المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ طروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله. شرح فضل الاسلام. الدرس الخامس الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم انا نسألك علما نافعا وعملا صالحا وقلبا خاشعا ودعاء مسموعا. ربنا اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا. وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين اللهم لا تكلنا الى انفسنا طرفة عين فانه لا حول لنا ولا قوة الا بك مضى الكلام في باب تفسير الاسلام على حديث عمر رضي الله عنه المعروف بحديث جبريل وان النبي صلى الله عليه وسلم فسر الاسلام فيه لان الاسلام تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ومضى معنا تفسير هاتين الشهادتين ومما يضاف على ما سبق ان تحقيق الاسلام متوقف على الاتيان بالشهادتين وتحقيقهما الشهادتان هما رأس الاسلام وهما الركن الذي يفرط فيه وبه بين المسلم والكافر ومقتضى الشهادتين يتفاوت في الناس في تطبيقه وفي امتثاله وفي الاتيان بكماله واختلف اهل العلم هل الاسلام مثل الايمان؟ يزيد وينقص ام ان الاسلام لا يوصف بالزيادة والنقصان واكثر اهل السنة والجماعة على ان الاسلام مثل الجيمان يوصف بالزيادة والنقصان وذلك للامور الاول ان حقيقة الاستسلام يتفاوت الناس فيها والاستسلام تم استسلام واجب لله جل وعلا بالتوحيد هذا الواجب من تركه يكفر فلا يدخل في الدين اصلا او يخرج من الدين وتم استسلام من تركه فقد قصر واذنب وهذا يتفاوت الناس فيه تفاوت الناس في تحقيق الاستسلام في نفسه فهذا استسلامه لله جل وعلا بالتوحيد وانقياده له بالطاعة عظيم وذاك الاخر اقل وهكذا بل حتى في المعلم تارة يزيد وتارة لهم قصور نوع استسلامه ونوع انقياده لله جل وعلا بالطاعة مع تحقيقه لما يصير به مسلما الامر الثاني الذي من اجله قالوا ان الاسلام يزيد وينقص ان الاسلام فسر في الشهادتين وبالاركان العملية وشهادة ان محمدا رسول الله فسرت ايضا بان مقتضاها طاعة النبي صلى الله عليه وسلم فيما امر وتصديقه فيما اخبر واجتناب ما عنه نهى وزجر والا يعبد الله الا بما شرع ثلاثة من هذه وهي طاعة الامر واجتناب النهي وان لا يعبد الله الا بما شرع. يتفاوت الناس فيها فهذا يكون اكمل تحقيقا لمقتضى الشهادة من باب بمقتضى تحقيقه لذلك بل حتى نفس التصدير فالنبي صلى الله عليه وسلم بعض الناس يكون اعظم تصفيقا من بعض اخر ولهذا فحقيقة الشهادة لله جل وعلا بوحدانيته بالالوهية يعني بان لا اله الا الله ولنبيه بالرسالة ان محمدا رسول الله حقيقة الشهادة تقوى القلب وتبرد فقد تقوى حتى تحرق ما في القلب من الشبهات ومن الرغبة في الشهوات وقد تضعف حتى لا تفرق الا القليل وهكذا في الناس لهذا قالوا ان هذا يدل على ان الاسلام منه ما هو كامل منه ما هو ادنى من ذلك والامر الثالث ان الاسلام فسر بالاركان الخمسة جميعا التي فيها اركان عملية الصلاة والزكاة والصيام والحج وايضا اشياء اخر فيها سلامة المسلم من اللسان واليد كما يأتي في الحديث الذي بعده المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. وفي صفات اخر للمسلم وما دام انها اتت هذه الاشياء العملية والعبادات عبادات القلب وعبادات الجوارح فالناس يتفاوتون في ذلك وهذا يرجع في الحقيقة الى نوع الاعمال التي يقوم بها المسلم اذا تقرر ذلك فهذه الاركان الخمسة التي ذكرت في هذا الحديث يتفاوت الناس فيها فحقيقة الاسلام يتفاوت الناس فيه فليس كل مسلم بدرجة المسلم الاخر واحل من ترك الاركان العملية الاربعة اقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت من استطاع اليه سبيلا هل من تركها يكون خارجا من الملة او اذا اسلم ولم يأت بها واتسع وقته للتعليم والاسلام ولم يأتي بها هل هو مسلم ام انه ليس بمسلم جمهور اهل العلم وعامة اهل العلم على ان من ترك هذه الاركان الاربعة جميعا فانه ليس بمسلم وانه خارج من الملة اذا انت اذا لم يصلي ولم يزكي ولم يصم ولم يحج البيت بتوافر الشروط المعروفة في كل مسائل حتى ان طائفة من اهل العلم وهم اهل الحديث وعزي الى اتفاق الصحابة عليه قالوا ان الصلاة في نفسها من تركها متعمدا فانه لا يصح اسلامه ومن تركها من المسلمين فانه يكفر بشروطها المعروفة في كتب اهل العلم اذا تقرر هذا فتفسير الاسلام الذي مر معنا فضله ومر معنا وجوب الدخول فيه ومر معنا ما يحظى به المرء اذا يعني المسلم او المسلمة اذا لزم هذا الاسلام فانه لابد له حينئذ من تحقيق الاسلام الذي امر الله جل لو على به واذا تفاوت الناس في تحقيق هذا فلهم من فضله من النصيب بقدر ما حققوا من ذلك وسيأتي في الاحاديث التي بعده مزيد بيان لهذه في المسائل قال رحمه الله تعالى بعدها وفيه يعني في الصحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده يعني بذلك رحمه الله تعالى ان هذا الحديث صحيح هو في الصحيح من غير حديث ابي هريرة رضي الله عنه ويحتاج الى مزيد بحث هل هو في احاديث الصحيحين من طريق ابي هريرة