المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ دروس من تفسير القرآن الكريم. تفسير سورة النجم الدرس الثالث. قال الامام احمد حدثنا اسحاق قال حدثنا ابو عوانة عن عن امر عن امر ابن ابي سلمة عن ابيه عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا تمنى احدكم فلينظر ما يتمنى فانه لا يدري ما يكتب ما يكتب له من امنيته تفرد به احمد وقوله فلله الاخرة والاولى اي انما الامر ها اللهم الصغير عمر بن ابي سلمة الصغير هذا وقوله فلله الاخرة والاولى اي انما الامر كله لله مالك الدنيا والاخرة والمتصرف في الدنيا والاخرة فهو الذي ما شاءك عنه ما لم يشأ لم يكن. وقوله تعالى وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد ان يأذن الله الا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء ويرضى. لقوله من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا اعوذ بالله من العلم والعمل يا ارحم الراحمين. اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد اما بعد فقول الله جل وعلا ام للانسان ما تمنى هذا عطف على ما سبق من الايات. والعطف بامن في مقام تقديري جملة محلوفة تناسب وتارة تكون مذكورة وقوله هنا افرأيتم اللات والعزى ومناة التاركة الاخرى ومن البشر وله الانثى تلك اذا تشبه تنظيفا ان هي الا اسماء سميتموها انتم واباء انتم انزل الله بها من الإخوان ان يتبعون الا الظن وما فهو الأنفس. ولقد جاءهم من ربهم الهدى. ام للإنسان ما تمناه يعني ما يتمناه في امر هداه وفي امر ضلاله فالانسان يتمنى دائما ان يكون مهتديا وقد يكون مهتديا وقد لا يكون مهتديا. فالقد يكون فحقيقة العمر ان الاهتداء باتباع ما جاء من الله جل وعلا قبلها ولقد جاءكم من ربكم الهدى فحقيقة الاهتداء الذي توافق فيه الحقيقة الامية ان يكون متبعا لما جاء من عند الله جل وعلا فهذا هو الذي اتبع العلم ولم يتبع فقول الحق جل وعلا ام للانسان ما تمنى راجع الى ذلك. المعنى وهو تمنيه خير له ما من الهدى او من المال او من المغفرة او من الغنى او من حسن السعادة في الدنيا او في الاخرة الى غير ذلك. وهذا جاء بالقرآن في مواضع في ذم الامنية. ذم الامنية اماني بشكل عام الا اذا كانت قد صدقتها الاعمال كما قال جل وعلا ليس بامانيكم ولا اماني اهل الكتاب. من يعمل سوءا يدلى به فقوله ليس بامانيكم ولا اماني اهل الكتاب فيه ذم الاماني. لان الاماني في الغالب من الشيطان كما قال جل وعلا يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا لهذا صار تمني بالجملة مذموم والرجاء محمود لان الاماني غالبها من تسويه للشيطان ليكون للمرء استئناس بما تمنى ويكون له ترك العمل كما هو ظاهر. واصل كلمة الامية من الاتباع. ولهذا يقال في نقضيها امنية تخفيف وامنية بالتشبيه و التشديد ايضا بخصوصه يقال في القراءة قالوا تمنى الى قرأ امنية يعني قراءة. كما قال جل وعلا في سورة الحج وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبي الا اذا امنا القى الشيطان في امنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله اياته. قال الا اذا تمنى يعني قرأ القى الشيطان فيكم نيته يعني قراءته. وهذا راجع الى اصل المعنى