المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ دروس من تفسير القرآن الكريم. تفسير سورة المجادلة الدرس الثالث. وعلى اله وصحبه اجمعين. والحاضرين. امين رحمه الله تعالى في تفسير قول الله تعالى الم ترى الى الذين نموا عن الندوة ثم يعودون بما هم عنه ويتنادون بالذكر ومعصية الرسول واذا جاءوك حيوك بما لم يحييك به الله فيقولون في انفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول اسمه لي اهم من يضلونك المصير. يا ايها الذين امنوا لا ثلاثة ناجح بالحكم والعدوان ومعصية الرسول. وتناهوا من البر والتقوى واتقوا الله الذي اليه تفترون. انما النجوى من الشيطان يحمل الذين امنوا وليس بطاعتهم شيئا الا باذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون. قال ابن ابي نبيه عن مجاهد الم ترى ان الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون بما انه عنه؟ قال فليعودوه. وكذا قال اقاتل ابن حيان. وزاد كان بين النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وبين اليهود موادعة. وكانوا اذا مر بهم الرجل من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جلسوا يتناجون بينهم حتى يظن المؤمن انهم يتنادون بقتله او بما يكره المؤمن. فاذا رأى المؤمن ذلك خفيرا فترك طريقه فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن الندوة. فلم ينتظر وعادوا الى النجوى فانزل الله تعالى. الم تر الى الذين عن الاجواء ثم يعرجون بما هم عنه. وقال ابن ابي حاتم حدثنا ابي قال حدثنا ابراهيم ابن المنذر الحجامي قال حدثني من سفيان عن كثير عن زيد عن ابيه ابن عبد الرحمن وابي سعيد القدي عن ابيه عن جده قال كنا نتناول كنا نتناوب رسول الله صلى الله عليه وسلم نبيت عنده يطرقه من الليل امر وتبدو له حاجة فلما كانت ذات ليلة كثرها النوم والمحتسبون. حتى كنا اندية نتحدث. فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما هذه الندوة قلنا تبنا الى الله يا رسول الله انا كنا في ذكر المسيح فرسا منه. فقال الا اخبركم بما هو اخوف عليكم عندي منه؟ قلنا بلى يا رسول الله. قال الشيخ الخبي ان يكون الرجل يعمل بمكان رجل. هذا اثنان غريب وفيه بعض قوله تعالى ويتنادون بالاثم والعدوان ومعصية الرسول ان يتحدثون فيما بينهم بالاثم وهو ما يختص بهم والاحتراز وهو ما ومنه معصية ومنه معصية الرسول ومخالفة عليها ويتواصون بها. فقوله تعالى واذا جاءوا حيوك بما لم يحييك به الله. قال ابن ابي حاتم حدثنا ابو سعيد الاشك قال حدثنا ابن عمير عن الاعمى عن مسروق عن عائشة قالت دخل علي رسول الله دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم يقود فقالوا عليك يا ابا القاسم فقالت عائشة وعليكم السلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عائشة ان الله لا يحب الفحش ولا التفحش قلت الا تسمعهم؟ الا تسمعهم؟ يقولون السلام عليك اقامة الله صلى الله عليه وسلم اوى اوى ما سمعت اقول وعليكن فانزل الله تعالى واذا جاءوك حيوك بما لم يحييك به الله. وفي رواية في الصحيح انها قالت لهم عليكم السلام والزام واللعن. وان صلى الله عليه وسلم قال انه يستجاب لنا فيهم ولا يستجاب لهم فينا. وقال ابن جرير حدثنا بشر قال حدثنا يزيد قال يزيد قال حدثنا سعيد عن قتادة عن انس ابن مالك امر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بينما هو جالس مع اصحابه اذ اتى عليهم يقومون فسلم عليهم فردوا عليه فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم هل تدرون ما قال؟ قالوا سلم يا رسول الله. قال قال تام عليكم. اي اي وتساوون دينكم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ردوه فردوه عليه. فقال نبي الله اقمت اكنت تام عليكم قال نعم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا سلم عليكم احد من اهل الكتاب فقولوا عليه اي عليك ما قلت واصل حديث انس مخرج وهذا وهذا الحديث في الصحيح عن عائشة بنحوه. وقوله تعالى ويقولون في انفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول ان يفعلون هذا ويقولون ما يفرقون من الكلام وايهام السلام وايهام السلام وانما هو شتم في الباطل. ومع هذا يقولون في انفسهم لو كان هذا نبيا لعذبنا الله بما نقول لهم في الباطل لان الله يعلم ما نصبه فلو كان هذا نبيا حقا لاوشك ان يعذبنا الله بالعقوبة في الدنيا. فقال الله تعالى حسبهم جهنم جهنم اي جهنم كفايتهم في الدار الاخرة يصلونها فبئس المصير. وقال الامام احمد حدثنا عبد الصمد قال حدثنا حماد عن عطاء بن التائب. عن ابيه عن عبدالله بن عمر ان اليهود كان يقولون لرسول الله صلى الله عليه وسلم تام عليكم ثم يقولون في انفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول فنزلت هذه الاية واذا جاؤوا فحيوك بما لم يحييك به الله ويقولون في انفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول اشكر جهنم يصدونها فبئس المصير. اسناد ولم يخرجوه. وقال العوفي عن ابن عباس واذا جاءوك حيوك بما لم يحييك به الله. قال كان المنافقون يقولون لرسول الله صلى الله عليه وسلم اذا خام عليكم. قال الله تعالى حثهم جهنم يصلونها فبئس المصير. ثم قال الله تعالى مؤدب العباد المؤمنين الا يكونوا مثل الكفرة والمنافقين يا ايها الذين امنوا اذا تناديتم فلا تتناجوا بالاثم والعدوان ومعصية الرسول. اي كما يتنادى به الجهلة من كفرة اهل الكتاب ومن مالأهم على ضلالهم من المنافقين وتناجوا في البر والتقوى واتقوا الله الذي اليه تحشرون. اي فيصبركم في اعمالكم واقوالكم التي اخطاها عليكم وسيجزيكم بها. وقال الامام احمد حدثنا به بن وعفان قال اخبرنا همام قتادة عن صفوان ابن محرج قال كنت اخذا بيد ابن عمر. اذ عرض له رجل فقال كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله يغني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره من الناس ويقرره بذنوبه ويقول له اتعرف الباب كذا اتعرف ذنب كذا اتعرف ذنب كذا؟ حتى اذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه انقذ هلك؟ قال فاني قد سترتها عليك بالدنيا. وانا اغفرها لك اليوم ثم يعطى كتاب حسناتك واما الكافر والمنافق فيقول الاشهاد فهؤلاء الذين كذبوا على ربهم الا لعنة الله على الظالمين اخرجه في الصحيحين من حديث قتادة ثم قال تعالى انما النجوى من الشيطان ليحزن الذين امنوا وليس بضادهم شيئا الا باذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون. اي انما النجوى وهي المسارة حيث يتوهم المؤمن بها سوءا من الشيطان ليهدن الذين تماما يعني انما يثمر هذا من المتناجيين عن تثوير الشيطان وتبجيله. ليؤمن الذين امنوا اي ليسوءهم وليس وذلك بضادهم شيئا الا باذن الله. ومن ومن احس بذلك شيئا فليستعذ بالله وليتوكل على الله فانه لا يضره شيء باذن الله. هم. وقد ورد في السنة بالنهي عن التنادي حيث يكون في ذلك تأذن على مؤمن. كما قال الامام احمد حدثنا وشيع وابو معاوية قال حدثنا عن ابي وارد عن عبدالله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا كنتم ثلاثا فلا يزال الاثنان دون صاحبيهما فان ذلك يحزنون اخرجه من حديث الاعمال يحزن قال فان ذلك يحزنه. اخرجه من حديث الاعمى. وقال عبد الرزاق اخبرنا معمر عن ايوب عن نافع عن ابن عمر. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا كنتم ثلاثة فلا يتراثنان دون الثالث الا باذنه فان ذلك يحسنه انفرد باخراجه مسلم عن ابي الربيع وابي كامل كلاهما عن عن ايوب به احتلت بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملا يا ارحم الراحمين. واغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في بامرنا فانه لا حول لنا ولا قوة الا بك اما بعد قال الله جل وعلا الم تر الى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لماله عنه ويتناجون بالاثم والعدوان ومعصية الرسول. واذا جاءوك حيوك بما لم يحييك به الله ويقولون في انفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول حسبهم جهنم يصلونها فبئس المصير هذه الاية كما سمعت في تفسيرها نزلت في طائفة من اهل الكتاب او طائفة من المنافقين وان النجوى هذه التي نهي عنها اهل الكتاب او اهل النفاق او نهي عنها ايضا اهل الايمان كما في الاية التي بعدها انما هي النجوى بالاثم والعدوان والمعصية وحقيقة النجوى المسارة بالكلام وقد تكون في خير وقد تكون في غيره فاذا كانت النجوى باثم او وهو ما يلزم الانسان او لا يتعداه او بعدوان على الاخرين او كان فيها معصية للرسول صلى الله عليه وسلم فيما وجه وامر به وارشد اليه فانها حينئذ تكون محرمة لان النجوى في هذه الحال اشتملت على اثم وعدوان ومعصية وهذا محرم فما هو معروف والنجوى كما سمعت في تفسير الاية نهي عنها اليهود وهم كانوا في المدينة تحت ولاية النبي صلى الله عليه وسلم وكانت تلك النجوى تثير في نفوس طائفة من المؤمنين انهم يتناجون شرا بهم يريدون قتلا او يريدون ايذاء او يريدون حياكة شيء ضد اهل الايمان فصار هذا يسبب فرقا في قلوب بعض اهل الايمان خشية من الغيلة خشية من تدبير امر السوء في غيبة او غفلة من المؤمن فامروا بالا يتناجوا على هذه الحال لان لا يحزن ذلك اهل الايمان قال جل وعلا المتر الى الذين نهوا عن النجوى وهم اهل الكتاب او اهل النفاق وذكرت لك ان النجوى هي الحديث سرا بين اثنين او اكثر والاستفهام هنا في قوله الم تر على قاعدة الاستفهام المعروف الذي ذكرناه لك فيما سبق وهو ان الاستفهام ينقسم الى استفهام تقرير او استفهام توبيخ او استفهام انكار او استفهام على بابه يعني ما يطلب به الفهم واستفهام التقرير ما يراد به تقرير ما بعده ولا يراد به طلب فهمه واستفهام الانكار يراد منه الانكار على ما اشتمل عليهما بعد الاستفهام كقوله جل وعلا االه مع الله تعالى الله عما يشركون فقولهم االه مع الله لا يطلب من هذا الاستفهام الجواب ولكنه استفهام انكار يعني ينكر على من جعل الها مع الله مخاطبا لهم بهذا الكلام وضابطه ان يكون ما بعد الاستفهام ليس صحيحا بمعنى اذا ازلت الاستفهام وبقي ما بعده فانه يكون باطلا او ليس بصحيح او منكر فاذا قلنا االه مع الله وانزلنا همزة الاستفهام صار باقي الجملة اله مع الله اله مع الله هذا كلام باطل فاذا دخل الاستفهام يكون حينئذ للانكار للانكار واما اذا كان الكلام بعد الاستفهام موجبا يعني ثابتا فانه يقصد منه اما توبيخ او غيره كطلب الفهم ونحو ذلك من اغراض الاستفهام والنبي صلى الله عليه وسلم علم ورأى هؤلاء الذين نهوا عن النجوى ثم عادوا لما نهوا عنه فقوله هنا جل وعلا الم تر الى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه الاستفهام هنا لتقرير حصول