المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ دروس من تفسير القرآن الكريم. تفسير سورة الحديد. الدرس السادس بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم الهمنا رشدنا وقنا شر انفسنا واغفر لنا ولشيخنا والحاضرين. قال الامام الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى وقال ابو القاسم الطبراني حدثنا الحسن ابن عرفة ابن علوية علوية العطار قال حدثنا اسماعيل ابن عيسى العطار قال حدثنا اسحاق ابن بشر ابن حذيفة في بعض النسخ ابو حذيفة قال حدثنا ابن جريج عن ابن مليكة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ان الله تعالى يدعو الناس يوم القيامة باسمائهم سترا منه على على عباده. واما عند الصراط فان الله تعالى يعطي كل مؤمن نورا وكل منافق نورا. فاذا استووا على الصراط سلب الله نور المنافقين والمنافقات. فقال المنافقون انظرونا نقتبس من نوركم. وقال المؤمنون ربنا اتمم لنا نورنا. فلا يذكر فلا يذكر عند ذلك احد احدا وقوله تعالى فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب قال الحسن وقتادة هو حائط بين الجنة والنار. فقال عبدالرحمن وقال عبدالرحمن بن زيد بن اسلم هو الذي قال الله تعالى بينهما حجاب. وهكذا روي روي عن مجاهد رحمه الله وغير واحد وهو الصحيح. باطنه فيه الرحمة اي الجنة وما فيها وظاهره من قبله العذاب اي النار. قاله قتادة وابن زيد وغيرهما. قال ابن جرير وقد قيل ان ذلك السور سور في المقدس عند وادي جهنم. ثم قال حدثنا ابن البرقي قال حدثنا عمرو بن ابي سلمة. عن سعيد بن عطية بن قيس عن ابي قوامي مؤذن بيت المقدس قال سمعت عبدالله بن عمرو يقول ان السور الذي ذكره الله في القرآن فضرب بينهم بسور له باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب. هو السور الشرقي باطنه المسجد. وما يليه وظاهره وادي جهنم ثم روى عن عبادة ابن الصامت وكعب الاحبار وعلي بن الحسين وزين العابدين نحو ذلك. نحو ذلك وهذا محمول من على انهم ارادوا بهذا تقريب المعنى ومثالا لذلك لا ان هذا هو الذي اريد من القرآن هذا الجدار المعين ونفس المسجد وما وراءه من الوادي المعروف بوادي جهنم. فان الجنة في السماوات في اعلى عليين. والنار في الدركات اسفل فلا سافرين. وقول كعب الاحبار ان الباب المذكور في القرآن هو باب الرحمة الذي هو احد ابواب المسجد. فهذا من اسرائيليات وترهاته وانما المراد بذلك سور يضرب يوم القيامة ليحجز بين المؤمنين والمنافقين. فاذا انتهى اليه المؤمنون هنا دخلوه من بابه فاذا استكملوا دخولهم او اغلق الباب وبقي المنافقون من ورائه في الحيرة والظلمة والعذاب. كما كانوا وفي الدار الدنيا في كفر وجهل وشك وغيرة. ينادونهم الم نكن معكم اي ينادي المنافقون المؤمنين اما كنا معكم في الدار الدنيا نشهد معكم الجمعات ونصلي معكم الجماعات ونقف معكم بعرفات ونحضر معكم الغزوات ونؤدي معكم سائر الواجبات؟ قالوا بلى اي فاجاب المؤمنون المنافقين قائلين بلى قد كنتم معنا لكنكم فتنتم انفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الاماني. قال بعض السلف اي فتنتم انفسكم باللذات والمعاصي والشهوات وتربصتم اي اخرتم التوبة من وقت الى وقت. وقال قتادة تربصتم بالحق واهله وارتبتم اي بالبعث بعد الموت وغرتكم الاماني اي قلتم سيغفر لنا وقيل غرتكم الدنيا حتى جاء امر الله اي ما زلتم في هذا حتى جاءكم الموت وغركم بالله الغرور اي الشيطان. قال قتادة كانوا على خدعة من الشيطان. والله ما زالوا عليها حتى قذفهم الله قلنا ومعنى هذا الكلام من المؤمنين للمنافقين انكم كنتم معنا اي بابدان لا نية لها ولا قلوب معها وانما كنتم هم في حيرة وشك. فكنتم تراعون الناس ولا تذكرون الله الا قليلا. قال مجاهد كان المنافقون مع المؤمنين جاء يناكحونهم ويغشونهم ويعاشرونهم وكانوا معهم امواتا ويعطون النور جميعا يوم القيامة. ويطفأ النور من اذا بلغوا السور ويماز بينهم حينئذ. وهذا القول من المؤمنين لا ينافي قولهم الذي اخبر الله تعالى به عنهم حيث يقول وهو اصدق القائلين كل نفس بما كسبت رهينة الا اصحاب اليمين في جنات