المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح فضل الاسلام الدرس الرابع الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومنه اهتدى بهداه الى يوم الدين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملا يا ارحم الراحمين. اما بعد فهذا الباب بوبه على قول الله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه. وسبق ان تدلى المؤلف رحمه الله تعالى بهذه الاية في باب وجوب الاسلام حيث ذكر اول الايات قول الله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو من الخاسرين وهو في الاخرة من الخاسرين. وها هنا ذكر الباب مستقلا وذلك لانه في ذلك الباب ذكر الاسلام عامة وان الاسلام واجب. وكون الاسلام واجبا لا يدل للضرورة على ان يكون الاخذ بغيره باطلا فقد يكون واجبا ويكون الاخذ بغيره صحيحا. وكما سبق ان ذكرت لكم انه في باب وجوب الاسلام ان الاسلام له معنيان في ذلك الباب الاسلام الذي هو ضد الكفر ضد المنن جميعا والاسلام الصحيح الذي هو ضد البدع والاهواء والاراء المحدثة. معنى ذلك الاخذ بالاسلام الذي يقابل الملل الاخرى والاخذ وبالاسلام الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم. الذي هو مضاد للبدع والاهواء والاراء والمخترعات في الدين واحداثه الباطلة فذلك الباب في وجوب الاسلام وهذا الباب في انه من اتى بغير الاسلام الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم فانه لن يقبل منه. فبعد بعثة النعب النبي صلى الله عليه وسلم لا يقبل الا الاسلام فمن اتى بالنصرانية ردت عليه ومن اتى باليهودية ردت عليه ومن اتى باي ملة ردت عليه. كذلك بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وظهور سنته وهديه من اتى بغير ما كان عليه عليه الصلاة والسلام من الهدي والدل والسلب والسنة في العبادات او في المعاملات يعني من اتى بغير شرعه سواء كان ذلك الشرع واجبا او كان مستحبا فانه يرد عليه ولن يقبل منه. ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه. الاسلام الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فهذا الباب اخص من ذلك الباب. وادخل بينهما باب تفسير الاسلام. وذلك لانه لما ذكر وجوب الاسلام كان لزاما ان يتبعه في النصوص الدالة على تفسير الاسلام ولهذا جعل باب تفسير الاسلام بين البابين باب وجوب الاسلام وباب قول الله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وذكر رحمه الله تعالى في هذا الباب كبيفين واختياره لهذين الحديثين يدل على هذا المعنى الذي ذكرت وهو انه من اتى بملة غير ملة الاسلام فلن تقبل منه. وكذلك من اتى بهدي او عمل او عبادة غير ما كان يتعبد به النبي صلى الله عليه وسلم خير ما شرعه ايجابا او استحبابا فانه يرد عليه. ولهذا ذكر اولا حديث ابي هريرة الذي رواه الامام احمد في مسنده وفيه ان الاسلام قام يوم القيامة فقال يا رب انت السلام وانا لا فيقول الله جل وعلا له انك على خير بك اليوم اخذ وبك اعطي قال الله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه. ثم ذكر حديث عائشة رضي الله عنها في بيان المعنى الثاني وهو قوله عليه الصلاة والسلام من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد يعني مردود عليه اذا في قوله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا صح ان تفسر بما جاء في حديث ابي هريرة مما جاء في حديث عائشة رضي الله عنهما من تفسيرها بالمعنى العام للاسلام وبالمعنى الخاص له وهذا بين جلي. ذكر حديث ابي هريرة رضي الله عنه تعالى. وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تجيء يوم القيامة فتأتي الصلاة فتقول يا ربي انا الصلاة. فيقول انك على خير. ثم تأتي الصدقة فتقول يا ربي انا فيقول الله جل وعلا لها انك على خير. ثم يأتي الصيام فيقول يا ربي انا الصيام. فيقول انك على خير. ثم تجيء الاعمال فيقول الله جل وعلا لها انك على خير. ثم يأتي الاسلام فيقول يا ربي انت السلام وانا الاسلام. فيقول انك على خير بك اليوم اخذ وبك اعطي. قال الله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه. الحديث رواه رواه الامام احمد في مسنده في مسند ابي هريرة واعواه عباد ابن بشر عن الحسن عن ابي هريرة رضي الله عنه. وفيه ان الحسن قال حدثنا ابو هريرة وكنا اذ ذاك بالمدينة. وساق الحديث والكلام في اسناده في مقامين. المقام الاول وعن عباد ابن بشر هذا. وعباد هذا من الائمة من وثقه ومنهم من ضعفه فمنهم من قال هو صدوق عنده اوهام وله اغاليظ. وعدوا هذا من اغاليظه لانه قال عن الحسن هذا ما حدثنا به ابو هريرة وكنا اذ ذاك بالمدينة. والعمدة في باب سماع الحسن من ابي هريرة انه لم يسمع من الحسن شيئا. هكذا قال قاله بعض اهل العلم وعباد وثقه جماعة منهم عبد الله ابن الامام احمد بعد ان ساق هذا الحديث قال قال ابو عبدالرحمن يعني عبد الله الامام احمد عباد ثقة. والحسن لم يسمع من ابي هريرة. فالصحيح في عباد ان حسن الحديث وانه ليس لضعيف يرد حديثه ولهذا قال الحافظ بن حجر تقريب صدوق له اوهام وذلك توازن بين اقوال العلماء لكنه في تهذيب التهذيب رحمه الله تبعا عصمه وهو تهريب الكمال لابي الحجاج يوسف المزي. لم يذكر توثيق عبد الله بن الامام احمد له وهو وموجود في المسند فيلحق بذلك الموضع. فالمعتمد انه حسن الحديث. وان كان روى بعض الاحاديث التي استنكر عليه فهذا ليس بغريب فان الثقات قد يهمونه فكيف بمن هو دونه. المقام الثاني الكلام عن الاسناد في سماع الحسن عن ابي هريرة. والحسن اكثر اهل العلم على انه لم يسمع من ابي هريرة. وقال اخرون بل منه حديثا او حديثين او نحو ذلك. وكان العلماء يوهمون الرواة الذين يقولون عن الحسن انه قال حدثنا ابو هريرة وكان بعضهم يقول ان الحسن قد يقول حدثنا او اخبرنا ويهني به اهل البصرة لكن هذا في غير ابي هريرة. المقصود من هذا ان الصحيح ان الحسن لم يسمع من ابي هريرة. وهذا هو الظاهر الا بما ذكر اهل العلم انه سمع مثل ما ذكر الحاضر في حديث او حديثين مع انه كان معاصرا لابي هريرة سنين طويلة لان الحسن ولد في زمن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وابو