المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. دروس من تفسير القرآن الكريم تفسير سورة الرحمن الدرس الاول الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه والتابعين قال الامام ابن كثير رحمه الله تعالى تفسير سورة الرحمن وهي مكية. قال الامام احمد حدثنا قال حدثنا حماد عن عاصم عن زر ان رجلا قال لابن مسعود كيف تعرف هذا الحرف؟ ماء غير او اس فقال كل القرآن قد قرأت. قال اني لاقرأ المفصل اجمع في ركعة واحدة قال اهذا كهز الشعر؟ لا ابا لك قد علمت قرائن النبي صلى الله عليه وسلم التي كان يقرن قرينتين من اول المفصل. وكان اول مفصل ابن مسعود الرحمن وقال ابو عيسى الترمذي حدثنا عبدالرحمن ابن واقد ابو مسلم. قال حدثنا الوليد بن مسلم عن زهير ابني محمد عن محمد ابن المنكدر عن جابر قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على اصحابه فقرأ عليهم سورة الرحمن من اولها الى اخرها فسكتوا فقال لقد قرأتها على الجن ليلة الجن فكانوا احسن مردودا منكم كنت كلما اسيت على قوله فبأي الاء ربكما تكذبان قالوا لا بشيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد ثم قال هذا حديث غريب لا نعرفه الا من حديث الوليد ابن مسلم عن سهيل بن محمد ثم حكى عن الامام احمد انه كان لا يعرفه ينكر رواية اهل الشام عن زهير ابن محمد هذا. ورواه الحافظ ابو بكر البز عن عمرو ابن مالك عن الوليد ابن مسلم وعن عبد الله ابن وعن عبد الله ابن احمد وعن عبد الله ابن احمد ابن شبر هو ايه عن هشام ابن عمار كبوية وين؟ وين هي بوية شب بوية وعن عبد الله ابن احمد ابن شبوية عن هشام ابن عمار كلاهما عن الوليد ابن مسلم به. ثم قال لا نعرفه يروي ثم قال لا نعرفه يروي الا من هذا الوجه. يروى ثم قال لا نعرفه يروى ان من هذا الوجه فقال ابو جعفر ابن جرير حدثنا محمد ابو جعفر ابن وقال ابو جعفر ابن جرير حدثنا محمد ابن عباد ابن موسى وعمرو ابن مالك الانصاري قال حدثنا يحيى بن سليم عن اسماعيل عن اسماعيل عن اسماعيل ابن امية عن نافع عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ سورة الرحمن او قرأت عنده فقال ما لي اسمع الجن احسن جوابا احسن جوابا لربها منكم قالوا وما ذاك يا رسول الله؟ قال ما اتيت على قول الله فبأي ربكما تكذبان الا قالت الجن لا بشيء من نعمة ربنا نكذب ورواه الحافظ البزار عن عمرو بن مالك به. ثم قال لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم الا من هذا الوجه بهذا الاسناد بسم الله الرحمن الرحيم احمدك ربي واثني عليك الخير كله واصلي واسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى اله وصحبه وبعد فهذه السورة سورة الرحمن فيها ذكر انواع من رحمة الله جل وعلا على عباده بنعمه واصناف انعام الله جل وعلا على المؤمنين وهذا من اسرار افتتاحها بسم الله جل وعلا الرحمن كما سيأتي ان شاء الله تعالى بيانه هذه المقدمة عادت ابن كثير رحمه الله ان يذكر في صدر تفسير السورة عددا من الاحاديث والاثار التي فيها ذكر فظل السورة او ما جاء فيها على وجه العموم من جهة سبب نزولها او وقت تنزلها او نحو ذلك اما الاثر الاول الذي ساقه وهو ان سورة الرحمن كانت في اول المفصل من مصحف ابن مسعود رضي الله عنه المفصل مر معك فيما سبق في اول تفسير سورة قاف الخلاف اين يبدأ المفصل لكن ذاك خلاف على ما استقرت عليه تجزئة المصاحف في ان اوله قاف او الحجرات واما مصحف ابن مسعود فكان له تجزئة اخرى وذلك ان السلف كانوا يجزئون المصحف يعني اني الصحابة الى سبعة اجزاء فيبتدعون بالفاتحة انها اول المصحف ثم المائدة الى اخره الى ان يأتي المفصل والمفصل حزب وحده والحزب الاخير يختلفون في التجزئة بحسب اجتهاد الصاحب. وهذه الاجزاء ليست توقيفية يعني هذه الاحزاب ليست توقيفية وانما هي على ما جرت عليه عادتهم في انهم يقرأون الحزب الواحد من هذه السبعة في يوم فكان الذي يريد ان يختم في سبع كما هي القراءة المعتدلة المتأنية فانه يقرأ الحزب الواحد في يومه. آآ ابن مسعود رحمه الله رضي عنه حزب المفصل عنده يبتدئ كما ذكر من الرحمن. هذا بحسب فلاحه في تقسيم مصحفه ومصحف ابن مسعود يختلف عن المصاحف البخر التي امر عثمان بارسالها الى الامصات ولذلك فيه زيادات وفيه نقص بحسب القراءة بالحرف الذي كان يقرأ به ابن مسعود رضي الله عنه تقسيم الاحزاب الاصطلاحي ليس متفقا عليه في