ذلك منهم او هو للانكار عليهم وتوجيه الخطاب بذلك للنبي صلى الله عليه وسلم احتمل هذا ويحتمل هذا فظاهره تقرير حصول هذا منهم وهو انهم نهوا ثم عادوا وظاهره ايضا الانكار على اهل الكتاب والمنافقين الذين يتناجون وهذه الصفة وهي تناجي اعداء اهل الايمان لها اشكال كثيرة تختلف باختلاف الزمان والمكان وتدخل في عموم ما يعمل احزانا وتخويفا لاهل الايمان وارصادا لمن حارب الله ورسوله وقوله هنا الى الذين نهوا حقيقة النهي طلب الكف ثم يعودون لما نهوا عنه يعودون يعني يرجعون وكأن الاصل ان من نهي عن شيء فانه يكف عنه فور الانتهاء وهذا مقتضى الامر بانه اذا امر احد بشيء فانه يمتثل له. واذا نهي عنه انه يكف عنه فقوله هنا المتر الى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه كانهم امتثلوا ثم عادوا وردوا ورفضوا وهذا قد يكون من جهة العود وقد يكون من جهة الاستمرار على ما كانوا عليه يعني ان العودة هنا لا يتعين في انهم كفوا ثم رجعوا الى ما كفوا عن بل قد يكون انهم استمروا على ما كانوا عليه قال ثم يعودون لما نهوا عنه اللام هنا العود بمعنى الرجوع تتعدى باله تقول عاد الى كذا وهنا قال يعودون لما نهوا عنه واللام فيها معنى التعليل والتفسير او فيها معنى الارادة والقصد وهذا يعني انهم عادوا اليه قاصدين مريدين هذا من بلاغة القرآن بانه يتغير حرف فتشتمل الجملة على عدة معاني ثم يعودون لما نهوا عنه يعني يرجعون الى ما نهوا عنه مريبين لذلك قاصدين له قال ويتناجون بالاثم والعدوان ومعصية الرسول الاثم هو ما خالف به المرء ما امر به تكليفا او امر به ولاية والنبي صلى الله عليه وسلم امر المؤمنين امر ايجاب فاذا خالفوه اثموا وعمر من تحت ولايته من اهل الكتاب امر ولاية فاذا خالفوه هنا اثموا وهل الاثم هنا المراد به اثم الدنيا او اثم الدنيا والاخرة هذا يرجع الى بحث هل الكفار مخاطبون بفروع الشريعة ام ليسوا بمخاطبين بفروع الشريعة والصحيح انهم يعاقبون على ما خالفوا وعلى ما عصوا تفصيلا مع كونهم لا يخاطبون بالفروع طلبا ولكنهم يأثمون على كل مخالفة ومرد ذلك الى عذاب الاخرة ولهذا هنا يصح ان يكونوا هنا يأثمون سواء قلنا انهم مخاطبون ام انهم غير مخاطبين لان المقصود بالاثم هنا ما يستحق عليه العقاب في الاخرة وهذا حاصل كما ذكرنا الاثم ما اقتصر فاعله في المعصية على نفسه والعدوان ما تعدى اثر المعصية الى غيره حتى ولو كان هناك رظا من الطرف الثاني فانه يكون قد اعتدى يعني بمعنى لو ان احدا عصى الله في نفسه فانه يأثم فلو دعا غيره الى معصية الله ولو كان برضى الاخر فان هذا من العدوان العدوان على غير او على الناس قال ومعصية الرسول والمعصية هنا قد يدخل فيها قد يعني تكون عامة فالاثم والعدوان معصية للرسول صلى الله عليه وسلم وقد يكون اراد بالمعصية نصوص اشياء امروا بها من النبي صلى الله عليه وسلم والمعصية هنا او قوله ومعصية ها هنا مفتوحة وليست بمربوطة والاصل المعصية تكتب بالهاء يعني او بالتاء المربوطة اذا وقفت عليها تقول معصية كما في مواضع وخر في القرآن لكن هنا فتحت ولذلك اذا وقفت عليها قراءة فتقف عليها بالتاء لا بالهاء فلو قلت قراءة ويتناجون بالاثم والعدوان ومعصية صار خطأ لانها كتبت بالتاء المفتوحة فتقرأ ويتناجون بالاثم والعدوان ومعصية حتى اذا وقفت للنفس او نحوها وهذا في كل المواطن في القرآن اذا كتب ما حقه اذا كتب بالتاء المفتوحة ما حقه ان يكون املاء بالهاء فان المقصود منه انه اذا وقفت عليه تقف عليه بالتاء وهذا كثير معلوم عند اهل القراءات قال واذا جاءوك حيوك بما