المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح فضل الاسلام. الدرس السادس ايوب وذكر ابن وضاح عن ايوب قال كان عندنا رجلا يرى رأيا فتركه. فاتيت فاتيت محمدا من السيرين فقلت قلت له اشعرت ان فلانا ترك رأيه؟ قال انظر الى ماذا يتحول فان الحديث ان الحديث ان اخر الحديث اشد اشد عليه من اوله يمرقون من الاسلام ثم لا يعودون اليه. وسئل الامام احمد بن حنبل رحمه الله تعالى عن معنى ذلك. فقال لا يوفق للتوبة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه الى يوم الدين. اما بعد فهذا الباب عقده الامام رحمه الله تعالى ببيان مسألة خاصة متعلقة بالبدعة وهو كالتتميم للباب الذي قبله. لانه ذكر قبله ان البدعة اشد من الكبائر ذكر ان البدعة اشد من الكبائر. ومن اوجه كون البدعة اشد من الكبائر ان الكبيرة لم يحتجز الله جل وعلا التوبة على من فعلها واما البدعة فان الله جل وعلا احتجز التوبة عن صاحب البدع. وهذا كما قال الامام قوي عن انس رضي الله عنه سيدي حميد بن الطويل عنه باسناد حسن او صحيح. حسنه المنذري وغيره وصححه جماعة من ائمة اهل العلم. وهذا الحديث خرجه لفظه قبل التخريج لفظه ان الله احتجز التوبة عن صاحب كل بدعة. وفي لفظ ان الله اجب التوبة عن صاحب كل بدعة. وفي لفظ ان الله استجب التوبة عن صاحب كل بدعة. ويروى عن كل صاحب بدعة. وقد رواه جماعة من الائمة. منهم الامام ابن وضاح في كتابه البدع ابو يعلى ومنهم الطبراني وكما وقد ذكرهم مخرجا الالباني في كتابه السلسلة الصحيحة في الجزء الرابع قال ان اسناده صحيح. المقصود ان هذا اللفظ ثابت عند اهل الحديث. ويروى من غير حديث انس ايضا من حديث ابن عباس وغيره لكنه لا يصح. كذلك هو يروى من مراسيل الحسد. اخرجه ابن ومضاح في كتابه وغيره ايضا من مراسيل الحسن البصري رحمه الله تعالى. هذا الحديث لفظه ان الله احتجز التوبة عن صاحب كل بدعة. وهذا الاحتجاز مما نظر فيه اهل العلم ما معنى ما معنى كون المبتدع لا يتوب؟ مع اننا نرى في الواقع نرى في الواقع ان من اهل البدع من ورجع الى السنة بل ان بل ان ذلك ثبت في الصدر الاول والخوارج الخوارج مع شدة بدعتهم قول النبي صلى الله عليه وسلم فيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فانهم لما ناظرهم ابن عباس الله عنه رجع الثلث منهم عن قولهم ورجعوا الى السنة. فمعنى ذلك انه يعني صاحب البدعة فما معنى هذا الحديث؟ ان الله احتجز التوبة عن صاحب كل بدعة ذكر اهل العلم ان هذا له معنى وهو ان هذا في بدعة اشربها قلب صاحبها. اشربها قلب صاحبها فيكون الاحتجاز احتجاز التوبة عن صاحب كل بدعة هو احتجاز عن صاحب بدعة خاصة وهو الذي اشرب البدعة في قلبه وهو الذي جاء وصفه في الحديث الذي مر معنا فيما سلف من قوله عليه الصلاة والسلام تتجارى في وصف او بعض اهل الفرق قال تتجارى بهم الاهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه. لا يبقى منه عرق ولا مفصل الا دخله. وهذا احد توجيهي العلماء بهذا الحديث من ان المراد باحتجاز البدعة باحتجاز التوبة عن صاحب البدعة انه ليس كل مبتدأ ولكنه مبتدع اشرب البدعة فتجارت به وصار قلبه مشربا بالبدعة كما تجارى الكلب وهو الداء العضال بصاحبه يعني انه عمر بها بخلاف من لم يكن قد اشرب هذه البدعة وانما عمل بها عن غير قناعة تامة وعن غير اشراب قلب حب القلب لها ولاهلها. فان هذا قد يوفق للتوبة وعليه يحمل مائة من قصص التائبين من البدع. قال بعض اهل العلم ان هذا الحديث عام كل صاحب بدعة لا يوفق في التوبة الكاملة. وانما قد يوفق الى توبة من بدعة ولكنه يقول به الامر الى الى غيرها. كما ذكر ايوب هنا عن محمد ابن سيرين. قال له قال ايوب كان عندنا رجل يرى رأيا كان عندنا رجل يرى رأيا وهذا فيه ملحظ ان الائمة ان ائمة السلف يذمون الرأي انه قال يرى رأيه والدين ليس بالرأي. ليس بتخرصات العقول. انما الدين اتباع. وما ارسلنا من رسول الا ليضاع باذن الله. فالرسول ارسل ليطاع. وليتبع. يقول هذا الرجل رأى رأيا. لذلك انه لم اتبع في رأيه ذلك وانما احدثه من تلقاء نفسه. فذهب ايوب ورجع عن هذا الرأي. ذهب ايوب الى محمد ابن سيرين مولاه انس بن مالك الامام المعروف من ادلة التابعين فقال له اما شعرت الم تشعر ان فلانا قد ترك رأيه قال انظر الى ما يصير اليه امره او كما قال. فان اخر الحديث اشد عليهم من اوله لعل ذلك الرجل كان يرى