المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن إبراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ طروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح الاصول الثلاثة الدرس الاول. من الذين يطلبون العلم لوجهه لا يريدون به عرضا من الدنيا ونسأل الله جل وعلا ان يبصرنا بالحق وان يمن علينا بالالتزام به وبالثبات عليه التاء يتوفانا وهو راض عنا هذه الدروس متنوعة منها درس في ثلاثة الاصول وهي رسالة لامام هذه الدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وبعدها درس في الورقات للدويني في اصول الفقه وهذا بعد العصر وبعد المغرب ان شاء الله تعالى يكون اما درسان الاول في التفسير وسنفسر ان شاء الله تعالى سورة تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير المسماة سورة الملك وبعدها درس في الحديث نشرح فيه ان شاء الله تعالى ما نتمكن من شرحه من الاربعين النووية على وجه الاختصار والايضاح ان شاء الله تعالى سبب الاختيار ان هذه الدروس مدتها وجيزة اولا من حيث الزمن لانها مقتطعة من اهذه العطلة بالتالي هي غير متصلة ولهذا يناسب ان يشرح فيها اشياء تنبه طلاب العلم الى ما يجب ان يسلكوه في طلب العلم لان الكثير من الشباب يحب العلم ويروم طلبه. لكنه لا يوفق الى الطريق الصحيح لطلب العلم فمنهم من مضى عليه سنون عددا يقرأ وربما يبحث لكن لو فتش في نفسه لوجد انه لم يحصل من العلم ما به يكون على ارض يمكنه المشي عليها في طريق العلم اللاحد الطويل وسبب ذلك انه فقد التأصيل العلمي. الذي كان يعتني به العلماء منذ قرون كثيرة رسالة ثلاثة الغصون رسالة مهمة لكل مسلم وكان العلماء اعني علماءنا يأثنون بها شرحا في اول ما يشرحون من كتب اهل العلم ذلك لان فيها الجواب عن اسئلة القبر الثلاث الا وهي سؤال الملكين العبد عن ربه وعن دينه وعن نبيه الحبيب وهي ثلاثة الاصول يعني معرفة العبد ربه فهو معبوده ومعرفة العبد دينه دين الاسلام بالادلة ومعرفة العبد نبيه عليه الصلاة والسلام فمن ها هنا جاءت اهمية هذه الرسالة بان فيها من اصول التوحيد والدين الشيء الكثير واصول الفقه مهمة ايضا والعناية بها ضعيفة. بما احسب واسمى وتأتي اهميتها لانه كثر المجتهدون دون معرفة لاصول الاستنباط والاستنباط له اصوله اصول الاستنباط هي اصول الفقه فكم سمعنا من متكلم في مسائل شرعية لم يحسن الكلام عليها تفصيلا ولا استنباطا ويظن انه محسن مصيب في استدلاله لما من اين اتاه الغلظ اتاه من ضعفه في وصول الفقه نعم ان هذه الورقات مقدمة لاصول الفقه لم تشتمل من اصول الفقه الا على اشياء يسيرة فلا تهيئ طالب العلم تلك الرسالة لا تهيئ طالب العلم الى ان يفهم الاصول كما ينبغي ولكنها تعطيه مفاتيح يدخل بها بيت اصول الفقه واما التفسير فتأملت فترة فيما نخطأ فيما اختاره للتفسير هل اختار تفسير سورة الفاتحة ام اختار تفسير جزء عما؟ باعتبار انه كثيرا ما يقرأ في المساجد بالصلوات الجهرية وربما قلقه اكثر المسلمين بلها طلاب العلم في صلاتهم وربما لم يدركوا او لم يعلموا كثيرا من معاني الايات التي يتلوها كثيرا ويسمعونها كثيرا لكن لا تشعر الوقت نظرت في ان سورة تبارك اشتملت على اصول عظيمة و يمكن ببيان وتفسير اياتها ما ينبه به طلاب العلم على ضرورة الاعتناء بالتفسير خاصة تسير الايات التي تحفظها والتي تقرأها في صلاتك. والتي تسمعها فكم يعاب المرء ان يسمع كلاما يردد عليه وهو يجهل معناه رددوا عليه قصار السور وربما جهل بعض تلك المعاني. ليس الجهل عيبا لكن الاصرار على الجهل هو العين وما احسن قول ابي الطيب المتنبي حيث قال ولم ارى في عيوب الناس عيبا كنقص القادرين على التمام وانتم ايها الشببة قادرون بلا شك على التعلم قادرون على الفهم قادرون على الفقه لكن العيب يأتي من اضاعة الوقت في غير ما ينفع التفسير مهم ومعرفة معاني الايات وسيلة. لا شك من وسائل الثبات على الايمان وتحصيل العلم النافع بعد التفسير الاربعون النووية وهذه الاربعون النووية جمعت احاديث شهد العلماء بعد محبين يحيى ابن زكريا النووي رحمه الله تعالى رحمة واسعة. شهدوا على حسن اختياره لها. وعلى انها جمعت الاحاديث التي عليها مدار الاسلام لهذا اعتنى العلماء بشرحها هذه الاربعون ينبغي لنا ان نحفظها وينبغي ان نفهم معانيها ان نفهم معانيها وان نقرأ ما قاله العلماء في شرحها هذه مقدمات لهذه الدروس. هذه المقدمات التي قدمت بها اردت منها ان ارشدك الى ان العلم لا ينال مرة واحدة وانما ينال العلم على مر الايام والليالي. كما قال ابن شهاب الزهري رحمه الله تعالى فيما رواه ابن عبدالبر في كتاب الجامع قال من رام العلم جملة ذهب عنه جملة. انما يطلب العلم على مر الايام والليالي وهذا حق العلم يبدأ بتحصيل صغاره قبل كباره اذا حصلت صغار المسائل قبل الكبار فانت على طريق العلم واما اذا ابتدأت بالكبار دون معرفة الصغار صغار المسائل واضحات المسائل وابتدأت بالكبار التي فيها خلاف يحتاج الى بحث يحتاج الى تثقيف تنازع العلماء فيها كما هو بعض طلبة العلم او بعض المبتدئين في العلم فانه يذهب عنك العلم. لهذا اؤكد على ضرورة تحصيل العلم ايخفيه خطوة فخطوة وانما يطلب العلم على مر الايام والليالي. اليوم علم وغدا مثله من نخب العلم التي تلتقط. يحصل المرء بها حكمة. وانما السيل اجتماع النقط. وهذا واقع. وقد ذكر الخطيب البغدادي باسناده في كتاب الجامع يبقى يعني ادب السامع ذكر حكاية عن احد رواة الاحاديث لانه طلب العلم وحرص على لقاء الشيوخ واخذ عنهم لكنه لم يحفظ. مرت عليه الايام ولم يحفظ لم يفهم ومضى الوقت وهو على هذا. فظن انه لا يصلح للعلم فترك العظة فبينما هو يسير مرة اذا بماء يتقاطع على صخرة وهذا الماء قد اثر في الصخرة وحفر فيها حفرة نظر متأملا فقال هذا الماء على لطافته اثر في هذا الصخر على كثافته فليس العلم بالطف من الماء يعني باخف من الماء وليس قلبي وعقلي لاكثف من الصحوة ورجع يطلب العلم من جديد وحصل واصبح من رواة الحديث الذين لهم شهرة. اذا فالعلم يحتاج الى مواصلة ما نيأس نواصل نواصل نحفظ ندارس لكن ينبغي بل يجب ان يكون على اصوله خطوة فخطوة ومن بدأ بالاهم ثم اعقبه بالمهم فانه يحصل ان شاء الله تعالى. نبدأ ثلاثة الاصول نفعني الله جل وعلا واياكم بها نعم بسم الله الرحمن الرحيم لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال الامام العالم