لم يحييك به الله وهي انواع من التحية كان يستعملها اليهود منها ان يقولوا السام عليك او عليكم والسام هو الموت والنبي صلى الله عليه وسلم ارشد بقوله اذا سلم عليكم اهل الكتاب فقولوا وعليكم وذلك لانهم يقولون السام بيوت فيخففون اللام ويظن من يسمعها انها السلام وهم يريدون السام يعني الموت للنبي صلى الله عليه وسلم ولاصحابه قاتلهم الله اي اليهود وهذه التحية ليست بتحية وانما هي نقض بالتحية توعد ودعاء على من قالها على من اه وجهت اليه وهي السام والاصل في التحية انها كلمات بها تحيا نفس المخاطب بها تحيا نفسه الكلام مع من خاطبه احيا نفسه وتنشرح للحديث معه او للامن مع من حي لهذا كان حقيقة السلام لذلك كان السلام في نفسه هو افضل التحايا وهو اكرمها واعلاها لان به الامن والامان ولان به السلامة ولان به انشراح النفس قال عليه الصلاة والسلام الا ادلكم على شيء اذا فعلتموه تحاببتم فيما بينكم افشوا السلام بينهم والسلام اذا القي السلام عليك او السلام عليكم اذا كانوا جماعة اذا القي السلام فمعناه انك تقول لمن خاطبته عليك مني انواع السلامة ان الالف واللام هنا في قوله السلام هي الاستغراق انواع السلام فعليك مني انواع السلامة السلامة عليك ولك في نفسك فلن اعتدي عليك وفي عرضك فلن اغتابك او اقع في عرضك وفي ما تستحق فلن يأتيك مني الا السلام لنفسك او في عرضك او في مالك وهذا اعظم ما يحصل به الامن ولهذا قال الله جل وعلا ولا تقولوا لمن القى اليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا لانه لما القى السلام يعني القى انه لن يأتي منه الا السلامة فهو بهذه الكلمة ترك ما كان عليه من المعاهدة ولذلك من المعاداة ولهذا ينبغي للمسلم ان يتفطن لمعنى هذه الكلمة وهي التي حيا الله جل وعلا بها نبيا قال تعالى واذا جاؤوك حيوك بما لم يحييك به الله وتحية الله جل وعلا لنبيه وللمؤمنين هي السلام ينبغي للمؤمن ان يتفطن لان السلام معناه السلام وفيه معنى العهد اذا القاها فيه معنى العهد والوعد فاذا سلم ثم اعتدى سلم ثم اغتاب سلم ثم اظمر في نفسه شيئا فحقيقته انه كاذب في تسليمه لان السلام تحية ووعد بانه لن يكون ثم الا السلام وهذا من محاسن هذه التحية التي اشتملت على انواع السلامة للمؤمن تحية اليهود كما قلنا السام عليكم وقد يقولون السلام عليكم والنبي صلى الله عليه وسلم قال اذا سلم عليكم اليهود او اهل الكتاب فقولوه عليه وهنا مسألة بحث فقهي هل اذا سمعناهم يقولون السلام عليكم بتحقيق اللام او لم يكن يدر في خلدهم كما كما في الكثير من اهل هذا الزمان انهم يقولون السامو بل يقولون السلام باعتباره تحية اهل الاسلام فهل اذا قالوا السلام محققا يرد عليهم بي وعليكم او يرد به او يرد عليهم وعليكم السلام قولان لاهل العلم كثير من اهل العلم وهم اهل الحديث يقولون ان قول النبي صلى الله عليه وسلم اذا سلم عليكم اهل الكتاب فقولوا وعليكم يشمل اي تحية حيوا بها بالسلام سواء اقالوا السلام محققا ام قالوا السام فاننا نقول عليه. وهذه نرد بها عليهم ما قالوا لنا وقال طائفة من اهل العلم ان الرد وعليكم هذا خاص بما اذا قالوا السام اما اذا قالوا السلام فهي تحية والتحية ترد بمثلها كما قال الله جل وعلا اذا حييتم بتحية فحيوا باحسن منها او ردوها وردها هو العدل واحسن منها هو الفضل والعدل واجب والفظل مستحب واذا كان كذلك فان العدل على هذا يكون برد التحية بمثلها فيقول السلام عليكم. وعليكم السلام على اهل الكتاب اذا تحقق سماع السلام عليكم منه هذا مذهب كثير من الفقهاء واهل العلم واختاره شيخ الاسلام تقي الدين ابن تيمية وتلميذه العلامة ابن القيم رحمهم الله تعالى قد دلل له وعلل ابن القيم في كتابه احكام اهل الذمة وذلك لامرين اولا لان الله امر بالرد والثاني لاجل العدل والعدل مأمور به والرد مأمور به وحمل الحديث على حالة واحدة وهي اذا تحقق سماع السام المقصود ان قوله واذا جاؤوك حيوك بما لم يحييك به الله ان هذا مما يضمرون به الاثم والعدوان ومعصية الرسول فيقولون اجسام يعني الموت او الهلاك قال ويقولون في انفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول وهذا يريدون به التحدي والاغراء بان نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ليست بحق يقولون لو كان نبيا حقا لعذبنا الله في الدنيا كما عذب من قبلنا من اقوامنا يعني اليهود لاننا اظمرنا شرا له واذا كان الله هو المطلع على ما في الانفس ويعلم اننا اظمرنا شرا لنبيه فلماذا لا يعذبنا قال الله جل وعلا حسبهم جهنم يصلونها فبئس المصير يعني ان العبرة ليست بالدنيا العبرة بالاخرة والعذاب الذي سيكون في الاخرة الحسم هو الكفاية وحسبهم يعني كفاية يعني كفايتهم فقوله حسبهم جهنم اي جهنم كافيتهم وهي صاحبتهم ومآلهم فبئس المصير ثم قال جل وعلا مخاطبا المؤمنين يا ايها الذين امنوا اذا تناجيتم فلا تتناجوا بالاثم والعدوان ومعصية الرسول وتناجوا بالبر والتقوى واتقوا الله الذي اليه تحشرون انما النجوى من الشيطان ليحزن الذين امنوا قوله اذا تناجيتم فلا تتناجوا بالاثم والعدوان ومعصية الرسول هذا يشمل المناجاة بحضرة المؤمنين والمناجاة في غير حضرة اخرين. يعني اذا تناجي اثنان وتخاطبوا فيما بينهم سرا او في عدم حضرة احد فان الواجب عليهم الا يكون حديثهم حديث اثم او عدوان او معصية بل يجب عليهم ان يتناجوا بما لا اثم فيه ولا معصية ولا عدوان ثم قال سبحانه وتناجوا بالبر والتقوى وهذا امر بان يتناجل اهل الايمان بالبر والبر اسم جامع لكل ما يقرب الى الله جل وعلا يدخل في البر كل الدين من الاعمال الصالحة التي تقرب الى الله سبحانه وتعالى بل من الاقوال اقوال القلوب واقوال اللسان قال الله جل وعلا ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين وعات المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين والسائلين وفي الرقاب واقام الصلاة واتى الزكاة والموفون بعهدهم الى اخر الاية اشتملت الاية في اسم البر على الاعتقادات وعلى الاقوال والاعمال والعبادة قلوب واقوال اللسان قال الله جل وعلا ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين وهات المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين والسائلين وفي الرقاب واقام الصلاة واتى الزكاة والموفون بعهدهم الى اخر الاية. فاشتملت الاية في اسم البر على الاعتقادات وعلى الاقوال والاعمال والعبادات يعني على الاعتقادات والعبادات والاعمال بجملتها والاقوال وهذا شامل للدين كله فحقيقة البر ان البر هو العمل الصالح البر هو الدين المأمور به فكل عقيدة صالحة به وكل عمل صالح عبادي بر وكل قربة الى الله جل وعلا بر وهكذا قال وتناجوا بالبر والتقوى يعني فليكن حديثكم فيما بينكم ان يكون تناجيا بالبر والتقوى بشيء فيه طاعة لله جل وعلا ولرسوله صلى الله عليه وسلم قال واتقوا الله الذي اليه تحشرون هذا امر بتقوى الله قد ذكرت لكم ان الامر بالتقوى اذا وجه لاهل الايمان فانهم فيه على مراتب وان من كان متقيا فاذا طلبت منه التقوى فانه مع فان معنى ذلك ان يثبت على التقوى وان يلازم مقتضيات التقوى كما قال جل وعلا لنبيه يا ايها النبي