هريرة كان في المدينة ولم فرضي الله عنه الا قريبا من سنة ثمان وخمسين بعد ان توفيت عائشة وصلى عليها رضي الله عنهما. المقصود انه عاصره سنين طويلة ولكن المعتمد انه لم يسمع منه لان الحسن كان في البصرة وابو هريرة كان في المدينة وقالوا ان الحسن لم يحج في عمره الا مرتين ولهذا رحلته الى المدينة او الى مكة كانت قليلة. ولهذا نفوا سماعه من ابي هريرة الا ان كان سماعا لحديث بينهم الحديثين على القول ثبوت سماعه بتلك او لدينك الحديثين المسألة الثانية في شرح هذا الحديث قوله عليه الصلاة والسلام تجيء الاعمال يوم القيامة. المعتمد عند اهل عند اهل السنة ان هذا يؤخذ على ظاهره فالاعمال تجيء مجسمة. فيجعل الله جل وعلا للاعمال وهي اعراض ليست باجسام يجعل لها اجساما. وهذا معروف وهذا معروف في غير ما موضع. في ان الاعمال يطلبها الله جل وعلا الى اجسام لاظهار علم الله جل وعلا او لاظهار الوزن او نحو ذلك. فمثلا في الوزن في الوزن توزن الاعمال ان توزن الاعمال وتوزن الصحائف ايضا ويوزن ابن ادم ايضا. الثلاثة توزن فالاعمال يقلبها الله جل وعلا او يجعلها في اجسام وهذه الاجسام تتكلم. فاذا المعتمد عندنا ان هذا على ظاهره. ما يؤول بل هو على ظاهره تجيء الاعمال يوم القيامة يعني يجعل الله جل وعلا تلك الاعمال اجساما. بل ثم فصل عليه الصلاة والسلام. والمقصود بالاعمال اعمال الايمان الاعمال الصالحة اعمال الايمان مثل الصلاة والزكاة الصدقة والصيام والحج والجهاد وقراءة القرآن طلب العلم والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ونحو ذلك. بدأ بدأ بالصلاة فتكلم في الصلاة. وتجيء الصلاة فتقوم تتكلم الصلاة؟ لعل هذا من باب الشفاعة لان الصلاة تريد ان تشفع لصاحبها. فمن كان مختصا بالصلاة فان الصلاة له لانه صار بينه وبينها من المحبة ما جعلها تشفع لحبيبها. وهذا كذلك في غيرها من الاعمال ولهذا ابواب الجنة ابواب الجنة يدخلها هي لها اسماء ويدخلها من ناسب عمله من ناسب عمله اسم ذلك الباب. فهناك باب الصلاة هناك باب الصيام باب الريان وهناك باب الصدقات. فمن كان مختصا في النوافل بشيء من ذلك له مزيد صلاة نواف صلاة ليل فانه يدخل في هذا. وهنا قوله تجيء الصلاة فتقول المقصود صلاة الفريضة والنافلة جميعا. يعني لصاحبها لعل هذا هو الاظهر انه مقام شفاعة او ان يكون اظهار الصلاة باسم صاحبها وصاحبها يظهر او ان يكون المراد انه جنس الصلاة. جنس الصلاة تأتي. يعني العمل من دون اضافة الى صاحبه. فتجيء الصلاة يعني يجعل والله جل وعلا الصلاة جسما فتجيء فتتكلم. فيقول جل وعلا انك على خير. في هذا صرف لها عن الجواب انك على خير ولم يعطها جوابا على ما سألته. ثم تأتي الصدقة ثم تبيع الصدقة تقول يا انا الصدقة تعريفا بحالها والصدقة المراد بها هنا الصدقة المفروظة يعني الزكاة والنافلة لان اسم الصدقة يشمل الاثنين يشمل الصدقة الواجبة والصدقة المستحبة. والله جل وعلا قال انما الصدقات للفقراء والمساكين. والصدقات في هذه الاية المراد منها الزكاة باجماع اهل العلم. لان هذه الاية ذكر فيها مصارف الزكاة وكذلك قال جل وعلا في اخر سورة البقرة ان تبدوا الصدقات فنعما هي. وان تخوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم وهذا قد يشمل الصدقة الواجبة والمستحبة. وقد يكون للمستحبة كما عليه كثير من اهل العلم. المقصود ان هنا بالصدقة النافلة والفريضة. فيقول الله جل وعلا لها انك على خير. وهذا ايضا صرف لها عن اجابة في السؤال لها يعني كأنها تريد الصلاة والصدقة وغيرها تريد ان تكون هي المقدمة في الوزن. يعني ان تكون هي المقدمة فيما يتميز به الناس. يتميز به المكلفون. ثم يأتي الصيام. وترتيبها قولوا يا ربي انا الصيام فيقول وانك على خير ثم تجد اعمال كل عمليات يأتي الحج بعد ذلك يأتي الجهاد يأتي الامر بالمعروف والنهي عن المنكر يأتي طلب العلم فيقول تلك المقالة فيرد عليه بذلك الرد حتى يأتي الاسلام والاسلام احسن السؤال واحسن التعريف فقال يا ربي انت السلام وانا الاسلام. وهذا فيه البيت لي السائل للرب جل وعلا ان يسأله بما يناسب مطلوبه متوسلا اليه بما يناسب مطلوبه من الاسماء الحسنى فهنا قال يا ربي انت السلام وانا الاسلام وكذلك ينبغي للشاعر ان يسأل باسماء الله جل وعلا التي تناسب مطلوبه فمثلا اذا كان محتاجا للرحمة اذا كان يسأل الرحمة كلنا محتاج للرحمة قال يا رحمن يا رحيم يا من رحمته وسعت كل شيء ارحمني برحمتك او كان يريد العفو فيسأل الله جل وعلا بالعفو او كان يريد الظهور على عدوه يسأل الله جل وعلا بما يناسب ذلك من اسماء الجلال والعزة والقهر والجبروت ونحو ذلك وهذا هو معنى قول الله تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها ما معنى ادعوه بها؟ اي اسألوه بها اجعلوها في مسائلكم اجعلوها في دعائكم وهذا مما يفتح ابواب اجابة الدعاء مما يفتح ابواب اجابة الدعاء ان تتوسل الى الله جل وعلا وان تتملق بين يديه وان تثني عليه الحسنى بما يناسب مقصودك ولهذا كان عليه الصلاة والسلام في دعواته يعتني بهذا كثيرا بل كل دعواته فيها هذا المعنى بل ان تعقيب الايات وختمها في القرآن روعي فيه هذا المعنى ومن ذلك ما هو مسحور في قول الله تعالى والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما رضاء بما كسب نكالا من الله والله عزيز حكيم فها هنا يناسب الحكم العزة والحكمة. ولهذا كان اعرابي سمع قارئا يقرأ هذه الاية وختمها بقوله وهو الغفور الرحيم القارئ. فقال الاعرابي لا يكون اخ قال الاعرابي لا يكون هذا من فطره. فردها القارئ قال وهو العزيز الحكيم. قال الان عذب حكم وهذا مما ينبغي لطلبة العلم ان يعتنوا به جدا بفهم القرآن في ختام الايات بالاسماء الحسنى والصفات العلى وعلاقة ذلك الختم بما في الاية من حكم او خبر او امر او نهي او ترغيب او ترهيب او نحو ذلك كذلك في الدعاء ينبغي لنا ان نعتني بهذا جدا بل ان من اسباب اجابة الدعاء والاسباب العظيمة ان يوفق العبد بان يسأل الله جل وعلا بما يناسب دعاءه من الاسماء الفتنة فيتوسل اليه باسمائه. ولهذا كان عمر رضي الله عنه يقول اني لا