المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ دروس من تفسير القرآن الكريم تفسير سورة المجادلة ادت الرابع وعلى نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. قال الحافظة قال تعالى في قول الله جل وعلا يا ايها الذين امنوا اذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم واذا قيل انشزوا فانشزوا يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير يقول تعالى مؤدبا عباده المؤمنين وامرا لهم ان يحسن بعضهم الى بعض في المجالس يا ايها الذين امنوا اذا قيل لكم تفسحوا في في المجلس وقرأ في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم وقرأ في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم. وذلك ان الجزاء من جنس العمل كما جاء في الحديث الصحيح من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة وفي الحديث الاخر من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والاخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه. ولهذا اشباه كثيرة ولهذا قال فافسحوا يفسح الله لكم قال قتادة نزلت هذه الاية في مجالس الذكر وذلك انهم كانوا اذا رأوا احدهم مقبلا ظنوا ظنوا بمجالسهم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فامرهم الله ان يفسح بعضهم لبعض وقال مقاتل بن حيان انزلت هذه الاية يوم يوم جمعة. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ في الصفة. وفي المكان وكان يكره اهل وكان يكرم وكان يكرم اهل بدر من المهاجرين والانصار فجاء اناس من اهل بدر وقد سبقوا الى المجالس. فقاموا حيال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا السلام وعليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته. رد النبي صلى الله عليه وسلم عليهم. ثم سلموا على القوم بعد ذلك فردوا عليهم على انف ارجلهم ينتظرون ان يوسع لهم. فعرف النبي صلى الله عليه وسلم ما ما يحملهم على القيام. فلم يفسح لهم فشق ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم فقال لمن حوله من المهاجرين والانصار من غير اهل بدر قم يا فلان وانت يا فلان فلم يزل يقيمهم بعدة النفر الذين هم قيام بين يديه من المهاجرين والانصار اهل بدر وشق ذلك على من اقيم من مجلسه وعرف النبي صلى الله عليه وسلم القراءة في وجوههم فقال المنافقون الستم تزعمون ان صاحبكم هذا يعدل بين الناس. والله ما رأيناه قبل عدل على هؤلاء. ان قوما اخذوا مجالسهم واحبوا القربى لنبيهم فاقامهم واجلس من ابطأ عنه. فبلغنا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رحم الله رجلا فسح لاخيه فجلس يقومون بعد ذلك صراع فتفسح القوم لاخوانهم ونزلت هذه الاية يوم الجمعة. رواه ابن ابي حاتم وقد قال الامام احمد والشافعي حدثنا سفيان عن ايوب عن نافع عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يقيم الرجل الرجل مجلسه فيجلس فيه ولكن تفسحوا وتوسعوا واخرجه في الصحيحين من حديث نافع به وقال الشافعي واخبرنا عبد المجيد عن ابن جريج قال قال سليمان بن موسى عن جابر بن عبدالله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يقيمن احدكم اخاه يوم الجمعة ولكن ولكن ليقل افسحوا على شرط السنن ولم يخرجوه. وقال الامام احمد حدثنا عبدالملك بن عمرو قال حدثنا فليح عن ايوب ابن عبد الرحمن ابن صعصعة عن يعقوب ابن ابي يعقوب عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يقيم الرجل الرجل