المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ دروس من تفسير القرآن الكريم. تفسير سورة الواقعة. الدرس العاشر. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه والتابعين. قال الامام ابن كثير رحمه الله تعالى ثم قال افرأيتم النار التي تورون؟ اي تقدحون من الزناد وتخرجونها من اصلها؟ اانتم انشأتم شجرة تهاءم نحن المنشئون. اي بل نحن الذين جعلناها مودعة في موضعها. وللعرب شجرتان داهما المرخ والاخرى العفار. اذا اذا اخذ منهما غصنان اخضران فحك احدهما بالاخر تناثر من بينهما شرر النار. وقوله نحن جعلناها تذكرة. قال مجاهد وقتا اي تذكر النار الكبرى. قال قتادة ذكر لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا قوم ناركم هذه التي توقدون. جزء من سبعين جزءا من نار جهنم قالوا يا رسول الله ان كانت لكافية. قال قد ضربت بالماء ضربتين او مرتين حتى يستنفع بها بنو ادم ويدنو منها. اما ها ما ذكر لنا حنا ذكر لنا ان شيخنا نعم بينك تبينه وهذا الذي ارسله قتادة رواه الامام احمد في مسنده فقال تتنا سفيان عن ابي الزناد يعني معنى ذكر لنا ان قتادة ما يقول ذكر لنا رسول اللي قال ذكر لنا هي لعل لعلها ذكر لنا ان رسول الله هذي اقرب ذكر لنا ان رسول الله اي هذي اقرب بس ان النسخ الثنتين هذي جيدة مهتم به على مخطوطات. قال قتادة ذكر لنا رسول الله صلى ذكر لنا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا قوم ناركم هذه التي توقدون جزء جزءا من سبعين. جزء من سبعين جزءا جزءا من نار جهنم. قالوا يا رسول الله ان كانت لكافية. قال قد ضربت بالماء ضربتين او مرتين حتى يستنفع بها بنو ادم ويدنو منها. وهذا الذي ارسله قتادة رواه الامام احمد في فقال حدثنا سفيان عن ابي الزناد عن الاعرج عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ان ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم وضربت بالبحر مرتين. ولولا ذلك ما جعل الله فيها منفعة لاحد. فقال الامام ما لك عن ابي الزناد عن الاعرج عن ابي ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نار بني ادم التي يوقدون جزء من سبعين جزءا من نار جهنم فقالوا يا رسول الله ان كانت لكافية فقال انها فضلت عليها بتسعة بتسعة وستين جزءا. رواه البخاري من حديث ما لك ومسلم ومسلم من حديث ابي الزناد ورواه مسلم من حديث عبد الرزاق عم عبد الرزاق من حديث عبد الرزاق عن معمر؟ عبد الرزاق من حديث عبد رزاق عن معمر عن همام عن ابي هريرة به. وفي لفظ والذي نفسي بيده لقد فضلت عليه بتسعة وستين جزءا. كله كلهن مثل حرها. مثل كلهن مثل حرها. وقال ابو القاسم الطبراني حدثنا احمد بن عمرو الخلال حدثنا ابراهيم ابن المنذر الحزامي حدثنا معن ابن عيسى القزاز. عن ما لك عن عمه ابي السهيل. عن ابيه عن ابي هريرة قال قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتدرون ما مثل ما مثل ناركم هذه من نار نار جهنم لهي اشد سوادا من دخان ناركم هذه بسبعين ضعفا. قال الضياء المقدسي وقد رواه ابن مصعب عن ما لك ولم يرفعه وهو عندي علم. ولم يرفعه وهو عندي على شرط الصحيح ها وقوله ومتاعا للمقوين. قال ابن عباس ومجاهد وقتادة والضحاك النظر ابن عربي معنى للمقوين المسافرين. واختاره ابن جرير. وقال ومنه