مصاحف الصحابة ولكن جاء الامر او اه رجع الامر بل اقر الامر على ان تكون المفصل من سورة قاف الى اخره حديث آآ قول الجن لما سمعوا قول الله جل وعلا فبأي الاء ربكما تكذبان قالوا سبحانك لا بشيء من نعمك ربنا نكذب والرواية الثانية من حديث جابر او من حديث ابن عمر كلها يعني يعضل بعضها بعضا وتكون حسنة العلة الاولى بعدها فيه الوليد بن مسلم وهو معروف عند اهل العلم بالتدليس. وجواب الجن لا بشيء من نعمك ربنا نكذب هذا يدل على ان وقت تنزل سورة الرحمن ووقت ذهاب النبي عليه الصلاة والسلام من مكة الى الطائف بالوادي الذي يعرف بوادي نخلة او نحو ذلك حينما قرأ عليه السلام وسمعته الجن سبب جواب الجن ان الخطاب لهم وللإنس بان لان قوله تعالى فبأي الاء ربكما تكذبان هذا خطاب للجنس الجن والانس والجن مكلفون فاذا كان كذلك واثني على جوابهم بهذا فانه ينبغي للانس ان يقولوا مثل ذلك اذا سمعوا التلاوة لكن لا يكرر هذا في الصلاة وانما يكفي ان يقوله المتنفل مرة واحدة نعم بسم الله الرحمن الرحيم الرحمن علم القرآن خلق الانسان علمه البيان. الشمس والقمر بحسبان والنجم والشجر يسجدان والسماء رفعها ووضع الميزان الا تقرأوا في الميزان واقيموا الوزن بالقسط ولا تكثروا من والارض وضعها للانام فيها فاكهة والنقل ذات الاكمام. والحب ذو العصف والريحان عناء ربكما تكذبان يخبر تعالى عن فضله ورحمته بخلقه انه انزل على عباده القرآن ويسر حفظه وفهمه على من حين فقال الرحمن علم القرآن خلق الانسان علمه البيان. قال الحسن يعني النطق وقال الضحاك وقتادة وغيرهما يعني الخير والشر. وقول الحسن ها هنا احسن واقوى لان السياق في تعليمه تعالى القرآن وهو اداء وهو اداء تلاوته. وانما يكون ذلك بتيسير سيري النطق على الخلق وتسجيل خروج الحروب من مواضعها من الحلق واللسان والشفتين. على اختلاف مخارجها وانواعها وقوله الشمس والقمر بحسبان اي يجريان متعاقبين متعاقبين بحساب مقنن لا يختلف ولا يضطرب. لا الشمس ينبغي لها ان تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون. وقال تعالى فالق الاصباح وجعل الليل سكنا والشمس والقمر بان ذلك تقدير العزيز العليم. وعن عكرمة انه قال لو جعل الله نور جميع ابصار الانس والجن والدواب والطير في عيني عبد ثم كشف حجابا واحدا من سبعين حجابا دون الشمس. الله اكبر. لما استطاع ان ينظر اليها ونور الشمس جزء من سبعين جزءا من نور الكرسي ونور الكرسي جزء من سبعين جزءا من نور العرش. ونور العرش جزء جزء من سبعين جزءا من نور الستر من نور الستر من نور الستر فانظر ماذا اعطى الله عبده من النور في عينيه وقت النظر الى ربه الكريم عيانا. رواه ابن ابي حاتم وقوله والنجم والشجر يسجدان. قال ابن جرير اختلف المفسرون قال جل وعلا بسم الله الرحمن الرحيم الرحمن والبسملة مرت معنا بما قبل وقررنا لك ان البسملة اية في اول كل سورة افتتحوا بها السور بغير براءة ولا تعد اية من السورة يعني انها لا تدخل بالحساب بل هي اية منقطعة ذلك لقول النبي عليه الصلاة والسلام في سورة تبارك صورة ثلاثون اية انجت صاحبها من القبر تبارك الذي بيده الملك وهي بالتعداد لا تدخل فيها البسملة الى غير ذلك من الادلة الكثيرة والصواب من اقوال اهل العلم في ذلك ان البسملة اية وليست جزءا من اية في صدر كل سورة هي اية مستقلة لكنها لا تدخل في العدد قال جل وعلا الرحمن الرحمن اسم من اسماء الله الحسنى العظيمة وهو من اسماء الجمال لله جل وعلا هذا الاسم مشتمل على اعظم صور الرحمة وابلغ صفات الرحمة لله جل وعلا فهو ابلغ من الرحيم في دلالته وهذا الاسم مشتمل على رحمة الله جل وعلا الواسعة التي اناطها بخلقه اجمعين كما قال سبحانه ورحمتي وسعت كل شيء. ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما رحمة الله جل وعلا لا يستغني عنها شيء من خلقه لا الجامد ولا المتحرك لا ذي الروح لا ذو الروح ولا غيره. فالكل محتاجون لرحمة الله جل وعلا فاذا اسم الله جل وعلا الرحمن تعبد الله جل وعلا به في الدعاء كما قال ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها واسم الله الرحمن له من الاثار اعظم من كثير بل اعظم من غالب الاسماء الحسنى وذلك ان مرجع صفات الجمال وهي اكثر صفات الله جل وعلا اليه. ذكر جل وعلا بعد اعظم انواع رحمة الله جل وعلا التي اناطها بالمكلفين مبتدع بها ليبين عظم شأن هذه الرحمة بخصوصها