من مجلسه ثم يجلس فيه ولكن يفسح الله لكم. ورواه ايضا عن سريج بن يونس ويونس بن محمد المؤدب عن فليح به ولفظه لا يقوم الرجل لرجل من مجلسه. ولكن ولكن افسحوا يفسح الله لكم تفرد به احمد. وقد اختلف الفقهاء في جواز للوارد اذا جاء على اقوال ومنهم من رخص في ذلك محتجا بحديث قوموا الى سيدكم. ومنهم من منع من ذلك محتجا بحديث من احب ان يتمثل له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار. ومنهم من فصل القول فقال يجوز عند القدوم من سفر. وللحاكم في محل ولايته كما دل عليه كما دل عليه قصة سعد بن معاذ فانهم لما استقدمهم النبي صلى الله عليه وسلم حاكما في بني قريظة فرآه مقبلا قال للمسلمين قوموا الى سيدكم وما ذلك وما ذاك الا دون انفذ لحكمه والله اعلم. واما اتخاذه ديدن فانه من شعار العجم. قد جاء في السنن انه لم يكن شخص احب اليهم من رسول الله صلى الله الله عليه وسلم وكان اذا جاء لا يقومون له بما يعلمون من كراهته لذلك وفي الحديث المروي في السنن ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجلس حيث انتهى به المجلس ولكن حيث يجلس يكون صدر ذلك المجلس. وكان الصحابة رضي الله عنهم يجلسون منه على مراتبهم يجلسه عن يمينه وعمر وعن يساره وبين يديه غالبا عثمان وعلي لانه ما كانا ممن يكتب الوحي وكان يأمرهم بذلك كما رواه مسلم من حديث الاعمش عن عن امارة ابن عمير عن ابي معمر عن ابن عن ابي مسعود ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول ليلني منكم اولو الاحلام والنهى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم وما ذاك الا ليعقلوا عنه ما يقول. صلوات الله وسلامه عليه هذا امر اولئك النثر بالقيام ليجلس الذين وردوا من اهل البث لهذا امر ولهذا امر اولئك النفر ولهذا امر اولئك النفرة بالقيام ليجلس الذين وردوا من اهل بدر. هم. اما لتقصير اولئك في حق البدريين او ليأخذ البدريون من العلم بنصيبهم كما اخذ اولئك قبلهم او تعليما بتقديم الافاضل الى الامام وقال الامام احمد وحدثنا وكيل عن الامش عن عمارة ابن عمير التيمي عن ابي معمر عن ابي مسعود قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح مناكبنا بالصلاة ويقول استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم ليلني منكم قلوبكم ليلني منكم اولو الاحلام والنهى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم. قال ابو مسعود فانتم اليوم اشد وكذا رواه مسلم واهل السنن الا الترمذي من طرق عن الاعمش به. واذا كان هذا اذا كان هذا امره له امره في الصلاة واذا كان هذا امره لهم في الصلاة ان يليه العقلاء ثم العلماء فبطريق الاولى ان يكون ذلك في غير الصلاة وروى ابو داوود من حديث معاوية بن صالح عن ابي عن ابي الزاهرية عن كثير ابن مرة عن عبد الله ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اقيموا الصفوف وحالوا بين المناكب وسدوا الخلل وليلوني وليلني ولينوا بايدي اخوانكم ولا ولا تذروا فرجات بين ولا ولا تذروا فروجات الشيطان ومن ترى صفا وصله الله ومن قطع صفا قطعه الله. ولهذا كان ابي بن ابي وهذا كان ابي بن كعب سيد القراء اذا انتهى الى الصف الاول انتزع منه رجلا يكون من من اثناء الناس ويدخل هو في الصف المقدم ولهذا ولهذا كان ابي ابن كعب سيد القراء اذا انتهى الى الصف الاول انتزع منه رجلا يكون من اثناء الناس ماشي كلها صحيحة نعم افنى وافنى بس جزع رجلا من افنان الناس ويدخل هو في الصف المقدم ويحتج