المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ دروس من تفسير القرآن الكريم. تفسير سورة المجادلة. الدرس السادس يحلفون على الكذب وهم يعلمون. اعد الله لهم عذابا شديدا. انهم ساء ما كانوا يعملون. اتخذوا ايمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله فلهم عذاب مهين. لن تغني عنهم اموالهم ولا اولادهم من الله شيئا. اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون انهم على شيء الا انهم هم الكاذبون. استحوذ عليهم الشيطان فانساهم ذكر الله اولئك حزب الشيطان الا ان حزب الشيطان هم الخاسرون. يقول الله تعالى منكرا على المنافقين في موالاتهم الكفار في موالاتهم الكفار في الباطل وهم في نفس الامر لا معهم ولا مع المؤمنين. كما قال تعالى مذبذبين بين ذلك لا الى هؤلاء ولا الى لا ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا. وقال ها هنا الم تر الى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم. يعني اليهود الذين كان المنافقون يمانئونهم ويوالونهم في الباطل ثم قال تعالى ما هم منكم ولا منهم اي هؤلاء المنافقون ليسوا في الحقيقة منكم ايها المؤمنون ولا من الذين يوالونهم وهم اليهود ثم قال تعالى ويحلفون على الكذب وهم يعلمون. يعني المنافقين يحلفون على الكذب. وهم عالمون بانهم كاذبون فيما حلفوا وهي اليمين الغموس ولا سيما في مثل حالهم اللعين عياذا بالله منه. فانهم كانوا اذا لقوا الذين امنوا قالوا امنا واذا جاءوا واذا جاءوا الرسول حلفوا له بالله انهم مؤمنون. وهم في ذلك يعلمون انهم يكذبون فيما حلفوا به لانهم لا يعتقدون صدق ما قالوه وان كان في نفس الامر مطابقا. ولهذا شهد الله بكذبهم في وشهادتهم لذلك ثم قال تعالى اعد الله لهم عذابا شديدا. انهم ساء ما كانوا يعملون. اي ارصد الله لهم على هذا الصنيع العذاب الاليم على اعمالهم السيئة وهي موالاة الكافرين ونصحهم ومعاداة المؤمنين وغشهم. ولهذا قال تعالى اتخذوا ايمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله اي اظهروا الايمان وابطنوا الكفر واتقوا بالايمان الكاذبة فظن كثير ممن لا يعرف حقيقة امرهم صدقهم فاغتر بهم حصل بهذا صدوا عن سبيل الله لبعض الناس فلهم عذاب مهين اي في مقابلة ما امتهنوا من الحلف باسم الله العظيم بالايمان الكاذبة العانفة ثم قال تعالى لن تغني عنهم اموالهم ولا اولادهم من الله شيئا. اي لن يدفع ذلك عنهم بأسا اذا جاءهم اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون. ثم قال تعالى يوم يبعثهم الله جميعا اي يحشرهم يوم القيامة عن اخرهم فلا يغادر منهم احدا فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون انهم على شيء. اي يحلفون بالله عز وجل انهم كانوا على الهدى والاستقامة كما كانوا يحلفون للناس في الدنيا لان من عاش على شيء مات عليه وبعث عليه ويعتقدون ان ذلك ينفعه هم عند الله كما كان ينفعهم عند الناس. فيجرون عليهم الاحكام الظاهرة. ولهذا قال ويحسبون انهم على شيء اي حالفهم ذلك لربهم عز وجل. ثم قال منكرا عليهم حسبانهم الا انهم هم الكاذبون. فاخبر الخبر فاكد الخبر عنهم بالكذب. وقال ابن ابي حاتم حدثنا ابي قال حدثنا ابن نقير. قال حدثنا زهير عن سماك ابن حظ. قال حدثني سعيد بن جبير ان ابن عباس حدثه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان في ظل حجرة من حجره. وعنده نفر من المسلمين قد كاد يقلص عنهم الظل قال انه سيأتيكم انسان ينظر بعيني شيطان فاذا اتاكم فلا تكلموه فجاء رجل ازرق فدعاه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فكلمه فقال علام تشتمني انت وفلان وفلان؟ نفر دعاهم باسماء قال فانطلق الرجل فدعاهم فحلفوا له واعتذروا اليه قال فانزل الله عز وجل فيحلفون له كما يحلفون لكم تحسبون انهم على شيء الا انهم هم الكاذبون. وهكذا رواه الامام احمد من طريقين عن سماك به. ورواه ابن جرير عن ابن المثنى عن غندر عن شعبة عن سماك به نحوه نحوه. واخرجه ايضا من حديث سفيان الثوري عن سماك بنحوه اسناد ولم يخرجوه وحال هؤلاء كما اخبر الله تعالى عن المشركين حيث يقول ثم لم تكن فتنتهم الا ان قالوا والله ربنا ما كنا مشركين. انظر كيف كذبوا على انفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون. ثم قال تعالى استحوذ عليهم الشيطان فانساهم ذكر الله اي استحوذ على قلوبهم الشيطان حتى انساهم ان يذكروا الله عز وجل وكذلك يصنعوا بمن استحوذ عليه ولهذا قال ابو داوود حدثنا احمد بن يونس قال حدثنا زائدة قال حدثنا السائب ابن حبيش عن معدان ابن ابي طلحة اليعمري عن ابي الدرداء قال سمعت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة الا قد استحوذ عليهم الشيطان فعليك بالجماعة فانما يأكل الذئب القاصية. قال زائدة قال السائب يعني الصلاة في الجماعة ثم قال تعالى اولئك حزب الشيطان يعني الذين استحوذ عليهم الشيطان فانساهم ذكر الله. ثم قال تعالى الا ان حزب الشيطان هم الخاسرون بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اللهم هب لنا علما نافعا وعملا صالحا وقلبا خاشعا ودعاء مسموعا ربنا اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا ثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين قال الله جل وعلا في سورة المجادلة؟ الم ترى الى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم معهم منكم ولا منهم ويحلفون على الكذب وهم يعلمون اعد الله لهم عذابا شديدا انهم ساء ما كانوا يعملون قوله سبحانه في هذه الايات الم ترى الى الذين تولوا قوما وما بعدها هي في وصف اهل النفاق الذين اظهروا الايمان واوطنوا الكفر فكانوا فيما اظهروا كاذبين وفيما ابطنوا موافقين لاهل الكفر والشرك في كراهتهم لدين محمد صلى الله عليه وسلم وموالاتهم لعقائد الكفر وعبادة غير الله جل وعلا والكفر بالنبي والبعث ولهذا يحصل بينهم المودة الباطنة والنصرة الباطنة لان المحبة والنصرة تبع للاتفاق في العقائد والديانة فجمعهم مع الكافرين كراهتهم لهذا الدين ولمحمد عن نبي الله عليه الصلاة والسلام وهذه الايات فيها فضح لهم وانهم لا يصدقون فيما اظهروا من الاسلام كما انهم لا يصدقون اذا حلفوا لانهم انما يحلفون على الكذب فهم اذا حدثوا كذبوا ولا يتورعون عنان يحلفوا بالله جل وعلا كاذبين قوله سبحانه الم تر هذه فالقرآن كثيرة مجيء الهمز همز الاستفهام وبعده النفي وعلماء العربية تفسير في هذا السياق ونحوه يجعلون ثم تقدير فلذلك يفهم معنى الاستفهام فكان السياق المراد منه تقرير ما اشتمل عليه ما اشتملت عليه