قولهم اذا رحل اهلها وقال غيره القي والقوا القهر الخالي البعيد من العمران. فقال عبدالرحمن بن زيد بن اسلم المقوي هنا الجائع. وقال عبدالرحمن بن زيد لابن اسلم المقوي هنا الجائع فقال ليث ابن ابي فقال ليث ابن ابي سليم. وقال ليث ابن ابي سليم عن مجاهد ومتاعا للمقوين للحاضر والمسافر لكل طعام لكل لكل طعام. لكل طعام لكل طعام لا يصلحه لا يصلحه الا النار. وكذا روى سفيان عن جابر الجعفي عن مجاهد. وقال ابن ابي نجيح عن مجاهد قوله للمقوين المستمتعين الناس الناس اجمعين. وكذا وكذا ذكر عن عكرمة. وهذا التفسير اعم عن غيره. فان الحاضر والبادي من غريم وفقير. الكل محتاجون للطبخ والاصطلاء والاضاءة وغير ذلك من المنافع. ثم من لطف الله تعالى ان اودعها في الاحجار وخالص الحديد. بحيث بحيث يتمكن المسافر من حمل ذلك في متاعه وبين ثيابه. فاذا احتاج الى ذلك في منزله اخرجه. اخرج زنده واقسم اخرج زنده واورى واوقد ناره فاطبخ بها واصطلح واستوى واستأنس بها وانتفع بها يا سائر الانتفاعات. فلهذا افرد المسافرون وان كان ذلك عاما في حق الناس كلهم فلهذا اخرج المسافرون فلهذا افرز المسافر لانه اراد المعنى ولو قال افرد المقوين كن وجيه لكن لما يا حلل كافرين منقولة المعنى من المقول ان يفسر المخوي في باب الادب فلهذا افرد المسافرون وان كان ذلك عاما في حق الناس كلهم وقد يستدل له بما رواه الامام احمد وابو داوود. من حديث ابي خداش حبان من حديث ابي خداش بان ابن زيد الشرعبي الشامي عن رجل من المهاجرين من قرن ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الشرع بي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المسلمون شركاء في ثلاثة النار والكلأ والماء وروى ابن ماجة وروى ابن ماجة وروى ابن ماجة باسناد جيد عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث لا يمنعن الماء والكلأ والنار وله من حديث ابن عباس مرفوعا مثل هذا وزيادة وثمنه حرام ولكن في اسناده عبد الله ولكن في اسناده عبدالله بن فراش بن حوشب وهو ضعيف والله اعلم. وقوله فسبح باسم ربك العظيم اي الذي بقدرته خلق هذه الاشياء المختلفة المتضادة. الماء العذب الماء العذب الزلال ولو شاء لجعله ملحا اجاجا. ملحا اجاجا كالبحار المبرقة. وخلق النار المحرقة وجعل ذلك مصلحة للعباد. وجعل هذه منفعة لهم في معاش دنياهم. وزاجرا لهم في الميعاد الحمدلله الذي انزل القرآن على عبده. والحمد له على هدايته ونوره وتبارك الذي نزل القرآن على عبده وللعالمين نذيرا. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فاسأل الله جل وعلا لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح وان يوفقنا الى ما يحب ويرضى وان يجعلنا من اهل القرآن الذين هم اهله وخاصته اللهم علمنا منه ما جهلنا وذكرنا منه ما نسينا ومن علينا بتلاوته اطراف النهار واناء الليل لعلك ترضى ثم هذه السورة سورة الواقعة مر معكم فيما مضى ان السورة مشتملة على تقرير البعث وانقسام الناس في الدنيا وفي الاخرة الى ثلاثة اقسام الى مقربين سابقين والى اصحاب اليمين والى اصحاب الشمال وان من وسائل تقرير بعث الله جل وعلا للعباد من جهة عقلية ان ينظر العبد في مبتدأ الخلق في انه خلق من لا شيء مذكور فبدأ الله جل وعلا بالدلائل على وحدانيته وقدرته على الاعادة بذكر ما خلق منه الانسان وهو المني؟ فقال جل وعلا نحن خلقناكم فلولا تصدقون ثم دلل على ذلك بذكر ما خلق منه الانسان ثم مضى الى اشياء اخر ونعم الله جل وعلا على عباده واصناف الائه هي تذكر بان الرب هو الله جل وعلا وحده وتقرر توحيد الربوبية وتوحيد الربوبية في هذا المقام يقتضي كمال عدل الله جل وعلا وكمال قدرته وكمال حكمه الذي يشمل جميع الازمنة وجميع الامكنة وعدله سبحانه يقضي بانه جل وعلا لا يساوي بين عمل الاشرار وعمل الصالحين ام نجعل الذين امنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الارض ام نجعل المتقين كالفجار ولهذا تجد في القرآن كثيرا ما يحرر الرب جل وعلا البعث بتقرير توحيد الربوبية فتوحيد الربوبية مستلزم لتوحيد الالهية كما انه مستلزم لي كمال عدل الرب جل وعلا بل بل دال عليه ومستلزم اعادة الناس في اليوم الاخر حتى يجزى المحسن باحسانه والمسيء باساءته فهذه الايات من قوله جل وعلا افرأيتم ما تمنون اانتم تخلقونه ام نحن الخالقون الى قوله فسبح باسم ربك العظيم هي في دلالة اثبات توحيد الربوبية والمقصود منه اثبات البعث بعد الممات الذي هو موضوع هذه السورة وانقسام الناس بعد الرجوع الى الرب جل وعلا الى الاصناف الثلاث الايات التي سمعتم فيها ذكر شيء من عظيم نعم الله جل وعلا وبديع صنعه فقال سبحانه افرأيتم النار التي تورون. اانتم انشأتم شجرتها ام نحن المنشئون نحن جعلناها تذكرة ومتاعا للمقوين فسبح باسم ربك العظيم. يذكر الله جل وعلا بهذه النار التي تخرج كما هو في معهود العرب من ظدها ولهذا ذكر بالشجرة والعرب تعلم الشجرتين اللتين تنبتان في ارضهم ويرى منهما النار باحتكاك هذه بهذه يعني باحتكاك الاخضر بالاخضر والدلالة من ذلك يعني من هذه الايات على تقرير بعث الله جل وعلا ان الشجر فيه الرطوبة وفيه الماء ومنه يخرج ضد ذلك وهو النار التي فيها الحرارة وفيها الجفاف وفيها الاحرام ومن طبيعة الاخضر اشتماله على الماء واشتماله على البرودة واشتماله على الرطوبة وهذا ضد وصف النار بجميع الصفات فلهذا جعل الله جل وعلا اخراج الضد من ضده جعله دليلا على ان البعث ايسر لان احياء العظام ليس فيها اخراج ظد من ظده بل الانسان خلق من تراب ثم اذا مات تحلل بعض بدنه في التراب فهو يخرج ويبعث من جنسه لا من ضده فاذا في ذكر النار دلالة على عبودية الله جل وعلا ودلالة على امكان البعث بعد موت الناس معنى تورون ذكر لكم ان معناها تقدحون او تشعلون او نحو ذلك من الاخراج بان كلمة تورون قد يعنى بها الادخال وقد يعنى بها الاخراج قد يعنى بها الدفن وقد يعنى بها في البعث يعني اخراج الشيء وبعد وهي هنا بمعنى تقدحون كما هو واضح. قال جل وعلا اهنتم انشأتم شجرتها ام نحن المنشئون والشجرة مر معك معناها والشجرة في لغة العرب تطلق على النبات الذي تتداخل بعض اغصانه ببعض وهذا فيه معنى تشاجر وهو التدافع. ولهذا في سورة الرحمن غاير الله جل وعلا بين النجم والشجر في قوله والنجم والشجر هيسجدان فنفهم منه ان الشجر هذا فيه اغصان وفيه كبار يعني واشتباك بعضها ببعض من حيث الصفة ومعلوم ان الانسان لا يستطيع ان يخرج الظد من ظده انشاء وخلقا وانما يمكنه ذلك استفادة مما خلق الله جل وعلا فالمنة والنعمة من الله سبحانه قال سبحانه