بهذا الحديث ليلني منكم اولو الاحلام والنهى. واما عبد الله بن عمر فكان لا يجلس في المكان الذي يقوم له صاحبه عنه عملا بمقتضى ما تقدم من روايته الحديث من روايته الحديثة الذي اوردناه ولنقتصر على هذا المقدار من الانموذج المتعلق بهذه الاية الا فبسطه يحتاج الى غير هذا الموضع. وفي الحديث الصحيح بين رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس اذ اقبل ثلاثة نفر اما احدهم فوجد فرجة في الحلقة فدخل فيها. واما الاخر فجالس وراء الناس وادبر الثالث ذاهبا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا انبئكم بخبر الثلاثة اما الاول فاوى الى الله فاواه الله. واما الثاني فاستحيا فاستحيا الله منه. واما الثالث فاعرض فعرض الله عنه قال الامام احمد حدثنا التائب بكثير وقال الامام احمد حدثنا عتاب بن زياد قال اخبرنا عبد الله قال اخبرنا اسامة ابن زيد عن عمرو بن شعيب عن ابيه عن عبدالله بن عمرو ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يحل لرجل ان يفرق بين اثنين الا باذنهما. رواه ابو داوود والترمذي من والترمذي ومن حديث اسامة بن زيد بن ميثي به وحسنه الترمذي. وقد روي عن ابن عباس والحسن البصري وغيرهما انهم قالوا في قوله تعالى اذا قيل لكم تفسحوا في المجلس فافسحوا يعني في الحرث قالوا ومعنى قوله واذا قيل انشزوا فانشزوا اي انهضوا للقتال. وقال قتادة اذا قيل انشزوا فانجزوا اي اذا دعيتم الى خير فاجيبوا. وقال مقاتل اذا دعيتم الى الصلاة فارتفعوا اليها. وقال عبد الرحمن ابن زيد ابن اسلم كانوا اذا كانوا اذا كانوا عند النبي صلى الله عليه وسلم في بيته فارادوا الانصراف احب فكل احب كل منهم ان يكون هو اخرهم خروجا. من عنده فربما يشق ذلك عليه عليه الصلاة والسلام. وقد تكون له الحاجة فامروا انهم اذا امروا بالانصراف ان ينصرفوا كقوله وان قيل لكم ارجعوا فارجعوا. وقوله يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات. والله بما تعملون خبير اي لا تعتقدوا انه اذا فسح احدكم منه احد منكم لاخيه اذا اقبل او اذا امر بالخروج فخرج ان يكون ذلك نقصا في حقه بل هو رفعة ومزية عند الله. والله تعالى لا يضيع ذلك له. بل يجزيه بها في الدنيا والاخرة. فان من تواضع لامر الله رفع الله قدره ونشر ذكره قال تعالى يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات والله بما تعملون وخبير اي خبير بمن يستحق ذلك وبمن لا يستحقه. قال الامام احمد حدثنا ابو كامل قال حدثنا ابراهيم وقال حدثنا ابن شهاب عن ابي الطفيل عامر ابن عامر ابن وائلة ان نافع ابن عبد الحارث عمر بن الخطاب في اسفان بعسفان وكان عمر استعمله على مكة فقال له عمر من استخلفت على اهل الوادي؟ قال استخلفت عليهم ابن ابزى. قال وما ابن ابزى؟ فقال رجل من موالينه فقال عمر استخذفت عليهم مولى فقال يا امير المؤمنين انه قارئ لكتاب الله عالم بالفرائض. قاظ فقال عمر رظي الله عنه اما ان ان نبيكم صلى الله عليه وسلم قد قال ان الله يرفع بهذا الكتاب قوما ويضع به اخرين. وهكذا رواه مسلم من غير وجه عن الزهري به ورؤيا من غير وجه عن عمر بنحوه وقد ذكرت فضل العلم واهله وما ورد في ذلك من احاديث مستقصاة في في شرح كتاب العلم من صحيح البخاري الحمد والمنة. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملا واخلاصا وسدادا في القول والعمل نبرأ اليك اللهم من الحول والقوة ثبت العلم في قلوبنا انك على كل شيء قدير. اما بعد فهذه الاية من سورة المجادلة فيها ادب عظيم من اداب الاسلام بما تعلقوا بادب الجلوس المجالس عامة وادب الانصراف وعدم الحضور الى المجالس والمساجد ورعاية الحق الاولى الجلوس والتراحم بين المؤمنين في ذلك وقد افتتحها الله جل وعلا لنداء اهل الايمان قوله يا ايها الذين امنوا اذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم واذا قيل انشزوا فانشزوا يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات الله بما تعملون خبير وما جاء في القرآن فيه النداء بوصف الايمان فيه التنبيه على ان ما اشتمل عليه المعنى المنادى من اجله انه من مقتضيات الايمان او من شروطه او من لوازمه وذلك انه قد يكون ينادى في امر عقدي او في اصل الدين باسم الايمان لقوله يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي انزل من قبل وقد ينادى في افراد العبادة كالمناداة مناداة اهل الايمان باقامة الصلاة وايتاء الزكاة او بطاعة الله ورسوله عليه الصلاة والسلام او بالاحسان او بالتقوى او ما شابه ذلك وقد يكون المناداة بالايمان بالتذكير حقوقي حقوق اهل الايمان قوله يا ايها الذين امنوا لا يسخر قوم من قوم عسى ان خيرا منهم ولا نساء من نساء عسائية كن خير منهن الاية وقد يكون في الادب العام مع المسلمين مما يدخل في الواجبات او في المستحبات بحسب هذا كله من مقتضيات الايمان لهذا قال من قال من السلف اذا سمعت الله جل وعلا يقول يا ايها الذين امنوا فارعها سمعك فانها اما خير تؤمر به واما شر تنهى عنه والادب في الجلوس له اثر فيما يكون المؤمنين من التواد والتراحم تقارب القلوب واصلاح ذات البين لهذا يدخل الجلوس وجملة اداب المحادثة والجلوس بتقوى الله جل وعلا لانها من اصلاح ذات البين ومن مما يسبب ازالة الشحن والتنافر بين اهل الايمان قوله هنا يا ايها الذين امنوا اذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يعني اذا قال لكم اخوانكم افسحوا لنا المجلس فافسحوا لهم ولا يأخذكم محبة النفس على الا تلينوا بايدي اخوانكم او الا تفسحوا له وحض على ذلك بنوعين من الحظ. الاول النداء بالايمان فدل على ان ذلك من مقتضياته ومن اثاره وثماره والثاني بالدعاء بقوله افسحوا يفسح الله لكم والدعاء لمن فسح بان يفسح الله جل وعلا له دعاء عظيم كامل لان يفسح الله له في امر دينه وفي امر دنياه وفيما يصلح شأنه في الدنيا والاخرة هذا كما ذكر لك ابن كثير يأتي كثيرا في الكتاب والسنة مما يدخل تحت قاعدة الجزاء من جنس العمل وهذا من امثلتها افسحوا يفسح الله لكم وكقوله عليه الصلاة والسلام الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء كقوله والله في عون العبد ما دام العبد في عون اخيه ونحو ذلك مما جاء في الكتاب والسنة فالله جل وعلا يجزي العبد بفضل عظيم من عنده يقابل العمل الذي عمله بهذا قال جمع من اهل العلم ان الجزاء من جنس العمل بما دلت عليه هذه الايات والاحاديث يدل على ان الحسنات التي تكفر السيئات تكفر ما يقابلها من جنسها فتكون الحسنة تكفر سيئة تقابلها لان الجزاء من جنس العمل فكان عمله صالحا حسنا يقابل تلك السيئة كان الجزاء لها التكفير واعظم ما يحصل به تكفير الجهاد في سبيل الله لان فيه بذل النفس والروح والمال هذه اقابل كل السيئات التي قد يعملها العبد في حق الله جل وعلا من الكبائر العملية كشرب الخمر والزنا و التقصير في امر العبادات والغفلة فيكون الجهاد فيه بذل بي للنفس والمال والبدن في سبيل الله مع الاخلاص في ذلك فيكون مقابلا