اللغوي وهو انها فيها الاتباع لان القارئ يتبع وكذلك المتمني هو يتبع هواه ويتبع ما يلقيه الشيطان متمني بمعناه الذي يأمل الاشياء على غير حقيقتها. فاذا قوله هنا ام ثاني ما تمنى هذا من الاماني. كما في قوله يعدهم ويمنيهم. وكما في قوله الاية النسبة التي ذكرها ليس بامانيكم ولا اماني اهل الكتاب ومنه ايضا من الاشتقاق. قيل بماء الرجل الرجل امن لانه يخرج متتابعا يتبع بعضه الى غير ذلك من اشتقاق المادة الاكبر والاصغر والانسان المقصود به في الاية يسلم الانسان وغالب ما جاء لفظ الانسان في القرآن على جهة الذنب فاذا اطلق الانسان حيث هو له يطلق مذموما. لا على صفة به من جهة كونه جنسيا. ولكن هذا هذا هو الاستعمال. وهذا كثير ديروا بشواهد في القرآن فتأملوا. ويقول الانسان فاذا ما مت لسوف اخرج حيا. بالمنكر. وكما بقوله والعصر ان الانسان لفي خسر. كما في قوله هل اتى على الانسان اكين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا اشبه ده. وقوله سبحانه وتعالى ام للانسان ما تمنى هذا انكار يعني ليس للانسان ما تمناه لا يكون للانسان ما يتمناه الف للامكان كسبه وعمله وما قدر عليه. هذا انما يكون بما تصدقه الاعمال قول الله جل وعلا بعدها فلله الاخرة والاولى اللام هنا في قوله فالله هي يعني ان الاخرة والاولى ملك لله جل وعلا. واللام لها عدة استعمالات منها ان تكون اللام لام ملك وتمليك كما في قولك الكتاب لي يعني انه ملك لك وقد تكون اللام للاختصاص. كما يقال الورق كتاب وكما يقال السرج للدابة الماء واشباه ذلك مما لا يكون فيه المضاف اليه لا يصلح للملكية. لان الدابة لا تصلح للتملك. وكذلك الكتاب لا يصلح لتملك الورق فيقال الورق للكتاب يعني ان الورق مختص بالكتاب لان الكتاب لا يصلح للتملك كذلك استرجوا للدابة. الدابة لا تصلح ان تكون مالكة. فالرجل لها من جهة الاختصاص. وهكذا. والثالث من من الانواع ان تكون اللام للاستحقاق. ضابطها ان يكون ما قبلها من المعاني يضاف الى من يستحق المعنى او من يناسبه المعنى. مثل اضافة الصفات نقول مثلا العلو لا الحمدلله رب العالمين يعني الحمد مستحق لله جل وعلا. هذي تنظرها في مواضعها كل بما سيبه. ففي هذه الاية فلله الاخرة والاولى ام للانسان ما تمنى؟ فلله الاخرة والاولى آآ اللام هذه هنا لام في الملك يعني ان الانسان اذا تمنى فلن يملك شيئا لان الله جل وعلا هو المالك في الاخرة والاولى. فاذا تمنى ان يكون مهتديا في الدنيا سعيدا في الاخرة فليس له ذلك. يعني ان يكون على وفق ما تمنى بل هذا لله. لانه هو الذي له الاخرة والاولى. يعني جهات الملكية من جهة الملك والملك جميعا. وتقديم الجار والمنوف في قوله فلله على المبتدأ الاخرة الاولى يفيد في هذا المقام الاختصاص والحصر والقصر بما يكون معه ابطال لاماني المتمنيه. فليس لاحد نصيب في ملك الله جل وعلا بل هو الذي يتصرف كيف يشاء. فاذا الاماني لا فلها وانما الذي يجب ان يعمل المرء وان يجتهد اما الاماني فهذه خداعة ومن الشيطان كما قال يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا والاخرة والاولى اسمان الحياة الباقية والحياة الفانية. فالاولى هي الحياة الفانية والاخرة هي الحياة الباقية. وآآ قيل