يتساءلون عن المجرمين ما وسلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم حتى اتانا بيقين فهذا انما خرج منهم على وجه التقريع لهم والتوبيخ. ثم قال تعالى فما تنفعهم شفاعة الشافعين. كما قال اليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا. اي لو جاء احدكم اليوم بملئ الارض ذهبا ومثله معهم ليفتدي من عذاب الله ما قبل منه وقوله تعالى مأواكم النار اي هي مصيركم واليها متقلبكم. وقوله تعالى هي مولاكم اي هي اولى بكم من كل بمنزل على كفركم وارتيابكم وبئس المصير بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا واغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا انك انت الغفور الودود اما بعد يقول الله جل وعلا يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين امنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم تلتمسوا نورا. فضرب بينهم بسور له باب. اطنه فيه الرحمة. وظاهره من قبله قوله جل جلاله فضرب بينهم بسور له باب هذا اخبار من الحق جل وعلا عن امر يكون يوم القيامة الارض المبدلة التي هي غير الارض يوم تبدل الارض غير الارض والسماوات يوم يؤتى بجهنم لها سبعون الف زمام تجرها الملائكة وينصب الصراط على متن جهنم ويتميز الناس وتوضع الظلمة دون الجسد هذا خبر ليس عن ارضنا هذه ولا عن ما فيها ولهذا ما ذكر من التفاسير في ان المراد صوره بيت المقدس ان الوادي هو المادي المعروف الذي يمر ببيت المقدس المسمى اليوم من قديم لوادي جهنم هناك. هذا ليس له علاقة ما ذكره الله جل وعلا هنا لان الكلام على الارض المبدلة و لا يبقى الوصف ولا الاسماء ايضا هم سموه وادي جهنم لاجل ما روي في ذلك من اسرائيليات ومن جراء ذلك كان اهل تلك المدينة يهابون ان يمضوا يعني في القديم ان يمضوا الى اخر ذلك الوادي المسمى بوادي جهنم لانهم يظنون ان اخره يفيض على جهنم هذا من الجهالات ومن اثر الاسرائيليات السيئة في الناس والذي ينبغي دائما ان يجعل التفسير في عمومه بما دلت عليه الاية وتفهم الايات على ما يقتضيه معناها من نصوص الكتاب والسنة واما كلام السلف فيما يخالف الادلة او ما يكون متأثرا باخبار بني اسرائيل اذا كان في امور الغيب امثال هذا او تدخله العقول فانه لا ينبغي قبوله. لهذا قوله جل جلاله هنا فضرب بينهم بسور له بعض. يعني بين المؤمنين والمنافقين هذا السور سور يكون يوم القيامة محصور حقيقي له باب حقيقي كما وصف الله جل وعلا قال باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله الهداة ما هو الباطن؟ وما هو الظاهر لذلك الحال اختلف اهل العلم والتفسير في معنى هذا والاقرب فيه ان يكون الباطن كما ذكر ابن كثير هنا ان الباطن هو ما وراءه من الجنة والنعيم. وان لم يكن السور هذا محاطا محيطا بالجنة وظاهره من قبله العذاب يعني ان من لم يكن في داخل هذا السور انا من اهل العذاب لانه سيهوي في جهنم والعياذ بالله الباطن في الجنة والطاهر في النار. ولكن هذا من جهة ان المراد بالباطن يعني ان من كان في باطن هذا السور ودخل كان مع المؤمنين فان مهاله الى الجنة لان هذا السور محيط بالجنة وانما هو سور يضعه الله جل وعلا ليميز المؤمن من المنافق ولتكن الفتنة الكبرى لهم والخدمة الكبرى لاهل النفاق ينادونهم الم نكن معكم يعني بعد انفصل بينهم بهذا السور وحقت الظلمة ولم يروا طريقهم وعلموا انهم ليسوا مع المؤمنين وان المؤمنين ميزوا عنهم هذا دليل على انهم سيحقوا بهم امر الله جل جلاله نادوا المؤمنين الم نكن معكم يعني الم نكن مصاحبين لكم في اموركم معكم في المساجد معكم في الغزوات معكم في امورنا التي كنا نشترك فيها فيجيبهم اهل الايمان بلى. وقوله هنا الم نكن معكم المقصود بها معية مقارنة والصحبة التي هي اه في نحو قوله جل جلاله يا ايها الذين الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين يعني كنا معكم في الصفات. كنا معكم في الايمان انا معكم في الصلاة وكنا معكم في اعمال البر باعتبار الظاهر كان الجميع واحد. واحدة لكن باعتبار الباطن واعتبار القلوب هم مختلفون اختلافا شديدا فاهل النفاق دفع راح واهل الايمان بررة. وهؤلاء لا يكونون مع هؤلاء في الحقيقة قالوا بلى يعني كنتم مقارنين لنا ومصاحبين ولكنكم فتنتم انفسكم فتنتم انفسكم بعدم الايمان فتنتم انفسكم بان اظمرتم النكاح انتم الذين عرضتم انفسكم لهذه الفتنة العظيمة اذ لم تؤمنوا حق الايمان وتربصتم والتربص هنا اختلف فيه المفسرون على عدة اقوال منها ان يكون التربص باعتبار الظاهر الكلام. يعني تربصتم بالمؤمنين تربصتم بنا تربصتم بالحق واهله وكنتم مع اهل الكفر تريدون غلبتهم وهذا التفسير جاء في في عدد من الايات ان اهل النفاق مع اهل الكفر في المودة وفي النصرة هم يتربصون بالمؤمنين ان كان لهم فتح قالوا نحن معكم وان كان للكافرين نصيب قالوا ولم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين الله يحكم بينكم يوم القيامة هذا نوع من التربص والتربص باصل معناه هو ابتغاء الزمن الذي يحقق فيه المرء مراده يعني ينتظر الشيء الذي يحقق فيه مراده الذي يخفيه هو الذي في نفسه وليست دائما مذمومة يتربص المرء فيما هو مذموم وفيما هو غير مذموم. يعني في اللغة ومن اهل العلم من قال التربص هنا هو ابتغاء الزمن الذي تكون فيه التوبة ويكون فيه نهاية الامر بالصراع ما بين اهل الايمان واهل النفاق فهم يؤجلون التوبة من زمن الى زمن ولا يزال في قلوبهم زيغ ومرض وريب. الا ينصرون اهل الايمان وانما هم معهم ظاهرا ومع الكفار بعضنا. فيكون معنى التربص هنا تأخير التوبة. وابتغاء وقت مؤجل ليه التوبة والايمان لا لعزمهم على التوبة ولكن لينظروا الى عاقبة الامر هل عاقبة الامر ستكون للمؤمنين او عاقبة الامر تكون للكافرين وهذا حقيقة تربص في حقهم انهم يطلبون وقتا حتى ينظر في امره ان كان اهل الايمان غلبوا فيدعون انهم معهم وان كان اهل الكفر غلبوا فانهم يقولون انا معكم ومنعناكم من المؤمنين ثم اقوال اخرى لكنها تدور حول معنى حول معنى تأخير شيء وابطانه ويمكن فهمها بالايات التي وردت بمعناها وارتبتم وريب المنافقين متعدد والكثير فيما سمعت فسر الريب الريب بالبعث بعد الموت وهذه صورة مناسبة للمقام الذي به ذكر الريب هنا ولكن حقيقة ام مرتابون في في الله جل وعلا النبي صلى الله عليه وسلم وهم في ريب من القرآن وهم في ريب من انتصار اهل الايمان هم في ريب في كل امورهم لهذا ذكر ريب المنافقين في عدد من الايات متعلقا عدد من الصور ليس فقط غير بالبحث فهم مرتابون في كل امورهم فلا يخص البعث بعد الموت فقط ولكن البعث بعد الموت من مما اغتابوا فيه لانه لو امن حقا بانه سيكون بعد الموت لصدق ولا وحد ولا جاهد بالحق قال جل وعلا وغرتكم الاماني حتى جاء امر الله وغركم بالله الغرور. قوله وغرتكم الاماني الاماني هي جمع امنية ويقال ايضا امنية وهي ما يتمناه الانسان وفرق بين الاماني وما بين الرجع الامنية في الغالب لا يكون معها سبب يعمله الانسان بخلاف الرجاء المحمود فانه يرجو ويبذل الاسباب فيه. هذا من الفروق ما بين الامنية وما بين الرجع اما الامنية في التشديد فتطلق على الامنية ايضا يعني مع يتمناه المرء وتطلق الامنية ايضا على التلاوة كما في قوله الا القى الشيطان في امنيته فيمسح الله ما يملك الشيطان. يعني في تلاوته وعلى العموم في التوارد بين التسهيل يعني بين التشديد والتحفيظ امنية وامنية معانيه هنا في قوله الاماني يعني ما تتمنون من ان تكون العاقبة لكم او انكم ستظهرون او انكم ستتوبون اذا تبين الامر او انهم لكن في الحقيقة هذه الاماني انما هي غرور. وحقيقة الغرور ما يغتر به الانسان مما يظهر له فيه شيء وفي الحقيقة هو ليس كذلك قال جل وعلا بعدها حتى جاء امر الله يعني بالموت وغركم بالله الغرور. والغرور هنا والشيطان بانه هو مصدره غرور وهو الذي يغر الانسان بما يأتيه وما يذره من اعمال. اعاذنا الله واياكم من ذلك هذا كله يعني الاية هذه كلها قبل دخولها اهل الجنة في الجنة واهل النار نار اما اذا دخل اهل الجنة الجنة واهل النار النار آآ اما ايات اخرى تبين كلام اهل الايمان مع اهل النفاق. وما يكون من الحوار بينهم او من تراجع بين اهل الكفر واهل الايمان واهل النار واهل جنة مثل ما سافر بن كثير في اخر الايات في قول الله جل وعلا في سورة المدثر كل نفس بما حسبت رهينة الا اصحاب اليمين في جناته يتساءلون عن المجرمين. هذا بعد ان يدخلوا الجنة. هذا حوار اخر. حديث اخر ليس هو كالذي في هذه السورة قبل اذا وضعت الظلمة وجاء السور وظهر آآ فضل اهل الايمان وخسارة اهل النفاق قال جل وعلا في اخر الاية مهواكم النار هي مولاكم وبئس المصير والمأوى في حقيقته هو مكان يأوي اليه. المكان الذي يؤوى اليه او يأوي اليه الانسان او المخلوق فما هو الحيوان مثلا هو بيته؟ وما هو الانسان هو مسكنه؟ وقيل ان الجنة هي مهوى والنار هي مأوى باعتبار الحياة ان الحياة هي دار الانتقال ودار الحركة. فيأوي الى الجنة اما من دخل الجنة فانه لا يخرج منها لا يخرج ثم يعود لياوي فيها كذلك من دخل النار من الكفار فانه لا يخرج منه. فهي تكون مأوى له يعني بعد انتقاله. لكن المقصود هي مأوى بعد النقلة التي كانت في الدنيا وما صار من الحركة والنشاط والانتقال والحياة ثم يأوي الى الجنة اهل الايمان ويأوي الى النار اهل الكفر. لهذا قال جل وعلا هنا مهواكم النار هي مولاكم والمولى هو المحب والنصير والموالي يعني هو ذو الولاء. نعم. يعني اذا اردتم من يحبكم واذا اردتم من ينصركم فهي النار. هي دار الهوان و هي مولاكم بكل معانيه المحبة والنصرة لان النار مطيعة لله جل وعلا وهي دعوة الاداب الهوان التي اعدها الله جل وعلا لاعداء. لهذا هي تتغيب النار لها شعور ولها احساس جهنم لها شعور ولها احساس خدمة لربها جل وعلا مطيعة لامره خلقها الله جل وعلا على هذا النحو ليعذب بها اعداءه يعذب بها اهل الكفر والنفاق وليطهر بها اهل الايمان. فهي من جملة مخلوقات الله المسبحة المطيعة لهذا تتغير على الكفر تتغير على الكافرين. ولها وفي ذلك عدد من الايات كقوله جل وعلا تكاد تميز من الغيب كلما القي فيها فوج سألهم خزنتها فقوله تكاد تميز من الغيظ تميز يعني تفرق ويظهر يعني انصداع النار وتشعبها من الغيظ الذي فيها على اهل الكفر و عبادة غير الله جل وعلا وبئس المصير يعني بئس المكان الذي يصارع اليه في النار يعني بئس المصير هي اعاذنا الله واياكم من عذابه. نعم وقال رحمه الله تعالى في تفسير قول الله تعالى الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامل فقست قلوبهم. وكثير منهم فاسقون اعلموا ان الله الله يحيي الارض بعد موتها. قد بينا لكم الايات لعلكم تعقلون. يقول تعالى اما ان للمؤمنين ان تخشع قلوبهم لذكر الله اي تلين عند الذكر والموعظة وسماع القرآن فتفهمه وتنقاد له وتسمع له وتطيعه. قال عبد الله بن المبارك حدثنا صالح المجيد عن قتادة عن ابن عباس انه قال ان الله استبطأ قلوب المؤمنين فعاتبهم على رأس ثلاث عشرة من نزول القرآن. فقال الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله. الاية رواه ابن ابن حاتم عن الحسن ابن محمد ابن الصباحي عن حسين المروزي عن ابن المبارك به في التفسير قد يقال عن ابن حاتم كذا؟ لا. هنا غلط؟ لا. ايه ابي حاتم نعم لا ما يجوز الحاكم غلط رواه ابن ابي حاتم يعني في التفسير او ابي حاتم عبدالرحمن محمد استنى ثم قال هو ومسلم حدثنا يونس ابن عبد الاعلى قال اخبرنا ابن وهب قال اخبرني عمرو ابن الحارث عن سعيد ابن ابي هلال يعني الليثي عن عون ابن عبد الله عن ابيه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال ما كان بين اسلامنا وبين ان عاتبنا الله بهذه الاية؟ الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله. الاية الا اربع سنين كذا رواه مسلم في اخر الكتاب. واخرجه النسائي عند تفسير هذه الاية عن هارون بن سعيد الابلي عن ابن وهب به. وقد رواه ابن ماجة من حديث موسى ابن يعقوب الزمعي عن عن ابي حازم عن عامر ابن عبد الله ابن الزبير عن ابيه مثله فجعله من مسند ابن الزبير لكن رواه البزار في مسنده من طريق عن القاسم قال من لا اصحاب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم مله. فقالوا حدثنا يا رسول الله. فانزل الله تعالى نحن نقص عليك احسن القصص. ثم ملوا ملة فقالوا حدثنا يا رسول الله فانزل الله تعالى الله نزل فاحسن الحديث ثم ملوا منه فقالوا حدثنا