المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ دروس من تفسير القرآن الكريم. تفسير سورة النجم الدرس الخامس. بسم الله فصلى الله وعلى اله واصحابه والتابعين. قال الامام ابن كثير قال الله تعالى ولله ما في السماوات وما في الارض. ليجزي الذين اساءوا بما عملوا ويجزي الذين احسنوا بالحسنى الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش الا النمم. ان ربك واسع المغفرة هو اعلم بكم اذ انشأكم من الارض اذ انتم اجنة في بطون امهاتكم فلا تزكوا انفسكم هو اعلم بمن اتقى. يخبر تعالى انه ما لك السماوات والارض وانه الغني عما سواه الحاكم في خلقه بالعدل وخلق الخلق بالحق ليجزي الذين اساءوا بما عملوا ويجزي الذين احسنوا بالحسنى. ان يجازي كلا بعمل الانترنت وان شرا فشر ثم فسر المحسنين بانهم والفواحش ربما وما في الكبائر وان وقع منهم بعض الصغائر فانه يغفر لهم ويستر عليهم اي لا يقع اي يجازي كلا عمله ان خيرا فخير وان شرا فشر. ثم فسر المحسنين بانهم الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش اي لا يتعاطون المحرمات الكبائر اي لا يتعاطون المحرمات الكبائر. وان وقع منهم بعض الصغائر وان وقع منهم بعض الصغائر. فانه يغفر له ويستر عليهم كما قال في الاية الاخرى ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم كريما وقال ها هنا الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش الا اللمم. وهذا استثناء منقطع لان اللمم من صغائر الذنوب ومحقرات الاعمال. قال الامام احمد حدثنا عبد الرزاق قال اخبرنا معمر قال اخبرنا معمر ابن ارقى عن ابن طاووس عن ابيه عن ابن عن ابن طاووس مع مرض ايش؟ عن ابن طاووس ها معمر عن ابن طاووس معمر عن من طاووس قال الامام احمد ايش؟ معمر ايه؟ معمر ابن مرطاد عن ابن طاووس عن ابيه ولعلها كانه بينحرطات كانها زائدة راجعوا ما في في النسخ شي والنسخة الازهريها طبعة الشعب وين هي موجودة طبعا الشعب قال الامام احمد حدثنا عبدالرزاق قال اخبرنا معمر عن ابن طاووس عن ابيه عن ابن عباس قال ما رأيت شيئا اشبه بالنم مما قال ابو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله تعالى كتب على ابن ادم حظه من الزنا ادرك ذلك لا محالة. فزن العين النظر وزن اللسان النطق. والنفس تمنى وتشتهي والفرج ذلك او يكذبه نعم اكملنا اخرجه في الصحيحين من حديث عبد الرزاق به. وقال ابن جرير اخرجاه في الصحيحين من حديث عبد الرزاق به. وقال ابن جرير حدثنا محمد بن عبدالاعلى اقال اخبرنا ابن ثور قال حدثنا معمر زايدة مخرجات صحيحة ما بين اربعة عن الاعمش عن ابن طاووس عن ابيه عن ابن عباس نعم عن الاعمش عن عن ابي الضحى ان ابن مسعود قال زنا العينين النظر وزنا الشفتين التقبيل وزنا اليدين البطش وزنا ويصدق ذلك الفرج او يكذبه او يكذبه فان تقدم بفرجه كان زانيا. والا فهو والا فهو اللمم ان ابن مسعود قال زنا العينين النظر وزنا الشفتين التقبيل وزنا اليدين البطش وزن الرجلين ماشي ويصدق ذلك الفرج او يكذبه يكذبه. ويصدق ذلك الفرج او يكذبه. فان تقدم بفرجه كان الثانية والا فهو اللمم وكذا قال مسروق والشعبي وقال عبدالرحمن بن نافع الذي يقال له ابن لبابة الذي يقال له ابن لبابة الطائف قال سألت ابا هريرة عن قول الله ان اللمم. قال القبلة والغمزة والمباشرة فاذا مس الختان الختان فقد وجب الغسل وهو الزنا. وقال علي ابن ابي طلحة عن ابن عباس ان النمم الا ما سلف وكذا قال