بعد ذلك نحن جعلناها تذكرة وجعلناها تذكرة يعني سيرناها تذكرة وهذا اعني النار وكون النار تذكرة مثال النار الكبرى وجهنم اعاذنا الله جل وعلا منها ولهذا قال طائفة من اهل العلم ان كل انواع المؤذيات هي تذكرة لاعظم اعذاب وهو الذي يكون في جهنم لان ما في جهنم من العذاب متنوع عذاب بالنار وعذاب باشياء اخرى في داخل النار والعياذ بالله ولهذا كل ما تراه من انواع المؤذيات فهو يذكر باعظم انواع الهدى وهو العذاب في جهنم اعاذنا الله واياكم منها وكل ما تراه ايضا من مما يؤنس وتنعم به فهو تذكار للجنة فاذا امامك دائما ما يذكر بالجنة وما يذكر بالنار كأنواع الحشرات وانواع الهوام وعنوى الحرب وانواع ما يؤذي وينغص من المرض وكل هذا فيه تذكرة للمؤمن بضرب من التأمل تارة وبوضوح تارة اخرى فيه تذكرة للانواع العذاب الذي يكون في القبر او يوم القيامة. وكذلك انواع ما تسر به وتتنعم به فيه تذكار للجنة فتنبه لهذا في قوله نحن جعلناها تذكرة وقلب المؤمن دائما فيه الحياة فلا يغفل عن انواع الاء الله جل وعلا وانواع تذكرته لعباده فيما يرون ويصبحون ويمسون عليه لان الحجة قائمة في ربوبيته سبحانه كما قال ابو العتاهية وفي كل شيء له اية تدل على انه الواحد سبحانه وتعالى. قال ومتاعا للمقوين يعني جعلناها مع كونها تذكرة متاعا والمتاع اسم جامع لكل ما يستمتع به ويستمتع به يعني يستفاد منه في امتاع الانسان فقد يكون اثاث البيت متاع في اللغة والمرأة ايضا متاع بل الدنيا كلها متاع كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة فكل ما يستمتع به يقال له متاع ولذلك صارت النار ايضا متاعا لاجل انها من اعظم ما يستمتع به اصلا ووسيلة فهي متاع في تدفئة ومتاع ايضا في الاستفادة منها في طهي الطعام ونحو ذلك اما كلمة المقوين في قوله ومتاعا للمقوين فالمقون اكثر العلماء فسرها بالمسافرين وهذا هو التفسير المشهور عند السلف وقد قال بعض المفسرين كما هو منقول عن مجاهد وعن غيره ان المقوين جميع الناس فيشمل المسافر ويشمل غير المسافر لان اقوى من المكان بمعنى جعله قصرا خاليا واقوت الدار اذا خلت من اهلها هذا ينطبق على المسافر وينطبق على الحاضر لان الحاضر بانتقاله من بيته في النهار يقوي الدار يعني يخليها والمسافر يقوي البلد والدار يعني يخليها. وهذا وايضا له من جهة اخرى صلة انه هو ايضا يقوي الارض الى اخر ذلك. فالمقصود ان تفسيره بتفسير مجاهد بالتفسير العام هذا له وجهه من اللغة وان كل انسان يدخل في المقوي بضرب من التفسير واما تفسير الاكثر فهو ان المحوين هم المسافرون والاستمتاع بالنار في حقهم اكثر من غيرهم كما ذكر لك ابن كثير في اخر كلامك وهذا كثير في القرآن في انه يخص المنتفع اما اصلا واما بانتفاعه اكثر من غيره يخصه بالاسم او يخصه بالوصف او يخصه الصفة الشاعر كما في وصف القرآن تارة بانه ينذر الله جل وعلا به الناس اجمعين وتارة انه ينذر به اهل الايمان الف لام ميم صاد كتاب انزل اليه فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به وذكرى للمؤمنين وقال في اية ياسين لتنذر به من كان حيا ويحق القول على الكافرين وقال في الخشية ايضا في يعني في انذار من يخشى في سورة فاطر انما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب واقاموا الصلاة مع