للسيئات لهذا كان بعض السيئات المتعلقة بالبدن من الصغائر تكفرها الصلاة الى الصلاة والصيام الى الصيام كالفرع الجمعة الى الجمعة والعمرة الى العمرة لان تلك السيئات فيها تلذذ البدن في وقت موجز تكون العبادة مطهرة لما قد وقع من السيئة وهذا له نظائر يدخل تحت هذه تحت هذه القاعدة بما جاء من عند الله جل وعلا ثوابا للاعمال الصالحة قال جل وعلا اذا قيل لكم تفسحوا في المجالس افسح وترتيب ذلك بالفاء يدل على ان الكمال فيه ان يفسح حين يقال له فاذا قيل له افسح والستر اعطني مكانا فانه الاكمل له ان يجيب فور فور الطلب منه لان هذا فيه مداواة النفوس والكمال بذلك قد ذكر لك الحافظ ابن كثير بعض اداب الجلوس والاستقبال والبحث في هذا يطول جدا والمجالسة والمجالس لها اداب كثيرة عفافنا اعتنت بها الشريعة لتكميل النفس وتكميل الصلات بين المؤمنين فمما ذكر مما يسترعي الوقوف عنده ما ذكره من الكلام على القيام ايام الناس بعضهم لبعض كأن يقوم الى الرجل او ان يقوم له او ان يقوم عليه او ان يستقبله ونحو ذلك قد ذكر لك الحظ ابن كثير هنا ثلاثة اقوال منهم من قال بالجواز قيام بالقيام لاهل الفضل والمزية من الناس مستدلين بقول النبي صلى الله عليه وسلم قوموا الى سيدكم نحو ذلك من الادلة وقد ذهب الى ذلك جمع من اهل العلم منهم العلامة نووي رحمه الله في رسالة سماها الترخيص ترخيص بالقيام لاهل فضل لاهل الميزة والفضل واستدلوا هنا بقوله قوموا الى سيدكم وبان القيام في مثل هذه الحال انها من العادات وتوسط في هذا ابن تيمية رحمه الله فرأى ان القيام اذا كان مما يعتاده الناس لا على وجه التعظيم فان هذا يدخل في قوله قوموا الى سيده. والقول والقول الثاني المنع مطلقا لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك باحاديث منها قوله عليه الصلاة والسلام من سره ان يتمثل له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار ولما قاموا على النبي صلى الله عليه وسلم قال كدتم ان تفعلوا انفا فعل فارس والروم بعظمائهم يقومون عليهم فلا تفعلوا ولم يكونوا يقومون لرسول الله صلى الله عليه وسلم لما يعلمون من كراهته لذلك والقول الثالث فيه التفصيل يعني بحسب ما ذكر ابن كثير بين القادم من سفر وغير القادم من سفر فيرخص في من قدم من سفر او بعد ولا يرخص لغيره وهذا الذي ذكر به ايضا قصور جهة التحقيق فيما دلت عليه الاحاديث في هذه المسألة والتحقيق في ذلك ان الاحاديث التي استدل بها كلها صالحة للاستدلال ولا يعارض بعضها بعضا ولا ينقض بعضها بعضا بل كلها متفقة غير ثالثا وذلك ان الرخصة جاءت في القيام الى الرجل او قيام المسلم الى المسلم والمنع جاء في القيام عليه وهو اشد وفي القيام له والفرق بين هذه الثلاث ظاهر فان القيام الى الرجل تختلف عن القيام له وعن القيام عليه فهذه ثلاث صور دلت عليها الاحاديث اما القيام عليه فان فانه قيام للتعظيم وهو جالس يقومون عليه تعظيما له هذا بنص الحديث لا يكل لا يحل ولا يجوز الا في حال الخوف او في حال ولي الامر عند قدوم رسل او الوفود او الناس بعام يعني المختلطين ذكر ابن القيم رحمه الله من فوائد قصة الحديبية انهم ان النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم عليه المشركون كان قائما على رأسه عدد من الصحابة استفيد من ذلك ان القيام في هذه الحالة ليس هو للتعظيم ولكن بغرض اخر فاذا كان القيام عليه تعظيما له كما يفعل العظماء لا لغرض داخل في ما ذكر فان هذا منهي عنه فهي تحريف والحال