فقال جل وعلا الرحمن علم القرآن. فتعليم القرآن هو اعظم انواع رحمة الله جل وعلا على عباده وهو الفضل والرحمة العظيمة التي اسداها للعباد قال جل وعلا في سورة يونس يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين يعني القرآن قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون قل بفظل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا يعني بالقرآن الذي هو فضل الله جل وعلا ورحمته. كما ساق ابن ابي حاتم عند الاية في تفسيره ان عمر رضي الله عنه لما اتت ابل الصدقة وكانت او اموال الصدقة وكانت ابلا عظيمة كثيرة قال له غلامه يا امير المؤمنين هلم بنا ننظر الى ابل الصدقة فذهب فلما اتيا ابل الصدقة وكانت كثيرة ومنظرها فيه سواد عظيم. قال فرح الغلام لفرحه بالدنيا فقال يا امير المؤمنين هذا فضل الله ورحمته التفت اليه عمر وقال له كذبت ولكن فضل الله ورحمته القرآن قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون وهذا الذي ترى مما يجمعون فاعظم النعم في الحقيقة بل اعظم انواع رحمة الله جل وعلا واعظم اثار رحمة الله على عباده ان علمهم القرآن علمهم القرآن تلاوة وعلمهم القرآن حفظا وعلمهم القرآن بقاء لهذا الكتاب. وعلمهم القرآن بما يشتمل عليه من احكام واخبار بما يجب عليهم من تصديق الاخبار ومن العمل بالاحكام لهذا قال جل وعلا الرحمن علم القرآن في الواقع تعليم القرآن هو اعظم النعم مع انه متأخر عن خلق الانسان لكنه وان كان يأتي بعد خلق الانسان نعمة يعني يأتي بعد خلق الانسان مرتبة وجودية لكنه قبل خلق الانسان نعمة لهذا قال سبحانه بعدها قلق الانسان وقوله علم علم القرآن يعني به تعليم النبي عليه الصلاة والسلام لان النبي عليه الصلاة والسلام علم القرآن علم تلاوته وعلم النبي عليه الصلاة والسلام احكام القرآن وما فيه كان معه عليه الصلاة والسلام الكتاب والحكمة التي هي السنة يبين بها القرآن. لهذا ذهب جمع كثير بل الاكثر من اهل العلم القراءات وبالتفسير ان قراءة القرآن على هذا النحو المعروف من مما تلقي عن القراء بالاسانيد الصحيحة ان هذه قراءة مبناها التعلم وليست مورد اجتهاد ولهذا ذهب طائفة من اهل العلم بالقراءات الى ايجاد تجويد لانه سنة القراءة والله جل وعلا قال لنبيه فاذا قرأناه فاتبع قرآنه. يعني فاتبع القراءة وهكذا تناقلها القراء عن الصحابة على هذا النحو لم يجتهد فيها القارئ فالقارئ علم الحروف وعلم الاداء الاداء نوع من القراءة بل هو الاداء بعض القراءة الاعداء لا يجتهد فيه كما ان الحروف لا يجوز تغييرها آآ لهذا ذهب اكثر القراء الى ان القرآن في طريقة تلاوته جاء عن التعليم بهذا فيه احكام مشروعة بالاتفاق مع انها لا تسمع ليس لها اثر بسماع التلاوة ومن ذلك الاشمام بنحو قوله تعالى مال فلا تأمنا على يوسف فهذا لا اثر له في السماء ولا اثر له في القراءة لكنه خاص هذا قول القراء في ايجابي اتباع القراءة على هذا النحو لكن ثبت ان عن النبي صلى الله عليه وسلم عدم الالتزام باحكام التجويد على النحو المعروف في قراءته لبعض سورة الفتح ومدها وفي سرعة قراءته واشباه ذلك ولهذا ذهب الفقهاء للقراء الى ان التجويد افضل ولكنه ليس بواجب ويكون الامر فاتبع قرآنه فهذا بالاستحباب لا يعني في الاداء اما في الحروف فواجب بلا شك لكن في الاداء ذهبوا الى انه للاستحباب لا للايجاب وهذا في الواقع يختلف اذا نظرت اليه من جهة اخرى باختلاف اللهجات خلاف الاحرف السبعة ففي الشيء يكون الاحكام فيها مختلفة لذلك المدود واحكام الاخفاء واحكام النون والميم والى اخره تختلف ما بين يعني في بعض احكامها ما بين قارئ وقارئ يعني من القرات السبعة او العشرة وكذلك صفة الاباء كذلك مخارج الحروب من حيث الترقيق والتفخيم ومن حيث يعني اشياء كثيرة لا مجال لذكرها يعرفها اهل الاختصاص. المقصود من ذلك ان تعليم القرآن تعليم للاداء تعليم للحروف لنطق الحروف تعليم لما فيه من الاحكام تعليم لما فيه من العقيدة والنبي عليه الصلاة الصلاة والسلام بلغ الجميع عليه الصلاة والسلام قال سبحانه يعني معنى القرآن واشتقاقه الى اخره مر معنا بما سبق قال بعدها جل وعلا خلق الانسان والمقصود بالانسان اما الجنس يعني كل انسان واما ادم عليه السلام الذي علم البيان وجعل مفصحا عما في ضميره بانواع البيان والنطق وهذه نعمة خاصة واثر من اثار رحمة الله جل وعلا ان جعل الانسان لا بيان قال