المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ. شروحات كتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله شرح كتاب الفرقان بين اولياء الرحمن واولياء الشيطان. الدرس الثالث الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى ولابد في الايمان من ان يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر ويؤمن بكل ويؤمن بكل رسول ارسله الله وكل كتاب انزله الله كما قال تعالى قولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب ويعقوب والاصداق وما اوتي موسى وعيسى وما اوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون فان امنوا باسم ما امنتم به فقد اهتدوا وان تولوا فانما هم في شقاق فسيكفيتهم الله وهو السميع العليم. وقال تعالى امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير لا يكلف الله نفسا الا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا ربنا ولا تحمل علينا حسرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين وقال في اول السورة ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين. الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة واما رزقناهم ينفقون والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك وبالاخرة هم يقيمون اولئك على هدى من ربهم واولئك هم المفلحون. هذا الكتاب فيه في الفرقات بين اولياء الرحمن واولياء الشيطان وذكرنا لكم ان تعريف الولي عند عندنا انه كل مؤمن تقي ليس بنم فلا بد بالولي ان يكون مؤمنا فلابد ان يكون تقيا لاطلاق خصوصا الولي عليه وذكرنا ان الايمان يتبعظ وان التقوى تتبعض فبالتالي يكون ما ينتج منهما وهو الولاية يتبحر. فيكون الاولياء ليسوا على مرتبة واحدة ذلك كما قال جل وعلا انما وليكم الله ورسوله هو الذين امنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون. ومن يتولى الله ورسوله والذين امنوا فان حزب الله هم الغالبون فلكل مؤمن ولا بحسبه لكن اسم الولي هذا خاص بمن كمل الايمان والتقوى يعني سعى في اكمال ايمانه وتقواه وفي الايمان ايمان بالاركان الستة التي جاءت في هذه الايات في حديث جبريل وغيره ومنها الايمان بالرسل والايمان بالكتب ومن الايمان بالرسل والايمان بالكتب بل هو اخصها الايمان بان رسول بان محمد ابن عبد الله خاتم الانبياء والمرسلين ان القرآن هو خاتم الكتب وان طه محمد ابن عبد الله فرض وليس لاحد ان يخرج عن طاعته هذا كل السياق من شيخ الاسلام ليبين ان قول حزب الشيطان في عصره وما بعده ان ثم اولياء لا يخضعون لرسالة محمد صلى الله عليه وسلم باطنا فان خضعوا لها ظاهرا بحكمهم من الامة لان هذا باطل. كما ادعى طائفة ان الولي له ظاهر وباطن. فظاهروه تابع للشريعة النبي الذي ارسل اليه وباطنه يتلقى من مشكاة الوحي الذي تلقى منها ذاك النبي قد يحصل عليك الى اخر ذلك فهذا السياق لتقرير ان الولي مؤمن باركان الايمان. نعم فلا بد في الايمان من من ان تؤمن ان محمدا صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين لا نبي بعده وان الله ارسله يا جميع الثقلين الجن والانس فكل من لم يؤمن بما جاء به فليس بمؤمن. فضلا عن ان يكون من اولياء الله المتقين. ومن امن ببعض ما جاء به كما قال الله تعالى ويكونون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون ان يتخذوا بين ذلك سبيلا اولئك هم الكافرون حقا واعدا ان للكافرين عذابا مهينا والذين امنوا بالله ورسله ولم يفرقوا بين