المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب فتح المجيد الدرس العشرون لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. قال رحمه الله تعالى باب ما جاء في الرياء وقول الله تعالى قل انما انا بشر مثلكم يوحى الي انما الهكم اله واحد. فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا. وعن ابي هريرة مرفوعا قال الله تعالى انا انا اغنى الشركاء عن من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه. رواه مسلم. وعن ابي سعيد مرفوعا الا اخبركم بما هو عليكم عندي من المسيح الدجال. قالوا بلى يا رسول الله. قال الشرك الخفي. يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته ما يرى من رجل لما يرى من نظر رجل رواه احمد فيه مسائل الاولى تفسير اية الكهف الثانية الامر العظيم في رد العمل الصالح اذا دخله شيء لغير الله. الثالثة ذكر السبب الموجب لذلك وهو كما وهو كمال الغنى. الرابعة ان من الاسباب انه تعالى خير الشركاء الخامسة خوف النبي صلى الله عليه وسلم على اصحابه من الرياء السادسة انه فسر ذلك بان يصلي المرء لله المرء لله لكن يزينها لما يرى من رجل اليه. هم. قوله بعض ما جاء في الرياء اي من النهي والتحذير قال الحافظ هو مشتق من الرؤية والمراد به اظهار العبادة لقصد رؤية الناس لها فيحمدون صاحبها والفرق بينه وبين السمعة ان الرياء لما يرى من العمل في الصلاة كالصلاة والسمعة والسمعة لما يسمع كالقراءة والوعظ والذكر ويدخل في لذلك التحدث بما عمله وقول الله تعالى قل انما انا بشر مثلكم يوحى الي انما الهكم اله واحد اي اليه تلي من الربوبية اي ليس لي من الربوبية ولا من الالوهية شيء. بل ذلك كله لله وحده لا شريك له. اوحاه الي فمن كان لقاء ربه ان يخافه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا. واحدا نكرة في سياق النهي تعم وهذا العموم يتناول الانبياء والملائكة والصالحين والاولياء وغيرهم. قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى اما اللقاء فقد فسره طائفة من السلف والخلف بما بما يتضمن المعاينة وقالوا لقاء الله يتضمن رؤيته سبحانه وتعالى يوم القيامة وذكر على ذلك قال ابن القيم رحمه الله تعالى في الاية اي كما ان الله واحد لا اله لا اله سواه فكذلك ينبغي ان تكون العبادة له وحده لا شريك له فكما تفرد بالالهية يجب ان يفرد بالعبودية فالعمل الصالح هو الخالص من الرياء المقيد بالسنة. وفي الاية دليل على ان اصل الدين على ان اصل الدين الذي بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم والمرسلين. والمرسلين قبله وافراده الا بانواع العبادة كما قال تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه لا اله الا انا انه لا اله الا انا فاعبدون والمخالف لهذا الاصل من هذه الامة اقسام اما طاغوت ينازع الله في ربوبيته والهيته ويدعو الناس الى عبادته او طاغوت يدعو الناس الى عبادة الاوثان او مشرك يدعو غير الله ويتقرب اليه بانواع العبادة او بعضها او شاك في التوحيد اهو حق ام اهو حق ام يجوز ان يجوزوا ان ان يجعل لله شريك في عبادته او يجوز؟ يجوز او يجوز. نعم. بس المهم انها يجعل عشان شريك نعم ان يجعل لله شريك في عبادته او جاهل يعتقد ان الشرك ان الشرك دين يقرب الى الله وهذا هو الغالب على اكثر العوام لجهلهم من قبلهم لما اشتدت غربة الدين ونسي العلم بدين المرسلين. قوله وعن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة وكشف علينا من الدين الغمة وجاهد في الله حق الجهاد صلوات الله وسلامه على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين اما بعد فهذا الباب باب ما جاء في الرياء يعني ما جاء في الرياء من النهي والتحذير عنه وان النبي عليه الصلاة والسلام خافه على امته وانه من الشرك والرياء مثل ما نقل لك الشارح عن الحافظ رحمهم الله قال مأخوذ من الرؤية ويختلف عن التسمية او السمعة والرؤية التي منها مسجد الرياء فيما اذا قام يعمل عملا من انواع العبادات اما صلاة او صام او جاهد او نحو ذلك ليرى. ليرى الناس عبادته ليرى الناس جهاده. غرضه الرؤية اما ان يكون غرضا كاملا او ان يكون بعض غرضه. فهذا يسمى مرائي وفعله رياء لانه طلب امله رؤية الناس لم يطلب بعمله وجه الله جل وعلا على وجه الكمال او على وجهي البعضية. اما السمعة والتسميع فهو ما يكون من العبد لعبادة مسموعة او اذا عمل عبادة ترى او تسمع حدث بذلك حتى يسمع الناس بعبادته. يعني يقصد بعبادته اسماع الناس. اما بالتحدث بفعل ما يرى من العبادات مثل الصلاة او ما يخفى من العبادات مثل الصيام او ان يسمع الناس عبادته في ما يسمع تلاوة القرآن او طلب علم برفع صوته في ذلك ونحو هذا. كذلك اذا امر بمعروف ذكر ذلك للخلق اذا نهى عن منكر ذكر ذلك للخلق اذا كان له مقام من مقامات