يا رسول الله فانزل الله تعالى الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله. وقال قتادة الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله. ذكر لنا ان شداد ابن اوس كان يروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان اول ما ينفع من الناس الخشوع. وقوله تعالى ولا يكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمل فقست قلوبهم نهى الله تعالى المؤمنين ان يتشبهوا بالذين حملوا الكتاب من قبلهم من اليهود والنصارى لما تطاول عليهم الامد بدلوا كتاب الله الذي بايديهم واشتروا به ثمنا قليلا ونبذوه وراء ظهورهم واقبلوا على الاراء المختلفة والاقوال المؤتفكة وقلدوا الرجال في دين الله واتخذوا احبارهم ورهبانهم بابا من دون الله فعند ذلك قست قلوبهم فلا يقبلون موعظة ولا تلين قلوبهم بوعد ولا وعيد. وكثير منهم فاسقون اي في الاعمال فقلوبهم فاسدة واعمالهم باطلة كما قال تعالى فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به. اي فسدت قلوبهم فقست طار من سجيتهم تحريف الكلم عن مواضعه. وصار من سجيتهم تحريف الكلم عن مواضعه. وتركوا التي امروا بها وارتكبوا ما نهوا عنه. ولهذا نهى الله المؤمنين ان يتشبهوا بهم في شيء من الامور الاصلية والفرعية. وقد وقال ابن ابي حاتم حدثنا ابي قال جل وعلا الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل فقال عليهم الامد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون اعلموا ان الله يحيي الارض بعد موتها قد بينا لكم الايات لعلكم تعقلون هذه الاية او هاتان الايتان من الايات العظيمة معاتبة اهل الايمان على قسوة قلوبهم وعدم دينها وقد نزل عليها ما يلين الجبال الصم وما يلين الحديد وهو القرآن العظيم فهو الذكر الذي من اقبل عليه فانه اعظم سبب عدم قسوة القلب ولدينه ولتذك التذكر حق الله جل وعلا وتذكر الاخرة الذكر هنا هو القرآن و قوله جل وعلا الم يأن يعني الم يحن الم يأت وقت خشوع قلوب الذين امنوا بذكر الله او لم يأتي او ان الخشوع بعد ان نزل القرآن هذا فيه عدم وفيه مخاطبة له مخاطبة شديدة في انهم لا تخشع قلوبهم لانهم لا تخشع قلوبهم لذكر الله مع ان القرآن بين ايديهم قد انزل عليه وقوله جل وعلا ان تخشع الخشوع هنا جعله خشوع القلب ان تخشع قلوبهم لان خشوع القلب هو الاساس بكل انواع الخشوع وعصر الخشوع والتضامن والذل وعدم الحركة. كما قال جل وعلا في سورة فصلت ومنها اياته انك ترى الارض خاشعة يعني لا حركة فيها دليلة خاضعة مستكينة لا تتحرك. فاذا انزلنا عليها الماء اهتزت يعني بماء يشقها الماء كذلك بما يشقها النبات وربت ان الذي احياها لمحيي الموتى انه على كل شيء قدير والخشوع المذكور في هذه الاية خشوع القلب يكون بسكينته وخضوعه وعدم التفاته عن ربه جل وعلا وكذلك خشوع الجوارح في وقت العبادة يعني في الصلاة ونحوها يكون تضامن الجوارح وعدم حركتها لكن قال جل وعلا بعدها لذكر الله ان تخشع قلوبهم لذكر الله واللام هنا يمكن ان تكون لتعليم يعني ان تخشع قلوبهم لاجل نزول الذكر ومخاطبة القلوب بذكر الله جل وعلا الذي هو القرآن او لعموم ذكر الله جل وعلا الذي يذكر به المرء ربه والثاني ان تكون ان يكون خشوع القلوب للذكر يعني اللام هنا كن بمعنى الى يعني على طريقة البصريين تكون بمعنى الى يعني تخشع القلوب الى الذكر فتقبل على الذكر استعمل الذكر والاول او لا؟ لانه هو معنى الاية يعني ظاهر الاية يعني الم يأن للذين امنوا ان تكون قلوبهم خاشعة ذليلا مستكينا لا تلتفتوا عن الله جل وعلا من اجل ذكره سبحانه وتعالى الذي علموه من القرآن وانواع الذكر وما نزل من الله جل وعلا من الحق الذي يشمل كل انواع العقائد والشريعة والاحكام وهذا هو واجب الحقيقة ان ايمان المؤمن ما نزل عليه من القرآن وما امر به من لهج لسانه بذكر الله بالذكر الواجب والصلاة ونحوها او الذكر المستحب هذا اعظم اسباب خشون القلوب وعدم قسوة القلوب. فاذا كان بين ايدينا الذكر وهو متاح. ونذكر الله جل وعلا الذكر والقرآن بين ايدينا وما نزل من الحق ومع ذلك القلوب لا تخشع هذا دليل اه طوارئ ودليل خسران