المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ دروس من تفسير القرآن الكريم. تفسير سورة الواقعة. الدرس الاول الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم الهمنا رشدنا وقنا شر انفسنا اغفر لنا وشيخنا والحاضرين قال الامام كثير رحمه الله تعالى تفسير السورة الواقعة وهي مكية قال ابو اسحاق عن عكرمة عن ابن عباس قال قال ابو بكر يا رسول الله قد شئت قال شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعما يتساءلون فاذا الشمس كورت. رواه الترمذي حسن غريب قال الحاكم ابن عساكر في ترجمة عبد الله ابن مسعود بسنده الى علي ابن الربيع ابن طارق المصري حدثنا السبي ابن يحيى الشيباني عن ابي شجاع عن ابي ظبية قال مرض عبدالله مرضه الذي توفي فيه فعاده عثمان ابن عفان فقال ما تشتكي؟ قال ذنوبي قال فما تشتهي؟ قال رحمة قال الا انظر لك الا اؤمر لك بطبيب؟ قال الطبيب امرظني قال الا امر لك بعطاء؟ قال لا حاجة لي فيه قال يكون لبناتك من بعدك. قال اتخشى على بناتي الفقر اني امرت بناتي ان يقرأن كل ليلة سورة الواقعة. اني سمعت رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم يقول من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة ابدا. ثم قال ابن عساكر كذا قال والصواب عن شجاع كما روى عبد الله بن وهب وقال عبدالله ابن موافي اخبرنا السري ابن يحيى ان شجاعا حدثه عن ابي ظبيت عن عبد الله ابن مسعود قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قرأ وسورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة ابدا. فكان ابو ظبي لا لا يدعها. وكذا رواه ابو يعلى عن اسحاق ابن ابراهيم عن محمد ابن ابن يحيى عن شجاع عن ابي ظبية عن ابن مسعود به. ثم رواه عن اسحاق ابن ابي اسرائيل عن محمد ابن منيب العدني. عن السرير ابن يحيى عن ابي ظبي عن ابن مسعود ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قرأ سورة الواقعة في كل ليلة لم تصبه فاقة ابدا لم يذكر في مسنده شجاعا قال وقد امرت بناتي ان يقرحنها كل ليلة. وقد رواه ابن عساكر ايضا من حديث حجاج بن نصير وعثمان بن ابي اليمان عن سري بن يحيى عن شجاع عن ابي فاطمة قال مرض عبدالله فاتاه عثمان بن عفان يعوده. فذكر الحديث بطوله. قال عثمان بن اليمان كان ابو فاطمة هذا مولى لعلي بن ابي طالب وقال الامام احمد حدثنا عبد الرزاق قال حدثنا اسرائيل ويحيى ابن ادم قال حدثنا اسرائيل عن سماك ابن حرب انه سمع جابر ابن سمرة يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الصلوات كنحوه كنحو من صلاتكم التي تصلون اليوم. ولكنه كان يخفف كانت صلاته اخف من صلاته وكان يقرأ في الفجر الواقعة ونحوها من السور. بسم الله الرحمن الرحيم. اذا وقعت الواقعة هنا ليس بسم الله الرحمن الرحيم الحمد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه اللهم نسألك علما نافعا وعملا صالحا وقلبا خاشعا ودعاء مسموعا ربنا لا تكلنا لانفسنا طرفة عين واحملنا على الهدى والصلاح وقنا شر انفسنا والشيطان يا رب العالمين. اما بعد فهذه سورة الواقعة وكطريقة ابن كثير عادة يذكر في صدر تفسيرها ما ورد من الاحاديث والاثار اما في فضل السورة واما في سنة قراءتها في او في غير الصلاة. وقد ذكر لك هنا حديث ابن مسعود وقصة ابن مسعود رضي