اتق الله يعني لازم ما يقتضيه ما تقتضيه التقوى وما هو تقوى لله جل وعلا واذا خطب بها عموم اهل الايمان فان معنى ذلك انه يترك يتقي الله جل وعلا معنى يجعل بينه وبين عذاب الله جل وعلا او عقابه وقاية. تقيه بطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وهذا يكون بترك المحرم وامتثال الواجب من الاعتقادات والاعمال ويكون ايضا بمرتبة اخرى وهي ان يعمل بطاعة الله على نور من الله يرجو ثواب الله وان يترك معصية الله على نور من الله يخشى عقاب الله. كما قال الطلق بن الحبيب رحمه الله تعالى فاذا كان كذلك صارت التقوى يختلف فيها الناس كل بحسبه فكل مؤمن كل مسلم متق لله جل وعلا لانه اسلم فمن اسلم فقد اتقى الله جل وعلا. لكن مراتب التقوى وتفصيلاتها تختلف بهذا قوله جل وعلا واتقوا الله الذي اليه تحشرون. هذا يشمل الاصل والواجب والمستحبات يعني تقوى الله بملازمة الاسلام والايمان تقوى الله بملازمة امتثال الواجب وترك المحرم تقوى الله جل وعلا بملازمة الاولى وترك سبيل الردع بمناسبة الاية وختام الاية لاولها ان الاول الاية فيه امر ونهي اذا تناجيتم لا تتناجوا بالاثم والعدوان ومعصية الرسول هذا نهي يقتضي التحريم ثم قال وتناجوا هذا امر يقتضي الوجوب. فاذا تقوى الله هنا بحسبها وهي في هذا الموطن ترك المناجاة بالاثم والعدوان والمناجاة فقط بالبر والتقوى او بما يباح قوله اليه تحشرون الحشر هو الجمع الحشر هو الجمع وسمي يوم القيامة بيوم الحشر لانه يجمع فيه الخلاء قوله لاول الحشر بوصف اليهود في سورة الحشر لاول الحشر يعني اول الجمع لهم بحصول مقتلتهم الاخيرة ثم قال تعالى انما النجوى من الشيطان ليحزن الذين امنوا وليس بضارهم شيئا الا باذن الله. وعلى الله فليتوكل المؤمنون. هذا حصر بان النجوى التي فيها اثم وعدوان ومعصية الرسول هذه من الشيطان اوحى بها الى اوليائه لماذا؟ ليحزن اه ليحزن الذين امنوا يعني ان الشيطان يحزن الذين امنوا هذا ليس بمضر لان الحزن لا يقدم ولا يؤخر. والواجب على المؤمن انه اذا سمع شيئا او رأى شيئا يحزنه سواء من من الاقوال او من الاعمال انه يعظم التوكل على الله جل وعلا لهذا قال هنا وعلى الله فليتوكل المؤمنون كل امر يحزنك فانما تداويه وتدفعه بحسن التوكل وصدق التوكل على الله جل وعلا وحسن الظن به. فاذا احسنت الظن بالله وانه كافيك و صدقت التوكل عليه فان هذه الامور التي تحزن المؤمن انها تندفع لان التوكل على الله جل وعلا هو الكفاية واساس كل فرح وسرور واطمئنان وفي قوله وعلى الله فليتوكل تقديم الجار والمجرور يفيد الاختصاص كما هو مقرر في علم المعاني من البلاغة فقوله وعلى الله فليتوكل يعني وعلى الله وحده ليكن التوكل وان التوكل مختص بالله جل وعلا وهذا الظاهر لان التوكل عبادة قلبية لها اثارها في الظاهر وهذه العبادة القلبية لا تصلحوا الا لله جل وعلا ما تصلح للبشر فحقيقة التوكل واطمئنان القلب واسترواحه لي قوة وفضل ربه جل وعلا وتفويض الامر اليه وانه لا حول ولا قوة الا بالله هذا توكل الذي في القلب ثم يثمر في الظاهر عدم رؤية اعمال الخلق وفعل الاسباب الموصلة الى ما توكل على الله جل وعلا فيه واذا كان الامر كذلك فان التوكل لا يصلح للمخلوق لا يصلح ولا يجوز بل هو شرك ان يقول العبد توكلت على فلان توكلت على احمد توكلت على خالد توكلت عليك يا فلان هذا لا يجوز على الصحيح بل هو شرك لان التوكل حقيقته انها قلبية لها اثارها عمل قلبي مختص بهذه العبادة التي لا تصلح الا لله جل وعلا لكن من اهل العلم من قال يجوز ان تقول توكلت على الله ثم عليك