زيد ابن اسلم وقال ابن جرير حدثنا ابن وقال ابن جرير حدثنا ابن المثنى قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا عن منصور عن مجاهد انه قال انه قال في هذه الاية الا اللمم. قال الذي يلم بالذنب ثم قال الشاعر ان تغفر اللهم تغفر جما. واي عبد لك ما الم وقال ابن جرير حدثنا ابن حميد قال حدثنا جرير عن منصور عن مجاهد في قول الله تعالى الا اللمم. قال الرجل يلم بالذنب ثم ينزع عنه. قال وكان اهل الجاهلية يطوفون بالبيت وهم يقولون ان تغفر الله ثم تغفر جما واي عبد لك ما الم وقد رواه ابن جرير وغيره مرفوعا قال ابن جرير حدثني سليمان قال حد حدثني سليمان بن عبدالجبار قال حدثنا ابو عاصم قال حدثنا زكريا ابن اسحاق عن عمرو بن دينار عن وعن ابن عباس الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش الا النمم. قال هو الرجل يلم بالفاحشة ثم يتوب وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان تغفر اللهم تغفر جما. واي عبد لك ما الم وهكذا رواه الترمذي عن احمد عن احمد بن عثمان ابن عن احمد ابن عثمان ابن ابي عثمان البصري عن ابي عاصم النبيل ثم قال هذا حديث صحيح حسن غريب اذ لا نعرفه الا من حديث زكريا ابن اسحاق وكذا قال البزار لا نعلمه يروى متصلا الا من هذا الوجه وساقه ابن ابي حاتم والبغوي من حديث ابي عاصم النبيل. وانما ذكره البغوي في تفسير سورة تنزيل وفي صحته مرفوع النظر ثم قال ابن جرير حدثنا محمد بن عبدالله ثم قال ابن جرير حدثنا محمد بن عبدالله بن فزيع قال حدثنا يزيد ابن زريع قال حدثنا يونس عن الحسن عن ابي هريرة رضي الله عنه اراه رفعه الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش الا النمم. قال اللمة من الزنا ثم يتوب ثم يتوب ولا يعود ولا من السرقة ثم يتوب ولا يعود. واللمة من شرب الخمر ثم يتوب ولا يعود. قال فذلك ان وحدثنا ابن بشار قال حدثنا ابن ابي عدي عن عوف عن الحسن في قول الله تعالى الذين كبائر الاثم والفواحش الا اللمم. قال اللمم من الزنا او السرقة او شرب الخمر ثم لا يعود يعقوب قال حدثنا ابن قال حدثنا ابن علية عن ابي رجاء عن الحسن في قول الله الذين يجتنبونك الاثم والفواحش ان اللمم. قال كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون هو الرجل يصيب اللم من الزنا واللمة من شرب الخمر فيجتنبها ويتوب منها وقال ابن جرير عن عطاء عن ابن عباس ان النمم يلم بها في الحين. قلت الزنا؟ قال الزنا ثم يتوب وقال ابن جرير ايضا حدثنا ابو كريب قال حدثنا ابن عيينة عن عمد عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنه قال الذي يلم المرة وقال الصديق قال ابو صالح سئلت عن النمم فقلت هو الرجل يصيب الذنب ثم يتوب واخبرت بذلك ابن عباس فقال لقد اعانك عليها ملك كريم حكاه البغوي. وروى ابن جرير من المثنى بن الصباح وهو ضعيف عن عمرو بن شعيب ان عبد الله بن عمر قال اللمم ما دون الشرك وقال سفيان الثوري جابر الجعفي عن عطاء عن ابن الزبير عن عطاء عن ابن الزبير الا النمم قال ما بين الحدين حد الزنا وعذاب الاخرة وكذا رواه شعبة عن الحكم وكذا رواه شعبة عن الحكم عن ابن عباس مثله سواء وقال العوفي وقال العوفي عن ابن عباس في قوله ان كل شيء بين الحدين حد الدنيا وحد الاخرة تكفره الصلوات فهو النم وهو دون كل موجب فاما حد الدنيا فكل حد فرض الله عقوبته في الدنيا واما حد الاخرة فكل شيء ختمه الله بالنار واخر عقوبته الى الاخرة. وكذا