الله عنه مع عثمان رضي الله عنه وفي هذا الحديث مسائل الاولى ان ابن مسعود رضي الله عنه كان في حياته يطلب عطاء من عثمان يناسب مقامه وعثمان رضي الله عنه لم يكن ليعطيه ذلك العطاء. حتى لما قربت وفاته او صار عند المرض. قال له عثمان امر لك بعطاء قال لا حاجة لي فيه حمله اهل العلم على ان ابن مسعود كان طلبه في حال صحته منع منه فلما كان في حال مرضه قال لا حاجة لي فيه. وابن مسعود من السابقين الاولين. وممن اسلم قديما رضي الله انت ممن حضر بدرا والمشاهد بعدها فله حق البدريين لذلك هذا سبب اه امتناع ابن مسعود عن ان يعطى العطاء وان يكون له او لبناته من بعده انه لم يعطه في حال صحته لذلك تنزه عنه في حال مرضه. المسألة الثانية ان الفاقة التي ذكر فيها ابن مسعود هذا الحديث انصح اسناده في قوله من قرأ سورة الواقعة لقوله صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة المقصود بالفاقة هنا الفقر والفقر نوعان فقر القلب وفقر في اليدين وظاهر الحديث يشمل الامرين معا يشمل الامرين معا فاقة المال وفاقت القلب ولا شك ان سورة الواقعة فيها من المعاني ما يجعل القلب في غنات عن الالتفات الى الدنيا الى النظر الى الاخرة. لان فيها تقسيم الناس الى ثلاث فئات سابقين و واصحاب اليمين واصحاب الشمال. وهذه من تأملها فانه ولا ستر سيكون غنيا غني القلب وسيبتعد عن التعلق ما ليس له فهذا وجه في معنى قوله لم تصبه فاقة ايضا السورة اشتملت على ان الله جل وعلا هو الذي يسر للعباد ورزقهم وسخر لهم ما ليس اليه وذلك في قوله نحن خلقناكم فلولا تصدقون افرأيتم ما تمنون ثم في قوله افرأيتم ما تحرثون؟ وفي قوله افرأيتم الماء الذي تشربون وفي قوله افرأيتم النار التي تورون؟ ااعنتم انشأتم شجرتها ام نحن المنشئون الى اخر الايات هذه من تأملها حقا فتحت لقلبه اعظم انواع توكل على الله جل وعلا والتوكل على الرب سبحانه وتعالى فيه الكفاية. فمن توكل على الله كفاه ومن يتوكل على الله فهو حسبه سبحانه وتعالى هو كافيه. وهو ولي امره وهو الذي يسدي له الخير. ويفتح له ابواب الخيرات من حيث يعلم ومن حيث لا يعلم ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعد. فمن صدقت التوكل على الله جل وعلا فان الله سبحانه وتعالى يفيض عليه الخيرات من حيث يعلم ومن حيث لا يعلم. لهذا في السورة فيها هذه الايات التي تطرد سوء الظن بالله جل وعلا وتعظم صدق التوكل على الله جل وعلا على في ان الله يسخر للعبد ويرزقه ويفيض عليه مما في يدي الرحمن جل جلاله. لذلك من ايقن بهذه الصورة وهو صدق اليقين لا مجرد التلاوة صدق اليقين بما فيها هذا يرجى له ان يفتح له هذا الباب وهو الا تصبوا الا تصيبه فاقة بماله يعني من حيث المال والا تصيبه فاقة في قلبه هذا له سبب سببه يعني سبب تأمل هذه السورة سبب التوكل ان يكرره لانه ليس كل اسد يدرك الامر من اول القراءة. ليس كل احد يستفيد من الاية من اول نظرة او من اول سماع او من اول تلاوة كل ليلة يرسخ هذه الاصول العظيمة والعقيدة في الله جل جلاله فيما اعد الله جل وعلا لعباده في الاخرة وفيما اعد الله جل وعلا لعباده سخر الله لهم في الدنيا. اذا هذه المسألة اه هي معنى قوله من قرأها كل ليلة لم تصبه فاقة ولهذا ابن مسعود امر بناته ان يقرأنها كل ليلة لمناسبة ضعف حال حاله من الجهة المادية