علمه البيان والبيان كما سمعت قال فيه الحسن بيان يعني النطق وقال الظحاك وقتادة وغيرهما يعني الخير والشر قال وقول الحسن ها هنا احسن واقوى وذلك يعني مأخذ تفسير الظحاك وقتادة ماخذ لغوي كما ان مأخذ الحسن ايضا لغوي لان كلمة البيان مأخوذة من البينونة ومن البين الذي هو الانفصال والافتراء النطق منفصل عن الانسان لانه اذا تكلم بالكلمة اذا ابانا عما في ضميره فقد انفصل عنه الى غيره بعد ان كان مستكنا في ضميره والبيان الذي هو او الخير والشر الذي هو وبين عنه وانفصل منه. هو في الحقيقة بيان لانه ما فما دام انه بان منه فهو بيان. لانه منفصل عنه فيعني قول ضحاك وقتادة وغيرهما ليس بغريب ولا بمطرح لان له مأخذا في اللغة لكن البيان بمعنى النطق والافصاح عما في النفس هذا هو الصحيح في التفسير وذلك ايضا لان كلمة البيان للاستعمال العرفي وفي الحقيقة العرفية انيطت ببيان اللسان لا ما يفطر عن الانسان والجوع من بجوارحه من افعال الخير وافعال الشر وانما هو بما يبين به عن نفسه. ومن المتقرر في الاصول ان الحقيقة اللغوية والحقيقة العرفية اذا تعارض قدمت الحقيقة العرفي لهذا كان اكثر استعمال كلمة البيان فيما بان على الانسان من نطقه لا ما بان عن الانسان من اجزائه الاخرى او افعاله او ما بان عن غيره او نحو ذلك. وعللها كثير بقوله لان السياق في تعليمه تعالى القرآن وهو اداء تلاوته وانما يكون ذلك بتيسير النطق على الخلق قيل خروج الحروف من مواضعها من الحلق واللسان والشفتين على اختلاف مخارجها وانواعها وهذا فيه تأكيد لنعمة القرآن تأسيس اولى من التأكيد فالاولى ان يجعل ذلك اثر من اثار رحمة الله جل وعلا بمعنى زائد بشيء جديد عن تعليم القرآن. فلا يحمل قوله علمه البيان على علم القرآن عن تعليم القرآن هو تعليم للبيان بنفسه بما فيه فقول ابن كثير هذا فيه تأكيد لما سبق وتأسيس اولى من التأكيد بانه منفصل ايضا بقوله خلق الانسان ولان تعليم القرآن نعمة خاصة بالمؤمن وعما يعني اذا ابانا وتلى ونطق واما تعليم البيان فهي نعمة عامة بها تكريم الانسان الشمس والقمر بحسبان شمس معروفة والقمر ايضا معروف لانها الشمس المقصود منها هذه الشمس والقمر المقصود من هذا القمر لا نوع الشموس ونوع الاقمار لان الاقمار كثيرة من حيث هي والشموس كثيرة حيث هي هو ولكن المقصود هنا الشمس والقمر وحيثما وردت في القرآن انها الشمس المعهودة والقمر المعهود بحسبان يعني تجري بحساب جعله الله جل وعلا مقنن لا يخرج. تخرج الشمس عن هذا الحساب ولا القمر عن هذا الحساب. لا الشمس ينبغي لها ان تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون اما اثر عكرمة فهذا بهاد منه وفيه امور غيبية لا يكفي في الاخذ بها ان تكون عن احد التابعين. والمعروف عند المفسرين اه عند الاصوليين ان قول التابعي ان اتيان التابع بشيء مما لا يدرك بالاجتهاد ولا تعمل فيه العقول انه بمنزلة المرسل وهذا فيما اذا لم يكن يأخذ عن اهل الكتاب نعم نكتفي نكتفي بهذا والنجم والشجر ها سم الله. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وصلى الله وسلم على على رسول الله اللهم الهمنا رشدنا وقنا شر انفسنا واغفر لنا وشيخنا والحاضرين. قال الامام ابن كثير رحمه الله تعالى وقوله تعالى والنجم والشجر يسجدان قال ابن جرير اختلف المفسرون في معنى قوله والنجم بعد اجماعهم على ان الشجر ما قام على ساق رواه سعيد فروي عن عن ابن ابي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال النجم من بسط على وجه الارض يعني من النبات قال سعيد بن جبير والسدي وسفيان الثوري. وقد اختاره ابن جرير رحمه الله تعالى وقال مجاهد النجم الذي في السماء وكذا قال الحسن وقتادة وهذا القول هو الاظهر. والله اعلم. لقوله تعالى الم تر ان الله يسجد له من في السماوات ومن في الارض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب هو كثير من الناس. الاية وقوله تعالى والسماء رفعها ووظع يعني العدل كما قال تعالى لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وهكذا قال ها هنا الا تطغوا في الميزان. اي خلق السماوات والارض بالحق والعدل. لتكون الاشياء كلها بالحق قوى العدل ولهذا قال تعالى واقيموا الوزن بالقسط ولا تقصروا الميزان. اي لا تبخصوا الوزن فازنوا بالحق والقسط. كما قال تعالى وزنوا بالقسطاس المستقيم. وقوله تعالى والارض وضعها للانام