الايمان التي يبتغى فيها الاجر ذكرت ذكر ذلك ذكر ذلك للخلق لكي يسمعهم عبادتي فهذا هذا لا شك انه داخل في التسمية ومن سمع ومن رأى الجميع يدخلون في انهم قصدوا غير الله جل وعلا اما بالعمل كاملا او ببعض العمل والرياء والتسميع لما كان فيه شركة واشراك لغير الله جل وعلا معه صار العمل الذي رؤي الذي عمل للرياء او عمل للسمعة صار العمل باطلا وذلك لنهي الله جل وعلا عنه في الاية الاولى حيث قال الله جل وعلا فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا. فلما نهى عن الاشراك دلنا على انه لو تعبد العبادات العظيمة واشرك فيها فان عبادته فاسدة. لان هذه العبادة التي اشرك مع الله جل وعلا فيها عبادة منهي عنها واذا كانت منهيا عنها فانها فاسدة لان النهي يكفي الفساد. في قول الله جل وعلا قل انما انا بشر مثلكم يوحى الي انما الهكم اله واحد يقول الله جل وعلا لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم قل يا محمد للناس جميعا وللمشركين الذين انت بينهم خصوصا قل لهم انما انا بشر مثلكم. يعني لست باله ولست باث بشيء من عندي. وانما انا بشر اشارككم في هذه البشرية اكل كما تأكلون واشرب كما تشربون وانكحوا النساء كما تنكحون ادخل الاسواق واخرج منها واسافر وانام واصحو غير ذلك من الصفات البشرية. فانا من هذه الجهة مثلكم لا فرق بيني وبينكم من جهة كوني بشرة لكن انعم الله جل وعلا علي بالوحي قل انما انا بشر مثلكم يوحى الي وهذا الذي تميز به الرسول فهو ليس له شيء من خصائص الاله وليس عنده شيء يأتي به من نفسه وانما هو بشر مثل بشر ولكن انعم عليه باعظم نعمة وهي نعمة النبوة قال بشر مثلكم يوحى الي انما الهكم اله وحي. والوحي هو القاء الخبر في سرعة وخفاء فيدخل في الوحي الالهام كما قال جل وعلا واوحى ربك الى النحل ان اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرفون. اوحى ربك الى النحل يعني القى اليها ذلك العلم وذلك الخبر بان تتخذ من الجبال بيوتا على وجه الخفاء والسرعة بالالهام. كذلك الوحي يكون من وراء يعني عن طريق رسول يبعثه الله جل وعلا ليبلغ ورسوله البشري ما اوحى الله جل وعلا كذلك الوحي يكون بالسماع من وراء حجاب قال جل وعلا وما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا او من وراء حجاب او يرسل رسولا اوحي باذنه ما يشاء هذي كلها داخلة في الوحي. قال يوحى الي انما يوحى الي يعني عن طريق الوحي عن طريق الرسول من الملائكة يلقي الي والله جل وعلا بانه ما من اله الا الله جل وعلا يوحى الي انما الهكم اله واحد. الاله الذي يستحق العبادة واحد وليس ثم الهة متعددة كما تزعمون. قال جل وعلا بعد ذلك فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يثن. هذا رتب على ما قبله بالفاء لان له معنى فقوله جل وعلا يوحى الي انما الهكم اله واحد هو في معنى الحصر في معنى لا تتخذوا الها الا الله. لان الحصر بانما هو في مقام الحصر بلا والا فقوله انما محمد رسول هو في معنى قوله جل وعلا ما محمد الا رسول. قوله جل وعلا انما انت نذير هو في معنى قوله جل وعلا ما انت هو في معنى قوله جل وعلا ان انت الا نذير يعني ان بمعنى ماء. فاذا انما هذه حاصرة وقاصرة فهي في مقام استعمال كلمة نثم او ان مع حرف او اداة الحصر الا. فقوله هنا انما الهكم انما الهكم اله واحد يعني ما الهكم ما معبودكم الا معبود واحد معناه لا تعبدوا ان الاله الواحد الذي يستحق العبادة وهو الله جل وعلا. ولهذا رتب عليها جل وعلا قوله فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا. فمن كان يرجو لقاء ربه الرجاء هنا بمعنى الاعتقاد والرجاء والظن بالقرآن يكونان بمعنى الاعتقاد في ايات كثيرة كما في قوله مثلا في الظن ان ظن ان يقيم حدود الله وكما في قوله الذين يظنون انهم ملاقوا ربهم وانهم اليه راجعون يعني يعتقدون ذلك. كذلك الرجاء هنا فمن كان يرجو لقاء ربه يعني فمن كان يعتقد لقاء ربه رجاء منه لذلك ويريد ان يسر عند لقاء ربه فليس ثم طريق الا ان يعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا. فاشترط لذلك العمل وليس اي عمل ولكن العمل الصالح. والعمل الصالح هو ما كان باطنه لله باطنه صالح وظاهره صالح. وصلاح الظاهر بميزان حديث عائشة رضي الله عنها حيث قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد هذا ميزان للاعمال الاعمال وميزان باطن وهو ما جاء في حديث عمر انما الاعمال بالنيات. فلا بد من النية لصلاح باطن العمل ولابد من المتابعة لصلاح ظاهر العمل ثم قال ولا يشرك بعبادة ربه احدا يعني يكون مخلصا في عبادته ومنها هنا قال جماعة من اهل العلم ان شروط قبول العمل ثلاثة النية والاخلاص المتابعة يعنون بالنية ما يتميز به العمل عن غيره. والاخلاص ان يكون المراد به الله جل وعلا وحده. وبالمتابعة ان