الجملة التي ظاهرها طلب الفهم وحقيقتها التأكيد والتقرير لما اشتمل عليه ما بعد حمز الاستفهام يكون هنا الرؤية في قوله ترى تكون الرؤية هنا رؤية العلم وهي وان عديت به الى لكنها في حقيقتها المراد منها العلم بما اشتملت عليه الجملة بعدها وقوله سبحانه هنا تولوا قوما الموالاة في اللغة وهي التي جاءت في القرآن ايضا على معناها اللغوي غير منقولة عنه لان الموالاة هي ان يكون المرء او ان يكون الشيء مواليا للشيء يتبعه ولي الشيء يعني صار بعده جاء هذا ثم وليه الاخر بمعنى تلاه من هذا ان يكون الولي وليا والمولى مولى ونحو ذلك لان لانه يكون تابعا او يكون متبوعا ومن مقتضى ذلك ان يكون ثم محبة ونصرة وعقد فيما بينهما في المتابعة والمحبة والمودة الى اخره وقوله سبحانه هنا الم تر الى الذين تولوا قوما يعني الم تعلم حال هؤلاء الذين احبوا ونصروا او من غضب الله عليهم وهم الكفار اما من اهل الكتاب او من المشركين والموالاة ضد المعاداة والموالاة المحبة والنصرة والمعاداة تقتضي البغظ والنفرة والموالاة هنا كما ذكر ابن كثير في قوله انهم يوالون الكفار في الباطن ذلك ان ظاهرهم مع المؤمنين لانهم في المدينة معهم لكنهم في الباطن يحبون اهل الكفر من اليهود والمشركين ذلك لان النصارى لم يكن لهم شأن في ذلك الوقت ويحبون نصرتهم ويحبون اعانتهم ويودون ان لو ظهروا على المؤمنين واذا جاء مجال في نصرتهم نصروهم كما حصل غير مرة مع انهم في الحقيقة يودون ان يبقوا هم. يعني ليسوا مع المؤمنين وليسوا مع الكافرين في ظاهر الامر وفي حقيقة ما يريدون لكنهم يبغضون اهل الايمان. ولهذا قال جل وعلا الم تر الى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم ما هم منكم ولا منهم ويحلفون على الكذب وهم يعلمون. وقوله هنا ما هم منكم ولا منهم فيها وجهان الاول انها وصف لهؤلاء الذين تولوا وهم المنافقون فهؤلاء المنافقون ليسوا من اهل الايمان وليسوا من اهل الكفر والوجه الثاني ان قوله ما هم منكم ولا منهم انها وصف للقوم الذين غضب الله عليهم وهم اليهود او المشركون ومن قد غضب الله عليهم وليسوا هم من المنافقين لا نسبا ولا عقدا ولا دينا وليسوا ايضا من المؤمنين. ثم قال ويحلفون على الكذب وهم يعلمون والحلف معروف وهو تأكيد الكلام بمعظم وهم يحلفون للنبي صلى الله عليه وسلم بالله جل وعلا الايمان وهم يعلمون انهم كذبة بنفس الامر يعلمون انهم ليسوا بصادقين والله جل وعلا فضحهم وبين ما في قلوبهم ثم قال سبحانه قبلها الكذب الكذب يطلق على الاخبار بخلاف الحقيقة. الاخبار بخلاف الحقيقة والواقع يعني في اللغة فيصح ان يقال لمن اخطأ كذب لاخباره يعني لغة لاخباره بخلاف الحقيقة والواقع وهذا قد استعمل كثيرا في كلام العرب وفي بعض كلام السلف. لانهم يقولون كذب فلان يعني اخطأ عليه وفي النصوص الكذب مذموم وهو الاخبار بخلاف الواقع عن تعمد لذلك ومعرفة ولذلك صار مذموما وهو ليس بمجرد خطأ ولكن هو يعلم الحق ثم يخبر بخلافه كذبا وهو يعلم ومنه قوله هنا ويحلفون على الكذب وهم يعلمون يعني يعلمون الحق وليس هو كذب مجرد خطأ لكنه كذب مع العلم بالحق فاخبروا بخلاف ما هم عليه مع علمهم بما هم عليه اعد الله لهم عذابا شديدا انهم ساء ما كانوا يعملون وهذا العذاب الشديد عذاب دنيوي وعذاب اخروي حقيقة