باحتياج بناته لما جرت العادة في الاحتياج اليه واما الحديث الاخر وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ سورة الواقعة في الفجر فهذا ضمن السنة المشهورة وهو انه عليه الصلاة والسلام كان يقرأ بطوال فصل في الفجر فيقرأ بواسطه في العشاء ويقرأ بخصاله المغرب وهذه سنة ينبغي المحافظة عليه والا تترك. ومن الناس من الائمة من يقرأ القرآن طول السنة يعني كانه يقرأه في التراويح. يقرأ ثم يقف ويكمل المغرب ثم يقي ويكمل العشاء ثم يكمل الفجر وهذا مع عدم وروده وفعله عليه الصلاة والسلام له. فانه يفوت سنة القراءة في هذه صلوات ثلاث والنبي عليه الصلاة والسلام في المغرب والعشاء والفجر كانت غالب قراءته على ما ذكرت لكم وربما قرأها بغيرها ربما قرأها في المغرب الاعراف وربما قرأ في الفجر بالمؤمنون وبغيرها من السور الطويلة. لكن السنة الماضية السنة التي جاءت الاحاديث انه عليه الصلاة والسلام كان غالبا ما يقرأ بها وامر بذلك الفجر وفي العشاء وفي المغرب ان يقرأ من المفصل. والمفصل له اثر على الناس لقصر اياته سهولة اخذ المعنى ولما فيه من الوعي والوعيد والتذكير بالاخرة ولاجل حسن وقعه على النفس ايضا في حال عامة الناس. فالمفصل له شأن عظيم فالمحافظة على السنة في هذه المسائل مطلوب والمفصل كما ذكرت لكم يبتدأ من قاف او من الحجرات الى اخر القرآن طواله من قاف او من الحجرات الى اخر سورة عم واواسطه من عم الى اخر سورة الليل وقصاره من والضحى الى اخر سورة الناس. اما قوله عليه الصلاة والسلام سيبتني هود والواقعة الى اخره فمعنى تشييد الذي ذكر بما فيها من ذكر حال اهل الجنة وحال اهل النار وللوعد والوعيد الشديد بهذه السور فسورة هود في اخرها ذكر اهل النار واهل الجنة ذلك في قوله فمنهم سقي وسعيد فاما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق خالدين فيها ما دامت السماوات والارض الا ما شاء ربك ان ربك فعال لما يريد. واما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والارض الا ما شاء ربك استطاع غير مجدود الى اخر الايات فالقصة ايضا القصص اللي في سورة هود ايضا يدخل في ذلك كما ذكره طائفة لكن المقصود الذي يجمع بين هذه السور الثلاث او الاربع التي فيها ذكر اه المصير وعد ووعيد فيه شدة وفيه وقع عظيم على القلب. كذلك سورة الواقعة من ذلك وسورة عم يتساءلون نحو ذلك من السودان بسم الله الرحمن الرحيم اذا وقعت الواقعة ليس لوقعتها كاذبة خافضة رافعة الى رشدت الارض ردا وبثت الجبال لا فكانت هباء منبتا وكنتم ازواجا ثلاثة فاصحاب الميمنة ما اصحاب الميمنة اصحاب المشأمة ما اصحاب المشأمة. والسابقون السابقون. اولئك المقربون في جنات النعيم الواقعة من اسماء يوم القيامة سميت بذلك بتحقق كونها ووجودها. كما قال تعالى فيومئذ وقعت الواقعة وقوله تعالى ليس لوقعتها كاذبة اي ليس لوقوعها اذا اراد الله كونها صارخ يصرفها ولا دافع يدفعها كما قال استجيبوا لربكم من قبل ان يأتي يوم لا مرد له من الله. وقال سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع. وقال تعالى يوم يقول كن فيكون. قوله الحق وله الملك يوم ينفخ في الصور عالم الغيب والشهادة وهو الحكيم الخبير. سبحانه ومعنى كاذبة كما قال محمد بن كعب لا بد ان تكون. وقال قتادة ليس فيها مثنوية ولا ارتداد ولا رجعة قال ابن جرير والكاذبة مصدر كالعاقبة والعافية. وقوله تعالى حافظة الرافعة اي اقواما الى اسفل سافلين الى الجحيم وان كانوا في الدنيا اعزاء وترفع اخرين الى اعلى عليين الى النعيم المقيم وان كانوا في الدنيا هكذا قال الحسن وقتادة وغيرهما. وقال ابن ابي حاتم حدثنا ابي قال حدثنا زيد ابن عبد الرحمن ابن مصعب المعنى قال حدثنا حميد بن عبد الرحمن القواسي عن ابيه عن سمات عن ابن عباس الرؤاسي. الرواسي؟ الرؤاسي الرؤاسي عن ابيه عن سمات عن عكرمة عن ابن عباس رافضة الرافعة تخفض اقواما وترفع اخرين. وقال عبيد الله العتكي عن عثمان بن سراقة ابن خالة عمر ابن الخطاب حافظة رافعة قالت ساعة حفظت اعداء الله الى النار ورفعت اولياء الله الى الجنة. نعم. وقال محمد بن كعب يخفض رجالا كانوا في الدنيا مرتفعين وترفع رجالا كانوا في الدنيا محفوظين. فقال السدي قبضت المتكبرين ورفعت المتواضعين. وقال العوفي عن ابن عباس حافظة رافعة اسمعت القريب والبعيد. وقال عكرمة خفضت فاسمعت الادنى. خفضت فاسمعت الادنى ورفعت فاسمعت الاقصى وكذا قال الضحاك وقتادة مم قالت بعد قول محمد ابن كعب قال وقال السدي خفضت المتكبرين ورفعت المتواضعين. وقال العوفي عن ابن عباس قافضة رافعة اسمعت القريب والبعيد. وقال عكرمة خفضت فاسمعت الادنى ورفعت فاسمعت الاقصى. وكذا قال الضحاك وقتادة. قوله تعالى اذا رجت الارض رجا حركت تحريكا فاهتزت واضطربت بطولها وعرضها. ولهذا قال ابن عباس ومجاهد وقتادة وغير واحد في قوله تعالى اذا الارض رجة اي زلزلت زلزالا. وقال الربيع انس ترج لما فيها كرج الغربان بما فيها. وهذا كقوله تعالى اذا زلزلت الارض زلزالها. وقال تعالى يا ايها الناس اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شيء عظيم. وقوله تعالى وغثت الجبال بسة قاله ابن عباس ومجاهد وعكرمة وقتادة وقتادة وغيرهم وقال ابن زيد صارت الجبال كما قال الله وتعالى كتيبا مهينا قوله تعالى فكانت هباء منبتا قال ابو اسحاق عن الحارث عن علي رضي الله عنه هباء منبتة كرهج الغبار يصقع ثم يذهب فلا منه شيء وقال العوفي عن ابن عباس في قوله فكانت هباء منبتا الهباء الذي يطير من النار يطير منه الشرر فاذا وقع لم يكن شيئا وقال عكرمة المنبث الذي قد درته الرياح وبثته قدرته الرياح وبثته وقال هباء منبتا كيابيس الشجر الذي تذروه الرياح وهذه الاية كاخواتها الدالة على زوال الجبال عن اماكنها يوم القيامة. وذهابها وتسييرها ونسفها عن قصدها وصيرورتها كالعهن المنفوش قوله تعالى وكنتم ازواجا ثلاثة اي ينقسم الناس يوم القيامة الى قال جل وعلا بسم الله الرحمن الرحيم اذا وقعت الواقعة والبسملة ذكرنا لكم مرارا انها اية في صدر جميع سور القرآن خلا سورة براءة سورة التوبة وليست في العد من السور هي اية للفصل ما بين السورة والسورة فهي من القرآن واية ولكنها لا تدخل في العد ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يجهر بالبسملة في قراءته للسورة او للفاتحة على القول المشهور اذا وقعت الواقعة سميت السورة بالواقعة وقد ذكرنا لكم ايضا ان تسمية السورة اجتهادي وليست توظيفيا ولهذا تجد ان بعض الصور لها اكثر من اسم لها اسمان تجد السورة ولها اسمان ولها ثلاثة اسماء ونحو ذلك. لان الاسماء اجتهادية. وقد تكون التسمية من النبي عليه الصلاة والسلام كما في