اي كما رفع السماء ووضع واي كما رفع السماء وضع الارض ومهدها وارساها بالجبال الراسيات الشامخات لتستقر لتستقر لما على وجهها من ان انام وهم الخلائق المختلفة انواعهم واشكالهم والوانهم والسنتهم في سائر اقطارها وارجائها. قال ابن عباس ومجاهد وقتادة وابن زيد الانام الخط. فيها فاكهة اي مختلفة الالوان والطعوم والروائح. والنقل ذات افرده بالذكر لشرفه ونفعه رطبا ويابسا. والاسماء قال ابن جريج عن ابن عباس هي اوعية الطلق وهكذا وهكذا قال غير واحد من المفسرين. وهو الذي يطلع فيه العنقود ثم ينشق عن العنقود فيكون بسرا ثم رطبا ثم ثم ينضج ويتناهى ويتناهى نفعه واستواءه. وقال ابن ابي حاتم ذكرت ذكر عن عمرو ابن علي الصيرفي قال دفن ابو قتيبة قال حدثنا يونس ابن الحارث الطائفي عن الشعبي قال كتب قيصر الى عمر اخبرك ان رسلي اتت ان رسلي اتتني من قبلك فزعمت ان قبلكم شجرة ليست بخليقة لشيء من الخير. تخرج مثل اذان الحبيب ثم تتشقق مثل ثم ثم تخضر فتكون مثل الزمرد الاخضر ثم تحمر فتكون كالياقوت الاحمر ثم تينع فتنضج فتكون كاطيب كاطيب فالوزج اكل ثم تيبس فتكون عصمة للمقيم وزادا للمسافر. فان فان تكن رسلي صدقتني فلا ارى هذه الشجرة الا من شجر الجنة. فكتب اليه عمر ابن الخطاب من عبد الله عمر امير المؤمنين بن عبدالله عمر امير المؤمنين الى قيصر ملك الروم ان ان رسل ان رسلك قد صدقوك قد صدقوك هذه الشجرة عندها ان رسلك قد صدقوك هذه الشجرة عندنا وهي الشجرة التي انبتها الله على مريم حين نفثت بعيسى ابنها فاتق الله ولا تتخذ عيسى الها من لله فان مثل عيسى عند الله كمثل ادم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون. الحق من ربك فلا تكن من المهترين وقيل الاصنام رفاتها وهو الليف الذي على عنق النخلة وهو قول الحسن وقتادة. والحفظ ذو العصف والريحان قال علي ابن ابي طلحة فعن ابن عباس والحب ذو العصر يعني التين. وقال العوفي عن ابن عباس العصر ورق الزرع الاخضر الذي قطع رؤوسه فهو يسمى العصر اذا يبس وكذا قال قتادة وظحاك وابو مالك عصفه الصفوف كمل كمل قال وقال العوبي عن ابن عباس العفو واخا واخا وكذا قال قتادة والضحاك وابو مالك عصفه تبنه وقال ابن عباس ومجاهد وغير واحد والريحان يعني الورق. وقال الحسن هو ريحانكم هذا. وقال علي ابن ابي طلحة عن ابن عباس والريحان خبر الزرع ومعنى هذا والله اعلم ان الحب كالقمح والشعير ونحوهما له في حال نباته عصف وهو ما علا السنبلة وريحانة وهو الورق الملتف على ساقها. وقيل العصف الورق اول ما ينبت الزرع البخل والريحان والورق يعني اذا اسجن وانعقد فيه الحفل كما قال زيد ابن عمرو ابن نبيل في قصيدته المشهورة وقولا له من ينبت الحب في الثرى فيصبح منه البخل ويهتز رابيا ويخرج منه حبه في رؤوسه ففي ذاك ايات لمن كان واعيا. وقوله تعالى فبأي الاء ربكم ما تكذبان اي فباي الاء فباي الالاء يا معشر الثقلين من الجنس والجن تكذبان. قاله مجاهد وغير واحد عليه السياق بعده اي النعم ظاهرة عليكم اي النعم ظاهرة عليكم وانتم مغمورون بها لا تستطيعون انكارها ولا جحودها فنحن نقول كما قالت الجن المؤمنون به اللهم ولا بشيء من الائك ربنا نكذب. فلك الحمد ابن عباس يقول لا بايها يا ربي اي لا نكذب بشيء منها. قال الامام احمد حدثنا يحيى بن اسحاق قال حدثنا ابن لهيعة عن الاسود عن عروة عن اسماء بنت ابي بكر قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ وهو يصلي نحو الركن قبل ان قبل ان يصدع بما يؤمر والمشركون يستمعون فباي الاء ربكما تكذبان بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه اللهم نسألك علما نافعا وعملا صالحا. اللهم فقهنا في الدين وعلمنا من التأويل واجعلنا في ذلك مصيبين يا ارحم الراحمين ثم هذه السورة كما ذكرت لك قبل هي في تعداد نعم الله جل وعلا واثار رحمته سبحانه وتعالى اذ النعم من اثار الرحمة والرحمة اثر من اثار بسم الله الرحمن لان الله جل وعلا جعل رحمة من رحمته في الارض فبها يتراحمون ورحمة الله جل وعلا وسعت كل شيء لهذا قال سبحانه وتعالى الرحمن علم القرآن خلق الانسان علمه البيان الشمس والقمر بحسبان فتعليم القرآن هي اعظم النعم واعظم اثار الرحمة بما في ذلك من المصالح العظيمة الدينية في الدنيا والاخرة والدنيوية القرآن به سعادة الناس وسعادة العباد لهذا لما اخذت به هذه الامة جعل الله جل وعلا لها ذكرا في