يكون على وفق سنة النبي صلى الله عليه وسلم وقد يكون نوى العبادة بما يميزها عن غيرها ولكن وتابع فيها السنة لكن لم يرد بها الله جل وعلا. فهذا عمله حاد. اراد بها الخلق اراد بها تزين قد يكون مخلصا في عبادته متابعا فيها السنة لكنه نوى بها غير ما امر به نوى بصلاة الظهر صلاة العصر. نوى بركعتي الفجر النافلة الركعتين ركعتي الفريضة. وهكذا يعني لم يميز بين العبادات هذا تكون عبادته مردودة لانه لم يأتي بالنية التي هي تمييز العمل بعضه عن بعض. اخرون من اهل العلم وهم الاكثر قالوا شرط قبول العمل الاخلاص والمتابعة النية والمتابعة والنية يعنون بها ما يشمل النية عند اهل السلوك والنية عند اهل الفقه لان النية عند اهل السلوك الاخلاص والنية عند اهل الفقه تمييز العبادة عن غيرها. تمييز الفرض عن النفل. تمييز الفروض بعضها بعض النوافل بعضها عن بعض قال جل وعلا فمن كان يرجو لقاء ربه وكما ذكر لك عن شيخ الاسلام ان لقاء الله يفسره السلف بتفسيرات تتضمن منو الرؤية تتضمن المعاينة وهذا افضل النعيم افضل النعيم رؤية الله جل وعلا رؤية وجه الله الكريم سبحانه قال فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احد لا يشرك احدا هذا فيه يعني في هذا النهي في هذه الجملة فيها نوعان من العموم. اولا عموم انواع الشرك والثاني عموم الاحاد عموم الاشخاص فاما عموم انواع الشرك فمستفاد من قوله فلا فليعمل عملا صالحا ولا يشرك لانه يشرك بالمضارع وهو مشتمل على نكرة في سياق النهي فتعم انواع الشرك. يعني لا يشرك احدا الشرك الاكبر ولا للشرك الاصغر ولا الشرك الخفي فلهذا العموم لاجل هذا العموم اورد الشيخ رحمه الله تعالى هذه الاية في هذا الباب ما جاء في الرياء لانها تشمل بالرياء بالعبادة او للسبب الاخر وهو ان السلف فسروا الشرك هنا بالرياء. فاذا قوله لا يشرك ولا يشرك بعبادة ربه احدا تظمن الشرك الاكبر الشرك الاصغر والشرك الخفي هذا النوع الاول من العموم عموم وانواع الشرك. الثاني مستفاد من مجيء النكرة احدا في سياق النهي وقد تقرر ان النكرة في سياق النهي انها تعم يشركن كرة في صيام النهي لانها مشتملة على حدث المضارع مشتملة على حدث والحدث نكرة كذلك احدا هنا في سياق النهي فتعم الاشخاص. تعم اي احد تعم الملائكة الانبياء والرسل الصالحين طالحين الجن من صدق عليه انه احد فان هذه الاية تنهى عن الاشراك به. اذا تقرر ذلك بالشرك كما نبهنا عليه مرارا لكن نعيده في هذا المقام بالشرك هو اتخاذ الند مع الله جل وعلا رسمه بعض العلماء الى اكبر واصغر فقط وقسمه اخرون الى اكبر واصغر وخفي وهذا هو الذي جرى عليه امام الدعوة رحمه الله هذا التقسيم الى نوعين او ذاك التقسيم الى ثلاثة كل منهما يعود الى الاخر اكبر واصغر او اكبر اصغر خفي او تقسيم ثالث الى ظاهر شرك ظاهر وشرك خفي عندنا هذي ثلاث تقسيمات كلها في معنى واحد انما هو مجرد ايضاح بالتقسيم الرياء هو من الشرك الظاهر او الخبيث ومن الشرك الخفي ليس ظاهر ولهذا اورد الشيخ الحديث حديث ابي سعيد في عاقلة هنا من جهة الظهور الرياء باطل الرياء خفي. لانه الرياء والتسميع هو شيء باطن في النفس. يريد ان يريد ان يسمع بعمله هذا فهو شرك خفي. ولهذا يعرف الشرك الخفي بانه يسير الرياء. لماذا؟ لان تقسيم الشرك باكبر واصغر وخفي الخفي غير الاكبر لهذا التقسيم. جعلوا الخفي ما لا يصل الى الشرك الاكبر وفي الاصل يعني في نصوص القرآن الرياء يشمل الاكبر والاصغر فرياء المنافقين اكبر يراؤون الناس يعني باظهار الاسلام وابطان الكفر فهم لم يراؤوا في عبادة او عبادات وانما راؤوا في اصل الدين ولذلك يقيد الرياء الذي هو شرك اصغر او شرك خفي بانه يسير الرياء يسير الرياء. اما كثير الرياء هذا قد يكون اكبر او يكون اصغر بحسب الحال. فان كان الرياء كرياء المنافقين صار اكبر مخرج من الملة. وان كان كرياء من يحسن صلاته للعبد فهذا اصغر او خفيان بحسب الحال اذا فقوله جل وعلا فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا هذا نهي عن الشرك مقتضى لتحريمه قد جاءت النصوص الكثيرة في تحريم الشرك الذي هو اتخاذ الند مع الله جل وعلا في محبته والرغب اليه وعبادته والمراعاة نوع من انواع الشرك الذي يحبط العمل كما سيأتي تفصيله ان شاء الله. نعم. والرجاء الرجاء يعني تفسيره يمكن ان يكون بالاعتقاد. لكن عند السلف يعني منهم من فسر بالاعتقاد من فسره بالخوف ومنهم من فسره بالعمل يعني الرجاء على اصله فالخطأ فالرجاء لفظة الرجاء اصلها هي الامل يعني رغبة في الشيء امل ان يكون الشيء يعني فمن كان يرجو لقاء ربه يعني معاينة الله جل وعلا التي فيها اثابة الطائع هنا من قال يرجو لقاء ربه يعني يخاف لقاء ربه يعني يخاف لقاء الله الذي معه عقاب العاصي. فاذا في قوله فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا اريد هنا نظر الى العمل وثواب العمل فصار هنا الرجاء رجاء اللقاء اعتقاد اللقاء المتضمن للثواب. وان كان هنا بالعمل المقصود منه ترهيب من ترك العمل الصالح ترهيب من الشرك صار هنا رجاء من كان يرجو لقاء ربه يعني يخاف لقاء الله جل وعلا المقام محتمل لهذا؟ ومحتمل لهذا. نعم. قوله وعن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا. قال الله تعالى انا اغنى الشركاء عن الشرك. من الى من اشرك معي في غيري تركته وشركه. رواه مسلم. قوله من عمل عملا اشرك فيه غيري. اي من قصد بعمله غيري من المخلوقين تركته هو شركان ولابن ماجة فانا منه بريء هو للذي اشرك قال الطيبي الضمير المنصور في قوله تركته يجوز ان يرجع الى العمل قال ابن ابن رجب رحمه الله تعالى واعلم ان الاعمى لغير الله اقسام وتارة يكون رياء محضا كحال المنافقين مم قال تعالى واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله الا قليلا وهذا الرياء المحض لا يكاد مؤمن في فرض الصلاة والصيام وقد يصدر في الصدقة او الحج الواجب او غيرهما من الاعمال الظاهرة او التي يتعدى نقلها فان الاخلاص فيها وهذا العمى لا يشك مسلم انه حابط وان صاحبه يستحق المقت من الله والعقوبات. وتارة يكون العمل لله ويشاركه الرياء فان شاركه من اصلي فالنصوص الصحيحة تدل على بطلانه وذكر احاديث تدل على ذلك منها هذا الحديث وحديث شداد ابن اوس وحديث شداد ابن اوس مرفوعا من صلى يرائي فقد اشرك ومن صام يرائي فقد اشرك ومن تصدق يرائي فقد اشرك وان الله عز وجل يقول اي انا خير انا خير قسيم لمن اشرك بي ومن اشرك بي شيئا فان فان جسده وعمله وقليله وكثيره لشريفه الذي اشرك به وانا وانا عنه غني رواه احمد وذكر احاديث في في المعنى وذكر احاديث في المعنى ثم قال فان خالط نيته ذكر يعني الحافظ ابن رجل. نعم ثم قال فان خالط نية الجهاد مثلا نية غير الرياء مثل اخذ اجرة للخدمة او اخذ شيء من الغنيمة او التجارة نقص بذلك اجر جهاده ولم يبطل بالكليات. قال ابن رجب وقال الامام احمد رحمه الله تعالى التاجر والمستأجر والمكر او المكر اجرهم على ما يخلص من نياتهم في غزواتهم ولا يكون مثل ما من جاهد بنفسه وماله لا يخلط به غيره. وقال ايضا في من يأخذ جعل الجهاد اذا لم يخرج لاجل الدراهم فلا بأس فلا بأس كانه خرج لدينه ان اعطي شيئا اخذه. وروي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال اذا اجمع احدكم على الغزو فعوضه الله رزقا فلا بأس بذلك. واما ان كان احدكم ان اعطي دراهم غداء وان لم يعطى لم يغز فلا خير في وروي عن مجاهد رحمه الله تعالى انه قال في حج الجمال وحج الاجير وحج التاجر هو تام لا ينقص من اجرهم شيء اي لان قصدهم الاصلي كان هو الحج دون التكسب. قال واما ان كان اصل العمل لله ثم طرا عليه نية الرياء فان كان خاطرا ثم دفعه فلا يضره بغير خلاف وان استرسل معهم فهل يحبط عمله ام لا؟ ويجازى على اصل نيته في ذلك في ذلك اختلاف بين العلماء من السلف. قد حكاه الامام احمد ابن ورجح ان عمله لا يبطل بذلك وانه يجازى بنيته الاولى وهو مروي عن الحسن وغيره وفي هذا المعنى جاء حديث ابي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه سئل عن الرجل يا يعمل العمل من من يعمل العمل من الخير يحمده الناس عليه. وقال تلك عاجل بشرى المؤمن رواه مسلم انتهى ملخصها قلت وتمام هذا المقام يتبين في شرح حديث ابي سعيد ان شاء الله تعالى قوله هنا وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك فيه معي غيري تركته وشركه في هذا الحديث بيان العلة امتناع الشركة في الاعمال ووجوب ان يكون العمل لله جل وعلا وحده وهو كمال غناه جل وعلا. اذا نبه الشيخ للمسائل لان السبب هو كمال غنى الله جل وعلا لقوله في هذا الحديث انا اغنى الشركاء عن الشرك يعني ان الناس فيما يزاولونه في امورهم اذا كانت لهم شركة ومشتركون في عمل او مشتركون في مثلا في بعض الناس عابد مشترك او اجير مشترك فان العزيز منهم او من كان اغنى منهم طلب التوحد بهذا الحديث طلب التوحد بهذا العمل. لكن من كان اقل غنى او من كان فقيرا فانه يقبل ان يأتيه بعض بعض الشيء. والله جل وعلا بكمال الغنى له الغنى التام المطلق الذي لا يعتريه نقص بوجه من الوجوه تبارك ربنا وتعالى. ولهذا لا يقبل الله جل وعلا ان يتوجه اليه احد ويتوجه ايضا الى غيره من هذه الجهة فمن اثار اسم الله الغني ان الله جل جلاله لا يقبل من احد الا الاخلاص. لا يقبل عملا عمله العامل لله ولغيره وايضا يمتنع الشرك لان الله جل وعلا هو مالك الملك وهو ذو الملكوت وذو القدرة التامة عليه وهو الرب السيد المطاع في هذا الموت. لهذا قال جل وعلا يبقى يعني الشرك ما اتخذ الله من اله وما كان مع ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله. اذا لذهب كل اله بما خلق. ولعن بعضهم على بعض قال جل وعلا لو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا يعني لو كان ثم احد يستحق العبادة مع الله جل وعلا في هذا الملكوت لفسدت السماوات ولفسدت الارض لانه يلزم من استحقاق العبادة ان يكون للمعبود نصيب من الملك يلزم من كونه استحق العبادة ان يكون له ربوبية والربوبية لاحد مع الله جل وعلا في هذا الملكوت ممتنعة والمشركون انفسهم يمتنعون من القول بذلك كما قال جل وعلا ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله. كما قال جل وعلا ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض؟ ليقولن الله قل افرأيتم ما تدعون من دون الله. كما قال جل وعلا قل من يرزقكم من السماء والارض ام من يملك السمع والابصار ويخرج الحي من الميت امن يرزقكم من السماء والارض ومن يملك السمع والابصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الامر فسيقولون الله. فقل افلا تتقون. وغير ذلك من الادلة التي تدل على بطلان الشرك لان الله جل وعلا هو الواحد في الربوبية. فمن استحق شيئا من العبادة فمعنى ذلك ان القائل بهذا يقول ان له نصيبا في هذا الملك. له نصيب من الربوبية. وهذا باطل لا قائل به فبطلة النتيجة وهي انه ثم احد يستحق العبادة والمستحق للعبادة وحده هو الله جل وعلا الرب بالربوبية وذو الالوهية على خلقه اجمعين تبارك وتعالى وذلك لكماله في ربوبيته والهيته وفي اسمائه وصفاته وكماله في امره وكماله في حكمه وفي قضائه وقدره. والله جل جلاله قال هنا في هذا الحديث القدسي انا اغنى الشركاء عن الشرك ورتب على ذلك قوله من عمل عملا اشرك فيه معي غيري تركته وشركه. قوله من عمل عملا هذا يشمل جميع الاعمال الاعمال التي اشرك فيها مع الله. فيدخل في ذلك العبادات او الاعمال البدنية والاعمال القلبية والاعمال المالية فالاعمال القلبية العبادات القلبية اذا كان فيها مع الله احد وطلت لانها عمل قلب دخل فيه عاير الله جل وعلا. كذلك اعمال البدن من الصلاة والصيام اذا كان فيها غير الله جل وعلا او كانت لغير الله. او كانت لله ولغيره تركها الله جل وعلا بطل ذلك كذلك العبادات المالية الصدقة نحو ذلك او المختلطة من مال وبدن كالحج. يعني انه عام في جميع الاعمال هنا مسألة التي نقلها عن الحافظ بن رجب في كلامه الطويل خلاصة هذا الكلام في ظبط مسألة الرياء وكيف يحدث يحبط العمل؟ ان الرياء له احوال فاما ان يخالط العبادة من اصلها فيكون انشأ العبادة لغير الله صلى لغير الله قام يتسنن بعد الصلاة وهو لا يريد بالسنة الله جل وعلا ولكن يريد ان يري من حوله انه يصلي الراتبة او يصلي النافلة فهذا اثم ومعزور غير مأجور وصلاته هذه باطلة جاهد لغير الله تصدق وقصده في الاصل الرياء قصده ان يري الناس. تلا القرآن لم يقصد به وجه الله لم يقصد به الثواب وانما اراد به ان يسمعه الناس او ان يروا ذلك. هذا باطل من اصله العبادات البدنية والمالية ما كان من هذا وهذا كالحج الحالة الثانية ان يكون اصل العمل لله انشأ العبادة قاصدا الله جل وعلا يرجو ثواب الله لله لم يرد غير الله بذلك ولكن في اثناء العمل قرأ له الريح اثناء وهو يصلي من عادته انه لا يطيل القراءة بعد الفاتحة فاطال المقام مثلا وهو لا يقرأ حتى يوهم الناس انه انه يطيل القراءة او ركع ولما سبح استحضر رؤية من حوله فاطال الركوع. او اطال السجود على هذا النحو ونحو ذلك او يقنت بالناس واطال القنوت لاجل ذلك اتى بادعية لاجل الناس فهذا هل يحبط عمله من اصله ام يحبط العمل الذي رأى به الصواب انه يحبط العمل الذي رأى به فالزيادة مثلا في القيام هذه باطلة يؤزر عليها. زيادة الركوع هذه باطلة ويأثم عليها لان هذا العمل العمل من قسم من عمل عملا اشرك فيه مع غيري وهو عمل عمل التسبيح اطالة الركوع فيكون هذا العمل الزائد باطلا كذلك في القنوت يكون دعاؤه هذا باطلا ويأثم عليه ويكون مأزورا غير مأجور وهكذا هذا في هذه الحالة الثانية ان يكون العمل طرأ على العبادة يعني العمل الذي خالطه الرياء طرأ على العباد ليس ليست نيته من الاصل الرياء الحالة الثالثة انه يعرض له الرياء في صلاته في عبادته في جهاده في دافع ويجاهد نفسه. فكلما الشيطان ليريه رؤية الناس او يحظر له في قلبه رؤية الناس او التسميع يدافع ذلك ويستعيذ بالله من الشيطان و يقوم بالعبادة لله جل وعلا فهذا له حكم من يجاهد نفسه وله حكم المخلصين. لان هذا الذي طرأ لم يسترسل معه وانما هو من كيد الشيطان فدفعه وجاهد الحالة الرابعة وهي التي ذكر فيها الخلاف على الامام احمد وابن جرير ان انه دخل في العبادة وبعد دخوله فيها مباشرة عرظ له الريافة استمر معه الى اخره. يعني نوى ان يصلي مثلا الراتبة او نوى ان يقرأ القرآن فلما افتتح رأى الى ان تم تمت العبادة. فهل يحبط عمله جميعا ام يؤجر على نيته؟ خلاف والصواب ان الله جل وعلا حكم عدل لا يضيع عمل العامل. والنية عمل صالح من نوى الخير يؤجر عليه ويحبط العمل واما النية الصالحة الاولى فيؤجر عليها. يحبط العمل ويأثم على الرياء. فاذا المقام هذا مقام تفصيل في ذلك قوله في اه كلام ابن رجب ان الرياء المحض لا يفطر او لا يكاد يفطر عن مؤمن في فرض الصلاة والصيام يعني بفرض الصلاة مع ان المنافقين يصلون ويراءون الرياء المحض. يعني في فرض الصلاة يعني في المحافظة عليها والصيام يعني في المحافظة على الصيام. الصيام والصلاة من قسم ما بين ظاهر للناس وما بين خفي عنه فان الرياء المحض بالصلاة والصيام لا يكون عند مؤمن رياء المحشر لان المؤمن لا بد ان يصلي يحافظ على الصلوات لله. اما المنافق فهو الذي تصدر منه الصلاة اذا حضر مع الناس لكنه اذا خلا تركها لانه ما صلى الا للناس كذلك يصوم امام الناس لكن اذا خلا بنفسه لم يرعى لله جل وعلا حرمه بعدم صلاح نيته فافسد الصيام. اما الصدقة والحج فهذه منقسمة لان الصدقة فعل يفعل امام الناس فهذا قد يدخله الرياء المحض يعني يكون اصل الصدقة في مؤمن من اولها الى اخره نوى بها الرياء. كذلك الحج الجهاد يكون اصله جميعا نوى به الرياء هذا ممكن لانه عمل ظاهر ليس ثم فيه عمل بعضا بخلاف الصلاة والصيام هذا قصد الحافظ ابن رجب بما ذكر مع ان المقام يحتاج الى ان يوضحه رحمه الله في قول النبي في قول الله جل وعلا في هذا الحديث من عمل عملا اشرك فيه معي غيري تركته وشركه هنا الظمير يرجع الى اي شيء؟ تركته. هل تركت العمل او تركت العامل الارجح ان المراد تركت العامل وشركه يعني وشرك العام. وهذا يفيد التحذير والوعيد لمن فعل ذلك. ان الله جل وعلا يتركه فهو من احاديث الوعيد على من فعل ذلك. فاذا يستفاد من ذلك انه ليس المقام بطلان للعمل الذي راح به فقط. بل هو على الرياء فهو راء يبطل عمله وايضا هو مأزور واثم لانه اشرك بالله جل وعلا الحالة الثانية يقول فرق بين الحالة الثانية والرابعة الحالة الثانية عرظ له الرياء في اثناء العبادة في ثنائها ليس بعد الدخول فيها مباشرة. الحالة الاخيرة نوى نوى النية ثم كبر مثلا في الصلاة هنا بدأ الرياء. صارت كل صلاته رياء. اما ذاك نوى وكبر واستمر صلاته لله ثم عرض له الرياء في تطويل في القراءة عرظ له الرياء تطويل في الركوع ونحو ذلك. فرق بينهم نعم قوله عن ابي سعيد رضي الله عنه مرفوعا الا اخبركم بما هو اخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟ قالوا بلى قال الشرك الخفي يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من هذا الرجل. رواه احمد. رواه ابن خزيمة في صحيحه عن محمود بن لبيب قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ايها الناس اياكم وشرك السرائر قالوا قالوا يا رسول الله وما شرك السرائر قال يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من الرجل اليه. فذلك شرك السرائر قوله الشرك الخفي خفيا لان صاحبه يظهر ان عمله لله وقد اخذ به غيره. واشركه فيه بتزيين صلاته لاجله. وعن شداد ابن اوس قال كنا الرياء على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم الشرك الاصغر رواه ابن ابي الدنيا في كتاب الاخلاص وابن جرير في التهديد والطبراني والحاكم قال ابن القيم واما الشرك الاصغر وكيسير الرياء وتصنع للخلق والحلف بغير الله وقول رجل الرجل ما شاء الله وشئت هذا من الله ومنك وانا بالله اعوذ بالله ومالي الا الله وانت وانا متوكل على الله وعليك ولولا الله وانت لم يكن كذا وكذا وقد يكون هذا شركا اكبر بحسب الحال قائلي مقصده انتهى ولا خلاف ان الاخلاص شرط لصحة العمل لصحة العمل وقبوله وكذلك المتابعة كما قال الفضيل ابن عياض رحمه الله تعالى في قوله تعالى ليبلوكم ايكم احسن عملا قال اخلص واصوباه قيل يا ابا علي ما اخلصه واصوبه؟ قال ان العمل اذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل. واذا كان صوابا ولم يكن قال لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا. فالخالص ما كان لله والصواب ما كان على السنة. وفي الحديث من الفوائد شفقة النبي صلى الله عليه وسلم على امتي ونصحيه لهم. وان الرياء اخوف على الصالحين من فتنة الدجال. فاذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يخاف على سادات الاولياء ما قوة ايمانهم وعلمهم فغيرهم ممن هو دونهم باضعاف اولى بالخوف من الشرك اصغره واكبره. والله تعالى اعلم في هذا الحديث حديث ابي سعيد الا اخبركم بما هو اخوف عليكم عندي من المسيح الدجال. المسيح الدجال وصفه النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة حذرهم منه وبين لهم صفته وبين لهم احواله. ذلك لكي يحذروه ولكي ان خرج يكونون حجيجين على انفسهم يعني يعرفونه ولا يلتبس عليهم امره. فامره ظاهر بين وصفاته ظاهرة بينة. الحذر منه تحذير تحذير النبي صلى