المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ دروس من تفسير القرآن الكريم. تفسير سورة الحديد. الدرس الخامس. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم الهمنا رشدنا وقنا شر انفسنا واغفر لنا ولشيخنا والحاضرين قال حافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسير قول الله تعالى يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين ايديهم وبايمانهم. بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها تنهار خالدين فيها. ذلك هو الفوز العظيم. يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين امنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا ورائكم فالتمسوا نورا. فضرب بينهم بسور له باب. باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب ينادونهم الم نكن معكم؟ قالوا بلى ولكنكم فتنتم انفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الاماني حتى جاء امر الله وغركم بالله الغرور فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأواكم النار يا مولاكم وبئس المصير. يقول تعالى مخبرا عن المؤمنين المتصدقين انهم يوم القيامة يسعى نورهم بين ايديهم في القيامة بحسب اعمالهم كما قال عبدالله بن مسعود في قوله تعالى يسعى نورهم بين ايديهم. قال على قدر اعمالهم يمرون على الصراط منهم من نوره مثل الجبل ومنهم من نوره مثل النخلة ومنهم من نوره مثل الرجل القائم وادناهم نورا من نوره في ابهامه مرة ويطفأ مرة. رواه ابن ابي حاتم وابن جرير وقال قتادة ذكر لنا ان نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول من المؤمنين من يضيء نوره من المدينة الى عدن ابين وصنعاء الى عدن ابين وصنعاء فدون ذلك حتى ان من المؤمنين من يضيء نوره موضع قدميه. وقال سفيان الثوري عن صين عن مجاهد عن جنادة بن ابي امية قال انكم مكتوبون عند الله باسمائكم وسيماكم وحلاكم وحلاكم دواكم ومجالسكم فاذا كان يوم القيامة قيل يا فلان هذا نورك يا فلان لا نور لك وقرأ يسعى نورهم بين ايديهم وقال الضحاك ليس احدا لا يعطى نورا يوم القيامة. فاذا انتهوا الى الصراط طفئ نور المنافقين قال قال الظحاك ليس لاحد لا يعطى نورا يوم القيامة. وقال الضحاك ليس احد الا يعطى نورا يوم القيامة فاذا انتهوا الى الصراط طفئ نور المنافقين. فلما رأى ذلك المؤمنون اشفقوا ان يبطأ نورهم كما طفئ نور المنافقين فقالوا ربنا اتمم لنا نورنا. وقال الحسن يسعى نورهم بين ايديهم. يعني على الصراط قال ابن ابي حاتم رحمه الله تعالى حدثنا ابو عبيد الله ابن اخي ابن اخ ابن وهب قال اخبرنا عمي عن يزيد ابن ابي حبيب عن سعيد ابن مسعود انه سمع عبد الرحمن بن جبير يحدث انه انه سمع ابا الدرداء وابا ذر يخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال انا اول من يؤذن له يوم القيامة بالسجود واول من يؤذن له برفع فانظر من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي فاعرف امتي من بين الامم. فقال له رجل يا نبي الله كيف تعرف امتك من بين الامم ما بين نوح الى امتك؟ فقال اعرفهم محجلون من اثر الوضوء ولا اقول لاحد من الامم غيرهم ولا اعرفهم محجلون من اثر الوضوء فقال اعرفهم محجلون من اثر الوضوء ولا يكون لاحد من الامم غيرهم واعرف واعرفهم يؤتون وكتبهم بايمانهم واعرفهم بسيماهم في وجوههم. واعرفهم بنورهم يسعى بين ايديهم وقاؤك وقوله وبايمانهم قال الضحاك اي وبايمانهم كتبهم كما قال فمن اوتي كتابه بيمينه وقوله بشراكم اليوم جنات جنات تجري من تحتها الانهار اي يقال لهم بشراكم اليوم جنات اي لكم البشارة بجنات تجري من تحتها الانهار. خالدين فيها اي ماكثين فيها ابدا. ذلك هو الفوز العظيم. وقوله ثم يقول المنافقون والمنافقات للذين امنوا انظرونا نقتبس من نوركم. وهذا اخبار منه تعالى عما يقع يوم القيامة في العرصات من الاهوال المزعجة والزلازل العظيمة والامور الفظيعة وانه لا ينجو يومئذ الا من امن بالله ورسوله وعمل بما امر الله به وترك ما عنه زجر. قال ابن ابي حاتم حدثنا ابي قال حدثنا عبدة بن سليمان قال حدثنا ابن المبارك قال حدثنا صفوان ابن عمرو قال حدثني سليم ابن عامر قال خرجنا على جنازة في باب دمشق ومعنا ابو امامة الباهلي. فلما صلى على الجنازة واخذوا في دفنها قال ابو امامة ايها الناس انكم قد اصبحتم وامسيتم في منزل تقتسمون فيه الحسنات والسيئات وتوشكون ان تطعنوا منه الى امنزل اخر وهو هذا يشير الى القبر بيت وحده وبيت الظلمة وبيت الدود وبيت الضيق الا ما وسع الله ثم تنتقلون منه الى موطن يوم القيامة فانكم في بعض تلك المواطن حتى حتى يغشى الناس امر من فتبيض وجوه وتسود وجوه. ثم تنتقلون منه الى منزل اخر. فيغشى الناس ظلمة شديدة. ثم النور فيعطى المؤمن نورا ويترك الكافر ويترك الكافر والمنافق فلا يعطيان شيئا. وهو المثل الذي ضربه الله تعالى في كتابه فقال او كظلمات في في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض اذا اخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور. فلا يستطيع الكافر والمنافق بنور المؤمن كما لا يستظيع الاعمى ببصر البصير. ويقول المنافقون والمنافقات للذين امنوا. انظرونا نقتبس من نوركم. قيل ارجعوا ورائكم فالتمسوا نورا. وهي خدعة الله التي خدع بها المنافقين حيث قال يخادعون الله وهو خادع فيرجعون الى المكان الذي قسم فيه النور فلا يجدون شيئا فينصرفون اليهم وقد ضرب بينهم بسوء له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب الاية. الا انه يقول سليم بن عامر فما يزال المنافق مغترا حتى يقسم النور ويميز الله بين المنافق والمؤمن ثم قال حدثنا ابي قال حدثنا يحيى بن عثمان قال حدثنا ابن حيوة قال حدثنا ارطاس ابن المنذر قال حدثنا يوسف ابن الحجاج عن ابي امامة قال يبعث الله ظلمة يوم القيامة. فما من مؤمن ولا كافر يرى كفه. حتى يبعث الله بالنور الى المؤمنين بقدر اعمالهم فيتبعهم المنافقون فيقولون انظرونا نقتبس من نوركم. وقال العوفي والضحاك وغيرهما عن ابن عباس بينما الناس في ظلمة اذ بعث الله نورا فلما رأى المؤمنون النور توجهوا نحوه وكان النور دليل دليلا من الله الى الجنة. فلما رأى المنافقون المؤمنين قد انطلقوا اتبعوهم فاظلم الله على المنافقين. فقالوا حينئذ انظرونا نقتبس من نوركم فانا كنا معكم في الدنيا قال المؤمنون ارجعوا وراءكم من حيث جئتم من الظلمة فالتمسوا هنالك النور وقال ابو القاسم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حق الحمد وموفاه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله ومصطفاه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فاسأل الله جل وعلا ان يجعلني واياكم ممن علم العلم النافع ووفق للعمل الصالح وجنب الفتن ما ظهر منها وما بطن في هاتين الايتين من سورة الحديد اشارة عظيمة وتخويف كبير اما البشارة فهي لاهل الايمان بان الله جل وعلا يكرمهم ايما اكرام وينزل السكينة والطمأنينة عليهم بالعرصات حيث يعطيهم الله جل وعلا النور الذي يسعى بين ايديهم ويعطيهم الكتب بايمانهم ويبشرهم في العرصات بان لهم ذلك اليوم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيه وفيها تحذير كبير وتخويف وانذار للمنافقين والمنافقات الذين ما