المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ دروس من تفسير القرآن الكريم. تفسير سورة الحديد. الدرس التاسع. لماذا؟ الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم الهمنا رشدنا وقنا شر انفسنا واغفر لنا وشيخنا والحاضرين. قال الامام ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسير قول الله تعالى ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نقرأه اه ان ذلك على الله يسير لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما اتاكم. والله لا يحب كل مختال فخور الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ومن يتولى فان الله هو الغني الحميد. يخبر تعالى عن قدره السابق في خلقه قبل ان يبرأ البرية فقال ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم اي في الافاق وفي نفوسكم الا في من قبل ان نبرأها اي من قبل ان نخلق الخليقة ونبرأ النسمة وقال بعضهم احسن الله يخبر تعالى عن قدره السابق في خلقه قبل ان يبرأ البرية. فقال ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم. اي في الافاق وفي نفوسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها اي من قبل ان نخلق الخليقة ونبرأ النسمة. وقال بعضهم من قبل ان نبرأها عائد على النفوس. وقيل عائد وقيل عائد على المصيبة. والاحسن عوده على الخليقة والبرية بدلالة الكلام عليها كما قال ابن جرير حدثني يعقوب قال حدثنا ابن علية عن منصور عن منصور ابن عبد الرحمن قال فكنت جالسا مع الحسن فقال رجل سله عن قوله تعالى ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأ فسألته عنها فقال سبحان الله ومن يشك في هذا؟ كل مصيبة بين السماء والارض ففي كتاب الله من قبل ان يبرأ النسب وقال قتادة ما اصاب من مصيبة في الارض قال هي السنون يعني الجذب ولا في انفسكم يعني يقول الاوجاع والامراض. قال وبلغنا انه ليس احد يصيبه قد شعود. ولا نكبة قدم ولا جانه عرق الا بدم قال ولا خلجان عرق الا بذنب وما يعفو الله عنه اكثر. وهذه الاية الكريمة العظيمة من اذل دليل على القدرية نبات العلم السابق قبل قبحهم الله وقال الامام احمد حدثنا ابو عبد الرحمن قال حدثنا حيوة وابن لهيعة قالا اخبرنا ابو هاني القولاني انه ابا عبد الرحمن الحبلي يقول سمعت عبد الله ابن الحبلي يقول سمعت عبدالله بن عمرو بن العاص يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قدر الله خذ مقاديرك قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة. ورواه مسلم من حديث عبدالله بن وهب وحيوة بن شريح ونافع بن زيد ثلاثتهم عن ابي هانئ به وزاد ابن وهب وكان عرشه على الماء. ورواه الترمذي وقال حسن صحيح. وقوله تعالى ان ذلك على الله اي ان علمه تعالى الاشياء قبل كونها وكتابته لها طبق ما يوجد في حينها سهل على الله عز وجل لان انه يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف كان يكون. وقوله تعالى لكي تأسوا لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما اتاكم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملا وفقها في الدين وعلما بالتأويل انك ارحم الراحمين واجود الاجودين. ربنا واشرح لنا صدورنا ويسر لنا امرنا وقونا في امرك ونهلك انك على كل شيء قدير اما بعد فيقول الله جل وعلا في هذه السورة العظيمة سورة الحديث ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان امرأها ان ذلك على الله يسير كما سمعت من كلام العلامة ابن كثير رحمه الله وما نقل على تفسير هذه الاية ان هذه الاية اصل في الاحتجاج بقدر الله جل وعلا السابق بما يشمل مرتبتي العلم والكتابة لان الكتابة كانت بعد علم الله جل جلاله فامر القلم ان يجري فجرى بما هو كائن الى يوم القيامة فهي حجة في مرتبة الكتابة وان الله كتب كتب ما علم مما يحصل في الارض من مصايب ومن خير علم ذلك فامر بكتابته في كتاب هو اللوح المحفوظ من الزيادة والنقصان محفوظ من الاعتداء محفوظ من التغيير والتبديل فما فيه لابد ان تقع الاشياء طبقه وهلا وفق ما كتب فيه لان الله جل وعلا علم ذلك فكتبه وكل شيء انما يجري على ما قد خط في الكتاب رفعت الاقلام وجفت الصحف. وهذا الفصل مقرر معلوم لديكم فيما اه درستم في مسائل الاعتقاد قال جل وعلا ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتابه ما هنا مع الا هذه الحصر يعني انه لا يخرج شيء من هذا الذي اثبته الله جل وعلا لا يمكن ان تحدث مصيبة ليست في كتاب سابق لا يمكن ان يحدث شيء مما يكون في النفس او في الارض الا وقد سبق عن خطة في الكتاب بعد علم الله جل وعلا له حتى نكبة القدم وحتى خلاجان الهر وحتى طرف العين فكل شيء لابد ان يكون سبق بالكتاب. كما قال جل وعلا وما تسقط من ورقة الا لا يعلمه سبحانه وتعالى قال جل وعلا هنا ما اصاب من مصيبة والمصيبة هي ما يكون غير موافق الملاذ بالنفس خلاف النعمة فانها يكون تكون مما انعم به النفس يعني والبدن والمصيبة بعكس ذلك وما لا لم تنعموا به او ما لا يلتد به البدن او ما يهدي البدن والنفس او هما بميل هذه المصايب التي تقع ما اصاب من مصيبة هذه على انواع منها المصائب الدنيوية وهي اهون ومنها المصائب الدينية وهي اعظم سواء منها المصائب الدينية او الدنيوية فانها قد سبقت في كتاب تمام هو اعتقاد اهل السنة والجماعة والقدرية منهم نفات العلم السابق لغات الكتاب الذين يقولون ان الامور تجري شيء مستأنف جديد لم يسبق به قدر ولم يسبق