هذه السورة وقد تكون تسمية من غيره عليه الصلاة والسلام ذكر لك ان الواقعة من اسماء يوم القيامة. والاسماء ليوم القيامة متعددة بتعدد الصفات ومن قاعدة العرب في لغتها ان كثرة الاسماء تدل على عظم شأن المسمى وذلك لعظم صفاته التي توجب تعدد الاسماء فالقيامة لها اسماء كثيرة. النار لها اسماء كثيرة. الجنة لها اسماء كثيرة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام له اسماء كثيرة رب العالمين له اسماء كثيرة منها تسعة وتسعون اسما من احصاها دخل الجنة. فتعدد اسماء القيامة لاجل تعدد الصفات. الواقعة من اسمائها باعتبار انها تقع ولابد واقعة كأنها وقعت وانقضت وهي لم تأتي بعد. والعرب في لغتها ولسانها الكريم تعبر عن الشيء الذي لم يقع بالماضي لاجل التأكيد على تحقق وقوعه فيوم القيامة واقعة الساعة واقعة يعني واقعة ولابد لهذا قال بعدها ليس لوقعتها كاذبة قال جل وعلا اذا وقعت الواقعة واذا هذه شرطية غير جازمة يعني عادات شرط غير جازمة ولها جواب وجوابها يأتي بعد المقطع الذي قرأنا يعني بعد الايات التي قرأ. وقوله اذا وقعت الواقعة الواقعة في الحقيقة هنا يعني من حيث الاعراب فاعل. لكن الواقعة هنا يعني اسند اليها الوقوع والا فالموقع حقيقة هو رب العالمين. وهذا مما يقرر مذهب اهل السنة والجماعة منهجهم في ان اسناد الفعل الى اسناد الفعل الى فاعله انما هو على وجه القيام به والاضافة اليه والا فرب العالمين هو الذي اوقع هذا الشيء الاسياق قسمان مخلوقة تعقل وتفعل فهذه يضاف اليها الفعل حقيقة وتكون فعلت حقيقة والقسم الثاني اشياء لا تفعل بنفسها وانما هي مفعول بها فهذه ايضا يضاف اليها الفعل وتكون فاعلا والمقصود قيام الشيء بها فاذا الفاعل على كل من الامرين هو حقيقة وليس مجاز والمدعون للمجاز في مثل هذا يقولون هذا مجاز عقلي لان معلوم ان الواقع ليوم القيامة انما هي مفعول بها لان الله جل وعلا هو الذي يوقعها. وليست هي تقع من ذات نفسها لانه ليس ثم شيء اسمه واقعة وانما مجموع ما يحصل يوم القيامة هذا هو الواقع يوم القيامة الساعة هي الواقعة. وهذا كثير في القرآن فهذه على الصحيح انها ليست مجازا عقليا وانما هذا على اختلاف اضافة بالفعل الى فاعلة فاذا كان الفاعل مما يفعل المخلوق الذي يفعل له اختيار افراده يفعل فانه يقال هو الفاعل حقيقة يعني ليس اضافة وليس فعل عند الفعل او قام به الفعل عند الالتقاء كما يقول الاسائرة وانما هو فاعل حقيقي. واما مثل الجمادات او الامور المعنوية فانها نقول فاعل ايضا لا لان الله جل وعلا نسب الفعل اليها لكن هذا من جهة الاظافة اليها لقيام الفعل بها. قال ليس لوقعتها كاذبة وهذا ليس جوابا للشرط وانما الجواب يأتي انما هذا معنى كونها واقعة انها لا محالة واقعة وذكر لك الايات التي تدل على ذلك كقوله جل وعلا استجيبوا لربكم من قبل ان يأتي يوم لا مرد له من الله معنى ليس لوقعتها كاذبة يعني انه لا مرد لذلك فيومئذ وقعت الواقعة وانشقت السماء فهي يومئذ واهية فهي لابد ان تقع فاذا وقعت الواقعة الواقعة هذه ليس لوقعتها كاذبة اي لابد ان تقع ولا مرد لها. والعرب تعرف انه اذا قيل ليس لهذا الامر كاذب يعني انه في الحقيقة لا مكذب له. وان كذب به من كذب فهو في الحقيقة واقع بحيث انه من قوة وقوعه وتحققه وحصوله فانه لا مرد له فانه سيأتي جزما بلا معقب