المجاهد الاسلام والمسلمين مجددي الدعوة والدين الامام محمد بن عبدالوهاب. بسم الله الرحمن الرحيم. اعلم رحمك الله وانه يجب علينا تعلم اربع مسائل الاولى. العلم وهو معرفة الله ومعرفة نبيه ومعرفة دين الاسلام للاسلام الا الثانية العمل به. الثالثة الدعوة اليه. الرابعة الصبر على الالات والدليل قوله تعالى للذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر قال الشافعي رحمه الله تعالى لو ما انزل الله حجة على خلقه الا هذه السورة لكبتهم وقال البخاري رحمه الله تعالى باب علمه باب العلم قبل القول والعمل. والدليل قوله تعالى فاعلم ان لا اله الا الله واستغفر لذنبك. فبدى بالعلم قبل القول والعمل الحمد لله رب العالمين قال الشيخ رحمه الله تعالى في اول هذه الرسالة يعلم رحمك الله او اعلم رحمني الله واياك وهذا فيه التلطف وفيه تنبيه الى ان مبنى هذا العلم على التلطف وعلى الرحمة للمتعلمين لانه دعا له بالرحمة كان العلماء يروون ويرون لمن بعدهم في من طلب الاجازة للحديث رواية حديث الراحمون يرحمهم الرحمن وهذا الحديث هو المعروف عند اهل العلم بالحديث بالمسلسل الاولية لما؟ لان كل راو يقول لمن بعده وهو اول حديث سمعته منه فعلماء الحديث يروون هذا الحديث لتلامذتهم ويكون اول حديث لما يروون الا وهو حديث الراحمون يرحمهم الرحمن. ففي الاجازات ترى ان كل شيخ يقول عن شيخه حدثني فلان وهو اول حديث سمعته منه. قال حدثني شيخ فلان وهو اول حديث سمعته منه. الى ان يصل الى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء. قال العلماء سبب ذلك ان مبنى هذا العلم الرحمة ونتيجته الرحمة للدنيا وغايته الرحمة للاخرة لهذا الشيخ رحمه الله نبه على ذلك تنبيها لطيفا دقيقا حيث قال اعلم رحمك الله دعاء للمتعلم بالرحمة ذلك لان مبنى التعلم بين المعلم والمتعلم هو التراحم كل بما يناسبه يجب علينا تعلم اربع مسائل الوجوب ها هنا المقصود به ما يشمل الوجوب العيني والوجوب الكفائي فاما بالنسبة للاول الا وهو العلم فما ذكره واجب علينا ان نتعلمه وجوبا عينيا الا وهو معرفة ثلاثة الاصول معرفة العبد ربه ومعرفة العبد دينه ومعرفة العبد نبيه هذا واجب فمثل هذا العلم لا ينفع فيه التقليد واجب فيه ان يحصله العبد بدليله والعبارة المشهورة عند اهل العلم ان التقليد لا ينفع في العقائد بل لابد من معرفة المسائل التي يجب اعتقادها بدليلها هذا الدليل اعم من كونه نصا من القرآن او من سنة او من قول الصاحب او من اجماع او قياس وسيأتي تفصيل الدليل ان شاء الله تعالى في موضعه التقليد هذا لا يجوز في العقائد عند اهل السنة والجماعة وكذلك لا يجوز عند المبتدعة. من الاشاعرة والماثوليدية والمتكلمة لكن انتبه الى ان الوجوب عند اهل السنة يختلف عن الوجوب عند اولئك في هذه المسألة والتقليد عند اهل السنة يختلف عن التقليد عند اولئك فاولئك يرون ان اول واجب هو النظر فلا يصح الايمان الا اذا نظر ويقصدون بالنظر النظر في الايات المرئية الايات الكونية ان ينظر الى السماء يستدل على وجود الله جل وعلا بنظره اما اهل السنة فيقولون يجب ان يأخذ الحق بالدليل وهذا الدليل يكون بالايات المسلوة اولئك يحيلون الى الايات