ام لا انما هو معروف من حديث عبدالله ابن عمرو ابن العاص وغيره في الصحيح قال عليه الصلاة والسلام المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده هذا تفسير للمسلم لانه من سلم المسلمون من لسانه ويده وها هنا وجهان لتفسير المسلم بهذا الوصف ومعلوم ان المسلم هو من شهد الشهادتين وعداد الاركان المسلم من صدق وبغض المسلم من لم يأتي المحرمات المسلم الى اخره. فذمت صفات كثيرة للمسلم فلما حصل هنا وصف المسلم بانه من سلم المسلمون من لسانه ويده والجواب عن هذا من وجهين. الوجه الاول انه هنا وصف المسلم بهذا الوصف لاجل قلة من يسلم المسلمون من لسانهم من السنتهم وايديهم فهو وان كان محققا للاصل آتيا بالأركان الخمسة لكنه قل من يخون ليس بصاحب غيبة او وقوع في الاعراض او قذف او الا يعتدي بيده او ان يعتدي على املاك يتصرف في املاك الغير بغير اذنهم الى اخره. هذا قليل في المسلمين كما هو الواقع. فاذا للنبي صلى الله عليه وسلم نبه لهذه بهذه الخصلة على ان من اتى بهذه الخصلة وهم القليل فهم احرى ان يعشوا بالخصال الاخرى من خصال الاسلام الوجه الثاني انه وصف المسلم بهذا الوصف بشدة الحاجة اليه. بالتنبيه على ان هذا وهذه وهذا الواجب وهو سلامة المسلمين من من اللسان واليد ان هذا واجب من واجبات الاسلام ويجب ان يتعاهده المسلم بان المسلم الكامل هو من سلم المسلمون من لسانه ويده وهذا جاء مبينا في ايات كثيرة في الحظ على ان المسلم يجب ان يسلم المسلمون من لسانه كما قال جل وعلا ولا يغتب بعضكم بعضا ايحب احدكم ان يأكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه وقال ايضا جل وعلا لا يحب الله الجهر بالسوء من القول الا من ظلم وقال ايضا جل جلاله وقل لعبادي يقولوا التي هي احسن ان الشيطان ينزغ بينهم وقال جل وعلا فاصفح الصفح الجميل ونحو ذلك من الايات التي فيها نقاء المسلم وانه صاحب قول طيب انه لا يخوض في اعراض اخوانه المؤمنين. وكذلك ما جاء ما صح عنه عليه الصلاة والسلام في حديث ابي بكر وغيره انه عليه الصلاة والسلام قال اني هزت الوداع كل المسلم على المسلم حرام اه قال في حجة الوداع ان دماءكم واموالكم واعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا وفي حديث اخر ايضا في الصحيح كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه واذا كان كذلك فوجب حينئذ وجب حينئذ ان يسلم كل مسلم من المسلم الاخر في اللسان واليد والاعتداء على العرض او على المال او على ما يختص به اخوه المسلم فاذا على احد هذين الوجهين او على الوجهين معا يدل ذلك على ان مما يفسر به الاسلام تفسير الصحيح ان المسلم الحق هو من يسلم المسلمون من لسانه ويده اما اذا كان وقاحا في اعراض اخوانه المؤمنين لا يحفظ لسانه من غيبة ولا من نميمة ولا من كذب وينتصر لنفسه بالباطل ويعتدي هذا لم يأتي بحقيقة الاسلام المطلوب من المؤمن لان الاسلام المطلوب من المؤمن منه ما يتعبد به المرء ربه جل وعلا لا داعي حق الله جل جلاله واداء حق نبيه عليه الصلاة والسلام ثم باداء حقوق العباد وخاصة المسلمين في ان يسلم من اللسان واليد من انواع الاعتدال اذا تبين هذا فان التفسير الاول ينبغي ان ينظر فيه دائما وهو الارتباط القائم ما بين تحقيق الاسلام وسلامة المسلمين من لسان المسلم ويد تخصيص الاسلام في من حققه وعبد الله جل وعلا حقا حققت الشهادتين واقاموا الصلاة واتى الزكاة وصام وحج وتهبد لله جل وعلا ذلا وخضوعا وانقيادا فانه حينئذ فيستنفذ ان يؤذي مسلما سواء ما كان ذلك المسلم قريبا لك النسب ام لم يكن قريبا له؟ سواء اكان جارا له ام لم يكن جارا له؟ فكيف اذا يكون المسلم اذا هذا والديه او اذا اذى اهلا او الى هذا جيرانه او اذا اذى من يعاشرهم دائما وهكذا. ففيه تنبيه على ان تحقيق الاسلام باجتماع اداء حق الله جل وعلا وحق رسوله صلى الله عليه وسلم وحقوق العباد حقوق المسلمين انه هو التفسير الكامل للاسلام وهذا ما اراده الامام المصنف رحمه الله تعالى قال بعدها وعن باهي ابن حكيم عن ابيه عن جده انه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الاسلام يعني انه قال ما الاسلام؟ فقال ان تسلم قلبك لله وان تولي وجهك الى الله وان تصلي الصلوات المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة رواه احمد قبل المصحف بهزي بن حكيم عن ابيه عن جده ابا اسناد مشهور روي في احاديث كثيرة معروفة عند اهل الحديث والصحيح فيها انها انه اسناد حسن اذا صح الاسناد الى ذلك اما بعده الحكيم عن ابيه عن جده طريق معروف وجادة معروفة ونسخة معروفة فلذلك اذا صرح الانسان اليه فانه يكون يعني ما بعده حسنا اه كما هو معروف عند اهل العلم قال ما الاسلام المعروف انه اذا وقع الجواب بعد السؤال عن الماهية ان يكون الجواب ركنا او اركان فيما وقع السؤال عنه فسأله عن الاسلام ما الاسلام فيأتي ما بعده اركانا للاسلام. مثل ما مر معنا ان جبريل عليه السلام قال للنبي صلى الله عليه وسلم اخبرني عن الاسلام وقال الاسلام الى