او قول العوام توكلت عليك يا فلان وذلك باعتبار انهم لا يريدون بالتوكل عمل القلب وانما يريدون به العمل الظاهر وهو ما يملكه العبد من الاسباب والقوى والقدر فكأنهم يعنون توكلت عليك اعتمدت عليك والاعتماد لا بأس ان يقال للانسان اعتمدت عليك فيما يكون تحت قدرته وقوته لكن التوكل امر مختلف فمن نظر الى انهم يريدون بالتوكل في هذه الحالة الاعتماد والتوكيل والتفويض الظاهر قال لا بأس بها والصحيح انه ان هذه الكلمة لا تجوز لان التوكل عبادة لله جل وعلا فيعلم الناس ذلك واذا قال توكلت على الله ثم عليك هذه ايضا مما اختلف فيها اهل العلم لم يجزها لم يجزها الجد الشيخ محمد بن ابراهيم رحمه الله تعالى. واجازها اجازتها اللجنة الدائمة بفتوى لها فيما مضى والاجازة على اعتبار الاستعمال لا على اعتبار حقيقة المعنى لفحقيقة المعنى التوكل انه انس القلب واسترواحه وطمأنينته وفي حسن الظن وفيه الاعتقاد بانه لا حول ولا قوة الا بالله وفيه تفويض الامر الى مالكه والقادر عليه وهو الله جل وعلا معلوم ان هذه الاشياء لا تصلح الا لله جل جلاله وتقدست اسمه نكتفي بهذا نعم لا يوجهها بس اه يوجهها بان المقصود بان المقصود هو الظاهر المقصود ما يدخل تحت قدرة العبد ومقصودهم بالتوكل هنا يعني العوام مقصودهم بالتوكل الاعتماد الظاهر بالاسباب الظاهرة. وليس المقصود توكلت على الله ثم عليك. المقصود اعمال القلوب اللي ذكرناها اللي هي حقيقة التوكل يعني التوكل غير الوكالة الوكالة شيء والتوكل شيء اخر على النبي صلى الله عليه وسلم هذا سؤال مشرع او غير مشرع مهم جدا آآ هذا ما له علاقة بما قرأنا لكن كمسألة هذه مسألة اصولية لها بحث طويل جدا في كتب الاصول عن النبي عليه الصلاة والسلام مشرع او مبلغ ظاهر الايات تدل على انه عليه الصلاة والسلام مبلغ عن الله جل وعلا والمشرع يعني من يشرع الشرائع هو صاحب الشريعة ومنزلها هو الله جل وعلا من قال انه عليه الصلاة والسلام مشرع بالنظر الى انه يبتدأ احكاما عليه الصلاة والسلام ثم تنزل الموافقة عليها من السمع او اقرارها او عدم الغاء ما اجتهد فيه النبي صلى الله عليه وسلم فاذا قلنا ان النبي صلى الله عليه وسلم مشرع بهذا الاعتبار فلا بأس الظاهر ظواهر الادلة انه عليه الصلاة والسلام مبلغ ومنذر هذي ولا يستقل باحداث تشريع نعم لها بحث مطول في كتب الاصول معروف كان سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله اه يرى ان النبي صلى الله عليه وسلم مشرع بهذه الاعتبارات هو تيار احد القولين في المسألة نعم المصافحة امر اخر يعني مصافحة الكافر هذه غير غير مسألة التحية اه تحايا كثيرة طبعا مثل لو يقول كافر بمعنى اهل الكتاب او المستأمن او الذمي او نحو ذلك تحية بغير السلام لا بأس حتى اذا ابتدأ تدعه بتحية بغير السلام فلا بأس لان النهي جاء عن بالابتدائهم بالسلام اذا لقيتم اهل الكتاب فلا تبدأوهم بالسلام واذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم الى اضيقه لا تبدأوهم بالسلام يعني تحية المسلمين لان السلام تحية اهل الايمان اه تجعلون هم يسلمون عليكم اه او لا تسلم عليهم لكن اذا اذا اراد ان يحيي فلا بأس ان يقول له غير السلام لا تستعجل غير السلام باي كلمة اخرى صباح الخير مساء الخير يعني اي كلمة اه من الكلمات لتجري بها التحية اما المصافحة فهي من لكن مات السلام من تتيمات التحية وقد تصلح وقد لا تصلح بحسب المكان وحسب الحاجة اليه هم ما هو اللي يقول انه مشرع لا شك انه يقول انه مبلغ مبلغ هذا متفق عليه لكن هل هو مشرع ام ليس بمشرع هذا الكلام