الكونية المرئية بنظرهم بنظر البالغ واما اهل السنة فيقولون لابد من النظر في الدليل لا لاجل الاستنباط ولكن لاجل معرفة ان هذا قد جاء عليه دليل في اي المسائل فيما لا يصح اسلام العبد الا به مثل معرفة المسلم ان الله جل وعلا هو المستحق للعبادة وحده دون ما سواه هذا لابد ان يكون عنده برهان عليه يعلمه في حياته ولو مرة يكون قد دخل في هذا الدين بعد معرفة للدليل. ولهذا كان علماؤنا يعلمون العامة بالمساجد ويحفظونهم هذه الرسالة ثلاثة الاصول لاجل عظم شأن الامر اول المسائل الاربع التي يجب علينا تعلمها العلم والعلم اجمله ها هنا بما سيأتي تفصيله في الرسالة. الرسالة رسالة ثلاثة الاصول شرح لهذا الواجب الاول الثاني العمل العمل بالعلم والعمل بالعلم منه ما تركه كفر ومنهما تركه معصية ومنه ما تركه مكروه ومنه ما تركه مباح كيف يكون ذلك العلم ينقسم العلم بالتوحيد بان الله جل وعلا هو المستحق للعبادة وحده. اذا علمه العبد ولم يعمل بهذا العلم بان اشرك الله جل وعلا لم ينفعه علمه. فكان ترك العمل بالعلم في حقه كفرا وقد يكون معصية لان علم مثلا ان الخمر حرام شربها حرام بيعها حرام شراؤها حرام سقيها حرام استسقائها ونحو ذلك وخالف هذا العلم الذي عنده علم انها حرام فخالف فهي تكون مخالفته معصية يعني ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب في هذه المسألة منه ما هو مكروه اذا علم ان النبي عليه الصلاة والسلام كان يصلي على هيئة وصفة معينة فخالفه في سنة من السنن بعد علمه بها ترك العمل بالعلم الذي عنده هذا مكروه لانه ترك العمل بسنة ليس بواجب فيكون تركه مكروه ويكون العمل بذلك مستحبا وقد يكون العمل بالعلم مباحا وتركه مباح ايضا بمثل الاباء في مثل المباحات والعادات ونحو ذلك كأن بلغنا من العلم ان النبي عليه الصلاة والسلام كان من هيئته في لباسه كذا وكذا كانت مشيته لا نحو الماء هذه الامور الجبلية الطبيعية في ما نتعلمه مما لم نخاطب فيها بالاقتداء اذا ترك العمل بها كان تركه مباحا له لانه لم يخاطب المسلم ان يقتدي بمثل هذه الامور بنحو سير النبي عليه الصلاة والسلام بصوته ليه الامور الجبلية التي كان عليها عليه الصلاة والسلام فيكون العمل بذلك مباح وقد يؤجر عليه اذا نوى الاقتداء بنية الاقتداء ويكون ترك العمل ايضا مباح العمل هذا اخذه من قول الله جل وعلا الا الذين امنوا وعملوا الصالحات كما سيأتي الثالث الدعوة اليه اذا علم وعمل فانه يدعو الى ذلك والدعوة قد تكون بالمقال وقد تكون بالفعال لان الامتثال بالفعل دعوة فاذا امتثل المسلم لما امر به فان هذا يجعله يرشد غيره ارشادا صامتا. بالفعل الى ان هذا مطلوب والثاني الدعوة بالقول باللسان والدعوة باللسان قد تكون واجبة وقد تكون مستحبة ويتفرع عن الدعوة باللسان انواع من الدعوة منها الدعوة بالكتابة بالقلم في تأليف او في رسائل او نحو ذلك منها النصائح المختلفة والمواعظ ونحو ذلك بعد الدعوة الواجب الرابع ان يتعلم الداعية الذي علم ثم عمل ثم دعا انه يجب عليه ان يصبر لان سنة الله جل وعلا في خلقه انه لم يجعل القبول حاصلا للنبيين والمرسلين الذين هم افضل الخلق واعلاهم درجة لم يجعل القبول لهم وانما