انه قال في الاية الاخرى نذيرا للبشر ونحو ذلك من الايات التي فيها تخصيص وفيها تعميق وهذا لاجل حصول الانتفاع يعني اما ان يقصد به بها اصل الصفة او حصول الانتفاع الاكثر مما يقتضي التخصيص به وهذا قاعدة في القرآن كله يرد هذا وهذا ليس فيه آآ تعارض بل هذا لاجل التقصير وبالانتفاع وكأن المنتفع به اكثر او المنتفع به اصلا دون غيره كانه وجه اليه ونسب اليه دون غيره وهذه الاية فيما في من فسر المقوين بالمسافرين وفسروا المقوين بالناس اجمعين تدخل في هذا اذا له وهذا الاستطراد المقصود منه عن اه يتضح لك وجهة السلف اذا اختلفوا في التفسير فابن تيمية كما تعلمون يسميه تفسير تنوع اختلاف تنوع واختلاف تضاد وان هذا يدخل من اختلاف التنوع نعم لكن لماذا اختلفوا باختلاف التنوع يعني ما منشأ اختلاف التنوع لماذا بعضهم خص وبعضهم عم هذا له عدة احتمالات وعدة اتجاهات منها هذا الاتجاه الذي ذكرناه في هذه الاية بخصوصها قال جل وعلا بعدها فسبح باسم ربك العظيم هذه الفاء للتعقيب لكل ما سبق وليست خاصة بذكر النار وهي في مقام ان تكون تعقيبية على ما سبق معنى او على جملة تقدر؟ او ان تكون الفا ابتدائية لان الفاء عند علماء حروف المعاني تأتي للابتداء ايضا ولكن الاول اولى وهو اظهر في الدلالة في والمتفرد بالمحاسبة الاستحقاق العبادة وحده. فاذا علمت انه سبحانه هو الذي يخلق الانسان مما يغنيه وانه جل وعلا هو الذي قدر الموت نحن قدرنا بينكم الموتى وهو الذي جل وعلا ينزل الماء وهو الذي يبارك في الحرث سبحانه وتعالى وهو الذي يعطي الماء الزلال والنار التي بها تنضج للاشياء ويأكل الناس ويستدفئون يعني هذه اصناف من النعم اذا تدبرت هذه فسبح باسم ربك العظيم فالتسبيح نتيجة لهذا الامر. وسبح امر بالتسبيح وقوله فسبح باسم ربك يعني نزه اسم ربك واسماء الله جل وعلا عظيمة جليلة كثيرة وهذا يعني ان كلمة اسم صلة والمقصود فسبح ربك يعني نزه ربك العظيم عن كل النقائص والعيوب بان التسبيح في لغة العرب معناه التنزيه من النقائص والابعاد من ما لا يحمد ان يضاف الى الرب جل وعلا او ان يضاف الى ما اضيف اليه والتنزيه في ذلك وهذا في كلمة سبح وسبحان والتسبيح واشتقاق ذلك بانواعه ومنه قول الاعشى في شعره المعروف اقول لما جاءني فخره سبحان من علقمة الفاخرين يعني لما جاء من يفخر و آآ يمدح يقول سبحان من علقمة الفاخر يعني ابعادا وبعدا يعني كانه لا يستحق هذا اصلا فينزهه من من الفقر او ان يعود اه يبعد منه لعدم استحقاقه لذلك. فاذا سبح معناه نزه ابعد ربك بعظيم نزهه وابعده من كل صفات النقص هو السمات النقص وعدم الكمال والتسبيح بالقرآن جاء متعلقا بخمسة اشياء الاول تنزيه الله جل وعلا عن النقص والعيب في ربوبيته سبحانه وتعالى ويدخل في هذا في الربوبية ملكه سبحانه وملكه جل وعلا من حيث كونه صفة له ويدخل في الربوبية ايضا هنا ما يدبره جل وعلا في اصناف خلقه والثاني تنزيهه جل وعلا عن النقص والنقائص والعيب وعدم الكمال في اسمائه وصفاته فهو سبحانه المنزه كل اسم من اسمائه المتضمنة لصفات جلاله وجماله ونعوت كماله منزه سبحانه عن النقص فيها بكل وجه من الوجوه. فاسماؤه سبحانه وصفاته بان له على ذاته الجليلة العظيمة تبارك ربنا وتقدس المنزهة عن كل نقص وعيب الثالث تنزيهه جل وعلا عن النقص في