دخل نور الله جل وعلا الى قلوبهم بانه يسلبون النور الذي به البصر يوم القيامة وبه طمأنينة وبه السكينة بما يستقبلون من الامر فيسلبون النور ويبتعون الارض بان يقال ارجعوا ارجعوا ورائكم التمسوا نورا فيرجعون فلا يجدون نورا ما ذكره الحافظ بن كثير من تفاسير السلف عن ذلك في معنى الايتين وفي قوله يوم ترى المؤمنين يكثر في القرآن ان يأتي اول الاية ظرف زمان كقوله يوم هنا بدون عطف او ظرف زمان بحرف العطف واو كقوله مثلا واذ يقول المنافقون اذ قال الله واذ قال ربك ونحو ذلك والعلماء في مثل هذا عنيف قوله يوم في هاتين الايتين وفي نحوهما سلفوا في ذلك هل هي معلقة بما سبق في الاية قبلها او هي ظرف منصوب بالواقع فيه وتقدير الكلام واذكر يوم ترى المؤمنين والمؤمنات اما الاول يعني ان تكون معلقة بالاية قبلها في هذا الموضع وفي غيره الاية قبلها قال جل وعلا من ذا الذي يبغض الله قرضا حسنا فيضاعفه له سيضاعفه له وله اجر كريم يوم ترى المسلمين لذلك تلك المضاعفة والاجر هي يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين ايديهم وبايمانهم ويوم يقول المنافقون والمنافقات يعني انما يوفل المؤمن الاجر اذا لقي الله جل وعلا يوم القيامة والوجه الثاني ان يكون تقدير الكلام واذكر يوم ترى المؤمنين والمؤمنات ومعلوم ان هذا اليوم الذي سيأتي لا يذكر باعتبار انه قد وقع وانتهى فانه يستقبل من الزمان وسيأتي فكيف في مثله يزول تقدير اذكر او في امر لم يحظر كتقديري اذ كتقدير اذكر مع اذك في مواضعها في القرآن واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة قال العلماء تقديره واذكر يعني واذكر حين قال ربك للملائكة والتقدير مع ان الاول في معنى السقف ما يستقبل من الزمان ولم يحضر والاخر فيما مضى من الزمان ايضا ولم يحضر تقديره قالوا لفائدة البلاغة وهي ان استحضرت تفاصيل وما قص الله جل وعلا في غير هذا الموضع مما سيكون ليكون ادعى للايقان ولفهم ما سيحصل. او ما حصل فكأن جميع لان القارئ الذي قال الله جل وعلا له واذ قال ربك للملائكة يعني واذكر حين قال ربك كانه كان حاضرا وانما يتذكر شيئا رآه بعينه وهذا فيه اليقين وفيه قوة التصديق وفيه استحضار المرء لشيء كانه حضر من قوة يقينه به وتصديقه له فهذا اذا نظرت اليه في هذه الاية وقرأتها مرة اخرى وفي مواضعها مستحظرا هذا المعنى فان المؤمن يكون عنده من حضور ما سيكون يوم القيامة مما قص الله جل وعلا ما قال مما قص الله جل وعلا في كتابه ما يكون معه تدبر واليقين بهذه الاخبار الغيبية قال جل وعلا يوم ترى المؤمنين والمؤمنات على التقدير الاول وله اجر كريم يوم ترى او فيضاعفه له يوم ترى المؤمنين فيكون ذكر سعي النور هذا من من الاجر ومن المضاعفة التي جاءت في الاية قبله وعلى الثاني تكون مستهدفة يعني اذكر يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين ايديهم وبايمانهم وهنا قال المؤمنين والمؤمنات والمراد به هنا ما يشمل اسم الاسلام لان المؤمن هذه هل فيها موصولة ومؤمن اسم فاعل واسم الفاعل او اسم المفعول اذا اتصلت به الالف واللام كانت موصولا حقيا كما هو اذ كانت صلة موصولة موصولا حرفيا وتبكون اسم الفاعل او ما بعده تكون هي الصلة. كما قال ابو مالك بالالفية في الاسم الموصول وصفة صريحة صلة ال وكونها بمعرب افعال القلب ويعني بذلك ما اتصل الصفة الصريحة هي اسم الفاعل واسم المفعول وكما هو معلوم في موضعه في الصفة المشبهة اه قولان لاهل العلم بالعربية وهذا يعني تحقيق قول من قال من اهل العلم ان اسم المؤمن الى حفرد ولم يقترن به اسم المسلم فهو كاسم الايمان اذا جاء مفردا دون اسم الاسلام