احد منهم اولئك سوف يؤتيهم اجورهم وكان الله غفورا والكفر هنا بقوله ومن امن ببعض ما جاء به وكفر ببعض. وكذلك في الاية نؤمن ببعض ونكفر ببعض الكفر هذا قسمان القسم الاول كبر التكذيب او ان يكذبوا بالكتاب او برسالة الرسول يقولون فلان رسول وفلان ليس برسول نكذب برسالة فلان ولا نقر له بالرسالة تكذيبا له فيما جاء به وفلان من عباد الله هذا رسول هذا تكذيب لرسالة بعض واقرار برسالة بعض فمن كذب فقد كفر ومن صدق فهو مؤمن والقسم الثاني كفر من جهة الاباء والاستكبار والامتنان بمعنى انه ابى ان ليتبع ذلك الرسول ابى ان يكون ملتزما بشريعة ذلك الرسول فليقول انا اؤمن برسول واتبع شريعة فلان ولا اتبع شريعة الاخر ففرقا ما فرقوا بين الرسل وهذا من جهة الاحتجاج على اليهود. والواجب على عباد الله ان يكونوا مؤمنين بالرسل جميعا مصدقين وان يكونوا منقادين طائعين لما جاء به محمد عليه الصلاة والسلام. وما جاء به القرآن لانه خاتم الكتب لان محمدا عليه الصلاة والسلام خاتم الرسل فاذا يكون الايمان على درجتين كل منهما فرض لا يثنى الايمان الا بهما جميعا ايمان بمعنى التصديق رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ثم الايمان بمعنى الالتزام لما جاء به هو عدم الامتناع عما جاء به فمن كذب فقد كفر ومن ابى واستكبر فهو كافر نعم ومن الايمان الايمان به بانه هو الواسطة بين الله وبين خلقه فالحلال ما احله الله ما احله الله ورسوله والحرام ما حرمه الله ورسوله. والدين ما شرعه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فمن اعتقد ان لاحد من الاولياء طريقا الى الله من غير متابعة محمد صلى الله عليه وسلم فهو كافر من اولياء الشيطان واما خلق الله تعالى للخلق ورزقه اياهم واجابته لدعائه رزقه مصدر الفتح واما خلق الله تعالى من خلق ورزقه اياهم. الرزق هو الشيء المرزوق الرزق هو السيئات رزق الله عبدا رزقا فذاك الشيء والرزق واما المصدر فهو الرزق. قل الخلق والرزق والاحياء والاماتة والبر والى اخره اه واجابتهم لدعائهم وهدايتهم لقلوبهم ونصؤهم على اعدائهم وغير ذلك من منافع ودفع المضار فهذا لله وحده يفعله بما يشاؤون الاسباب لا يدخل مثل هذا وصاكم رسل ثم لو بلغ الرجل في الزهد والعبادة والعلم ما بلغ ولم يؤمن بجميع ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم فليس بمسلم ولا ولي لله تعالى كالاحبار والرهبان من علماء اليهود والنصارى وعبادهم وكذلك المنتسبين الى العلم والعبادة من المشركين بيت العرب والصوف والهند وغيرهم ممن كان من حكماء الهند والترك وله علم او زهد او واعي بارق في دينه. وليس مؤمنا بجميع ما جاء به محمد. فهو كافر عدو لله. وان ظن خائبة انه ولي لله. كما كان حكماء الفرس من المجوس كفارا مجوسا. وكذلك حكماء الثالث كانوا مشركين يعبدون الاصنام والكواكب. وكان ارسطو قبل المسيح عليه السلام بثلاثمائة سنة. وكان وزيرا مقدونين وهو الذي يؤرخ له تواريخ الروم واليونان وتؤرخ به اليهود والنصارى وليس هذا هو ذا القرنين الذي ذكرهم الله فيه جابر كما يظن بعظ الناس بان ارسطو كان وزيرا لما رأوا ان ذاك اسمه الاسكندر وهذا قد يسمى بالاسكندري ظنوا ان هذا كما يظنه ابن سينا وطائفة معه وليس الامر كذلك بل هذا المشرك الذي قد كان ارسو وزيره متأخر عن ذاك ولم يبني هذا السور ولا وصل الى بلاد يأجور ومأجوج وهذا الإسكندر الذي كان من وزرائه يؤرخ له ان يفروا من معروف يؤرخ له تاريخ الروم المعروف وفي افناد المشركين من مشرك العرب واليونان وغيرهم قل له اجتهاد في العلم والزهد والعبادة. ولكن ليس بمستمع من رسل ولا يؤمن بما جاءوا به ولا يصدقهم فيما اخبروا به ولا يطيعهم فيما امروا فهؤلاء ليسوا بمؤمنين ولا اولياء الله وهؤلاء تقترن بهم الشياطين وتنزل عليهم فيكاشفون الناس ببعض الامور ولهم تصرفات خارقة من جنس الكهان والسحرة الذين تنزل عليهم الشياطين. قال تعالى هل انبئكم على ما انت على من تنزل الشياطين؟ تنزل على كل يلقون السمع واكثرهم كاذبون وهؤلاء جميعهم ينتسبون الى المكاشفات وخوارق العادات اذا لم يكونوا متبعين للرسل فلا بد ان يكذبوا فلابد ان يكذبوا وتكزبهم وتكذبهم شياطينهم ولابد ان يكون في اعمالهم ما هو اثم وخدود جدوى النوع من الشرك او الظلم او الثواب لعلها فلابد ان يكذبوا وتكذبهم شياطين يعني يعطونهم اخبار ليست صحيح. نعم فلا بد ان يكذبوا فلا بد ان يكذبوا وتكذبهم شياطينهم ولابد ان يكون في اعمالهم ما هو اثم وفجور تحديد نوع من الشرك او الظلم او الفواحش او الغلو او البدع في العبادة ولهذا تنزلت عليهم الشياطين واختارت بهم فصاروا من اولياء الشياطين لا من اولياء الرحمن. قال الله تعالى. هذا الكلام يريد به شيخ الاسلام رحمه الله بيان ان الطوائف من المسلمين الذين ادعوا الولاية وادعي فيهم انهم اولياء وعظموا بسبب ذلك هؤلاء ان كان سبب ولايتهم انهم متبعون للرسول صلى الله عليه وسلم ظاهرا وباطنا مؤمنون به محكمون لشريعته في انفسهم هذا ضعف لانهم من اولياء الله واما ان كان سبب اطلاق الولاء عليهم انهم زهاد عباد وانهم متنزهون عن كثير من الدنيا وانهم مقبلون على امر اخرتهم وفيهم مكاشفات واخبار بغيريات ويحصل لهم خوارق عادات فان هذا القدر يحصل ايضا لي كثير من المتزهدة ومن عنده بعض فلسفة وعلم من الذين داووا نفوسهم وباطنهم من غير هذه الامة فذكر امثلة من الطرق يعني الروس الان بلاد تركستان وما حولها ومن الهند ومن خراسان وكذلك من اليونان هؤلاء فيهم اناس نقل بالنقل المستفيض انه يحصل لهم خوارق عادات وان عندهم زهد وعبادة الى اخر. فان كان وشيخ الاسلام كانه يتنزل ويناظر. فان كان مدار مدار الولد اية واطلاق الولي باسم الولي على من عنده زهد وعبادة وخوارق عادات فاولئك ايضا كذلك لكنهم كفار بالاجماع لان متعبدة اليهود متعبدة النصارى زهاد النصارى قد يكون عندهم بكاء من خشية الله وقد يكون عندهم خوارق عذاب وكذلك زهاد ومتعددة الهند الترك والفرس واليونان الى اخره هؤلاء كفار بالاجماع لانهم لم يتبعوا محمدا صلى الله عليه وسلم ولم يكونوا مسلمين ظاهرا وباطنا فاذا ما الفرق في الحال بين هؤلاء الذين ادعيت فيهم الولاية؟ وادعوا الخروج من شريعة محمد صلى الله عليه وسلم واولئك واذا قيل ان عندهم خوارق عادات فنقول ان خارق العادة ليس هو الكرامة فالذي يؤتي الله جل وعلا الاولياء هي الكرامات واما الخوارق فانها تجري للسحرة وتجري للكهنة وتجري للشياطين وغير ذلك. فحصول الخارق للعادة ليس برهانا على ان من حصل له ولي من اولياء الله خارق العادة مثل ان يخبرك بما في نفسك مثل ان يجري شيئا غريبا مثل ان ينتقل من مكان الى مكان بسرعة عجيبة مثل ان يحضر له شيء من الاطعمة ليست في اوان ودعوا الخروج من شريعة محمد صلى الله عليه وسلم واولئك واذا قيل ان عندهم خوارق عادات فنقول ان خارق العادة ليس هو الكرامة فالذي يؤتي الله جل وعلا الاولياء هي الكرامات واما الخوارق فانها تجري للسحرة وتجري للكهنة وتجري للشياطين وغير ذلك فحصول الخارق للعادة ليس برهانا على