اخره فهذه الحمية اركان الاسلام بانه وقع الجواب بعد السؤال عن المالية والسؤال عن المالية يطلب فيه بيان الاركان لهذا قلنا ان اركان الاسلام خمسة وبعدها قال اخبرني عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره هذه صارت اركان الايمان الستة قال اخبرني عن الاحسان قال ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك. هذا صار ركن الاحسان الوحيد اذا تبين هذا فهذا الحديث فيه سؤال عن الاسلام وجاء التفسير فهذا التفسير الذي فيه يدل على ان هذه اركان للاسلام وانه من لم يحققها انه من لم يحققها فانه ليس بمسلم قال او فاته اه الاسلام باركان الاسلام قال ان تسلم قلبك لله وان تولي وجهك الى الله هذه هاتان الكلمتان ان تسلم قلبك لله وان تولي وجهك الى الله هي معنى شهادة لا اله الا الله وان محمد شهادة ان لا اله الا الله ولكنها بعبارة اخرى تبين حقيقة هذه الشهادة اي ما دلت عليه ظاهرا وباطنا اما ما دلت عليه ظاهرا فهو الا يعبد الا الله جل وعلا وحده وان عبادة غيره باطل وهذا هو معنى قوله وان تولي وجهك الى الله. يعني في اي عبادة؟ في اي امر؟ في اي مصيبة؟ في اي حاجة ان يكون الرغب والرهب والملتجى والاستغاثة هي بالله جل وعلا وحده. وذلك كالعرب كانوا اذا اتاهم شيء ولوا وجوههم الى الهة متعددة تركى الاسلام باسلامه الوجه بالله جل وعلا. والا يتوجه بقلبه ووجهه الا الى الله جل وعلا وحده دون ما سواه لهذا قال وان تولي وجهك الى الله يعني وحده دون ما سواه ففيها اسقال لعبادة الالهة المختلفة قال قبلها ان تسلم قلبك لله واسلام القلب لله جل وعلا يعني ان لا يكون في القلب معظم غير الله جل وعلا وان يستسلم القلب لله جل وعلا بالطاعة والانقياد فهذا ركن من اركان الاسلام وركن ايظا من اركان الايمان بالله وبيانه ان القلب وبيانه ان قلب المسلم لما اسلم ووحد الله جل وعلا فانه منقاد له طائر والانفلاج والطاعة نوعان انقلاب وطاعة في القلب وانقياد وطاعة في الظاهر والذي هو ركن الاسلام هو الانقلاب والطاهر في القلب الا في التوحيد وفيما يتعلق بالشرك فهذا يعني بلفظ الشرك والا يعبد الا الله فهذا مطلوب من الانحياز فيه باطلا وظاهرا ومن لم ينفد ظاهرا فهو مسلم اما سائر الاحكام العملية فمن اداء الصلاة والزكاة ومثل تحليل ما احل الله جل وعلا وتحريم ما حرم الله جل وعلا الى اخره. فنبدأ اذا انقاد في قلبه وعطاه. لان هذا يجب ان يعمل وهذا يجب ان يترك لكنه خالف في الظاهر فان هذا ليس قادحا في عصر الاسلام بخلاف ما لو انه لم ينقذ باطلا لم ينقذ بقلبه لانه لم يسلم قلبه لله جل وعلا طاعة وانقلابا يقول مثلا في مثلا في الخمر في داخله انه محرمة ومسلم قلبه طاعة لله جل وعلا وانقيادا في تحريمها لكنه في الظاهر يشرب الخمر الله او يتظاهر بها او يجاهر بها فهذا لا يقدح في اصل الاسلام لانه للقادم ومطيع باطلا. وكذلك في مسائل الزنا والسرقة اه سائر المحرمات وقطيعة الرحم وبر الوالدين الى اخره. وكذلك في مسائل اصبر على الاعداء اه العبادات المفروضة العملية كالصلاة والزكاة الى اخره الا قال الشيخ عليه الخلاف او فيما ورد الخلاف فيه يعني مثل الصلاة والتفريط ما بين اه الالتزام وعدمه والجهل وعدمه في من لم يصلي ظاهرا اذا تبين هذا فمن اعظم ما يحقق الاسلام اسلام القلب لله جل وعلا بان لا يكون القلب مستسلما الا لله جل وعلا وحده ومعلوم ان الاستسلام يتبعه الطاعة. ويتبعه المتابعة ويتبعه الرغب ويتبعه الرهب فاذا كان القلب مستسلما لله جل وعلا وحده فانه ينشط عن ذلك انواع كثيرة من العبادات لا تحصى ومن ذل القلب ومن خضوع القلب مما يجعل حقيقة الاسلام عظيمة ومما يجعل تحقيق الاسلام عند العبد اعظم واجل لهذا ينبغي العناية دائما في تحقيق الاسلام وهو ما اراده المصنف رحمه الله تعالى فيما يظهر هنا ان يكون العبد مسلما هواه وقلبه وارادته وقصده لله جل وعلا وحده فهذا كما قال جل وعلا وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم وقال جل وعلا انما كان قول المؤمنين اذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم ان يقولوا سمعنا واطعنا ونحو ذلك من الايات التي تدل على وجوب الاستسلام لحكم الله جل وعلا في العلمية وفي المسائل العملية في الحديث المعروف عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به. وهو في معنى قوله جل وعلا فلا وربك لا يؤمنون. حتى يحكموك في ما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم فرجا مما قضيت ويسلموا تسليما قال بعدها وان تصلي الصلاة المكتوبة قيدها هنا بالمصحوبة يعني المفروضة والكتاب بالمعنى الواجب ومن الفاظ الوجوب عند الاصوليين لفظ كتب والكتاب لقوله جل وعلا كتب عليكم اذا حضر احدكم الموت وكقوله جل وعلا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم وكقوله ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا وكقوله جل وعلا كتاب الله عليكم في سورة النساء بعد ذكر المحرمات قال وتؤدي الزكاة المفروضة الزكاة المفروضة اذا اشتملت شروطها فان اداءها ركن من اركان الاسلام يريد الامام المصلي في سياقه لهذا الحديث الذي رواه الامام احمد في المسند ورواه غيره ان يبين لك ان اسلام القلب لله جل وعلا قيادا وطاعة وان تولية الوجه لله جل وعلا دون غيره من الهندس ان هذا من تفسير الاسلام بل هذا من اعظم اركان الاسلام كما فسرها النبي صلى الله عليه وسلم وعن هذه القلابة عن رجل من اهل الشام عن ابيه انه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما الاسلام؟ قال ان تسلم قلبك لله ويسلم المسلمون من لسانك ويده قال اي الاسلام افضل؟ قال الايمان. قال وما الايمان؟ قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والباقي بعد الموت اما الجملة الاولى فهي مرة معنا ان تسلم خلك لله ويسلم المسلمون من لسانك ويدك فجمع ما بين حق الله جل وعلا وحق عباده المؤمنين بان يسلم المرء قلبه لله وحده وان يسلب المسلمون من لسانه ويده فيكون حتى حق الله جل وعلا وحق عباده المؤمنين ثم سأله اي الاسلام افضل قال الايمان قال ومن الايمان؟ قال ان تؤمن بالله وملائكته الى اخره اي الاسلام افضل؟ لان الاسلام لان الاسلام يشمل الشيخ كله لان الاسلام يطلق ويراد به عموم الدين ويطرح الاسلام اذا كان مع الايمان ويراد به الاعمال الظاهرة كما قال الله جل وعلا قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا ولم ولكن قولوا اسلمنا ولا لما يدخل الايمان في قلوبكم وكقولهم عليه الصلاة والسلام الايماني في القلب والاسلام على ريح رواه الامام احمد لكن معناه ظاهر وتذهب له الاحاديث الاخرى اذا تبين ذلك فافضل الاسلام هو الايمان هل يمكن ان يقول الاسلام بلا ايمان او ان يكون ايمان بلا اسلام ليس كذلك وقد ذكرت لكم فيما مضى مختصرا ان العلماء اختلفوا عن الاسلام والايمان شيء واحد ام هما شيئان مختلفان وهل المسلم والمؤمن شيء واحد؟ ام هما شيئان مختلفان على اقوال اقربها قولان قول الاول وهو قول المحققين من اهل العلم ان الاسلام والايمان اذا افترق اجتمعا واذا اجتمع افترقا. يعني انه اذا صار في حديث او في اية ذكر الاسلام فهو يعنى الدين بما يشمل الاسلام والايمان غيره وكذلك اذا ذكر الايمان وحده فانه يعنى الاسلام والايمان فينادي الجميع كما قال عليه الصلاة والسلام الايمان جذع وستون او قال بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وهدناها اماطة الاذى عن الطريق ففسر او مثل لشعب الايمان الكثيرة بامرين هما من الاعمال الظاهرة التي هي اعمال الاسلام قول لا اله الا الله واماطة الاذى عن الطريق وعدم الاتفاق من من الايه؟ من الاسلام والقول الثاني هو قول البخاري وجماعة من اهل العلم محمد ابن ناصر وجماعة ان الاسلام والايمان شيخ واحد سواء اجتمعا او تفرقا وكل منهما يدل على طاهرة واستدلوا على ذلك بالادلة التي فيها ذكر الاسلام وعني بها الايمان او ذكر الايمان وعني به الاسلام وهي ليست دقيقة في محل النزاع واستدلوا على ذلك ايضا بقوله جل وعلا فاخرجنا من كان فيها من المؤمنين كما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين والصواب في ذلك ان الاسلام والايمان يخترقان اذا اجتمع لادلة كثيرة وبسطا اه اعظم بعض الدروس في هذه الدورة وصفت لبحث هذه المسألة المهم قال اي الاسلام افضل؟ قال الايمان قال وما الايمان؟ قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والباقي بعد الموت هذه هي اركان الايمان وكما ذكرت لك السؤال عن الماهية ماذا يكون جوابه من الاركان لذلك هنا قصة الاركان بالاركان الخمسة ولم يذكر القدر لاجل آآ ان اكثر ان الايات التي في القرآن بها ذكر هذه الاركان الخمسة دون ذكر القدر لقوله جل وعلا امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير. وكقولك يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله. الى ان قال ومن يكفر بالله العيشة وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ضل ضلالا بعيدا ونحو ذلك لان القدر ذكر في في القرآن منفصلا. لكن في حديث جبريل ذكر وقدر فاركان الايمان اذا ستة هذه ومعها الايمان بالقدر وفي حديث وقت عبد القيس في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم امرهم بالايمان فقال امركم بالايمان بالله وحده اتدرون ما الايمان بالله وحده ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتوا الزكاة وتعد الخمس من الى المغرب والتأدية تأدية الخمس هذا عمل فدل على ان العمل سيدخل ايضا في حقيقة الايمان ووقع السؤال عنه فيما التي تدل على الركنية وهذه المسائل لها فصل ومعروف في مواضع المقصود من ذلك ان ذكر الاركان الخمسة هنا او الاركان الستة وعدم ذكر العمل معها لا يدل على ان جنس العمل ليس ركنا في الايمان لانه جاء مبينا في احاديث اخر والذي عليه اهل السنة والجماعة ان الايمان قول وعمل وان الايمان قول باللسان واعتقاد بالكنان وعمل بالجوارح والاركان وايضا عمل بالقلب فهو قول واعتقاد وهو ايضا عمل في القلب وعمل للجوارح اما القول فظاهر وهو الشهادتان والاستسلام واما الاعتقاد فهو اعتقاد وحدانية الله جل وعلا تصميم الاركان الستة المعروفة واما العمل فالعمل قسمان عمل الجوارح وعمل القلب وكلاهما ركن في الايمان فلا بد في تحقيق مسمى الايمان ان يأتي بعمل القلب عمل القلب وان يحيا بالجنس عمل الجوارح هذا قول اهل السنة والجماعة اهل الحديث اتباع السلف الصالح بما قرروه في عقائدهم وقع بينهم خلاف في بعض المسائل آآ التطبيقية اه مما هو معروف عمل القلب ما هو؟ عمل القلب هو من جنس اسلام القلب لله جل وعلا ان جلس محبة محبة الرب جل وعلا ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم ومحبة دين الاسلام من جنس الخوف والرجاء والرغب الرغب التوكل حسن الظن بالله ونحو ذلك التوكل ونحو ذلك من العبادات القلبية المعروف اما عمل الجوارح فهو كل عمل صالح يتقرب العبد به الى ربه بجوارحه مما امر الله جل وعلا بس اذا تبين هذا فمراد الامام رحمه الله في هذا الحديث ان تفسير الاسلام يشمل هذا الذي ذكر جمال فالاسلام يفسر بالايمان فهو افضل الاسلام ويفسر بالاركان الخمسة لاداء حقوق الله جل وعلا عقيدة وفي العبادة ويفسر ايضا بسلامة حقوق العباد المؤمنين ويفسر ايظا الاسلام بان مسلم قلبه لله جل وعلا انقيادا وطاعة. وهذه الامور هي التي يدور عليها خلقوا الاسلام او يدور عليها اوامر الاسلام ما امر الله جل وعلا به في تحقيق الاسلام الايمان واركان الاسلام الخمسة اداة حقوق العباد اسلام القلب لله جل وعلا وحده دون ما سواه واسلام الوجه الى الله جل وعلا وحده دون ما سوى نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال رحمه الله تعالى باب قول الله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه. وعن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تجيء الاعمال يوم القيامة وتجيء الصلاة فتقول يا ربي انا فيقول انك على خير ثم تجيء الصدقة فتقول يا ربي انا الصدقة فيقول انك على خير ثم والصيام فيقول يا ربي انا الصيام. فيقول انك على خير ثم تجيء الاعمال على ذلك. فيقول انك قولوا ان فيقول انك على خير. ثم يجيء الاسلام فيقول يا ربي انت السلام وانا الاسلام. فيقول انك بك اليوم اخذ وبك اعطي. قال الله تعالى في كتابه ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين. رواه احمد. وفي الصحيح عن عائشة رضي الله تعالى عنها. ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد. ورواه احمد قال رحمه الله باب قول الله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهذه الاية مر معنا الاستدلال بها على وجوب الاسلام بباغ وجوب الاسلام وهنا عقد لها بابا مستقلا وذلك لانه اذا وجد الشيخ لا يعني ان غيره باطل او ان ما عداه ليس بمقبول فاستدل بالاية اناس على وجوب الاسلام من حيث هو بمعناه العام ومعناه الخاص وهنا اراد ان يفرد من هذه المسألة بابا مستقلا يبين فيه ان الدخول في الاسلام كما انه واجب فكذلك الخروج عن الاسلام بالتفكير الذي مر معنا فانه لن يقبل من صاحبه ومر فيما سبق الشرح ما اقتصرنا على ذكر الدلالة من الاية على وجوب الاسلام بل استطردنا بعدها على بطلان قل دعوة للاخذ بالاسلام لم يأتي بما امر الله جل وعلا به لكن نكرر هنا بعض المسائل الزائدة التي تتعلق بهذا الموقف قال ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه تجد الاية نص لان الاسلام الذي امر الله جل وعلا به عبادة انه من اراد ان يتزين بغيره فانه لن يقبل منه فهو في الاخرة من الخاسرين وهذا يشمل فئتين الفئة الاولى فئة غير المسلمين من اتباع الملل المختلفة والمحل المتنوعة فانهم بعد بعثة النبي محمد عليه الصلاة والسلام قل من اراد انبطأ على يهوديته او على نصرانيته او على مجوسيته او على ملته ايا كانت فان هذا مردود عليه ولن يقبل منه وقد جاء في الحديث الصحيح انه عليه الصلاة والسلام قال والله لا يسمع بي احد من هذه الامة ولا يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي الا احبه الله في النار وهذا في معنى الاية لانه بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم فان كل ملة باطلة ويجب على كل احد ان يدخلوا في هذا الاسلام فاذا سمعوا بالنبي صلى الله عليه وسلم وعلم دعوته ورسالته ثم لم يؤمنوا به فان دينهم لن يقبل منه الفئة الثانية هم من المسلمين من هذه الامة لكنهم لم يأخذوا بالاسلام كما جاء في الكتاب والسنة وكما رضي الله جل وعلا ورضيه رسوله صلى الله عليه وسلم بل احدثوا في الاسلام محدثات وابتدعوا فيه بدعا وضلالات جعلوها دينا قويما وصراطا مستقيما بحيث انها عندهم هي الاسلام وما عداها باطل وضلال. هؤلاء يشملهم ايضا قول الله جل وعلا ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه يعني ان عبادة هؤلاء ولو كانوا مجتهدين ولو كانوا يظنون انهم على خير وصواب فانها لما كانت ليست على الاسلام الصحيح فانها لن تقبل منه هذا امر عظيم يحتاجه كل طالب علم ويحتاجه كل داعية بل