فانه يعنى به الاسلام. وهذا حاصله ان قوله يوم ترى المؤمنين والمؤمنات انه يشمل المسلمين فليس تخصيصا لمن بلغ مرتبة الايمان التي هي قسيمة لمرتبة بمراتب الاسلام والايمان والاحسان قسيمة يعني احد الاقسام قوله يسعى نورهم بين ايديهم وبايمانهم كلمة يسعى هنا مع ان النور ملازم لهم وهم الذين يسعون والنور لو سعى وهم لم يسعوا لسبقهم كثيرا وربما تخلف تخلفوا عنه لكن في هذا فائدة ونكتة لان النور من شدة فرحه بالمؤمن فانه يريد ان يسبقه الى الجنة يسعى بين يديه اكراما له حتى يبلغه الجنة التي هي محل الطمأنينة والنور الذي يعطاه يعطيه الله جل وعلا المؤمن ويؤتاه المؤمن من الذكور والاناث هذا النور نور حقيقي وهو كالبصيرة التي في القلب يختلف فيها الناس فمنهم من يكون نوره كما سمعتم في الاثار قويا مضيئا ومنهم من يكون اقل منهم من يكون في ابهاما ومنهم من يكون بين قدميه وهكذا واختلاف النور باختلاف الايمان خلاف منزلة العبد في تحقيق الايمان والايمان والاسلام يتفاضلان يعني ليس ايمان كل احد متساوية وليس اسلام كل احد ايضا متماثلة ولهذا لاختلافهم في درجة الاسلام وهو استسلامهم لله بالتوحيد انقيادهم له بالطاعة والبراءة من الشرك واهله كذلك تفاوتهم بالايمان الذي هو الايمان بالله وملائكته اخره هذا بحسبه يكون اختلاف النور وهذا النور نور مخلوق وليس هو صفة الله جل وعلا التي اختص بها بل هو نور المخلوق يعطى يعطاه المؤمن ليبصر موضعه وليكون دليلا على موضع الصراط لان جهنم قبلها بينها وبين العراسات ظلما عظيما هذه الظلمة لا يتجاوزها ويبصر موضع الصراط الذي هو موضع الطريق الى تجاوز دار الهوان والعذاب اعاذنا الله منها الا من اوتي نورا لهذا يكرم الله جل وعلا اهل الايمان بانواع من منها النور وسرعة العبور على الصراط واشياء متنوعة دلت عليها الايات والاحاديث قال جل وعلا هنا يسعى نورهم بين ايديهم وبايمانهم كلمة وبايمانهم للعلماء فيها عدة توجيهات منها مع ذكره ابن كثير فيما سمعتم من قول الضحاك بقوله وبايمانهم ان تقديرها وبايمانهم كتبهم كما قال جل وعلا في الاية الاخرى فمن اوتي كتابه بيمينه القول الثاني ان في ايمانهم والنور ان النور بايمانهم يسعى نورهم بين ايديهم وبايمانهم نورهم والثالث ان بايمان هذه بايمانهم يا مثل بين ايديهم يعني وبين ايمانهم وغير بين باء وبين لتنوع اللفظ يعني كأنه قال يسعى نورهم بين ايديهم وايمانية. يعني نورهم يكون بين ايديهم وعلى جهة اليمين منهم ايضا قاما لجهة اليمين التي جعل الله جل وعلا الكتاب مأخوذا بها قال بشراكم اليوم البشرى من البشارة واصل البشارة هي الخبر الذي تتأثر منه البشرة سواء اكان خبر خير ام كان خبر شر الخبر الذي تتأثر منه البشرة تغيرا اما بشعور واما بظده يقال له بشارة يعني في اصل اللغة وقد جاء هذا وهذا في القرآن لقوله فبشره اعدادا اليم وفي ما يؤذي و تكسير الجنات بما يسر كثير فلما ان جاء البشير ايضا من مما يسر لكنه غلبة الاستعمال على ان البشارة والتبشير تكون فيما يسر ويظهر اثر السرور على البشر فمن المبالغة كبيرة في ان الخبر يكثر سمي بشارة وقوله هنا بشرى اليوم تعبير بالاسرة اسرة اليوم جنات. ان هذه هذا الخبر بان لهم ذلك اليوم جنات. وانه يلقى عليهم هذا يظهر اثره على جميع اجزاء بشرتهم وهذا فيه سرور النفس وسرور اجزاء البدن ايضا بذلك وعلى مصراكم اليوم جنات الجنات كما هو معروف كما جنة والجنة في اصل كلام العرب هي البستان الذي كثف شجره فاخفى من فيه يعني اخفى الداخل فيه وهذا مأخوذ من اصل الاستقام في ان مادة جنة كما هو معلوم ذكرتها لكم قبل ذلك مبنية على مادة الخفاء والاستتار