رأي الخوارج. قال اخر الحديث اشد عليهم من اوله فان اخره يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يعودون اليك يعني معنى ذلك ان محمد ابن سيرين يقول انه قد يتوب من خارجيته ولكن يذهب الى شيء اخر اشد عليه اشد من الاولى بدعة اخرى فيذهب محمد رحمه الله بن سيرين الى ان هذا الحديث عام وكذلك قول كثير من اهل العلم لان هذا الحديث عام فكل صاحب بدعة لا يوفق الى التوبة. التوبة الكاملة من جميع البدع بل اذا ترك هذه البدعة فانه لا يزال في قلبه حب البدع ولا يزال في قلبه شبهة تتعلم بهذه البدعة او ببدعة اخرى تحدث له ولكن هذا القول فيه نظر والظاهر والصواب اننا نحمل بعض الاحاديث على على بعض نحمل بعض الاحاديث على بعض ان هذا النوع من الناس الذين حجزت عنهم التوبة انهم هم الذين اشربوا البدع. وتجارت بهم الاهواء كما فوصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله تتجارى بهم الاهواء كما يتجارى انقلبوا بصاحبه. وقد فصل هذا الامام الشاطبي في كتابه من اعتصام المجلد الثالث في الاخير منه الطبعة الاولى وبين ان العلماء لهم قولان في ذلك وقال ان من اهل البدع مرهقة عن بذاته وتاب منها فهذا طائفة من الخوارج. كذلك بعض الولاة مثل الواثق المتوكل رجعوا رجعوا عن بدعتهم وعن عن القول في خلق القرآن ورجعوا الى السنة فقال هذا اذا يحمل على انه من كان قد اشرب البدعة اشرب البدعة اشرابا وتجارت به اقتنع بها اقتناعا تاما. اما من كان عنده تأويل وعنده شبهة فهذا ربما يوفق للتوبة. لانه غير في هذا الحديث هذا الباب كما ترى باب قصير وذكر في اخره قول الامام احمد في تفسير حديث الخوارج يمرقون من الاسلام فما يمر بلسان ظمير ثم لا يعودون اليه قال لا يوفقون للتوبة قال لا يوفقون للتوبة وهذا يبين لك خطر البدع خطر والبدع ويبين انها من اقبح ما يكون. لم؟ لان فيها استدراك على الشارع فيها استدراك على الشارع. الشارع قد اتم الدين واكمل علينا النعمة ورضي لنا الاسلام دينا. فليس ثم خير الا دلنا عليه وليس ثم شر الا ونهانا عنه. وهؤلاء احدثوا في ارائهم حدثا وزعموا انه يقربهم الى الله جل وعلا وهم اذا ما فعلوا ما فعلوه عن شهوة وانما فعلوا ما فعلوا عن اعتقاد وقالوا ما قالوا عن اعتقاد وامر الاعتقاد اعظم من امر امر العمل امر الاعتقاد اعظم من امر العمل. فان العمل قد يكون العبد يقصر فيه ويتوب الله جل وعلا عليه. او تكفر عنه سيئاته بانواع من انواع المكفرات اما حسنات ماحية حسنات كثيرة ماحية واما توبة واستغفار واما اعمال صالحة تقابل تلك المعاصي ونحو ذلك واما مقام صدق في الاسلام او محبة صادقة لله جل وعلا ولنبيه ولدينه يكفر الله جل وعلا به لذلك عن المرء ما عمل من سيئات. التي مردها الى الشهوات. اما البدع الاعتقادية لدعم الاعتقادية فانها اذا عظمت على العبد او فعلها وتشبث بها فانه لا فانه امره اشد من امر فاعل الكبيرة في اليمنى وليس معنى ذلك ان كل معتقد بدعة اشد من كل مفاعل كبيرة لكنه بالجملة حيث الجنس هذا كذلك. بقي هنا مسألة تعلق بذلك وهي ان كثيرا من علماء الامة قد شابتهم البدع واخذوا باقوال المبتدعة اما اقوال الاشاعرة واما اقوال ما تريدية واما نحو ذلك من الاقوال المبتدعة والاعتقادات الباطلة وهؤلاء ما يكون حكمهم هل يقال فيهم انهم من جنس اهل البدع الذين الذين يهجرون تهجر كتبهم ونحو ذلك. ام الامر خلاف ذلك؟ الجواب ان شيخ الاسلام ابن تيمية انه الله ذكر لما ناظروه بالواسطين في عقيدته التي كتبها العقيدة المباركة المختصرة الواسطية ناظروه فيها وقال قالوا له قد قلت في اولها بعد قولك اما بعد فهذا اعتقاد الفرقة الناجية اهل السنة والجماعة. معنى ذلك ان انك تقول ان من لم يعتقد هذا الاعتقاد فليس من الفرقة الناجية. قال لم اقل هذا ولا قظيه كلامي لم اقل هذا ولا يقتضيه كلامي. فاني قلت هذا اعتقاد الفرقة الناجية اهل السنة والجماعة فمن اعتقد هذا الاعتقاد فهو ممنوع وصفهم الله جل وعلا وصفهم نبيه صلى الله عليه وسلم بانهم عرفوا الصراط المستقيم وبانهم اهل النجاة. ووعدوا بالنجاة ووعدوا بالنجاة. اما من لم يعتقد هذا من لم يعتقد هذا واعتقد شيئا من البدع فانه قد ينجو. لاحظ كلمته فانه قد ينجو يعني يكون من الفرقة الناجية فانه قد ينجو من النار قد ينجو اما بحسنات ماحية واما بمقام صدق في الاسلام اما بنشر علم ينتفع به الناس يكون ذلك مكفرا لما حصل