الثانية المنهي عنها هي القيام للشخص قيام للرجل والقيام له يعني ان يقوم حين يقدم لاجل قدومه لاجل مروره لا لغرض السلام عليه ولكن قيام له وهذا لاجل مروره او لاجل حضوره او نحو ذلك سواء اكان قصد اه كرامه او كانت عادة او كان قريبا هذي مما اختلف العلماء فيها هل الحكم فيها المنع ام فيها التفصيل والصواب هنا ان الاصل فيها المنع ويرخص في من له حق على و ابن القيم رحمه الله من فوائد قصة الحديبية انهم ان النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم عليه المشركون كان قائما على رأسه عدد من الصحابة عليك ان القيام في هذه الحالة ليس هو للتعظيم ولكن لغرض اخر فاذا كان القيام عليه تعظيما له كما يفعل العظماء لا لغرظ داخل في ما ذكر فان هذا منهي عنه ما هي تحريم؟ والحالة الثانية المنهي عنها هي القيام للشخص قيام للرجل والقيام له يعني ان يقوم حين يقدم لاجل قدومه لاجل مروره لا لغرض السلام عليه ولكن قيام له وهذا لاجل مروره او لاجل حضوره او نحو ذلك سواء اكان قصد اه ارامه او كانت عادة او كان قريبا هذي مما اختلف العلماء فيها هل الحكم فيها المنع ام فيها التفصيل؟ والصواب هنا ان الاصل فيها المنع ويرخص في من له حق على داخل الوالد كالولد مع والده القريب مع العالم ونحو ذلك والحالة الثالثة القيام الى القادم وذلك انه يقوم اليه ليسلم عليه ليصافحه هذا اه ليرحب به لينزله ليستقبله هذا قيام لقصد الترحيب وهو قيام اليه. لا لي للاحترام ولا للتعظيم وانما هو للترحيب. فهذا جائز كما دلت عليه عدة احاديث لقوله قوموا الى سيدكم وكقول كعب فقام الي ونحو ذلك ومن كلام شيخ الاسلام ابن تيمية في هذا الموطن انه قال اذا اعتاد الناس ان يقوم بعضهم لبعض اذا قدم احدهم او دخل المجلس فقيامهم لكتاب الله جل وعلا. اذا اوتي به للقراءة او للنظر او لا وهذا من شيخ الاسلام ابن تيمية فيه نظر لان القيام للناس وان كان معتادا يعني قد يكون عادة يقوم بعضهم الى بعض بالسلام او بالترحيب او للانزال او ما شابه ذلك فان القيام للقرآن اذا اوتي به تعظيم للقرآن بجنس تعظيم لم يرد في السنة. والاتيان بالقرآن جاء في عدة حوادث في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يعرف انهم كانوا يقومون للقرآن اذا اوتي به لكنه نظر فيه من جهة ان الناس اعتادوا على احترام بعضهم بعضا بالقيام وقال كتاب الله اولى اذا اوتي به وهذا فيه نظر لانه لا يدخل فيك الاحترام او التعظيم الواجب للقرآن لاجل عدم ورود الدليل بذلك قوله بعد ذلك واذا قيل انشذوا انشذوا اصل نجز هو الارتفاع ومعنى نشوز اي ارتفعوا عن مكانكم الذي انتم فيه. يعني انصرفوا ان كانوا في مكانهم. او اذا كانوا في في حرب يعني قوموا تقدموا لهذا التفاسير التي فسرت بها بانه يكون في الحرب او يكون عند او يكونون عند النبي صلى الله عليه وسلم يقال لهم انصرفوا او ان تدخل ضمن الاية او في معنى الاية وان قيل لكم ارجحوا فارجعوا وازكى لكم. هذا كله صحيح لان معنى النشز هو الارتفاع عن المكان الذي كان فيه كانه كان قاعدا او جالسا ثم قيل له ان شذ فترك مكانه الى منصرفا الى مكان اخر هذا يتحقق فيه ذلك جميعا الحالة الاولى اذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم فيها ادب الجلوس حين القدوم. وقوله وان قيل انشذ واذا افسحوا يفسح الله لكم واذا قيل انشزوا فانشزوا هذا في ادب الانصراف. ثم قال جل وعلا بعدها يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات. والله ما