المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ شروحات كتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله شرح كتاب الفرقان بين اولياء الرحمن واولياء الشيطان. الدرس الخامس الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى وقد ذكر الله تعالى اوليائه اوليائه المكتسبين والسابقين في سورة فاقر في قوله تعالى ثم اضفنا الكتاب الذي نستطعنا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سارق بالخيرات باذن الله ذلك هو الفضل الكبير. جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من اساور من ذهب من اساور من ذهب ولباس فيها حرير. وقالوا الحمد لله الذي اذهب عنا الحزن. ان ربنا لغفور الذي احلنا دار المقامة بفضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها نور لكن هذه الاصناف لكن هذه الاصناف الثلاثة في هذه الاية هم امة محمد صلى الله عليه وسلم خاصة كما قال تعالى ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله. ذلك هو الفضل الكبير وامة محمد صلى الله عليه وسلم هم الذين اوتوا الكتاب بعد الامم المتقدمة وليس ذلك مختصا بحفاظ القرآن بل كل من امن بالقرآن فهو من هؤلاء وقسمهم الى ظالم لنفسه ومقتصر وصادق بخلاف الايات التي في الواقعة والمطبدين فانه دخل في فيها جميع الامور المتقدمة كافرهم ومؤمنهم. وهذا التقسيم لامة محمد صلى الله عليه وسلم الظالم لنفسه اصحاب الذنوب مصرون عليها. والمقتصد المؤذن الفرائض المجتنب للمحارم والسابق للخيرات هو المؤدي للفرائض والنوافل. كما في تلك كما في تلك الايات. اما الامم الامم التي سبقت امة محمد صلى الله عليه وسلم. فالمؤمنون فيها قسمان مقتصدون وظالمون لانفسهم اما السابقون بالخيرات في الامم السالفة فهم الانبياء والرسل وفي امة محمد صلى الله عليه وسلم فيهم ثلة من الاولين وقليل من الاخرين الامم السالفة قسمان كما قال جل وعلا في سورة المائدة منهم امة مقتصدة وكثير منهم ساعة ما يعملون وعلى هذا اكثر اهل التفسير في ان الامم السالفة تنقسم على ظاهر هذه الاية الى يعني من استجاب للرسل الى ظالم لنفسه والى مقتصد والسبق بالخيرات هذا من فضل الله جل وعلا في هذه الامة. نعم ومن تاب من ذنبه اي ذنب كان توبة صحيحة لم يقل بذلك عن السابقين والمقتصرين كما في قوله تعالى وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين. الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس. والله يحب المحسنين. والذين اذا فعلوا فاحشة او وله انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم. ومن يغفر الذنوب ان الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون اولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ونعم كن عاملي وقوله جنات عني يذكرونها اما يستدل مما يستدين به اهل السنة على انه لا ان لي احد من اهل التوحيد. واما دخول كثير من اهل الكبائر النار فهذا مما تواترت به السنن سنن النبي صلى الله عليه وسلم كما تواترت بخروجهم من النار وشفاعة نبينا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في اهل الكبائر واخراج من من النار بشفاعت نبينا صلى الله عليه وسلم وشفاعة غيره. فمن قال هذا كله استفراد البحث كان في الاوليا وان الاولياء قسمان مقتصدون وسابقون بالخيرات. اما الظالم لنفسه فلا يكون وليا. وهو المصر على الذنوب اما المقتصد قد يكون وليا السابق بالخيرات قد يكون وليا من اولياء الله جل جلاله ثم استطرد رحمه الله تعالى لذكر الاقسام الثلاثة وماذا يراد بهذه الاقسام وشرح ذلك؟ لكن اصل الكلام حتى لا يغيب عنك الكلام في لان الاولياء قسمان صفة الولي ان يكون اما مقتصدا او يكون سابقا بالخير مع ان الجميع مع الظالم لنفسه موعود بالجنة بفضل الله وكرمه فمن قال ان اهل الكبائر مقلدون في النار وتأول الاية على ان. اولا وتأول الاية على ان السابقين هم الذين يتقنونها. وان المقتصد او الظالم لنفسه لا يسكنها كما تأوله من تأوله من المعتزلة وهو مقابل من تأويل المرجئة الذين لا يقطعون بدخول احد من اهل الكبائر النار ويزعمون ان اهل الكبائر قد يقتل جميعهم الجنة من غير عذاب كلاهما مخالف للسنة المتواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم. والاجماع السلفي الامة وائمتها وقد دل على فساد قول الطائفتين انها لاحظ هنا قوله وان اهل الكبائر قد يدخل جميعهم الجنة من غير عذاب هذا قول المرجئة واما واهل السنة يقولون اهل الكبائر قد يدخلون الجنة بلا عذاب واضح الفرق بين القولين الفرق بينهما ان اولئك يجوزون دخول الجميع للجنة بلا هباء واهل السنة يجوزون دخول البعض الجنة الى عذاب لان الله جل وعلا قال ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ووعيده حق جل وعلا فلابد ان يصيب بعضا منهم ووعده بان يغفر لمن يشاء حق. فلا بد ان يصيب بعض منه فاذا المرجئة يقولون اهل الكبائر قد يدخلون جميعا الجنة بلا عذاب. ده غلط بل الصواب ان اهل الكبائر قد يدخلوا بعضهم الجنة الى عذاب فيغفر الله جل وعلا له ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء الفرق بس لفظت جميعهم هذي يعني قصد الجميع هو الفرق بين بيننا وبينهم. نعم وقد دل على فساد قول الطائفتين قول الله تعالى في ايتين من كتابه وهو قوله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر وذلك لمن يشاء. فاخبر تعالى انه لا يغفر الشرك واخبر انه يغفر ما دونه لمن يشاء ولا يدرج ان يراد بذلك السائب كما يقوله من يقوله من المعتزلة لان الشرك يغفره الله لمن فات وما دون الشرك يغفره الله ايضا للتائب فلا تعلق بالمشيئة. ولا يعلق فلا يعلق بالمشي خوف لا يتعلق بالمشي فلا يتعلق بالمشيئة ولهذا لما المغفرة للتائبين. قال تعالى قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله. ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور وفي فهنا علم المغفرة واطلقها فان الله يغفر للعبد فان الله يغفر للعبد اي ذنب تاب منه فمن تاب من الشرك غفر الله له ومن تاب من الكبائر غفر الله له واي ذنب تاب العبد منه غفر الله له ففي اية التوبة عمم واطلق. وفي تلك الاية خصص وعلق. فخص الشرك بانه لا يغفره. وعلق ما سواه على ومن الشرك التعطيل للخالق وهذا يدل على فساد قول من يجزم بالمغفرة لكل مذنب ونزهها بالشرك على ما هو اعظم منه. كتعطيل الخالق او يجوز الا يعد او او يزوجوا الا يعذب بذنب فانه لو كان كذلك لما ذكر انه يغفر للبعض دون البعض ولو كان كل ظالم لنفسه مغفورا له بلا توبة ولا حسنات ناحية لم يعلق ذلك بالمشيئة وقوله تعالى ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. دليل على انه يغفر للبعض دون البعض. فبطن النفي والعفو فبطل النفي والعفو العام بركة الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى واذا كان اولياء الله عز وجل المؤمنين المتقين الناس يتساهلون في الايمان والتقوى فهم متفاضلون في ولاية الله بحسب ذلك كما انهم لما كانوا متفاضلين في الكفر والنفاق كانوا متفاضلين في عداوة الله بحسب ذلك واصل الايمان والتقوى الايمان برسل الله ودماء ذلك الايمان بخاتم الرسل محمد صلى الله عليه وسلم. الايمان يتضمن الايمان بجميع كتب الله ورسله. واصل الكفر والنفاق هو الكفر بالرسل ومن جاهوا به. فان هذا هو الكفر الذي يستحق صاحبه العذاب في الاخرة فان الله تعالى اخبر في كتابه انه لا يعذب احدا الا بعد وجوب الرسالة قال الله تعالى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا. وقال تعالى انا اوحينا اليك كما اوحينا الى والنبيين من بعده واوحينا الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاخبار وعيسى وايوب ويونس وهارون وسليمان واتين داوود زبورا ورسلا قد خصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصدهم عليك وكلم الله موسى حكيما رسلا مبشرين ومنذرين لان لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل. وقال تعالى عن اهل النار كلما القي فيها فوز سأل سألهم خزنتها الم يأتكم النذير قالوا بلى قد جاءنا نبي فكذبناه وقلنا ما نزل الله من شيء ان انتم الا في ضلال كبير. فاخبر انه كلما القي في النار فوز اقروا بانهم جاءهم النذير فكذبوه. فدل ذلك على انهم ينصع فيها فوز الا من فالنبي وقال تعالى في خطابه لابليس لاملأن جهنم منك وممن سمعك منهم اجمعين. فاخبر انه هذه الكنيسة ومن اتبع فاذا ملئت بهم لم يدخلها لم يدخلها غيرهم فعلم انه لا يدخل