الله عليه وسلم منه قائم بين وهم في حذر منه لكثرة تخويف النبي صلى الله عليه وسلم منه واستعاذة من دائما في صلاته من فتنة المسيح الدجال. والشيطان يظفر من العبد بما هو اسهل على طيب الشرك الشرك الخفي الذي منه ان يصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر الرجل هذا يظنه المرء سهلا. فيقع فيه لخفائه وسهولته. واما الدجال فيكون امره عظيم في نفسه فيأخذ عدته ورهبته الخلاص من فتنته وشره. لهذا بعض صغار الامور تكون اخوف على العبد من الكبار. لان الكبار يمكن ان تتقى لكن الصغار والوسائل هذه تروج فلا تتقى فيقول المرء الناصح خائفا على نفسه وعلى من يحب من الصغائر والوسائل للعظائم اكثر من خوفه من العوائل. فمثلا انظر من جهة من الذنوب وهو والعياذ بالله الزنا. فالزنا لا يغوي الشيطان العبد المؤمن المسدد به فنقول مثلا لفلان لا نخاف عليك الزنا او هناك شيء اخوف عندنا عليك من الزنا اخوف ما هو؟ نقول له النظر وتتبع النساء بالنظر والتلذذ بذلك. لماذا؟ لان الزنا بعيد ان يوقعه الشيطان فيه وهو على حصانة من ايمانه. لكن هذه الوسيلة اليه يجعله الشيطان يجترئ عليها شيئا فشيئا حتى يألفها قلبه فاذا الف قلبه تلذذ بالنظر الى النساء ومتابعة النظر اوقعه في حب ذلك حتى يوقع فيما بعد ذلك. المقصود ان من الامور الصغيرة ما يخاف فيها على الصالحين اعظم من الامور الكبيرة. لان الامور الكبيرة تجبه وتظاد وينكرها قلب المؤمن لكن الصغائر تلتبس ويتساهل فيها حتى تكون وسيلة للوقوع في الكبيرة وعظائم الامور. وهذا ظاهر بين في حال كل واحد منا نسأل الله جل وعلا ان يعاملنا بعفوه ومنه وكرمه وان لا يكلنا الى نفسي الى انفسنا طرفة عين. ما بقي هنا من ما ذكر في شرح الحديث وكلام ابن القيم مر معنا الكلام عليه نذكر هنا نختم هذه هذا الباب ونجيب على بعض الاسئلة وننبه الى ان الاسبوع القادم ان شاء الله ربما او الغالب ان يعرظ لي سفر خارج الرياظ فيكون موعدنا ان شاء الله في الاسبوع الذي بعده ما حكم حمل الاطفال في اثناء الصلوات؟ حيث ان الاولاد لا تخلو من النجاسة لانهم مربوطون بالحفاظة في دون اه معلوم انه من شروط صحة الصلاة ان ان يكون طاهرا في بدنه وفي البقعة. ايضا التي يصلي فيها. فاذا كان يحمل نجاسة فانه ليس طاهرا في في لباسه او فيما يحمله فيجب ان يتخلص من النجاسات. فحمل طفل نجس هذا لا تصح معه الصلاة. فيجب ان يضعه ثم يصلي اسئلة فقهية ما ليست في الموضوع؟ يقول ما دليل القائلين ان الشرك الطارئ لا يبطل اصل العمل؟ مع ان الله جل وعلا يقول لئن وقت ليحبطن عملك. الاية على ظاهرها لان اشركت ليحبطن عملك والحديث ايضا من عمل عملا اشرك فيه معي غيري تركته وشركه والعمل من قسم فالشرك ايضا منقسم فالعمل الذي اشرك فيه مع الله جل وعلا هو الذي يترك. اما غيره مما كان العبد فيه مخلصا لله. فان كمال عدل الله جل وعلا يقتضي ان يقبل هذا العمل. لهذا الاعمال تتجزأ. اما قوله جل وعلا لان اشركت ليحبطن عملك فان الشرك هنا المراد به الشرك الاكبر. فان العبد اذا اشرك الشرك الاكبر فانه يبطل جميع العمل. ولا يقبل منه عمل لان الله جل وعلا قال وقدمنا للمشركين قدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا. اذا يفرق هنا في في الادلة في تقسيمات العمل ان العمل ينقسم الاعمال العبادات اجزع ايش يقول اذا بدأ بالاخلاص وختم بالرياء؟ اذا قلنا يثاب على اخلاص هل يتوافق هذا القول مع تعريف الرياء؟ بانه يحبط العمل الذي قارنه نمرة عند السؤال؟ قل بدأ بالاخلاص وختم بالرياء. اذا قلنا يثاب على اخلاصه. هل يتوافق هذا القول مع تعريف الرياء بانه يحبط العمل الذي قارنه. اذا بدأ العبادة بالاخلاص وعمل منها الى التشهد الاخير. وهو مخلص ثم بعد ذلك عرض له الرياء. هل الرياء هنا يعرض له فيما سبق له فيما بقي؟ يعرض له فيما بقي. فيبطل العمل الذي بقي فيؤجر على اخلاصه وعلى ما وحد الله جل وعلا به يقول هل يترتب على بطلان العبادة الواجبة ان يعيدها الانسان اذا كان السبب هو الرياء اذا كان دخل في العبادة على وجه الرياء فانها باطلة يجب عليه ان يعيدها اما اذا كان الرياء عرظ في بعظ اجزائها فاذا كان يصلي في جماعة معلوما ان الرياء لا يكون مؤثرا لان من فوائد صلاة الجماعة ان الناس يصلون جميعا في حال واحدة يتابعون تمام مدة سجودهم واحدة مدة ركوعهم. واحدة مدة قيامهم واحدة. فيكون الرياء هنا ضعيف المدخل. اما اذا كان هو يصلي وحده او كان اماما ودخل في الصلاة لاجل الرياء عمله باطل. يجب عليه ان يعيد يقول هل يكون الرياء في ترك الاعمال كما يكون في فعلها. هذا سؤال جيد. هل يكون الرياء في ترك الاعمال كما يكون في فعلها كانه يشير الى كلمة الفضيل ابن عياض حيث قال ان العمل لاجل الناس رياء وترك العمل لاجل الناس شرك العمل لاجل الناس رياء وترك العمل لاجل الناس