قال عكرمة وقتادة توضحاك وقوله تعالى ان ربك واسع المغفرة اي رحمته وسعت كل شيء ومغفرته تسع الذنوب كلها لمن تاب منها كقوله تعالى قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا. انه هو الغفور الرحيم. وقوله تعالى هو اعلم بكم اذ انشأكم من الارض اصحى اشوفك بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. الملك الحق الكريم واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اما بعد ففي قول الله جل وعلا ولله ما في السماوات وما في الارض ليجزي الذين اساءوا بما عملوا ويجزي الذين احسنوا بالحسنى. الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش الا اللمم ان ربك واسع المغفرة هو اعلم بكم اذ انشأكم من الارض واذ انتم اجنة في بطون امهاتكم ثلاث اتزكوا انفسكم هو اعلم بمن اتقى هذه الاية بل هذه الايات فيها مسائل عظيمة بينها الله جل وعلا لعباده لشدة حاجتهم اليها فيها بيان الحكمة من خلق السماوات وفيها بيانا عظم رحمة الله جل وعلا الذين وحدوه واخبتوا له واعبدوه وحده لا شريك له وتبرأوا من الشرك واهله وفيها ان الله جل وعلا هو الذي يزكي عباده وان العباد صفتهم المعصية والغفلة والظلم والجهل فلا ينبغي ان يزكوا انفسهم بل الله جل وعلا يزكي من يشاء هو سبحانه اعلم بمن اتقى وهذه الايات في هذه السورة يظهر ان مناسبتها جهل المشركين الحكمة من خلق السماوات والارض حيث ظنوا ان السماوات والارض ليس في خلقها حكمة فضلا عن ان يعلموا ان هذه الحكمة هي مجازاة المسيئين من المشركين و اشباههم وجزاء المحسنين بالمغفرة للذنوب ودخول الجنة والسورة كما سمعتم فيما قبل ذلك مشتملة على تقرير المطالب العظيمة تقرير التوحيد تقرير الرسالة ورد الشرك وبيان ما عليه المشركون من الزيغ العظيم في دين الله وغفلتهم عن حكم الله جل وعلا في خلقه لقوله سبحانه ولله ما في السماوات وما في الارض اللام هذه هي لام الملك يعني ان الله سبحانه يملك ما في السماوات وما في الارض قد ذكرت لكم من قبل ان اللام في القرآن تأتي على انحاء اهمها ثلاثة وهي لام الملك ولام الاختصاص ولام الاستحقاق اما لام الملك فهي ان يكون الشيء الذي قبلها لفظا او تقديرا يناسب ان يكون مملوكا كما في هذه الاية واصلها في اللغة ان يقول القائل مثلا هذا الكتاب لي يعني انه يملكه لانه يصلح ان الكتاب ان يتملك والنوع الثاني لام الاختصاص كقول القائل يعني في اللغة السرج للدابة واشباه ذلك لان الدابة لا تصلح ان تتملك ولا يصلح السرج ان يكون ملكا لها تكون اذا مختصة به ويكون السرج اه مختصا هذه الدابة والاختصاص له اغراظ تراجعونها في كتب اللغة النوع الثالث لام الاستحقاق وظابطها الغالب ان يكون ما قبلها من المعاني العامة التي يستحقها ما بعدها كقوله جل وعلا الحمد لله رب العالمين. فالحمد معنى واضافته الى الله جل وعلا باللام هي اضافة استحقاق يعني كل انواع المحامد مستحقة لله جل وعلا او كل انواع المحامد واجناسها استحقاق الله جل وعلا اذا تبين لك ذلك فقوله هنا ولله ما في السماوات وما في الارض يعني انه سبحانه يملك ما في السماوات وما في في الارض وما في الموظعين هذه تفيد العموم يعني الذي في السماوات كله والذي في الارض كله وايضا ما بينهما هو ملك لله جل وعلا واذا كان ملكا لله سبحانه فانه يتصرف به كيف يشاء اولا ثم هو سبحانه يخلق الاشياء لحكمة عظيمة السماوات جمع سماء وهي في اللغة لما علا وارتفع فيقال لكل ما اظل سماء لاجل