الاولين وفي الاخرين قال سبحانه وانه لذكر لك ولقومك ثم بين سبحانه ان نعمة البيان عند الانسان ايضا من رحمة الله به لانها لانه بها تحقق وصار اهلا لان يكون مكلفا وان يكون عبدا لله جل وعلا على الاختيار قال سبحانه خلق الانسان علمه البيان ثم ذكر نعمة الشمس والقمر التي بدونها لا تتم حياة الانسان فقال الشمس والقمر بحسبان فذكر الالاء الدينية وهي القرآن وتعليم القرآن وذكر الالات الدنيوية لخلق الانسان وتعليمه البيان في نفسه هو اول ما يراه الانسان وذكر الالاء التي في الافاق ينظر اليها في السماء وهي الشمس والقمر ثم بين جل وعلا ان النجم والشجر يسجدان له فقال والنجم والشجر يسجدان والنجم اختلف فيه كما سمعت مع اتفاقهم على ان الشجر هو ما له ساق من النبات وهو انواع كثيرة فقال ان النجم اختلف فيه السلف فمنهم من قال ان النجم هو النجم المعروف في السماء الذي يظهر ويغيب قال طائفة من السلف سمعت اسماءهم ان النجم هو هو النبات الذي يمتد في الارض ولا ساق له قبل الدخول في ترجيح بين هذه الاقوال لابد من فهم لسبب قول من قال ان النجم هو ما له ساق ما ليس له ساق من النبات ومن قال به ذهب الى ان السياق ذكر فيه الشمس والقمر سمع ايضا ذكرت بعد ذلك وهذه كلها مرتفعة والنجم يدخل في السماء يدخل ذكر الرحمة به الشمس والقمر من باب الاشارة والتنبيه على الادنى بذكر الاعلى لهذا نظروا الى ان تأسيس وذكر شيء جديد اولى من ذكر شيء مكرر وخاصة ان هذه الاية فيها ذكر السجود والسجود لما ذكر الشجر وهو له ساق فقال حتى ما ليس له ساق مما هو ممتد في الارض مما قد لا يتصور انه يسجد السجود الذي فيه الانحناء فانه يسجد ولهذا قال من قال ان النجم هو الشجر الممتد في الارض او النبات. احسنت النبات الممتد في الارض والشجر هو ما له ساق وقد يعظم جدا فيكون دوحة عظيمة فلهذا القول بان النجم هو ما يمتد في الارض وما ليس له ساق من النبات له اساسه من اللغة وله شواهده الكثيرة من اللغة اختيار احد تفاسير اللغوية باللفظ لاجل السياق هذا كثير في تفاسير السلف والراجح من القولين وان النجم هو النجم الذي في السمع ووجه الترجيح ان النجم الذي خلقه الله جل وعلا في السماء والشجر الذي خلقه الله جل وعلا في الارض اشترك بالسجود فهذا يمثل البعد وهذا يمثل القرب اذا كان كذلك فان الانسان الذي علم البيان وانعم عليه بالشمس وبالالاء الكثيرة ورحم فانه لابد له من ان يسجد كما سجد ذلك الكوكب البعيد وكما سجد سجدت هذه الشجرة القريبة والوجه الثاني من الترجيح ان الشجر جنس والنجم جنس على هذا التفسير والواو الاصل فيها انها للمغايرة لمغايرة الاجناس او لمغايرة الذوات لا لمغايرة الصفات فلهذا لما ذكر السجود والسجود يكون للذوات كان الانسب ان يكون هناك استقلال في ذكر جنس الساجدين وهذا هو الذي اشار اليه ابن كثير باستدلاله باية سورة الحج حيث ذكر الله جل وعلا الاجناس فقال سبحانه الم ترى ان الله يسجد له من في السماوات ومن في الارض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواء وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب. ومن يهن الله فما له من مكرم ان الله يفعل ما يشاء فذكر ان الله جل وعلا تسجد له هذه الاجناس على اختلافها الشمس والقمر هذان جنسان والنجم على بعده والجبال ايضا جنسان والشجر والدواب وكثير من الناس ذكر صنوف ذلك وهذا ابلغ في ذكر معنى السجود لله جل وعلا لان سجود النجم وسجود الشجر يعني النجم الذي في السماء والشجر الذي في الارض ابلغ في الدلالة والتأثير في ما يجب من سجود الانسان طوعا واختيار الوجه الثالث من الترجيح ان اعتبار السياق القرآني والاستعمال في القرآن اولى من اهماله كلمة النجم في القرآن من اوله الى اخره جاءت بمعنى النجم الذي في السماء فاعمالها او لا من ان يؤسس لذلك معنى جديد ولو كان له وجه في اللغة فدلت هذه الاوجه الثلاثة على ان الراجح او الصواب ان النجم هو النجم الذي في السماء وليس المراد به النبات الذي لا ساق له الممتد في الارض قالا يسجدان وسجود النجم والشجر والشمس والقمر والجبال والدواب والسماء والعرض وجود الاشياء لله جل وعلا هو سجود حقيقي عند اهل السنة والجماعة يجعلون سجود غير المكلفين على ظاهره سجود يصح ان يطلق عليه سجود بمعنى الكلمة كلمة يسجد والسجود سجود الكائنات لله جل وعلا اختلف فيه المفسرون على اختلاف مذاهبهم فقالت طائفة ان