له من اثم او اسم اعتقاده المبتدأ. وهذا يظهر لك ان العلماء الذين نسبت اليهم شيء من البدع في تفاسيرهم تفاسير القرآن او في شروح الاحاديث او في كتب الفقه ان هؤلاء لا ينسبون الى البدعة بل يترحم عليهم وينسبون الى الخير والصلاح ولا يعرض لشيء منه. الاقوال التي اخطأوا فيها او ابتدعوا فيها او فيها مشايخهم من المبتدعة الا اذا ذكر الخوف. فمثلا نعرض الان نسمع قول النووي مثلا في شرحه في شرح حديث كذا وكذا ويذهب الى قول الاشاعرة او يتأول او يتكلم في القدر بكلامهم او في الايمان بكلامهم او نحو ذلك فان عند ذكر هذا الموضع نقول هذا من كلام من كلام الاشاعرة. نقول هذا من كلام الاشاعرة ولا نقول النووي مثلا هذا مطلق الاشعري ابن حجر اشعري فلان اشعري او نحو ذلك فلان ما تريدي على هذا الاطلاق لا ولكن نترحم عنه عليهم لانهم نقلت السنة وهم شراح الحديث وهم الذين اوضحوا هذا العلم وهم الذي المسائل التي اخطأوا بها قليلة جدا بالنسبة الى الكثير الذي اصابوا فيه واقتدوا فيه بائمة السنة. الباب قصير كما ترى و ما فيه يجعل المرء خائفا وجلا من البدع ومعنى ذلك انه يجتهد في سلوك سبيل السنة الامر الذي فيه اشتباه اتركه وعليك بالسبيل الذي يقول للجميع انه السنة. السبيل الذي يقال انه السنة يقول العلماء المسلمين انهم سنة فعليك به تشبث به. واما الطرق المختلفة والمناهج المختلفة التي قد تشك فيها او قد لا تتبين انها على السنة فاحذر منها حذرا ان تكون شاركت في بعض في بعض البدع. وهذا اصل يجب علينا ان نرعاه لان الخوف من البدع والخوف من من الطرق المختلفة التي هي غير صراط الله المستقيم هذا الخوف يوجب علينا تركها وهجرها و البعد عنها ومجانبة اهلها. اسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم للاستقامة حتى الممات وان يرزقنا فحسن القول وحسن الاتباع وحسن العمل. وصلى الله وسلم على نبينا. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف يا ايها الممترين قال الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى باب قول الله تعالى. يا اهل الكتاب لمن تحاجون في ابراهيم الى قوله وما كان من المشركين. وقوله ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه وان الا من سفه نفسه قد اقتضيناه في الدنيا وانه في الاخرة لمن الصالحين. وفيه حديث الخوارج وقد تقدم. وفي الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان ال بني اوفى ان ال بني فلان ليسوا باوليائي انما اوليائي المتقون. وفيه ايضا عن انس رضي الله عنه قال ذكر ان ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم ان بعض الصحابة ان بعض الصحابة قال اما انا فلا اكل اللحم وقال اخر اما انا فاقوم ولا انام. وقال اخر اما انا فلا اتزوج النساء. وقال اخر اما انا فاصوم فاصوم ولا فقال النبي صلى الله عليه وسلم ولكنني اقوم وانام واصوم وافطر واتزود النساء واكل اللحم. فمن رغب عن سنتي فليس مني فتأمل اذا كان بعض الصحابة فعل هذا واراد التبتل للعبادة فما ظنك بغيرها من البدع وما ظنك بغير الصحابة والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم انا نسألك علما نافعا عملا صالحا قلبا خاشعا ودعاء مقبولا مسموعا. ذكر الامام رحمه الله تعالى هذا الباب الذي وسمه بقول قول الله تعالى يا اهل الكتاب لم تحب لم تحاجون بإبراهيم وما انزلت التوراة والانجيل الا من بعد هذه افلا تعقلون؟ ها انتم هؤلاء ها انتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم. فلما تحاجون هنا فيما ليس لكم به علم والله يعلم وانتم لا تعلمون. ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا. ولكن كان مسلما وما كان من المشركين. وذكر قول الله تعالى ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من شبه نفسه. ولقد اصطفيناه في الدنيا وانه في الاخرة لمن الصالحين. وذكر حديث الخوارج وحديث عمرو بن العاص وحديث عثمان بن مظعون وعلق على هذا في كلمتين مفيدتين. هذا الباب ما وجه بمناسبته فضل الاسلام. يا اهل الكتاب لم تحاجون في ابراهيم؟ وما انزلت التوراة والانجيل الا من بعد ما وجه مناسبة هذا الباب بفضل الاسلام بهذا الكتاب الذي بين فيه الشيخ رحمه الله فضل الاسلام. و المناسبة ظاهرة وهي ان ابراهيم عليه السلام. ومحمد صلى الله عليه وسلم الذي امر باتباع ابراهيم ثم اوحينا اليك ان اتبع ملة ابراهيم حنيفا. وما كان من المشركين انهم هؤلاء هم الذين من كان معهم فهو على الصراط المستقيم. ومن اهتدى بهداهم فقد اهتدى بهدى من هو مسلم بشهادة الله جل وعلا له. اذ قال له ربه اسلم قال اسلمت لرب العالمين. فملة ابراهيم عليه السلام هي الحنيفية السمح فما كان فمن كان على ملة ابراهيم فقد نجى. والنبي صلى الله عليه وسلم اوحي اليك. ان اتبع ملة ابراهيم حنيفا ملة ابراهيم وصفها الله جل وعلا ونعتها في كتابه باوصاف ونعود تبين تلك الملة. وخلاصة ذلك انه انا قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين. فكان دائم الطاعة لله قانتا لله القنوت هو دوام الطاعة. فكان دائم الطاعة لله. لم تكن طاعته لله جل وعلا في وقت دون وقت. ولم يكن اسلامه لله جل وعلا واستسلامه لامره وانقياده لشرعه انقياده لوحيه لم يكن في حال دون حال بل كان دائم لله كان قانتا لله دائم الطاعة لله جل وعلا. وكان حنيفا مائلا عن الشرك وعن اهل الشرك تاركا ذلك قصدا الى طريق الاسلام والى التوحيد. ولم يكن من المشركين لم يك من اولئك الذين اشركوا بالله جل وعلى وابتدعوا دينا لم يأمن الله جل وعلا به. وكذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم قد كان قانتا لله وكان حنيفا وكان متبرأا من المشركين فمن سلك هذا السبيل ادام الطاعة لله وفي ظل ذلك امام الاسلام لله جل وعلا الذي امر به بقوله يا ايها الذين امنوا ادخلوا بالسلم كافة وكان مائلا عن الشرك وعن سبل اهل الشرك وعن طرائق اهل الشرك وذلك بالقصد متوجها الى الله جل وعلا وحده عابدا له وحده متبرأ من المشركين فقد كان على ملة ابراهيم. ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سبه نفسه وبهذا لشرف إبراهيم ولثناء الله جل وعلا عليه ولانه كان امام الانبياء وامام المرسلين الذين اتوا بعده اراد كل اصحاب ملة ان يجعلوا ابراهيم منهم وفيهم حتى يشركوا بذلك. اليهود ادعى ان ابراهيم منهم عليه السلام والنصارى ادعت ان ابراهيم عليه الصلاة والسلام منهم قال جل وعلا يا اهل الكتاب بما تحاجون في ابراهيم؟ هذا الباب لما تحاجون في ابراهيم؟ اذا فخلاصة هذا ان ليس كل من ادعى شيء ثبتت له دعواه فليس من ادعى اتباع ابراهيم عليه السلام تثبت له دعواه بمجرد انتسابه او بمجرد قد يكون كاذبا في ذلك. كما قالت اليهود ان ابراهيم منا كما رواه ابن اسحاق عن ابن عباس قالت اليهود ابراهيم منا وقالت النصارى ابراهيم منا فانزل الله جل وعلا قوله بما تحاجون في إبراهيم وما انزلت التوراة والانجيل الا من بعد ابراهيم عليه السلام كان قبل ظهور اليهودية وقبل ظهور النصرانية. فلم تنسبونه الى ملة انما ظهرت بعده. ولا شك ان هذا فيه دلالة عقلية على بطلان هذا القول جل وعلا افلا تعقلون افلا تعقلون فكيف تنسبونه الى شيء الى ملة اتت بعده. فابراهيم انما كان مسلما. لم يكن يهوديا ولم يكن نصرانيا. فانتم اذا بانتسابكم اليه رغبتكم ان ينتسب اليكم وان تنسبوه اليكم اذا اردتم الشرف فابراهيم كان مسلما فاسلموا فانما يشرب من اسلم كما ان ابراهيم عليه السلام كان مسلم. قال جل وعلا ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصراني. ولكن كان حنيفا مسلما ويعني باليهودية اليهودية التي ابتدع هؤلاء والنصرانية قال جل وعلا ولكن كان حليفا مسلما. اذا اذا كان حنيفا مسلما فمن اولى الناس به؟ اولاهم به المسلمون. اولاهم به المسلمون. هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا اذا كما قال جل وعلا بعدها ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين ان اولى الناس بابراهيم عظيمة للذين اتخدعوا. وهذا النبي للذين اتبعوه في وقته وهذا النبي محمد عليه الصلاة والسلام فهو الذي اتبع ابراهيم حنيفا تبعه تباعا كاملا في توحيد ربه جل وعلا قال والذين امنوا والذين امنوا فاذا المؤمنون الذين اتبعوا النبي صلى الله عليه وسلم هم اولى الناس في ابراهيم ابتغاء النصارى واليهود الشرف بابراهيم هذا لا يحصل لهم اذ لم يكونوا مسلمين كما كان ابراهيم عليه السلام هذا التنفيذ او هذا الاستدلال في قصة عليه السلام يفيدنا فيما سيكفي يفيدنا كثيرا فيما سيأتي. وذكر بعده حديث الخوارج والخوارج انتسبوا الى الاسلام بل كانت عباداتهم اعظم من عبادات الصحابة كما وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم في احاديث عدة الاصطحاح منها