العذاب وان يلقوا ما لا يسرهم ولا يلائم الحياة التي يريدون. لان العذاب هو الامساك والامساك في كل مقام بحسبه فامساك المسرات عذاب وامساك ما يكون فيه راحة للنفس مما اعتادته نوع عذاب وامساك ما فيه الحياة التي يريدها ويختارها نوع من العذاب وهكذا في امثاله من النصوص التي فيها ذكر العذاب وقد يكون العذاب متجها الى شيء يحس في الدنيا اما بحوادث كونية او بتسليط المؤمنين عليهم او بنحو ذلك وقد لا يحس فالمنافقون يعذبون ويفتنون كما قال جل وعلا اولا يرون انهم يفتنون في كل عام مرة او مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون وقد ينظر بعض الناس اليوم الى انه يقول ان اهل النفاق او الكفر لا يعذبون ولا يحصل لهم عذاب في دنيا هذا اه فيه قصور في فهم معنى العذاب لان العذاب ليس مقتصرا على شيء كوني يرسل عليهم اما من جنس ما ارسل على الامم المكذبة كصواعق او امطار شديدة او رياح تقتلعهم او عقوبات كونية معروفة تستأصلهم وانما العذاب هو حبس ما يلائمه. ولذلك عرف طائفة من العلماء العذاب بانه حبس ما يلائم النفس ويسرها وافاضة اضداد ذلك عليها قد يكون من العذاب ضيق الصدور قد يكون من العذاب الخوف قد يكون من العذاب نقص الاموال قد يكون من العذاب الامراض والرهبة قد يكون من العذاب كذا وكذا من الاشياء المختلفة التي تكون نفسية او بدنية او تكون في المجتمعات بعام اما العذاب الاخروي فانه ما ذكر في القرآن من العذاب في القبر او العذاب في عرصات القيامة او العذاب في النار والعياذ بالله انهم ساء ما كانوا يعملون هذا تعليل لوجه شدة العذاب عليهم واعداد الله العذاب لهم في الدنيا والاخرة علل ذلك بقوله انهم ساء ما كانوا يعملون وذلك ان كلمة ان اذا جاءت بعد الامر او النهي او الخبر فانها تفيد تعليل ما بعد ما تعليل ما قبلها بما بعدها. كانه قال اعد الله لهم عذابا شديدا لعلة انهم ساء ما كانوا يعملون ثم قال سبحانه اتخذوا ايمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله فلهم عذاب مهين اتخذوا ايمانهم جنة يعني جعلوا حلفهم وايمانهم ستارا يستترون به من ان يعاقبهم النبي صلى الله عليه وسلم او ان يؤاخذهم على موالاتهم للكافرين وغشهم لاهل ايمان والجنة هي ما يجتن به يعني يستتر به عما يسوء. والايمان اذا صدق صاحبها قد صارت ستارا سترى صاحبها من ان يؤاخذ وهذا ظاهر بين في سياق الايات فهم جعلوا تلك الايمان ستارا يستترون به والله جل وعلا قال فصدوا عن سبيل الله فلهم عذاب مهين والسبب صدهم عن سبيل الله انهم في حلفهم هذا يظن انهم صادقون ففتنوا طائفة هذه الفتنة نوع صدود عن سبيل الله بل هي صدود وصد عن سبيل الله وذلك ان كثيرا من الخلق لا يعون حقيقة تقصي الامور ولا معرفة ما في النفوس ولا ربط الامور ومسبقاتها ولواحقها وانما يغترون بالظاهر وهؤلاء حلفوا وحلفوا الايمان المغلظة على صدقهم وعلى انهم يوالون اهل الايمان وعلى انهم يعادون اهل الكفر وعلى انهم يؤمنون ثم بعد ذلك يخالفون ذلك بافعالهم فيكون هناك صد عن سبيل الله لان الناس سيقتدون او لان من الناس من سيقتدي بهم. لهذا قال بعدها فلهم عذاب مهين والمهين هو الذي يكون فيه اذلال واهانة وخذلان لهم. لانهم ارادوا في الدنيا الرفعة بالباطل وارادوا العيش بالنفاق فعوقبوا على نقيض ما