النار الا من تبع الشيطان. وهذا يدل على انه لا يدخلها من لا ذنب له. فانه ممن لم يتبع قال ولم يكن مذنبا وما تقدم يدل على انه لا يدخلها الا من قامت عليه الحجة بالرسل ومن الناس من يؤخذ بالرسل ايمانا عاما مجملا. واما الايمان المفصل نربط الموضوع باصله وهو ان هذا الكتاب فيه ذكر الفرقان بين اولياء الرحمن واولياء الشيطان. يعني الفاصل والفصل ما يميز هذا من هذا وقد ذكرنا ان الاصل في الفرق هو قول الله جل وعلا الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين امنوا وكانوا يتقون واذا كان كذلك فان اولياء الله هم المؤمنين هم المؤمنون المتقون والايمان يتبعظ والناس ليسوا فيه سواء وكذلك التقوى تتبعض والناس ليسوا في التقوى بسواء فحصل من ذلك ان ولاية الله جل وعلا لعباده المؤمنين المتقين ليست واحدة بل متفاضلة فالله جل وعلا يحب المؤمن المتقي بعامة. ومن كان اكثر ايمانا وتقوى كان احب الى الله جل وعلا هذا من جهة محبة الله جل وعلا للعبد فان كل مؤمن متق فيه او له نصيب من ولاية الله جل وعلا وله نصيب من محبة الله جل وعلا ونصرته. بحسب ما معا من الايمان والتقوى كذلك اذا كان معه عصيان وضلال وبدع وكسوف وفجور فله نصيب من بغض الله جل وعلا وعداوة الله جل وعلا له فعندنا انه يجتمع في حق معين ما يوجب الولاية وما يوجب العداوة هذا من جهة الوصف اما من جهة الاسم فهو اسم الولي فانما يطلق في الاصطلاح على من حقق الايمان والتقوى وكمل ذلك بحسب وسعه وطاقته. فلا يقال فلان ولي لحصول اصل الايمان والتقوى فيه لان كل مسلم عنده اصل الايمان واصل التقوى فان كل مسلم عنده قدر من الايمان وكن مسلم عنده قدر من التقوى. فالمقصود ان الولي هو من حقق الايمان والتقوى هذا من حيث الاصطلاح. اما من حيث الشرع فكما ذكر في اول الكلام ان الولي هو المؤمن التقي وان كل واحد له نصيب من هذه الولاية اذا كان عنده ايمان وتقوى. ذكر شيخ الاسلام بعد ذلك ان اصل حصول الولاية انما هو باتباع الرسل فان الايمان ايمان بالرسل ما جاءت به الرسل والتقوى هي اتقاء ما حذرت عنه الرسل وهنذرت وخوفت فاذا كان كذلك رجع الولاية وحصول هذه المحبة والنصرة من الله جل وعلا رجعت الى الايمان بالرسل والى متابعة الرسل والتصديق بما جاءت به الرسل. كل بحسب الرسول الذي بعث ولما بعث من المصطفى محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام صار الايمان والتقوى راجعا الى هذه الوسيلة العظيمة وهو محمد عليه الصلاة والسلام. فكل ولاية او كل ادعاء لولاية فلاية ليست سببها الايمان بالنبي عليه الصلاة والسلام واستقاء ما حذر عنه عليه الصلاة والسلام فهو دعاء كاذب. لهذا اصل في ذكر الايمان بالرسل لتحقيق ان الولاية لا تكون الا باتباع الرسول عليه الصلاة والسلام نعم ومن الناس من يؤمن بالرسل ايمانا عاما مدمنا واما الايمان مفصلا فيكون قد بلغه كثير مما جاءت به الرسل ولم يبلغه بعض ذلك فيؤمن بما بلغه عن الرسل وما لم يبلغه لم يعرفه. ولو بلغه لامن به ولكن امن بما جاءت به رسل الايمان مجملا هذا اذا عمل بما علم بما علم ان الله امره به مع ايمانه وتقواه فهو من اولياء الله تعالى له من ولاية بحسب ايمانه وتقواه وما لم تكن عليه الحجة به فان الله تعالى لم يسلمه معرفته والايمان المفصل به فلا يعذبه على اثر فيه لكن يفوته من ثمان ولاية الله بحسب ما فاته من ذلك. فمن علم بما جاء به الرسول وامن به ايمانا الصلاة وعمل به فهو اكمل ايمانا وولاية لله من الجميع اسلم ذلك مفصلا ولم يعمل به وكلاهما ولي لله تعالى والجنة درجات متفاضلة تفاوضا عظيما. واولياء الله المؤمنون المتقون. في تلك الدرجات بحسب ايمانهم وتقواهم قال الله فيها ما نشاء لمن تريد. ثم جعلنا له جهنم يصباها مسلوبا مدحورا ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مجرم. فاولئك كان سعيهم مشكورا كلا نمز هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا. انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض. وللاخرة اكبر درجات تفضيلا فبين الله سبحانه وتعالى انه يمد من يريد الدنيا ومن يريد الاخرة من عطائه وان عطاءه ما كان محجورا من بر ولا تاجر ثم قال تعالى انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض والاخرة اكبر درجات واكبر تفضيلا. فبين الله سبحانه وان اهل الاخرة يتفاضلون فيها اكثر مما يتفاضل الناس في الدنيا وان درجاتها اكبر وان درجاتها اكبر من درجات الدنيا فقد بين تفاؤل انبيائه عليهم السلام كتفاضل سائر عباده المؤمنين. فقال تعالى منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات واتينا عيسى ابن مريم البينات وايدناه بروح القدس. وقال تعالى ولقد فصلنا النبيين على بعض واتينا داود زهورا في صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمنين ضعيف وفي كل الخير احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز. وان اصابك شيء فلا تبل يؤلف عليك. لو اني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فاذا لو تفتح عمل الشيطان في الصحيحين عن ابي هريرة وعن ابن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اذا اجتهد الحاكم فاصاب فله اجران. واذا اجتهد فاخطأ فله اجر وقد قال الله تعالى لا يستوي منكم لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح وقاتل اولئك اعلم درجة من الذين انفقوا من بعد وقال يقول لو وعد الله الحسنى وقال تعالى لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير اولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله باموالهم انفسهم قدر الله المجاهدين باموالهم وانفسهم على القاعدين درجة. وقل لو وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على اجرا عظيما درجات منه مغفرة ورحمة وكان الله غفورا رحيما. وقال تعالى اجعلتم سقاية الحاج وعمارة بحرامك من امن بالله واليوم الاخر وجاهد في سبيل الله لا يكترون عند الله والله لا يهي القوم الظالمين الذين امنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله باموالهم وانفسهم اعظم درجة عند الله واولئك هم الفائدون. يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات انه فيها نعيم مقيم خائبين فيها ابدا. ان الله عنده اجر عظيم. وقال تعالى امن هو قائم اناء الليل ساجدا وقائم يحذر الاخرة ويرجو رحمة ربه. قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟ انما يتذكر اولو الالباب قال تعالى يرفع الله الذين منكم والذين يرفع الله وقال تعالى يرفع الله يرفع الله وقال تعالى يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات الله بما تعملون قدير. هذا الاستفراج من شيخ الاسلام رحمه الله فليبين ان المؤمنين بالرسل من هذه الامة ليسوا على مرتبة سواء فبعضهم ايمانه مجمل وليس عنده ايمان مقصر ويكون مؤمنا تقيا مؤمنا بما جاءه وما من الايمان المجمل. وهناك من ايمانه مفصل يعني علم ما جاءت ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام. فامن به مفصلا ومنهم من امن بما جاءه مفصلا لكن ما جاء غيره اكثر بما عنده من العلم فصار الذين يؤمنون بالرسول عليه الصلاة والسلام متفاضلين. فبعضهم اعظم اعظم ايمانا من بعض لما وصله من العلم كذلك من جهة العمل فان الايمان منه العمل فاذا عمل بما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام كان اعظم ايمانا به ونتج من ذلك انه اعظم ولاء. فاذا الاولياء ليسوا على مرتبة واحدة ثم ذكر الادلة الدالة على ان التفاضل بين اهل الايمان كثير في النصوص فذكر ان الرسل فضل الله جل وعلا بعضهم على بعض وذكر ان المؤمنين فضل الله جل وعلا بعضهم على بعض في عدة نصوص من القرآن كذلك المجاهدين فضل الله بعضهم على بعض لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح وقاتل والصحابة ما يختلفون في مراتبهم والمؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير فهذا الاستطراد يدل على ان الاصل الذي حصله معروف في الشريعة. وهذا تنتبه له في طريقة شيخ الاسلام رحمه الله. في انه يقرر في صدر الكلام ما يريده ثم يستحضر سؤالا او استشكالا يورده عليه من انشأ الرسالة لاجله هذه الرسالة او او غير هذه الرسالة فيأتي فيستطرب ويأتي بالنظائر والادلة التي تدل على ان اصله الذي فصله سليم من جهته الاستدلال وسليم من جهة النظر وهذا لا شك انه قوة في الحجة سيما مع المجادلين المبتدعة لان هذه الكتب الفها شيخ الاسلام لهداية من ضل في باب السلوك