تعملون خبيث وهذه الاية فيها الحثد العظيم على تعلم العلم وعلى اثر العلم على اهله في الاداب والسلوك وجميع الخصام وناسب قوله يرفع الله الذين امنوا منكم بعد قوله واذا قيل نجذوا فانشذوا بجامع ما بينهما من الارتفاع قال يرفع الله الذين امنوا منكم فتأدبوا بهذه الاداب وتحققوا بالايمان ويرفع الله ايضا الذين اوتوا العلم على سائر اهل الايمان فعلموا وعملوا بما علموا درجات لانهم يستحقون ذلك فضلا من الله جل وعلا وتكرم ومن في قوله منكم يرفع الله الذين امنوا منكم من هنا بيانية وليست بتبعيضية يعني المقصود يرفعه الله الذين امنوا جميعا. فكل مؤمن موعود بان يرفعه الله جل وعلا. ثم قال والذين اوتوا العلم وخص اهل العلم من بين اهل الايمان لمزيد فظلهم بما وقر في قلوبهم من العلم النافع المتحقق بالايمان بالله جل وعلا وطاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ثم ختم الاية اه بقوله بل قبلها قال والذين يرفع الله الذين امنوا منكم وليرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات. قوله هنا درجات هي جمع درجة وهي هنا منكرة تنكير في هذا المقام للتعظيم والتعظيم معناه ان الدرجة هذه عظيمة لا يعرف مداها قوله هنا يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات هذا الرفع درجات فيه التعظيم لخصوصية رفع اهل العلم وهل هنا الدرجات خاصة باهل العلم؟ ام هي شاملة للذين امنوا وللذين اوتوا العلم الاظهر ان المراد بها وان المؤمنين مرفوعون وخص الذين اوتوا العلم برفعهم درجات عظيمة لما منحهم الله جل وعلاء وحباهم بالعلم النافع ثم ختم الاية جل وعلا بقوله والله بما تعملون خبير ومناسبة الختم بهذه الاية ان الاداب العامة التي يتأدب الناس بها ويعامل الناس بعضهم بعضا بها كادب الجلوس وادب الانصراف واحترام الناس بعضهم لبعض قد يفعل لمقتضى الطبيعة او يفعل لا لغرض فيه امتثال بامر الله جل وعلا الله سبحانه وتعالى خبير بالاعمال التي يعملها العبد على اي وجه عملها وباي شيء نواه هذا من عظمت معرفته بالله جل وعلا وبما يستحق وبالاحكام الشرعية التفصيلية وبما يترتب عليه الثواب والعقاب عظم شأن الاستغفار عنده لانه لا ينفك المسلم من انه يفعل بعض الاشياء لغرض غير صحيح او لغرض غير كامل او لمقتضى الجبلة او لمقتضى الطبيعة او للعادة او نحو ذلك والكمال في ذلك كله ان يكون ممتثلا لاوامر الله جل وعلا طالب الرضا هذا عظم شأن الاستغفار في حق الكمل من عباد الله جل وعلا فضلا عن سائر الناس ولهذا ارشد النبي صلى الله عليه وسلم ابا بكر الصديق رضي الله عنه ان يقول في في اخر صلاته اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب الا انت رعاية الحالي كمال المعاملة والعبادة مع الله جل جلاله في المقاصد والنيات وسائر الاحوال غفر الله لنا ولكم جميعا ذنوبنا وتقصيرنا في امرنا نعم جاء ضيف معين والناس يتراحمون فيما بينهم لكن تفسحوا يقال لكن ان ان يقيم رجل من مجلسه ويجلس في اخر لا الا بطيب من نفسه لان الحق له النبي صلى الله عليه وسلم نهى ان يقيم الرجل الرجل من مجلسه ويجلس فيه لكن الفسحة من العذاب ان الواحد يرعى حال الاكبر ان نعلم والاحق ويعرف حقوق الظيافة هذي من مكارم الاخلاق في فرق من جهة السبك ومن جهة البلاغ ايوا اما من جهة السبق فمناسبة الفواصل او اواخر الايات اردت ان تكون اه يعني ايات اواخرها غير ممدود فيكون المناسبة القطع الخبير شهيد اية احصاه الله ونسوه الله على كل شيء شهيد والله بما تعملون