به علم ولا كتاب وهؤلاء كانوا في الزمن الاول ثم اه نادى عليهم السلف والعلماء من كل جهة فخمدت بدعتهم وكفرهم ومنهم القدرية الذين ينفون باعوا ما يتصل بالقدر كنفيهم ان تكون المصائب الدينية مثلا وقوع المحرمات وقوع القتل في الارض وقتل من يقتل ووقوع الاعتداءات على العرض او النفس او المال او مثل زنا الزاني وسرقة السارق وارتشاء المرتشي تخمر من يشرب الخمر وهكذا فهذه الاشياء عندهم انها ليست بخلق الله جل وعلا وانها كما هو معلوم انها انما هي من فعل العبد لا تنسب الى الله جل وعلا ولم يلزم الله جل وعلا بحسب رأيهم العبادة بذلك ولا جرى بها ابنه جل وعلا وهانت هذان النوعان المصائب الدينية او الدنيوية كلها وقعت في الكتاب ولكن قال جل وعلا بعدها كما سيأتي لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما اتاكم ويأتي تفسير ما شاء الله قوله في الارض فسرها هنا بان المقصود في الحرب يعني في الافاق اسرة المصيبة في الارض بانها الجد. هذا من تفسير الهام ببعض افراده فلا يحد بذلك. وانما يطلق ويجهل عاما ويكون المراد بالمصايب في الارض كل ما يحدث في الارض من مصيبة اه هي على الناس مصيبة في دنياهم الجذب او نقص الاموال او الانفس او الثمرات او في دينهم بما يحصل من ذنوب واعتداء وضعف في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر و ضعفا للسنة وارتفاعا للبدعة ونحو ذلك مما يكون من المصائب الدينية قوله ولا في انفسكم يعني ما يصيب العبد بانواع المصايب التي ذكرناها قال الا في كتابه. والكتاب المقصود به هنا كما ذكرت لك هو النوح المحفوظ وقد جاء في حديث عبدالله بن عمرو رواه مسلم وغيره قال عليه الصلاة والسلام قدر الله مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة وكان عرشه على الماء وقدر بمعنى كتب قدر الله مقادير الخلائق يعني كتبها وهي شاهد او وهو دليل لما فيه هذه الاية من الكتاب السابق وقوله من قبل ان امرأها بها اثبات لمرتبة الخلق والبر والبر طرح الشيء وانفاذه بعد تقديره فاذا قدر الشيب اللذيذ يكون على هيئة ما اذا قدر فانه اذا عمل قيل ورع او صار او برأه الله جل وعلا واما الخلق من حيث هو فانه اه يطلق ويراد به في كثير من المواضع او في الاكثر المراد به التصوير خلق يراد له ما يكون فيه صورة ما يكون فيه تشكيل وشبه ذلك. اما البارد فهو اعم فكل شيء اه وجد فانه قد برئ لهذا في قول الله جل وعلا بسورة المؤمنون لما ذكر تدرج خلق الانسان في بطن امه قال في اخر الاية تبارك الله احسن الخالقين معنى احسن الخالقين لاحسن المقدرين او احسن المصورين لان الخلق يغلق ويراد به التقدير ويطلق ويراد به التصوير في غالب الاستعمال لهذا في قوله هنا من قبل ان نبرأها هذا يعم اه جميع ما خلقه الله جل وعلا مما يكون على هيئة صورة او على اه اي هيئة صورة يعني مما يحدث آآ من اقدار الله جل وعلا الهامة من قبل ان نبرأها يعني ان تنفذ فهي موجودة في الكتاب ان ذلك على الله يسير فهو سبحانه لكمال قدرته ولكمال علمه وبكمال احاطته و يسير عليه سبحانه وتعالى ان يكتب هذه قبل ان تقع وان يعلمها لانه كان في صفاته جل جلاله وصلنا قال وقوله تعالى لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما اتاكم اي اعلمناكم بتقدم علمنا فثبت فيه بكلام ابن كثير باول ملاحظة عليه اولا القلم الصف الاول او الثقال يخبر تعالى عن قدره السابق في خلقه قبل ان يبرأ البرية. فقال ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم اي في الافاق وفي نفوسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها اي من قبل ان نخلق الخليقة ونبرأ النسمة. وقال بعضهم من قبل ان نبرأ عائد على النفوس وقيل عائد على المصيبة والاحسن عوده على الخليقة والبرية لقوله من قبل ان نبرأها ذكر لك ثلاثة اقوال فيه يعني عود الضمير قبل ان نبرأها هل هو برأي النسمة رقم ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها يعني نبرأ هذه النسمة او نظرة المصيبة يعني نجعلها نافذة او ان نبرأ كما رجح ابن كثير يبرأ الخليفة يعني ان توجد خليطة بهامتها والظاهر كما مر عليك في كلامي ان المقصود من قبل ان تبرأ المصيبة بنفسها لان السياق يدل على ذلك ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتابه قبل ان نبرأها الواضح ان الكلام هلا ان المصيبة في نفسها من قبل ان نمرأها يعني من قبل ان تنفث هذه المصيبة وان يقضى على العبد هذه المصيبة. نعم قال لك لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما اتاكم اي اعلمناكم بتقدم علمنا وسبق كتابتنا للاشياء قبل كونها وتقديرنا الكائنات قبل وجودها لتعلموا ان ما اصابكم لم يكن ليخطئكم وما اخطأكم لم يكن ليصيبكم فلا تأسوا على فما فاتكم لانه لو قدر شيء لكان. ولا تفرحوا بما اتاكم اي جاءكم. وتفسير اتاكم اي اعطاكم وكلاهما متلازم اي لا تفخروا على الناس بما انعم الله به عليكم. فان ذلك ليس بسعيكم ولا كدكم وانما هو عن قدر لله ورزقه لكم فلا تتخذوا نعم الله اشرا وبطرا تفخرون بها على الناس. ولهذا قال تعالى والله لا يحب ولا مختال فخور اي مختال في نفسه متكبر فخور اي على غيره. وقال عكرمة عكرمة ليس احد الا وهو يفرح ويحزن ولكن اجعلوا الفرح شكرا والحزن صبرا. ثم قال تعالى الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل كلام واضح وحسن في هذا الموضع كثيرا والفرح اه في قوله ولا تفرحوا بما اتاكم. المقصود به الفرح فرح البطن طرح بغير الحق. واما الفرح بالحق هذا مأذون به شرعا او مطلوب والفرح بحق نوعان فرح بالنعم الدينية كما جاء في قوله تعالى يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا على امر هو خير مما يجمعه فهو مطلوب شرعا ان يكون الفرح بفضل الله وبرحمته الذي هو القرآن والدين وما انزل الله جل وعلا وهو اعظم ما يكره به في هذه الحياة وكذلك الفرح بانواع النعم الدينية هذا كله فرح بحق فرح مطلوب فرح برسالة محمد صلى الله عليه وسلم فرح بانتصار آآ اهل الاسلام فرح بعلو آآ الدين فرح آآ ظهور الحق ونحو ذلك مما و لازم للفرح في القرآن في ظهور القرآن واهل القرآن اما القسم الثاني فهو الفرح بالنعم دنيوية التي تحصل للعباد النعم الدنيوية التي تحصل للعباد اذا فرح بها فرحا طبيعيا معنى انه سر بها وهذا السرور لم يصح عن شكرها بل استعملها في مرض الله ولم يجعله بطرا ولا متكبرا ولا متجبرا بسبب النعم بل فرح الفرح الطبيعي الذي لم يحدث محرما فان هذا مأذون به فهذان قسمان للفرح المطلوب او المأذون به شرعا. اما القسم الثاني من نوعي الفرح هو الفرح المذموم هو فرح الكفر او فرح الكبر فرح البطر قد ذكر الله جل وعلا عن اهل النار انهم كانوا يفرحون في الارض غير الحق كما في سورة غافل قال جل وعلا ذلكم بما كنتم تفرحون الارض بغير الحق وبما كنتم تكفرون ذلكم بما كنتم تفرحون في الارض بغير الحق وبما كنتم تمرحون نعم بما كنتم تمرحون فهذا يدل على ان فرحهم ومرحهم كان بطرا كان كفرا ولم يكن اه وكان كبرا ولم يكن عن تواضع لله جل وعلا ولهذا في هذه الاية قال جل وعلا لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما اذى اه القدر السابق اذا تيقنه العبد وان الله جل وعلا هو الذي قدر وهو الذي قضى وهو الذي انفذ ما طبع فانه يجعل المرء لا يأس يحزن على ما فاته لانه يعلم ان المتصرف في الامر هو الذي قدر. ولا يفرح كثيرا بفرح غير الشرعي بما اتاه الله جل وعلا فيكون متكبرا بطرا من بنعم الله هذا وهذا مذموم الحق بينهما فانه لا يحزن ويفرح الفرح المطلوب او المأذون به وهو فرح الشكر راحت بفضل الله ونعمته فيه قال ثم قال تعالى الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ان يفعلون المنكر ويحبون الناس عليه. ومن يتولى اي عن امر الله وطاعته فان الله هو الغني الحميد. كما قال موسى عليه السلام ان تكفروا انتم ومن في الارض جميعا فان الله لغني امين قال جل وعلا والله لا يحب كل مختال فخور لان الفرح بغير الحق ينتج عنه الاختيار والفخر تعال ونحو ذلك من الصفات المذموم وقوله الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل هل هي مستأنفة او هي تفسير للمختال والفخور الاحسن ان تكون تفسيرا لها. اي والله لا يحب كل مختال فخور الذين يطحنون والفخور هو الذي يبخل ويأمر الناس بالبخل ويعني في نواحي الخير وفي غطاء اهل الاستحقاق في اعطاء ذوي الحاجات واغاثة ذوي اللهفات ويبخل ويأمر الناس بالبخل لا لا تنفقوا واشباه ذلك من صفات المختالين الفخورين بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم صلي وسلم ربنا اغفر لنا ولزيتنا والحاضرين قال ابن كثير رحمه الله تعالى في قول الله تعالى لقد اسلمنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب الناس بالاسم وانزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب. ان الله قوي عزيز. يقول تعالى لقد ارسلنا رسلنا من بينات اي بالمعجزات والحجج الباهرات والدلائل القاطعات وانزلنا معهم الكتاب تاب وهو النقل المصدق والميزات وهو وغيرهما وهو الحق الذي تشهد به العقول الصحيحة المستقيمة المطالبة للاراء الثقيلة ما قال تعالى افمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه. وقال تعالى فطرة الله التي فطر الناس وقال تعالى والسماء رفعها ووضع الميزان. ولهذا قال في هذه الاية ليقوم الناس بالقسط اي الحق والعدل وهو اتباع الرسل فيما اخبروا به. وطاعتهم فيما امروا به. فان الذي جاءوا به هو الحق الذي ليس وراءه حق كما قال وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا. اي صدقا في الاخبار وعلم بالاوامر والنواهي. ولهذا المؤمنون اذا تبوأوا غرف الزنات والمنازل العاليات والسرور المصفوفات الحمد لله الذي هدانا لهذا وما اما لنهتدي لولا ان هدانا الله لقد جاءت ربنا بالحق وقوله تعالى وانزلنا الحديد فيه بأس شديد اي وجعلنا الحديد رادعا لمنهب الحق وعانده بعد قيام الحجة عليه. ولهذا اقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة بعد الاخوة وكلها جدال عن وبيان التوحيد وبينات ودلالات فلما قامت الحجة على من قال فشرع الله على من خالف شرع الله احترام على من طالب شرع الله الذكرى وامرهم بالقتال بالشيوخ وضرب الرقاب والهام لمن خالف القرآن وكذب به وعانته. شهيد بعد ولهذا قال صلى الله عليه وسلم في مكة ثلاث عشرة سنة توحي اليه صور مكة نعم. وكلها جدال مع المشركين. وبيان وايضاح للتوحيد وبينات ودلالات. فلما قامت الحجة فلما قامت الحجة على من قالت زرع الله الهجرة وامرهم بالقتال بالسيوف وضرب الرقاب والهام لمن خالف القرآن وكذب به وعانته وقد روى الامام احمد وابو داوود من حديث عبدالرحمن ابن ثابت ابن ثوبان عن حسان ابن عطية عن ابي المهلب الجرمي الشامي قال عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثت بالليل بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده لا شريك له وجعل رزقي تكتظن ربي وجعل الحلة والصغار على من طالب امري ومن تشبه بقوم فهو منهم لهذا قال تعالى فيه بأس شديد يعني السلاح كالسيوف والحراب والسنان والنصال والدروع ونحو ذلك. ومنافع للناس اي في معايشهم كالسكة والبأس والقتلوم والمنشار والاثميد والمشربة والالاف التي يستعان بها في الحراثة والحياة والطبخ والخبز وما لا قوام بدونه وغير ذلك. قال علماء ابن احمد عن عكرمة عن ابن عباس قال ثلاثة اشياء نزلت مع هذا الشيء ثلاثة اشياء نزلت مع ادم السنداد والكلبتان والميقعة يعني المطرقة. رواه جرير وابن ابي حاتم. وقوله وليعلم الله ورسله بالغيب اي من نيته في حمل السباح نصرة الله ورسوله. نصرة من نيته بحمل السلاح الله ورسوله لعلها نصرة لله او ها نصرة لله في رسله النيته ايش يقول هل نيته نصرة الخبر مرفوعا كيف النية في حمل السلاح نصرة الله ورسوله ان الله قوي عزيز اي هو قوي عزيز ينصر من نصره من غير احتياج منكم الى الناس وانما شرعت بهذا ليتلو بعضهم ببعض وقوله تعالى ولقد ارسلنا نوحا وابراهيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى قال جل وعلا لقد ارسلنا رسلنا الينا وانزلنا معهم الكتاب والكتاب ليقوم الناس بالقسط قوله هنا بل فعل الماضي فانها قد يكون تقديم اولا اذا دخلت على الماضي واحيانا في جواب الحسن المقدم يعني ان تقدير الملامح والله لا مواقع في جواب القسم. وهنا صار التحقيق والتخفيف لقد استفادا من جهتين الجهة الاولى والثانية عسل هذه الاية لما ان الله جل وعلا على ذلك واكده واثبت تحقيقه وتحققه فان هذا الشأن عظيم جهة الانسان الهدى والبينات البراهين لكل رسول ومن كل نبي ومن جهة الكتب والشريعة التي هي ميزان للحق والباطن. ولو ترك الناس وانواعهم ولهذا كانت اعظم منة واعظم نعمة من الله جل وعلا على الثالث انه لم يتركهم دون كتب وشرائع تبين لهم حق الله جل وعلا وتبين لها ما يجب عليهم ان يتعاملوا به في حياتهم ليقوم الناس بالقسط لان الناس لم يقل ذلك لظلم بعضهم بعضا ولا اخذ بعضهم بعضا باهوائهم وشهواتهم وبين جل وعلا ان تدافع انه سنة من سنن الله جل وعلا جعل الحبيب قوة يكون به ايام حق والردح لانه لابد بالحق اذا اتاه. وللهدى من معانا كذلك جعلنا من كل نبي عدو من المجرمين. وكثاف ربنا هاد يوم عصير هنا مثل عداوة بالرسل من المجرمين وبين انه جل وعلا هو المكافي وهو وكفى به نصيرا. لانه ينصر عباده. هنيئا لاسباب النصر ومن قتل الرعب قلوبنا بعلو عهد الايمان عليهم وكفى به نصيرا بما يعطي من الاسباب. فهذه سنة الله في خلقه فجعل جل وعلا الحبيب لان فيه لجنة هذا الحق وقيام الناس بالقسط وفيه منافع للناس كثيرة متنوعة والاية كما سيأتي تشبه بها المدينة ليس من الارض بل الله جل وعلا انزله من السماء على هذه الارض ثم قال وليعلم الله من ينصره ورسله من غيره. ذلك ان الابتلاء الحقيقي هو من يقصد ومن لا ينقص. ان الحياة بمجملها يبكي له هو صديق احسن عمل. اذا كان الله جل وعلا فانها للابتلاء ونبلو بالشر والخير فتنة. والينا ترجعون. وقال سبحانه هنا في الحديث وليعلم الله امر الله جل وعلا به او قامت بالفضيلة فهنا يظهر الصادق يظهر غير الصادق بقوله لقد ارسلنا رسلنا بالبينات مر معنا رسالة الرسول وخلاصته ان ارسال الرسول هو في حال الى قوم يخالفون ولا يوافقون بالتحديد وارسال الرسل بالبينات يعني ما ارسل به هو الوحيد هو في نفسه ميت واحد. البينة هي الدليل المنتج للمراد وهو اي واضح في نفسه. والرسل يعلمه الله جل وعلا ويؤيدها البراهين والايات اعطاها يقول لانها طاعة ودليل صادق على ان هذا رسولا ما جاءت فيه بنفس لهذا نوع ان من كذب الرسل او لم يستسلم لهذه البراهين والدلائل والآيات انه رد البين. اذا رد البينة ومن رد بحجة فسميت الحجة بينة وسميت وسميت دليل حجة انه لابد ان يكون اذن اذا كان غامضا او كان مشوشا فانه ليس بحجة ولا لانه ليس في شيء. ولهذا اذا قالت الحجة من العباد في القيام البينات فان تبدأ بعد ذلك رحمهم الله تعالى بين البينات والآيات والبراهين اسماء تدل على الأمان ارسل به هذا مقصود بين في نفسه واضح دليل لا لبس فيه ولا عضو وانه اية له لا شك فينا ولا عضو انه القرآن بالله صابر برهان. شعاع الشمس يكون حينئذ مرته رد بيتنا والقرآن والواضح من الدلال هنا الباء في قوله لقد ارسلنا رجولنا بالبينة اوجنا. اول ان يكون الموحى هو الميت والمرسل محمد رسول رسالة المرسل حملة الرسالة ان يكون محملا بهذه الايام. تكون البينة بمعنى الكتب والحياة والثاني قال قد ارسلنا رسلنا ما هني نقول للمصاحبة يعني او معهم كلام ما انزل عليه بيان واضح لا لبس فيه. يقول الكتاب الذي انزل عليهم بين موصوف بانه بين تقول الاية ودلائل النبوة بينة والقولان وجيهان. الا ان الثاني قد يرجح لقوله بعدها نزلنا مع ليكون الكلام غير معاذ فيقول بينات هنا وصف القرآن بالبينات المعنى هو البيت هو البيت والاية هي البيت والقرآن والميت والمعجزة هي الميت. ودعوة تأتي يقول المراد بنا انه هذه الاشياء التي كتب والايات والبراهين موصوفة بانها موصوفة بانها دلائل واضحة على وانزل معهم الكتاب والميزان انزلنا بها دليل علو الله جل وعلا وان الكتاب ليس بقول محمد صلى الله عليه وسلم وانما هو فقال جل وعلا نزل به قول على قلبه نزل به الروح عسير على قلبك وهذا يدل على ان الروح الأمين الذي هو جبريل عليه السلام من حمل وليس من قال والمنزل عليه محمد صلى الله عليه وسلم ومن نزل عليه وليس اذا دلت الاية على ان القرآن العب لله ونزل حمله ونزله جبريل عليه السلام والرسول الملكي المنزل عليه قلبك محمد صلى الله عليه وسلم وهو الرسول بشري عليه الصلاة والسلام. كذلك قول وانزلنا الحديث فيه دليل على جل وعلا وانزلنا معهم الكتاب معهم مسلوبين ومصحوبين بالميزان والكتب مشتملة على الانسان. الميزان هو الكتاب. او ان الرسول يرفع كتابا ليس فيه شريعة ويلقاها يحكم به بين الناس. يعني من حيث ظاهر له. دلة الاية ميزانا وكتابا. فهل الميزان هو الكتاب؟ او هو غير الكتاب او يعني اكثر ومعروف الرسل والانبياء انها على العقيدة والشريف شريعة مختلفة والعقيدة واضحة والشريعة هي التي يحكم بها بين الناس ويبسط بين الحق والباطل ويبين فيها ما للخلق من انواع حقوق حتى يمكن ان يكون كل واحد من الناس يعيش في دون تعد على الاخر. حينئذ تكون ان اعمل هذه عاطفة الخاص على العام يكون ميزان الكتاب بما اجتمعنا عليه من شريحة او ووصف اخر له على حد للدعايات والكتاب والقرآن المبين. والكتاب هو القرآن لكن من جهة وصف بانه كتاب بانه يكتب ومن جهة القرآن انه يقرأ. وهنا افرد افرد الميزان مع ان الكتاب مستمر عليه او ان الكتاب هو الميزان. افرد بان الحجاج مع المشركين يكون في الثناء الحق المقصود من ذلك العفو هذا فيه فائدة كبيرة في بيان ان الانسان وهو ما توزن به فاذا ابطل هذا الميزان تحكيم الكتاب من جهة تحكيم هذا الشرع فكأنه ابطل المقصود من الرسالة. رسالة والرسل والبينات جعلها الله جل وعلا ببيان ما يجب على العباد من حقه سبحانه ووضوح ما له جل جلاله من حقوق العبادة وبما يحكم به بين الناس. فهما قرينان اذا توحيد الله جل وعلى باداء حقوقه سبحانه وتعالى. والميزان الذي به يحكم بين الناس وهو الشريعة وكل رسول جاء من عند الله جل وعلا بشريعة تناسب اهل زمنه يختلف الشرائع لان المقصود من الشرائع غير المقصود من العقائد غير المقصود من ديانات الشرائع بمعنى الاحكام والاوامر والنواهي. هذه تختلف لان المقصود بها بعض الناس حتى من الحكماء والفلاسفة قالوا انما القوانين يعني على حد كلامهم القوانين والتشريعات هي للاصلاح يرون ان الفيلسوف مرتفع عنها لانه قد صلح ظاهره وباطنه مؤدبا وادى الحقوق فمن صلح فانه ليس بحاجة الى ذاك. والله جل وعلا جعل هذا لفتم كلمته في بيان الاخبار والعقيدة اتصدق بالاوامر فتؤتمن قال جل وعلا لكل جعلنا منكم شرهة ومن حاجة الشرعة هي الشريعة التي يحكم بها والمنهاج هو الطريق. هذا قال بعض السلف سنة وطريقة السنة التي يمضي ويحكم بها وطريقة التي قوله ليقوم الناس بالبسم الله هذه هي فما بعدها تأخير فيما قبلها. والقسط بانزال الكتاب والميزان يكون في المسائل العلمية ويكون ايضا الخصومات والعمليات والمغالبة مع المشركين قبل ان يشرع الجهاد كما هي ليقوم القسط الذي هو العدل والحق في مسائل علمية لهذا كثر الحجاج وكثرت ايراد كلام المشركين في القرآن والرد عليهم لله جل وعلا في توحيده وفي الهالفة وفي الرسول صلى الله عليه وسلم سنته ومن بعدي بعد الموت ونحو ذلك العدل الامور الدنيوية بين الناس. وانما العدل الذي اقام الله جل وعلا عليه السماوات والارض هو ان يعطى كل بحق حقه فاعظم العدل الارض واعظم الاصلاح في الارض ان يعطى الله جل وعلا حقه فما في الناس خير اذا كانوا قد اعطوا بعضهم بعضا الحقوق ولكنهم ظلموا في حق الله جل وعلا. فيكون حينئذ لم يقوموا بالعدل ولا بالقسط لا من سنة الله جل وعلا انه اذا فرط اذا فرط العباد في حق الله فان الله يمهله بل ربما عاشوا مرونة. لكن اذا فرطوا في حق العباد وطالعوا فيما بينهم فان من سنته ان الحياة لا تقضي لان العبادة يتشاحون في حقوقهم فلابد ان يقع في الاعتماد. قال سبحانه وتعالى وتبارك بعدها وانزلنا الحديد فيه بأس شديد. الحديد فيما يذكر اهل الاختصاص معادن انه ليس من جنس المعادن الموجودة في الارض بل هو من جنس ما هو مولود في الكواكب والنجوم المختلفة الحديث كأنه حسب ما يقولون غريب على تركيبة العرب. فهو انزل عليها وليس داخلا في تركيبها العصر هذا الكلام يفهم معنى قوله وانزلنا الحديث الانسان يقتضي ان يكون من علو ويقتضي حين الابن ان يكون من خارج هذه الامر وطائفة من اهل العلم قالوا فيه وانزلنا الحديث انه انزل من رؤوس الجبال لانه يوجد في الجبال ينزل من من الجبال الى الناس في اذنهم هذا معنى هذا فيه نظر فاذا قوله وانزلنا الحديث فيه فائدتان الفائدة الاولى اثبات علو الله جل وعلا والثانية ان الحديد ليس من الارض بل الله جل وعلا انزله على هذه الارض ايه ما ذكر من الحكم البالغة هذه السورة سميت سورة الحديد لاجل ذكر الحبيب فيها. قال بعض اهل الفلك قال بعض من اهل كيميا والاختصاصات في معادن فلزات واشبه ذلك قالوا ان المعدن وهذه من الغرائب قالوا ان المعدن مشتمل على عددين على عدد يسمونه وعلى عدد يعني كل معدن له خاصيتان تميزه عن العدد البري وغيره ايه وفي عدد سري هو اللي شيء يسمى عدد فلزي. يعني اه ما ما تفاصيل لكن يميزه عن غيره. هذه في تركيبة هذا في المقصود ان ثم هذين الشيئين من العجيب في الحديث الثاني مؤسسة رقم التي فيها الذكر الحكيم. السورة بعدد سور القرآن تمثل رفع الصورة رقم احد هذين العابدين. ورقم الاية في الصورة يمثل العدد اخر لكن فرق عدد واحد بين هذا العدد او بين هذا وهذا هو ناشئ عن يعني بحسب حسب الاستقراء ذكره بعض اهل الاختصاص عن عدم هد البسملة وعدم وجعل سورة امثال وبراءة سورة واحدة وليست بسورة على مذهب مثل ما تعلمون السلف في