السجود هو السجود الحقيقي على ما سيأتي بيان وقال اخرون وهو مذهب الاساعرة و جماعات ايضا من غيرهم واظنه مذهب المعتزلة ان السجود معناه طهور اثار الصنعة فيها الذي من اجله اذا تأمله المتأمل سجد لله جل وعلا هذا لا شك انه به صرف اللفظ عن الظاهر تفسير بشي لا قرينة له تمنع منه والقول الاول هو الصواب وهو الذي عليه السلف وائمة الاسلام من ان السجود وجود حقيقي ولفظ السجود مما تلف فيه الاستعمال فاستعمل السجود بالمعنى اللغوي استعمل السجود بمعنى عرفي واستعمل السجود في معنى شرعي اما المعنى اللغوي وكل هذه حقيقة الاول حقيقة لغوية والثاني حقيقة عرفية والثالث حقيقة شرعية فمعنى السجود في الحقيقة اللغوية هو ان هذه الاشياء خاضعة لله جل وعلا مطيعة ذليلة له سبحانه او تقول السجود في اللغة والخضوع والذل والتطامن لمن سجد له واما الحقيقة العرفية فان السجود هو التعظيم والخضوع والتطامن بنوع من الوصف وهو الركوع او وضع الجبهة على الارض وكل ما كان فيه انحناء بالعرف العرف عرف العرب يقال له سجود هذا اخص من المعنى الاول ثم المعنى الثالث للسجود ان السجود جاء في الشرع يعني في شريعة الاسلام بزيادة تخصيص على المعنى العرفي وهو ان السجود هو تعظيم الله جل وعلا والخضوع له والتطامن بوظع الجبهة والانف على الارض بهذا اختلف الذين قالوا ان السجود حقيقي على هذه الاقوال ثلاثة فمنهم من قال بالاول وهو اللغوي وقال به جماعات من علماء سنة وايضا من الاشاعرة ومن غيرهم يعني تجدوا هذا القول كثير عند المفسرين من ان السجود خضوع هذه الاشياء لله جل وعلا وذلها وتظامنها له سبحانه وتعظيمها لربها جل وعلا ومنهم من قال ان السجود لما كان منقسما الى هذه الاقسام الثلاثة ايراد اللفظ فاننا نعمل القواعد الاصولية ومنها ان الحقيقة الشرعية اذا تعارضت مع الحقيقة العرفية او اللغوية فاننا نقدم الحقيقة الشرعية فيكون السجود هنا سجود حقيقي شرعي وهذا يقولون امر غيبي لا يعلم به كيف يكون واستدلوا له بقول النبي عليه الصلاة والسلام لابي ذر يا ابا ذر ان تدري اين تذهب الشمس حين تغيب قال لا يا رسول الله قال تذهب فتسجد تحت العرش ثم تستأذن فقوله تذهب فتسجد تحت العرش ظاهره ان السجود حقيقي لكن شرعي لكن الشمس والاشياء بالاتفاق ليس لها جبهة ولا ان فيكون السجود شرعيا لكن على صفة معينة وهذا القول رجحه عدد من اهل العلم خاصة من بعض المحققين المعاصرين ولكنه ليس بذي ظهور في اقوال السلف وانما هو اعمال للقواعد الاصولية المسألة الخلافية واذا كان المعنى الشرعي للسجود وضع الجبهة على الارض فان المعنى العرفي ان الركوع ايضا سجود كما قال جل وعلا ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة قلوا الباب سجد يعني راكعين الركوع نوع من من السجود بهذا فان قول الاظهر من هذين القولين في اعمال الحقيقة هو القول باعمال الحقيقة اللغوية لا الحقيقة الشرعية يعني ان السجود حاصل على حقيقته بخضوع الاشياء لله جل وعلا متى عظيم هذه الاشياء لله سبحانه وتعالى تضامنها لله وذلها بين يدي الله جل وعلا على صفة لا نعلمها كيف حقيقة هذه الصفة لا نعلمها سجود الانسان لما جاء الشرع لانه ذو جبهة وذو انف فيكون على هذا النحو لكن كيف تسجد الاشياء لله جل وعلا الله اعلم بحقيقته بالكيفية لكن المعنى معروف بانه خضوعها وتضامنها وذلها تعظيما لله جل وعلا ومن الاغلاط في تفسير السجود ان يقال السجود هو بمعنى نفوذ احكام الله جل وعلا فيها نفوذ الاحكام هذا شيء مفروض الكل تنفذ فيه احكام الله جل وعلا حتى الكافر والله جل وعلا حين ذكر السجود ميز بين وجود طائفة وعدم سجود طاعة فقال وكثير من الناس ثم قال وكثير حق عليه العذاب يعني فلم يسجد فنفوذ الاحكام مع انه موجود هذا القول في بعض الكتب التفسير ليس من الاقوال الجيدة او هو غلط وبالمناسبة يجري على ذلك الكلام على تسبيح الكائنات وان من شيء الا يسبح بحمده يسبح لله ما في السماوات وما في الارض تسبيح ما صفته يجري عليه البحث نفسه اهل السنة يقولون التسبيح على ظاهره والاشاعرة ومن نحى نحوهم يقولون ان تسبيح الكائنات ظهور اثار الصنعة فيها مما يجلب للمتأمل والناظر تسبيحه لله جل وعلا و مثل ما ذكرت لك قول السلف وككلامهم في السجود بان التسبيح على ظاهره كما جاء في كلام ابن مسعود رضي الله عنه قال قلنا نسمع تسبيح الطعام ونحن مع رسول الله عليه الصلاة والسلام نسمع تسبيح