يحتاجه كل مسلم بما يقيم في نفسه من المحبة والبغض والولا والفرا تعامله مع الناس المنتسبين لهذه الامة فانه يجد منهم اصنافا متنوعة قل منهم من يكون على الاسلام الاول غير مغير ولا مبدل. اذا كان كذلك في علم انه او مهما كانت عبادات المتعبدين فانها لما كانت على خلاف السنة وبالبدع فانها لا تقبل من قال بنص كلام الله جل وعلا فمن ابتغى غير الاسلام الذي انزله الله جل وعلا على نبيه صلى الله عليه وسلم فانه لن يقبل منه من ابتغى غير الاسلام في العبادات. يعني اتى بعبادات جديدة واضافها على الدين فانها لن تقبل منه حتى ولو كان تائبا في تعبده ونصب في عباداته فان هذا لن يقبل منه لان الله جل وعلا لم يبتلي العباد العمل وانما كلام بحسنه وحسن العمل لا بد فيه من الصواب فيه واقتفاء اثر النبي صلى الله عليه وسلم وعدم الزيادة في الدين على ما جاء به عليه الصلاة والسلام لهذا هذه الاية تشمل هاتين الفئتين وعليه فتكون الخسارة متنوعة فمن كان على غير ملة الاسلام ولم يدخل في الاسلام فقوله وهو في الاخرة من الخاسرين يعني انه من اهل النار المخلدين فيها خسارته عظمى ومن ثار من اهل الاسلام لكنه لم يلتزم لكل الاسلام وانما ابتغى في بعض الاسلام محدثات وبدع وضلالات فان هذا متوعد وخاسر فيما تعبد فيه بالضلالات وهذه اثم وما فعله من البدع والمحدثات كثيرة من الكبائر ولهذا يخشى عليه لذلك وهذا ايضا يشمل من ابتدع البدع الكفرية والشركية المخرجة من الملة هذا لا شك عاد بالاسلام الى سنة الجاهلية و هو اشبه بالخارجين آآ بالذين لم يذكروا في الاسلام اصلا لانهم خرجوا من دعوى الاسلام وخرجوا من دين الاسلام بالشرك الاكبر ما فعلوه او اعتقدوه من الكفريات قال وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوغ الاعمال يوم القيامة فتجيب الصلاة فتقول يا ربي انا الصلاة فيقول انك على خير قوله تبيع الاعمال يوم القيامة العلماء فسروها على احد تفسيرين منهم من قال تديء الاعمال يعني يجيء ثواب الاعمال يوم القيامة والهجر الذي وضعه الله جل وعلا للاعمال ومنهم من قال تدير الاعمال ان الله جل وعلا قادر على جعل الاعمال تجيء حقيقة كما انه يوزن العمل وجودا السيئات والحسنات فكذلك هذا وكما يأتي القرآن يوم القيامة يحاج عن اصحابه وكما يأتي الامل جملة يحاجى مع اصحابه فهذه كلها من جنس واحد وهذا في الحقيقة هو الذي عليه المحققون من اهل السنة والجماعة لان الاصل في الامور الغيبية ان تقر على ظاهرها والا تعول بتأويلات تصرفها عن ظاهرها وكون الاعمال مزيد الاعمال يوم القيامة هذا مجيء قلبي لا نعرف حقيقة واذا كان غيبيا فيجب الا يسلط عليه التأويل لان التأويل يخرج الحقائق الريبية عن حقائقها الى مدرسات العباد ومدركات العباد لا تتناول الغيبيات بل انما تتناول المعبود لهم مما رأوه او قاسوا او احسوه او قاسوا عليه فاذا نقول الصحيح ان قولك تجيء الاعمال يوم القيامة ان هذا مجيء حقيقي. وان الاعمال تزيد كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم قال فتجيء الصلاة فتقول يا ربي انا الصلاة يعني ان الاعمال تتنافس في ان تكون ساكهة لاصحابها او ان تكون هي هي الميزان الذي يوزن به اهله وهذا فيه تقرير لمسألة مهمة وهي ان هذه الاعمال يكون بينها وبين اصحابها محبة ومودة والفة بحيث ان كل عمل صالح يريد لاصحابه الزلفى والنجاة هذه الصلاة تريد لاصحابها النجاة ثم الصدقة يعني المفروضة تريد لاصحابها النجاة ثم الصيام المفروض يريد لاصحابه النجاة الى اخره او الصلاة التطوع او يعني او صيام التطوع او صدقة التطوع المقصود جنس هذه الاعمال يأتي ويريد لاهله النجاة وان يكون هو الميزان فمن اتى به كان ميزانه راجحا وكان معطا ومكرما ومن لم يأتي به فانه معرض لكن ربنا جل جلاله لما اتت الصلاة قال انك على خير لانها عبادة عظيمة ثم كذلك في الصدقة قال انك على خير لانها عبادة عظيمة ثم في الصيام قال ان انك على خير لانه عبادة جليلة عظيمة ثم تجيء الاعمال على ذلك كل الاعمال في الجهاد في سبيل الله جل وعلا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر طلب العلم بالعمرة الحج صلة الرحم يشمل اه قوله ثم تجيء الاعمال على ذلك يعني كل الاعمال الصالحة تجيب فكل يريد ان يكون الوزن به وان يكون هو المعيار وهو الميزان فالله جل وعلا يقول انك على خير الى ان يأتي الى ان يأتي الاسلام فهذا فيه تنبيه الى حسن الادب مع من ران شيئا لم يستحقه لانه يثنى عليه و لا يهزم في قوله ولا في ادب مهم لطالب العلم فيما يحتفل به على آآ الاشياء او فيما يقيم به الاشياء او فيما يخاطب به الناس فربما مثلا تنبيه الى حسن الادب مع من رام شيئا ولم يستحقه لانه يثنى عليه لا يهجن في قوله هذا فيه ادب مهم لطالب العلم بما يحكم به على آآ من اشياء او فيما يقيم به الاشياء او فيما يخاطب به الناس لربما مثلا يأتي واحد ويقول انا فعلت كذا وكذا فيسفه بانه ليس كيف نجعلك مثل كذا وكذا الى اخره وهذا لا شك من استعجال الناس والعباد وعدم وزنهم بالوزن