله وهناك مرتبة انه يتعلمه ويعمله وهناك مرتبة الساحر الذي يتعلم ويعمل به دائما. قال جل وعلا وما يعلمان من احد حتى يقولا انما نحن فتنة فلا تكفر. فدل على ان تعلمه بمجرده كفر ولهذا نقول الصحيح ان تعلم السحر ولو بدون عمل شرك وكفر بالله جل وعلا بنص الاية. لما؟ لانه ولا يمكن ان يتعلم السحر الا بتعلم الشرك بالله جل وعلا وكيف يشرك؟ واذا تعلم الشرك فهو مشرك بالله جل وعلا بعض العلماء يقول السحر قسمان كقول الشافعي وغيره منه ما يكون بالاستعانة بالشياطين فهذا كفر وشرك اكبر ومنه ما يكون بالادوية والتدخينات فهذا فسق محرم ولا يكفر فاعله الا اذا استحله وهذا التقسيم من الشافعي وممن تبعه هو من جهة الواقع يعني نظروا في الذين يمارسون ذلك فمنهم من يقول انه ساحر وليس كذلك من جهة السحر الشرعي الحقيقي يعني السحر الذي وصف في الشرع فيقول هو ساحر وهو يستخدم ادوية وتعويذات وفي الحقيقة هو مشعوذ ولا يصدق عليه اسم الساحر وهذا فيما يفعل يؤثر عن طريق الادوية واما الصرف والعطف يعني جلب محبة امرأة لزوجها او صرف محبة المرأة لزوجها او العكس فهذا من القسم الاول لانه من نواقض الاسلام فالسحر من نواقض الاسلام لانه شرك بالله ومنه الصرف والعطف. لانه لا يمكن لاحد ان يصل الى روح وقلب من يراد صرفه او العطف اليه الا بالشرك. لان الشيطان هو الذي يؤثر على النفس. ولن يخدم الشيطان الانس الساحر الا بعد ان يشرك بالله جل وعلا. اذا فتحنا ان السحر بجميع انواعه فيه استخدام شياطين واستعانة بها. والشياطين لا تخدم الا من تقرب اليها. يتقرب اليها باي شيء بالذبح. يتقرب اليها باي شيء بالاستغاثة بالاستغاثة يتقرب اليها بالاستعاذة ونحو ذلك يعني يصرف اليها شيئا من انواع العبادة بل قد نظرت في بعض كتب السحر فوجدت ان الساحر بحسب ما وصف ذلك الكاتب لا يصل الى حقيقة السحر وتخدمه الجن كما ينبغي حتى يهين القرآن ويهين المصحف وحتى حتى يكفر بالله ويسب الله جل وعلا ونبيه صلى الله عليه وسلم. وهذا قد ذكره بعض ايضا من اطلع على حقيقة الحال. اذا فنقول السحر شرك بالله تعالى وكل ساحر مشرك وقتل الساحر فيما سيأتي على الصحيح انه قتل ردة. لا قتل تعزير كما سيأتي. فالشيخ رحمه الله عقد هذا الباب باب ما جاء في السحر لبيان تلك المسألة. قال وقول الله تعالى ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الاخرة من خلق وجه الاستدلال بهذه الاية قوله ما له في الاخرة من خلاق يعني ما له في الاخرة من نصيب. الخلاص بمعنى النصيب لمن اشتراه يعني اشترى السحر والاشتراء فيه دفع شيء يعني ان يأخذ شيئا ويدفع عوظه. حقيقة الشراء ان تشتري سلعة مثلا تدفع ثمنها تأخذ مثمنا تدفع ثمنه والساحر اشترى من تعلم السحر اشترى. اشترى اي شيء اشترى السحر. بذل اي شيء بذل توحيده فالثمن هو التوحيد الثمن هو الايمان بالله وحده. والمثمن هو السحر. ولهذا قال جل وعلا ولقد علموا لمن اشتراه. يعني من دفع دينه عوضا عن ذلك الشيء الذي اخذه وهو السحر. ما له في الاخرة من خلاق يعني من نصيب وهكذا المشرك ليس له في الاخرة من نصيب. فوجه الاستدلال ظاهر من ان الساحر قد جعل دينه عوضا عن ذلك الذي اشتراه وتعلمه وعمل به. قال وقوله يؤمنون بالجبت والطاغوت. قال عمر الجبت السحر وهذا في ذم اهل الكتاب فان اهل الكتاب لما امنوا بالسحر ذمهم الله جل وعلا ولعنهم وغضب عليهم وهذا يكثر في اليهود يكثر السحر واستعمال السحر في اليهود. ولهذا ذمهم الله جل وعلا ولعنهم وغضب عليه. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه الجبت السحر واذا كان الله ذمهم ولعنهم وغظب عليهم لاجل ذلك فهذا يفيد انه من المحرمات ومن الكبائر واذا اكان فيه اشراك بالله جل وعلا فظاهر انه شرك بالله جل وعلا وهكذا جميع اصنافه كذلك والطاغوت الشيطان يعني الجبت اسم عام يشمل اشياء كثيرة كما ذكرنا. ومن ابرزها واظهرها عند اليهود السحر فيؤمنون بالجبت يعني بالسحر لانه هو اظهر الاشياء عندهم. ويؤمنون بالطاغوت يعني بالشيطان وهو كل ما توجهوا اليه بالطاعة وبعد عن الحق وعن الصواب. قال جابر في عن ابن عبد الله الطواغيت كفر كان كان ينزل عليهم الشيطان في كل حي واحد وهذا يأتي بيانه في باب ما جاء في الكهان قال عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سلبوا السبع الموبقات قالوا يا رسول الله وما هن؟ قال الشرك بالله والسحر وجه الاستدلال من ذلك ان السحر من الموبقات. والموبقات هي التي توبق صاحبها وتجعله في هلاك وخسار في الدنيا وفي الاخرة وهي اكبر الكبائر هذه السبع وعطف السحر على الشرك بالله ليس عطفا بين المتغايرين في الحقيقة وانما هو عطف بين خاص وعام. فالشرك بالله يكون بالسحر ويكون بغيره فعطف السحر على الشرك التنصيص عليه السحر كما ذكرنا احد افراد الشرك بالله جل وعلا وعطف الخاص على العام امثلته كثيرة كقوله جل وعلا من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال. فان الله عدو للكافرين. فعطف جبريل وميكال على الملائكة وهذا من عطف الخاص على العام قال بعد ذلك وعن جندب مرفوعة حد الساحر ضربه بالسيف. رواه الترمذي وقال الصحيح انه موقوف حد الساحر ضربه بالسيف رويت هكذا ضربه وهو الاصح. ورويت ضربة حد الساحر ضربة بالسيف. فعلى رواية الضربة لا يكون لها مفهوم يعني ان مات بضربة او يضرب ضربتين او ثلاث لان العدد لا مفهوم له قوله حد الساحر هنا لم يفصل بين ساحر وساحر فقال حد الساحر ولم يأتي في ادلة الكتاب والسنة التفصيل اسم الساحر الذي يحد او الذي وصف بالكفر بين نوع ونوع من التأثير فالانواع الانواع التي يستخدمها السحرة مما يصدق عليه انه سحر في التأثير وفي الامراض وفي التفريط وفي التأثير على العقول وعلى القلوب ونحو ذلك من انواع التأثير الخفي الذي يكون باستخدام الشياطين او بامور خفية فهذا كله لا يفرق فيه بين فاعل والادلة ما فرقت ولهذا قال العلماء الصحيح ان الساحر من اي نوع حده ان يقتل وهل حده حد كفر وردة؟ او حد لاجل انه قتل فيكون حد لاجل القتل او حتى تعزير اختلف العلماء في ذلك والصحيح من هذه انه في الجميع ردة لان حقيقة السحر انه لابد ان يكون فيه اشراك بالله جل وعلا من اشرك بالله جل وعلا قد ارتد وحل دمه وماله شيخ الاسلام ابن تيمية له تفصيل يقول فيهما مقتضاه ان الساحر قد لا تدرك حقيقة سحره فيترك امره في مصلحتك في قتله الى الامام. اذا رأى المصلحة في قتله قتله. وان لم يرى المصلحة في لم يقتله ويعني بالمصلحة المصلحة الشرعية فتحصل في ذلك انه ثم اقوال في حد الساحر الاول انه يقتل مطلقا ردة لان انه لا يكون السحر الا بشرك والقول الثاني انه يقتل ردة اذا كان سحره بشرك يقتل حدا اذا كان سحره ادى الى قتل غيره بغير ما فيه اشراك من مثل الادوية والتعويذات ونحو ذلك التي ذكرنا والثالث قول القول الذي عزي لشيخ الاسلام من انه كالزنديق يترك امره الى الامام بحسب ما يراه ان رأى المصلحة الشرعية في قتله قتله والا عاقبه بما دون القتل قال وفي صحيح البخاري عن بجالة قال كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه ان اقتلوا كل ساحر وساحرة. قال فقتلنا ثلاث سواحر هذا ظاهر في الامر بقتل الساحر والساحرة بدون تفصيل. ولان حقيقة السحر لا تكون الا شرك بالله جل وعلا وذلك ردة. قال وصح عن حفصة رضي الله عنها انها امرت بقتل جارية لها سحرتها فقتلت وكذلك صح عن جنب وكذلك صح عن جنده. قال احمد عن ثلاثة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. يعني ان الساحر يجب ان يقتل وهذا حده. سواء قلنا يقتل لحد الردة او يقتل لحد القتل او يقتل تعزيرا. فالصحابة رضوان الله عليهم افتوا بقتله. وامروا بقتله قتله وذلك بدون تفريط. وهذا هو الواجب الا يفرق بين نوع ونوع. والواجب على المسلمين ان احذروا السحر بانواعه وان يتعاونوا في الابلاغ براءة للذمة وانكارا للمنكر عن كل من يعلمون عنده شعوذة حق استخدام لشيء من الخرافات او السحر ونحو ذلك لانه كما قال الائمة ما يدخل السحرة الى بلد الا ويفشوا فيها الفساد. والظلم والاعتداء والطغيان. ذلك لانهم يستخدمون الشياطين فتطيع الشياطين السحرة اعاذنا الله منهم ومن اقوالهم واعمالهم وتأثيراتهم. نعم باب بيان شيء من انواع السحر. قال احمد حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا عوف بن مالك. قال حدثنا قطن بن عن ابيه انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال ان العيافة والطرق والطيرة من الجبت. قال عوف زجر الطير والطرق الخط يخط بالارض والجبت قال الحسن رنة الشيطان. اسناده جيد جيد ولابي داود والنسائي وابن حبان في صحيحه المسند منه. والمسند منه وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد. رواه ابو داوود واسناده صحيح. وللنسائي من حديث ابي هريرة رضي الله عنه من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر. ومن سحر فقد اشرك ومن تعلق شيئا وكل اليه وعن ابن مسعود رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الا هل انبئكم ملعظه هي النميمة؟ القالة بين الناس رواه مسلم ولهما عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان من البيان لسحرا هذا باب بيان شيء من انواع السحر لما ذكر الامام رحمه الله تعالى ما جاء في السحر وما اتصل بذلك من حكمه وتفصيل الكلام عليه ذكر ان السحر قد يأتي في النصوص ولا يراد منه السحر الذي يكون بالشرك بالله جل وعلا فان اسم السحر عام في اللغة يدخل فيه ذلك الاسم الخاص الذي فيه استعانة بالشياطين تقرب الى الشياطين وعبادة الشياطين لتخدم الساحر. وقد يكون اسماء اخر يطلق عليها الشاعر يطلق عليها الشارع انها سحر وليست كالسحر الاول في الحقيقة ولا في حكم وهو درجات فمما يسمى سحرا البيان والبيان كما جاء في اخر الباب ان من البيان لسحرا البيان ليس سحرا فيه استعانة بالشياطين. ولكنه داخل في حقيقة السحر اللغوية. لانه تأثير خفي على القلوب فان الرجل البليغ ذا البيان وذا الايضاح وذا اللسان الجميل الفصيح يؤثر على القلوب حتى يسبيها. وربما قلب الحق باطلا والباطل حقا. ببيانه فسمي سحرا لخفاء وصوله الى القلوب وقلبي الرأي فهم المخاطب من شيء الى اخر كذلك ما ذكر من ان الطيرة من السحر الطيرة نوع اعتقاد كذلك العيافة. وهي شبيهة بها او بعض انواعها. كذلك الخط في الرمل. ونحو ذلك من الاشياء التي ربما اطلق عليها انها سحر وهي ليست كالسحر الاول في الحد والحقيقة ولا في الحكم. اذا هذا الباب قال فيه الامام رحمه الله تعالى باب بيان شيء من انواع السحر. وانواع سحر منها ما هو شرك اكبر بالله جل وعلا وهو المراد اذا قلنا السحر. وهذه هي الحقيقة العرفية. وهناك في الفاظ الشرع اشياء يكون المرجع فيها الى الحقيقة اللغوية وهناك اشياء يكون المرجع فيها الى الحقيقة العرفية ويكون هناك اشياء المرجع فيها الى الحقيقة الشرعية وهنا في هذا الباب فيما يشمل ما يطلق عليه لغة انه سحر ويطلق عليه عرفا انه سحر ويطلق عليه شرعا انه سحر فاذا التفريط بين هذه الانواع مهم ولهذا ذكر الامام هذا الباب حتى تفرق بين نوع واخر. الحد الذي فيه الساحر ضربه بسيف لا ينطبق على كل هذه الانواع التي ستذكر لانها سحر لغة وليست بسحر شرعا قال في الحديث الاول قال النبي صلى الله عليه وسلم ان العيافة جبت العيافة مأخوذة من عياف الشيء وهو تركه عافى الشيء يعافه اذا تركه فلم تبغه نفسه والعيافة كما فسرها عوف زجر الطير. وهذا احد تفسيرات العيافة وزجر الطير ان يحرك طيرا حتى ينظر الى اين تتحرك ويزجر الطير في حركته ثم يفهم من ذلك الزجر هل هذا الامر الذي سيقدم عليه انه اهو امر محمود او امر مذموم. او يطلع بحقيقة زجر الطير على مستقبل الحال فهذا نوع من الجبت وهو السحر لما ذكرت لكم ان معنى الجبت هو الشيء المرذول المطرح الذي يصرف الواحد عن الحق والسحر شيء خفي يؤثر على النفوس والعيافة من التأثر بالطير وبزجرها وبانتقالها من هنا الى هنا او بحركتها شيء خفي قال في النفس فاثر عليها من جهة الاقدام او الكف فصار نوعا من السحر لاجل ذلك. وهو جبت لانه شيء مرذول ادى الى الاقبال او الامتنان والطيرة اعم العيافة. لان العيافة على حسب تفسير عوف وهو احد تفسيراتها متعلق بالطير وحده واما الطيرة فهو اسم عام لما فيه تشاؤم او تفاؤل بشيء من الاشياء وسيأتي باب مستقل لذكر احكام الطيرة وصورتها وما يقي منها يأتي ان شاء الله تعالى. وحقيقة الطيرة انه يرى شيئا كان في الاول من الطير تحرك يمينا او يسارا فلما رآه تحرك يمينا قال هذا تفاؤل النساء انني سانجح في هذا العمل او في هذا السفر واذا رآه تحرك شمالا قال هذا معناه اني سأنظر في هذا السفر او