علوه وارتفاعه لهذا سمي السحاب سماعا وسمي المطر سماء وسميت القبة الزرقاء فوق الارض سماء وسميت السماوات سماوات لاجل علوها وارتفاعها وفي القرآن جاءت السماوات مجموعة وجاءت مفردة السماء فاذا جمعت فالمعني بها سبع سماوات المعروفة ولا يعنى بها العلو انما السماوات هي السماوات السبع المعروفة في القرآن واذا افردت واتى بلفظ السماء فانه قد يراد منها جنس السماوات او واحدة في السماوات اما الجنس يعني الجميع او واحدة السماء الدنيا او احد السماوات السبع واما ان يراد منها العلو اما الاول فظاهر واما الاخير فكما في قوله تعالى الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء يعني في العلو وكقوله جل وعلا اامنتم من في السماء ان يخسف بكم الارض فاذا هي تمور ام امنتم من في السماء يعني منفي العلو وفي الاية الاخيرة يحتمل ان تكون المراد بالسماء جنس السماوات فتكون فيه بمعنى علا قوله ما في السماوات الاكثر ان في السماوات المراد بها في الظرفية وقد تأتي في السماوات بمعنى على السماوات. فتكون في بمعنى على وقد تحتمل المعنيين كما في قوله تعالى وهو الله في السماوات وفي الارض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون وهو الله في السماوات يعني على السماوات كما هو عقيدة السلف الصالح المبنية على الدليل من الكتاب والسنة قوله سبحانه ليجزي الذين اساءوا بما عملوا اللام هذه التي تكون قبل الفعل غير اللام التي سبق الكلام عليه تلك اللام تكون قبل الاسماء اللام الملك والاختصاص والاستحقاق تكون قبل الاسم اما قبل الفعل فاللام لها اغراض كثيرة منها لام التعليل او لام كي كما يسميها كما يسميها بعضهم يعني بعض النحات ليجزي يعني العلة من كون السماوات والارض يملكها الرحمن جل وعلا العلة من الاخبار بذلك العلة من لازم هذا الخلق وهو انه سبحانه خلقها لحكمة بالغة عظيمة لماذا؟ خلق ولماذا اخبر بملكه لذلك وما يلزم عنه وما ينشأ عنه قال العلة ان يجزي الذين اساءوا بما عملوا ويجزي الذين احسنوا بالحسنى والجزا هو اعطاء نتيجة العمل المجازاة مقابلة العمل بي حاصلة ونتيجته وهو ان يجزى من عمل خيرا بالخير وان يجزى من عمل شراء بالشر ايجزي تصدق على الحسنات وعلى السيئات ولهذا قال هنا ليجزي الذين اساءوا بما عملوا ويجزي الذين احسنوا بالحسنى. بخلاف يجازي فان يجازي مختصة بالكافر كما قال سبحانه في سورة سبأ وهل نجازي الا الكفور قوله الذين اساءوا والذين احسنوا اساءوا واحسنوا كلمتان متقابلتان من السيئة اذا اساءوا ومن الحسنة في احسن الذين اساؤهم الذين جاءوا بالسيئة والذين احسنوا هم الذين جاؤوا بالحسنة والسيئة والحسنة لها اشتقاق في اللغة ومعان في القرآن لعلنا نذكرها في موضع اخر لاجل كثرة البحوث في هذه الايات قال ليجزي الذين اساءوا بما عملوا والباء هنا بقوله ليجزي الذين اساءوا بما عملوا هي باء المقابلة والعوظ لان الله سبحانه لا يظلم الناس شيئا واما الباء الثانية بقوله ويجزي الذين احسنوا بالحسنى فهي باء التفظل والاكرام مع السبب يجزي الذين احسنوا بالحسنى تفضلا منه واكراما لا معاوضة لان العبد لو نوقش الحساب هلك والحسنى جاءت في القرآن بعدة معان منها ان المراد بالحسنى جنس ما يحسن من الخيرات وينفي المظار والمكروهات وجاءت بمعنى الجنة كما في قوله ان لي عنده للحسنى اشبه ذلك وكما في قوله للذين احسنوا الحسنى وزيادة ولها مزيد معنى يأتي في موضعه ان شاء الله قال سبحانه الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش وهذا وصف للذين احسنوا فكان قائلا قال من هم الذين احسنوا ويجزي الذين احسنوا بالحسنى؟ من هم الذين احسنوا؟ فقال الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش وكقاعدة في التفسير انه يكثر الاتيان لفظ الذين كتعريف لما قبله او وصف او جواب سؤال واذا كان كذلك فان الذين مع ما بعدها تكون تفسيرا لما قبله ويكون اصح التفاسير ان يكون ما بعدها تفسيرا لما قبلها كما في قوله مثلا والله لا يحب كل مختال فخور الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل فمن هم اهل الاختيال والفخر مختال فخور قال الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل. وهكذا في امثاله هذه الاية الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش الا اللمم ان ربك واسع المغفرة سمعت ما فيها من كلام السلف تفسير وما جاء فيها من من الحديث والاثار الاية اشتملت على ان الذنوب منقسمة الى كبائر والى صغائر وهذا هو الصحيح عند المحققين من اهل العلم وعند جماهير علماء الامة والناس في انقسام الذنوب لهم مذاهب الاول ان الذنوب كلها كبائر وليس ثم ذنب صغير وانما هو ما انما هناك كبير واكبر والذين قالوا بهذا القول نظروا الى ان المعصية والذنب اذا نظر فيها الى من عصي فانها كبيرة لان الله جل وعلا يستحق الطاعة ولا يشوغ لاحد ان يعصيه. فمن عصاه فقد اتى كبيرا من الفعل او من القول والقول الثاني ان الذنوب بالنسبة للموحد صغائر في جنب التوحيد فحسنة التوحيد اعظم الحسنات وسيئة الشرك اكبر السيئات والموحد تغفر له الكبيرة بمعنى انه يخرج من النار فاذا عندهم ان الكبائر في حق غير الموحد واما الموحد فلا كبيرة في حقه مآلا وهذا القول ظاهر ان القرآن يرده والله جل وعلا بين ان الذنوب تنقسم الى كبائر والى ما دون ذلك والقول الاول ايظا غلط لان القرآن ايضا والسنة فردان والقول الثالث وهو الصحيح ان ان الذنوب منقسمة الى كبائر والى صغائر والدليل على على انقسامها اشياء. الاول ان الله جل وعلا قال ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما فشرط لتكفير السيئات اجتناب الكبائر في سورة النساء فدل على ان الشرط يخالف المشروط فدل على ان السيئات فغير الكبائر واذا كانت غيرها فهي اذا صغائر فانقسم اذا باية النساء الى كبائر والى سيئات صغار الثاني قوله جل وعلا في هذه الاية الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش الا اللنا قوله هنا الا اللمم استثناء من الاثم لا استثناء من الكبائر كما سيأتي تحقيقه وفي مفهوم قوله كبائر بهذه الاية دليل على ان ثم صغائر لانها وصف ومفهوم المخالفة يكون مفهوم صفة كما هو مقرر بموضعه في الاصول اذا تبين ذلك وان هذا القول هو الصحيح فان هذا دل عليه ادلة كثيرة من السنة ايضا كقوله عليه الصلاة والسلام الصلاة الى الصلاة مكفرات لما بينهما اذا اجتنبت الكبائر ورمضان الى رمضان مكفر لما بينهما اذا اجتنبت الكبائر الكبائر ونحو ذلك من الاحاديث هذه الاية قوله الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش اذا تقرر ما ذكرنا من انقسام الذنوب الى كبائر وصغائر فاهل العلم اختلفوا في حد الكبيرة يعني ممن قال بهذا القول اختلفوا في حد الكبيرة ما هي الكبيرة كانت لهم اقوال تراجعونها في موضعها لكن الصحيح منها هو ان الكبيرة ما كان فيه توعد بحد في الدنيا او بعذاب في النار يوم القيامة او جاء معه لعن لفاعله