قصدوا بانهم يهانون ويعرف ان هؤلاء قد اهانهم الله جل وعلا وهذا هو الذي حصل سواء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ام في غيره من عهد الخلفاء فان اهل النفاق عاشوا مخذولين مهانين. وهكذا في كل زمان يكون فيه عزة للسنة وعزة لتحقيق كتاب الله جل وعلا ودين الاسلام فان اهل النفاق ولو سكت عنهم وعاشوا باعتبار الظاهر فانهم في ذلة واهانة في حقيقة الامر. ويعرفون هذا ويحسونه وهذا من نوع العذاب الذي يكون لهم في الدنيا. قال لن تغني عنهم اموالهم ولا اولادهم من الله شيئا اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون كانوا يظنون ان كثرة الاموال وكثرة الاولاد انها تغني وانها تقي وان من من اولادهم من كان من من المؤمنين وانها ستغني عنهم وهذا لظنهم الكاذب والحقيقة انهم لن تنفعهم امواله لن تنفعهم اموالهم ولا اولادهم وعقب على ذلك بقوله اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون في قوله هم فيها مجيئهم هنا اه يقضي بالتأكيد على ذلك وانهم لن يغادروها اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون ففيها مزيد تأكيد وتوثيق على قوله اصحاب النار خالدين فيها. هذا كثير في القرآن يأتي في ذكر اهل الجنة واهل النار بالتأكيد بمجيئهم في الجملة اولئك اصحاب الجنة هم فيها خالدون ومجيئهم في ذكر اصحاب الجنة وفي ذكر اصحاب النار فيها التأكيد والتقرير والتوثيق بانهم ملازمون للنار لا ينفكون عنه. ثم قال سبحانه يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم وقبلها اصحاب النار ابي كثير في القرآن اظن مرة مع التنبيه عليها الصاحب في اللغة هو الملازم او كثير الملازمة فاذا لازم شيء شيئا قيل له انه صاحب له. ومنه قول الله جل وعلا ام حسبت ان اصحاب الكهف والرقيم كانوا من اياتنا عجبا يعني الذين لازموا الكهف تلك الملازمة الطويلة ويقال فلان صاحب الارض لملازمته له وفلان صاحب لفلان اذا كان ملازما له كثير الملازمة له ولهذا اهل النار يقال لهم اصحاب النار لا بالنظر الى انهم يملكونها واصحاب الجنة لا بالنظر الى هذا الى الملك ولكن بالنظر الى الملازمة وطول الاقتران لان الصاحب هو الملازم طويل او مطيل الاقتران. ثم قال يوم يبعثهم الله جميعا قوله يوم هذه اما ان تكون متعلقة بما قبلها فيقول لن تغني عنهم اموالهم ولا اولادهم من الله شيئا يوم يبعثك فيوم يبعث الله الخلائق لا تنفعهم اموالهم ولا اولادهم او هي في تقدير اذكر واذكر يوم يبعثهم الله جميعا والوجهان فائدتهما مختلفة وهكذا في نظائره من القرآن بالتفسير الوجهان فائدتهما مختلفة اما الاول فهو ان الغناء قد يقال انهم في الدنيا تغني عنهم اموالهم بشيء وتغني عنهم اموالهم اولادهم بشيء يعني كما يزعمون او كما يظنون فبين جل وعلا انه يوم يبعث الله الناس فانها لن تغني عنهم اموالهم ولا اولادهم فانهم ان ظنوا في الدنيا انها تغني فانها يوم القيامة سيكون الامر واضحا بينا لا شبهة فيه بالنسبة لهم وانه لا قناء لهم في اموالهم او اولادهم اما الوجه الثاني فهو من حيث البلاغة اقوى لان التقدير لان التقدير واذكر يوم يبعثهم الله جميعا. مع ان البعث لم يأت بعد ولم يتم لهذا كان معنى قوله واذكر تحقيق لما يحصل لهم بعد البعث وكأنه مضى وانقضى وشهده محمد