العدل والانصاف والحق في كل الحالات والله جل وعلا يعلم عباده انه من طلب شيئا ليس بمستحق له انه يثنى عليه بما هو فيه ولا يعطى اكثر من منزلته فقال الله جل وعلا للصلاة انك على خير ولص صدقتي انك على خير وللصيام انك على خير ولجميع الاعمال انك على خير لكن لم يعطيها سكنها ولم يلبي لها مطلبها لانها لا تستحق ذلك فهي اتت بشيء مقدر لكنه ليس هو الميزان قال بعد ذلك ثم يجيء الاسلام فيقول يا ربي انت السلام وانا الاسلام السلام السلام اسم من اسماء الله جل جلاله من اسماء الجمال لله جل جلاله والسلام من اثاره كل سلامة سلم فيها العباد وكل انواع السلامة لهم في دينهم وفي دنياهم فيما دق من الامر او فيما جل فانما هي من اثار الله جل وعلا الذي هو السلام جل جلاله وتقدست اسماه والاسلام كما ذكرنا انفا من اسلم اذا دخل في السلم يعني في اللغة وطلب السلام فبينهما من جهة الاشتقاق مناسبة لان الاسلام في من اسلم يطلب السلامة والسلام من اسماء الله جل وعلا الذي فيه خيوضات السلامة من جميع النواحي والجهاد لهذا في هذا الدعاء من الاسلام يا ربي انت السلام. وانا الاسلام فيه تنبيه للعباد ان يكون مطلبهم ودعاؤهم بتوسل بالتوسل باسماء الله جل وعلا. المناسبة لمطالبه فاذا كان يريد مطلبا في السلامة فانه يدعو الله جل وعلا باسمائه الحسنى باسمائه الحسنى باسماء الجمال التي منها السلام مثلا فيما يطلبه وهذا هو تحقيق لقول الله جل وعلا ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها فيدعو العبد بما يناسب مطلوبه اذا كان مطلوبه المغفرة فيتودد الى الله جل وعلا باسماء الجمال له جل وعلا كالغفور والرحيم والودود وتواب ونحو ذلك. وباسماء الجلال ايضا التي فيها وجبروته وهيمنته وكبرياؤه جل وعلا لتعرضه لنفحات الرب جل جلاله وتقدست اسماه وكذلك في سائر المسائل الدعاء من اعظم ما يكون فاذا وفق العبد للدعاء بالتوسل والثناء على الله جل وعلا بما يناسب المطلوب فانه لا يكاد الدعاء يصرف بل يجاب كما كما اخبر الله جل وعلا بذلك هنا قال يا ربي انت السلام وانا الاسلام فيقول انك على خير بك اليوم اخذ وبك اعطي قال الله تعالى في كتابه ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من من الخاسرين قوله بك اليوم اخذ يمكن ان تكون ان يكون تفسيرها على احد وجهين اول بك اليوم اخذ من الاخذ وهو العقوبة والعذاب والثاني فيك اليوم اخذ الاول الاخذ والعقوبة والعذاب والمؤاخذة ايضا والثاني بك اليوم اخذ يعني اخذ وسيلة الوسيلة اخذ الشفاعة فيكون الاسلام شافعا يؤخذ شافعا يؤخذ سببا يؤخذ ميزان والاول اظهر وهو انه من الاخذ والمؤاخذة والعقوبة والنكال يعني بك اليوم ااخذ واعاقب وانكل واعذب وبك اليوم اعطي اعطي يعني اتكرم واتفظل كقوله جل وعلا عطاء غير مجذوب فدل ذلك على ان الله جل وعلا جعل الاسلام هو الميزان لانه يعاقب بتركه ويؤاخذ بتركه كما انه يكرم وينعم ويتفضل ويعطي بالاسلام فاذا كان الامر كذلك فان تحقيق الاسلام واعظم اسباب النجاة اعظم ما يكون به الاعطاء والكرم والفظل من الله جل وعلا ان يحقق العبد اسلام وان يكون مسلما على الحقيقة وان من تخلف عن ذلك فهو مؤاخذ. وسيرد عليه ما تعبد به مما ليس من الاسلام وهذا كما ذكرنا يشمل الفئتين فئة من ليسوا بمسلمين وفئة اهل الاسلام الذين لم يحققوا الاسلام فهؤلاء مخاطبون بالمعاقبة متوعدون بقوله ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين اذا تبين هذا فان هذا الحديث من الاحاديث العظيمة التي تهز النفس والفؤاد والجوارح في لزوم الاسلام الصحيح وعدم مخالفته الى غيره وكما ترى ليست المسألة مسألة العبادات من حيث هي فقط وانما المسألة مسألة تحقيق الاسلام. وهذا مما ينبغي بل يجب على طلبة العلم وعلى الدعاة الى الله جل وعلا افرادا وجماعات ومجموعات ان يعتنوا به كثيرا لان الغاية من الدعوة والغاية من التعليم هو نجاة العباد تعبير العباد لربهم جل وعلا فاذا كانوا يدعون الى شيء لا تضمن معه نجاتهم يوم القيامة فانهم على خطأ حينئذ وتكون الدعوة ليست على بابها وليست على ما يحقق للمرء النجاة اذا سلك لهذا ينبغي كمنهج ان يؤخذ بالاسلام في شموله في الدعوة لان دعوة الناس الى الاسلام يعني من المسلمين ومن غير المسلمين بحسب الحكمة والتدرج البداءة بالاهم فالمهم الى اخره. لكن يدعى الى الاسلام بشموله الذي لا يهتم مثلا بدعوة الناس الى توحيد الله جل وعلا وتحقيق الشهادتين تحقيق الاسلام فانه لم يهتم بالاسلام الصحيح بل اهتم باسلام يظنه نافعا وربما كان غير من الناس ايضا من يقتصر في دعوته على العقيدة. فقط دون ان يدعوا الناس الى ما يصلحهم في العبادة وما يصلحهم في الاعمال وما يؤدون به حقوق العباد وهذا ايضا فيه نقص فحقيقة الاسلام وهو ما فسره الامام في الباب الذي قبله هو الذي يجب ان يتخذ من هذا للدعوة وهو اسلام الذي يشمل جميع ما امر الله جل وعلا به امر ايجاب او نهى عنه جل وعلا او نهى عنه رسوله رسوله صلى الله عليه وسلم ما هي تحريم؟ ثم يأتي بعد ذلك المستحبات وغيرها من نعم اتبع وهذا يؤكد لك انه يجب ان يفهم كيف تحقق الدعوة في حياة الناس وكيف يدعو المرء الى الله جل وعلا؟ وان تكون دعوته على وفق الاسلام الصحيح اذا كان هو سيدعو الى الاسلام الكامل بالشامل فانه هو في نفسه يجب ان يكون ملتزما بالاسلام وتحقيق ما يجب عليه من الدخول في الاسلام اذا كان يدعو والمسلمون لا يسلمون من لسانه ويذر فان هذا لم يأتي ما يحبه الله جل وعلا ويرضاه في امر الدعوة. او اذا كان يدعو الى شيء من الاسلام ويقول الشيء الاخر غير مهم. كالذين يقولون فان الدعوة الى العقيدة والتوحيد وتفهيم الناس ذلك ان هذا غير مهم وبيان التوحيد والشرك وما يضاد آآ حقيقة الاسلام ان هذا ليس بمهم. المهم كذا وكذا او لا ايضا لم يرعوا والامانة ولم يأتوا بالاسلام الذي امر الله جل وعلا به. كذلك من اتى للناس بالدعوة الى الزهديات. وترك حقيقة الاسلام واوامر الاسلام العظيمة والامر والنهي والعلم والدعوة الى التوحيد والعقيدة كذلك هذا مفرق. فالواجب اذا على الجميع ان يتخذوا الاسلام الكامل كما امر الله جل وعلا به وكما جاء في الكتاب والسنة ان يتخذوه منهجا له وفيما ارى ويرى الكثير في الواقع ان من اسباب وقوع الخلاف اليوم بين الناس في الدعوة وبين الذين يدعون سواء من الافراد او من غيرهم ان السبب هو في فهم الاسلام وفي طريقة الدعوة. لكن لو اخذ الجميع بالاسلام كله فانهم حينئذ سيلتقون على كلمة سواء. لكن هذا يرعى جوانب لا يرعاها ذاك. وهذا يفرط في اشياء وهذا يغلو في اشياء وهكذا حتى صارت الامة بل حتى صار المخلصون على قلتهم في عموم الامة صاروا متفرقين مع الى فرق والى اقوال والى جماعات نسأل الله جل وعلا السلامة والعافية من كل ما يخالف طريق الجماعة الاولى اذا تقرر هذا فان اه كما ذكرت لكم في اول شرح كتاب فظل الاسلام هذا الكتاب كتاب منهج كتاب دعوة اذا نظرت في تطبيق امام الدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تطبيق منهج الدعوة والاسلام في دعوته وجدته اخذ بما جاء في هذه النصوص فدعا الى الاسلام كله لاداء حقوق الله جل وعلا وحقوق العباد الامر بالفرائض الامر بالمعروف والنهي عن المنكر القيام بالنصح للراعي وللرعية القيام بالحقوق جميعا وهذا هو حقيقة الاسلام التي وعد الله جل وعلا من اخذ بها والتأييد في مثل قوله. ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين. انهم لهم المنصورون. وان جندنا لهم هم الغالبون وفي نحو قوله انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد وهذا مما نرجو عاجل بركته وعاجل بركته عند الله جل جلاله في ان يكون جل جلاله وتقدست اسماؤه رضي منا بما اخذنا به من عموم الاسلام وحلت له حلت علينا بذلك بركته جل وعلا وسلامته التي وعد بها من حقق دينه سبحانه وتعالى الحديث الاخير وفي الصحيح عن عائشة هذا مر معنا من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد هذا يريد بها الامام رحمه الله بيان ان في قوله ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه انه يشمل اهل المحدثات والذين عملوا اعمالا ليس عليها امره صلى الله عليه وسلم سواء كانت هذه المحدثات محدثات في العقائد كالذين نفوا صفات الله جل وعلا او اعتقدوا ان الله جل وعلا يجبر العباد او الذين نسبوا الى الله جل وعلا اشياء ليست له سبحانه وتعالى او كان في العقائد والعمل كالذين عبدوا غير الله فاتوا بالشرك الاكبر او الذين اتوا بالشرك الاصغر في انواعه كل هؤلاء عملوا اعمالا ليس عليها امره عليه الصلاة والسلام نعم اعمال قلبية او اعمال جواد كذلك البدع المختلفة وهي درجات مر معنا الكلام عليها. ايضا كلها من تعبد بها فهي مردودة ليش؟ لن تقبل منه بنص الاية والحديث وهو وصاحبها في الاخرة من الخاسرين. وسيأتي بما يأتي من ابواب ان شاء الله تعالى بيان ان البدع من حيث الجنس ارفع درجة من الكبائر. فجنس البدعة اشنع واغلظ من الكبائر من جنس الكبائر ما يعني ان كل بدعة اعظم من كل كبيرة له. ولكن جنس البدع لانها معارضة للرسول صلى الله عليه وسلم واستدراك عليه وشرع دين لم يأذن به تعبد باشياء لم تكن عليها سنته من جهة الاعتقاد والشبهة هذه اعظم من حيث الجنس من آآ ذنوب الشهوات المختلفة وهذا فيه تقرير لما يجب على الدعاة الى الله جل وعلا ان يسلكوه في دعوتهم وان ينبهوا الجميع الى ترى المحدثات والبدع والضلالات لانها مخالفة لدين الاسلام ونبينا صلى الله عليه وسلم اعلن ان اصحابه مردودة عليهم عباداتهم وهذا معناه انها لا تقبل منهم وانهم خاسرون بما اقترفوا من اثام وبما اجترحوا من بدع وضلالات ونكتفي بهذا القدر. ونرجو ان شاء الله لنا ولكم السلامة والعافية. وان يسلكنا الله بنا صراطه مستقيم ودينه القويم وان يتوفانا غير مغيرين ولا مبدلين. اللهم انا نعوذ بك ان نذل او نزل او نضل او ونضل او نجهله او يجهل علينا او نظلم او ان نظلم انك سبحانك جواد كريم فاجب اللهم واغفر جما وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد تم اللحظة