ان من حصل له ولي من اولياء الله. خارق العادة مثل ان اخبرك بما في نفسك مثل ان يجري شيئا غريبا مثل ان ينتقل من مكان الى مكان بسرعة عجيبة مثل ان يحفر له شيء من الاطعمة ليست في اوانها الى اخره من مثل خوارق العادات. هذي تحصل للسحرة وتحصل للكهنة وتحصل للمشعوذين للعادة امر مشترك بين الانبياء والرسل وما بين الاولياء وما بين المشعوذون والكهنة والسحرة والبطالون فان كان الخارق للعادة اوتي نبيا فيسمى اية وبرهانا وان كان الخارق للعبادة اوتي عبدا صالحا متبعا لنبيه فيسمى كرامة للولي وان كان الخارق للعادة اوتي مستكبرا على الانبياء او مبتدأ او فاجرا او كافرا فانه يسمى مخاريق شيطانية او من مساعدة الشياطين. فاذا ليس العبرة بخرق العادة. ولهذا تعرف الكرامة التي تكون للاولياء بان الكرامة امر خارق للعادة جرى على يدي ولي واية النبي امر خارق لعادة الجني والانس جرى على يديه نبي والعادة التي تخره لفظها غير منضبط لانهم قالوا خارق للعادة. العادة هذه عادة من هذا الوصف غير منضبط لانه خارق للعادة ولهذا عند التحقيق يكون تم تفصيل فالعادة التي تخرق للانبياء وللرسل والانبياء اية وبرهان فتكون العادة هي عادة الجن والانس عادة الثقلين قد دل على هذا قول الله جل جلاله قل لئن اجتمعت الانس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا واما الكرامة فهي خارق لاعادة الانس الذين فيهم ذلك الولي قد يكون في مكان اخر لا تخرق العادة لكنه يكرم بهذا. مثل مثلا طعام يؤتاه في فصل الصيف وهو من طعام الشتاء في مكان اخر من الارض يكون ثم شفاء في وقت هذا الصيف فيكون طعامه طعام شتاء فيكون اذا العادة في حق الولي عادة الانس الذين فيهم ذلك الولي وقد يكون الانس بعامة مثل المشي على الماء او الطيران في الهواء او الى اخره لكن هذا يختلف باختلاف الازمنة. فمثلا اذا مشى على ها الماء صار له يابس ومشى عليه اليوم ممكن انه يكون بعض المعالجات الماء يكون يابس ويمسى عليه لذلك الطيران في الهواء كرامة اليوم اختلف الوضع صار البر والفاجر يطير في الهواء بوسائل ان احدثت فاذا خرق العادة بالنسبة للولي ان تكون عادة الناس في زمنه او عادة جنسه الذين يعيش فيه اما خرق العادة بالنسبة ليه الشياطين الكهنة والسحرة فهم يأتون بامور خارقة للعادة ولكنها عادة من ليس منهم هاء الساحر يخرق عادة من ليس بساحر والكاهن يخرق عادة من ليس بكهف يعني من الناس من ليس بكاهن يخرق عادة. المقصود من هذا بيان التثقيف بهذه الكلمة المجملة وهي خرق العادة وان ما اتاه الله جل وعلا للانبياء والرسل خوارق للعادات ولكن عادة كذا وكذا وما اتاه الله جل وعلا الاولياء خارق للعادة من الكرامات ولكن عادة كذا وكذا واما مخاليق السحرة والكهنة هي خارقة لعادة من ليس من السحرة وكانه. ولهذا لما اتى الله جل وعلا باية موسى بطلة مكائد السحرة وما فعلوه لان ذلك الذي اعطاه الله جل وعلا موسى فوق ما تمخلق به شياطين وتخبر به الجن او يفعله السحرة والكهنة كل هذا لاجل تقرير الفرقان بين اولياء الرحمن واولياء الشيطان. اذا كون الشيء يحصل خارقا للعادة المعتادة لا يدل على ان من حصل له وليا يخبر بما فيه نفسك او يخبر بامر غايب او يأتيه شيء غريب في وقت غريب او يحصل له نوع اشياء وانتقالات او تيسر له امور ونحو ذلك لا يدل على ان على انه ولي حتى يكون مؤمنا تقيا. لان الخوارق قد تحصل من جهة في الشياطين و حزبه في هذا القدر كفاية وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد شغالة. نعم