فيها اولى واخره باحد الاعتبارين. الاعتبار الاول ان انواع الحياة الان دنيا واخرى. والدنيا هي الاولى والاخرى هي الاخرة ستكون اخرة باعتبار ان تم قبلها اولى. والثاني ان انواع الحياة ثلاث اولى ومتوسطة وهي البردة واخرة وهي الباقية وهذا تقسيم هو الاولى هنا وفي مواضعه لان الاولى يقتضي ان نثم ثانية لاجل التقسيم وقوله فلله الاخرة يعني فلله الحياة الاخرة وله الحياة الاولى التي هي مدار العمل وله الحياة الاخرة التي هي دار الجزاء وما بينهما اللي هي دار البردة ايضا هي لله جل وعلا لكن الجزاء الاعظم في الدار الاخرة وكونها اخرة لانها جاءت متأخرة او تديه متأخرا وتقديم الاخرة على الاولى لانها محل طمع الطمع عاملة ايه؟ في شفاعة الاله لانه قال قبلها افرأيتم اللات والعزى المشركين بالهتهم لاجل الاخرة. وقدمها لما في قلوبهم من ذلك. بهذا الموضع في هذا الموطن بخصوصه ولهذا جاء بعدها قوله وكم من ملف في السماوات الاية نعم وقوله تعالى وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء ويرضى من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه. ولا ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له. فاذا كان هذا في حق الملائكة المقربين فكيف فكيف ترجون ايها الجاهلون شفاعتها هذه الاصنام والانداد عند الله وهو تعالى لم يشرع وهو تعالى نشر عيادتها وهو تعالى لم يشرع عبادتها ولا اذن فيها بل قد نهى عنها على على السنة جميعهم رسله وانزلة جميع رسله وانزل بالنهي عن عن ذلك جميع. جميع كتبه. جميل عن ذلك جميع كتبه. قال الله تعالى ان الذين لا يؤمنون بالاخرة ليسمون الملائكة يسمون الملائكة تسمية الانثى. قوله وكم من ملك هذا للتكفير. والتكفير باعتبار العبادة عبادة العابدين لان المشركين لم يعبدوا جميع الملائكة. وانما عبدوا كثيرا من الملائكة وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيء. لا يفهم منه ان ثم ملائكة تغني شفاعتهم شيئا تكثير هنا باعتباري عبادة من هبت وكم من ملك في السماوات لا تغني يعني الملائكة الذين عبدوا وهم كثير فقال وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم خير ملكي ملك هذه مخففة من ملهج لاجل كثرة الاستعمال. واصل ملأك مهلك لكنها مقلوبة وهذه مشتقة من الالوكة التي هي الرسالة لان اصل المادة هذه هلك يهلك الوكة اذا ارسل. كما قال الشاب قالتني اليها. يعني هغسلني وخير الرسول اعلمهم بنواحي الخبر. فاذا مادة الملك مأخوذة من الهلوكة وهي الرسالة. والملائكة مرسلون يرسلهم الله جل وعلا بما من الاوامر فيوكلهم سبحانه وتعالى بما يشاء ان يوكلهم به من امر الملكوت منهم من وكله بالموت ومنهم من وكله بالخطب ومنهم من وكله بكذا وكذا الى ما هو معروف عندكم في الملائكة فلان المقصود من هذا ان لفظ الملك يشعر بإبطال عبادته. لان الملك مرسل والعابد حتى من جهة اللفظ اذا انتبه فانه يجب عليه ان يعبد المرسل للمرسل فاللغة دلت لما سمي الملائكة ملائكة والملك ملك على ان في هذا ابطال لما يشترك معه الملك بالمعنى من البشر وهم الرسل فان الرسل ايضا لا تغني شفاعتهم شيئا لانهم مرسلون والملائكة مرسلون فاذا دلنا هذا البحث اللغوي والعقدي على ان الاية فيها ابطال