شرك. معنى كلام الفضيل بن عياض يقول العمل اذا عمل عملا للناس فقد رآه لكن اذا ترك العمل يعني الواجب الذي يجب عليه لاجل ثناء الناس لاجل الا يثني عليه الناس فان هذا شرك منه لانه اراد رضا الناس او التخلص من الناس من ثنائهم بترك فرض فرظه الله جل وعلا. سيكون مشركا وكأن الفضيل ابن عياض يريد بذلك الطائفة الملامية الذين ظهروا في يمكن في قرون متقدمة لكن هي كطائفة فيما بعد القرن الثالث لكن افرادهم موجودين افرادهم موجودون من قبل وهؤلاء الطائفة الملامية طائفة من الصفوفية تم ملامية لانهم يظهرون للناس ما يلامون عليه يظهر ترك الصلاة وهو يصلي. يظهر عدم المحافظة على الفرائض وهو محافظ. يظهر ارتكاب بعض الاشياء وهو بعيد عنها يريدون بهذا تقليل وجود اهل الرياء يريدون بذلك اخفاء المرائين وابعاد المرائين من الوضوء. فهؤلاء تركوا العمل الصالح تركوا الواجب لاجل الناس فتركهم هذا شرك لانهم تركوا الفرظ لاجل الخلق فصار تركهم ترك عمل صار شركا وقد سئل اه الشيخ سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله مرة عن كلمة الفضيل بن عياض هذه قال هذه غلط بان ترك العمل يعني لانه على اطلاقها ترك العمل لاجل الناس هذا ليس بشرك بل هو قد لا يكون شركا ان العمل من اعمال يتركه لاجل الناس يعني لاجل الا يثني عليه الناس بالبعد عن الناس وقد لا يكون شركا وشيخ الاسلام كثيرا ما يذكر كلمة الفضيل هذه ويريد بها ما ذكرته اه ولا الرياء اذا حصل اثناء الوضوء يحبط بعظ الوضوء فما يفعل الشخص هل يعيد الوضوء؟ في الوضوء لا تلتفت الى هذا العمل لا تلتفت الى ما يعرف بل توضأ الوضوء الشرعي ولا تلتفت ان فيه رياء او مريظ. فالذي يتوظأ الوضوء الشرعي يكفيه ذلك ولو كان قام في قلبه ان فلان ينظر اليه لماذا؟ لان القدر الواجب منه هذا ليس فيه ريح قدر الواجب من الوضوء ما يراعي فيه الوعي الوضوء مرة مرة لا يرائي فيه. فاذا رأى في المستحب يكون البطلان في الزائد. يكون لا يثاب على الغسلة الثانية. لا يثاب على الغسلة الثالثة. فيبقى اصل وضوءه صحيحا. هذا من جهة الجهة الثانية فتح هذا الباب خطير لانه يجعل المرء عرضة لوسواس الشيطان. وان للوضوء شيطانا يوسوس العبد فيه وكما ثبت في الصحيح. فيجب على العبد ان يتخلص من هذه الوساوس. والوضوء ليس فيه رياء يعني الوضوء الواجب ما فيه رياء استرح فلا يكون ثم اعادة لاجل الرياء في الوضوء واحذر من الوسواس فيه فان هذا مدخل من مداخل الشيطان العظيم هذي كلها بنفس الموظوع؟ نعم. انا اشوف موظوع غير ما صحة الحديث؟ اللهم اني اعوذ بك ان اشرك بك شيئا. وانا اعلم يعني شيئا اعلمه واستغفرك لما لا اعلم هذا هو كفارة ما قد يعرض الانسان من الشرك والحديث صحيح. فهذا الحديث يحفظ ويكرر كثيرا عبد لانه كفارة ما قد يعرظ الانسان من الشرك وهو استعاذة بالله ان نشرك به شيئا نعلمه ونستغفره لما لا نعلم يعني ان يعرض المرء افراد او بعض الرياء او شرك خفي وهو ساهي غافل او نحو ذلك او لم يعلم بان هذا من الشرك لان حقوق الله جل وعلا عظيمة. فهذا الحديث صحيح هذا كفارة لما قد يعرض للانسان من ذلك وسلامة لما يكون في مستقبله لانه استعاذ بالله من ولكن لابد من التوبة اذا كان يعرف هذا من نفسه ان يتوب الى الله جل وعلا ويحرص على التوحيد هناك من يشترط في قبول العمل شرطا ثالثا وهو صحة العقيدة ويستدل لذلك بقوله تعالى من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن الاية يعني فلنحيينه حياة طيبة فيقول وهو مؤمن دليل على اشتراط صحة العقيدة هو دليل على اشتراط الايمان. يعني اشتراط الاسلام فمن عمل عملا ظاهره الصلاح واخلص فيه لله وليس بمؤمن هذا لا يقبل منه يعني مثلا خذ الصدقات صدقة عمل صالح قد يعملها الموحد ويعملها المشرك. يعملها المسلم ويعملها النصراني. فعمل المسلم لها عمل صالح لان معه اصل تصحيح العمل وهو الاسلام. اما غير المسلم فعمله حاضر. لان اشركت ليحبطن عملك. والمشرك عمله لذلك يعني بهذا العمل الذي ظاهره الصلاح ان صدقة او نصراني يتصدق هو يرجو يرجو ان يؤجر عليه الله جل وعلا من كمال عدله ورحمته انه يأجر العبد على كل عمل عمله فاذا كان مسلما كان اجره في الدنيا والاخرة مثل ما جاء في هذه الاية قال فلنحيينه حياة طيبة. اللي في الدنيا ولنجزينهم اجرهم باحسن الذي كانوا يعملون اما الكافر فيؤجر المشرك النصراني يؤجر على الاعمال التي يعملها وظاهرها الصلاح يؤجر عليها في الدنيا. سعة رزق في صحة في عافية في سلامة من الافات ونحو ذلك فيستوفى له في اماله في الدنيا اذا قوله جل وعلا وهو مؤمن اشتراط للايمان يعني للاسلام فمن لم يكن مسلما ليس ممن تشملهم هذه الاية يعني يترتب على عملهم الصالح ان يحيي حياة طيبة وان يجزى في الاخرة باحسن ما كان يعمل. نكتفي بهذا القدر وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد