المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ دروس من تفسير القرآن الكريم. تفسير سورة الحديد. الدرس العاشر بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم الهمنا رشدنا وقنا شر انفسنا واغفر لنا ولزيتنا والحاضرين. قال الامام ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسير قول الله تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وامنوا برسوله. يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم. بان لا يعلم اهل الكتاب الا يقدرون على شيء من فضل الله. وان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم قد تقدم في رواية النسائي عن ابن عباس انه حمل هذه الاية علم كبير قد تقدم في رواية النسائي عن ابن عباس انه حمل هذه الاية على مؤمن اهل الكتاب وانهم يؤتون اجرهم مرتين كما في الاية التي في القصر وكما في حديث الشعبي عن ابي بردة عن ابيه عن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة يؤتون اجرهم مرتين رجل من اهل الكتاب امن بنبيه وامن نبي فله اجران وعبد مملوك ادى حق الله وحق مواليه فله اجران. ورجل ادب امته فاحسن تأديبها ثم حققها وتزوجها فله اجران. اخرجه في الصحيحين ووافق ابن ابن عباس على هذا التفسير الضحاك هو عتبة ابن ابي حكيم وغيرهما وهو اختيار ابن جرير. وقال سعيد ابن جبير لما افتخر اهل الكتاب بانهم يؤتون اجرهم مرتين انزل الله تعالى عليه هذه الاية في حق هذه الامة. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وامنوا برسوله يؤتكم كفلين اي ضعفين. من رحمته وزادهم ويجعل لكم نورا تمشون به. يعني بهدى يتبصر يتبصر به من العمى والجهالة. ويغفر لكم ففضلهم بالنور والمغفرة. رواه ابن جرير عنه وهذه الاية اية في قوله تعالى يا ايها الذين امنوا ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله الفضل العظيم. وقال سعيد بن عبدالعزيز سأل عمر ابن الخطاب حبرا من احباب اليهود. كم افضل ما ضعف لكم حسنة قال كفل ثلاثمائة وخمسين حسنة. قال فحمد الله عمر على انه اعطى قال وقال سعيد بن عبدالعزيز سأل عمر بن الخطاب حبرا من احبار اليهود كم افضل ما ضعف لكم حسنة قال كفل ثلاث مئة وخمسين حسنة قال كفل ثلاث مئة وخمسين حسنة قال فحمد الله عمر على انه اعطانا كفلين ثم ذكر سعيد قول الله عز وجل يؤتكم كفلين من رحمته. قال سعيد والكفلان بالجمعة مثل ذلك. رواه ابن جرير. ومما يؤيد هذا القول ما رواه الامام احمد قال حدثنا اسماعيل وقال حدثنا ايوب عن عن نافع عن عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلكم ومثل اليهود والنصارى كمثل رجل استعمل عمالا. فقال من يعمل لي من صلاة الصبح الى نصف النهار على قيراط قيراط فعملت اليهود ثم قال من يعمل لي من صلاة الظهر الى صلاة العصر على قيراط قيراط الا فعملت النصارى ثم قال من يعمل لي من صلاة العصر الى غروب الشمس على قيراطين قيراطين. الا فانتم الذين عملتم فغضبت النصارى واليهود وقالوا نحن نحن اكثر عملا واقل عطاء. قال هل ظلمتكم من اجلكم شيئا؟ قالوا لا. قال فانما هو فضلي اوتيه من اشاء. قال احمد وحدثناه مؤمل عن سفيان عن عبدالله بن دينار عن ابن عمر. نحو حديث نافع عن نحو حديث نافع عنه انفرد باخراج البخاري فرواه عن سليمان بن حرب عن حماد عن نافع به وعن قتيبة عن الليث عن نافع بمثله وقال البخاري حدثني محمد ابن العلاء قال حدثنا ابو اسامة عن يزيد عن ابي بردة عن ابي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل المسلمين واليهود النصارى كمثل رجل استعمل قوما يعملون له عملا يوما الى الليل على اجر معلوم فعملوا الى نصف النهار فقالوا لا حاجة لنا في اجرك الذي شرطت لنا وما عملنا باطل. فقال لهم لا تفعلوا اكملوا بقية عملكم وخذوا اجركم كاملا. فابوا وتركوا واستأجر اخرين بعدهم فقالوا فقال اكملوا بقية يومكم ولكم الذي شرطت لهم من الاجر فعملوا حتى اذا بحث حتى اذا كان حين صلوا العصر قالوا ما عملنا باطل ولك الاجر ولك الاجر الذي جعلت لنا وقال اكملوا بقية عملكم فانما بقي من النهار يسيرا فابوا. فاستأجر قوما ان يعملوا له بقية يومهم فعملوا بقية يومهم حتى الشمس فاستكملوا فاستكملوا اجر الفريقين كليهما فذلك مثلهم ومثل ما قبلوا من هذا النور فرد به البخاري ولهذا قال الله تعالى لئلا يعلم اهل الكتاب الا يقدرون على شيء من فضل الله. اي ليتحققوا انهم لا يقدرون على رد ما اعطاه الله. ولا فيما منع الله وان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم قال ابن جرير لئلا يعلم اهل الكتاب اي ليعلم وقد ذكر عن ابن مسعود انه قرأها لكي يعلمه. وكذا عطاء ابن بالله وسعيد ابن جبير قال ابن جرير لان العرب تجعل لا صلة في كل كلام في كل كلام دخل في اوله واخره دحد غير مصرح فالسابق كقوله ما منعك الا تسجد وما يشعركم انها اذا جاءت لا يؤمنون بالله وحرام على قرية اهل هلكناها انهم لا يرجعون بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه اما بعد فاسأل الله جل وعلا لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح القلب الخاشع وان يرينا الحق حقا وان يمن علينا باتباعه دين الباطل باطلا ان يمن علينا باجتنابه كما نسأله سبحانه وتعالى ان يجعلنا من اهل الخير الذين يعينون عليه ويتواصون به ويتعاونون على البر والتقوى انه سبحانه اكرم مسؤول في هاتين الايتين البشارة العظيمة بهذه الامة بفضل الله جل وعلا المضاعف لها وبانهم اعطوا كفلان من الرحمة ونصيبان من الاجر وحظان من الثواب وانهم ميزوا على اهل الكتاب بهذا الفضل وان اهل الكتاب اذا امنوا واتقوا فان لهم يعني بالنبي صلى الله عليه وسلم واتقوا الله واتقوا الله وتركوا ما قيل هم عليه فانهم يؤتون اجرهم مرتين ويكون لهم كفلان من الرحمة والاجر قال جل وعلا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وامنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر تاني يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وامنوا برسوله يؤتكم كبلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم. والله غفور رحيم لان لا يعلم اهل الكتاب الا يقدرون على شيء من فضل الله. وان الفضل بيد الله يؤتيه من في اول الاية قال سبحانه يا ايها الذين امنوا خاطبهم بهذا الايمان الذي يشملهم جميعا ممن حقق ما امر به في الايمان معلوم ان الايمان يشمل الاعتقاد ويشمل القول ويشمل العمل هو نداء من الله جل وعلا الذين اعتقدوا ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وللذين نطقوا بذلك وعملوا به فامرهم بتقوى الله جل وعلا والايمان برسوله صلى الله عليه وسلم هذا خطاب يشمل ايضا من امن من اهل الكتاب فهم يؤتون ايضا اجرهم مرتين ولهم كفلان من رحمة الله جل وعلا لانهم امنوا واتقوا واطاعوا الرسول صلى الله عليه وسلم وحقيقة حقيقة الايمان في لغة العرب طلبوا طلب الامن امن من الامن امن وامن واستأمن كلها من باب واحد. والايمان الذي هو طلب الامن قد يكون طلب الامن عند الاخبار بالخبر او طلب الامن عند الامر والنهي فمن الله جل وعلا الاخبار واجبة التصديق لانها من عند الله جل وعلا. الايمان بها طلب الامن من غائلة التكذيب في الدنيا والاخرة من اثر التكذيب في الدنيا ومن اثر التكذيب في الاخرة هذا يشمل الغيبيات ذات الله جل وعلا واسمائه وصفاته تعالى وما اخبرك عن نفسه العظيمة جل جلاله ويشمل ايضا ما اخبر به عن الجنة والنار والميزان والصراط وما يحدث في يوم القيامة وما اخبر به عما في السماء وما اخبر به عما حصل في الارض. كل شيء غيبي فالامن يتحقق بالتصديق به كذلك الايمان بالاوامر والنواهي ام الايمان بالاوامر والنواهي؟ هو الامن من غائلة ردها بانها غير مأمور بها او غير منهي عنها. فاذا امر الله جل وعلا بامر الايمان ان تصدق وتعتقد ان هذا مأمور به كذلك النهي تعتقد وتصدق ان هذا منهي عنه كذلك ان تأمن غائلة المخالفة يأمن اثر المخالفة. مخالفة الامر او مخالفة النهي ولهذا صار الايمان قول وعمل واعتقاد قول طائفة من اهل العلم من اهل اللغة ومن اهل الشريعة. ان الايمان باللغة هو التصديق هذا صحيح ايضا لكنه نتيجة لانه يصدق لطلب الامن في الدنيا يعني في اللغة بطلب الامن في الدنيا لانه اذا اخبر بخبر ارده كذبه يعني لم يؤمن به لم يصدقه فانه لا يأمن ان يبادره المخبر باذى لانه كذبه ومن عرف الناس والرجال والعقلاء الا يكذبوا يعني في الجاهلية والا يكذب بعضهم بعض. فاذا كذبه فقد اوقعه في نقيصه. فلا يأمن بعدها قائلة على التكليف وكذلك في الامر والنهي قالوا الايمان ايضا هو التصدير يعني في من جعل مرد الايمان للتقصير وهذا ايضا صحيح لكنه ايضا تصديق بالاوامر والنواهي لطلب الامن فيها والتصديق في ذاته اذا كان في الاخبار فان التصديق بها باعتقادها واذا كان في الاوامر والنواهي فان التصديق بها في اعتقادها والعمل بها فان حقيقة التصديق في اللغة راجعة ايضا الى هذين القسمين في الخبر باعتقاده وعدم رده وفي الامر والنهي بالتصديق به باعتقاده وعدم رده وبالعمل به ان كان هو المخاطب بذلك ويدل لهذا قول الله جل وعلا في سورة الصافحات لما نقرأ قصة ابراهيم الخليل عليه السلام مع ابنه قال يا بني اني ارى في المنام اني اذبحك فانظر ماذا ترى. قال يا ابتي افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين. فلما اسلم جميعا فلما اسلم تله للجبين وناديناه هيا يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا فجعله مصدقا للرؤيا لما اسلم تصديقا ولما تله ايضا عملا تصديقا وهذا في الحقيقة راجع كما ذكرت لك بان اوامر والنواهي والاخبار هي كلها من عند الله جل وعلا فلا بد فيها من تحقيق امر الله. التصديق بالخبر والعمل بالامر والنهي. وعدم رده لانه من عند الله جل وعلا الذي تجب طاعته مطلقة اذا تبين ذلك فان قال له فان من لم يؤمن لم يحقق لنفسه الامن لا في الدنيا ولا في الاخرة فهو على خوف وعلى خطر وعلى اضطراب خوفا في النفس وخوف ايضا في المجتمع وفي من حوله. الايمان والامن اشتقاقا واثرا شيء واحد لهذا قال جل وعلا الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون لانهم امنوا لطلبه لطلب الامن فجعل الله جل وعلا لهم الامن والهداية في الدنيا والاخرة اذا تبين لك ذلك الله جل وعلا امر الناس امر اهل الايمان بتقوى بطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم والتقوى في القرآن والسنة على ثلاث مراتب ذكرناها لكم في موضع اخر وهي تقوى الله جل وعلا بي الاسلام والتوحيد والكفر بالطاغوت والشرك وهذه يخاطب بها الناس جميعا. يا ايها الناس اتقوا ربكم يعني تقوموا في الاسلام. توحيد برد ترك الشرك وما يؤدي اليه. والثاني تقوى الله جل وعلا بامتثال الواجبات وترك المحرمات والثالث تقوى الله جل وعلا بترك بامتثال المستحبات ترك المكروهات وترك ما يؤدي الى المشتبهات او المحرم هذا الاخير يدخل فيه الورع ويدخل فيه درجات الزهد ويدخل فيه اشياء كثيرة المقصود هنا انه هنا قال يا ايها الذين امنوا اتقوا الله واطيعوا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وامنوا برسوله يعطيكم كفلين من رحمته امر بتقواه العامة وهي تشمل هذه المراتب جميلة لكن كل على حسب حاله وامنوا برسوله هذا الايمان المراد به تصديق الجازم الذي لا شبعة فيه الذي يقارنه القول والعمل ان محمدا ورسول الله وخاتم الانبياء والمرسلين ان ما جاء به حق وان رسالته نسخت ما قبلها من الرسالات والايمان بالرسول مقصود به الايمان الشرعي لان الايمان اذا تعدى بالباء يقصد به الايمان الشرعي واذا تعدى باللام يعني في القرآن ليس في اللغة في القرآن اذا تعدى باللام فان المعنى والتصدير كما قاله طائفة من اهل العلم كقوله امن له لوط وما انت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين يؤمن بالله ويؤمن يؤمن بالله ويؤمن بالمؤمنين وفي ايات كثيرة في ذلك واما اذا جاء الايمان معدا بالباء فان المقصود به الايمان الشرعي الايمان بالرسول صلى الله عليه وسلم الايمان الشرعي وتصديقه فيما اخبر وطاعته فيما امر واجتناب ما عنه نهى وزجر والا يعبد الله الا بما شرعه كان الرسول الكريم عليه صلوات الله وسلامه قال سبحانه يؤتكم كفلين من رحمته يؤتكم هذه في جواب الامر اتقوا يؤتكم يعني هي في مقام ان تتقوا يؤتكم فتكون مجزومة جوابا للامر وقوله يؤتكم كفلين الكفلان جمع كفل والكفل هو الحظ والنصيب حظ ونصيب لكن يطلق للحظ والنصيب الكبير يعني يؤتيكم حظين ونصيبين من رحمته وهذان الكفلان هل هما مضاعفة الاجر كقوله اولئك يؤتون اجرهم مرتين او هما كفلان من الرحمة بمعنى انهما نصيبان من الرحمة في الدنيا وفي الاخرة ليس خاصا الاجر قولان لاهل العلم والظاهر عدم تحديدها بالاجر لان الرحمة تشمل الاجر وتشمل غيرها فيكون في قوله تعالى اولئك يؤتون اجرهم مرتين بما صبروا. وفي الحديث الذي ذكره ابن كثير هنا ثلاثة يؤتون اجرهم مرتين هذا بخصوص العجب لكن الرحمة اوسع واعطاء الله جل وعلا عبده الاجر على ما عمل بخصوص الاجر. لكن الرحمة اوسع. واعطاء الله جل وعلا عبده الاجر على هذا من الرحمة لكن رحمته اوسع من ذلك هذا يدل على ان تفسير من فسر الكفلين هنا بالاجرين انه فيه قصور ان الاولى حمل الرحمة على عمومها وان الكفلان وان الكفلين عظيمان لا يعلمهما الا الله جل وعلا من الرحمة بما في ذلك اعطاء الاجر مضاعفا والاحاديث التي ساقها ابن كثير رحمه الله هنا تدل على ذلك قال سبحانه ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم ويجعل لكم نورا تمشون به. النور هنا فسرها بعض اهل العلم بانه هو النور المذكور بسورة الحديد وفي سورة التحريم. انه النور يوم القيامة يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين ايديهم وبايمانهم هذا نور يوم القيامة يؤتاه اهل الايمان ليكون لهم علامة واطمئنان وليجتازوا الصراط ينجوا من الظلمة على بصيرة ونور لكن هذا ايضا فيه القصور لانه قال جل وعلا هنا ويجعل لكم نورا تمشون به هنا نور جاءت نكرة لسياق المنة سياق جواب الامر ستكون مطلقة فتقييدها يحتاج الى دليل كما هي قاعدة عند الاصوليين ان النكرة في سياق الاثبات انها ايش انها مطلقة تفيد الاطلاق النكرة في سياق الاثبات ان النكرة في سياق النفي تفيد في العموم قد يكون عموم ظهور وقد يكون عموم استغراب او تنصيص بحسبه يعني في اه في العموم اما الاطلاق فالاطلاق عموم بدلي وليس عموم شموع ان المطلق عام لكنه عام على وجه البدن لا على وجه الشمول فهو عام يصدق عليه هذا او هذا او هذا او هذا وقد يكون عاما يدخل فيه اه عشر او عشرين حالة المطلق اذا قيد صار المراد به حالة واحدة عمومه على وجه البدن فاذا لم يقيد فانه يبقى على اطلاقه لا على وجه الشمول ولكن على وجه البدن. وهنا نقول في قوله ويجعل لكم نورا تمشون به النور يعطاه يعطيه الله جل وعلا العبد في الاخرة بنص الايات المذكورة في سورة التحريم وفي غيرها وايضا يعطيه الله جل وعلا العبد في الدنيا كما دلت عليه سقاية الانعام او من كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس. كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها وحينئذ سيكون هذا النور نور في الدنيا او نور في الاخرة لان هذا وجه الاطلاق. اطلاقا ان يكون على وجه البدن. حتى يقيد. لا لكنه هنا يشمل النورين جميعا لمناسبة قوله يفتيكم كفلين من رحمته والكفلان هنا النور في الدنيا والنور الاخرة. تناسب الفضل لانه جعل لهم كفلين من رحمته انه يكون هنا النور بما يشمل امور الدنيا ونور الاخرة. خلافا لمن قيد لمن جعل ذلك في احد هذين الحالفين والنور يكون في البصر ويكون في البصيرة يكون في البصر ويكون في البصيرة فبالبصر بالرؤية وفي البصيرة بعلم الاشياء على الصواب. واذا كان كذلك النور في الدنيا هو نور البصيرة لا البصر والنور في الآخرة هو نور البصر والبصيرة وهذا من جراء انهم امنوا بهذا النور وتركوه الكفر والشرك وامنوا بالرسول صلى الله عليه وسلم واتقوا الله فاعطاهم الله جل وعلا البصيرة في الدنيا نورا والبصر والبصيرة كالاخر هذا يبين لك معنى قوله ومن كان في هذه اعمى فهو في الآخرة اعمى واضل سبيلا ان المقصود بها هنا حمى البصيرة لا عمى البصر فمن كان اعمى البصيرة في هذه الدنيا فانه يوم القيامة اعمى البصر والبصير ومن كان في هذه الدنيا نير البصيرة بالايمان والتقوى فانه في الاخرة نير البصر والبصيرة فضلا من الله جل وعلا ونعمة. قال سبحانه ويغفر لكم والله غفور رحيم قوله ويغفر لكم المغفرة هنا ترتبت على الايمان بالرسول صلى الله عليه وسلم على تقوى الله جل وعلا والمغفرة هي الستر ستر الذنوب والاستغفار طلبوا ستر الذنب ومغفرة الله جل وعلا لعباده انه يستر ذنوبهم وستر الذنب له جهتان الجهة الاولى الا يفضح الله جل وعلا العبد بين الناس في الدنيا او في الاخرة والجهة الثانية الا يفيض الله جل وعلا اثر المعصية على عبده لان المعصية اذا وقعت في الارض فلها اثر لها اثر على العبد ولها اثر ايضا على الارض التي هو فيها فإذا طلب العباد المغفرة يعني طلبوا ستر هذه الذنوب بعدم الفضيحة فيها وبعدم العقوبة عليها وهذا بخلاف التوبة فان التوبة ندم على ما فات واقلاع عن الذنب والعزم على الا يعود في المستقبل وليس فيها ليس في التوبة معنى هذا المعنى الخاص بالاستغفار. ولهذا هنا قال ويغفر لكم ذكر المغفرة دون التوبة لانها اعم اثرا على العبد فيما فيه مصلحته في دنياه وفي اخرته. جعلنا الله واياكم ممن غفر له. وستر ذنبه وعيبه في دنيانا واخرتنا. ثم قال سبحانه والله غفور رحيم. هذا تعريض باسم من اسماء الله جل وعلا لكي يتعرض العبد لمغفرة الله ورحمته وهما مذكوران في الآية حيث قال يؤتكم كفلين من رحمته قال بعدها ويغفر لكم فهذا ذكر المغفرة والرحمة فناسب ان يختم بقوله والله غفور رحيم. وقوله الله غفور رحيم هنا من حيث الاعراب غفور خبر لفظ الجلالة ورحيم خبر ثان هنا خبر اول وخبر ثاني وليست رحيم نعتن بغفور الا انا اذا اعتبرنا ان غفور دالة على الذات وهذه لا تصلح في كل موضع لانه قد يكون السياق يدل على ان المراد الصفة التي يشتمل عليها الاسم ليكون الانسب في الاعراب حينئذ ان تقول خبر اول خبر ثاني. يعني والله غفور والله رحيم بقوله لئلا يعلم سمعت ما قالها ابن كثير رحمه الله في نقله عن ابن جرير وفي كلامه في قوله ليتحقق اهل الكتاب ليتحقق اهل الكتاب فعبر بالتحقق وهو تعبير صحيح لان معنى قوله لان لا يعلم اهل الكتاب يعني لاي لان يعلم اهل الكتاب وهذا كما جاء في قراءة ابن مسعود لكي يعلم اهل الكتاب. وكما جاء ايضا في قراءة بعض السلف اظن اظنها قراءتك كلمة لان يعلم لان يعلم اهل الكتاب يعني بدون الله بدون لا تكون ان الا يقدرون اعتقد ان هنا مخفضة من الثقيلة. واسمها ضمير الشاة المحذوف. تقدير الكلام لكي يعلم اهل الكتاب انهم لا يقدرون على شيء من فضل الله معنى الاية لكي يعلم اهل الكتاب انهم لا يقدرون على شيء من فضل الله لان فضل الله جل وعلا ليس بامانية اهل الكتاب ليس بامانيكم ولا اماني اهل الكتاب. هذا فضل من الله جل وعلا وان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء فقوله اذا هنا لان لا يعلم صار المعنى لاي يعلم يعني لكي يعلم اهل الكتاب الا يقدرون يعني انهم لا يقدرون ولا هنا في قوله لئلا هذه اسميها كثير من اهل التفسير صلة تأدبا مع القرآن الكريم ويسميها اهل النحو والبلاغة زائدة وليس معنى الزيادة انها زائدة نقلا او زائدة معنى حاشا وكلا. هل هي يستعملون هذا اللفظ لها زائدة؟ قال قد من يقول انها زائلة لكن هذا التعبير الذي عبر به ابن جرير فيما سمعتم هو التعبير الاليق والادب مع كتاب الله جل وعلا. انا اقول هي صلة. ومعنى انها صلة معناها انها زائدة معنى كونها صلة انها زائدة لكن هنا الزيادة لتحقيق المعنى ولهذا ابن كثير على طريقته في انه لا يورد كل ما يتعلق بالتفصيلات اللغوية عبر لك بقوله ليتحقق من اين اتى بلفظ يتحقق؟ ليس مجرد تعبير. هذا من فهم اللغة. يعني كلمة لا هذه لما زيدت او كانت صلة وصارت صلتك او زيادتها لاجل تحقيق الكلام ولاجل تأتيله وفي القرآن كثير من ذلك منها فهي تأتي في النفي كما ذكر ابن كثير عن ابن جرير وتأتي ايضا في الاثبات بقوله مثلا لا اقسم بيوم القيامة لا اقسم بهذا البلد وفي قوله ايضا يأتي زيادة غير لا مثل زيادة ماء فبما رحمة من الله لنت لهم يعني فبرحمة من الله فبما نقضهم ميثاقهم يعني فبنقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية المقصود ان هاتين الكلمتين ماء ولا دالتان على النفي والعرب تزيدهما في الكلام اذا اراد المتكلم ان يثبت هذا كلام وان يؤكده وان يزيده تحقيقا قال لان لا يعلم اهل الكتاب الا يقدرون على شيء من فضل لا الا يقدرون يعني انهم لا يقدرون كما ذكرت لك على شيء من فضل الله يعني على اي شيء. لانهم ليسوا هم الذين يتحكمون في الفضل ويوزعونه كيف شاؤوا. الفضل بيد الله بجميع انواعه بفضل الدنيا وفضل الاخرة فهو يؤتيه من يشاء. قال سبحانه يؤتيه من يشاء الله ذو الفضل العظيم هو سبحانه صاحب الفضل الاعظم صاحب المنة الكبرى له على عبادة واجب الشكر والثناء والانابة لما له عليهم سبحانه من افضال ونعم لا تحصى ولا تعد وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها ان الانسان لظلوم كفار هذا اخر هذه السورة سورة الحديث وهي سورة عظيمة اشتملت على تمجيد الله جل وعلا في اولها وعلى فضل الله جل وعلا في اخرها فله سبحانه الحمد والشكر والثناء بخاري نور البصيرة نور البصيرة طيب اذا كان اذا كان الشيء فيه بصيرة للانسان في دينه او سار فيه على هدي النبي صلى الله عليه وسلم فهو نور نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء الباشمهندس ثواني؟ نعم؟ الزواج كيف لقى الرجل ذكرت لك ان النور يكون للبصريات البصر والبصيرة. ها؟ اما الذوات لا انيم ما هي ما نقول انها ما يغنيها بدعة مخالفة ليس صحيح ان النور للبصر او للبصير الا اذا كان بقصد ما اضيف اليه تقول فلان نور مثلا يعني لانه طالب علم لانه عالم ينشر النور والهدى ونحو ذلك هذا