الطعام يعني انه يسبح على حقيقته وهذه مرتبطة بشيء كثير لكن كما قال الله جل وعلا ولكن لا تفقهون تسبيحه كذلك ولكن لا تفقهون سجودهم لان الباب باب واحد قال سبحانه وتعالى بعدها والسماء رفعها ووضع الميزان السماء المقصود منها واحدة السماوات السبع سميت سماء لعلوها فيقصد بالسماء الجنس يعني جنس السماوات او واحدة السماوات ذلك لان الالف واللام فيها اما ان تكون للجنس فتشمل الجميع واما ان تكون للعهد فيراد منها هذه السماء المرئية ورفع السماء هل هو بعمد او ليس بعمد الاكثرون على ان رفع السماء بغير عمد وقال اخرون ان وهم قلة ان رفع السماء بغير عمد ترى. ولكن ثم عمد لكنها لا ترى بهذا لما قال جل وعلا بغير عمد ترونها اختلف المفسرون هل ترونها راجع للسماء يعني ترون السمع انها بغير عمد او راجع للعمد انها مرفوعة بغير عمد مرئية يعني ثم عمد ليست مرئية والرفع رفع السماء على الصحيح مثل ما ذكرت لك انه بغير عمد اصلع وان قوله ترونها ورفع السماء بغير عمد لانها مرئية تراها انه ليس ثم عمد وحصول الحجة لا يكون بشيء لا يرى وانما يكون بشيء يرى وحصول الاية والتأمل في ذلك. فقال والسماء رفعها يعني بغير عمد كما ترون قال ووضع الميزان وضع الميزان يعني جعل العدل والميزان المراد به ما يعدل به سواء اكان ميزانا حقيقيا او كان ميزانا حسيا ميزانا ليتبايع به المعروف ام كان ميزانا توزن به الاشياء مما ليس له اه كفتاه ولهذا قال جل وعلا الله الذي انزل الكتاب بالحق والميزان انزل الكتاب بالحق والميزان يعني انزل العدل وما يتوازن وتوزن به الامور من امور مختلفة كالحكمة والعقل والادراك غير ذلك مما يوزن به ويدخل ويدخل في ذلك الميزان المعروف اه لهذا التفسير لما فسروا الميزان بالعدل تفسير العام قالت المعتزلة ان الميزان يوم القيامة هو العدل وليس ثم ميزان حسي له كفتان بان الاعمال لا توزن ولانه الى اخره وهذا تفسير منهم له مستمسك كقاعدة اهل البدع بانه لا بد لهم من مستمسك اما لغوي او شرعي. لكنه ليس مستمسكا حقا وصحيحا بان الميزان صحيح ان الميزان يطلق ويراد به العدل وان قوله تعالى ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تهرم نفس شيئا. وان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها وكفى بنا حاسبين انه يحتمل ان يكون الميزان هنا العدل وان يكون الميزان الحسي المعروف لكن في قوله جل وعلا فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون. ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم يدل على اه ان الميزان يثقل وهذا بينته السنة بان الميزان له كفتاه ولهذا نقول في مسألة يوم القيامة ميزان غلطا يفسر بالعدل في اي موضع جاء الاية بل تفسيره بالميزان المعروف الحسي وهل هو ميزان او موازين؟ بحث اه معروفون في محله وضع الميزان يعني جعل الميزان بين الناس يتحاكمون اليه اوجب الله جل وعلا عليهم العدل وحرم عليهم الظلم. فقال سبحانه بعدها الا تطغوا في الميزان يعني الا تتجاوز الحد بما امرتم به من العدل بل الزموا العدل انتم منهيون عن الظلم بجميع انواعه والعدل قامت به عليه السماوات والارض وامر الله جل وعلا به امرا مطلقا دون استثناء وجعله اول الاوان فقال سبحانه ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى والعدل وعدم الطغيان في وزن الامور هو اساس من اساسات برهان التوحيد لان المرأة اذا عدل عبد الله جل وعلا وحده دون ما سواه. اذا عدل ولم يظلم لم يشرك بالله جل وعلا احدا. ولذلك صار الشرك ظلما وهذا يعني انه ليس بالعدل فهو ظلم وهو اقبح الظلم ان الشرك لظلم عظيم فاعظم ما به يكون الطغيان في الميزان بالشرك فالذين اشركوا بالله جل وعلا وعبدوا معه الهة اخرى طغوا في الميزان والله جل وعلا جعل الميزان ليقوم الناس بالقسط كما قال سبحانه لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوموا الناس بالقسط يعني ليكون الناس فيما بينهم اهل عدل وينفون عنهم الظلم فيما يتحاكمون اليه وفيما يحكمون به في امورهم المختلفة قال سبحانه واقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان يعني انكم اذا وزنتم فكونوا اهل عدل في الوزن ولا تخسر الميزان يعني لا تحيف في ذلك او تغش او تقول بغير الحق والقسط وهذا يدخل فيه الموازين معروفة يعني موازين الوزانين التطفيف فيها والى اخره ويدخل فيه ما هو اعم من ذلك كما ذكرت لك قال سبحانه