عورظوا واوذوا وحصل لهم ما حصل. الداعية يحتاج الى ان يصبر كما صبر يسألون بل ان النبي عليه الصلاة والسلام امر بان يحتذي حذو الصابرين. لقول الله جل وعلا فاصبر كما صبر اولو العزم من الرسل. ولا تستعجل لهم الصبر الصبر في غاية المهمات لمن علم فعمل فدعا. يحتاج الى ان يصبر فان لم يصبر كان من الذين يستخفهم الذين لا يوقنون قال جل وعلا فاصبر ان وعد الله حق. ولا يستخفنك الذين لا يوقنون. قد حذر النبي عليه الصلاة والسلام من العجلة. قال ولكنكم قوم تستعجلون هذه المسائل الاربع واجب تعلمها والعمل بها العلم والعمل الدعوة والصبر ودليل ذلك قول الله جل وعلا بسم الله الرحمن الرحيم والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر قال جل وعلا والعصر والعصر هو الزمان اقسم الله جل وعلا به لشرفه الزمان المطلق والعصر يعني والزمن والعمر والوقت لانه اشرف شيء اعطيه الانسان ان اعطي عمرا فيه يعبد الله جل وعلا ويطيعه. فبسبب العمر عبد الله وبسبب العمر شرف ان كتب الله جل وعلا له الجنة ان يكون من اهل الجنة فهو شريك القدر عظيم القدر والعصر جواب القسم يعني ما معنى جواب القسم يعني باي شيء جاء القسم لما اقسم الله جل وعلا بالعصر قال جل وعلا ان الانسان لفي خسر فجواب القسم هو ان الانسان لفي الخسر. واكد ذلك ان و باللام في قوله التي خسرت ومن المتقرر في علم المعاني من علوم البلاغة ان ان واللام من انواع المؤكدات فاجتمع ها هنا اجتمع انواع من المتأكدات انواع من المؤكدات اولا القسم الثاني مجيئنا الثالث مجيء اللام التي تسمى المزحلقة او المزحلفة مجيء اللام في خبر ان قال جل وعلا ان الانسان لفي خسر واهل العلم يقولون يعني اهل العلم بالمعاني يقولون ان مجيء المؤكدات هذه المؤكدات يصلح اذا كان المخاطب منكرا لما اشتمل عليه الكلام فمثلا تقول لمن لم يكن عنده الخبر؟ تقول فلان قادم لا يصلح ان تقول ان فلانا لقادم. وذلك لا لم ينكر الكلام ويريد ان يستقبل الخبر تقول قل عنه قادم. فاخبرته بقدوم فلان لكن ان كان منكرا له او منزل منزلة المنكر له فانه تؤكد الكلام له لكي يزيد انتباهه ويعظم اقراره بما اشتمل عليه المشركون المشركون لاجل ما هم فيه من الشرك وما عاندوا فيه الرسالة حالهم بل ومقالهم انهم هم اصحاب النجاة ولئن رجعت الى ربي ان لي عنده للحسنى فهم ينكرون انهم سيكونون في خسارة وينكرون ان يكون طائفة اخرى منهم ينكرون ان يكون الانسان سيرجع الى خسارة وانه لن ينجو الا اهل الايمان فاكد الله جل وعلا ذلك لاجل انكارهم بالمطالب وبالفعل وبالحال لقوله ان الانسان لفي خسك يعني ان جنس الانسان الالف واللام هذه هذه الجنس الجنسية ان الانسان يعني جنس الانسان ان الانسان لفي خسر جنس الانسان في خسر. يعني في خسارة عظيمة الا من؟ استثني. وهذا نوع اخر لشد الذهن لقبول الكلام. ان الانسان لفي خسر كل الناس كل الانسان في هلاك وخسارة ثم استثنى فقال الا الذين امنوا. هؤلاء الذين استثناهم الله جل وعلا هم اصحاب هذه المسائل الاربع التي ذكرها الشيخ رحمه الله تعالى الا الذين امنوا والايمان علم وعمل اليس كذلك؟ الايمان قول وعمل واعتقاد قول وعمل واعتقاد هذا الاعتقاد هو العلم لان العلم مورده القلب والعقل هذا العلم فاهل العلم ناجون من الخسارة الا الذين امنوا وعملوا الصالحات الم نقل ان الايمان قول وعمل؟ واعتقاد فهنا قال ان الذين امنوا وعملوا الصالحات فعطف بالواو العمل على الايمان واهل اللغة النحاس يقولون ان الواو تأتي كثيرا للمغايرة فهل معنى ذلك ان العمل غير الايمان وان مسمى الايمان لا يدخل فيه العمل الجواب لا ذلك لان المغايرة تكون بين حقائق الاشياء وحقيقة الايمان اكبر من حقيقة العمل لان العمل جزء من الايمان العمل بعض الايمان وعطف الخاص بعد العام عطف الخاص بعد العام يأتي كثيرا وكذلك عطف العام بعد الخاص يأتي كثيرا بالواو من مثل قول الله جل وعلا قل من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكان من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال هنا جبريل وميكال اليسوا عليه من الملائكة لما عطفهم على الملائكة؟ عطف للخاص بعد العام. اذا لماذا يعطف الخاص على العامة دخول الخاص في العام لابد يكون له قصد لابد يكون ثمة فائدة. الفائدة تنبيه على انه في الحكم مثل الاول ولهذا قال جل وعلا هنا الا الذين امنوا وعملوا الصالحات. والشيخ رحمه الله تعالى فهم ذلك فقال يجب علينا تعلم اربع هذه المسائل. فذكر العلم ثم العمل لانه قال وعملوا الصالحات. فلما عطف الخاص على العام دل على شرفه وعلى انه يهتم به وعلى مزيد مكانته ثم لانه في الحكم مثل الاول. قال جل وعلا بعد ذلك وتواصوا بالحق تواصوا بالحق وتواصوا بالصبر يعني دعا بعضهم بعضا الى الحق ودعا بعضهم بعضا الى الصبر وهذه هي المسائل الاربع الصبر صبر وتواصوا بالصبر. الصبر اقسام ثلاث صبر على الطاعة وصبر عن المعصية وصبر على قدر الله المؤلم بل صبر على اقدار الله التي تسر والتي تؤلم هذه انواع الصبر الثلاثة صبر على الطاعة وصبر عن المعصية وصبر على قدر الله. وكلها يحتاج اليها العالمون العاملون الدعاة قال الشافعي رحمه الله فيما ذكر الشيخ ها هنا لو ما انزل الله على خلقه حجة الا هذه السورة لكفته يعني لو ما انزل الله جل وعلا من القرآن لو ما انزل الله حجة على الخلق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الا هذه السورة لكفى بها لا حجة لم؟ لانها اشتملت على ان كل الناس ايلون الى خسارة ووبال وهلاك الا اهل هذه الاوصاف وهم المؤمنون معنى ذلك اذا خوطبنا بهذه السورة لو خوطبنا وحدها مؤمنون بمن؟ لابد هناك شيء يؤمن به ثم يعملون يعملون على اي شيء وباي شيء لابد ان هناك سبيلا وسنة النبي عليه الصلاة والسلام. هناك تواصي بالحق دعوة الى ذلك وتواصي بالصبر صبر على هذا فترى ان هذه السورة اشتملت على كل ما يدل الخلق على ربهم جل وعلا ويقودهم الى اتباع رسالة النبي عليه الصلاة والسلام ثم ذكر قول البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه كما نقل الشيخ رحمه الله باب العلم قبل القول والعمل وساق قول الله جل وعلا فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك فبدأ بالعلم قبل العمل والقول الذي هو الاستغفار لما ذكر الشيخ هذا باي شيء؟ لاجل ان هذه الرسالة رسالة علم كلها شرح وبيان للمسألة الاولى للواجب الاول الا وهو العلم فينبه طالب العلم الى ان العلم مهم مهم للغاية حتى انه قبل القول والعمل وقبل ان يستغفر العبد لابد ان يعلم العلم الواجب عليه وهذا العلم هو الذي ينجيه بنفسه هو الذي ينجي به نفسه بفضل الله جل وعلا اذا سئل عن هذه المسائل الثلاث الشيخ رحمه الله تعالى يريد ان يبين لك ثلاثة الاصول هذه والمسائل المتعلقة بها. فاكد لك اهمية العلم بقولك فيما ساق عن البخاري باب العلم قبل القول والعمل العلم قبل ولا شك. ولهذا قال ابن القيم رحمه الله تعالى وما احسن ما قال يقول والجهل والجهل داء قاتل وصل الجهل داء قاس قال والجهل داء قاتل وشفاؤه. امران في التركيب متفقان لها من رابع والحق ذو تبيان علم باوصاف الاله وفعله وكذلك الاسماء للديان. والامر والنهي الذي هو دينه. وجزاؤه يوم الثاني والكل في القرآن والسنن التي جاءت عن المبعوث بالقرآن. والله ما قال امرء متحذلق بسواهما الا من الهذيان بين ان الجهل دائم قاتل. بما يزال الجهل قال بنص من القرآن او من السنة من طبيب ذاك الذي يرشدك ويبين لك قال وطبيب ذاك العالم الرباني ليس كل منتسب للعلم ولكن هو العالم الرباني الذين وصفهم الله جل وعلا في سورة ال عمران بقوله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ثم بين العلم هذا ما هو الذي تسعى اليه؟ قال علم باوصاف الاله وفعله وكذلك الاسماء للديانة علم باوصاف الاله وفعله وكذلك الاسماء للدياني هذه شملت التوحيد. توحيد الربوبية والالوهية والاسماء والصفات ثم قال العلم الثاني ما هو؟ قال والامر والنهي الذي هو دينه يعني الفقه الامر والنهي الاحكام حلال والحرام هذا مأمور به وهذا منهي عنه هذا افعله وذاك لا تفعله هذا النوع الثاني من العلم النافع والثالث وجزاؤه يوم المعاد الثاني الذي هو العلم بما يكون يوم القيامة و الشيخ رحمه الله تعالى يقول العلم قبل القول والعمل نعم وصدق رحمه الله فالعلم اذا كان قبل القول والعمل بورك لصاحبه في القليل وان كان العمل والقول قبل العلم ربما كانت الاعمال والاقوال جبالا ولكنها ليست على سبيل نجاته. ولهذا روى الامام احمد في الزهد وابو نعيم وجماعة عن ابي الدرداء انه قال يا حبذا يا حبذا نوم الاكياس وافطارهم كيف يغبنون سهر الحمقى وصومهم ولمثقال ذرة من بر ويقين ولمثقال ذرة مع بر ويقين اعظم عند الله من امثال الجبال عبادة من المغتربين يقول يا حبذا يعني يتمنى نوم الاكياس الاكياس من ان لله عبادا فطنا هؤلاء هم الاكياس الذين علموا قلوبهم صحيحة عقولهم صحيحة. يقول يا حبذا نوم الاكياس اهل العلم وافطارهم ناموا والحمقى على كلام ابي الدرداء سهروا ليلهم في نعم. ولكن هؤلاء لا يستوون عند ابي الدرداء مع اولئك. لان اولئك عبدوا الله جل وعلا على جهل. وهؤلاء عبدوا الله بعبادات قليلة ولكنها مع علم وبصيرة. فكانوا اعظم اجرا بحيث قال ابو الدرداء رضي الله عنه ولا مثقال ذرة. مع بر ويقين. اعظم من امثال الجبال عبادة من المغترين. لهذا نقول العلم في غاية الاهمية العلم في غاية الاهمية ويبدأ به قبل اي شيء. خاصة العلم الذي يصحح العبادة. يصحح العقيدة يصحح القلب يجعل المرء في حياته يسير على بينة. وفق سنة نبيه عليه الصلاة والسلام ليس على جهالة