ماذا صار هذا الكتاب العظيم استبطاء الله جل وعلا عبادة انهم لم تلن قلوبهم ولم تخشع لذكر الله وما نزل من الحق. وقوله هنا وما نزل من الحق هذا عطف على الذكر وعطفه على الذكر له عدة توجيهات. الاول ان يكون من باب عطف الخاص على العام فذكر الله يشملك القرآن لان القرآن ذكر انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون. وكل ما يذكر بالله جل وعلا وذكر لله جل وعلا من انواع الاعمال القولية والعملية والاعتقادات القلبية. فيكون وما نزل من الحق يعني كتاب الله جل وعلا هذا من باب التنصيص على خصوص القرآن والوجه الثاني ان يكون ان يكون قوله وما نزل من الحق ان يكون المراد به التشريعات والعقائد التفصيلية وان يكون قوله لذكر الله عن القرآن ما نزل من الحق يعني الحق في امور الغيب الحق في العقيدة الحق في التشريع الحق في الاحكام. هذه كلها من تأملها حقيقة فانها مدعاة وسبب ووسيلة عظيمة من وسائل خشوع القلب وعدم قسوة القلوب ولا شك ان نزول الذكر والتشريعات والاحكام والعقائد التي بين ايدينا. من تأملها متخلصا من هواه. موقنا بلقاء ربه. فانها يثبت لقلبه الخشوع. وستطرد قسوة القلوب التي اذا قست فهي اشد ما تكون بالغلظة والجفاء والبعد عن اللين والاقبال على الخير. ثم قال جل وعلا ولا يكون الذين اوتوا الكتاب من قبل قبلها في خشوع القلب يتكلم اهل السلوك كثيرا في معنى خشوع القلب وعدم حركة القلب وافترابه. وهذا له تفصيلات كثيرة اه ذكرها اهل السلوك سواء من المتابعين لطريقة السلف ام من غيرهم ويمكن ان تطلب تفاصيله في مثل كتاب مدارج السالكين ابن القيم لان من من المدارج ومن صفات اهل الايمان الخاصة الخشوع واعظم خشوع خشوع القلب وهو عدم اضطرابه وحركة والتفاته عن ربه جل وعلا الى ما سواه قد يلتفت عن الله جل جلاله الى ما سواه من الدنيا بانواع الدنيا فاذا التفت فانه سيضطرب. واذا اضطرب فانه لم يخشع وستأتيه قسوة القلوب من اوسع الابواب. وعدم الالتفات عن الله جل وعلا يعني كتعبير للسلف فيه استعمال وللخلف واهل البدع سلوك لهم فيه استعمال واما الاستعمال الصحيح المحمود له ان لا يلتفت عن الاخلاص لله عن الله جل وعلا في الاخلاص والتوجه له لا يلتفت عن الله جل وعلا في متابعة امره واجتناب نهيه الا يلتفت عن الله جل وعلا في الرغب والتوجه والرجاء والامل والتوكل واعمال القلوب اعمال القلوب هي التي يكون فيها عدم الالتفات اعمال القلوب متنوعة محبة الرجاء التوكل الانابة الرغب الرهف و اشبه ذلك فهذه اكبر ما يكون تعرض القلب فيها الى ان تلتفت عن الله جل وعلا الى غيره فيها. واذا حصل للقلب عدم التفات عن الله جل وعلا في اعمال القلوب واقوال القلب الى غيره فانه يعظم خشوعه وتعظم طمأنينته. واذا حصل التفات فانه يضطرب بقدر ما حصل من الالتفات. اما تفسير اهل السلوك الذين سلفوا مصطلحات ومحدثات في الاقوال والاعمال والاحوال فانهم يفسرون عدم التفات القلب او يفسرون التفات القلب احسنت يفسرون التفات القلب بترك الخلوة وتخليص القلب من الشوائب وتفتيش القلب والجمعية كما يقولون لله جل وعلا وهذه عندهم تكون بالتدريب والرياضة حتى يكون القلب يعني على حد رياضتهم وتربيتهم حتى يكون القلب متصلا بالله جل وعلا ثم يقول الامر عن يفاض عليه اما بالالهام او بالوحي او بأنواع من ذلك على حسب بعد المفسر لها وقربه منه الى الحق قال جل وعلا بعد ذلك ولا يكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل قال عليهم الامل فقست قلوبهم هذه الجملة من هذه الاية العظيمة نص في تحريم تشبه باهل الكفر وباهل الكتاب وذكر الله جل وعلا هنا ان اهل الكتاب نزل عليهم الحق وجاءهم الذكر لكن تركوه. قال جل وعلا ولا يكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل. فطال عليهم الامل فقست قلوبهم اوتوا الكتاب يعني اعطوه فيه البينات والهدى فيه النور فيه الهداية فيه اسباب خشوع القلب فيه اسباب الاحباب على الله جل وعلا لكنهم ملوه وتركوه ولم يجعلوه كافيا في تحصيل العلوم وتحقيق الامال. قال فطال عليهم الامل. يعني مرت عليهم السنون ومئات السنين فتركوا القرآن فتركوا الكتاب وتركوا ما انزل الله جل وعلا الى ما استحدثوه من انواع المحدثات القولية والعملية والاعتقادية. قال فقال عليهم الامد والنتيجة فقست قلوبهم. فجعل قسوة القلوب نتيجة لترك الكتاب ولا يكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل فقال عليهم الامد طال عليهم الامد فتركوا الكتاب. حرفوه بدلوا احدثوا. كما قال جل وعلا في اية سورة الماء فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية فبما نقضهم يعني فبنقضهم ميثاقهم ما هنا. صلة بالتأكيد فبنقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية لماذا؟ يحرفون الكلمة عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به. نسوا هنا بمعنى تركوا يعني تركوا حظا مما ذكروا به في امر العقيدة والتوحيد ونبوة موسى عليه السلام ونبوة الانبياء ونسوا حظا اي تركوا نصيبا مما ذكروا به في كتابهم في الاعمال وكانت النتيجة قسوة القلوب وهذا من اعظم ما يبتلي الله جل وعلا به العبد. هذا من اثار الذنوب. من اثار المعاصي اثار الاعراب عن ذكر الله جل وعلا الاعراض الواجب فانها تقسو القلوب واعظم ما يعاقب الله جل وعلا به العبد بذنبه ومعصيته ان يعاقبه بعقوبات قدرية قلبية يعني ان يقسو قلبه ثم بعد القسوة ربما لا يرى الحق حقا ولا يرى الباطل باطلا. وقد يزداد بعد ذلك ويزيد الله في عقوبته او يزيد اثر المعصية على القلب بانه يرى الحق باطلا ويرى الباطل حقا هذا اعظم الانتكاس واعظم اثار الذنوب على القلوب. وهذا هو الواقع الواقع الحقيقة ان الذي يأنس بالمعصية ويأنس بذنب للذنب وعدم تحقيق العبادة وتحقيق التوحيد وعدم اتباع السنة ويأنس بالتساهل في ذلك والمخالفة ولا يهتم فانه ولابد ان يقع له ان يقع لهذا الذنب اثر لابد ان يكون له اثر في نفسه ومن اعظم الاثار ان يكون قلبه قاسيا اما بالاعراض عن الحق واما بان يسلك تسلك البدع الى القلب وهي اعظم وسائل القسوة عن ذكر الله القسوة الحقيقية اه وان كانت في الظاهر قد يكون المبتدع لين القلب من جهة لكنه في الحقيقة قسى قلبه عن الحق وعن ذكر الله اهل العلم يستدلون بهذه الآية وهي قوله ولا يكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد فقست قلوبهم يستدلون بها على تحريم التشبه الكفار والتشبه بالكفار محرم بعدة نصوص مثل هذه الاية وكقوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه الامام احمد وابو داوود وجماعة فمن تشبه بقوم فهو منهم وقوله عليه الصلاة والسلام عن حديث الذي في الصحيح لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع. قالوا اليهود والنصارى قال عليه الصلاة والسلام امل وفي رواية لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى اذا دخلوا جحرا فبدل لدخلتموه وهذا حتى لو دخلوا جحر ضب الا دخلتموه. يعني هذا المكان الضيق اللي لا يمكن للانسان ان يدخله لو دخله فارس والروم او اهل الكتاب او اليهود والنصارى يقول قائل منكم لا هذا فيه. فيه فائدة او سيسعني وسيدخل كما دخلوا في هذا الامر الذي تنكره الفطرة وينكرها العاقل صحيح العاقل في الاية هذه دليل على تحريم التشبه بالكفار وبلاهل الكتاب بخاصة تشبه بهم على انحاء اعظمه التشبه بهم في الكفر بما يختصون به من عقائد من ضلالات شرك وجحد للنبوات او بايات الله او تحريف الكلمة من مواضع او ترك تحكيم القرآن الكتاب المنزل ونحو ذلك انا اعظم ما يكون من التشبه يعني التشبه بهم بترك اصل الملة وعصر الدين وتحريف الاعتقاد وقد يكون التشبه بهم في بعض العبادات مثل ما حصلت الامة من ان تشبه بهم عدد ممن وسموا بالصلاح ووسموا بالطاعة لكنهم تشبهوا باليهود والنصارى في الخلوات فجعلوا لهم صواما وجعلوا لهم اه اماكن بعيدة عن الناس يتعبدون فيها بتعبد اهل الكتاب يعني في انواع التنسك كطريقة اولئك وقد يكون التعبد بهم من التشبه بهم في بعض المسائل الدين التي يختصون بها وهي كثيرة دخلت على هذه الامة يعني مما اذن لهم به ام لكنهم تشبه بهم طائفة في هذه الامة الى غير ذلك من انواع التشبه في الاخلاق والعادات والالبسة واشبه ذلك وضابط التشبه المذموم او المحرم هو او قبل ذلك تعريف التشبه