عشرة او او نحو ذلك وصفهم بقوله يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية ووصفهم بقوله يحقر احدكم صلاته مع صلاته وصيامه مع صيامه. يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم اينما لقيتموهم فاقتلوه فان في قتلهم لمن قتلهم اجرا عند الله جل وعلا. مع انهم كثير الصلاة كثير الصيام لكن منابذتهم معاداتهم حق وواجب لانهم ليسوا على نهج النبي صلى الله عليه وسلم ولانهم كفروا الصحابة وعادوا سلف امة وابتدعوا طريقة من عندهم. مع انهم ينتسبون الى الاسلام فلم ينفعهم. لم تنفعهم تلك النسبة كما لم دع اليهود والنصارى ان يقولوا ان ابراهيم منهم. كذلك ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه عمرو ابن فيما رواه البخاري ومسلم قال ان النبي صلى الله عليه وسلم قام فقال ان ال ابي فلان ليسوا لي انما اولياء المتقون. وفي رواية انما وليي صالح المؤمنين وهذا الحديث فيه دلال الظاهر ان ال ابي فلان وسيأتي بيان المراد منهم او المراد بهم ليسوا لي باولياء. يعني ان من ظن ان اولئك اولياء لاجل قرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم والقرابة احق بالولاية فليسوا للنبي صلى الله عليه وسلم باولياء. لم؟ بين ذلك بقوله انما اوليائي المتقون. وفي الرواية الاخرى انما اولياء انما وليي الله وصالح المؤمنين او انما اولياء صالح المؤمنين. وفي هذا تقييد الولاية ما معناها؟ المحبة والنصرة. من يحبه النبي صلى الله عليه وسلم من هم؟ ما صفتهم؟ المتقون؟ صالح المؤمنين. من هم المتقون الذين ثاروا على سنته. فما دل عليه الحديث الذي بعد هذا. فترتيب الشيخ رحمه الله للاية للايات والاحاديث في هذا الباب مقفول وظاهر. فلما بين بقوله انما اوليائي المتقون. من هم المتقون بكلمة عامة هل هل التقوى دعوة؟ بينه في الحديث الذي بعده بقوله من رغب عن سنتي فليس مني. فاذا تحدد لا اكثر وتبين ان من كان متبعا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم فهو الحقيق بولاية النبي صلى الله عليه وسلم له يعني بمحبته عليه الصلاة والسلام له وبنصرته عليه الصلاة والسلام له. يعني في الدنيا اذا كان حيا وفي الاخرة اذا بعث الناس هنا في قوله ان ال ابي فلان من هم؟ رواية الصحيح البخاري رواه البخاري من طريق محمد بن جعفر المعروف بغمدة راوي شعبة. راوي الكتب شعبة. المعروف الامام المعروف محمد بن جعفر عن شعبة قال شيخ البخاري وكان في كتاب محمد بن جعفر كان في كتابه بياض كان في كتابه بياض. فيه ان ال ابي ثم بياض بعده. يعني لم يكن في كتابه من هم؟ قال ابي من؟ لم يذبح وقع في بعض الروايات ال ابي فلان. قال بعض اهل العلم او بعض القراء ان الاصل انها لم تكتب قال ابي وترك بياض فوضعها بعضهم على ابي فلان تكملة له لانها اولى من البياض لان اللي ترك اللي جعل بياض الراوي قال ابي فلان كذلك تدل على المراد من هم؟ قال بعضهم انهم ال ابي العاص. لكن هذا نظره الحافظ في شرحه الباري يعني قال فيه نظر ليس بجيب. والصواب انه قال ان ال ابي طالب. ان ال ابي طالب وعلى ابو طالب هم عشيرته عليه الصلاة والسلام وهم اهل قرابته. وفيهم علي وفيهم جعفر وفيهم العباس. فقال عليه الصلاة والسلام ان ال ابي طالب كما جاء مصرحا به فيما رواه الاسماعيلي وبنائي في المستخرج. كما جاء مصرحا به ان ال ابي طالب. ليسوا لي باولياء يعني ان هؤلاء لهم قرابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن انقطعت الولاية المحبة والنصرة بينهم يعني نصرة النبي صلى الله عليه وسلم ومحبته لهم لانهم ليسوا من المتقين وهل هذا العموم؟ هل هذا العموم؟ يراد به الجميع؟ الجواب لا. لان فيهم مؤمنين لان فيهم عليا وفيهم جعفر وفيهم العباس. ولكن كما قال اهل العلم المراد المجموع للجميع المراد المجموع للجميع. ما الفرق بين المجموع والجميع؟ المجموع الذي يعم يعم يعم الجنس لكن لا يعم الابطال قد يخرج من الافراد شيء. اما الجميع فهو ما يعم الافراد الجميع اذا قلت اتوا جميعا يعني واحد واحد. مثل ما قال اهل العلم في مسح الرأس. مسح الرأس في الوضوء قال يمسح الرأس هل المقصود جميعه او مجموعة قال لا المقصود المجموع. يمسح المجموع لكنه لو فات شعرة شعرتين ثلاث اربع الى اخره. ما ما يمكن انه يحدد ان انه مسح على كل شعرة بعينه. فالمراد ان يمسح على مجموع رأسه. كما وجاء في السنة. فهذا الفرق بين المجموع والجميع. وهو المراد هنا ان ال ابي فلان يعني مجموعه لانهم كانوا كان اكثرهم على على غير ملة الاسلام قال ليسوا لي باولياء فلا يتوقعن احد ان هؤلاء القرابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم اولياء له مع انقطاع الاتصال بينهم الاتصال الديني النسب الديني بينهم لا النبي صلى الله عليه وسلم تبرأ ومنهم بانهم مشركون يعني من كان مشركا منه. معنى ذلك ان غير هؤلاء القرابة اليسوا اولى بالتبرأ اذا كان النبي صلى الله عليه وسلم تبرأ من قرابته وقال ليسوا لي باولياء ليسوا لي باحبة ليسوا لي بانصار انما ولي الله صالح المؤمنين انما اوليائي المتقون. اذا كان هؤلاء ليسوا له باحبة. فاليس من اتى بعدهم ممن تنتسب الى النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه لم يعمل بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. بل حرف وابتدع دينا او وقع في الشرك. اليس احرى بالعداوة اليس احرى؟ لانه ليس بقريبه هو ليس عنده قرابة من النبي صلى الله عليه وسلم وايضا وقع في الشرك. او خالف السنة ولهذا قال انما اوليائي المتقون وهذا فيه تحديد لمن يحبه النبي صلى الله عليه وسلم انهم هم المتقون من هم المتقون؟ التقوى مراتب. من هم؟ بينه في الحديث الاخر قال من رغب عن سنتي فليس فليس من يعني من رغب عن سنتي فليس من اوليائه. فاذا من رغب في سنة النبي صلى الله عليه وسلم واهتدى بهديه ونهجه نهجه ومن نهج نهجه عليه الصلاة والسلام من صحابته رضوان الله عليهم اجمعين فهؤلاء حقيقون وحريون بان يكون النبي صلى الله عليه وسلم وليه ولي ان يكون النبي وليه؟ ومن يتولى الله ورسوله والذين امنوا فان حزب الله هم الغالبون اذا فالمسألة ليست مسألة اندفاع. ليست مسألة انتساب ان يأتي من يأتي ويقول نحن مسلمون مع انهم يقعون في الشرك نحن نحب النبي صلى الله عليه وسلم مع انهم يقعون في البدعة. ليست المسألة في هذا الدين مسألة انكساء كما انتسب كما نسب اليهود والنصارى ابراهيم اليهم ورد الله جل وعلا عليهم بقوله ما كان إبراهيم يهودي ولا نصرانيا. كذلك النبي صلى الله عليه وسلم نسبوه اليهم. ولكن النبي صلى الله عليه وسلم لا يرضى بالبدع ولا يرضى بالشرك وانما اتى بها بيضاء نقية فمن اهتدى بهديه واهتم بسنته فالنبي صلى الله عليه وسلم ولي له في الدنيا والاخرة ذكر الحديث الحديث الذي بعده وهو حديث عثمان ابن مروان المعروف في ان اناسا من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا سألوا عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم ارادوا التقرب من الله جل وعلا فسألوا عن عباده فقيل لهم انه عليه الصلاة والسلام يصوم ويفطر ما كان يواصل الصيام دائما يصوم ويفطر. يصوم حتى يقال لا يفطر ويفطر حتى يقال لم يستطع يعني في النفس سألوا عن ليله فقالوا ينام ويقوم الليل ينام ويفطر. سألوا عن اكله؟ قالوا يأكل اللحم ويحرم على نفسه طيبات احلت له سألوا عن غسيانه للنساء فقالوا يأتي اهله ويصنع منهم ومعهم ما يصنع الرجل باهله فكأنهم تقالوا عبادة النبي صلى الله عليه وسلم. وقالوا لاحظ المخرج. قالوا هذا النبي صلى الله عليه وسلم غفر له ما تقدم من ذنبه ومات نحن لسنا كهيئة فلابد ان نلي عليه لابد ان نزيد عليه. هم طمعوا في اي شيء؟ طمعوا في الاجر. طمعوا في الفضل ايضا كانوا صحابة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم. فقال احدهم كذا وقال احدهم كذا على اختلاف ما سألوا عنه. فلما بلغ النبي صلى الله الله عليه وسلم ذلك منهم غضب عليه الصلاة والسلام وقال اما اني اصوم وافطر واقوم وانام واتي النساء وفي رواية واكل اللحم فمن رغب عن سنتي فليس منه من رغب عن سنتي فليس مني ولو كان صحابيا انظر الى كلام الشيخ حيث قال ما ظنك اذا كان غير الصحابة اليس اولى بان يتبرأ النبي صلى الله عليه وسلم منه؟ بلى. فاذا مدار هذا الدين على الاتباع وما ساقه الامام رحمه الله في اول الكتاب من فظل الاسلام على اهله ذلك الفضل العظيم الذي يبارك الله جل وعلا لاهله في قليل اعمالهم ويرفعهم به درجات عالية انما مداره على ان تكون متبعا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم. ناهيا نهجه اذا التبثت عليك السبل والطرق فابحث ما هو نهج النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه وعرض عليه بالنواجذ تكن على ذلك بيقين اذا ثبتت السبل ان لست ملزوما بالسبل المختلفة لست ملزوما بالطرق التي يقال فيها انها ليست على السبيل والسنة انما الطريق التي يقال فيه باجماع انه على السبيل والسنة مهما قال فيه مهما قال الناس فيه وباهله فالزمه. لانه هذا هو سبيل النجاة بيقينها وغيره ليس بسبب نجاة. بيقين بل يقول اهله انه سبيل نجاة فكيف اذا كان مما يقول ائمة اهل العلم انه سبيل ضلال من البدع والخرافات فكيف بما يقول فيه اهل العلم وائمة السنة انه سبيل شرك وسبيل كفر بالله جل وعلا من انواع الاشراك به من بناء القباب على القبور وهو وسيلة الى تعظيم اصحابها من دعاء اصحابها ومن النذر لهم والذبح لهم او من تأليه احد مع الله جل وعلا اعتقاد ان فيه صفات من صفات الالوهية. اذا دار الامر في هذا الباب على مسائل الاولى انه ليس كل من انتسب الى احد انه يقر اليه بالنسبة لربما انتسب والمنتسب اليه متبرئ ممن انتسب اليه. اليس كل من ادعى دعوة فسلم له ايضا من فوائده انه في هذا الانتساب الضابط فيه هو الالتزام بالسنة. وليس الضابط فيه الظواهر التي تكون في ظاهرها على الحق مثل الخوارج يصلون صلاة عظيمة يصومون صياما عظيما هذا ربما صار به بعض الناس وقال كيف تقتلون هؤلاء على الصحابة كيف تقتلون هؤلاء؟ وهم وهم لهم من العبادة ما لهم. كيف؟ الاولى ان تتوجه الى المشركين الى الكفار وتقتلهم النبي صلى الله عليه وسلم امر بهؤلاء وامر بهؤلاء. ووصف المؤمنين بانهم يقتلونهم انهم يقتلون اولى الخوارج والخوارج يخرجون الى ان يقاتل اخرهم مع الدجال والعياذ بالله. ليست فرقة لا حتى يقاتل اخرهم مع الدجال. اذا فالفائدة الثانية والمسألة الثانية انه لا يغتر في وزن الناس وفي ضبط الامور لا يغتر بالظواهر. بل انما ينظر الى الامر الاصل وهو هل هناك اتباع المناخ سنة ام لا؟ اما الظواهر فلا يغفر بها الظواهر ظواهر الى لا لكن الاصل هو الذي يبحث عنه المسألة الثالثة ان النبي صلى الله عليه وسلم تبرأ من قرابته لما لم يكونوا على الايمان فمن اراد محبته عليه الصلاة والسلام فليكن على سنته. كما قال من رغب عن سنتي فليس منه. ونقف هنا وقفة اخيرة عند قوله من رغب عن سنتي فليس مني. وهو ان الرغب عن السنة عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم انواع تتشكل بتشكل الزمن وباختلاف اهل الازمان المختلفة وقد رغب اناس عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم في الاعتقاد في الزمن الاول. رغب اناس عن سنته في العمل في ازمان مختلفة وفي هذا العصر ظهر فكر جديد يرغب عن السنة باساليب مختلفة. تارة يقول ان السنة لا تصلح في هذا الزمن بكلها انما نأخذ منها ما يماثق الزمن لانه ربما اذا التزمنا بكل ما جاء في السنة ان نتهم يتهمنا العالم باننا متأخرون باننا لا نفهم باننا كذا وكذا من الاتهامات. وهذا قد قالها كثير من او طائفة من المفكرين ايضا هناك صورة اخرى من معارضة السنة في العقل معارضة السنة بالعقل كما عليه بعض من ينتسب الى الدعوة يعارضون السنة بالعقد السنة اتت بكذا؟ يقول لا لابد ان نأخذ ما يجزم تجزم به القواعد العقلية وهذا موجود اليوم في غير ما بلغ من بلاد المسلمين كذلك في قوله من رغب عن سنتي فليس مني من رغب عن سنته اعظم طريق الا وهو ما دله ما دله ما دلنا عليه قول الله تعالى قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة سبيل الدعوة لابد ان يكون على السنة لان الدعوة جزء من الدين هل الدعوة خارجة عن الدين؟ لا هي جزء من الدين هي هي عبادة من العبادات. فداخل فيها قوله عليه الصلاة والسلام من رغب عن سنتي فليس مني. فالمناهج الدعوية المبتدعة التي ليست على السنة التي ظهرت في هذا العصر يدخل اصحابها في قوله من رغب عن سنتي فليس مني وليس هذا حكما منا ولكنه حكم من رسول الله صلى الله عليه وسلم. اذا قالوا الدعوة لا تدخلوا في ذلك فيجابون اليست الدعوة عبادة؟ لله جل وعلا؟ فاذا قالوا بلى نقول فهي داخلة. اذا قالوا الدعوة عادة نقول نعم لا تدخل لان العادات الامر فيها واد. اذا قالوا الدعوة الى الله جل وعلا معاملة من المعاملات نقول نعم لا تذكر لكن الجواب الوحيد هي ان الدعوة عبادة فلابد ان يكون النهج نهجا سلفيا نهجا نبويا حتى نكون على سنة النبي صلى الله عليه وسلم. ومن رغب عن سنتي فليس مني. والعباد انما يؤتون من انفسهم البلاء اليوم الذي يقع بالمسلمين وخاصة بالذين يشدون رفعة الاسلام ورفعة اهل الاسلام ويدعون الى الله جل وعلا يصابون بانواع من البلاء. وسبب ذلك انهم خالقوا السنة كما قال جل وعلا وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير. فاذا اردنا صحة في قلوبنا وصحة في اعمالنا وصحة في اعتقاداتنا وصحة في امورنا كلها صحة شرعية يعني عملا صوابا متقبلا مقبولا عند الله جل وعلى فليكن ميزاننا لكل شيء هو السنة على اي فهم وعلى اي طريق على طريق من نقلوا السنة الينا علما وعملا وقدوة وهديه وهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن تبعهم على هذا النهي السوي الى وقتنا هذا اسأل الله جل وعلا ان يوفقني واياكم للفقه في الدين وان يمن علينا بمزيد من العلم والعمل وان يختم لنا خاتمة السعادة واي قيم الفتن ما ظهر منها وما بطن وان يستعملنا في طاعته في كل حال. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وبعد وبالانبياء والمرسلين. قال الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى بعد قول الله تعالى فاقموا وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها على تبديلا لخلق الله. ذلك الدين القيم لكن اكثر الناس لا يعلمون. وقول الله تعالى ووصى بها ابراهيم بنيه ويعقوب يا بني ان الله قضى لكم الدين. فلا تموتن الا انتم مسلمون وقوله تعالى ثم اوحينا الى ابراهيم انس ثم ثم اوحينا اليك ان اتبع ملة ابراهيم حنيفا وما كان من المشركين وعن ابن مسعود رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان لكل نبي مناة من النبيين ان لكل نبي ولاة من النبيين وان وليي منهم ابراهيم ابي ابي ابراهيم وخليل ربي ثم فرع انه والناس بابراهيم الذي ان اولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي هو الذين امنوا والله ولي المؤمنين. رواه الترمذي ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله لا ينظر الى ان الله لا ينظر الى اجسامكم ولا الى اموالكم ولكن ينظر الى قلوبكم اعمالكم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا. نسألك اللهم زيادة في العلم وزيادة في العمل. ومباركة في ومباركة في العمل. اللهم قنا شر انفسنا واهدنا سبل السلام. انك ولي ذلك اللهم نسألك ثباتا على الهدى وصيرة في الدين ولزوما لسنة نبيك صلى الله عليه وسلم. ثم اما بعد فهذا الباب ذكر فيه الامام رحمه الله تعالى قول الله تعالى فاقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله. ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون. وهذا باب مراد المخنث منه ان المسلم يجب عليه ان يلزم الفطرة التي والناس ربها عليها يعني التي خلق الله جل وعلا الخلق لها. الا وهي الاسلام وان هذه الفطرة ناس مطالبون بها ان يلتزموا بها والا يبدلوا خلق الله جل وعلا الذي خلق الناس لاجله. فقال فاقموا وجهك للدين حنيفا فطرة الله. التي فطر الناس عليها. مراده ان من بذل دين الرسول صلى الله عليه وسلم سواء كان ذلك او كان ذلك في العبادات والاعمال. فانه قد غير فطرة الله والله جل وعلا امر نبيه بقوله فاقم وجهك للدين حنيفا. فطرة الله يعني واتبع فطرة الله التي فطر الناس عليها. لا تبديل لخلق الله. يعني ولا تبدل لخلق الله جل وعلا يعني في تلك الفطرة التي خلق الله الناس لها كما سيأتي بيانه ان شاء الله تعالى ومراده بذلك ان فظل الاسلام على اهله ان فظل الاسلام على اهله انما يكون لاولئك الذين استمسكوا بالفطرة اولى استمسكوا بدين الاسلام قبل ان يدخله التغير والتبدل قبل ان يحرف طائفة من اتباعه محمد صلى الله عليه وسلم ان يحرفوا دينهم وان ينشئوا البدع وان يتنكروا صراطه المستقيم وان يفرطوا في اقامة الوجه. للديفة اقامة الوجه لله جل وعلا بالدين حنيفا. المقيم الوجه لله جل وعلا. وهذا اصل عظيم يبين فيه الامام رحمه الله تعالى انه واجب على العباد ان يلتزموا بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وما كان عليه الصحابة اذ هم الممتثلون لقوله تعالى فاقم وجهك للدين حنيفا ايضا ابراهيم عليه السلام كان ممتثلا لدين الله وكان على فطرة الله جل وعلا على ولما يكون ولهذا اوحى الله جل وعلا لنبيه اوحى الله جل وعلا الى نبيه عليه الصلاة والسلام ان يتبع ملة ابراهيم خليفة فقال جل وعلا ثم اوحينا اليك ان اتبع ملة ابراهيم حنيفا وما كان من المشركين. اسأل الله على ان لا تعني واياكم وان يجنبنا الهواء