سيصيبني مكروه فرجع قد قال عليه الصلاة والسلام من ردته الطيرة عن حاجته فقد اشرك قد يتشائم بحركة شيء بكلمة يسمعها بشيء في الجو بتصادم سيارة امامه سواد في الجو حصل امامه. او في ذلك اليوم الذي سينتقل فيه. او تفائل شيء حصل له في اول تشاءم بشيء حصل له في اول زواجه ونحو ذلك من انواع التشاؤم. او التشاؤم بالاشهر او بالايام هذا كله من انواع الطيارة ومتى يكون طيرة اذا رده عن حاجته او جعله يقبل عن حاجته. فاذا تشاءم وذلك التشاؤم حينما سيطر على قلبه جعله يقدم او يحجم فانه يكون متطيرا. وكذلك في باب اذا رأى شيئا فجعله ذلك الشيء يقدم ولولا ذلك الشيء انه رآه لما لما جعله يقدم فان ذلك ايضا من الطيرة وهي نوع من انواع التعثيرات خفية على القلوب وذلك ضرب من السحر. واما الطرق فهو مأخوذ من وظع طرق في الارض وهي الخطوط. فيأتي متنوعة ويخطها في الارض. خطوط كثيرة ليس لها عدد. ثم يبدأ الكاهن الذي يستخدم الخطوط فيمسح خطين خطا خطا او يمسح خطين خطين بسرعة ثم ينظر ما بقي فيقول هذا الذي بقي يدل على كذا وكذا هذا الذي بقي يدل على انك ستغتني يدل على انك طيبك كذا وكذا ونحو ذلك وهو نوع من انواع الكهانة والكهانة ضرب من السحر. قال هنا والطرق يخط بالارض والجبت قال الحسن رنة الشيطان وهو من انواع السحر لان الشيطان يدعو الى ذلك بصوته وبعويله. نقف عند هذا ونكمل ان شاء الله يوم السبت ونرجو ان يكون من يوم السبت مع طول الزمن ان ننتهي من هذا الكتاب ان شاء الله تعالى في الاسبوع القادم. قد نختصر بعظ الاختصار في بعظ الابواب لاجل ان ينهى الكتاب مع عدم اخلال ان شاء الله بمقاصد المؤلف رحمه الله تعالى واجزل له المثوبة. هذا واسأل الله لي ولكم العلم نافع والعمل الصالح والاقبال على الخيرات وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملا ويقينا وصلاحا يا ارحم الراحمين. اما بعد قد ذكرنا ان هذا الباب عقده الامام رحمه الله تعالى لبيان ان هناك من الاعمال ما اطلق عليه انه سحر ولكن لا يشترك مع السحر الذي في الباب قبله في جميع الاحكام ثم ان بعض هذه الانواع يجهل كثير من المسلمين انها من السحر فتارة يدخلونها في غير باب السحر وهي مع السحر مشتركة في حقيقته في بيان اصله او في اصله ووظعه اللغوي قفنا عند قوله وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد. رواه ابو داوود باسناد صحيح هذا فيه بيان ان تعلم النجوم تعلم للسحر ويأتي في باب خاص باب ما جاء في التنجيم انواع التعلم النجوم وما جعل الله الله جل وعلا النجوم له قوله هنا من اقتبس شعبة يعني من تعلم بعضا من علم النجوم. لان الشعبة هي الطائفة من الشيء او جزء من اجزائه فكل جزء من اجزاء علم النجوم الذي هو علم التأثير نوع من انواع السحر قال فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد يعني كلما زاد في تعلم علم النجوم كلما زاد في تعلم السحر حتى يصل الى اخر حقيقة علم التأثير كما يسمونه سحرا وكهانة على الحقيقة. ويأتي ان التنجيم منه علم التأثير وهو جعل الكواكب والنجوم في حركتها والتقائها وافتراقها وطلوعها بها مؤثرة في الحوادث العرضية او دالة