وزاد شيخ الاسلام ابن تيمية على ذلك ان ينفى عنه الايمان لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه ونحو ذلك وزاد وزاد غيره نفي بل هو وغيره نفي الايمان قوله ليس منا بنفيه عن جماعة المؤمنين وقد نظمها ابن عبد القوي في الفيته في الاداب بقوله في ظبط الكبيرة فما فيه حد في الدنا او توعد باخرى فسم كبرى على نص احمد وزاد حفيد المجد يعني شيخ الاسلام وزاد حفيد المجد اوجى وعيده بنفي لايمان ولعن لمبعد وهذا هو الصحيح بان الكبيرة تحد بما فيه حد في الدنيا او عذاب في النار في الاخرة او نفي للايمان او لعن لفاعلي تلك المعصية المسألة الثانية ان العلماء درجوا على ذكر قول بعض السلف انه لا كبيرة مع استغفار انه لا صغيرة معا اصرار كما انه لا كبيرة مع استغفار وان الاصرار على الصغيرة يصيرها كبيرة وهذا الحد فيه نظر من جهة الدليل لان الادلة دلت على ان العبد اذا عاود الذنب فانه يغفر له ولكن لو صار كبيرة فان مغفرته انما تكون بالتوبة ادلة جاءت على ان الصلاة تكفر وعلى ان الوضوء يكفر وعلى ان العمرة تكفر. وعلى ان الحج يكفر وهكذا وهذا يدل على ان فعل الصغائر لا يسيرها كبيرة قال بعض العلماء ان مأخذ من قال ذلك من السلف اذا صاحب فعل الصغيرة والمداومة عليها استهانة بها وعدم طمع في المغفرة ولا مبالاة بالسيئة واذا كان كذلك فهذا متجه فيكون الكبيرة في مجموع امرين بالاصرار و عدم المبالاة بها بالاصرار على الصغائر وعدم المبالاة بها اما لو كان مصرا ويستغفر فانه لا يحسن ان تدخل بحد الكبيرة قوله جل وعلا كبائر الاثم والفواحش الواو هذه للمغايرة فان الاثام الكبيرة منها ما هو فاحشة من حيث الوصف يفحش عند الجميع من ذوي الفطر مثل الزنا والسرقة والقذف واشبه ذلك يفحش على النفوس السليمة فعل ذلك ومنها ما هو كبيرة وقد لا يفحش مثل شرب الخمر والتولي يوم الزحف واشباه ذلك فان الكبائر من جهة الوصف عند اهل الايمان كل كلها فاحشة وكلها فواحش لكن من جهة فعل الناس لها فان منها ما يعد فاحشة ومنها ما هو كبيرة ولا يظهر عند العامة انه باحث من الفعل ولذلك عطف بالواو المقتضية للمغايرة لقوله كبائر الاثم والفواحش قوله سبحانه الا اللمم الاستثناء هنا كما سمعت في كلام الحافظ ابن كثير له تفسيران اما ان يكون استثناء منقطعا واما ان يكون استثناء متصلة فمن قال انه متصل جعل اللمم هو فعل الكبيرة كما سمعت في تفسير السلف قال ونسب للصحابة قال هو الرجل يزني ثم يعود يسرق ثم يعود يشرب الخمر ثم يعود وهذا مصير منهم الى ان كلمة الا هذه استثناء متصل يعني ان اللمم داخل في الكبائر لكنه زاد عليها بوصف العود والرجعة والتوبة فيكون الملم هو من فعل كبيرة ولم يقم عليها بل استغفر وعاه والقول الثاني ان اللمم ان الاستثناء هنا منقطع يعني بمعنى لكن فتكون الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش لكن اللمم يعني لكن من فعل اللمم ان ربك واسع الماطرة وهذا القول اظهر وهو ان اللمم لا تدخل في الكبائر بل هي الصغائر كما ذكر في اول التفسير وقدمه ابن كثير وهو الراجح عند اهل العلم ان اللمم ليست هي الكبائر بل اللمم هو ما لا يخلو ان يلم به المرء في يومه وليلته من نظرة او من نوع سوء ظن او اشباه ذلك مما فيه معصية والعبد المؤمن لا شك يرى انه مخاطب في كل حال بامر ونهي. فان خالف الامر فقد الم بشيء وان اتى النهي فقد الم بشيء فكلما ازداد علم العبد ازداد خوفه وازدادت معرفته وعلمه بانه باشد حاجة