طلب شفاعة الملائكة وانها لن تغني شيئا لانهم مرسلون عباد وليسوا ودي وبمفهومها اللغوي دلت على ان الانبياء والرسل ايضا لا تغني احدهم شيئا الا من باب ان يهدنا الله لمن يشاء ويرضى. والله سبحانه وتعالى لا يرضى بذلك شرعا ولا يأذن به شرعا يعني ان تقع شفاعة من الرسل او من الملائكة الناس. فلم يأذن الله جل وعلا لملك ان يشفع لمشرك به. كذلك لم يأذن الله جل وعلا كونا ولا شرح لرسول ان يشفع بعد موته من يشرك به وانما يأذن سبحانه وتعالى في الحياة قدرا وشرعا يعني كونا وشرعا بالرسل بان يدعو قد يستجيب وقد يرد دعوتهم. ويأذن ايضا في الاخرة بعد سؤال والدعاء الى اخر ما هو معروف المقصود من هذا الانتباه الى الارتباط في القرآن ما بين الالفاظ اللغوية والمباحث عقدية هذا تضع بالك له بانه يفيدك جدا في فهم كيف اقيمت جعل المشركين بالالفاظ اللغوية ما يعتقدون بهم من جهة تنبيه على اللفظ مثل ما في قوله مثلا وما فاتبعوا الذين يدعون من دون الله شركاء. ان يتبعون الا الظن وان هم الا يخرجون. وما ما يتبع سورة يونس ها هنا في سورة يونس وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركا. يعني ايش يتبعون؟ وما يتبعونه ما يتبع هؤلاء؟ هل هم يتبعون علما؟ ام يتبعون جهلا وظنا؟ قال اي يتبعونك الا الظن. وهذا توجيه الى برهانه. الحق والى برهان لغوي وعقليا في رد في رد الاعتقاد الباطل. ولهذا نقول رد الاعتقادات الباطلة ينبغي على يعني في القرآن على اشياء منها المباحث اللغوية واللفظية ومنها المباحث العقلية. والله جل وعلا ابطل عبادة المعبودات وابطل رد النبوات وعضل رد البعث بدلائل لغوية ودلائل عقلية بالاضافة الى انواع الدلائل الاخرى. وهذه مهمة فيما احسب اذا وضعت اه قلبك عندها انتبه واستخرج منها بفوائد كثيرة في التفسير وبالحجاز مع المبطلين قوله جل وعلا لا تغني شفاعتهم شيئا هذا فيه العموم يعني شيئا نكرة جاعت في سياق النفي فتعم جميع وقوله الا من بعد عياذنا الله بمن يشاء ويرضى في البحث اللي مر معنا في كشف الشبهات وفي العقيدة الواسطية مفصلة سلام دي مسألة الشفاعة وتحقيقه ان الشفاعة نوعان هذا على الاختصار تطويلها في موضعه شفاعة شركية وهي التي يطلبها المشركون من الهتهم اما مباشرة بطلب الشفاعة اشفعوا لنا واما بالعبادة لاجل الشفاعة. ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء سفهائنا عند الله يعني عبدوا لاجل الشفاعة او طلبوا الشفاعة مباشرة ام اتخذوا من دون الله كفعاء؟ قل اولو كانوا لا يملكون شيئا ولا يهكرون قل لله الشفاعة جميعا والثاني الشفاعة الشرعية وهي الشفاعة المثبتة وهذه لابد لها من شرطين. اول الاذن والثاني الرضا. اذن الله للشفيع ان يشفع والرضا عن الشفيع وعن المشفوع له. والاذن نوعان اذن كوني واذن شرعي. والرضا يكون عن الشافعي وعن المشفوع له. فقد الشافع مرضي ولكن المشفوع له غير مرضي فلا يهتم بالشفاعة. وقد يكون الشافع اه غير مرضي والمشفوع له مرضي فلا يؤذن له بالشفاعة. كما قال جل وعلا في سورة البقرة في اخرها او قال الا من بالحق ولا يملك الذين يدعون من دون الله من دونه الشفاعة الا الا من شهد بالحق وهم يعلمون. وتفاصيلها مذكورة في موضع نكتفي بهذا نعم. والله