تشبه وقصد مشابهة الكفار فيما يختصون به التشبه في الثلاثة ضوابط القصد اولا وحصول المشابهة ثانيا والثالث ان يكون ما اشترك فيه معهم فيما يختص به اهل الكتاب او اهل سواء ما اختصوا به في عقائدهم ودينهم المأذون به او المبدل والمتحرف عندهم او ما اختصوا به من القلب سهل و انواع الهيئات ونحو ذلك ويختلف عن التشبه المسابقة وهي جزء من التعريف تحريف التشبه قصد المشابهة والمشابهة في حصولها المشابهة ليست محرمة مطلقا المشابهة يصول التوافق بالصورة وقد تكون محرمة وقد لا تكون اذا لم تكن المشابهة يعني في معه الصور محرمة فانها اذا كانت فيما يختصون به فانه ينهى عنه لانه يجتمع في حق من شابه الكافر ولم يتشبه به يجتمع في حقه انه لا يأثم يعني في بعض الصور لا في كل الصور لا يأثم وينهى عن ذلك ودليله ما رواه مسلم في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى على عبد الله ابن عمرو من العاص ثوبين وعصر غيره يعني مصبوغين بالعصفر هو فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ان هذه من ثياب الكفار فلا تلمسها ودل على حصول المشابهة دون قصد تشبه ونهاه النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك. اما المشابهة المحرمة فهي ما كان محرما اصله في الدين. مثل المشابهة في العقائد والمشابهة في اه سائر البدع وسائل الشرك واشبه ذلك والمشابهة غير المحرمة ما يكون في الهيئات مثل والألبسة وبعض الأحوال فهذه اه قد يشابه الرجل الرجل لكن لا يكون متشبها الا اذا قصد. يعني اذا شابهم فيما يختصون به. اما اذا وقعت المشابهة فيما لا يختصون به او وقعت المشابهة لمصلحة فانه لا بأس بذلك ولا تؤثر المشابهة. لان المحرم التشبه بالكفار هذا النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة كان يحب موافقة اهل الكتاب بما لم يؤمر فيه ففرغ عليه الصلاة والسلام معصيته ثم صدر ثم سدل بعد يعني مخالفة له ووقوع المشابهة في اصلها يعني في بعض الهيئات ونحو ذلك اذا كانت مما لا يختصون به فانه اذا وقعت المشابهة ينهى عنها ولكن لا يأثم من فعلها دون قصد تشبه بهم ومثاله ايضا في هذا المقام لبسوا وباعوا البسة التي لا يختصون بها مثل البدلة الان اشباه ذلك هذا لا يدخل باختصاصه فيما اختص فيه لانه صار شائعا وينقل عن شيخ الاسلام ابن تيمية في هذا ان باب الالبسة قد يكون خاصا في وقت ويكون شائعا في وقت يعني اه يوصف بالخصوصية في زمان ثم ينتشر فيكون سائح ومعروف معلوم ان هدي النبي صلى الله عليه وسلم في اللباس انه لبس ما لبسته العرب ولم يقصد المخالفة فاذا كان اللباس شائعا ولا يتميز من لبسه انه كافر يعني اذا رأى هذا اللباس ما يقول هذا كافر هذا اللباس الكفار وانما يلبسه آآ الناس مدمنه وكابرهم فهذا لا يدخل في هذا الاصل تم تفصيلات معروفة يمكن ان تطلب في مظانياك قال جل وعلا ولا يكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل فقال عليهم الامد احمد هنا هو الزمن فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون قوله كثير منهم فاسقون يعني ان الفسق في اهل الكتاب كثير. والله جل وعلا في الاية الاخرى جعل اهل الكتاب قسمين هل منهم امة مقتصدة؟ وكثير منهم ساء ما يعملون وفي الاية الاخرى منهم المؤمنون واكثرهم الفاسقون ونحو ذلك من الايات وها هنا آآ اختلف اهل العلم هل اهل الكتاب لهم التقسيمات الثلاث التي هي السابق والخيرات والمقتصد والفاسق او عالم لنفسه؟ ام انهم قسمان مقتصد الفاسق على ظاهر قوله منهم امة مقتصدة كثير منهم ساء ما يعملون. او منهم المؤمنون واكثرهم الفاسقون. فهل لا يوجد فيهم السابق بالخيرات من اهل العلم من قال لا يوجد فيهم السابق بالخيرات والاظهر انه يوجد فيهم السابق بالخيرات وان التحديث في قوله منهم امة مقتصدة هذا ليس تحديدا وانما هو تمثيل بمقتضى الحاجة في الاية او هناك المناسبة في الاية الشنقيطي رحمه الله يذهب الى انهم قسمان وعدد من اهل العلم من المتقدمين لكن الاظهر ان اهل الكتاب منهم السابق بالخيرات ومنهم المقتصد ومنهم الظالم لنفسه كما هم في هذه الامة كذلك من اهل الكتاب امة قائمة يتلون ايات الله