للاستغفار ولمغفرة الله جل وعلا وتوبته على عبده اذا فالصحيح ان اللمم اسم لما يلم به المرء في يومه وليلته من مخالفة لامر او اجتناب او ارتكاب لنهي مما لا يدخل في حد الكبيرة لهذا قال تعالى ان ربك واسع المغفرة وقوله سبحانه واسع المغفرة في ذكر اللمم سبب ذكر السعة هنا واسع المغفرة مع ان الذي يتبادر ان سعة المغفرة تكون لذكر الكبائر لان الكبيرة هي العظيمة فتكون مغفرتها واسعة لعظمها. لكن ذكر سعة المغفرة بعد اللمم الا اللمم ان ربك واسع المغفرة. وذلك وسعة اسباب اغتفار الصغائر في هذه الشريعة فقال ان ربك واسع المغفرة واسع المغفرة للصغائر باي شيء باقامته جل وعلا الاسباب الكثيرة في تكثير الصغائر وقد ذكرت لكم من قبل ان تكفير السيئات الصغائر له شروط واول شروطه ان تجتنب الكبيرة كما قال جل وعلا ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما. والشرط الثاني ان ان يأتي بمكفر مما جاء في الشريعة انه يكفر مثل الوضوء الصلاة للصيام قيام ليلة القدر قيام رمظان للعمرة للحج واشبه ذلك مما جاء في الشريعة صلاة ركعتين بعد الذنب واشباه ذلك ولكن هذه الاشياء كلها جاءت مشروطة ايضا فهو شرط اثم شرط في داخل الشرط وذلك انه ليس كل صلاة تكفر وليس كل وضوء يكفر وليس كل صيام يكفر وليس كل قيام يكفر. وليست كل عمرة تكفر وهكذا فالادلة من السنة التي جاء فيها ذكر التكفير للصغائر بهذه الاسباب جاءت مشروطة ففي الوضوء قال عليه الصلاة والسلام من توضأ كما امره الله فجاء شرط كما امره الله بعد الوضوء. وقال في الصلاة من صلى الصلاة فاكمل ركوعها وسجودها وخشوعها. وفي لفظ من صلى الصلوات الخمس فاتم ركوعها وسجودها وخشوعها كانت له كفارة فيما بينه وبين الصلاة الاخرى من الكبائر. رواه مسلم في الصحيح. فشرط اتمام الركوع والسجود والخشوع وقال عليه الصلاة والسلام في صيام رمظان من صام رمظان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. وقال في القيام من قام رمضان ايمانا واحتسابا وقال في الحج من حج فلم يرفث ولم يفسق. خرج من ذنوبه كيوم ولدته امه وهكذا وهذا يبين لك سعة ابواب المغفرة. فقد يفوت العبد بين الصلاة الى الصلاة يفعل صغيرة وتكون صلاته قد ذهب خشوعها فلم يتم ركوعها او سجودها او خشوعها فوسع الله جل وعلا على العبد اسباب المغفرة فجعل رمظان الى رمظان مكفران ما تهيأ له ذلك جعل العمرة اذا فعلها فلم يرفث ولم يفسق مكفرة فاتته العمرة جعل الحج الى الحج مكفر وهذا جواب سؤال اشكل على كثير من اهل العلم وهو ان انه ان يقال كيف صار رمظان الى رمظان مكفر؟ مع ان الصلاة الى الصلاة مكفرة فانه اذا اتى رمظان مع الصلوات الخمس فانه سيأتي ولا ذنب صغير فاذا اتى الحج فسيأتي ولا ذنب صغير لان ما قبله يكفر الصلوات تكفر ورمضان يكفر فغلطوا من من هذه الجهة فجعلوا الحج مكفرا للكبائر لانهم قالوا انه سيأتي ولا ذنب فكيف يخرج من ذنبه اذا والجواب عن هذا الاشكال ان المسألة في سعة اسباب المغفرة وكل سبب مشروط كل سبب من هذه الاسباب مشروط كما جاء في الادلة. والحمد لله على سعة مغفرته. وله الثناء الحسن. ونشكره سبحانه ونثني عليه الخير كله. فهو سبحانه الذي من علينا بالهداية ومن علينا بسعة المغفرة وسعة اسبابها فله الحمد في الاولى والاخرى سبحانه وتعالى المغفرة اسم لي شيئين يعني في الشرع لستر الذنب والثاني لمحو اثره وفي اللغة المغفرة مأخوذة من الغفل وهو الستر غفر الشيء اذا ستره ولهذا سمي المغفر الذي يلبس في