المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ طروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله. شرح اصول الايمان الدرس التاسع الى محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين اما بعد قال الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى باب مثل الملائكة عليهم السلام والايمان كقول الله تعالى ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين وقوله تعالى ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي التي كنتم توادون وقوله تعالى من يستنزف المسيح ان يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون وقوله تعالى وله من في السماوات والارض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستغفرون يسبحون الليل والنهار لا يفترون وقوله تعالى جاهل الملائكة رسلا اولي اجنحة مثنى وثلاث ورباع وقوله تعالى الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين امنوا الاية وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خلقت الملائكة من نور وخلق الجان مما من نار وخلق ادم مما وصف لكم. رواه مسلم وثبت في بعض احاديث المعراج انه صلى الله صلى الله عليه وسلم رفع له البيت المعمور الذي هو في السماء السابعة وقيل بمنزلة الكعبة في الارض وهو في حيال الكعبة حرمته في السماء كحرمة الكعبة في الارض. واذا هو يدخله كل يوم سبعون الف فملك ثم لا يعودون اليه اخر ما عليه. وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما في السماء موضع قدم الا عليه ملك ساجد او ملك قائم. فذلك قول الملائكة وانا لنحن الصاصون وانا لنحن المفتاحون. رواه محمد ابن مصر وابن ابي حاتم وابن وابن جرير وابو الشيخ وروى الطبراني عن جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما في السماوات السبع موضع قدم ولا شتم ولا كسب الا وفيه ملك قائم او ملك ساجد او ملك راكع. فاذا كان يوم القيامة قالوا جميعا سبحانك ما عبدناك حق عبادك الا انا لم نشرك بك شيئا وعن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذن لي ان احدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش ما بين شحمة اذنه الى عاتقه مسيرة سبعمائة عام رواه ابو داوود والبيهقي في الاسماء والصفات والضياء في في المختارة ومن سادتهم جبرائيل عليه السلام وقد وصفه الله تعالى بالامانة وحسن الخلق والقوة. فقال تعالى علمه شديد القوى ذو مرة سواء ومن شدة قوته انه رفع مدائن قوم لوط عليه السلام وكن تسعى لمن فيهن من الامم وكانوا قريبا من اربع مئة وما معهم من الدواهي والحيوانات وما لتلك المدائن من الاراضي والعمارات على طرف جناحه حتى بلغ بهن الاية حتى حتى سمعت الملائكة نباح كل هذه وصياح دية ديكتهم ثم قلبها فجعلها ليها ساكنها فهذا هو شديد القوى وقوله الحمد لله وبعد هذا الباب معقود لبيان ركن من اركان الايمان واصل من اصوله العظام الا وهو الايمان بملائكة الله جل وعلا فان الايمان ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الاخر وبالقدر خيره وشره من الله تعالى والايمان بالملائكة ركن لا يصح ايمان احد الا بان يؤمن بالملائكة. يعني لان الملائكة موجودون كما اخبر الله جل وعلا وانهم عابدون لا يعبدون هذا القدر واجب وركن وهذا هو القدر المجزئ من الايمان فمن لم يؤمن بذلك وهو الايمان بوجود الملائكة والاقرار بانه تم من خلق الله ملائكة رفعهم جل وعلا والثاني انهم عابدون لا يعبدون وانهم بامر الله يعملون. هذا القدر لا بد منه في الايمان. لان هذا معنى وجود الملائكة لان الايمان بالملائكة في الايمان بوجودهم انهم يعبدون الله جل وعلا وانهم لا يعبدون لفظ الملائكة جمع وهو جمع جمع ملأك فالملائك جمع ملحة واصل هذه الكلمة ملأك مقلوبة عن مألك والمألك مصدر او يعني بالاعتبار العام اصلها من الالوكة والالوكة هي الرسالة وفعلها الة يهلك الوكة يعني ارسل برسالة خاصة وبمهمة خاصة فاذا الكلمة راجعة الى معنى الارسال فالملائكة من لفظها من من لفظها اللغوي معناها المرسلون برسالة خاصة القائمون بمهمة