احمل هم الاجابة يقول عمر رضي الله عنه اني لا احمل هم الاجابة. ولكن احمل هم الدعاء فاذا وفقت للدعاء وفقت للاجابة ومن هذا قوله عليه الصلاة والسلام في حديث الشفاعة الطويل انه حين قال فاتي العرش فاسجد فاحمد الله جل وعلا بمحامد يفتحها علي لا احسنها الان ولهذا ترى من العجب ان العبد يسأل الله جل وعلا وهو لم يستحضر ما يقول يرفع يديه يسأل الرب تبارك وتعالى يسأل من بيده ملكوت كل شيء وهو لم يعد السؤال ولو قابل عظيما من الناس لاعد الكلام واحسنا الاختيار. والله جل وعلا احق بذلك وعده فينبغي للعبد ان يكون في هذا الامر على علم وعلى بصيرة. الا يكون كالعوام يرفع يديه. وربما سأل اسئلة ليست لائقة بمكانته لائقة بما ينبغي منه من معرفته بالله جل وعلا وبما له من الاسماء الحسنى والصفات العلى بل ينبغي ان يستحضر السؤال. واذا كان العبد لا يستطيع مثل ذلك فان عليه سواء استطاع او لم يستطع فان عليه ان يلتزم بالوارد ان يلتزم بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من الادعية لانها مجامع الدعاء ولهذا تجد ان الدعاء في قوله في قول الصحابي حينما رفع رأسه من الركوع وقال النبي صلى الله عليه وسلم سمع الله لمن حمده رفعه والصحابي رأسه من الركوع قال اللهم ربنا لك الحمد قال ربنا اللهم ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه وهذه لم يسمعها من النبي صلى الله عليه وسلم وانما ثنى على الله جل وعلا بما وفق اليه. فلما ختم النبي صلى الله عليه وسلم قال ايكم الذي قال تلك الكلمة فقال الرجل انا. قال لقد رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها ايهم يرفعها وهذا مما ينبغي لطلاب العلم ان يعتنوا به. فان سؤال الله جل وعلا ليس بالمقام السهيل. دعاء الله جل وعلا ليس بمقام السهل ترفع يديك وتسأله جل وعلا فلابد ان تكون في الفاظك وفي دعائك مفترضا متبينا ما تدعو به وحبذا لو كان تحضير لهذه الاسئلة وان تكون انت تطلب من الله جل وعلا في مجامع الدعاء. وما ورد وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه الغنية قل الغني. نرجع الى هذا الحديث فقول الاسلام يا ربي انت السلام وانا الاسلام لاجل المناسبة الاستباقية ما بينهما. فالاسلام من والسلم والسلام كذلك فبينهما مناسبة والسلام من اسماء الله جل وعلا وفيه السلامة والاسلام يريد ان يكون هو الذي به يسلم الناس الذي ينفع الناس الذين اتوا به وهناك مناسبة للمطلوب وهو ان من اتى بالاسلام كلمة من العذاب سلم من الاخذ واسم الله جل وعلا السلام. فقال الله جل وعلا له انك على خير بك اخذ او قال كما في رواية بك اليوم اخذ وبك اعطي هذا الواد هذه الكلمة الله جل وعلا. بك اليوم الاخر وبك اعطي اخذ من الاخذ والمؤاخذة واعطي من العطاء الاول من مثل قول الله تعالى وكذلك اخذ ربك اذا اخذ القرى وهي ظالمة ان اخذه اليم شديد والثاني وبك اعطي من مثل قوله تعالى نعيم اهل الجنة عطاء غير مجذور. فقوله بك اليوم اخذ يعني اؤاخذ وبك اعطي يعني انعم واكرم وافيض من الخيرات ونقول ذلك. وهذا يدل على ان اعظم الامر هو هو الاسلام اعظم ما يأتي به العبد هو الاسلام. فالصلاة اخرت والصدقة اخرت مع انها خير مع ان الصلاة خير والصيام اخر. والاعمال اخرت فاتى الاسلام شفيعا لاصحابه. اتى الاسلام منجيا لاهله ولهذا من عفى بالاسلام الصحيح مات موحدا فانه لن يخلد في النار. ولو كان معه من العمل السيء ما معه من اتى بالاسلام. الصحيح استسلم لله وان قال بترك الشرك التزام بالتوحيد والعقيدة الصحيحة فانه موعود بالنجاة من النار. وهؤلاء هم اهل اهل التوحيد او الموحدون من هذه الامة ومعنى ذلك ان من اتى بالصلاة والصدقة والصيام سواء كانت تلك الاعمال فرضا او كانت نفلا مهما بالغ في ذلك واتى بالاعمال الاخرى من الجهاد ومن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. ومن طلب العلم او تعليم العلم. ولم يأتي بالاسلام صحيح فانه لن يقبل منه فلا يغتر اذا للعبد بكثرة صلاة فرد من الناس وهو غير موحد لم يأت بالاسلام لان الله جل وعلا قال بك اليوم اخذ وبك اعطي. فمن لم يأتي بالاسلام الصحيح فان اعماله تكون هباء ونرى اليوم اناسا جباههم فيها اثر كثرة السجود وربما كانت صدقاتهم كثيرة. وربما كان صيامهم كثيرا وربما كان جهادهم كبيرا ولكنه اذا لم يقترب بالتوحيد فان تلك الاعمال لا تنفع صاحبها مهما بلغت. الا ترى ان المنافقين كانوا يأتون بالصلاة وبالصدقات المفروضة ويصومون مع الناس ويجاهدون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. لم لكن لما كانوا لم يأتوا بالاسلام فانهم لم ينفعهم ذلك ولا ترى الى الخوارج الذين خرجوا في وقت علي رضي الله عنه قال فيهم عليه الصلاة والسلام واصفا لحالهم يحقر احدكم يعني الصحابة صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم. يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية اينما لقيتموهم فاقتلوهم. فان في قتلهم لمن قتلهم اجرا. وهذا يعني ان اعظم الامر ورأس الامر هو الاسلام هو تحقيق التوحيد تحقيق الاسلام الذي مر معنا في باب تفكير الاسلام وهذا من اتى به فانه على خير واما من تخلى عنه وتساهل فيه فانه ولو اتى بصلاة عظيمة او بزكاة او بصيام او بجهاد او بامر بمعروف ونهي عن منكر او بدعوة فان الى الاسلام الذي يعتقده فانه لن ينفعه عند الله جل وعلا الا اذا اتى بالاسلام الصحيح. من خلط كان مسلما لكن خلط باسلامه شيء. من الباطل اما من الشركيات التي لا تخرج من الملة او بانواع المحرمات او نحو ذلك فهذا من اهل الوعيد تنفعه صلاته لان اسلامه ثبت له لان الاسلام ثبت له فانه ينفع بقية عمله. فاول ما ينظر الله جل وعلا فيه هو الاسلام. والصلاة اول ما ينظر الله جل وعلا في الاعمال هي الصلاة. فبعد الاسلام يأتي تأتي الصلاة كما جاء في هذا الحديث ثم الصدقة ثم الصيام ثم غير ذلك ثم غير ذلك من الاعمال. وهذا يدل دلالة واضحة على عظم شأن الاسلام. وانه يجب على طلاب العلم ويجب على اهل الخير واهل الدعوة ان يجعلوا همهم تعريف الناس لهم. وتعريف الناس التوحيد. هذا الامر الذي به نجاتهم يوم القيامة. به نجاتهم في قبورهم به نجاتهم يوم لقاء الله جل وعلا. وانهم لا يحابون احدا في هذا الامر ومن كان مشركا او متساهلا في تحقيق الاخلاص لتحقيق الشهادتين فلا حرمة له. ولو كانت جبهته فيها من اثر السجود بما فيها لان الصلاة متأخرة عن الاسلام. كما قال الله جل وعلا هنا بك اليوم اخذ وبك اعطي هذا المعنى الذي دل عليه هذا الحديث هو كالتفسير للاية وما دل عليه دلت عليه نصوصا كثيرة فان رأس الامر ولهذا يعجب المرء من الذين يتهاونون في تعريف الناس الاعتقاد الصحيح. ووزن الناس في الاعتقاد الصحيح لان هذا الامر هو الذي به يزن الله جل وعلا الناس يوم القيامة فكيف لا نزن به الناس في هذه الدنيا؟ الاعتقاد وترك الشرك والدعوة الى التوحيد هو رأس الامر كله. والعجب ان ان من الناس من يتخلف عن هذا الامر بانواع من وهذا ليس بعذر. كل ما يريدونه ليس بعذر. لان اذا علمنا ان الناس مجديون بتوحيدهم. وان التوحيد والاسلام تحقيق ذلك انه هو رأس الامر فان معنى ذلك ان الدعوة اليه وتعريف الناس به ان هذا من اهم الفرائض. فمن صحت عقيدته غفر له غفرت له كثيرا من ذنوبه بثمرة توحيده ومتى قويت العقيدة فانه يرجى له الا يعذب بما فعل من الكبائر اذا مات مصرا عليها. ولهذا كما مر معنا في اول باب ان ابا الدرداء قال يا حبذا نوم الاكياس وافطارهم كيف يخدمون ظهر الحمقى وصومه لا شك هذا الامر لا يستوي فانه اذا صحت العقيدة بارك الله جل وعلا في الاعمال الباقية ثم ذكر الحديث الثاني حديث عائشة وقد مر معنا تفصيل الكلام عليه وهو قوله عليه الصلاة والسلام من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد وقال في اوله وفي الصحيح ويعني بقوله وفي الصحيح اي صحيح مسلم رحمه الله لان هذا اللفظ او رواه مسلم في صحيحه رواه البخاري معلقا بصيغة الجدل. فهو من رواية البخاري تعليقا مجزوما به. ومن رواية مسلم في صحيحه وبينا معنى من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو فهو رد. وهذا الحديث القسم الثاني من التفسير لقوله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يبتلى منه يعني من اتى بغير ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من الهدى فانه لن يقبلن اتى بعبادات عظيمة مبتدعة فانه لن يقبل منه اتى باذكار كثيرة مبتدعة فانها لن تقبل منه. اتى بي احتفالات كثيرة يظن انها تقرب الى الله جل وعلا فهذه لا تقبل منه. لما قلنا ذلك؟ لان النبي صلى الله عليه وسلم قال من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو فهو رد. فاذا كان النبي فاذا كان العمل كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته فهو مقبول ان شاء الله مع توكل باقي السرور. اما اذا كان ليس عليه امر النبي صلى الله عليه وسلم فهو فمن الناس من يأتي باعمال عظيمة مثل الجبال. لكن ليس عليها امر النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا فيه الحج على معرفة السنة على معرفة ما كان عليه. رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته من الهدى والدين. لان بذلك يجعل اعماله على وفق ما اتى به الشرع. والشرع لم يأتي ليتعبد الناس على اهوائهم. الله جل وعلا ما ارسل الرسول ولا الرسل عليهم صلوات الله وسلامه ليتعبد الناس باهوائهم انما اتوا بشرع. يجب على الناس ان يتبعوك. لان امور الدين لا تدرك بالعقول انما هو الاتباع من يطع الرسول فقد اطاع الله ومن تولى فما ارسلناك عليهم حفيظا اسأل الله الكريم ان ينفعني واياكم وان يجعلنا من الدعاة الى دينه القويم ومن الامرين بالمعروف والناهين عن المنكر في امرنا كله وان يجعل خاتمتنا يوم نلقاه خاتمة الموحدين المسلمين الذين اتوه بتحقيق التوحيد نسأله ان يعفو عنا جللنا ومعاصينا وكل ذلك عندنا وصلى الله وسلم على نبينا محمد لقد جئتكم بها بيضاء نقية فلو كان موسى حيا واتبعتموه وتركتموني ظللتم وفي رواية لو كان موسى حيا ما وسعه الاختباعي. قال عمر رضي الله عنه قضيت رضيت ربنا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله حق حمده واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وعلى اله يوفق به ومن اهتدى بهداه الى يوم الدين. اما بعد نسأل الله جل وعلا لنا جميعا علما نافعا وعملا صالحا وقلوبا خالصة ومخلصة له واعمالا متقبلة وخاتمة حسنة هذا الباب هو باب الاستغناء. بكتاب الله جل وعلا او بالقرآن عن كل ما سواه وساق فيه الامام رحمه الله تعالى اية وحديث يعني بهذه الترجمة ان الكتاب انزله الله جل وعلا يعني القرآن انزله الله جل وعلا حجة باقية على خلقه ينهلون منه يستفيدون منه علومهم فكل شيء ينفعهم فهو فيه كل شيء ينفعهم في دنياهم لاخرتهم ولميعادهم فانه موجود في كتاب الله واذا كان الامر كذلك فان المؤمن يستغني بكتاب الله عن كل ما سواه لانه اذا كان الكتاب اي القرآن كاملا لا نقص فيه بوجه من الوجوه كل ما يحتاج اليه العباد في امر دينهم وامر اخرتهم فهو فيه. فانه يستغنى به عن غيره فلا يلتفت الى غيره ولا يبحث في غيره ولا ينظر في غيره سواء كان ذلك الغيب منه الكتب المنزلة من عند الله كالثورات والانجيل. او كان ما هو من صنع البشر من الكتب التي صنعها البشر والفها البشر وهذا على التفصيل الذي سيأتي في اثناء الشرط فالمراد بهذه الترجمة ظاهر. وهو ان المؤمنين ان المسلمين يستغنون بكتاب الله عن كل ما سواه. فكل شيء جاء في كتاب الله فهو الحق والهدى. والكتاب ليس فيه نقص فكل ما ينفع العبد في دنياه وفي اخرته فانه منبه فيه اما على وجه التفصيل او على وجه التأصيل في هذا الذي قال الله جل وعلا فيه ما فرطنا في الكتاب من شيء ساق رحمه الله تعالى اية سورة النحل فقال وقول الله تعالى ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء. وهذه الاية فيها بيان ان القرآن فيه بيان كل شيء وان كل شيء موجود في هذا القرآن وهي مثل اية سورة الانعام وهي قوله تعالى ما فرطنا في الكتاب من شيء الا ان اية سورة الانعام فيها خلاف في تفسيرها هل الكتاب المذكور فيها هو القرآن ام هو اللوح المحفوظ على قولين لاهل التفسير منهم من يقول ما فرطنا في الكتاب من شيء يعني في اللوح المحفوظ وكل شيء حادث او سيحدث او حدثت فانه في اللوح المحفوظ مسطر ومكتوب. واما هذه الاية فالمراد بالكتاب فيها القرآن بان الله جل وعلا وصفه بانه منزل فقال ونزلنا عليك الكتاب والصحيح في اية سورة الانعام ان المراد بها ايضا القرآن لانها مثل هذه مثل هذه الاية وقوله هنا ونزلنا عليك الكتاب نزلنا كثيرا ما تقترن بالقرآن بهذا اللفظ نزل فعل بخلاف الكتب التي انزلها الله جل وعلا من قبل فانها في القرآن يأتي وصفها بالتنزل بلفظ انزل وانزلنا وفي ذلك فائدة وهو ان تلك الكتب انزلت اليمنى واحدة واما القرآن فانزل نجوما مفرقا على ثلاث وعشرين سنة تكلم الله جل وعلا به ويسمع جبريل كلام الله تبارك وتعالى فيبلغه محمدا عليه الصلاة والسلام بحسب الوقائع والاحوال بحسب ما يحتاج اليه العباد كما قال جل وعلا فلا اقسم بمواقع النجوم وانه لقسم لو تعلمون عظيم انه لقرآنه الكريم في كتاب مكنون. ومن مثل قوله تعالى وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونحو ذلك من الايات عليك ونزلنا عليك الكتاب هذه الاية وامثالها يستدل بها اهل السنة على علو الله تبارك وتعالى وهذا ليس مقصودا للمؤلف انما المقصود ما سيأتي بعد ذلك من قوله تبيانا لكل شيء. وتبيانا تسعان وهو مصدر ومعنى التبيان البيان ومعنى الاية ونزلنا عليك الكتاب يعني القرآن بيانا لكل شيء. فتبيان ستوب تبيانا لكل شيء. وقد اعربت ان على انها مفعول لاجله. لكن الاظهر انها مصدر ثم في قوله تبيانا لكل شيء وهو المقصود هذا العموم بقوله كل شيء هل هو عام في كل الاشياء ام هو عام فيما يناسبه من المعلوم انه متقرب في الاصول ان كل من الفاظ العموم لكنها من الفاظ العموم الظاهر ليس من ليست من الفاظ الهموم النصي بمعنى ذلك انه قد يخرج عن عمومها ما لا يناسب المقام او يخرج من عمومها اشياء لا يقتضيها المقام. وهذا وهذا له نظائف ولهذا فسر مجاهد ابن جبر ابو الحجاج المكي المعروف تلميذ ابن عباس رضي الله عنه فسر هذه الاية بقوله يعني الحلال والحرام تبيانا لكل شيء يعني تبيانا لكل حلال وتبيانا لكل لكل حرام. فهل حلال موجود في كتاب الله؟ والحرام موجود في كتاب الله وفسرها ابن جريج تابعي المعروف بهذا ايضا وروي عن ابن مسعود انه فسرها بقوله كل علم في كتاب الله ولكن في اسناده رجل لم يسمى عن رجل عن ابن مسعود وهذا ضعيف وايضا هو لا يناسب ولهذا ولهذا ابن جرير هو غيره من ائمة المفسرين فسروا الاية بانها تبيانا لكل شيء العباد في امر دينهم فتفسير مجاهد وتفسير ابن جريد في الحلال والحرام هذا من التفسير بالمفرد الذي يحتاج اليه الناس يعني ليس تفسيرا فيه قصر للاية على هذا ولكنه تفسير فيه ذكر بعض افراد ما يشمل ما يشمله المعنى. ولهذا تفسير ابن جرير رحمه الله وغيره هذا هو الاظهر وهو الصحيح من ان قوله تعالى تبيانا لكل شيء يعني بيانا لكل شيء يحتاجه يحتاجه العباد في دينهم واذا تبين ذلك فان فصول العلوم النافعة ثلاثة. العلم بما يستحقه الله جل وعلا وما يتصف به ما يستحقه جل على من توحيده في ربوبيته وتوحيده في في عبادته يعني في الوهيته جل وعلا وما له من الصفات وهو توحيد الاسمى والصفات هذا نوع من انواع العلوم وهو في كتاب الله جل وعلا. والنوع الثاني من انواع العلوم التي يحتاج اليها العباد في دينهم واخرتهم اتم ما الحاجة علم الحلال والحرام علم الفقه ما ابيح لهم ان يفعلوه او ما امروا به اما فرظا او استحبابا او ما حرم عليهم. وهذا هو المسمى بعلم الفقه يعني علم الحلال والحرام وهذا هو الذي فسر الاية به مجاهد بن جبر رحمه الله تعالى هذا من اصول العلوم. النافعة الثالث و العلم بما يكون العباد عليه. بعد مماتهم الى اخر او الى الامال التي لا تنقضي يعني من بعد مماتهم الى ان يكون اهل الجنة في الجنة والى ان يكون اهل النار ان وهذا هو المسمى بعلم اليوم الاخر او علم المعاد وهذه العلوم الثلاثة هي اصول العلوم النافعة التي تحيي القلب وتجعل القلب قلبا يقظا حيا عالما بربه عالما بمراد ربه منه عالما بمصيره والى اين سيكون والى اي حال والى اي حال سيكون عليها فلهذا جاء في الحديث ان سورة الاخلاص قل هو الله احد تعدل ثلث القرآن وذلك لان العلوم النافعة ثلاثة هي التي ذكرت علم التوحيد وعلم الفقه في الحلال والحرام وعلم المعاد وهذه العلوم النافعة كلها في القرآن على اتم بيان وعلى اتم تفصيل وعلم التوحيد هو ثلث تلك العلوم وسورة الاخلاص كلها في التوحيد. ولهذا قال عليه الصلاة والسلام ان سورة الاخلاص تعدل ثلث القرآن. لان ثلث القرآن في التوحيد يعني من حيث الدلالة لا من حيث العدد اي التنوع العلم لا من حيث عدد الايات وهذه السورة في توحيد الله جل وعلا وبتقسيم اخر فان الله جل وعلا له امر وله خبر وقد امر عباده بما ينفعهم واخبرهم بما ينفعهم. وهذان القسمان في كتاب الله فكتاب الله جل وعلا منقسم الى هذين القسمين اوامر واخبار الاوامر فيها الحلال والحرام والاخبار فيها التوحيد وفيها قصص الموحدين من المرسلين واتباع وقصص المعرضين عن التوحيد من المشركين ومن شابههم وفيه امر المعاد. وما يحصل بعد الممات الى دخول اهل الجنة الجنة واهل النار ان وهذا احد نوعي الخبر الذي للعباد للعباد به حاجة ايما حاجة ولهذا قال تعالى ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء فاذا كل علم يحتاجه العباد في صلاح قلوبهم وصلاح اعمالهم وصلاح دنياهم لاخرتهم وما يكونون عليه في اخرتهم فهو في القرآن فان احتاجت معرفة حق الله جل وعلا فهو في القرآن لنحتاج الى معرفة صفة الله جل وعلا وصفاته ومعرفة اسمائه جل وعلا فهي في القرآن على اتم بيان وان احتاجوا الى معرفة الفقه الحلال والحرام فهو في القرآن وان يحتاجوا الى معرفة مصيرهم واحوال اليوم الاخر فهو في القرآن. الله جل وعلا قد اكمل لنا الدين واتم علينا النعمة اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي. واكبر النعمة واكبر الفضل في هذا القرآن كما قال جل وعلا قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون. وقد روى ابن ابي حاتم بسنده عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه فسر هذه الاية بقوله فضل الله