على ما سيحدث في الارض فيجعلونها دالة على علم الغيب دالة على المغيبات وهذا القدر من السحر لانه يشترك معه في حقيقته وهو انه جعل للتأثير بامر خفي قال وللنسائي من حديث ابي هريرة من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر. ومن سحر فقد اشرك ومن تعلق شيئا وكل اليك قوله من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر ان عقد العقد والنفث فيها من انواع السحر النفث المقصود به هنا النفث الذي فيه استعاذة واستعانة بالشياطين فليس كل نفس في عقدة يعقد السحر. بل لا بد ان يكون النفث ادعية معينة وروقا شركية وتعويذات وكلام تحظر الجن عند عند تلاوته وتخدم هذه العقدة السحرية من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر على ما كان يتعاطاه الناس المردة في ذلك الزمان زمان النبي عليه الصلاة والسلام من النفث في العقد كما قال جل وعلا ومن شر النفاثات في العقد هن في السواحل قال فقد سحر لان الجني يخدم هذا السحر بالنفي في العقدة. وفائدة العقدة عند السحرة انه لا ينحل السحر ما دامت معقودة فينعقد الامر الذي اراده الساحر بشيئين في العقدة وبالنفس العقدة عقدة حبل او خيط او نحو ذلك النفث فيها بالادعية الشركية والاستعانة بالشياطين من الامور المهمة ان تعلم في هذا الباب ان العقد هذه تارة تكون مرئية واضحة وتارة تكون صغيرة جدا وما كان صغيرا جدا منها او ما كان مرئيا فانه ينبغي لمن اطلع عليه او نظر فيه ان يحل العقدة تأثير السحر باذن الله او يضعف تأثيره قال ومن سحر فقد اشرك هذا عام بانه رتب جزاء على فعل بصيغة من؟ فكانه قال كل من سحر فقد اشرك يعني سحرة بذلك النحو الذي ذكر وهو ان يعقد عقدة ثم ينفث فيها من سحر فقد اشرك هذا دليل لما ذكرنا لكم في الباب قبله ان كل سحر يعد من انواع الشرك لانه لا يمكن ان يحدث السحر الا بالنفث في العقد او باستحضار الجن بعبادة الجن ونحو ولذلك وهذا شرك بالله. قوله ومن سحر اشرك ليس معناه انه اشرك بي عقد العقدة مثلا وانما فقد اشرك يعني حين سحر. ومن المعلوم انه قبل ان يعقد العقد فهو ينفث فيها فلا بد من تعلمه ولهذا يكون مشركا قبل ان يعقد وينفث. ما دام انه تعلم ذلك ليعمل به فانه مشرك بالله لانك قال له ما هو فيه الشرك بالله جل وعلا قال ومن تعلق شيئا وكل اليه هذا مر معنا مثاله ومعنى هذا الحديث وان القلب اذا تعلق شيئا بمعنى احبه ورضيه وتعلق القلب به فانه يوكل اليه ويجعل هو السبب الذي من اجله يجيء نفعه او يجيء ضره. ومعلوم ان كل الاسباب الشركية تعود على فاعلها او على الراضي بهذا الضرر لا بالنفع والعبد اذا تخلى عن الله جل وعلا ووكل الى نفسه او وكل الى غير الله جل وعلا فقد خاب وخسر وضر اعظم الضرر فسعادة العبد وعظم صلاح قلبه وعظم صلاح روحه بان يكون تعلقه بالله جل وعلا وحده. وقوله هنا ومن تعلق شيئا وكل اليه فانه من تعلق بالله فان الله كافيه. من تعلق قلبه بالله انزالا لحوائجه بالله ورغبا فيما عند الله ورهبا مما يخافه ويؤذيه يعني يؤذي العبد فان الله جل وعلا كافيه ومن يتوكل على الله فهو حسبه و اذا تعلق العبد بغير الله فانه يوكل الى ذلك العبد