ولا راد ولا دافع لان اصل الكذب هو الاخبار بخلاف الواقع التكذيب هو نسبة الاخبار. بخلاف الواقع للمتكلم به فالواقعة ليس لوقعتها كاذبة يعني ليس ثم دليل يدل على انها لا تقع ليس لتحقق وقوعها وانها ستحصل وانه لا مرد لها وانه ليس لها دافع من شيء يمكن ان يقال ان هذا اخبار بخلاف الواقع. بل هذا نفي مطلق ليس لوقعتها كاذبة باي نوع. من انواع الاخبار خلاف الواقع بل هي واقعة حتما وحاصلة ولابد واتى امر الله فلا تستعجلوا قال سبحانه خافضة رافعة والخفض والرفع هنا فسره انه باعتبار المكلفين تخفض اقواما وترفع اخرين تخفض اعداء الله وترفع اهل الايمان بالله. هذا هو المقصود ولا شك من السورة وهو ذكر من انخفضوا من الكافرين والمنافقين وذكر من ارتفعوا من اهل الايمان من السابقين واهل اليمين لكن عموم لكن قوله خافضة رافعة يعني هي خافظة رافعة هذا يشمل المكلفين ويشمل ايضا ما يكون في الملكوت. ولهذا الجبال تنسب كما سيأتي الجبال تسير السماء الارض تتغير تزلزل وهذا ايضا نوع مما يكون من الخفظ والرفع سيكون في هناك خفض لاشياء ويكون هناك رفع لاشياء فاذا من فسر الاية بقوله خافضة رافعة انها خافضة لاقوام ورافعة لاخرين كما هو قول جمهور السلف فهذا لاجل انه هو المقصود بالسورة المقصود بالسورة ان ان يبين مصير اهل الجنة ومصير اهل النار مصير الطوائف الثلاث ولهذا قسم الله جل وعلا الناس كما سيأتي في اول السورة الى هذه الفئات الثلاث وذكرهم في اخر السورة ايضا بعد الموت للطوائف الثلاث. فاما ان كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم. واما ان كان من اصحاب اليمين فسلام لك من اصحاب اليمين. واما ان كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم وتصفية جحيم هذا تلخيص لاقسام التي سيأتي اه بيانها. فاذا المقصود من السورة ان القيامة تخفض اقواما وترفع اخرين. ولهذا تتذكر ان من اوجه تخصيص السلف في تفاسيرهم للعامي ببعض افراده اما حاجة المكلف ورعاية لحال واما حاجة المكلف ورعاية حاله واما النظر الى المقصود من السورة. السور لها مقاصد لهذا قد يخصون العام ببعض افراده او المطلق يقيدونه آآ باعتبار موضوع السورة المقصود من السورة او باعتبار حال المكلف وما وهذا يدخل في ظمن تقسيم ابن تيمية وغيره لخلاف السلف الى خلاف تنوع هو انه ليس بخلاف تضع قال جل وعلا حافظة رافعة اذا ردت الارض رجا وبست الجبال بسا فكانت هباء منبثا وهذا شرط بعد الشرط ويأتي جواب الجميع في الايات القادمة ان شاء الله اذا رجت الارض رجا الرج ماذا يعني به؟ هل هو الزلزلة هل هو اخراج الاثقال؟ هل هو تغير صفة الارض بحيث لا ترى فيها عوجا ولا امتع هل هو ذهاب الوديان و تغير حال الارض؟ ام انه يخص برد فيه زوال الجبال وفيه اخراج الاثقال الظاهر ان رج الارض هو اول علامات او اول ما يقع من التغير او اول اسباب التغير. وهذا يقودنا الى ها ان ما ذكر في الكتاب والسنة من الاحوال التي تكون يوم القيامة في السماء او في الارض من انشقاق السماء الى السماء انشقت واذنت لربها وحقت ومن اختلاف الارض اذا رجت الارض رجا وبست الجبال بسة وكذلك لا ترى فيها عوجا ولا امتع كذلك واذا الارض مدت والقت ما فيها وتخلت واذنت لربها وحقت كذلك اذا زلزلت الارض زلزالها. واخرجت الارض اثقالها ونحو ذلك هذا كله على الصحيح يحصل بين النفختين