الحرب على الرأس سمي مغفرا لانه يستر الرأس من وقع اثر السيوف او من اثر وقع السيوف يستر الرأس من اثر وقع السيوف فاذا المغفرة تشمل في الشرع شيئين محو الذنب اه ستر الذنب والثاني محو اثره فستر الذنب يشمل شيئين. الاول الا يفضح العبد والثاني ان يمحى من صحيفته ومحو اثره يشمل شيئين ايضا محو اثره في الدنيا بعقوبته في الدنيا ومحو اثره في الاخرة بعقوبته في الاخرة وكل وكل من هذه الاشياء الاربعة لها اسباب خاصة بها والمقام يطول بي بذكرها فنرجئها ان شاء الله الى موضع تذكر فيه المغفرة باذنه تعالى وبمشيئته واعانته وتوفيقه نعم نقف عند هذا اه مع اجتناب الكبائر نعم ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما بعض العلماء فهم من اية النسا هذه ان الصغيرة تكفر بمجرد اجتناب الكبيرة وهذا فيه نظر وان كان قال جمع من اهل العلم لكن فيه نظر لان الاية ذكرت ان الله يكفر قال ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم فذكر انه يكفر وهذا التكفير ليس بسبب الاجتناب فقط فان الاية ما دلت عليه وانما دلت السنة على ان تكفير الكبائر يكون باسباب اخر فاذا الاية لا تدل لمن قال ان ان اجتناب الكبائر بمجرده تكفر به الصغائر وانما تدل على ان اجتناب الكبائر به يكفر الله جل وعلا الصغائر لكن ما اسباب ما الاسباب التي مع الاجتناب هي ما ذكرت في الاحاديث فاذا كون الصلاة الى الصلاة مكفرات لما بينهما ما اجتنبت الكبائر والوضوء معه تحات الخطايا ونحو ذلك هذا كله بشرط اجتناب الكبائر فاذا قوله تعالى نكفر عنكم سيئاتكم يعني بما شرعنا من الاسباب التي تكفر السيئات لغاية ما قلنا وفيني هلكت من درنه شيء. نعم. فقال ابن هشام من الكبائر كيف يوجه ابوك هذا مبني على فهم معنى الدرج هل يبقي من درنه شيء ثم قال فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا فهل يقال ان الكبيرة تسمى قرن فهذا ليس بظاهر فان الكبائر اعظم من الاوساخ التي هي الادران التي تعلق بالانسان. فالظاهر من الحديث اي في اللغة تعليقه بالادراع وهي ما يتسخ به المرء ويلم به من صغائر الذنوب نعم هذا من جهة اللغة اما من جهة الاستدلال الاخر فاجتماع الاحاديث يدل على انها لا تكفر كل شيء طبعا هناك من قال ان الحج يكفر كل شيء وان الصلاة تكفر كل شيء وهو مذهب لبعض الفقهاء كفر حتى الكبائر للموحد ولكن هذا ليس بصحيح لمخالفته في ظاهر اية النساء. نعم الشروط التي اشترطت بكم فعل الا يجمعها بالاحسان الاحسان بايش هذه الافعال الاحسان تفسيره اخلاص العبادة وبمتابعة السنة اه هذا تفسير الاحسان وهذا ينشأ عن ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك يعني ينشأ كماله فتقييدها بالاحسان او انه يجمعها الاحسان ليس بوجه لان الاحسان درجات ليس درجة واحدة نعم مم. لا هذا التوبة تكفير يكون بالمغفرة وبالثوبة وباسباب يعني اذا فعلى العبد المعصية فان تكفيرها يكون باسباب عشرة عشرة اسباب دلت عليها النصوص منها اشياء من العبد ومنها اشياء من اخواني او من غيره احسن من غيره من اخوانه ومن الملائكة ومنها ما هو من الله جل وعلا فما هو من العبد فعل الحسنات الماحية ان الحسنات يذهبن السيئات واستغفار العبد وتوبته الاستغفار شيء والتوبة التي هي الندم والاقلاع والعزم ومنها اسباب من العباد ومنها اسباب من الله جل وعلا مثل المصائب في الدنيا و الاهوال البرزخ و ما يجري في عرصات القيامة اه المقصود ان انها عشرة اسباب دلت عليها الادلة