والعباد فقراء الى الله والله جل وعلا هو ولي النعمة وولي الفضل يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد. فمن انزل حاجته بالله افلح ومن تعلق قلبه بالله افلح واما من تعلق بالخرافات او تعلق بالامور الشركية كالسحر وكالذهاب الى الاولياء وطلب ما هو طلب المدد منهم او طلب الاغاثة منهم فانه يوكل الى المخلوق ومن وكل الى المخلوق فانه يضره ذلك اعظم الضرر كما قال جل وعلا يدعو لمن ضره اقرب من نفعه. قال بعد ذلك وعن ابن مسعود ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الا هل انبئكم ما العضه هي النميمة القالة بين الناس رواه مسلم هكذا تروى في كتب الحديث علعضه وفي كتب غريب الحديث واللغة تنطق هكذا العظة هل ما العظة لاشباهها في وزنها وهي كما فسرها النبي عليه الصلاة والسلام النميمة القالة بين الناس واصل العظم في اللغة يطلق على اشياء ومنها السحر. والنميمة القالة بين الناس نوع من انواع السحر. وهي كبيرة من الكبائر ومحرم من المحرمات. ووجه الشبه بين النميمة وبين السحر ان تأثير السحر في التفريق بين المتحابين او في جمع المتفارقين تأثيره تأثيره على القلوب خفي. وهذا عمل النمام فانه يفرق بين الاحباب لاجل كلام يسوقه لهذا وكلام يسوقه لذاك فيفرق بين القلوب ويجعل العداوة والبغضاء بين قلب هذا وهذا. فحقيقة النميمة كما قال جل وعلا عن السحر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه. والنميمة هي بين الناس وهذا كما هو ظاهر من انواع السحر وهذا النوع محرم لانه كبيرة من الكبائر لان النميمة نوع من انواع الكبائر والكبائر من اعظم الذنوب العملية قال ولهما عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان من البيان لسحرا ان من البيان لسحرا قال عن البيان ان منه ما هو سحر. والمقصود بالبيان هنا التبيين عما في النفس بالالفاظ الفصيحة البينة التي تأخذ المسامع والقلوب. فتسحر القلوب فتقلب ربما الحق باطلا والباطل حقا. حتى ذلك الذي يعد من اهل البيان والفصاحة يغدو في قلوب الناس ان ما قاله هو الحق وان ما لم يقله او رده هو الباطل. وهذا من السحر لانه تأثير خفي على النفوس الالفاظ هذا التأثير الخفي بقلب الحق باطلا بقلب الباطل حقا تأثيره خفي كتأثير السحر في الخفاء. ولهذا قال ان من البيان لسحرا. والصحيح من اقوال اهل العلم ان هذا فيه ذم للبيان وليس مدحا له. قال ان من البيان لسحرا على جهة الذنب. وبعض اهل العلم يقول ان ذاك على جهة المدح لانه يصل في التأثير الى ان يؤثر تأثيرا بالغا كتأثير السحر في النفوس والتأثير البالغ اذا كان من جهة البيان يقولون فانه جائز وهذا من جهة المدح له وبيان عظم تأثيره. ولكن هذا فيه نظر والظاهر انه لما جعل البيان سحرا علمنا ان ولهذا اورده الشيخ رحمه الله في هذا الباب الذي اشتمل على انواع من المحرمات فالذي استغل ما اتاه الله جل وعلا من اللسان والبيان والفصاحة في قلب الباطل حقا وفي قلب الحق باطلا هذا لا شك انه من اهل الوعيد ومذموم على فعله لان البيان انما يقصد به نصرة الحق. لا ان يجعل ما ابطله الله جل وعلا حقا في انفس الناس وفي قلوبهم. نعم