ورحمته القرآن. والله جل وعلا اتم علينا النعمة والفضل والرحمة في هذا القرآن فكل هدى وكل شفاء وكل خير وكل علم ينفع العباد في دينهم وفي اخرتهم فهو في هذا الكتاب قال المؤلف باب الاستغناء بكتاب الله او بالقرآن او بالكتاب عن كل ما سواه لانه فيه الهدى كله لان الهدى انه فيه ولان الخير كله فيه ولان اصول ما ينفع العبد وتفاصيل ما ينفع العبد في هذا القرآن. السنة كلها باجمعين وبتفاصيلها هي في اية واحدة من كتاب الله جل وعلا. وهي في قوله تعالى وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا وفي قوله من يطع الرسول فقد اطاع الله. فسنة كلها في هذا في هذه الاية اية الحشر وما اتاكم الرسول فخذوه يعني سواء كان انا اتاخر بالاخبار التي يجب عليكم تصنيفها او بالاوامر والنواهي التي يجب عليكم الالتزام بها ويجب عليكم ان تأخذوا ذلك. وماذا نهاكم عنه من الافعال فانتهوا. فما اتانا من الاخبار والاوامر نأخذه وما نهانا عنه فاننا ننتهي وسنة كلها في هذا. ولهذا قصة ابن مسعود رضي الله عنه انه حينما ذكر ان الله جل وعلا لعن في كتابه الواشمة والمسوشمة والنامصة والمتنمصة يأتي المغيرات خلق الله. قالت له امرأة يا ابن مسعود لقد قرأت ما بين الدفتين فلم اجد هذا في كتاب الله. قال لان كنت اقرأ فيه فقد وجديه. الم تقرأي قول الله تعالى وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا. قالت بلى. قال فان النبي صلى الله عليه وسلم قد لعن من فعل ذلك. وكذلك الشافعي رحمه الله تعالى قد تدل بذلك. وقال انما يجب علينا ان نتبع كتاب الله وفيه تفاصيل كل شيء من ما ينفع الناس في دينهم فسأله رجل قال يا محمد بن ادريس اين في كتاب الله محرم يكفل ذنبورا. قال بسم الله الرحمن الرحيم. قال الله تعالى وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه ان تنتهوا. حدثنا سفيان عن عبد ملك بن عمير وساق بسنده الى حذيفة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اقتدوا باللذين من بعد ابي بكر وعمر ثم ذكر اسنادا اخر قال حدثنا سفيان عن الى عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ان عمر سئل عن المحرم يقتل زنبورا؟ فقال نعم. وهذا دلال صحيح من الشافعي وقد تبع فيه الصحابة رضوان الله عليهم. فكل امر ينفع العباد في دينهم في التوحيد او في الفقه الحلال والحرام او في امر المعاد فانه في الله جل وعلا وتفاصيل ذلك تفاصيل تفاصيل كتاب الله وما في كتاب الله وتفاسير ذلك هي بيان لما في كتاب الله. وقد قال الله جل وعلا وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل وانزلنا عليك وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليك في سورة النحل ايضا فالذكر الذي هو القرآن الذي هو السنة وهي الحكمة هي كالتفصيل بل هي فصيل وبيان لما اجمل في كتاب الله ولهذا في قول الشيخ رحمه الله هنا باب الاستغناء بكتاب الله او بالقرآن عن غيره فان هذا اصل عظيم. وعلوم الاسلام النافعة التي هي تفصيل تلك العلوم الثلاثة العلم بتوحيد الله العلم بالفقه العلم بالمعاد هي تفصيل لهذه العلوم التي جاءت في كتاب الله جل وعلا وهذا هو المعنى صحيح لهذه الاية وقد ذكر بعض المشايخ بعض العلماء ان هذه الاية فيها فيها ان كل علم موجود في كتاب الله. وقد قال السيوطي في كتابه البين على هذه الاية وذكر ان كل العلوم مستخرجة من كتاب الله ونقل نقلا طويلا عن عن بعض العلماء في بيان لهذا الامر ولكن هذا ليس بمعتمد فانه لا يخلو من تكلف بل انه نقل ان العلوم المبتدعة مثل التصوف ونحوه انها مشتقاة كتاب الله وانها مستفادة من كتاب الله جل وعلا. فالعلوم النافعة حتى تحط وحتى تنجيم والفلك جعلوها مستفادة من كتاب الله جل وعلا فالجبر والهندسة والطب ونحو ذلك جعلوها مستفادة من كتاب الله جل وعلا ولا شك ان في كتاب الله جل وعلا بيانا باصول كثير من العلوم وصول كثير من العلوم مثل مثلا ما يذكره بعض علماء المسلمين في ان القرآن هو اول من نبه الى الجبر وعمل المعادلات وحل مجاهيل في سورة النساء بقوله تعالى مما ترك. ونحو ذلك من انواع العلوم الاخرى. مثل الهندسة قالوا لقوله تعالى في سورة المرسلات انطلقوا والى ظل ذي ثلاث شعب لا ظليل هذا فيه بيان ان المثلث لا ظل له لكن هذه كلها لكن هذه كلها تكلفات والقرآن ان كان فيه شيء من ذلك او هو فيه شيء من ذلك لكن لا يسوق ان نجعل القرآن كتابا اتى لبيان الفلكيات او لبيان الطبيات او لبيان احوال الهندسة او الجبر او نحو ذلك وهذا لا بد من التنبه عليه لان بعض المفكرين في هذا العصر ارادوا امرها في القرآن ولا في سنة النبي صلى الله عليه وسلم. وكذلك التأصيل سواء في اصول الدين او في اصول الفقه. فانه ما كان في كتاب الله فهو مقبول وما لم يكن في كتاب الله فهو مردود على اهله. السنة موجودة في القرآن كما اوضحت لكم الاجماع موجود في القرآن لان الله تعالى يقول ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيره. استدل بها الشافعي وغيره من ائمة الاسلام على ان القرآن فيه دليل الاجماع. كذلك ما جاء في السنة من الادلة على اتباع الخلفاء الاربعة فانها في القرآن لان النبي صلى الله عليه وسلم طاعته لان طاعة النبي صلى الله عليه وسلم واجبة وفرض بما جاء في القرآن. اذا فالعلوم المتفرعة عن الكتاب والسنة وفهم معانيها والتأمل فيها هذه علوم نافعة. فالعلوم المحدثة العلوم المحدثة مثل التصوف و الفلسفة بمعناها الواسع وقانون الفلسفة الذي هو المنطق وما ابتدأ من الكلام في اصول الدين هذي كلها علوم غير نافعة علوم غير نافعة ومن ظن انها نافعة فان ضررها اكبر من نفعها. وقد افتى العلماء بحرمة الاشتغال بها وذلك لان انها لا تنفع في بيان القرآن. والله جل وعلا جعل الكتاب تبيانا لكل شيء يعني بيانا لكل شيء. وهل هذه القرآن هل امر الله بها؟ لا ولكنها محادة للقرآن لان فيها تأصيلات مضادة لما انزل الله جل وعلا في كتابه سيأتي مزيد بيانا لهذا في شرح حديث عمر ان شاء الله تعالى. بعد هذا ساق المؤلف رحمه الله حديث عمر رضي الله عنه وعداه للنساء ولغير النسائي وهذا الحديث رواه جمع من اهل العلم منهم الامام احمد بمكنده من حديث جابر ومن حديث غيره ومنهم الداري وابو يعلى وجماعة كثيرون من اهل العلم رووه وله طرق مختلفة عن جمع من الصحابة. وقد ذكر مطولا واحسن فيه شيخ ناصر الدين الالباني في ارواء الغليظ وحسنه لم يذكر في تخريج رواية النسائي التي ذكرها الشيخ ها هنا فينظر ذلك. هذا الحديث فيه ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى في يد عمر ورقة من التوراة وقد جاء في بعض الروايات سبب هذا وهو ان عمر كان له اخ يهودي من بني قريظة ولا ادري هل اخ يعني من الرضاع وهو الاولى ام يعنى بالاخ؟ معنى اخر وانه استنسخه بعض الاوراق من التوراة واتى بها الى النبي صلى الله عليه وسلم او كما في هذه الرواية رآها النبي صلى الله عليه وسلم في يده فغضب عليه الصلاة والسلام فقال له امتهوفون يا ابن الخطاب ومعنى متهوكون متحيرون. فان التهوك التحير. وفسرها بذلك الحسن البصري الله كما رواها عنه البيهقي في شعب الامام وغيره ايضا. فمعنى متهوكون متحيرون امتهوكون يا ابن الخطاب يعني امتحيرون يا ابن الخطاب لانه اذا كان القرآن فيه شفاء كله وفيه الهدى كله وفيه بيان كل شيء فلم الذهاب الى التوراة النظر فيها ولهذا استدل اهل العلم بهذا الحديث على مسائل منها تحريم النظر في التوراة والانجيل. فلا يجوز لمسلم ان يأخذ نسخة من التوراة او نسخة من الانجيل وينظر فيها. لكن استثنى بعض اهل العلم استثنوا اذا كان ما اذا كان في النظر فيه حاجة للجهاد في سبيل الله بهذه الدعوة في هذا البيان فانه يثوغ ذلك لمن يكون داعيا لمن كونوا مجاهدا باللسان وبالحجة فان الاطلاع على ما فيها يقيم الحجة على الاخرين. يعني على اليهود او على النصارى وهذا هو المسألة ان الاصل حرمة النظر فيها الا لمن احتاج ذلك من اهل العلم الذي الذين يدعون الى الله جل وعلا ويريدون الحجة على اليهود وعلى النصارى بما ذكره جل بما ذكره في التوراة. وها هنا مسألة وهي هل النهي هذا لاجل ان الثورات محرفة مبدلة مغيرة ام ان النهي لان شريعة الاسلام ولان القرآن ناسخ لما قبله فلما كان فيه بيان كل شيء فانه لا يحتاج معه الى كتب متقدمة وهذه مسألة بحث اصلها هل التوراة محرفة ام ليست بمحرفة؟ هذا اصل مسألة. والعلماء فيها علماء الاسلام على ثلاثة اقوال منهم من يقول هي محرفة كلها. يعني ان هذه الثورات ليست هي التي انزلها الله جل وعلا واعطاها موسى وقال اخرون انها ليست بمحرفة. ولكن ليست بمحرفة بمعنى التبديل والتغيير. وانما تحريفها بمعنى تأويله بمعنى تأويلها على معاني ليست مراده فمعنى يحرفون الكلمة عن مواضعه عند اصحاب هذا القول يعني يأولونه ويجعلونه على غير تأويله ويستدل اصحاب هذا القول وهم جمع من ائمة السنة والحديث منهم الامام امير المؤمنين في الحديث محمد ابن اسماعيل في صحيحه فانه قال يحركونه بمعنى يؤولونه وليس تحريف الكلم بمعنى ازالتها وتغييرها. والدليل لهم في هذا قصة الرجم المعروفة لما دنا اليهوديان رجل المرأة امر النبي صلى الله عليه وسلم بالرجم قالوا ليس في كتابنا الرجل بالتوراة تتلوها فاتوا بالتوراة ووضع يده على اية الرجل فقال عبدالله بن سلام ان هذه مره فليرفع يده فان اية الرجل تحت يده. يعني في التوراة. فوجدت اية الردم في بالي. وهذا دليل له. القول الثالث في وهو القول الصحيح المعتمد الذي ذهب اليه حيط الاسلام ابن تيمية وابن القيم وجماعات كثيرة من اهل العلم ان التوراة والانجيل منها ما هو محرف تحريف تبديل وتغيير ومنها ما هو محرف تحريف تأويل يعني ان في التوراة الموجودة اليوم وفي الانجيل الموجود اليوم ما هو مما انزل واوتي موسى وعيسى ومنه ما هو زائد فيه. فيكون التحريك هنا بالمعنيين. التحريف الذي قاله الاولون تحريف التبديل والتغيير موجود صحيح. والتحريف الذي الذي قاله اهل الفئة الثانية البخاري وجماعات كثيرة من من اهل الحديث والسنة هذا ايضا موجود. ولهذا قال ابن القيم وغيره قال المسألة العلماء فيها طرفان ووسط جعل من يقول بالتحريف تحريف الكلم بمعنى ازالتها وتبديلها وتغييرها طرف والقول بانه لا يوجد تحريف كلمة وازالة كلمة غير كلمة طرف والصحيح الوسط وهو انه فيه هذا وفيه هذا فيه من كلام الله وفيه من كلام البشر ادخلوه فيه وغيروا حذفوا بعض الايات واعداد خلوا ما ليس فيه واولوا وبدلوا وحرف هذا كله به. وثاق ابن القيم رحمه الله كلاما طويلا في هذا في بيان ما زادوه في التوراة وما غيروه ولهذا عيسى عليه السلام في القرآن انه قال ربنا جل وعلا عنه ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه احمد واذا نظرت الى الاناجيل الموجودة هذه لا تجد فيها هذا مع ان التوراة التوراة الموجودة اليوم فيها البشارة بخروج النبي عليه الصلاة والسلام. ولهذا كان ينتظرون وهي موجودة الى الان يعني في الثورات في النسخة العربية موجود ما يدل على ذلك. في اشياء زادوها وحرفوها وذكر امثلة لكم مثلا واحدا لان المقام ليس هو مقام التفصيل في ذلك مثل ما في التوراة ان الله يأمرك يعني يأمر ابراهيم يا ابراهيم ان الله يأمرك ان تذبح ذكرك ووحيدك اسحاق فكرك ووحيدك اسحاق فقوله هنا بكرك ووحيدك هذه موجودة في التوراة لكنهم زادوا عليها اسحاق ومعلوم ان اسحاق ليس بكرا بابراهيم بل البكر هو هو اسماعيل والذبيح اسماعيل عليه السلام وليس باسحاق. وهم زادوا ذلك وهذا من الزيادة. وربما صار فيهم تحريف بمعنى الحزم. حذفوا من التوراة ما حدث وابقوا ما ابقوا واولوا وزادوا. فهذا موجود. ولهذا لا يسوغ ان يأتي احد اليوم يسب الثورات الموجودة في وقت لا يجوز هذا. كذلك لا يجوز له ان يستهين بها مطلقا. فيستهين بالثورات الموجودة اليوم. لا. لانها فيها ما هو من كلام الله وفيها ما هو محرف وزيادات وتغيير وتبديل. لهذا المقام يحتاج الى الى تصحيح. لهذا والله اعلم حرم اهل العلم النظر فيها لانها تحتوي على اباطيل. ولانه ادخلت فيها قصر. ليست منها وادخل فيها كلام من كلام علماء اهل الكتاب ليست في التوراة. ولذلك اذا رأيت فيها تجد ان فيها اخبار في التوراة اخبار عن موسى. وفي الانجيل عبارة عن عن عيسى كيف كما زعموا كيف صلبوه؟ وكيف حصل القتل عليه؟ كما زعموا يعني على الشبه الذي القي عليه. والمقصود من ان المقام هذا يحتاج منك الى تنبه والى تفصيل. نرجع الى اصل الكلام وهو هل نهي النبي صلى الله عليه وسلم لعمر او تحريم النظر في التوراة والانجيل لاجل انها محرفة او لاجل انها منسوخة والجواب يتضح لك بما سبق تفصيله. من انه لاجل تحريفها ولاجل انها ليست هي الثورات التي قال الله جل وعلا على موسى وايضا لانها منسوخة فالشرع الذي فيها نسخ بالشرع الذي جاء في القرآن. فاذا الصحيح ان النهي لاجل المعنيين جميعا لاجل المعنيين جميعا لاجل انها محرفة ولاجل انها منسوخة. فاجتمع اذا في علة الامران هذا وذاك هنا قال لقد جئتكم بها بيضاء نقية يعني بالشريعة البيضاء النقية والشريعة معناها اعم من كونها الحلال والحرام لانها تطلق باعتبارات جئتكم بها بيضاء نقية ولو كان موسى حيا ما وسعه الا اتباعي او لاتبعني لو كان موسى حيا ما وسعه الا اتباعي لما؟ لان رسالة النبي صلى الله عليه وسلم خاتمة الرسالات وناسخة لجميع الرسالات وهذا عيسى عليه السلام عيسى ابن مريم اذا نزل في اخر الزمان نزل من السماء في دمشق فانه يحكم بالاسلام. ولهذا يلغز بهذا من افضل الصحابة فيقال يعني في الالغاز يقال افضل الصحابة عيسى عليه السلام لانه رأى النبي صلى الله عليه وسلم حيا وامن به حين اسري به عليه الصلاة والسلام وعرج به وهو ينزل ويحكم بشريعة الاسلام ويصلي خلف امام المسلمين ويقول امامكم منكم تكرمة الله تكرمة الله لهذه الامة. هذا عيسى عليه السلام بعد نزوله فانه لا يتبع ما اوحى الله جل وعلا اليه اذ كان مرسلا قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم انما يتبع شريعة محمد عليه الصلاة والسلام. المسألة الاخيرة في هذا الباب وهو لما المؤلف هذا الحديث وهذا هو المسألة العظمى وهي وذلك لاجل التنبيه على ان الثورات اذا كانت من عند الله جل وعلا ومع ذلك نهي عنها عمر رضي الله عنه نهي عن النظر في اوراق من التوراة وذلك للاستغناء بما جاء في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم فلا ان يمنع ما هو ادنى من كلام الله جل وعلا ما ليس من كلام الله جل وعلا من كلام البشر من باب اولى فيمنع النظر في كل ما لم يكن في كتاب الله جل وعلا من الامور الفلسفية والمنطقية والتصوف والبدع ونحو ذلك والتفاسير المضلة التي فيها اشارات الصوفية وفيها تأويل الصفات ونحو ذلك. ولهذا اعتنى امام الدعوة رحمه الله تعالى بهذا اتم العناية. فلا تجد في ناجد بل في الجزيرة في وقته رحمه الله تعالى لا تجد الكتب المضلة المنتشرة بين الناس حتى التفاسير التي فيها تأويلات وفيها خروج عن نهج السلف وليست على ما نعلم من السنة ومن اقوال الصحابة انها تمنع الى وقت قريب تمنع في هذه البلاد فلا تجد في المكتبات لا تجد كتبا في التفسير فيها تأويلات فيها زلل في العقيدة فيها زلل في السلوك من كتب الصوفية ونحوهم. كذلك لا تجد الكتب المضلة من كتب الفلسفة والمنطق ونحو ذلك وذلك صيانة اولا للناس في دينهم. ثانيا انه ما دام ان القرآن نزل تبيانا لكل شيء. والسنة كاملة. واقوال الصحابة وائمة الاسلام قد اوضحت ذلك وبينته. فلما الحاجة اذا الى كتب اخرى ولهذا ما نظر احد في كتب السنة وفي كتب التفسير المعتمدة على السنة وعلى اقوال السلف وما تفر عن ذلك من العلوم الا ازداد يقينا وايمانا باذنه تعالى وما نظر في غيرها من الكتب الا اتته الحيرة التي نبه عليها المصطفى صلى الله عليه وسلم في قوله لعمر او متهوقون يا ابن الخطاب؟ يعني امتحيرون في هذا تنبيه ودلالة على ان النظر في تلك الكتب يورث الحيرة وهذا واضح وقد اثبت ائمة اهل الكلام على انفسهم الحيرة والضلال اثبتوا على انفسهم الاشتباه في الطريق الاشتباه في المسائل والتحير حتى قال بعضهم لقد تأملت طرق الكلامية والمباحث الفلسفية فما وجدتها تشفي عليلا ولا تروي غليلا. ووجدت الطريقة المثلى هي طريقة القرآن. اقرأ في الاثبات واقرأ في النفي وساق اخر كلامه. وقال الاخر من علماء الكلام بل من ائمة اهل الكلام لئن لم يرحمني ربي لئن لم يرحمني ربي او كما قال لاكونن من الخاسرين او نحو هذه العبارة. وقال الاخر انا اليوم اموت على عقيدة امه وهو امام. وقال الاخر انا اليوم على عقيدة عجائب نيسبو. بعد ان بعد ان رسخت قدمهم في البدع وعلى كعبهم في الضلالات ومخالفة السنة في اخر حياتهم يأتيهم الندم. ولهذا قل واحد منهم الا ان تجد في التراجم ورجع هذا الغزالي يقولون انه تاب ورجع عن الفلسفة والتصوف ومات وصحيح البخاري على صدره. والمقالة معروفة. كذلك الرازي يقولون انه كتب كتابا فيه بيان رجوعه الى عقيدة السلف. وذكره عنه ابن ابي اصيب عفي طبقات الاطباء واطال في ذكر تلك الرسالة وانه دفن في مكان بعيد كي لا يراه احد. وكذلك غيرهم من ائمة اهل الكلام. ما السبب؟ السبب ان النظر في غير الكتاب والسنة وما تضرأ عنهما من العلوم الحيرة والضلال التي خشيها عليه الصلاة والسلام على عمر وهو عمر بقوله امتهوفون يا ابن يا ابن الخطاب وفي هذا دلالة على انه لا يصوغ لاحد ان ينظر في الكتب التي لا تورثه هدى وشفاء. لا تورثه يقينا لا تورثه ايمانا لا ينظر فيها. هل هذا على جميع الناس؟ لا. من احتاج الى ذلك من اهل العلم ومن طلبة العلم لاجل تعلية تعلية راية اهل السنة والايمان فان له ذلك. فما نراه اليوم من كثرة نظر طلاب العلم المبتدئين في كتب بالقوم فان هذا لا ينبغي تجد انهم يذهبون الى الكتاب الفلاني في التفسير او ينظرون في كتب التصوف مثل الاحياء من غيره وهذا كله مما لا ينبغي لاننا اذا اردنا السلوك الصحيح يعني اصلاح القلوب والاعمال المسمى بالسلوك والاخلاق فان هذا في الكتاب والسنة فيه شيء كبير. وانظر الى رياض الصالحين فتجد انه قد اتى في هذا بما يقرب من الغاية. فاذا لا نحتاج الى النظر في غيرها لاننا نحتاج الى التركيز على علوم الكتاب والسنة. ونعود فنقرأ قوله تعالى ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء فهو يعمل لكل شيء فمن اراد علم كل شيء فليرجع الى القرآن وليعتني بالقرآن حفظا وتلاوة وتعليما وتعلما فانه هو الهدى وهو الشفاء. قل هو للذين امنوا هدى وشفاء. اسأل الله ان يجعلني واياكم من اهل القرآن