خاصة فلذلك في الايمان بالاسم لمن يعقل معنى الاسم فيه ذكر المرتبتين اللتين ذكرتهما له في الايمان الايمان بالوجود والايمان بالعمل هذا موجود في الاسم لمن يعقل اللفظ العربي والملائكة خلق من خلق الله جل وعلا خلقهم من نور كما جاء في حديث عائشة الذي رواه مسلم خلقت الملائكة من نور فهم انوار ارواح مطهرة مكرمة جعلها الله جعلهم الله جل وعلا عنده يعني انه جعلهم في السماء فاصل مقامهم في السماء. وقد يوكلون باعمال في الارض ينزلون بامر الله جل وعلا. تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم من كل امر نزل به الروح العميق يعني ان اصلع مكانهم في السمع كما ان اصل مكان الجن والانس في الارض الملائكة الكلام عن ما يتعلق بهم فيما جاء في النصوص كثير والفت فيهم بعض المؤلفات وهي مبسوطة في كتب اهل العلم بالتفسير والحديث قد ساق الامام المصلح رحمه الله في هذا الموظن في هذا الموضع جملا كثيرة من تعداد الملائكة ومن صفتهم وبعض ما يتصل بذلك فيمكن ان نقول ان يعني في جمل بحث الملائكة ان الملائكة من حيث خلقهم خلق عظيم يعني كالصفة وانهم انوار يعني خلقوا من نور لا يراهم الانسان بعينه المجردة لكن انكشف عنه الغطاء فرأى كما قال سبحانه فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد فالانسان على بصره الرضا يعني حدود يرى بها لكن بالموت اذا كشف عنها الغطاء او كشف الله عنه الغطاء البشر في الدنيا لانبيائه ورسله فانهم يرون ما لا يرى غيرهم فيرى الملائكة على صورتهم التي خلقهم الله جل وعلا عليها. كما ثبت في الصحيح ان النبي عليه الصلاة والسلام قال رأيت جبريل على صورته مرتين له ست مئة جناح قد سد الافق ومنهم ذوو الاجنحة ومنهم من ليس بذي اجنحة. خلقهم متنوع لكن يجمعهم ان خلقهم من نور الملائكة منهم ثلاثة كرمهم الله جل وعلا وجعلهم سادة الملائكة وهم جبرائيل وميكائيل و ملك النفس تصور اسرافيل وهؤلاء الثلاثة في مهمتهم تشابه فجبرائيل جعله الله جل وعلا سيدا على الملائكة وموكلا بالوحي فهو الذي ينزل بالوحي من الله جل وعلا الى رسله والى ملائكته و ميكائيل موكل بالقبر من السماء يصرفه كما يأمر الله جل وعلا ولقد صرفناه بينهم ليذكروا واسرافيل هو الموكل قظي الارواح النفخ في الصور ونحو ذلك فالتناسب بينهم كما ذكر العلماء ان هؤلاء متصلة بهم الحياة جبرائيل متصلة به حياة الدين حياة الارواح الحقيقية لانه ينزل بالوحي وميكائيل بحياة العرض في القبر من السماء واسرافيل بحياة الابدان بعد موتها ايضا مما يتصل بذلك ان الله جل وعلا جعل الملائكة موكلين بالاعمال ولفظ التوكيل جاء في القرآن كما قال سبحانه قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم فالله جل وعلا وكل الملائكة باعمال هذا مختص بالسحاب وهذا مختص بالهوى وهذا مختص بالبحار وهذا مختص بالاشجار وهذا مختص بالانسان وهذا الى اخره في كثيرة كثيرة جدا فما من شيء يحصل الا والله جل وعلا قد امر به وحدث باذنه وامره وقدرته والملائكة موكلون بذلك وقد يكون الملك الموكل بشيء معه ملائكة كثير يفعلون ما يأمرهم به. كما قال سبحانه في ذكر ملك الموت حتى اذا جاء احدهم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون فهم رسل وسيدهم او رئيسهم ملك الموت من الملائكة الملائكة المقربون الذين ذكرهم الامام فيما سمعت والملائكة المقربون اقسام منهم حملة العرش وهؤلاء يقال لهم الكروبيون في بعض ما جاء في اثار السلف وسموا بالكروبيين لاجل ما يعلوهم من الكرب من حمل العرش وقربهم من الله جل جلاله وخوفهم منه سبحانه وشدة فزعهم وكثرة فزعهم من الله جل وعلا ومنهم الملائكة الذين يعني هؤلاء المقربين منهم الملائكة الذين حول العرش قال جل وعلا الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم وبعض العلماء يجعل الحملة العرش ومن حوله جميعا يدخلون في اسم الكروبيين وحملت العرش ومن حوله لهم مزيد اختصاص بقربهم من الله جل وعلا ومزيد فضل واختلف العلماء في حملة العرش كم عددهم على قولين منهم من قال ان عددهم ثمانية لقوله سبحانه ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية ومن اهل العلم وهم الاكثر قالوا انهم اربعة في الدنيا وثمانية يوم القيامة يعني ان العرش عرش الرحمن جل وعلا اذا جيء به يوم القيامة لفصل القضاء فانه يأتي به ثمانية من ملائكة الله جل وعلا اما في الدنيا فهم اربعة ويستدلون في ذلك يستدلون لذلك بحديث رواه الامام احمد باسناد جيد ان ملائكة العرش اربعة ومن الملائكة خازن الجنة وخازن النار من الملائكة ملائكة موكلون في ابن ادم منهم من يكتب ما يفطر منه ومنهم من يحفظه من بين يديه ومن خلفه وهؤلاء هم المعقبات يتعاقبون على ابن ادم اربعة يتعاقبون فيهم يعني في المكلفين والملائكة انواع واشكال كثيرة متنوعة في مهامهم والمؤمن يؤمن بهؤلاء اجمالا على وجودهم لا ينكر شيئا من ذلك وتفصيلا فيما علمه بالتفصيل فالايمان اذا بالملائكة على درجتين الايمان الاجمالي فيما علمت وفيما لم تعلم والايمان التفصيلي فيما فصل لك في النصوص. فما جاء في النص من وصف ملك او ذكر اسمه في دليل في القرآن او في حديث صحيح ثابت في سنة النبي عليه الصلاة والسلام فوجب اعتقاده ان هذا امر غيبي يجب اعتقاده على ما جاء في الدليل ولعلكم ترجعون الى كتاب مختص ذكر الملائكة وتطلعون على صفات الملائكة ما يتصل بذلك ويأتي ان شاء الله في اه هذا الكتاب تتمة كلام لذلك من اثار الايمان بالملائكة يعني ان الايمان بالملائكة ايمان المؤمن بالملائكة له اثار على ايمانه ويقينه منها اولا شدة تعظيمه لربه جل وعلا لان معرفة المروة بان ايمانه بالملائكة به يعلم عظمة الرب جل وعلا وان هؤلاء الملائكة الذين عظم وصفهم وعظمت احاطتهم وقدرهم بما اقدرهم الله جل وعلا وكثرة عددهم وتنوع وصفاتهم فيه الايمان بعظمة الله جل وعلا وشدة الخوف من الله جل وعلا ومعرفة واهل العلم باسمائه وصفاته سبحانه وتعالى فاذا كانت الملائكة يخافون ربهم من فوقهم فالعبد المؤمن يعلم انه احق بالخوف لانه مكلف متعرض للطاعة وللذنب واولئك مطهرون واذا علم ان الملائكة اذا سمعوا كلام الله جل وعلا اصابتهم صعقة ورادة شديدة وفز وصعقوا ثم يفزع عن قلوبهم فانه يعلم حينئذ ان الملائكة مع شدة خلقهم وعظم وصفهم انهم ينالهم ذلك مع تقواهم لله جل وعلا ومع طاعتهم. وانهم ركع سجود يعملون بامر الله لا يخالفونه. فكيف بحال العبد المكلف الذي يخالف كثيرا ويعصي كثيرا ويغفل كثيرا فاذا الاثر الاول العام هو الايمان بعظمة الله جل وعلا وما يورثه الايمان بالملائكة من خوف الله جل وعلا ومن الانابة اليه الثاني محبة الملائكة فان الملائكة مطهرون عباد مكرمون مطيعون لله موحدون لله فبين الموحد وبين هؤلاء الموحدين الملائكة بينه وبينهم سبب وصلة ومحبة ولذلك الملائكة يستغفرونه لابن ادم يستغفرون لمن في الارض ويستغفرون لمن دعا لاخيه. فبينهم وبين الموحد المؤمن محبة. وكذلك المؤمن يحبهم ولذلك لا يرضى بالتعدي عليهم او بالدعاء لانهم وسطاء عند الله جل وعلا او بانهم بنات الله جل وعلا كما يدعيه المشركون تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا الملائكة من اثار الايمان بالملائكة ايضا ان الايمان بالملائكة يعرف المؤمن الموحد ويجعل المؤمن على يقظة ومحاسبة لما يصدر منه لان الملائكة منهم الموكل بالكتابة ومنهم الموكل بالحفظ وهؤلاء بامر الله جل وعلا يعملون ولهذا يكرم الملك عند المؤمن الموحد وعند العالم الراسخ يكرم الملك عن كثير من الاعمال والهيئات والاقوال التي تصدر عن الجهلة فكلما عظم الايمان كلما عظم يعني بالملائكة عظم اكرامهم عن ما يكرهون مثل الكلام السيء والافعال الخبيثة والروائح الخبيثة ونحو ذلك مما تنفر منه الملائكة الى غير ذلك من الاثار التي ربما يأتي ان شاء الله تعالى بعضهم نعم نكتفي بهذا هو معناه سبعين نزل به الروح العميم على قلبك نزل به الروح الحميم على قلبك انا انزلناه في ليلة القدر الى ان قاموا الروح فيها باذن ربهم من كل امر يعني بكل امر فالعلماء يقولون ان جبريل عليه السلام مختص بوحي الله جل وعلا يعني بالنزول بالوحي وهذا كثير في الاحاديث ان روح القدس لفت في روحي ان جبريل اتاني انفا فقال وهكذا لكثير منه ها