البسملة وفي وفي سورة اخرى كانوا براءة انهما سورة واحدة المقصود من ذلك ان الله جل وعلا انه في خلقه الدلائل العجيبة والآيات الغريبة والكون كله مرتبط في مخلوقات الله جل وعلا. العالم المتعمد اختصاصك او طالب العلم الشرعي تأمل في الشرع يجد ان الشريعة والكون شيء واحد لا يختلف هذا حتى جمع لتنبيه النظر باقامة الحجة جمع ما بين الشرعيات باوله لقد ارسلنا رسلنا بالبينات. وذكر انزال الكتاب والميزان وقيام الناس بالقسط ثم ذكر بعض الكون بعض الاشياء الكونية في الحكم وليمن الله على عباده ولماذا كان ولكن هذا الارتباط ينبغي لطالب العلم للمتأمل ان ينظر اليه. فمن انفك نظره ما بين بين الكونيات والشرعيات قد حصل له نوع من البعد عن الحق او الضلال بحسب قدره. فالحق الذي كان مع الانبياء عليهم الصلاة والسلام انهم نظروا في شرع الله جل وعلا كما انهم تفكروا في خلق الله جل وعلا. وجمع والجمع بين هذا وهذا هو الكمال واذا لم يجمع بينهما ما بين فمن اعطي علما بالشريعة وعلما بالكونيات فان هذا يعطيه ايمانا صادقا لانه لا يمكن بشر ان ان يأتي بكتاب يتفق يتفق في الوحي والتشريع مع ما عليه ما عليه كونيات لهذا نظروا في اشياء كثيرة من هذا القبيل الصفا والمروة بل كان الى منى الى عرفات مزدلفة الى ثم الرجوع كل هذه الحركة واحد حركة من حيث الشكل بشكل واحد وهذه الحركة في بعض ما بين الشرعيات والكونيات له له بحث طويل ينتج لك انه لا دليل اخر وبينة لا يمكن الا ان تكون هذا الشريعة وان تكون هذه الاكوان هي من عند الله جل وعلا وحده دون ما سواه. فهو دليل اخر من دلائل الايمان و البحث عن حقيقة ما بين الرسالات والربوبية. لانك تعلم ويقفون بعد ذلك وهذا قصور كبير لان اثبات الربوبية ليس هو المقصود ولكن المقصود هو عبادة الله جل وعلا وحده دون ما سواه. حينئذ يكون طالب العلم خاصة في هذا الزمن الذي يكثر فيه الكلام الكونيات الى جمع ما بين فهمه لطلب العلم وفهمه للامور الكونية التي تذكر بيقين. وليست نظريات لكي تذكر بيقين وعليها براهن وبادلة وتفكر وتدبر في الكون فانه سيكون عنده من الايمان والقوة ما هو محتاج اليه في مسيره الى الله جل وعلا لهذا ننظر الى كتاب مفتاح دار السعادة مثلا لابن القيم هو دائرة في هذا الفلك باحضار السعادة دائر هذا المعنى في جمع ما بين العلم الشرعي سلوك والارادة وما بين النظر في الكونية قوله جل وعلا فيه بأس شديد ومنافع للناس يريد به جل وعلا انه من اعظم اسباب القتال والدفع والجهاد في سبيل الله جل وعلا والجهاد اول ما فرض فرضه الله جل وعلا جهادا بالبيان والحجة هذا هو الاصل في الجهاد الجهاد بالبيان والحجة والجهاد بالسنان استثناء. ليس هو الاصل شرع مأمور به وفرض لحماية ورعاية الجهاد بالحجة والبيع قال سبحانه فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرة يعني بالقرآن اكمل صلينا وقال في تفسير قول الله تعالى ولقد ارسلنا نوحا وابراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب الكلام عليها طويل صفحة واحدة ونص طيب قال فمن ولقد ارسلنا نوحا وابراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون ثم قفينا على اثارهم برسلنا وكفينا بعيسى ابن مريم واتيناه الانجيل. وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم الا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها. فهاتين الذين امنوا منهم اجرهم وكثير منهم فاسقون يخبر تعالى انه منذ بعث نوحا عليه السلام لم يرسل بعده رسولا ولا نبيا. الا من ذريته. وكذلك ابراهيم عليه سلام خليل الرحمن. لم ينزل من السماء كتابا ولا ارسل رسولا ولا اوحي الى لم ينزل لم ينزل من السماء كتابا ولا ارسل رسولا ولا اوحى الى بشر من بعده الا هو لسلالتك كما قال تعالى انه ومن سلالته كما قال تعالى في الاية الاخرى وجعلنا في ذريتهما النبوة كتاب حتى كان اخر انبياء بني اسرائيل عيسى ابن مريم الذي بشر من بعده بموسى بن محمد صلوات الله وسلامه عليه ولهذا قال تعالى ثم قفينا على اثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم واتيناه الانجيل. وهو الكتاب الذي اوحاه الله ليه؟ وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه وهم الحواريون رأفة اي رقة وهي الخشية ورحمة بالخلق وقوله ورهبانية ابتدعوها اي ابتدعتها امة النصارى. ما كتبناها عليهم اي ما شرعناها لهم. وانما هم التزموها من تلقاء وقوله تعالى ان ابتغاء رضوان الله وقوله تعالى فما رعوها حق رعايتها اي فما قاموا بما التزموه حق القيام هذا ذنب لهم من وجهين. احدهما الابتداع في دين الله ما لم يأمر به الله. والثاني في عدم قيامهم بما التزموه بما زعموا انه قرب يقربهم الى الله عز وجل. وقد قال ابن ابي حاتم حدثنا اسحاق ابن ابي حمزة ابو يعقوب الرازي قال حدثنا السري ابن عبد ربه. قال كان بكير بن معروف عن مقاتل ابن حيان عن القاسم ابن عبد الرحمن ابن عبد الله ابن مسعود عن ابيه عن جده ابن مسعود قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ابن مسعود قلت لبيك يا رسول الله قال هل علمت ان بني اسرائيل افترقوا على اثنتين وسبعين فرقة لم ينجوا منها الا ثلاث فرق قامت بين الملوك سوى الجبابرة بعد عيسى ابن مريم عليه السلام. فدعت الى دين الله ودين عيسى ابن مريم فقاتلت الجبابرة فقتلت فصبرت ونجت ثم قامت طائفة اخرى لم تكن لها قوة بالقتال فقامت بين الملوك والجبابرة فدعوا الى دين الله ودين عيسى ابن مريم فقتلت