خبير فهل الشك او النبض هذا يرجع الى نوع ختام الاية بما يناسب ختام ايات السورة او مجموعة ايات من السور اه في حسن ختامها ولفظها ووزنها اما الفائدة البلاغية قوله والله بما تعملون خبير فيه تقديم للجار والمجرور المتعلق باسم الفاعل خبير الخبير صيغة مبالغة آآ لمن خبر الشيء وهو خبير بما يعمل الباء هنا متعلقة بالخبيث واذا قدم المتعلق الذي حقه التأخير ايفيد الاختصاص او الحصر والقصر او الاهتمام به والتنبيه عليه ومن اهل العلم بالبلاغة من قال الاختصاص والحصر والقصر واحد كما ذهب اليه السبكي في رسالة له بانه لا فرق ما بين الاختصاص بين الحصر والقصر والظاهر الذي عليه عامة البلاغيين في علم المعاني ان هناك فرقا بين الاختصاص وبين الحصر والقصر يطلب من موطنه. اما الاهتمام فهو دون الاختصاص امام التنبيه على الشرك ارفع صوتك ذكر ابن كثير ان الله لا يرفع الله الذين امنوا انها للذين اقيموا نعم نعامة او انها المدينة هذا لاجل المناسبة مثل ما قلت لك واذا قيل انشذوا فانشذوا يرفع الله الذين امنوا منكم اوتوا العلم درجات فاذا قيل انشزوا من الارتفاع يعني انصرفوا فدعا لهم بالرفعة حط دجاجة من حديد في قوله ليلني منكم اولو الاحلام والنهى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم هذا سنة ماضية لانه عند الاختيار فان الصف الاول او من يلي الامام مباشرة ممن قد يحتاج اليهم الامام في استخلاف او في انابة او في رد عليه او فتح عليه او او تسبيح به اذا اخطأ في الصلاة ان يكونوا من اهل العلم واهل العقول الراجحة ولا يكون وراء الامام مباشرة من ليس بعلم او يوجد من هو اعلم ثم يكون بعيدا عن وراء الامام ففعل ابي لاجل ذلك. لكن الاختيار ليس آآ فعل ابي هذا اجتهاد منه رضي الله عنه والا في السابق هو الاحق بالمكان لكن ينبغي للسابق ان يرى حال الاعلم والاكمل ان يفسح له في ذلك والعلماء يقولون الايثار بالقرب مكروه فليس مستحبا ان يؤثر غيره بمكان متقدم الا في حال انه لاجل العبادة وامتثال قول النبي صلى الله عليه وسلم هذا فان المرء على نيته امن يسحب رجل يأخره او يجلس مكانه ليس ابي معروف كان من اقرأ الصحابة ومن اعلمهم لاهلك العلم اما المنذر هم بخاري نعم ايه يعني من الناس الذين لا يقبل لهم غير العقلاء لا هذا اجتهاد من ابن عمر رضي الله عنه في انه لا يحب ان يعظم انه اذا دخل مجلس قام له هذا وقام له هذا فلا يجوز من شدة تواضعه آآ رظي الله عنه واقتداءه بالنبي صلى الله عليه وسلم بانه لا يقام له عليه الصلاة والسلام يجلس في اخر مجلس وحيث يجلس يكون الصدر هذا بحسب العادة التي اعتادها الناس وهو رضي الله عنه كان من اشد الناس تواضعا وبعدا عما فيه ترفع واشتهاق ايه هذا اية هذه اية اية في سورة الاحسان فاذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين نعم ايش اذا تحققت العلة فلا يجوز المكث لان لانه جل وعلا قال ان ذلكم كان يؤذي النبي فيستحي منكم والله لا يستحي من الحق اذا كان في المكث بعد الطعام لو مشقة او ايذاء لصاحب البيت فلا يجوز لا يجوز ان يمكث ولا شك ان الاكمل ان الانسان اذا طعم انه يذهب لانهم آآ ما من احد صنع طعاما والى اخره لاظيافه له يحتاج الى ان هو يأكل بعدهم اذا لم يأكل معهم او انه يتصرف في طعامه او انه يفعل اه بعظ ما يلزم في ذلك فالادب انه اذا طعم المرء انه يذهب فاذا تحققت العلة بان بقاءه بعد الطعام يؤذي صاحب البيت فذلك لا يجوز له المكث لانه حينئذ يكون فيه الاذى والاذى لا يجوز