صلى الله عليه وسلم وشهده مؤمنون واذكر او واذكروا يوم يبعثهم الله جميعا. يعني اذكروا يا اهل الايمان يوم يبعثهم الله جميعا آآ فيحلفون له كانه صار ماثلا بل صار منقظيا بما اشتمل عليه قوله يوم هذه اما ان متعلقة بما قبلها فيقول لن تغني عنهم اموالهم ولا اولادهم من الله شيئا يوم يبعثك فيوم يبعث الله الخلائق لا تنفعهم اموالهم ولا اولادهم او هي في تقدير اذكر واذكر يوم يبعثهم الله جميعا والوجهان فائدتهما مختلفة وهكذا في نظائره من القرآن في التفسير الوجهان فائدتهما مختلفة. اما الاول فهو ان الغناء قد يقال انهم في الدنيا تغني عنهم اموالهم بشيء وتغني عنهم اموالهم اولادهم بشيء. يعني كما يزعمون او كما يظنون. فبين جل وعلا انه يوم يبعث الله الناس فانها لن تغني عنهم اموالهم ولا اولادهم فانهم ان ظنوا في الدنيا انها تغني فانها يوم القيامة سيكون الامر واضحا بينا لا شبهة فيه بالنسبة لهم وانه لا لهم في اموالهم او اولادهم اما الوجه الثاني فهو من حيث البلاغة اقوى لان التقدير لان التقدير واذكر يوم يبعثهم الله الله جميعا مع ان البعث لم يأت بعد ولم يتم لهذا كان معنى قوله واذكر تحقيق لما يحصل لهم بعد البعث وكأنه مضى وانقضى وشهد محمد صلى الله عليه وسلم وشهده المؤمنون. واذكر او واذكروا يوم يبعثهم الله جميعا. يعني اذكروا يا اهل الايمان يوم يبعثهم الله جميعا آآ فيحلفون له لانه صار ماثلا بل صار منقظيا بما اشتمل عليه والبعث المقصود به البعث الى يوم الحساب فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون انهم على شيء الا انهم هم الكاذبون. يحلفون لله جل وعلا كما حلفوا في الدنيا ويظنون انهم على شيء وانهم سينجون. والله جل وعلا لا تخفى عليه خافية. ثم قال سبحانه استحوذ عليهم الشيطان فانساهم ذكر الله اولئك حزب الشيطان الا ان حزب الشيطان هم الخاسرون. الاستحواذ والاتيان من كل جهة فيفيد شدة الاحاطة والاقتران. استحوذ عليهم يعني اتاهم من كل طريق حتى صاروا له وحده. يعني الشيطان فحاز عليهم واتاهم من كل سبيل والشيطان اسم لجنس ما يضل عن سبيل الله. وقد يكون من ان الجن قد يكون من الانس وقد يكون من غيرهما. فكل ما فيه اظلال او فتنة يقال له شيطان. يعني في بالاستعمال الشرعي. اما في اللغة فان كلمة الشيطان اختلف في اشتقاقها. هل هي مشتقة من الشطن وهو ام هي مشتقة من من الشوق وهو الاشتعال. شاط يشيط او شطن بالمكان اذا اختار مكانا بعيدا على قولين معروفين وربما كان جميعا منطبقين في وصف شياطين الجن. فمن جهة البعد فانهم بعيدون من الخير كل شيطان بعيد من الخير. ومن جهة شاط يشيط قد يدخل فيه الاشتعال يعني نارا او قد يكون فيه الاشتعال حق حقدا او غير او غيرة او حسدا او نحو ذلك كما ذكرت لك في النصوص يطلق على الجن البعيد من الخير انه شيطان وعلى الانس البعيد من الخير انه شيطان وعلى ايظا الحيوان اذا كان يصد عن سبيل الله انه شيطان. الاول كثير هو الجني ان يكون شيطانا هذا معروف فالشياطين هي الجن الذين يعملون الشر يعون الجن والانس بذلك. وشيطان الانس هو الذي يدل او يعمل على غير الهدى. ومنه قوله جل وعلا طين الجن والانس وقول الشاعر ايامكن يعني النساء الفاجرات ايامكن يدعونني انا من غزله وكن يهوينني اذ كنت شيطانا بعد ان تاب ذكر