وقطعت في المناشي وحرقت بالنيران فصبرت ونجت. ثم قامت طائفة اخرى لم يكن لها قوة بالقتال. ولم تطق القيام بالقسط فلحقت بالجبال تعبدت وترهبت وهم الذين ذكر الله تعالى ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم. وقد روى ابن جرير بلفظ اخر من طريق اخرى فقال حدثنا يحيى ابن ابي طالب قال حدثنا داوود المحبب قال حدثنا الصعق بن حزم قال حدثنا عقيل الجعدي عن عن ابي اسحاق الهمداني عن ابي اسحاق الهمداني عن سويد بن غفلة عن عبدالله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلف من كان قبلنا قبلنا على ثلاث وسبعين فرقة نجا منهم ثلاث وهلك سائرهم وذكر نحو ما تقدموا فيه فاتينا الذين امنوا منهم اجرهم هم الذين امنوا بي وصدقوني وكثير منهم فاسقون هم الذين كذبوني وخالفوني ولا يقدح في هذه المتابعة لحالي ولا يقدح في هذه المتابعة لحال داوود المحضر فانه احد الوضاعين للحديث ولكن قد اسنده ابو يعلى عن شيبان ابن فروق عن الصعق ابن حزم به مثل ذلك فقوي الحديث من هذا الوجه. وقال ابن جرير وابو عبدالرحمن النسائي واللفظ ما اخبرنا الحسين بن فريث قال حدثنا الفضل موسى عن سفيان بن سعيد عن عطاء بن السائب عن سعيد بن الزبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان ملوك بعد عيسى عليه السلام بدلت التوراة والانجيل. فكان منهم مؤمنون يقرأون التوراة والانجيل. فقيل لملوكهم ما نجد شيئا اشد من شتم سمونه هؤلاء؟ انهم يقرأون ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون. هذه الايات مع ما يعيبوننا به من اعمالنا في قراءتهم فادعوهم فليقرأوا كما نقرأ وليؤمنوا كما امنا. فدعاهم فجمعهم وعرض عليهم القتل او يتركوا قراءة التوراة والانجيل الا ما بدلوا منها فقالوا ما تريدون الى ذلك دعونا دعونا فقالت طائفة منهم ابنوا لنا اسطوانة ثم ارفعونا اليها. ثم اعطونا شيئا نرفع به طعامنا وشرابنا فلا نرده قال فلا نرد عليكم. وقالت طائفة دعونا نسيح في الارض ونهيم ونشرب كما يشرب الوحش. فان قدرتم علينا في ارضكم فاقتلونا. وقالت طائفة ابنونا نادرا في الفيافي ونحتذر الابار ونحذف البقون فلا نرد عليكم ولا نمر بكم وليس احد من القبائل الا له حميم فيهم ففعلوا وذلك فانزل الله تعالى ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم الا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتنا. والاخرون قالوا نتعبد كما نتعبد فلان ونصيح كما ساح فلان ونتخذ دورا كما اتخذ فلان. وهم على شركهم لا علم لهم بايمان الذين اقتدوا بهم. فلما بعث الله النبي صلى الله عليه وسلم ولم يبق منهم الا القليل ان حط منهم رجل من صومعته وجاء سائح من سياحته وصاحب الدير من دينه فامنوا به فقال الله عز وجل يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وامنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته اجرين بايمانهم بعيسى ابن مريم ونصب انفسهم والتوراة والانجيل والتوراة والانجيل وبايمانهم بمحمد صلى الله عليه وسلم وتصديقهم قال اه بايمانهم. بايمانهم بعيسى ابن مريم ونصب انفسهم والتوراة والانجيل ونصبهم انفسهم ما عندنا فهي المقصود يعني لو ثبتت المقصود نصب انفسهم يتفق مع الاية ورهبانية ابتدعوها ما كتبنا عليه ثم نصب انفسهم لا هذا مذموم يؤتكم كفلين من رحمته اه لماذا؟ اعطاهم اه كفلين من رحمته لكذا وكذا لكن النسخ نسختين ليس فيها هذا لكن لو ثبتت في معنى ما صبي يعني التعب او لانها هي الرهبانية التي ابتدعوها. نعم ما يكون من انتصابهم لهؤلاء الملوك كمل قال وبايمانهم بمحمد صلى الله عليه وسلم وتصديقهم. قال ويجعل لكم نورا تمشون به القرآن واتباع النبي صلى الله عليه واله وسلم قال لان لا يعلم اهل الكتاب الذين يتشبهون بكم الا يقدرون على شيء من فضل الله وان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. هذا السياق فيه غرابة وسيأتي تفسير هاتين الايتين الاخيرتين على غير هذا والله اعلم قال الحافظ ابو يعلى الموصلي حدثنا احمد بن عيسى قال حدثنا عبد الله بن وهب قال حدثني سعيد بن عبد الرحمن بن ابي العمياء ان سهل بن ابي امامة حدثه ان دخل هو وابوه على انس ابن مالك ابن مالك بالمدينة زمان عمر زمان عمر بن عبدالعزيز وهو امير وهو يصلي صلاة خفيفة وقعة كانها صلاة مسافر او قريبا منها فلما سلم قال يرحمك الله ارأيت هذه الصلاة المكتوبة اهم شيء اهم شيء رأيت هذه الصلاة المكتوبة ام شيء انتهى ام شيء تنفذته؟ قال انها توبة وانها صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اخطأت الا شيئا سهوت عنه. ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لا تشددوا على انفسكم. فيشدد الله فيشدد الله وعليكم فان قوما شددوا على انفسهم فشدد الله عليهم فتلك بقاياهم في الصوامع والديارات رهبانية ابتدعوها ما كتبنا عليهم. ثم غدوا من الغد فقالوا نركب فننظر ونعتبر؟ قال نعم فركبوا جميعا فاذا هم بديار قصر قد باد اهلها وانقرضوا وفنوا خاوية على عروشها قالوا اتعرف هذه الديار؟ قال ما عرفني بها وباهلها هؤلاء اهل الديار اهلكهم البغي والحسد. ان الحسد يطفئ نور الحسنات يصدق ذلك ويكذبه والعين تزني والكف والقدم والجسد واللسان والفرج يصدق ذلك ويكذبه. وقال الامام احمد حدثنا معمر قال حدثنا عبد الله قال اخبرنا سفيان سفيان قال اخبرنا سفيان عن زيد العمي عن ابي اياس عن انس ابن مالك ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال لكل نبي رهبانية ورهبانية هذه الامة الجهاد في سبيل الله عز وجل رواه الحافظ ابو يعلى عن عبد الله ابن محمد ابن اسماء عن عبد الله ابن مبارك به ولفظه لكل امة رهبانية ورهبانية هذه الامة الجهاد في سبيل الله. وقال الامام احمد حسين هو ابن محمد قال حدثنا عياش يعني اسماعيل عن الحجاج بن هارون يعني اسمعني يا شيخ او ابن عياش قال وقال الامام احمد حدثنا حسين هو ابن محمد قال حدثنا عند عياش يعني اسماعيل مع عيلة بلاش مشهور قال حدثنا ابن عياش يعني اسماعيل عن الحجاج ابن هارون الكلاعي وعقيل بن المدرك السلمي. عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان رجلا جاءه فقال اوصني فقال سألت عما سألت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبلك. اوصيك بتقوى الله فانه رأس كل شيء وعليك بالجهاد انه رهبانية الاسلام وعليك بذكر الله وتلاوة القرآن فانه روحك في السماء وذكرك في الارض. تفرد به احمد والله تعالى اعلم الاية ظاهر كلام ابن كثير عليها ونقف فيها الا قوله ورهبانه نهى عليهم اضاع رضوان الله فما رأوها حق رعايتها فاتينا الذين امنوا منهم اجرهم وكثير منهم فاسقون هذه الجملة من هذه الاية فيها دليل على ان الترهب الذي مارسه اتباع عيسى عليه السلام الانعزال الصوامع في الغيران والجبال ونحو ذلك. ان هذا شيء مبتدع في دين عيسى عليه السلام وانهم ابتدعوا ذلك باجل ان يكون ذلك اقرب الى الله جل وعلا بحسب زعمهم والله سبحانه وتعالى قال ما كتبناها عليهم فجعل الذم لهؤلاء الذين تعبدوا وترحبوا بما لم يأذن به الله بذنب ما لم يأذن به الله جل وعلا من جهتين. الجهة الاولى انهم ابتدعوا كان حقا عليهم ان يتبعوا رسوله عيسى عليه السلام والثانية انهم كتبوا على انفسهم يعني الزموا انفسهم بشيء لم يلزمهم الله جل وعلا به وتعلمون ان في في الاسلام النذر مكروه لانه الزام للنفس في عبادة او بشيء ليس لازما عليه والعبد لا ينبغي له ان يلزم نفسه بطاعة ليعاهد الله جل وعلا عليه ثم لا يدري بعد ذلك ايفعل ام لا يفعل ايقدر ام لا يقدر ايستطيع تنشرح نفسه لذلك ام لا؟ يستطيع فيخالف لهذا شدد الله جل وعلا العقوبة على من وصفه بقوله ومنهم من عاهد الله بين اتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين فلما اتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون فاعاقبهم نفاقا في قلوبهم الى يوم يلقونه بما اخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون فالزام الانسان نفسه بشيء لا ينبغي لها ان ان يدخل فيه حتى في الوعود حتى في الا معلقا بمعونة الله جل وعلا او بمشيئة الله سبحانه وتعالى. فهؤلاء ما كتبت عليهم تلك الرهبانية بل ابتدعوها وكتبوها على انفسهم يعني الزموا انفسهم بذلك طاعة لله بحسب شريعتهم قد يكونوا بنذر وقد يكونوا بشيء اخر اه لكنهم ابتدعوا وكتبوا على انفسهم يعني ابتدعوا الطريقة وكتبوا على انفسهم ذلك والزموها به فصار الدم لهم من هاتين الجهتين قوله جل وعلا في الاستثناء الا ابتغاء رضوان الله هذه ما كتبناها عليهم الا ابتغاء رضوان الله يعني ان اصل كلام ابن كثير فيها واضح لكن تضيف على الوجهين الذين ذكرهما ان ان الله جل وعلا كتب عليهم اصل رهبانية يعني نوعا من الرهبانية لكنهم ابتدعوا نوعا اخر من الرهبانية وهذا يصدقه الحديث لكل امة رهبانية ورهبانية هذه الامة الجهاد في سبيل الله الله جل وعلا كتب عليهم رهبانية من اجل ابتغاء رظوان الله فما رعوها حق رعايتها يعني ما رعوا ما فرضه الله لهم من الرهبانية ولكنهم ابتدعوا رهبانية اخرى لتقربهم الى الله جل وعلا هذا وجه والوجه الثاني يعني التوجيه اللي اللي ذكر توجيه الوجه الثاني الذي ذكره انه ما كتبت عليهم لكن كتب عليهم او امروا بابتغاء رضوان الله جل وعلا ولم يكتب عليهم ذلك. وهذا التوجيه اه ايه هي يحتاج الى مزيد تحمل ظهور صحته لكن الاول الذي ذكرته لك هو ظاهر الاية وظاهر الاحاديث لان لكل امة رهبانية وهؤلاء كتبت عليهم رهبانية فابتدعوا شيئا اخر والزموا انفسهم به وتركوا رضوان الله في الرهبانية الاولى التي كتبت عليهم هذا هو الذي حصل في الحقيقة مع من ترحب من هذه الامة لانهم انما ترحبوا وتصوفوا واعتزلوا تشبها باهل الكتاب فما اشبههم بذلك بل هذه الاية منطبقة عليهم في الحقيقة لان الله جل وعلا كتب عليهم رهبانية وهي الجهاد في سبيل الله بانواعه وذلك لما يحصل به من ارهاب العدو وارهاب الشيطان وارهاب حزب الشيطان وهم عدلوا الى رهبانية مبتدعة لم تكتب عليهم تركوا رضوان الله جل وعلا فما اشبه ما حصل في هذه الامة بما حصل للامم قبلنا التي ذكر الله جل وعلا قبر ها هنا قال فما رعوها حق رعايتها يعني ما فرضنا عليه وكتبنا عليهم من الرهبانية وانما ذهبوا الى شيء اخر هذه الاية دالة على ذم البدع والمحدثات وعلى النهي عن ان يلزم الانسان نفسه بغير طاعة الله جل وعلا المأذون له بها ولا يلزم نفسه بشيء لم يكتب عليه من حتى من المستحبات لا يلزم نفسه طبعا هل زي ما ذاك نفسه بالصدقة؟ لان اتانا الله من فضله لقد صدقنا حتى اقسم لاصدقن ولاكونن من الصالحين ثم اخلف ذلك العبد يرفق بنفسه ولا يحمل نفسه ما لا طاقة لها به والعهد مع الله جل وعلا شديد عهد والمعاهدة والالزام وما شابه ذلك هذا شديد فلا ينبغي للعبد ان يعرض نفسه لاخلاف العهد وخاصة مع ربه جل وعلا لهذا صار نقض البيعة شديد من هذه الجهة لهذا صار الاخذ بالاعلى والاشد من العبادات شديد انه من هذه الجهة هذا لا همتلك كثيرة حتى في حياة الناس خفف الله