الجنين والجنون الميكان واشبه ذلك ممن حصلته لكم قبل ذلك نظر فيها الى معنى الاستتار واهل العلم في في نظرهم الى معنى الاستتارة على وجهه منهم من يقول انها مستترة يعني عن الانظار في الدنيا ومنهم من يقول ان معنى الاستتار فيها لاجل ان احدا من اهل الجنة لا يطلعوا على نعيم اخر وكل في جنة مستقلة. ولذلك جمعت مع ان قمة عدل واحدة لكنها جمعت وجعلت متعددة لان لكل واحد منهم جنة والجميع في جنة واحدة قال بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الانهار قالبين فيها الخلود هنا هو خلود ابدي ان الخلود في اللغة هو طول المكث وقد يكون طول المكث ابديا طويلا جدا او مؤبدا وقد يكون طويلا بحسبه. لهذا كانت العرب تسمي خالدا تفاؤلا بطول العمر وطول المكث في الدنيا والخلود جاء في القرآن مميزا ابدا خالدين فيها ابدا نارة غير مميزة وهذا وهذا يحمل بعضه على بعض في الجنة فان الخلود فيها معبد كما جاء في الحديث الصحيح ان والخلود جاء بالقرآن عرفة مميزا ابدا خالدين فيها ابدا تعرفا غير مميز وهذا وهذا يحمل بعضه على بعض في الجنة فان الخلود فيها معبد كما جاء في الحديث الصحيح ان الموتى يؤتى به يوم القيامة فيذبح على قنطرة بين الجنة والنار ثم ينادي منادي يا اهل الجنة خلود بلا موت ويا اهل النار خلود فلا موت. اما النار فجاء الخلود فيها في القرآن بدون التعذيب الا في موضع او موضعين وهذا يعني في حق في حق العصاة وهذا اه مما حمله السلف على ان اهل التوحيد واهل الايمان قد يخلدون في النار اذا قضى الله جل وعلا ان يكونوا من اهل النار لكبائرهم ولتطهيرهم لكنهم لا لا يعبدون فيها ولهذا جاء في مثل اه اكل الربا وقاتل النفس جاء الخلود بدون تأبين. وجاء في حق كفار التعبير دون اه تعبيد مع القلوب. وهذا لاختلاف طبقات النار فالخلود متنوع وطول المخ متنوع والبحث في هل اه قوله في اهل النار خالدين فيها ابدا هل هو ابدا هل هي ابدية بالنسبة الى الزمان؟ ام ابدية بالنسبة الى بقاء النار قولان معروفان آآ عند اهل العلم قال جل وعلا بعد ذلك ذلك هو الفوز العظيم هو هذه بل قبل ذلك ذلك عبارة عن ثلاثة عبارة عن ثلاث كلمات لا واللام والكاف ولا اسم الاشارة واللام للبعد والكاف بالخطاب. وهنا في بعض الايات يأتي ذاتها او يعني في الكلام لا يأتي واللام هنا كما قلنا للبعد بدل ما قال ابن مالك في الالفية اه ولد البعد منطق باللام حرفا دون لام دون كاف او معنى واذا كان كذلك البعد هنا ما المقصود به ذلك هنا المقصود به من جهة المعنى والبلاغة آآ انه وعد في المكانة والمنزلة مما يجب معه ان يكون في اعلى مقامات الحفاوة والاهتمام ذلك هو الفوز العظيم ليس لبعده زمانة ولكن لبعده وارتفاعه قدرا ومنزلا وهذا كما نظائره لقوله الفنا من ذلك الكتاب لا ريب فيه مع ان الكتاب والذي بين ايدينا ما قال هذا الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين. ذلك فاشار اليه اشارة بعده. والاشارة بالبعد ليس مقتضاها البعد الحسي ولكن البعد المنزلة وارتفاع المقام حقيقة ومما يجب معه ان يكون فيه رفع لمقام هذا الفوز ومقام القرآن ونحو ذلك النفوس هو مرت معنا كم مرة عدة مرات بان كلمة هو هنا ذلك هو الفوز العظيم انها ضمير عماد او فصل لا محل له من الاعراب وان الفوز بعدها خبر خبر نداء خبر نداء على اسم الاشارة وليس لهو لان هو اه ضمير لا محل له من الاعراب يسميه اهل البصرة ومية فصل ويسميها هلكوبة ضمير عماد وهذا يؤصل فيه ما بين المبتدأ والخبر او الاسم والخبر اذا كان معرفتين بالا يشتبه الحضرة بالوصف او بالنعت ولفوائد اخرى يعني او احوال اخرى في النحو معروفة لكن ما فائدته من جهة المعنى؟ من جهة البلاغة ضمير الفصل له عدة فوائد ينتفع منها التفسير من فوائده انه فصل للتأكيد فصل للتأكيد فمن انواع المؤكدات مجيء ضمير البصر وهو ايضا فصل وهو المعنى الثاني او الفائدة الثاني للتمييز ما بين الخبر والنعل التمييز هذا يفيد بان الخبر النعت كما هو معلوم تابع والخبر غير تابع هذا يفيدك في بيان المعنى والاعراب بمثل هذا الموضع قال جل وعلا ما دام تكلمنا عن عن بعض الشيء الفوز العظيم العظيم نعت للفوز والعظيم في القرآن جاء على جهتين اول عظم الذات والثاني عظم الصفات والنواة تتنوع فيكون عظم كل ذات بحسبها والصفات ايضا تتنوع فيكون عظم الكل صفة وموصوف بتلك الصفة بحسبه مثلا ولهم عذاب عظيم على عظم صفات بحسب ولها عرش عظيم هذا الله جل وعلا وصف عرشها في العظم ووصف عرشه عرشه ايضا جل جلاله الذي في السماء بانه عظيم. هذا عظم بعد وصفات بحسبه يعني بحسب من اضيف اليها قال جل وعلا بعدها يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين امنوا انظرونا نقتبس من نورهم المراد بالمنافقين والمنافقات هنا هم اهل النفاق الاعتقاد اما اهل النفاق العملي فانهم يدخلون باسم الاسلام الذي دلت عليه الاية قبلها ويدخلون في الموازنة او في العقوبة او في عفو الله جل وعلا عنهم بحسب ما عندهم من الحسنات وعظم خصال النفاق التي اكتسبوها فقوله جل وعلا يوم يقول المنافقون والمنافقات المراد بهم الذين اظهروا الاسلام وابطنوا الكفر يقولون للذين امنوا انظرونا نقتبس من نوركم يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين امنوا انظرونا نقتبس من نوركم وانظروا هنا بمعنى الانتظار انظرونا يعني انتظرونا وكلمة انظروا جاءت في القرآن بمعنى النظر الذي هو الاعتبار وبمعنى النظر الذي هو الرؤية وبمعنى النظر الذي هو الانقطاع الذي هو الانتظار اول النظر بمعنى لا يأتي البعض لاعتبار تأمل تدبر نظر بمعنى الرؤية ونظر بمعنى الانتظار. والفرق بينها من جهة الاستعمال باختلاف ما تتعدى به فاذا تعدت اعد النظر بالا فانه يكون بمعنى الرؤية. ناظرة وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة ناظرة الى ربها يعني منتظرة يعني اه راقية وجه ربها الكريم ومن فسرها بمنتظرة نعم ربها من السلف هذا طلب تفسير وان كان من اقوى من بعض اقوال التابعين وجعلوا انظرونا وجعل الى ربها ناظرة يعني ناظرة نعم ربها عنده وهو مجاهد رحمه الله الى جمع هو جمع كالات يعني النعم وهذا وهذا خلاف اه تفسير النبي عليه الصلاة والسلام وتفاسير الصحابة باجمعين. وكذلك التفاسير اكثر او جمهور قابل. المقصود ان قوله هنا انظرونا تعدت بنفسها انظرونا فيكون بمعنى الانتظار نقتبس من نوركم قيل ارجعوا ورائكم التمسوا نورا. نقتبس يعني نأخذ خبثا. وهو البصير من النور قيل ارجعوا وراءكم التمسوا نورا يأتيه تكملة تفسير هذه الحياة ان شاء الله رب العالمين بدل في في هادي مواضع لكن في مثل هذا ذلك الفوز يصير مبتدأ مبتدأ خبر لكن صحيح في بعض المواضع يكون المعرفة بعد اسم الاشارة اما هلأ مبتدأ خبر ذلك الفوز ذلك هو الفوز له التداوي لتتضح لك الفرق بينهما لو قلت مثلا هذا الرجل القاضي هذا الرجل القاضي او هذا الامام هذا الامام يشتبه هل تمت الجملة ولا ما تم لكن اذا اتيت بضمير الفصل ذهبوا الاشتباه اه يقول هذا هو الامام هذا الرجل هو القاضي هنا تقول الرجل ايش على احاطة بيان او او بدل. لكن القاضي صبر او المصاحبة. اذا فسرتها على اذا فسرت بايمانهم يعني الكتب كالايات الاخرى فتكون الباء هنا للالصاق واما اذا فسرتها بانها النور يسعى بين ايديهم ويسعى ايضا بجهة اليمين فتكون هناك