الالوهية فاذا قلت سبحان الله او سبحان ربي العظيم سبحان ربي الاعلى فيتجه ايضا الى تنزيهه جل وعلا عن النقص في استحقاقه للالهية وحده سبحانه والنقص يكون لو كان معه شريك جل وعلا يعبد او كان معه واسطة او كان له جل وعلا واسطة في الدعاء وتوسل ونحو ذلك من الالهة التي عبدت فاذا التوحيد يكون في التسبيح لهذا ترى ان هذه الثلاثة هي انواع التوحيد وفي القرآن في الايات فيه ما يتعلق بهذا ويتعلق بهذا ويتعلق بذاك فهنا مثلا تعلقت بالربوبية وبالاسماء والصفات. وهي مستلزمة للتسبيح في الالهية كما هو معلوم. وفي مؤخرا تجد ان التسبيح منصب على الالوهية في مواضع منصب على القرآن وهكذا كما سيأتي في الاقسام. اما الرابع فهو تنزيهه جل وعلا عن النقص والنقائص في خلقه وقدره جل وعلا وخلقه يعني ما يخلق ما خلق في السماوات وفي الارض من انواع المخلوقات وقدره ما قدر لهذه المخلوقات التي خلق من تقدير يوافق حكمته جل وعلا. فتنزيهه سبحانه عن النقائص في خلقه يعني عن الا تكون على وجه الحكمة وعلى وجه تمام الخلق قال جل وعلا مثلا لما ذكر السماء في اول سورة الملك فارجع البصر هل ترى من فطور ثم ارجع البصر كرتين ينقلب اليك البصر خاسعا وهو حسير. وكل شيء خلقه جل وعلا قد جعل له قدرا وقدرا فقال سبحانه وخلق كل شيء فقدره تقديرا. وهذا كله موافق للحكمة العظيمة التي جعل الله جل وعلا الاشياء تسير على ما قدر الله من حكمته فاذا تنزيهه سبحانه عن النقص في خلقه وقدره عن ان يكون خلق شيئا باطلا وما خلقنا السماء والارض وما بينهما باطلة وقال جل وعلا وما خلقتك وما خلقنا السماوات والارض وما بينهما الا بالحق فالله جل وعلا لم يتخذ لهوا ولم يخلق السماء والارض باطلا ولم يخلقها الا بالحق فاذا هو منزه عن النقص في الحكمة في اي خلق خلقه او اي شيء قدره جل وعلا. والخامس والاخير هو تنزيهه جل وعلا عن ان يكون في كلامه الشرعي وامره الشرعي نقص بوجه من الوجوه فكلامه جل وعلا موصوف بنهاية الكمال وكتابه الذي انزل هو نهاية الاحكام وغاية الاحكام فهو جل وعلا الذي اكمل الشريعة واتم الدين فلا نقص في حكم من احكامها ولا ينسب الى الله جل وعلا النقص في اي حكم من الاحكام فيما شرع وامر به دينا سبحانه وتعالى وهذه ولا شك اذا ظممت اليها الحمد وهو اثبات الكمالات في هذه الخمسة انواع علمت وجه كوني في السماوات والارض ومن فيها وما فيها يسبح بحمد الله جل وعلا. وان من شيء الا يسبح بحمده ولهذا التوحيد الخالص لمن عقل واحب الله جل وعلا وعلم بديعة جلاله وجماله سبحانه وتعالى علم ان التوحيد الخالص في التسبيح والحمد فاذا جمعت حقيقة بين تسبيح الله جل وعلا وبين حمده فقد وحتى تمام التوحيد. لهذا الصلاة كلها تسبيح وحمد وتكبير واستغفار الصلاة كلها دائرة على هذه الاربعة تسبيح وحمد تكبير واستغفار هذا هو حقيقة توحيد الرب جل وعلا قال سبحانه هنا فسبح وهذا امر وتسبيح الله واجب فرض على كل احد اعتقادا وايضا قولا فسبح باسم ربك العظيم والعظيم هنا نعت للرب جل وعلا او نعت للاسم يعني الاسم العظيم او الرب العظيم جل وعلا. واسماؤه سبحانه عظيمة والرب جل جلاله هو العظيم سبحانه وتعالى نعم نكتفي بهذا يعني هي جزء من سبعين جزءا من نار جهنم وخففت بالماء. لان الماء يطفي يطفي ضربت البحر مرتين حتى طفأت. نعم