انه كان شيطانا باعتبار بعده عن سبيل الله واختياره لذلك كذلك يطلق على الحيوان الذي يصد ويلهي انه شيطان وجاء في السنن ان النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى رجلا يلعب بالحمام ويتبعها ويتتبعها وقال شيطان يتبع شيطانه. فكلمة اذا شيطان لا تفيد الكفر ولا تفيد الضلال التام وانما هي بحسبها حسب ما يستعمل لها في النصوص لكنها في الاستعمال العرفي اليوم اذا اطلقت فانها تفيد ابلغ الذنب واكثر الضلال اذا قيل فلان شيطان في في الدين او انه من شياطين الانس فانه يفيد انه على ضلال كبير ويدعو الى ذلك الظلام. والاستعمال اللغوي ربما خفت وضعف اليوم عند الناس فلهذا لا يناسب ان تستعمل في مطلق الاستعمال اللغوي بعدم فهم اكثر الناس له فربما نزلت على غير منزلتها. قوله سبحانه هنا استحوذ عليهم الشيطان المراد بالشيطان هنا شيطان الجن الذي يضل الناس وشيطان النفس ايضا وهو قرينها. فانساهم ذكر الله نتيجة الاستحواذ انهم لم يتذكروا الله جل وعلا ولا لقاءه ولا اليوم الاخر ولا الحساب ولا ما سيكون بين يديه فرأوا الدنيا هي كل شيء. وهذا من اعظم اسباب ولا قال فانساهم ذكر الله وذكر الله هو تذكره وهو انواع كثيرة اولئك حزب الشيطان الا ان حزب الشيطان هم الخاسرون والحزب هو ما يجمع الى غيره. فاذا جمع شيء الى شيء الى حزب. تحزب بنو فلان اذا تجمعوا لامر فاذا تجمعوا بعد استحواذ الشيطان لهم فانهم تجمعوا للشيطان ايضافون اليه فيقال هؤلاء حزب الشيطان اولئك حزب الشيطان الا ان حزب الشيطان هم الخاسرون. كما ان اهل الايمان اذا تجمعوا على الاسلام وعلى الدين وعلى التوحيد وعلى نصرة ذلك سموا حزب الله لانهم تجمعوا لله وفي الله هؤلاء انساهم الشيطان ذكر الله واستحوذ عليهم من كل جانب فصاروا متجمعين في الحقيقة على الشيطان. ما الذي جمعهم؟ هو استحواذ الشيطان عليهم. فلذلك صح ان ينسبوا اليه. لانه هو الذي جمعهم هم على ذلك اولئك حزب الشيطان الا ان حزب الشيطان هم الخاسرون. نعم. نكتفي بهذا. نعم نعم نعم كيف يعني؟ نعم لا هي ما فيها ملك يعني ما المقصود بالملك هنا؟ هل هو ملك اختصاص ولا ملك تملك لا شك ما في احد يقول انها ملك بمعنى ملك تمل هي خصهم الله جل وعلا بها والجنة واحدة فاذا قيل اهل الجنة اصحاب الجنة. هي جنة واحدة. فهم جميعا يعني مالكون لها ليس كذلك اه وانما هم مختصون بها ملازمون لها. ولذلك صارت اه صاروا منسوبين اليها بانهم اصحابها. فليس معنى انه صاحبه انه مالك لها. ولا ما في احد يقول انهم يملكونها. يعني لان هذا منة من الله جل وعلا له حتى الملك في الدنيا هو ملك اضافي ليس ملكا حقيقيا. فاذا امتلك بيتا هو ملك اضافي بحسب الاصطلاح. حسب اصطلاح الناس فيما بينهم وما اقرته الشريعة من ذلك ملكه لانه دفع مالا فانتقل هذا الشيء من فلان الى فلان للثمن فهي ملكية اضافية ثم بعد ذلك هو يموت ايتوز هذا الملك هذا الشيء يكون بين الورثة جميعا. كل واحد يستقل بأمتار منه او يبيعونه فكل واحد يستقل بجزء من من الثمن فهي ملكية اضافية في الدنيا والا فالملك الحقيقي هو لله جل وعلا لكن في الشريعة ما جاءت الاحكام بتقرير الحقيقي ولا اعتبار له في الاحكام الشرعية في الدنيا اعتبار الملك الحقيقي وانما هو باعتبار الملك الاظافي اما جنة فهي لله جل وعلا