بين نفخة الصعب ونفخة البعث لان النفخات يوم القيامة واخر الدنيا النفخات ثلاث او هي ثنتان. النفخة الاولى نفخة الفزع وهي مقدمة لنفخة الصعبة بين يديها قريبة منه وهي التي جاءت في اخر سورة النمل في قوله جل وعلا ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الارض وهي التي ذكرت ايضا في سورة غافر في قوله في قول مؤمن ال فرعون ويا قومي اني اخاف عليكم يوم يوم التنادي يوم تولون مدبرين. ما لكم من الله من عاص. وهذه نفخة الفزع التي يفزع الناس منها لا يسحقون يفزعون وي في ولون مدبرين من الفزع. واما نفخة البعث فانهم يأتون مقبلين يحشرون الى الرحمن جل وعلا يعني المؤمنين ويساق المجرمين الى جهنم وردا فهذه تسمى نفخة الفزع وهي بين يدي نفحة الصعبة والنفخة الثانية هي المشهورة التي تسمى النفخة الاولى لانها هي النفخة التي تكون مؤذنة او بها نهاية الحياة وهي نفحة الصعب في التي جاءت في اخر سورة الزمر كذلك في غيرها قال جل وعلا ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الارض الا من شاء الله ثم نفخ في اخرى فاذا هم ايام ينظرون ونفخ في الصور فصعق هذه تسمى نفخة الصعب الثالثة نفخة البعث ثم نفخ فيه اخرى فاذا هم قيام ينظرون. بين النفختين الثانية والثالثة او الاولى. والثانية يعني نفخة الصعف ونفخة قد البعث يكون هذا التغير العظيم اذا ردت الارض رجا وبست الجبال بسة فكانت هباء منبتا يكون احوال الجبال اول الامر تسير. ويوم نسير الجبال وترى الارض بارزة وحشرناهم فلم نغادر منهم احدا وقال جل وعلا ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا فيذرها قاعا صفصفة لا ترى فيها يعني الارض عوجا ولا امتع انشقاق السمع اذا الشمس كورت واذا النجوم كدرت هذا كله تغير وتبديل في السماوات وفي الارض حتى تكون مهيئة لنزول الرب جل وعلا مهيئة لجلب النار ومهيئة لتقريب الجنة وازلاف الجنة المتقين رج الارض الرج هو التحريك بشدة واكد ذلك بقوله رج يعني تحريكا شديدا اذا حركت الارض بشدة تحريكا شديدا وبثت الجبال بسة البس هو التفتيت كما سمعت و التفتيت قد يكون اوليا بحيث ينقسم المفتت الى حجارة كبار وقد يكون تفتيتا شديدا بحيث يكون المفتت هباء وهذا هو الذي يحصل يوم القيامة ان الجبال تبس وتفتت حتى تكون هباء يعني تكون شبه العدم قال وبثت الجبال بسا فكانت هباء منبثا الهباء للعلماء فيه تفسيرات لكن اقربها ان الهباء هو الذي تراه في ضوء الشمس من الجزيئات الصغيرة جدا التي تطير ولا تتماسك. ولهذا اكد قوله هباء بالنعت بقوله فكانت هباء منبثا. يعني لا تكاد لا يكاد احد ان يمسكه لانبثاثه في الجو نكتفي بهذا وكنتم ازواجا ثلاثة اي نعم تقرأ الواقعة قبل النوم يجمع مثلا لو كانوا غير مكلفين ثلاث اربع لا لا يعلم اذا قرأها الاب يكفي قرأها المكلف هو اللي يقرأها الحديث في اسناده شيء لكن العمل بالظعيف في مثل هذا لا بأس به بعض العلماء يبحث عن لا اختلاف التضاد موجود لكن السلف اكثر اختلافهم الصحابة الى التنوع واذا وجد اختلاف صواد فهو مما لا يؤثر في معنى الاية ترجيح اوجه الترجيح هذه كثيرة جدا. جمعت في رسالة رسالة علمية جامعة الامام وهي رسالة قيمة جدا بعنوان اوجه الترجيح بين الاقوال في التفسير ترجي احتارة يكون للسياق تارة يكون للنحو تارة يكون لدلالة السنة تارة يكون لتفسير يعني